اسكربتات هالة أحمد

By Delirium182

282K 17K 937

بصوا حبيت اعمل حاجة جديدة ف انا هنا هجمع الاسكربتات اللي الكاتبة هالة أحمد كتبتهم و هنزلهم هنا و اشمعنا هال... More

{1}
{2}
{3}
{4}
{5}
{6}
{7}
{8}
{9}
{10}
{11}
{12}
{13}
{14}
{15}
{16}
{17}
{18}
{19}
{20}
{21}
{22}
{23}
{24}
{25}
{26}
{27}
{28}
{29}
{30}
{31}
{32}
{33}
{34}
{35}
{36}
{37}
{38}
{39}
{40}
{42}
{43}
{44}
{45}
{46}
{47}
{48}
{49}
{50}
{51}
{52}
{53}
{54}
{55}
{56}
{57}
{58}
{59}
{60}
{61}
{62}
{63}
{64}
{65}
{66}
{67}
{68}
{69}
{70}
{71}
{72}
{73}
{74}
{75}
{76}
{77}
{78} Part : 1
{78} Part : 2
{78} Part : 3
{78} Part : 4
{78} Part : 5
{78} Part : 6
{78} Part : 7
{78} Part : 8
{78} Part : 9
{78} Part : 10
{78} Part : 11
{78} Part : 12
{78} Part : 13
{78} Part : 14
{78} Part : 15
{78} Part : {الأخير {16
{79}
{80}
{81}
{82}
{83}
{84}
{85}
{86}

{41}

2.9K 131 3
By Delirium182

'' أهو دا اللي صار ..💛! ''

'' قلبكِ أنكرنا نحنُ الذين أمضينا الأيامَ نتباهَي كم كُنا نعرفُه ..''

'' عزيزتي ..
أتذكُرينني ؟ ..أنا ذلك الشاب الذي أفني عُمره أمام قصركِ ، لطالما إسترقتُ النظر إليكِ بين حين وآخر ، وياليتكِ أشبعتي عيوني ..
هل تذكُريني ؟
هل طالت عيناكِ يوماً وجهي ولو لمرة واحدة ؟ ، أتعرفين إسمي ؟
أنا عبدالرحمن ..
أنا الذي في بحر عينيكِ تاهت كل أشواقي ..ياسيدة الحسن هل كنتِ تنوين إغراقي ؟
عندما كنتِ تضحكين كنتُ ألقي نظرة علي الأشياءِ من حولي ، كان كل شئ مكانه إلا قلبي ..ذاك الذي أوجعتيه ، ربما لم يكن شيئا مهما بالنسبة لكِ ، لكنه كان قلبي .
ياهدير عُمري ..
أتذكرينَ قصتي معكِ ؟ ..''

إسكندرية - 1952م

- كنت فين ياعبدالرحمن ؟

'' وقفتُ بجواره شارد الذهن قائلاً له ..''
= كنت عند سور حبيبي
- مش هنفضنا من السيرة دي بقا وننتبهو لشُغلنا ؟
= سيبها علي الله

'' وأخذنا نبيع السمك سوياً ، نبيع السمك بالقرب من شاطئ البحر ، وقلبي يعتصر من لهيب شوقي لكِ ، فاجئني الموج وبلّل ملابسي ، نظرتُ له .. لا أعلم أكان يسألني عنكِ أم كان يحاول أن يطفئ لهيب الشوق في قلبي ؟ ..''

- شوفتها ولا زي كل مرة ؟

'' سألني حازم ولكن لم أجيبه ! ، فأكمل قائلاً ..''

- يبقي ماشوفتهاش ، ياما حذرتك ياعبدالرحمن ..ماتبصش للي مش من توبك
= وأني بإيدي إيه ياحازم ، كان بإيدي حاجة وماعملنهاش ؟ ولا أني إيه اللي طلبته غير البصة في عنيها ، بصة واحدة تطفي النار اللي قايدة في قلبي
- وإنت إيه طولته منها غير البصة اللي شقلبت حالك ؟
= ..
- أيُوه عليك ياجدع ، غاوي العذاب لروحك ..بطّل تروح عند القصر ياعبدالرحمن ، ماتعشمش نفسك زيادة عن كدة ، هدير اللي عاشت في القصور مش هتبص لعبدالرحمن اللي بيبع سمك وعايش في عشة قدام البحر ، بكفياك عشم ، عشان لو حبيت لحد ماتعيش وسط السحاب في الآخر هتقع علي جدور رقبتك

