#آن
أيقظنا ويلدن باكرًا ، بعد ظهور أول خيوط لأشعة الشمس
تناولنا فطور بسيط سحبه من حقيبته السحرية و جهزه على قِدر و لهيب نار
إنتابنا شوق بسيط لفطورنا الفاخر ، ليام على ما يبدو إعتاد غذاء ملكي
لكن أنا إشتقت إلى ما تُعده أمي
بقيّ لنا مسيرة نصف يوم لنصل إلى المدينة ، وصفها لنا ويلدن ببضع كلمات لكنني تشوقت كثيرًا لرؤيتها
أكثر من مُغادرتها
جمعتنا حوارات قليلة ، فتركنا الجهد لأرجلنا كي نقطع بها مسافات طويلة بين التلال
و غموض ما حدث البارحة حرصت على عدم ذكره ، أعتقد أنني بدوت مجنونة لحظتها و لا أريد تكرار ما حدث
رغم يقيني بما رأيت إلا أن الشك راودني أيضًا
فبدأ نزاع داخلي ، أأصدق أو أُكذب
و هنا حِرت ، ماذا أفعل وسط كل هذا الغموض
..
ظهرت سِمات المدينة في الأفق
جدران بناياتها المصنوعة من الصخور الرمادية
ضجيج أسكت السكون الذي حاصرنا
و قافلات تجرها أحصنة كانت تحوم حولها
إنبهرنا بمدى ضخامتها و فخامتها
لكن ما أحزنني قول ويلدن
أنه كانت هناك عشرات المدن مثلها ، يحكمها حكام و تخضع لحكم ملكي
كانت مملكة يعمها السحر و السكينة
لكن كله تغير لسبب لم يخبرني إياه ، لسبب أحزنني رغم جهلي به
وصلنا عند مشارف المدينة و بدأنا سيرنا وسط منازل و بيوت
تتكون من طابق إضافي و أخرى من أرضي فقط
سكان المدينة كانوا يرتدون ملابس قديمة تشبه التي نرتديها
كانت كما إرتدناه نحن في العصور الوسطى
تجولنا بينهم و الدهشة تملأنا ، لم نكن نبدو غرباء بالنسبة لهم ... فنحن شكلا نشبههم لكن من يدري ما يستطيعون فعله لقدراتهم السحرية العجيبة
مع ذلك ظل بعض الفضوليين يوجهون أنظارهم نحونا ، و كنا قد تجاهلناهم بناءًا على نصيحة ويلدن
كلما تعمقنا بدخول المدينة كلما إزدادت زحمة ، ظلت الدهشة تملكنا خاصة مع دخولنا منطقة تشتهر بكثرة الأسواق
فرأينا عِجاب الأمور تُباع هناك
لم نكلف عناء ألسنتنا لنسأل ويلدن ، بينما تركنا عيوننا تفسر كل شيء
YOU ARE READING
رواية : ظــلال السّحـر
Horrorهذه رواية عن مغامرة خيالية : اختفى السحر و بقيّ الظل ، ثلاثة دخلاء على عالم خيالي بعيد عن كل ما رأوه ، لتبدأ الرحلة في البحث وَ نفض غبار الحقيقة