اسكربتات هالة أحمد

By Delirium182

281K 17K 937

بصوا حبيت اعمل حاجة جديدة ف انا هنا هجمع الاسكربتات اللي الكاتبة هالة أحمد كتبتهم و هنزلهم هنا و اشمعنا هال... More

{1}
{2}
{3}
{4}
{5}
{6}
{7}
{8}
{9}
{10}
{11}
{12}
{13}
{14}
{15}
{16}
{17}
{18}
{19}
{20}
{21}
{22}
{23}
{24}
{25}
{26}
{27}
{28}
{29}
{30}
{31}
{32}
{33}
{34}
{35}
{36}
{37}
{38}
{39}
{40}
{41}
{42}
{43}
{44}
{45}
{47}
{48}
{49}
{50}
{51}
{52}
{53}
{54}
{55}
{56}
{57}
{58}
{59}
{60}
{61}
{62}
{63}
{64}
{65}
{66}
{67}
{68}
{69}
{70}
{71}
{72}
{73}
{74}
{75}
{76}
{77}
{78} Part : 1
{78} Part : 2
{78} Part : 3
{78} Part : 4
{78} Part : 5
{78} Part : 6
{78} Part : 7
{78} Part : 8
{78} Part : 9
{78} Part : 10
{78} Part : 11
{78} Part : 12
{78} Part : 13
{78} Part : 14
{78} Part : 15
{78} Part : {الأخير {16
{79}
{80}
{81}
{82}
{83}
{84}
{85}
{86}

{46}

2.8K 157 6
By Delirium182

'' الحُب والحُزن والجَمال ..❤! ''

'' 2020م ..''

- هدير ..بتبصي علي مين ؟
= وطي صوتك

'' قربِت مني زينب ووقفت جمبي وبصينا مع بعض من الشباك ، وقالتلي ..''

- مين دا اللي بتبصي عليه ؟
= ساكن جديد في شارِعنا ..بقاله إسبوعين تقريباً !
- أهاا ، وماله بقا بتبصي عليه ليه ؟

'' قفلت الشباك وقولتلها ..''

= خاطف عيني ، بحب أشوفه يازينب
- ياسلام ؟
= بإبتسامة : ....
- طب دا مين أصلاً ، وإسمه إيه ؟
= معرفش
- يعني ماتعرفيش عنه أي حاجة ؟
= لأ أعرف ..بس حاجات بسيطة ، يعني مثلاً عنده ولد وبنت ..بنته تقريباً عندها 14 سنة وإبنه عنده تقريباً 6 سنين ، وعايش معاهم سِت عجوزة ، تقريباً مامته
- طب ومراته ؟ مش موجودة ؟
= لأ مش معاهم ، مابشوفهاش ..يمكن يكونوا منفصلين
- أو متوفية
= الله أعلم ، وكمان جِه المَدرسة عندنا من يومين ! ..تقريباً كان بيقدم لبنته فيها
- وماسألتيش باباكِ عنه ؟
= لأ ، ماعنديش الجراءة اللي تخليني أسأله
- يمكن يجي المَدرسة تاني وتعرفيه
= أتمني
- طب وبعدين ؟ هتفضلي تبصي عليه من الشباك كدة لحد إمتي ؟
= معرفش
- طب حاسبي منه بقا
= أحاسب منه ليه ؟
- يعني ! ..خاطف عيِنك إنهاردة ، ياعالم بكرة هيخطف إيه ؟
= بضحك : ....

'' شعور غريب توغّل جوايا من أول ماشوفته في شارِعنا صدفة ! ، صدفة حبيتها ، صدفة خلقت جوايا حالة من الراحة ..
إتمنيت صُدفة زي دي تجمعنا ببعض وأعرف هو مين بشكل أكبر ..
أنا بشتغل مُدرسة في مَدرسة إعدادي ، وكمان زينب صاحبتي بتشتغل معايا في نفس المَدرسة وكانت بتجيلي كل يوم البيت تحوّد عليا ونمشي سوا ، لحد مافي يوم صحيت متأخر عن معادي وكنت بلبس بسرعة ، إتفاجئت بزينب جاية وفتحت عليا الأوضة وقالتلي .. ''

'' 1920م ..''

- سمو الأميرة ! ، الأوتومبيل مستني سموك برا
= إسمي فريدة يادادة ، لما نبقي لوحدنا بلاش سموك وأميرة والكلام دا
- بإبتسامة : حاضر يافريدة ، جِهزتي ولا لسة ؟
= ثواني وهكون جاهزة ، قوليلي ..شكلي حلو ؟
- بإبتسامة : زي القمر
= بإبتسامة : ميرسي يادادة
- طب يلا بقا هتتأخري علي الحفلة
= طيب حاضر

'' مشيت خطوتين ورجعت وبصيتلها ..''

- تفتكري هيجي الحفلة يادادة ؟
= بمرواغة : هو مين ؟
- هو ! ، اللي معرفش إسمه دا
= مش بتقولي إن الحفلة معزوم فيها كل الأُمرا والأميرات ؟
- أيوة
= بإبتسامة : يبقي هيجي
- خايفة مايجيش زي حفلة الأسبوع اللي فات ، أتمني يجي الحفلة دي
= سموك متأكدة إن الأمير دا خاطف عينك بس ؟
- قصدك إيه يادادة ؟
= بإبتسامة : لا ولا حاجة
- بضحك : طب هامشي أنا بقا عشان كدة هتأخر

'' شعور لذيذ ! بس مخيف عشان مش معروف نهايته ..خَلق جوايا حالة من الفضول ، وزرع حالة من الإرتياح مُجرد ماعيني بتُقع عليه ..
وِصلت الحفلة وكان كُل همي ألاقيه ، بس مالقِتهوش ! ، حسيت بيأس ، وقعدت في الحفلة وأنا بَعِد الدقايق عشان الحفلة تخلص وأمشي ..في أي حفلة معروف إن بيبقي فيها رقص ، أمير بيختار أميرة ويرقص معاها ..''

- تسمحيلي بالرقصة دي ؟

'' رفعت عيني وشوفته ! ، إتصدمت لما لقيته هو ! ..جِه إمتي وإزاي ماشوفتهوش ؟ ، قلبي بدأ يرجف ..رفضت أمدله إيدي ، خوفت ! ..وقومت خرجت برا وسيبت الحفلة ، وفِضلت أتمشي في الجنينة وأحاول أهدّي حالة التوتر والإرتباك اللي تملكوني ، بصيت ورايا لقيته جاي ، إرتبكت أكتر ..''

- إنتي كويسة ؟
= بإرتباك : أيوة ..أنا كويسة
- طب ليه سيبتي الحفلة ؟
= ....
- أنا آسف لو كان طلبي ضايقك
= طلب إيه ؟
- إنك ترقصي معايا
= ااه ..لا أبداً أنا بس مش بحب الرقص
- بإبتسامة : ....
= هو ليه أنا اللي طلبت ترقص معاها
- عشان إنتي الأميرة الوحيدة اللي أعرفها في الحفلة
= بإستغراب : إنت تعرفني ؟
- أكيد ..فريدة ..الأميرة فريدة
= يعني إنت ماتعرفش أسماء الأميرات اللي في الحفلة غيري ؟
- لا طبعاً أعرفهم كلهم تقريباً
= يبقي يعني إيه ماتعرفش غيري ؟ إنت مين ؟ ، أنا أصلاً مش عارفة إسمك !
- ياسين ، مش فكراني ؟
= بإستغراب : إحنا إتقابلنا قبل كدة ؟
- كتير
= طب ممكن تفكرني ؟
- بإبتسامة : في مرة زمان في حفلة من الحفلات ، عرضت عليكي ترقصي معايا زي من شوية ..وقولتيلي إنك مابتحبيش ترقصي ، وحاولت أخليكي توافقي ترقصي معايا لكن إنتي رفضتي ، مش فاكرة ؟
= بإستغراب شديد : لأ ..ممكن تفكرني أكتر ؟

'' فِضل يبص حواليه وكإنه بيدور علي حاجة ! ، وبعد كدة إتضح إنه كان بيدور علي وردة ، راح قطفها ورِجع ..مع كُل خطوة الرؤية بالنسبالي بتبقي أوضح ..وكإني لسة أول مرة أشوفه دلوقتي وأدقق في ملامحه ، كل حاجة إفتكرتها لما حَط الوردة في شعري وقال ..''

'' 1820م ..''

- آيةُ الجمَال ، أجمَل مِن وَرد البنفسَج
= بصدمة : ....
- إفتكرتيني ؟
= الشيخ بلال ؟
- بإبتسامة : بلال ياآية أنا مش شيخ !

'' القدر اللي يخلينا نتقابل بَعد كُل السنين دي غريب جدا ، أنا حقيقي كنت نسيته ..''

= هو ..إزاي ؟ ، إنت ..إنت كنت فين كل السنين دي ..وليه رجعت و ..وإزاي ؟
- بإبتسامة : لا دي قصة يطول شرحها ومش وقت خالص الكلام ، أنا مبسوط جداً إني شوفتك بعد كُل السنين دي
= ....
- بإبتسامة : لسة مصدومة ولا إيه ؟
= أوي
- طيب نبقي نشوف موضوع الصدمة دا بعدين ، المهم إنك تمشي دلوقتي ماينفعش حد يشوفنا ، إنتي برده بنت الفتوة وماينفعش تقفي مع أي حد كدة
= يبقي لازم نتقابل تاني
- سبيها علي الله
= هنتقابل تاني ياشيخ بلال ، أكيد لازم نتقابل ..عن إذنك

'' ونزلت البُرقع علي وِشي ومشيت من قدامه ، مشيت وأنا حزينة ..شعور الراحة الغريب اللي كان جوايا إتحول برده لحزن غريب ، وعلي قد مانا حزينة علي قد مانا لسة مصدومة ، بلال ساب الحارة وحي الناصرية من زمان ، من سنين طويلة جداً ..من حوالي عشر سنين أو أكتر ، كانت لسة بنته صغيرة ..وأبوه هو اللي كان فتوة الناصرية ، وأبويا أنا كان شيخ الحي ، أبوه مات ..وكان متوقع إن بلال هو اللي هيبقي الفتوة ، والناس كلها كانت موافقة بكدة ، لكن هو رفض لسبب مش معروف لحد دلوقتي ، واللي يحيّر أكتر إنه أخد مراته وبنته وأمه ومشيوا من الناصرية ، وماحدش كان يعرف هو مِشي ليه أو مِشي راح فين ..
بلال كان حافظ للقرآن ، وأنا أبويا كان عايز يحفظني القرآن ، عشان كدة قال لبلال يحفظهولي رغم إنه هو مش شيخ ولا حاجة ، لكن هو كان شيخي أنا ، شيخ آية بس ..لما كان يزعقلي لما أكون مش حافظة كنت بزعل وأتضايق ، وأنا معروف عني إني بحب ورد البنفسج فاكان يصالحني ويقولي '' آيةُ الجمَال ، أجمَل مِن وَرد البنفسَج ..ماتزعليش حقك عليا '' ، ورجع الشيخ بلال الحارة من تاني ..رجع وخطف عيون آية ، بقا يطلع اللي خاطف عيون آية شيخها ؟ ..
رُوحت أجري علي أسماء صاحبتي ..عشان أحكيلها اللي جرالي وخيبتي التقيلة ..جريت علي بيتها وقعدنا لوحدنا وقولتلها ..''

-

- إسمه عبدالرحمن
= بإندهاش : عرفتي إزاي ؟
- جه المَدرسة إنهاردة ، وطِلع إنه لما جه قبل كدة كان بيقدم لبنته في المدرسة وبيقدم طلب توظيفه هنا في المَدرسة وإنهاردة إتقبل وجه يستلم شغله ، طِلع عبدالرحمن اللي كان جارنا ..وفي نفس الوقت المُدرس اللي كان بيدرسلنا في إعدادي يازينب

'' ثواني خدتهم زينب عشان تسترجع ذاكرتها وتفتكر عبدالرحمن ، ولما إفتكرت إندهشت أكتر ! ..''

= بصدمة : مش ممكن ! ، أستاذ عبدالرحمن ؟
- ....
= إنتي إزاي مافتكرتيهوش لما شوفتيه من أول مرة ؟
- دول عشر سنين أو أكتر ماقابلتهوش يازينب ولا كنت أعرف عنه حاجة ، أكيد هنسي شكله يعني ، دا أنا نسيته هو شخصياً
= طب وقالك إيه تاني ؟
- ماقالش ! ، لكن أنا قولتله إننا لازم نتقابل تاني ونتكلم
= إنتي شكلِك متضايق ، وكإنك مش مبسوطة إنك عرفتيه
- ماكنتش متوقعة إن اللي خاطِف عيني يطلع أستاذي
= عادي ياهدير ، هي لو جت علي خطف العيون مش مشكلة ، أيام وهتنسِي ..أما لو خطف قلوب بقا ..يبقي هنا المشكلة
- لا طبعا ماوِصلِتش لكدة
= طب الحمد لله
- بس كنت أحِب توصل لكدة ، ماعنديش مشكلة
= يادي النيلة !

'' فكرت في كلامي اللي قولته من شوية ! ..طب لو أنا ماعنديش مشكلة إن الأمور ممكن تتطور لدرجة الحب إيه اللي مزعلني إن الشخص دا طِلع عبدالرحمن ! ، يعني زعلانة عشان طِلع الأستاذ بتاعي ؟ ..طب وإيه المشكلة ؟ ، دا مش سبب كافي لزعلي أبداً ..
حاولت أتخطي حُزني الغير مفهوم دا ، لكن ماقدرتش أتخطي الموضوع نفسه ..
مِن آخر مرة إتكلمنا فيها وأنا منتظرة إننا نتكلم تاني ونقعد مع بعض زي ماقولتله وإتفقنا ، بس ماكنش فيه فرصة تِسمح بكدة ..كنت بشوفه في المَدرسة طبيعي ، الكلام بينا ماكنش بيزيد عن السلام وبس ، لحد ماأخيرا سَمحت الفرصة إننا نقعد مع بعض في أوضة المدرسين ، كان عندي حِصة فاضية وهو كمان ..فارُوحت قعدت معاه وقعدنا نتكلم شوية في كذا حاجة ، لحد مانا قولتله ..''

- هو أنا ممكن أتطفل وأسأل حضرتك سؤال ؟
= بإبتسامة : طبعاً
- هو إنت كنت فين السنين اللي فاتت دي كلها ، ممكن أعرف ..؟

'' إتنهد وكان لسة مُحتفظ بإبتسامته وقال ..''

-

- كُنت في تركيا
= كُنت بتعمل إيه هناك ؟
- قصة طويلة ..
= طب ممكن تحكيهالي ؟
- يعني ! ..من عشر سنين تقريباً إكتشفنا إن نِهال زوجتي مريضة ، كانت بتتعب من أقل شئ ، والدكاترة قالولنا إنها مش هتعيش كتير ..علي قد مانا كنت حزين عليها علي قد مانا كنت عايز أسعِدها بأي طريقة ..كان نفسها جداً ترجع تركيا وتشوف أهلها ، عشان كدة أخدتها وسافرنا تركيا وعِيشنا هناك ..وبدأت تتعافي بشكل كبير هناك لدرجة إن الدكاترة كانوا مستغربين جدا ، وإعتبروها مُعجزة ..ورجعنا نعيش حياتنا بشكل طبيعي من تاني ، وهي حامل في وائل إبننا رجعت تِعبت تاني ، والحَمل شكّل خطورة عليها ..وماكنش ينفع ننزله لأننا لما إكتشفنا المرض كانت هي في الشهر السادس ، وماتت وهي بتولد وائل
= بحزن : الله يرحمها
- كانت صدمة كبيرة جدا بالنسبالي ، قعدت فترة كبيرة أستوعب عدم وجودها في حياتي وإن أثرها خلاص إختفي ..ماكنتش أقدر أرجع مصر بأولادي وأشيل مسؤليتهم هنا ! ، كان هيبقي صعب ، مش هقدر عليهم لوحدي ..عشان كدة قعدت هناك في تركيا ، والأولاد كانوا جمب جدهم وجدتهم ووالدتي طبعا موجودة ..عشان يساعدوني في تربيتهم ، ولحد ماحسيت إنهم كِبروا بشكل أقدر أنا لوحدي أشيل مسئوليتهم رجعت مصر ! ، وأهو زينة كِبرت بقت 14 سنة ، ووائل 6 سنين
= بإبتسامة : ....
- وإنتي بقا ، كُنتِ بتعملي إيه السنين اللي فاتت دي كلها ، أنا سايب مصر تقريباً وإنتي عندك 18 سنة
= بإبتسامة : أيوة دلوقتي عندي 28 سنة ..
- عملتي إيه السنين اللي فاتت ؟
= والله تقدر تقول إن أنا إتعلمت أعزف علي البيانو بشكل كبير
- بدهشة : بجد ! ، دا العيب كان فيا بقا

'' الأمير ياسين كان تقريباً الأمير الوحيد اللي بيقدر يعزف بيانو بطريقة تسحر القلوب ، قبل مايسافر كان في أي حفلة يحضرها هو اللي كان بيعزف علي البيانو بطلب من كل الموجودين ، وبحكم إن كان فيه سابِق معرفة بينه وبين بابّاه وبين والد ياسين كمان طلب بابّاه منه يعلمني العزف علي البيانو ، والحقيقة أنا كنت فاشلة جدا وكنت بتعلم بصعوبة ..
رديت عليه وقولتله ..''

= بضحك : لا طبعاً ، العيب كان فيا أنا
- وأتعلمتيه إزاي
= كنت بقعد أعزف علي البيانو وأفتكر كل حاجة إنت علمتهالي ..لحد مابقيت أعزف أحسن منك كمان
- بإبتسامة : دا شئ يسعدني يافريدة
= بإبتسامة : ....

'' وقعدنا شوية ساكتين ماحدش فينا بيقول حاجة ، لحد مانا قولتله .. ''

= مافكرتش تتجوز تاني ؟
- بتنهيدة : فكرت ..
= طب ليه ماتجوزتش
- عشان ماحبيتش !
= هو لازم عشان تتجوز تحب ؟
- طبعاً ، من غير مايكون فيه حُب كل حاجة هتبقي عكسِنا ، الجواز نفسه هيبقي عكسِنا ..وعمرنا ماهنعيش مرتاحين
= بإبتسامة : ....

'' كنت بحب أقعد معاه أوي ، بحب أتكلم معاه ..بحب نفسي لما ببقي معاه ، بقيت بشوف الدنيا بشكل مختلف ، إحساسي كمان إختلف ..
كنا بنتقابل كتير جدا وبنتكلم أكتر ، كان عندي إحساس إن هو كمان بيبادلني أي شعور أنا بحس بيه ، ومع ذلك كنت قلقانة وخايفة ..وماعنديش أي تفسير ولا مبرر لخوفي دا ..
كل حاجة بدأت تتغير واحدة واحدة ، مابقناش نتقابل كتير زي الأول ! ، حتي لما بنتقابل كان أغلب الوقت بيبقي ساكت ومش بيتكلم ولما أسأله هو ليه كدة كان يقولي مافيش ..دا كان مضايقني جدا ، وبعد كدة مابقناش نتقابل ! ..كان كُل معاد نتفق هنتقابل فيه مايجيش ! ، طب ليه ؟ ..إيه اللي حصل ؟ ، زاد الموضوع دا أوي لدرجة خنقتني ، كنت عايزة أشوفه بأي طريقة ..فضِلت أفكر لحد ماوصِلت لفكرة مجنونة جداً مش مُتوقعة من أميرة ! ..قررت أروحله السرايا بتاعته ، وقد كان ! ..لبست فستان شيك ، وقولت للخدمَ يجهزولي الأتومبيل ..''

-

'' وِصلت بيته وخبطت علي الباب ، بلال لما رجع الناصرية قرر يفتح كُتّاب ويحفظ العيال القرآن ..فتحلي عيّل من اللي بيحفظهم قرآن ..فِضلت واقفة علي الباب مادخلتِش ، وشوفت بلال وهو قاعد وحواليه العِيال ، إتصدم لما شافني ..لكن فضل قاعد ! ، لقيت الواد اللي فتحلي الباب بيقولي ..''

- أي خِدمة ياست ؟

'' بصيت لبلال ورديت علي الولد وأنا عارفة إن بلال هيسمع أنا هاقول إيه ..''

= ااه ياحبيبي عايزة منك خدمة
- عايزة إيه
= قول للشيخ بلال إن وَرد البنفسَج نِشف محتاج اللي يِرويه ، وماحدش هيعرف يرويه غير الشيخ بلال
- بإستغراب : إيه ورد البنفسَج دا وفين مكانه ؟
= هو عارفه كويس قوله إنت بس كدة ، وقوله يجي يرويه بعد مالكُتّاب يخلص ..قوله الوَرد هيستناه مايتأخرش عليه لايِدبل ! ..سلامُ عليكوا

'' ومشيت ، وروحت المكان اللي إحنا بنتقابل فيه وفِضلت مستنياه كتير لحد ماجِه ..''

- إتأخرت ليه ؟
= معلش علي مالكُتاب خِلص ، خير كنتِ محتجاني في إيه ؟
- بإستغراب : جرا إيه ياشيخ بلال ، إيه اللي جرالَك ؟
= ماجراش حاجة ياآية
- لأ جرا ، فيه إيه ؟ .. إتغيرت ليه معايا ؟ ، هو أنا عملت حاجة زعلتك ؟
= لأ مافيش حاجة
- أمال فيه إيه ، بتتهرب مني ليه
= أنا مش بتهرب ولا حاجة ، أنا بس ..حسيت إن ماينفعش اللي إحنا بنعمله دا ، أنا عندي بنت برده ! ..خوفت عليكي وخوفت حد يشوفنا في مرة ويقول لأبوكي ، أنا خايف عليكي وعلي سمعتك ..وإنتي بنت الفتوة ، وسِت الناس كُلها ..مارضاش عليكي أي حد يتكلم عليكي ويقول آية بنت الفتوة بتقابل الشيخ بلال من ورا أهلها

'' الكلام صدمني ، زعلنِي أوي ..فارديت عليه بهدوء ..''

- وليه ماقولتليش كدة ؟ ، ليه بَدل ماتقولي كدة بقيت تتهرب مني ؟
= حسيت إن دي الطريقة المناسبة !

'' ماكنتش مصدقة اللي بيقوله ، وَجع قلبي ..''

- بلال ! .. إنت كدة بتوجعني
= صدقيني دا الصح ، أنا بحافظ عليكي
- بتحافظ عليا من مين ؟
= من الناس قولتلِك
- من الناس ولا منك ؟

'' خيم الحُزن ملامحه وفضل يبصلي ، وبعد كدة دوّر وشه عني وقالي ..''

= ومني ! ، ماينفعش اللي إحنا بنعمله ..ماينفعش يكون فيه حاجة بينا
- بحزن : ليه ؟

'' بصلي ! ..''

= بجد بتسألي ؟ ، ظروفنا مش واحدة ! ..أنا راجل عندي أربعين سنة ، سَبق ليا الجواز قبل كدة وعندي بنت وولد ! ، وإنتي ..
- مقاطعةً : أنا إيه ؟
= إنتي سِت البنات ..سِت الناس كلها ، آيةُ الجمال ، تستاهلي راجل أحسن مني بكتير
- وإن قولت مش عايزة غيرك ؟
= قولي اللي تقوليه ، بس دا ماينفعش ! ، ماينفعش صدقيني ودا لمصلحتك ، عشان كدة مش هينفع نتقابل تاني ..حِفاظاً عليكي !

'' عيوني دمعت ، وإبتسمت بسخرية ، نزلت البُرقع علي وشي وقولتله ..''

- ماسمهاش بحافِظ عليكي ياشيخ ! ، إسمها بتخلّي عنك ..عن إذنك

'' وسيبته ومشيت ! ، مشيت وأنا قلبي مفتور وحزينة ..''

-

'' ماكُنتش قادرة أشوفه بعد الكلام اللي قالهولي ، عشان كدة أخدت أجازة من المدرسة إسبوعين ! ..بعد ماتحوّل الشعور اللي كُنت بحسه لحُب قالي ماينفعش ! ، علي قد مالموضوع مُحزن علي قد ماهو مُضحك ..عشان كدة قررت أسمع كلامه ! ، وهحارب أي شعور جوايا ماكنش المفروض أحس بيه وهارجع أعيش حياتي من تاني ، منعت نفسي أبص عليه من الشباك في الراحة والجاية زي ماكنت بعمل ، ودا كان أول الطريق ، بس بدأ ينهار لما لقيت زينب عندي وبتحكيلي ..''

- أستاذ عبدالرحمن كل يوم يسأل عليكي
= عايز إيه تاني ! ، مش كفاية اللي قاله ؟
- معرفش !
= طب وإنتي مش قايلاله إني واخدة أجازة ؟
- لأ ! ، قولت أحيّره شوية عشان نشوف آخرة اللي بيعمله دا إيه ، وهيفضل يسأل عليكي ولا لأ
= بتنهيدة : مالوش لزوم يازينب
- بس تعرفي ! ، إن جيتي للحق هو باين عليه بيحبك
= بسخرية : أنا كنت فاكرة كدة برده
- لا صدقيني والله ، باين بجد إنه بيحبك ..أمال بيفضل يسأل عليكي ليه ؟ ، وشكله إتغير ودِبل
= ولو بيحبني قالي ليه إبعدي ؟
- عشان ظروفه صعبة ياهدير ، خاف عليكي ومش عايز يمرمطك معاه
= بتأفف : ....
- بصي هو مادام بيسأل عليكي كدة يبقي لما ترجعي هيتكلم معاكي تاني ، لو حصل إبقي إسمعيه
= بتنهيدة : إن شاء الله

'' صدقت كلام زينب ، أو يمكن أنا كنت عايزة أصدق وبأي طريقة ..بتعلق بأي قشاية تقولي إنه بيحبني ! ..
خِلصت أجازتي ! ، كنت فرحانة جدا إني هرجع أشوفه ، كنت متحمسة أقابله ..وِصلت المدرسة مع زينب وكل واحدة فينا دخلت علي الفصل بتاعها ، إتفاجئت بيه موجود في فصلي فاتصدمت ! ..''

- صباح الخير !

'' بصلي ! ، إتفاجئ لما شافني وإبتسم ، شوفت الفرحة في عنيه ..''

= صباح النور ، حمدالله علي سلامتك
- الله يسلمك
= أنا كنت باخد حِصصك الأسبوعين اللي فاتوا ، وكنت فاكرك مش جاية إنهاردة كمان

'' هزيت راسه ، أخد شنطته وكانت طالع من الفصل فقالي وهو ماشي ..''

- هستناكي في أوضة المدرسين بعد الحصة ، ماتتأخريش عليا

'' ومِشي وأنا مكبرة رغم إنّي من جوايا مبسوطة أوي ، خلصت الحصة الأولي ..والتانية ..والتالتة ..وماروحتلوش ، ماكنش عندي الحصة الرابعة في اليوم دا ، فاكنت هاروّح ..وفعلاً كنت ماشية ، لكن إتفاجئت بيه مستنيني في حُوش المَدرسة ، ولحسن حظي ماكنش حد موجود في الحُوش في الوقت دا ..''