'' لطالما ترددت كلمات حازم في عقلي كثيراً ، ولكنه لا يعلم أنّي أدمنتكِ ، أدمنتُ الوقوف أمام قصركِ وتركيز ناظريّ علي شرفتك ، تتلهف أعيني لرؤيتكِ ..لم يكن يعلمُ أني تاركاً قلبي أمام قصركِ ، آتي كل يوم لأطمئن عليه وأذهب ، لا أستطيع أن أعيش دون تفقده كل يوم ، من منا يستطيع العيش دون قلبه ؟ ..وأنتِ القلب وساكنُ القلب ياهدير ..''

= خلاص ياحازم ، خلينا نغيّرو الموضوع ، زينب جاية

'' وتقدمت زينْب منا ، أتذكرين زينب ياهدير ؟ حدثتكِ عنها في جواباتي السابقة ..''

- زينب : صباح الخير عليكوا
= حازم : يسعد صباحك يازينب ، أمال فين عم سعيد ؟
- زينب : جاي ورايا بالسمك
= حازم : طب أني هروح أشوفه وأساعده

'' وتركنا حازم ورحل ..''

- إزيك ياعبدالرحمن ؟
= أني كويس ، إنتِ عاملة إيه ؟
- بإبتسامة : أني بخير طول مانت بخير

'' كانت تنظرُ إليّ ولهفة الشوق في عينيها كالمعتاد ، وأنا كالمعتاد أتهربُ منها ، زيْنب هذه ياهدير هي ركنُ عبدالرحمن الدافئ ، إن رفضني العالم بأكمله ، تقبلني هي ..أحبتني كثيراً ، حملت عبدالرحمن في قلبها وأغلقت قلبها عليه ، حملتني مثلما حملتُكِ في قلبي ياهدير ، يالحظنا التعيس ..تُحب هي من لا يُحبها ، وأحب أنا من لا يراني ، أدعو الله ألا تقعي فيما وقعنا فيه أنا وزيْنب ، لأنه والله والله قاسٍ ..شعور يأكل القلب ويعتصره ، كنتُ أخفِي علي زينب حبي لكِ ، لا أريد أن أُوجعُها ، كفاها الوجع مني ..''

- وحشتِني أوي
= وبعدهالك يازينب ، مش هتبطلي الكلام دا ؟
- لا مش هنبطلوه
= لحد إمتي ؟
- لحد ماتتجوزني
= قولتهالك بدل المرة ألف ، أني مش هتجوز ..مش بتاع جواز ومانملكش غير الملاليم اللي بناخدوها من بيع السمك اللي بنبيعوه ، يعني مانعرفوش نفتحو بيت
- نستنوك ولا نمل لحظة واحدة ، نستنوك ياعبدالرحمن ونصبرو عليك ..بس في الآخر مانبقوش إلا ليك
= إذا كان أني مش ليا ، نبقولك إزاي بس
- بإستغراب : تقصد إيه ؟
= مانقصدش حاجة
- إوعي ياعبدالرحمن تكون عينك بصت لغيري
= مابصيتش لغيرك ، أني بنحبوكي إنتي يازينب
- كداب
= أني مش كداب
- كداب ، ولو فضلت تقولها طول عمرك كداب ومابتحبنيش
= مين قالك إني مابنحبوكيش ؟
- بصيت في عينك ماشوفتنيش ، بصيت في عنيك ماشوفتش زينب ، زينب اللي عملالك خدها مداس ..فارشالك عالأرض رموش عنيها وإنت تخطّي وتدوس ، زينب اللي قلبها محروق من يوم ماشافك وإختارك مش موجودة جواك ، مانتاش مكوي بيها ..دفناك في قلبي ..وياريت حتي عنيك شايفانا ، ياريت حتي لما بنبص فيها بنشوف فيها دفا ، إلا كل مانبص فيها مانلمحش غير الوجع والفُرقة ، دا انت حتي مش عايز تتجوزني وجاي تقول بنحبوكي ؟ ، بس حبتني ولا لأ مش مهم ..المهم أني بحبك ، وإنك ماتبصش لغيري أبدا
= ولو بصيت لغيرك بقا هتعملي إيه ؟
- دا أني نقتلوها ونقتلوك
= بإبتسامة : ونهون عليكي ؟

'' قالتها بإندفاع ..''

