18_ عالمُ صنعه السِحر و الحب

37 4 47
                                    


.
  .

كان الكل مجتمعا حول الطاولة المركزية في البيت ، الكل متشوق لما سيسمعه و الكل جهز عقله لإمتصاص الصدمات حتى لا يتأثر

و بدأت روزا تروي مافي ذهنها بعد أن إشترطت عليهم أن يصمتوا و يتركوا الأسئلة للنهاية

فأي قِصة ستروي يا ترى :

بدأت مقدمة قصتها قائلة " دعوني أروى لكم قصة عالمنا الذي صنعه السحر و الحب "

قبل مئات السنين ، كان عالمنا لا وجود له فقط عالم الآدميين أي البشر ... لكن كثيرُ منهم كانو يخوضون حروبا ظالمة من أجل السُلطة و المال

كان العالم أنذاك بفترة صراع ، فكل الممالك حينها تعيش في فقر مدقع أودى بحياة الكثيرين و جعل العيش عبارة عن معركة غالبا ما يفوز بها الموت

كان قُطاع الطرق في كل مكان ، البيوت تُنهب و الأبرياء يقتلون ،كان عصرا لا مكان للضعفاء فيه .. وحده القوى من ينجو بحياته

حتى العائلات تخلت عن بعضها ، لا مكان للعمل و لا للعيش ، كان المزارعون بدل أن يبيعو مزروعاتهم كانو غالبا ما يُقتلون و يستولي المرتزقة على أراضيهم فأصبحوا يحكمون المُدن و يخدمون الملوك بخطف الشبان و تدريبهم لجعلهم جنودًا من أجل تغذية الحروب بمزيد من الدماء

كان من الصعب التصديق أن عالمنا سيكون ضمن عالم قاسي كالذي يعيش فيه البشر ، لكن كثير منهم كانو يعيشون في مآسي و ظُلم كبير فما كان لعالمنا خيارُ سوى الظهور

و الأمر بدأ حينما أنبتت بثور الحب في مكان لا يمكنها فيه الإثمار ، لكن حدث و أنْ رأى البعض نورًا وسط هذه العتمة

النور الذي أزعج الظالمين ، و أنار درب بعض البشر

القصة كانت قصة حب ، بين أول ملوك مملكتنا .. الذين كانو وقتها مجرد أناس عاديين

لكن الحب كان أقوى من أن يبهت بريقه للظلم المنتشر حوله ، رأى البعض في هذا الحب وسيلة لبدأ ثورة على كل الحكّام الظالمين

فالملكة أوليفر كانت شخصيتها قوية ، حنونة و لا تسكت للظلم ... أما الملك روبن فقد قيل عنه أنه كان يسرق من الأغنياء و يقدم للفقراء كان ماهرا في السيف الرمح القوس و كل شيء يخطر على بالك

كان يجيد التخطيط و التكتيك لذا كان كثير من الشبان يعتبرونه قدوة

الشعب جعل منهم رمزًا للثورة ، الثورة التي إنتظروها طويلاً

لكن أطماع الحاكمين لم تسمح لهم بتنفيذ خطتهم ، و بعد مدة كان الشعب قد فقد ثقته بالملكة و الملك حتى أنه تم مضايقتهم و البحث عنهم في كل مخبئ بالمملكة

أوليفر إقترحت الهرب لمملكة أخرى رغم صعوبة الوصول ، فكل ما كانت تتمناه هو أن يعيشا حبهما بهناء و أن تحمي ابنها الذي لم يرى النور بعد

رواية : ظــلال السّحـرWhere stories live. Discover now