- كنت واثق إنك هتمشي من غير مانتكلم
= بدهشة : ....
- لازم نتكلم ياهدير
= خير ياأستاذ عبدالرحمن
- أستاذ عبدالرحمن ؟ ، تبقي لسة زعلانة
= هو فيه حاجة حصلت عشان أزعل ؟
- ياهدير إفهميني ..
= مقاطعةً : أفهم إيه ؟ ، إنك إتخليت عني بإسم إنك بتحافظ عليا ؟ إنك كنت بتلعب ولما زهقت قولتلي ماينفعش يكون فيه بينا حاجة
- إنتي عارفة كويس أوي إني ماكنتش بلعب وإني مش من النوع دا ، وإني فعلا بحافظ عليكي
= ومادام عايز تحافظ عليا جاي تكلمني ليه ؟
- بتنهيدة : عشان مش عايزك زعلانة
= لا حضرتك إتطمن ، أنا مش زعلانة ..عن إذنك

'' وكنت فعلا همشي لكن وِقف قدامي وقالي ..''

- إستني ياهدير ! ، أنا لازم أقولك اللي في قلبي ..لازم تسمعيني
= ....

'' وبعد كدة راح قطف وردة من جنينة المدرسة ..''

-

'' قرب مني وحط الوردة في شعري ، وقالي الجُملة اللي بحبها ، واللي دايما كان بيقولهالي  زمان ..''

- برنسِس فريدة ! ، أميرة الوَرد والجمال ..
= ....
- أنا بحبك
= بصدمة : ....

'' إتفاجئت جدا ، إتصدمت أوي !..''

= بتقول إيه ؟
- بحبك
= بجد ؟
- أكيد
= أمال ليه سيبتني ؟
- صدقيني غصب عني
= كان بمزاجك ياياسين مش غصب عنك
- بتنهيدة حزن : ....
= طب ليه جاي تقولي دلوقتي إنك بتحبني ؟
- عشان مش قادر أخبي ، الكلمة وجعاني عشان كدة قولتها
= وبعدين ؟
- وبعدين الموضوع صعب ! ، صعب نكمل أو ..أو نتجوز
= ليه صعب ؟
- عشان ظروفي ؟
= ليه حاطط ظروفك مشكلة ! ..وليه مش شايف مميزاتك ، ياسين إنت أمير !
= وإنتِ أميرة
- ودا كويس
= ماحدش هيوافق نتجوز يافريدة
- مين قالك ؟ أهلي هيوافقوا
= متأكدة ؟
- طبعاً ..أنا مش شايفة إنهم هيرفضوا ، إنت أمير وأنا شايفة إنك مناسب ليا وبابّاه بيحبك جدا ، يبقي ليه الرفض ؟
= ....

-

- سِكت ليه ؟
= مش عارف أقولك إيه
- قول اللي إنت شايفه وحاسس بيه
= أنا لو مكان أهلك مش هوافق ، أنا بنتي لو جالها حد زيي مش هوافق ، مش هوافق أرميها لراجل كان متجوز وعنده عيال وهي لسة أول جوازة ليها
- حتي لو بيحبها وهي عايزاه ؟
= بحزن : ....
- ماتسباقش الأمور يابلال ، سيبها علي الله

'' كنت عارفة إن الموضوع فعلاً صعب ، لكن كنت بحاول أهدّيه ..ورجعت كل حاجة بينا زي الأول ، لحد مايوم لقيته جايبلي ورد البنفسَج ..''

- بإبتسامة : شكراً
= خليتيني أحب البنفسَج لمجرد إن إنتي بتحبيه
- بضحك : ....
= آيةُ الجمال !
- نعم
= تتجوزيني ؟
- بإبتسامة : طبعاً
= بإبتسامة : يعني أقابل أبوكِ ؟
- لأ !

'' إختفت إبتسامته ، الظاهر إني إتسرعت ..''

= لأ ليه ؟
- أقصد يعني ..سيبني الأول أفاتح أمي وأشوف رأيها وهي تفتح الموضوع مع أبويا وتلمحلُه ، وبعدها تيجي تطلب إيدي ..إتفقنا ؟
= بتنهيدة : إتفقنا

'' وبعد ماقعدنا مع بعض رَوّحت بيتنا ، كنت خايفة أوي أفاتح أمي في الموضوع ، مش عارفة رأيها ممكن يكون إيه ..لكن رميت حمولي علي ربنا ورُحت قعدت جمبها ، ولمحتلها الأول قبل مافتح الموضوع وقولتلها ..''

-

- بقولك إيه ياماما ، إيه رأيك في عبدالرحمن
= بإستغراب : عبدالرحمن مين ؟
- عبدالرحمن ياماما ، أستاذ عبدالرحمن جارنا
= رأيي فيه من ناحية إيه ؟
- في العموم يعني
= والله هو راجل كويس ومحترم
- بس تعرفي ياماما ، هو صعبان عليا أوي
= ليه ؟
- يعني ! ..عشان مراته ماتت بدري وهو دلوقتي عايش لوحده وهو اللي بيربّي أولاده لوحده وواخد باله من والدته كمان
= ربنا هيجازيه خير علي اللي بيعمله ، وإن شاء الله هيرزقه ببنت الحلال اللي تعوضه
- تفتكري هو ممكن يلاقي واحدة تتجوزه وتبقي ماتجوزتش قبل كدة ؟
= البنات علي قفا مِن يشيل ، وبعدين الراجل كويس وسمعته كويسة

'' إرتاحت جدا لما قالتلي الكلام دا ، وبعدين قالتلي ..''

= إشمعني بقا بتسألي الأسئلة دي ، هو متقدم لواحدة صاحبتك ولا إيه ؟
- يعني ..حاجة زي كدة
= بدهشة : مين ؟ زينب ولا مين ؟
- لأ مش زينب
= أمال مين ؟
- أنا

'' إتصدمت ، أخدِت ثواني عشان تستوعب اللي قولته ، وتعابير وشها إتغيرت وقالت ..''

-

= ياسين عايز يتجوزك ؟
- أيوة
= بغضب : مستحيل ..مش ممكن أبداً
- ليه يامامّاه ؟
= ماينفعكيش !

'' إستغربت جدا من كلامها ، كلامها كله بقا مُتناقض ، لسة قايلالي من شوية إن ياسين إنسان كويس وأي بنت أو أميرة تتمناه ! ، يعني إيه ماينفعنيش ؟ ، إبتسَمت بسخرية وقولتلها ..''

- مامّاه ..ياسين أمير !
= وإيه يعني أمير ؟ ، دا مش مُبرر
- يعني إيه مش مبرر ، بقول لحضرتك ياسين أمير ..أمال حضرتك عايزة تجوزيني إيه ؟
= أكيد هتتجوزي أمير ، بس أمير في سنك ..ويكون أول مرة يتجوز ! مش كان متجوز مرة قبلك ومخلف بنت وولد
- مامّاه ياسين مش كبير ..40 سنة مش كبير ، وبعدين إيه المشكلة لو عنده بنت وولد ؟
= المشكلة إن دا مش مُناسب ليكي يافريدة .. بقا البرنسِس فريدة تتجوز أرمل ومعاه أولاد ، ليه ؟

'' كنت حزينة جدا علي رد فِعلها الغير متوقع ، ماكُنتش متصورة رفضها وبالشكل دا ، فاحبيت أستعطفها أكتر وقولتلها ..''

-

- يامّا أنا بحبه

'' إتصدمِت ..''

= بصدمة : يالهوي ياآية !
- ....
- بتحبيه يابت ؟
= أيوة بحبه

'' صدمِتها إتحولت لغضب فجأة ..''

= بغضب : بقا الراجل الناقص اللي عامل فيها شيخ يضحك عليكي بالكلام ويغويكي
- هو أنا صغيرة يامّا عشان أي حد يضحك عليا ولّا يغويني ؟ ، وبعدين بلال مش ناقص ، دا مافيش راجل في الناصرية زيه ..وبعدين لولا بلال ساب الناصرية ومِشي كان زمانه هو الفتوة مش أبويا وكان زمان كل أُم في الناصرية بتتمناه لبنتها ، حتي لو كان عُزابي ومعاه ولد وبنت
= يابنتي خسارة شبابك يضيع عليه وعلي خدمة عياله
- دا أنا اللي هضيع لو ماتجوزتوش يامّا
= طب إفرضي أنا وافقت ، أبوكي هيوافق ؟
- ماهو دا دورك بقا ياسِت الكل ، إقنعيه عشان خاطري يامّا
= لو عملنا إيه ، أبوكي مش هيوافق
- ماهو بصي بقا يامّا ، أنا مش هتجوز غير بلال حتي لو قتلتوني
= بتنهيدة : ....
- قولتي إيه ؟
= هاقول إيه يعني ، أمري لله ..هفاتح أبوكي وربنا يستر
- بإبتسامة : ....

'' رجعت إرتاحْت من تاني ، أبويا راجل طيب وإن شاء الله أمي هتقدر تقنعه ..قعدت طول الليل أصلي وأدعي ربنا إن أبويا يوافق ، زرعت الأمل جوايا وصحيت علي مافيش ..
صوت أبويا عِلي وقعد يزعق ويتخانق مع أمي ، وأنا في أوضتي وبعيط ..وفجأة دخل الأوضة عليا وقعد يزعق فيا وكان هيمد إيده عليا لولا أمي حاشته ، ليه دا كله ؟ دا كله عشان عايزة أتجوز راجل كان متجوز ؟ إيه العيب ..فين الحرام ؟ ، إيه ذنبه ؟ ..عشان مراته ماتت وسابتله عيال تبقي نقطة سودا في عمره مايعرفش يعيش بيها ؟ ولا عشان حَب بنت ماسبقش لها الجواز ؟ ، ليه الظلم دا ..''

-

'' كل حاجة إتبدلت مية وتمانين درجة ، بابا لما عِرف إن عبدالرحمن عايز يتجوزني وإني بحبه منعني من الشغل وقعدني في البيت ، كل حاجة بقت وحشة وكئيبة ، مابقاش فيه عقل يحكم أو يقدّر .. المجتمع صدرلِنا مفاهيم غلط والكل بيمشي وراها بدون تفكير ، ظروف الإنسان اللي الواحد مالهوش يَد فيها بقت ذنب ! ..
كل اللي في البيت بقا يقفلي علي الكلمة وكإني عملت جريمة ..
الوضع دا إستمر كتير ، كتير أوي ..لحد ماإتقدملي عريس ! ، دا طبيعي جدا ورفضته ، لكن اللي مش طبيعي إنهم ماقِبلوش برفضي وعايزين يغصبوني عليه ..عايزين يقتلوا عبدالرحمن جوايا بالعريس دا ، أصريت علي رفضتي وبشدة ! .. ''

- ببكاء : مش موافقة ، ومش هتجوزه
= لكن أبوكي موافق وهيجوزهولك
- هو بالعافية ؟
= إنتي اللي عملتي في نفسك كدة
- ببكاء : عملت إيه ياماما عملت إيه ؟ ، إيه الغلط اللي أنا عملته !
= راحة تحبيلي راجل عنده 40 سنة وعنده عيلين ؟
- ودا غلط ؟ دا حرام ياعالم ؟
= الحرام إنك تضيعي شبابك
- ومش حرام إنكوا تغصِبوني علي الجواز ؟
= دا لمصلحتك ، بكرة تعرفي وتفهمي اللي بنعملوا عشانك

'' وسابتني وخرجت من الأوضة ، كنت موجوعة أوي ..يعني إيه ؟ ، القصة خلصت كدة ؟! ..
كل حاجة مشيت بعد كدة بسرعة ، الموافقة علي العريس ، والإتفاق علي كل حاجة ، تحديد الخطوبة ، ويوم الخطوبة نفسه ..
كان أتعس يوم في حياتي ، كنت قاعدة في أوضتي والبنات صحابي حواليا بيزوّقوني ، وأنا ساكتة ..مستسلمة للأمر الواقع ، شوية وجت ماما عشان تاخدني وأطلع برا للضيوف ! ..وطيت علي ودنها وقولتلها ..''

-

- أنا وافِقت علي الخطوبة عشانكوا ، بس صدقيني يامامّاه ! ..أنا لو هتجوز فامش هتجوز غير ياسين ، ياسين وبس ! ، ياموتي ياياسين يامامّاه

'' إندهشِت جدا لكلامي ، حاولِت تبتسم عشان الضيوف وبس ، نزلنا علي السلم وإستقبلني الأمير علاء ! ..خطيبي اللي إختاروه ليا ، ماكنتش عارفة أمثل الفرحة وكان باين علي وِشي الضيق ..''

- فريدة إبتسمي شوية مش كدة

'' قالت مامّاه ! ، بصتلها وماردتش وتعابير وشي زي ماهي ..
أنغام الموسيقي بدأت وبدأ معاها الرقص ..''

- تسمحيلي بالرقصة دي ؟

'' قال علاء ، قولتله ..''

= آسفة ..مش بعرف أرقص
- تعالي أعلمك
= الوقت دلوقتي مش مناسب ، خليها مرة تانية
- زي ماتحبي

'' مش هسمح لراجل يشاركني أي لحظة حلوة غير ياسين ..
موسيقي البيانو بدأت ، عزف ساحِر ومريح ..الصدمة بالنسبالي إن ياسين هو اللي كان بيعزف ! ، ليه جِه ؟ ..إزاي جِه ؟ ، أكيد بابّاه هو اللي عزمه ، عايز يوصله بطريقة غير مباشرة إني مش ليه ! ، مارفعش عيونه طول ماهو بيعزف ..وأنا كنت حابسة دموعي ، حبساها جوايا ..
خلّص عزفه والناس حيّته ، بعدها خرج من السرايا كلها ..إستغليت الدوشة وإنشغال الناس وخرجت وراه أجري ، لحقته بأعجوبة ومسكت إيده ولقيت نفسي بعيط ..''