- تهون ، تهون ألف مرة طول ماقلبك ماختارنيش !
= ...

'' يامسكينة ! ، ألم تدري أنني قُتلتُ منذ زمنٍ بعيد ؟! ..زيْنب ياهدير هي بنت عم سعيد ، ذلك الرجل طيب القلب ليّن الطبع ..جئته أنا وحازم صديقي منذ سنوات نطلب العمل عنده ، وواقف علي عملنا وجعلنا نبيع السمك بالقرب من الشاطئ وكان يقف بجوارنا يبيع معنا ، ومنذ أن ذهبت للعم سعيد ورأتني إبنته زيْنب وهي أحبتني ..حاولتُ مراراً أن أتهربُ منها ولكن لم أستطع ، حبالُها قيدتني ..ولم أجد مكاناً أهربُ فيه ، لم أجد سواكِ ياهدير ..
ذات مرة كنا نتسكعُ في الشوارع أنا وحازم في الليل ، وكنا نمرّ من أمام قصر الأمير إبراهيم ، رأيتكِ في هذه الليلة ..كانت هذه أول مرةٍ أراكِ بها ، تعلقت ناظريّ بكِ ..كنتِ تَسيرين وحدكِ في حديقة القصر ، إختطفتي قلبي منذ هذه اللحظة ، كانت لحظة غريبة وشعورٌ جديد ..وكأنني لأول مرةٍ أتيقنُ أني حيّ ، وسافرت روحي وإستقرت عندكِ ياهدير ..
كنتُ أحسبُكِ أميرة القصر ، مع العلم أن لقب الأميرة لايليق إلا بكِ ، ولكن عم سعيد أخبرنا أن هذا القصر هو قصر إبراهيم باشا وقد توفي منذ سنوات ويسكن القصر الآن الأميرة ليلي زوجة الأمير إبراهيم ومعها ولدها الأمير كريم ..وقال لنا أن كريم يدرس الطب بالخارج ، وعندما حدثناه عنكِ قال لنا أنكِ '' هدير '' إبنة '' السفرجي '' وقد تبنتكِ الأميرة ليلي لفترة إلي أن يعود إبنها من الخارج ، وقال لنا أن الأميرة ليلي رقيقة القلب وقد أحبتكِ وكانت تقضي وقتها معكِ ..
كنت كل يومٍ أتسلل في الليل والنهار وأقف أمام القصر ، آملاً أن أراكِ ..كنت أراكِ يوماً وأسبوعاً لا ..وأُصبر نفسي وأقول لها لا داعي للحزن سنراها غداً ..وهذا كان أملي الوحيد في الحياة ، هو أن أراكِ ، لا أحد كان يعلم أنني كل يومٍ أذهب لقصركِ ، ماكان يعلم غير حازم وحذرته مراتٍ عدة ألّا يُخبر زيْنب بذهابي للقصر ولا بحُبي لكِ ، وكنت أقنع نفسي أن زيْنب يوماً ما ستنساني ، وأن أباها بالطبع سيزوجها قريباً بأي شخص يراه مناسباً يتقدمُ لها ، وكنت أقنع نفسي أنني لا أحبكِ ياهدير ، فقط أحب أن أراكِ لا أكثر ..وبعد فترة سأمل وأذهب ولن آتي للقصر مرةً أخري ..
ومرت الأيام والشهور ، شهورٌ كثيرة ..لا فرغ قلب زيْنب من حب عبدالرحمن ولا عبدالرحمن ملّ يوماً أو بضع دقائق ولا حتي لحظة أن يراك فيها ياهدير عُمري ..''

