.
.#الكاتبة
فوق سريرها تتعرق بشدة للمشاهد التي تمر بذهنها
أرض معركة مليئة بالضحايا و الجرحى ، بينما أعداد قليلة من جنود بزي عسكري حديدي يقاتلون بكل ضراوة ، دماء في كل مكان و مشاهد تقشعر لها الأبدان
إنتقل المشهد بسرعة إلى قصر حيث كانت هي تركض ، بكل سرعة و لا تدري ما السبب ، تسير في رواق طويل رفض أن ينتهي حتى تعرقل حركتها بشيء لتسقط على وجهها و ترى كم كان صغر سنها وقتها
ظلام داكن لا ترى فيه شيء و بكاء طفلة صغيرة شديد ، يجعلك تتمنى لو صمت أذنها و لم تسمع صوت القهر هذا
واصلت تقلبها على سريرها بينما المشاهد مرت بسرعة لترى آكايلا واقفة و فوق رأسها التاج بجوار رجل شاب خلف عرشين بغرفة قصر ، آكايلا أمام المرآة تهمس كلمات غريبة و صوت البكاء يكاد يصم آذانها بالفعل لكنه جعلها ترتعب للبكاء ، الذي إنتهي فجأة لترتفع أصوات جماعة تصرخ " إقتلوه ... إقتلوها!!! "
صرخت بواقعها ، لشدة القوى التي إستهلكتها و الألم الذي غزى قلبها بينما ظلت المشاهد الأخيرة تعيد نفسها ممزوجة بأصوات جعلت فهم الكلام مهمة مستحيلة
" أرجوك أنقذها.." لاح صوت فتاة صغيرة لتخرس كل الأصوات و تظهر الفتاة الصغيرة
كانت بشعر أسود و عيون بلون البُندق ، بعبارة أخرى كانت آن بعمر السابعة
إبتسامتها أزاح كل الرعب من قلبها لتهدأ قليلا في واقعها و تتنفس بصعوبة ، كانت كالبدر في ظلام الليل
لكن من قال أن البدر يظل كاملا ، ظهر فجأة رجل مقتول بشعر بني و ملامح رجولية رؤيته بدت كرؤية الدهر أمامها جعلها تبكي بقوة و تستيقظ مفزوعة من الكابوس
وضعت يدها على قلبها ، و أخذت تزفر الهواء بسرعة ... عيونها تسللت منها الدموع و جبينها مبلل بقطرات العرق
زاحت الغطاء عن نفسها و أخذت تسير بعسر ، تترنح و لم تملك القدرة على السير بتوازن
نزلت السلالم و قد أصدرت ضوضاء كبيرة ، تعثرت في معظم الأدراج
كانت تسير هائمة لا ترى أمامها سوى منظر الدماء الذي رأته و الدمار الذي جرته تلك المعركة
و هي حتى لا تدري إن كان كابوسًا أو واقع
ضغطت على صدرها و تأوهت لألم قلبها ، كأن الكابوس أيقظ حواس و مشاعر كانت ميتة منذ سنين طوال
وقفت أمام عتبة باب المطبخ ، لتفتحته و تسقط على ركبها مستندة بجدار الحائط
و الآلام تُضعف قلبها أكثر فاكثر ، منذ يوم مشئوم واحد و قلبها يعاني كثيرًا
YOU ARE READING
رواية : ظــلال السّحـر
Horrorهذه رواية عن مغامرة خيالية : اختفى السحر و بقيّ الظل ، ثلاثة دخلاء على عالم خيالي بعيد عن كل ما رأوه ، لتبدأ الرحلة في البحث وَ نفض غبار الحقيقة