17_ جولة الدخلاء

33 3 10
                                    

#آن

أيقظنا ويلدن باكرًا ، بعد ظهور أول خيوط لأشعة الشمس

تناولنا فطور بسيط سحبه من حقيبته السحرية و جهزه على قِدر و لهيب نار

إنتابنا شوق بسيط لفطورنا الفاخر ، ليام على ما يبدو إعتاد غذاء ملكي

لكن أنا إشتقت إلى ما تُعده أمي

بقيّ لنا مسيرة نصف يوم لنصل إلى المدينة ، وصفها لنا ويلدن ببضع كلمات لكنني تشوقت كثيرًا لرؤيتها

أكثر من مُغادرتها

جمعتنا حوارات قليلة ، فتركنا الجهد لأرجلنا كي نقطع بها مسافات طويلة بين التلال

و غموض ما حدث البارحة حرصت على عدم ذكره ، أعتقد أنني بدوت مجنونة لحظتها و لا أريد تكرار ما حدث

رغم يقيني بما رأيت إلا أن الشك راودني أيضًا

فبدأ نزاع داخلي ، أأصدق أو أُكذب

و هنا حِرت ، ماذا أفعل وسط كل هذا الغموض

..

ظهرت سِمات المدينة في الأفق

جدران بناياتها المصنوعة من الصخور الرمادية

ضجيج أسكت السكون الذي حاصرنا

و قافلات تجرها أحصنة كانت تحوم حولها

إنبهرنا بمدى ضخامتها و فخامتها

لكن ما أحزنني قول ويلدن

أنه كانت هناك عشرات المدن مثلها ، يحكمها حكام و تخضع لحكم ملكي

كانت مملكة يعمها السحر و السكينة

لكن كله تغير لسبب لم يخبرني إياه ، لسبب أحزنني رغم جهلي به

وصلنا عند مشارف المدينة و بدأنا سيرنا وسط منازل و بيوت

تتكون من طابق إضافي و أخرى من أرضي فقط

سكان المدينة كانوا  يرتدون ملابس قديمة تشبه التي نرتديها

كانت كما إرتدناه نحن في العصور الوسطى

تجولنا بينهم و الدهشة تملأنا ، لم نكن نبدو غرباء بالنسبة لهم ... فنحن شكلا نشبههم لكن من يدري ما يستطيعون فعله لقدراتهم السحرية العجيبة

مع ذلك ظل بعض الفضوليين يوجهون أنظارهم نحونا ، و كنا قد تجاهلناهم بناءًا على نصيحة ويلدن

كلما تعمقنا بدخول المدينة كلما إزدادت  زحمة ، ظلت الدهشة تملكنا خاصة مع دخولنا منطقة تشتهر بكثرة الأسواق

فرأينا عِجاب الأمور تُباع هناك

لم نكلف عناء ألسنتنا لنسأل ويلدن ، بينما تركنا عيوننا تفسر كل شيء

رواية : ظــلال السّحـرWhere stories live. Discover now