- فيه إيه ياحازم ؟ مالها زينب كانت واقفة معاك بتقولك إيه ؟
= كانت بتسألني عليك ، بتقولي إنها حاسة إنك بتحب حد وبتقررني
- بصدمة : إيه ؟ وإيه اللي خلاها تقولك كدة ؟
= مانعرفش ! ، أكيد خدت بالها ماهي بقالها فترة بتيجي قبلك عالشط ولما بتسألك بتقولها إنك كنت في مشوار ومابتقولش كنت فين ، وفي الليل بردك بتطلع والكذا مرة اللي كانت بتيجي تسأل عنك في العشة ماكنتش بتلاقيك ، وبعدين يعني إحنا هنفضل مخبيين عنها لحد إمتي ؟ ماهي مسيرها هتعرف
- بتنهيدة : ....
= ماتقولها ياعبدالرحمن ، عالأقل ماتفضلش متعشمة فيك وتشوف حالها
- ياريت والله ، ياريت نقدر نقولولها ..بس مش هاينة عليا نوجعوها ياحازم ، أني ماشوفتش منها غير كل خير وحب ..نقوم نردلها الحب وجع ؟!
= أمال هتعمل إيه يعني ، مانت مش هتفضل مخبي علي طول
- سيبها عالله ، المولي يدبرها ..المهم إنت ماتقولش لها أي حاجة
= حاضر ياعبدالرحمن ، لما نشوف آخرتها معاك

'' ومرت الأيام علي هذا المنوال ، أذهب إلي قصركِ ليلاً ونهاراً ..كنتِ متعَتي الوحيدة ، وأحاول التحجج والهروب من زيْنب وأسألتها ، رأيتُ الشك في عينيها ولكن كنتُ أتجاهله ، وبعد فترة سمعنا بخبر رجوع الأمير من السفر وفرحة أهل القصر برجوعه ، وبعد أيام من رجوعه إستدعتنا الأميرة ليلي للقصر لتوزع علينا من الخيرات بمناسبة رجوع إبنها بعد غياب سنين ، عند سماع هذا الخبر كنتُ سعيدا جدا جدا ..سعيدا لأني سأراكِ من قرب لا من خلفِ السور ، وذهبنا في اليوم المقرر ، لم تفارقني زيْنب ولا لحظة ، كنت أحاول الإفلات منها لكن لم أستطع ..بحثتُ عنكِ بعيناي كثيراً ولكن لم أجدكِ ..شعرتُ باليأس والإحباط ، شعرتُ بالحزن الشديد ..كان الأمير كريم واقفاً بجوار والدته وبعد قليل إختفي هو أيضاً ، ماكنتُ أشغل بالي به ، ولكن ماحدث في الأيام التالية جعلني أعلم أين ذهب ..''

- بتدوّرو علي حاجة ياعبدالرحمن ؟
= هه ! ، هندوّرو علي إيه يازينب مافيش حاجة
- أصلي بقالنا شوية شايفينك وإنت مش علي بعضك وعنيك بتزوغ في كل مكان ، زي عنيا بالظبط .. لما بتزوغ في كل مكان وهي بتدورّو عليك
= وإنتي بقا بتشوفي عنيكِ وهي بتزوغ عليا ؟
- لأ ، بس بنحس بيها ..بتبقي ملهوفة عليك ونفسها تطل عليها وتشوفك ، الشوق بيعميها ياعبدالرحمن ..وبيفضحها برده

'' علمتُ ماذا توّد أن تقول ..''

= إتطمني يازينب ، أني مابنحبوش حد ..ولو هنحبّو حد هيبقي إنتي
- بتتكلم وكإن ليك سلطان علي قلبك ..طب ياسيدي يابختك ، عقبالنا إحنا كمان لما نبقو قادرين نختار نحبّو مين ومانحبّوش مين
= ....

'' حديثها هذا أوجعني كثيراً ، نبرة الآلم التي تغزو صوتها عذبتني ، ياليتني حقاً أستطيعُ أن أُحبك ..''
'' وأيام تلو أيام ، وأنا كعادة كل يوم أقف أمام السور أنتظرُ رؤياكِ ، لا أعلم كم من الوقتِ سأنتظر وكم من الأيام آتيكِ متلهفاً لأنظر إليكِ .. لا أعلم هل لإشتياقي حد ؟ هل سيقل مع مرور الأيام ويزروني النسيان يوماً ؟ ، أم أنني سأظل طوال عمري أقف أمام سور قصرك ؟ أم أن معجزة ستحدث ويجمعني قدري بكِ ، هل من الممكن أم أن هذه تخاريف عقلٍ يُحاول بها إسكات قلبٍ أحبكِ ، ياسَكينتي وسكّينتي أنتِ ياهدير ..''

- طال غيابك عني ياساكن القلوب ، فاكرنا في الصبر يعقوب ولا تكون فاكرنا أيوب ؟
= حبيبك هنا ياحبيبي ؟

'' نظرتُ خلفي لأري من هُنا الآن ، وتفاجئتُ بأنها زيْنب ، خفق قلبي بشدة عند رؤيتها ..''

= زينب ؟ ..إنتِ إنتِ بتعملي إيه هنا ؟
- جاية نشوفوك ونشوف حبيبك ..

'' إقتربت مني وأنا مازلتُ تحت إثر المفاجأة ، نظرت لعيناي بألم ..''

- حلوة ياعبدالرحمن ؟
= ....
- أحلي مني صح ؟

'' خطفت نظرة للقصر وتابعت بهدوء ..''

- أكيد أحلي مني ، وإلا ماكنوش قلبك وعنيك بدّوها عليا ..طب وقلبي أنا ياعبدالرحمن ؟ قلبي اللي خلاني نجري وراك بالمشوار ونتمنو الرضا ترضي ..قلبي اللي خلاني نقلل من قيمة نفسي قدامك ونطلبو قُربك ، ولا دا خيبة الحب لما يكون من طرف واحد ، يقتلوني عنيك وقلبك يقسَي علينا ونرضو ..تحط في قلبي مية سكينة ونسكتو ماننطقش ، نموت إحنا عشان إنت تعيش ..نموت في هواك وإنت تعيش في هوي غيرنا ياعبدالرحمن ، بس أني بقول في إيه ..هتحس بالنار اللي في قلبي إزاي ؟

'' كنت أود أن أخفف عنها حتي الوجع الذي زرعته في أحشائها دون قصدٍ مني ، وددتُ أن أخبرها أنّ النار التي في قلبها أحرقت قلبي قبلها ..ولكن منعني أن أقول هذا الكلام هو أنكِ ظهرتِ فجأة أمامي ..كنتِ تركضين في حديقة القصر وتضحكين ، خفق قلبي عند رؤيتكِ لا أعلم كم مرّ من الوقت لم أراكِ فيه ..تهللت أساريري ..يالله كم كنتُ مشتاقُ إليكِ ، تناسيت أمر زيْنب الواقفة بجواري ، وظللتُ واقفاً أُتابعكِ بعيناي حتي تشبع من رؤياكِ ، ولكن عيناي كلما رأتكِ كلما إزداد شوقي إليكِ أكثر ، كنت أتابعكِ بإستمتاع حتي رأيتُ الأمير ..الأمير يركضُ ورائكِ ..تضحكين ويضحك ، نظرتُ لعينيكِ وعينيه ، رأيته بعينيكِ ياهدير ..لا إنعكاس صورته بل هو نفسه بعينيكِ ، ورأيتكِ أيضاً بعينيه ، شعرتُ بوخزة في صدري ..ألماً شديداً قيّدني وحزناً إحتضنني ..نظرتُ لزيْنب رأيتها مازالت تنظر إليّ بألم ولكن إعتلي ثغرها إبتسامة سخرية ..ثم رحلت ، رحلت وتركتني أذرف الدمع علي قلبي ، وقفتُ أنظرُ لكِ حتي إختفيْتي من أمام مرئ أعيني وبعدها رحلت ..أتذكرُ أن هذه الليلة لم يزورني النوم بها ، أو أنه زارني ولكن لم يتسطع التغلب علي جفوني ..
وفي الصباح منعتُ نفسي من الذهاب إليكِ ، فلا فائدة من ذلك وقررتُ الذهاب لزيْنب ، ذهبتُ لها علي شاطئ البحر ، كانت جالسة وشاردة ..جلستُ بجوارها ، شعرت بي ولكن لم تنظر إليّ ، وبعد ذلك أخرجتُ سكيناً كنتُ أحمله في صدري ووجهته إليها ..نظرَت إليه بعدم فهم وبعد ذلك نظرت إليّ وقالت ..''