- قولتلي إن الحب لما بيكون موجود مافيش حاجة بتحصل غصب عننا وبنبقي مرتاحين ، طب ليه كل اللي بيحصلنا غصب عننا ؟..وليه إحنا مش مرتاحين ياياسين
= ....
- أنا كنت فاكرة إن حبنا هيبقي أقوي ! ، ماحدش هيقدر يغصبنا علي حاجة ..كنت فاكرة إن عقولهم أكبر من كدة وهيقدّروا ظروفك وهيفهموا إن ظروفك مش عيب ، ماكنتش فاكرة أبداً إنهم مش هيفهموا الكلام دا !
= ....
- كنت صح لما قولتلي إنك كان لازم تسيبني وتبعد ، لما حسيت إن الظروف هتبقي ضدنا وماحدش هيقدّر مشاعرنا بس .. بس حتي لو كنت هتقدر تسيبني أنا ماكنتش هقدر ياياسين ، دا إنت روحي

'' بكيت أكتر وصوت بُكايا عِلي ، قولتله .. ''

- إنت مش بترد عليا ليه ؟ ، رد عليا ! ..قول أي حاجة

'' قبل ماأسمع منه أي رد لقيت علاء بينادي عليا ..بصيتله ، وقتها شال ياسين إيدي اللي ماسكة إيده ، وسابني ومشي ..
قرب مني علاء ولقاني بعيط وفِضل يسألني مالي ومين اللي كان معايا ، لكن أنا ماقدرتش أرد عليا من بُكايا ، فضلت أبكي وهو بيحاول يهديني وهو مش فاهم أنا مالي ، لحد ماوِقعت أغمي عليا ..مافوقتش غير تاني يوم وأنا في سريري وجمبي الدادة ومامّاه ..
ومن اليوم دا إتحولت الحياة لحزن وجحيم ..مابقيتش طايقة الدنيا بعد اللي مامّاه وبابّاه عملوه فيا ..الحزن سَكن جوايا ، بقيت أغلب وقتي نايمة ..ماباكُلش ، مش بقدر أتحرك كتير ..خسيت كتير ، جسمي بقا يظهر فيه كدمات من الحُزن ! ، كل يوم والتاني يجيبولي دكتور ، ومافيش علاج بينفع معايا ، لدرجة إن كلهم توقعوا موتي ..وفي مرة مامّاه جت قعدت جمبي وهي بتبكي وقالت ..''

-

- ببكاء : عيني عليكي وعلي اللي جرالِك يابنتي ، دي عين وصابِتك
ياضنايا ، إن شالله كنت أنا وإنتي لأ يانن عيني

'' قعدِت تنوّح جمبي كتير ، ومن ضمن الكلام اللي قالته ..''

- ببكاء : قوليلي يابنتي أعملك إيه عشان تبقي كويسة ؟ ، أجيبلك إيه يشفيكي ياضنايا ؟

'' هِنا أنا إتكلمت ..''

= بضعف : هتعرفي تجبيلي بلال يامّا ؟
- ببكاء : لو أقدر أجيبهولك لحد عندك وأجوزهولك كمان يابنتي كنت عملتها ، بس أبوكي دا يدبحنِي ويدبحِك فيها
= مش عايزة أتجوز اللي قريته فتحتي عليه يامّا ، إبعدوه عني مش عايزاه
- حاضر يانن عيني ، أنا هكلم أبوكي وأقوله إن إنتِ مش عايزاه ، ومش هسيبه غير لما يوافق ..المهم تبقي كويسة يانضري

'' وفعلا أمي كلمت أبويا في الموضوع ، والغريبة إن أبويا وافق علي طول من غير مقاوحة ! ، طب وكان ليه من الأول ؟ ..
أبويا كلم العريس وفض الجوازة معاه ، وخِلصت من الهَم دا أخيرا ..
اللي حصل بعد كدة كان غريب ، فظيع ..
هَجم علي الحَي ناس غريبة ، عربجية ! ..عايزين يقعدوا في الناصرية وياخدوا الفتونة من أبويا ..
الضرب في الحي إبتدا ، وصريخ الستات عِلي ..أنا وأمي كنا خايفين جدا وماسكين في بعض مش عارفين نروح فين ولا نعمل إيه ، وفجأة هجموا علي بيتنا ، بقينا نصرخ ..قعدوا يكسروا في البيت وقبل مايفتحوا علينا الأوضة ، سِمعت صوت بلال ..أقدر أميز صوته من بين ألف واحد ، الصوت عِلي أكتر ، بصيت من شباك أوضتي لقيته واقف بيضرب الناس بالنبوت ومعاه رجالة كتيرة من الحارة ، بعد كدة طِلعلنا الاوضة وفتحها ! ..

- إطلعوا من هنا بسرعة يلا !

'' رديت عليه ..''

= هنروح فين ؟
- خُدي أمك وروحي علي بيتي
= حاضر حاضر

'' وأخدت أمي ونزلنا ..وهو ورجالته كانوا معانا ، وقبل مااروح علي بيته قولتله ..''

= أبويا فين يابلال ؟
- أبوكي في الحارة ومعاه رجالته ، وأنا هاخد الرجالة وهنروحله
= خلي بالك منه ، أبويا مش حِمل ضاربة طايشة ، خليك في ضهره
- من غير ماتقولي ياآية ، يلا إنتي بس بسرعة إمشي من هنا
= حاضر

'' وروحنا علي بيته ، كلنا كنا قلقانين ماحدش عارف إيه اللي هيحصل ، أمي قاعدة خايفة علي أبويا أوي ..وأم بلال خايفة علي إبنها ، وأنا خايفة علي الإتنين ! ..
بعد ساعتين تقريباً كل حاجة خلصت ! ، الضرب والهيصة اللي كانت برا خِلصت ! ..رجع بلال البيت ومعاه أبويا ، كان متعور في راسه وبلال داخل سانده ، جرينا عليه أنا وأمي وسندناه ..ودخل بلال جاب قماشة وقعد يمسح الدم من علي وِش أبويا ويربطهوله ! ، قالولنا إن الناصرية ضاعت خلاص ، والعربجية خدوها ..ودخلوا بيتنا وخلّوا واحد منهم هو الفتوة ! ..أبويا كان شكله زعلان أوي ، لكن بلال قعد جمبه وطمنه ! ..''

- ماتقلقش يامعلم فتحي ، الناصرية هترجعلك من تاني
= هترجع إزاي بس يابلال
- أنا هرجعهالك سيبها عليا ، وعد مني ..أسبوع بالكتير وهترجع بيتك وهترجع فتوتنا وكبيرنا

