19_قلعة الأحياء

31 5 8
                                    


.
.

" ماذا تعني بأننا سنعود و تذهب لوحدك "

صرخت على ويلدن الذي كان يشغل نفسه بحزم أمتعته و محاولة تجنب النظر إلي ، بينما غضبتُ بسبب القرار الذي إتخذه صبيحة هذا اليوم

أجابني بعد مدة بنبرة هادئة

" آن لقد أخبرتك ، لا أستطيع أخذك معي ، المكان خطير هناك أنا حتى لا أعلم ماذا ينتظرنا "

" لكن ويلدن انا أريد مرافقتك " أصررت بلهجة مترجية

" لا آن " قال ليضيف مخاطبا روزا " أقنعيها أنتِ أيضًا ، تعرفين أنني أستسلم للإصرار "

رفرف قلبي لمعرفة ذلك ، كان كأنه يدعوني لأحرج نفسي أكثر بمحاولة إقناعه لأقول :

ويلدن من فضلك ، أنا أدين لك لأنك ساعدتني و الآن يجب عليّ رد الدين

خاطبت روزا " نعم ويدلن دعها تذهب معك و تكتشف بعضًا من عالمنا ، لعلك تجد طريقة لإرجاعها ، و إذا فشلت خذها لمركز مملكة إيميليانا "

" ماهو مركز المدينة !؟ " سألت بفضول

ليأتيني رد صادم و صارم " تسألين كثيرًا ، ستعرفينه عندما نذهب إليه "

" أهذا يعني أننا سنذهب معك للقلعة ؟! "

أجاب بالموافقة لأقفز فرحًا ، و أزعزع أرضية الغرفة ، بعد لحظات سمعت صوت روز تقهقه فرحًا و هي في الطابق الأرضي

على ما يبدو فهمت أنّ القفز علامة الفرح ، و الفرح سببه الموافقة

أمضينا الساعات المتبقة في التجهيز ، كانت غامرة .. لم أدري السبب حقًا !!

أنا حقا أردت مغامرة كهذه ، و قد حصلت عليها ، مرت لحظات تمنيت لو لم تحصل ابدًا لكنني مع هذا ممتنة لهذه الصداقات التي حصلت عليها

لإكتشافي هذا العالم السحري

قررنا هذه المرة أخذ عربة و حصان من أجل الرحلة ، فالمسافة بعيدة جدًا لهم

ودعنا روزا ، و التي قبل كل شيء نصحتنا بأن نحذر ، أنا حقًا لا أرى أي خطر هنا في هذا العالم

كنا نسير كعادتنا ، نستريح ليلا و ساعة من وقت الظهر ؛ بينما الطعام أصبحنا نتعاون في إعداده تحت إشراف ويلدن

كانت القلعة حقًا بعيدة ، أسبوع كامل من السفر كان متعبًا بعض الشيء ، قضيت معظم وقتي في النوم أو التأمل في ما تلتقطه عيناي من جمال نادر

لم نكن نمر بتجمعات سكانية ، فتلك المنطقة حقًا منسية ، لم يكن يسكن قُربها أحد

و حسب كلام ويلدن ، لم يتجرأ أحدٌ على ذلك

أوقفنا العربة أمام تلة عشبية خضراء ، واصلنا سيرنا في الظلام الداكن و الفجر على وشك البزوغ

رواية : ظــلال السّحـرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن