11_رفقاء الدرب (2)

51 6 19
                                    

كانت تحتضن أمها و أختها و صديقتها روز بسعادة غامرة و الدموع تتساقط من خدها الناعم و لا تكاد تستوعب فرحتها

حتى سمعت صوت ينادي بإسمها لتعبس ملامحها بعد أن فتحت عينها و تيقنت أن هذا مجرد حلم

لتستقبل صباحها بخيبة أمل و وجه صديقة تعرفت عليها هو الذي أيقظها ، صبحت عليها بالخير فردت لها التحية و أخبرتها أنهم يتجهزون للسير

و لساعات واصلوا سيرهم تحت اشراف المعلم الذي يسير وحده ، قبله بمسافة قدمان رجلان بعمر الأربعين  و تليه النساء ثم باقي الرجال لحمايتهم من أي خطر طاعن في الظهر و هذه تشكيلة لحماية النساء من أي إعتداء

آن طول الطريق تفكر بالحلم الذي رأته فقد أيقض أحاسيس الإشتياق التي حاولت دفنها منذ بداية رحلتهم كي توفر دموعها ليوم رؤيتهم و إحتضانهم بشوق لكنها قطعت حدود الصبر برؤيتها لهذا الحلم مما جعل قلبها يبكي دون دموع على حالة عائلتها من بعدها

قاطع سباحتها صوت المعلم يخاطب أحدًا ، لتوجه نظره للقائل و تفاجئ بما رأته

ذلك العجوز و الفتى و الفتاة الذين دبوا الرعب بقلبها عندما كانت في موطنها لندن

لتفكر في أن أول شئ يجب عليها فعله هو الإختباء فسحبت يد ليام و توجهت لآخر الصف بعيدا عن أنظار الرجل العجوز و رفاقه و هي تختبئ خلف إحدى النساء التي تفاجات من فعلها و ليام فعل المِثل

عندما حاول التحدث أخرسته و هي تحول دون نطقهم لكلمة واحدة ، فإنصاع لأوامرها

وجهت آن نظرها نحو المعلم و العجوز لترى الأخير يهم بالذهاب و خلفه الفتى و الفتاة

تنهدت آن براحة ثم مشت برفق للأمام و عند إبتعاد العجوز قليلا ، إقتحمت آن الصفوف و وضعت لنفسها مكانا ثم سارت معهم بطبيعية كي تخفي شبوهات عنها لو إلتفوا صدفة للرؤية مرة أخيرة ، هي حتى لا تعرف نواياهم لكن بعد الأحداث التي جعلتها تهابهم لن تجازف و تسأل عن مرادهم بأي طريقة

فالنوايا أحيانا تكون خبيثة

بعد أن مضت دقائق و تأكدت من ذهابهم دون عودة رجعت إلى مكانها في آخر صف النساء مع ميلاين عندها سألتها عن سبب تصرفها الغريب و كما فعل ليام أجابتهُ أولاً قائلة و هي تحاول إختلاق كذبة جيدة " لقد حسبت أن الرجل من أتباع اللورد لذا إختبأت ، فأنت لا ترى الكثير من الأجانب هنا و إذا رأيت واحدًا إختبئ " قالت كلماتها الأخيرة بصيغة الأمر و التحذير ليومئ لها ببسمة ساحرة على شفتيه

ثم وجهت نظرها نحو ميلاين و قالت مفسرة لها الموضوع " ذلك الرجل العجوز كان يتبعني منذ مدة و نواياه مجهولة لذا إختبئت منه ، و آسفة على إخافتك "

ردت عليها و هي تضع يدها على كتفها و قالت " لا داعي للإعتذار بسبب هذا ، و إذا حدث و تعرضتي لمواقف كهذا إعرفي أنني هنا ، فأنت رفيقة دربي "

رواية : ظــلال السّحـرWhere stories live. Discover now