- إيه دا ؟
= سكينة !
- ماني عارفة إنها سكينة ، جايبها نعملو بيها إيه ؟
= تقتليني بيها ..مش إنتي قولتي لو أني حبيت غيرك هتقتلي اللي بنحبوها وتقتليني ؟ خدي وإقتليني

'' إبتسمت بسخرية وأخذت من يدي السكين وظلت تنظرُ إليه ، وبعد ذلك سألتني ..''

- نقتلوك إنت الأول ياعبدالرحمن ولا نقتلوها هي الأول ؟

'' تعجبتُ من سؤالها كثيرا ..''

- يعني موت مين أهون عليك ؟ موتك إنت ..ولا موتها هي

'' فهمتٌ ما ترمي إليه ، تنهدتُ بشدة ..كُشف أمري أمامها ولا أستطيع الإنكار ..''

= موتي أني

'' أومأتْ برأسها وبعد ذلك تنهدت بألم ووضعت السكين بجوارها ونظرت للبحر وقالت ..''

- وأني كمان ..موتي أهون عليا من موتك ، لو قتلناك هنبقو بنقتلو نفسي ، وقتل النفس حرام ..أنا راضية إنك تقتلني لكن مانقدروش نقتلوك ولا حتي نحط السكينة علي رقبتك
= بس أنا راضي إنك تقتليني

'' نظرت إليّ وقالت ..''

- مانت مقتول أصلاً ..حبيبك قتلك إمبارح ، زي ماحبيبي قتلني إمبارح ..كلنا في الهوا سوا ياعبدالرحمن

'' إخترقت كلماتها قلبي ..وساد الصمت بيننا ..
'' في الليل ذهبتُ عند قصركِ ، لم أستطع أن أمنع نفسي من الذهاب إليكِ ، وأخذتُ أعاتبكِ في صمت ..أعاتبكِ وأنتِ لستِ موجودة ..''
'' مضي الكثير من الوقت ، كانت هناك أحداث سياسية جارية في هذه الفترة ، حركة الضباط الأحرار وانفعالها علي الملك فاروق وطلبها أن يتنازل عن العرش ويرحل من مصر ، وتزامن مع هذا الحدث خبر حب الأمير لكِ الذي أُشيع في الإسكندرية ، وغضب الأميرة ليلي من هذه العلاقة التي تربطكما وإصرار الأمير كريم علي أن يتجوزكِ ، كم فرحت بقرار الضباط الأحرار وعزمهم علي رحيل الملك فاروق ، وكم حزنت بخبر حب الأمير وزواجه منكِ ..وأخبرني عم سعيد بأن والدكِ قرر أن يأخذكِ ويترك القصر ويعود إلي حيث جاء ، لم يكن يعلم عم سعيد إسم بلدتكِ الأصلية ..حينها قفزت فكرة شيطانية في عقلي ، لا أعلم من أين جاءت ولكني تحمست بشدة وأخبرتُ حازم بها .. ''

- إنت متأكد من اللي إنت عايز تعمله ياعبدالرحمن ؟
= إلا متأكد ..إدعيلي إنت بس توافق

'' كنتُ أرتدي بدلتي وأنا أتحدث له ..''

- هتوافق ياعبدالرحمن ماتقلقش ولو مش هتوافق بمزاجها أبوها هيغصب عليها تتجوزوك ، وإنت اللي مطمنك أوي إنك عارف إنها هتكون ليك في الحالتين سواء بمزاجها أو غصب عنها
= ....
- إنت حبيت تستغل بس الكلام اللي بيقولوه عليها وعلي الأمير وإن أبوها عايز يقتل الكلام دا وياخدها ويرجع بلده ، لكن لما تروح إنت تطلبها للجواز أبوها ماهيصدق وهيديهالك ومش هيقطع عيشه هنا
= ولو ..حتي لو إنت بتقوله دا صح ، مين أحق بيها ؟ أني ولا الأمير ؟ ..أني اللي بقضي ليالي من عمري قدام القصر بترجي نظرة واحدة بس من عنيها ، أني اللي بموت كل يوم عشان هي مش شايفاني ولا عارفاني ..أني اللي أحق بيها ، علي الأقل أني اللي إتوجعت منها أكتر مالأمير إتوجع منها ولسة بنحبوها وبنتمنو منها بصة بس ، أني اللي بنحبها أكتر ياحازم
- صح ! ، إنت الأحق بيها ..وإنت بردك اللي بتحبها أكتر ، بس دا كله مش مهم ..المهم هي بتحبو مين ورايدة مين ؟

