24_الفابيوس

24 4 58
                                    

.
.
مرت الأيام و نحن نجول في أرجاء المملكة ، يكاد اليوم يكون مملا لولا حديثي مع روز و أحيانًا مع باقي الجماعة

و لأنني اٌبعد نفسي عن ليام ، لم أرى تلك المرأة إيفليار ، لم تلاحقني أثناء نومي و هذا ما جعلني أصمد حتى اٌنهي هذا الكابوس الواقعي بشكل نهائي

كانت طريقتُنا للسفر ؛ ثلاثة أحصنة و مهر يتقدمنا عبر الغابة ، الهضاب ، النهر و أحيانا مدن فقيرة نتوقف لنأخذ فيها قِسطًا من الراحة

مازلت أسأل نفسي ..

ماذا أفعل هنا ؟ و ما سبب إختباري ؟

أعتقد أنني لن أعرف أبدًا ، لكن مع هذا لم تمضي ليلة دون النظر في المرآة و إنتظار حضور أي شخص للنجدة

أبقى ساعات متأخرة في الإنتظار و أستيقظ باكرًا حتى نقطع الطرق الوعرة بأسرع وقت

أعاني وحيدة ، لكن مع هذا تمسكت بأصغر ذرة من الأمل كي أجد حلاً لأجوبتي

كي اٌنهي هذا الإختبار الصعب الذي أخوضه ، سأجد طريقي

هذا ما أهمس به كل ليلة قبل الخلود للنوم بجوار روز ، و على بعدٍ قريب ليام وَ ويلدن

أحاول جاهدة الخروج من هنا بعد كل ما حدث

و هذه الليلة لم تختلف كثيرًا ، حملت المرآة في مرمى نظري إنتظرت طويلا
أتأملها تارة و النجوم تارة أخرى

أهمس و أقول كلماتٍ أشجع بها نفسي .. كاد التعب يتغلب على جسدي لذا تركت المرآة جانبًا و نمت اٌقابلها بظهري

#الكاتبة

لمعت حواف زجاج المرآة بلمعان إنطلق مع الرأس العلوية ليسير كخط يترك أثرًا ثم يختفي في الطريقين و تلتقى عِند نقطة المنتصف في الخط السفلية

لمعان إختفى في ثواني لتعود المرآة لطبيعتها

فجر هذا اليوم مرّ بتجهيز معظم الأمتعة و تناول فاكهة و حليب كالعادة

إمتطوا أحصنتهم و قد صمت الجميع لحظات قليلة ، تجاوزوا الغابة ، لتنطق روز : يالي حظنا ، الشمس أيضا حُجِبت بالغيوم اليوم

إبتسم ويلدن و قال " هذا الحظ رافقنا مُطولا ، أعتقد أنّ الأمر أكثر من ضربة حظ "

نظر ليام ناحية آن و قد قال " مهما كان نحن محظوظون به ، لكن ليته لم يُحضرنا من الأساس "

" أظن أن القدر أرسَلتكم " قال ويلدن و قد بدت من ملامحه الجِدية

أجابت آن مازحة " نعم القدر لعب لعبته معنا "

سألت روز بعد أن أظهرت ملامح تفكير وَ تدقيق " مهلًا مهلاً ، لماذا قلت القدر بصيغة المؤنث "

أضاف ليام على قولها " أجل قلت أن القدر أرسلتنا ما معنى هذا ؟ "

فسألهم ويلدن مازحا " كأنكم لا تعرفون الخرافة "

رواية : ظــلال السّحـرWhere stories live. Discover now