'' كلهم كانوا مصدومين من رد فعل بلال خصوصاً من اللي أبويا كان عايز يعمله فيه بعد ماعِرف اللي بينا ..كان عايز يطرده من الحي كله ، لكن أهل الناصرية وِقفوا لأبويا ومنعوه ..بلال اللي كان المفروض هو اللي يكون الفتوة دلوقتي مش أبويا ..أنا الوحيدة اللي ماستغربتش من اللي قاله ، عارفاه طول عمره شهم وجدع ، من قبل ماعرف إن اللي خاطف عيني هو بلال ، كنت عارفة وحاسة إنه راجل جدع ..
وفعلا بلال إستقبلنا في بيته وماكنش بيبات في البيت عشان أنا موجودة ! ، وعشان يطمن أبويا من ناحيته ..
بلال راح لكل الأحياء اللي جمبنا وقابل الفتوات وطلب منهم يساعدوه يرجع الناصرية لأبويا ، الناس كلها بتحب بلال وبتحب والده من أيام ماكان فتوة ، عشان كدة وافقوا يساعدوه ، بقا يلف علي كل البيوت اللي في الحي بيت بيت ويطلب من الرجالة يساعدوه ، وقعد يجهز في خطته ، والعربجية إتطمنوا علي الآخر إن الناصرية بقت بتاعتهم خلاص ..
ولحد ماجِهز بلال وجهز رجالته كلهم ، غاب يوم عن الناصرية ..مارجعش إلا فجر اليوم التاني ، رجع بجيش من الرجالة وهجموا علي الناصرية والناس نايمين ، الكل صِحي علي صوت الضرب والصريخ ، وعرفنا إن بلال نفذ خطته ..
هجموا علي كل بيوت العربجية ودخلوا بيتنا اللي خدُه الفتوة بتاعهم وقامت الحرب ..
مانتهتش الحرب غير الصبح ! ، إتطردوا العربجية من حيّنا ..وإنتصر بلال ، الناس كلها كانت فرحانة وأنا كنت طايرة من الفرح ، عشان يوم ماحبيت حبيت راجل ..حتي لو النصيب ماجمعناش هيفضل في عيوني أحسن الرِجال ..
ورجعنا بلال لبيتنا معززين مكرمين ورجع لأبويا الفتونة ، ورجعت كل حاجة لأصلها ولا كإن حاجة حصلت خالص ، إلا حاجة واحدة بس اللي مارجعتش لأصلها ..قلبي ..
بعد أسبوعين من رجوعنا بيتنا من تاني أبويا بعت لبلال كان عايزه في موضوع ، والغريب بالنسبالي إنه طلبني أنا أحضر القاعدة دي ..
جه بلال وبعتلي أبويا ، وقعدنا إحنا الإتنين قصاد بعض ، بقينا نخطف النظرات من وقت للتاني لبعض ، لحد ماقال أبويا ..''

-

- قولي ياعبدالرحمن
= نعم ياحاج
- إنت بتحب هدير بجد ولا كنت بتتسلي بيها ؟

'' إتصدمنا إحنا الإتنين ، إرتبك عبدالرحمن وبعدين قال ..''

= ياحاج أنا عندي بنت وبخاف عليها واللي ماقبلوش علي بنتي ماقبلوش علي بنات الناس ، ربنا وحده اللي يعلم إني كنت دايما بحاول أحافظ عليها حتي من نفسي ، وإني عمري مارضيت عليها حاجة وحشة أبداً
- ولو جالك عريس لبنتك أكبر منها ب 12 سنة وعنده ولد وبنت هتوافق تجوزهولها ؟

'' إتحرج عبدالرحمن جداً وقال ..''

= لأ مش هوافق

'' وقتها أبويا سِكت ، وبعد كدة لقيته إبتسم وبص لعبدالرحمن وقاله ..''

- بس أنا موافق

'' ماكنتش مصدقة اللي بابا بيقوله ! ، موافق ؟ ..''

= بصدمة : موافق ؟ ..موافق علي إيه ياحاج ؟
- موافق علي جوازك من بنتي ، إنت بعد اللي عملته معايا وبعد ماستقبلتني في بيتك ووقفت جمبي بعد مالبنك حجز علي كل ماأملك أنا ماقدرش أرفضلك طلب ! ، طِلعت راجل بجد وجدع ..وأنا هبقي مرتاح لو بنتي معاك ، مبروك يابني

'' كان هاين عليا أقوم أزغرط من الفرحة ، لدرجة إني بكيت وأنا قاعدة ..كمّل بابا كلامه وقال ..''

- ونصيحة مني عشان ماتندمش زي مانا ندمت ، لو جالك راجل عنده أولاد وأكبر من بنتك بكتير وطلب إيديها ماترفضهوش ! ، إبقي إقعد وإسمعه وإعرفه كويس ..يمكن يطلع راجل ! واللي زيه خلصوا
= بإبتسامة : ....

'' وزي ماكل حاجة إتغيرت قبل كدة للأسوء ، كل حاجة إتحولت في لحظة للأحسن ..الفرحة مِلت قلوبنا وأرواحنا من تاني ، ورجع كل شئ جميل من تاني ..
ويوم خطوبتي علي عبدالرحمن ..
يوم مالحُب بقا هو السُلطان ..
قرب علي وِدني وقال جملته المعتادة ..''

- ياهديرَ العُمرِ والرُوحِ والفُؤادِ ..
= بإبتسامة : نعم ..

'' طلع وردة من جيبه و ..''

-

'' وحطها في شعري وكمّل وقال جملته المعتادة ، اللي بتضيع دايما الحُزن من قلبي ، واللي ضيعته إنهاردة للأبد ..''

- برنسِس فريدة ، أميرةُ الوردِ والجَمال ..تسمحيلي بالرقصة دي ؟
= بإبتسامة : طبعاً

'' ولأول مرة في حياتي أرقص ، وأرقص معاه هو ..قرب من ودني و .. ''

-

'' وقال جملته المعتادة اللي دايماً مصدرها الرقة والجَمال ..''

- آيةُ الجَمال ، أجمَل من وردِ البنفسَج ..
= بإبتسامة : ....
- بقينا خلاص مع بعض ، بقيتي مراتي ..
= بإبتسامة : حد كان يصدق ياشيخ بلال ؟
- ماحدش صدق غيرك ياآية ، إنتي الوحيدة اللي كنتِ مصدقة ..عشان كدة ربنا في الآخر نصَفِك ونصَف قلبي وياكي .. والحُب إنتصر
= بإبتسامة : والحُزن زال
- بإبتسامة : وإتبقّي الجمال ..

'' الحُب إنتصر ، والحُزن زال ، وبقَي الجَمال ..♥! ''

'' لا أُحلّل الإقتباس من دون الإسم ..🌻 ''

#حواديت
#حكايَاتنا_سوا
#هالة_أحمد

Continue Reading

You'll Also Like

21.2K 2.5K 11
تعرض تايهيونغ لسوء المعاملة من قبل ابيه و القطيع لدرجة ان جزئهُ الحيواني بات ضعيف... واخيرًا قرر الهروب من كل هذا... وفي اول لحظات الحرية تعرض لحادث...
28.5K 1.3K 12
Bart2
1.9M 27.1K 34
𝐉𝐄𝐎𝐍 𝐉𝐔𝐍𝐆𝐊𝐎𝐎𝐊 & 𝐑𝐔𝐉𝐈𝐍 رجل تعرض للخيانة ليصبح وحش متعطش للانتقام يجوب الأرض بحثًا عما يخفف من غليانه الدفين.... تحت إسم الإنت...
193K 10.6K 90
دي مجموعه قصص تضم : _ 1 لن اتخلى عنكِ ، 2 الحب لا يبني حياه، 3 نور أنثي لا تُهزم، 4 مُـــر الإهمــال ، 5 حق قلبي، 6 نذير شؤم، 7 بكل الحب.