'' تجاهلتُ كلامه بشدة ، رغم أنه يتجول في عقلي منذ إتخاذي لهذا القرار ..إنتهيتُ من إرتداء ملابسي وذهبنا أنا وحازم للقصر ، لطلب يدكِ ياحبيبتي ..وصلنا القصر ودلفنا ، وقبل أن نطلب مقابلة والدكِ أو مقابلة الأميرة ليلي رأيتكِ من بعيد في حديقة القصر ، تقفين مع الأمير ، وترتدي ملابس السفر ..كنتِ راحلة ، كان الأمير يبكي ويبدو أنكِ أيضاً كنتِ تبكين ولكن لم أري عينيكِ ..يبدو أنكِ تودعيه وهو لا يتحمل رحيلكِ ، الألم المكمون في فؤاده ظاهراً كثيراً علي وجهه وعيناه ، مكلومٌ بكِ هو .. ''

- إنت بتعيط ياعبدالرحمن ؟

'' نظرتُ إليه ومسحت دموعي التي ذرفت مني بغير قصد ، وأشارتُ له عليكِ وقولت ..''

= هدير ياحازم ، شكلها مسافرة خلاص
- لسة قدامنا وقت ..تعالي نروح نطلبوها من أبوها وهو هيوافق وهيستغل الفرصة
= لأ ..مش عايزها
- بصدمة : مش عايزها ..مش عايز هدير ؟
= لأ
- إنت في وعيك ياعبدالرحمن ؟
= مش هنقدر ..مش هنقدر نتجوزوها وهي بتحب حد تاني ، مش هنقدر نوجعوها ياحازم وأني بنحبها  ، بكفياها الوجع اللي هتعيشه في بُعد الأمير ، مانجيش أني ونزوّدوه عليها ..مانبقوش متجوزينها عشان تتداوينا وأني مانقدرش نداويها ..نبقي مابنحبوهاش ياحازم

'' أومأ حازم برأسه وقال .. ''

- بكرة وجعك يطيب وتخف منها ياعبدالرحمن

'' أومأتُ برأسي له وأنا غير مقتنع تماماً بكلامه ، وعاودت النظر إليكِ ..أشبع العين منكِ ، قلبي غير راضٍ أن تكون هذه آخر مرةٍ أراكِ فيها ، وددتُ الركوض إليكِ وإحتضانكِ بشدة ، أن أخبئكِ بداخلي وأهرب ، ياليتني أستطيع فعل هذا ..رجعتُ أدراجي أنا وحازم وذهبنا من القصر ، وذهبتُ إلي البحر ..وجدتُ زيْنب واقفة هناك وكأنها تنتظرني .. ''

- عملت إيه ؟
= في إيه ؟
- في حبيبك !
= بإستغراب : ....
- مش كنت رايح إنت وحازم عشان تطلبوا إيديها ، أبوها وافق ولا لأ ؟
= بصدمة : ....
- ماتستغربش إني عارفة ، حازم كان قايلّي ..قولي بقا عملت إيه ؟

'' إبتسمتُ وإقتربت منها وقولت ..''

= ماتطلبناش إيديها
- بصدمة : إيه ؟
= زي مابنقولك كدة
- أمال كنت رايح ليه ، كنت رايح تزور السكة وترجع
= تقدري تقولي إني فوقت عشان كدة ماكملتش ورجعت ..مش هدير اللي تنفعني ، مش من توبي ..ويمكن كمان ماكنتش توافق بيا ، تقدري تقولي كدة إن سكينة الحب كانت سرقاني

'' لم تصدق ماقلته ، وأومأت برأسها وقالت ..''

- ماشي ياعبدالرحمن

'' كانت سترحل ولكني أوقفتها ..''

= تتجوزيني يازينب ؟

'' وقفت ! ، وإستدارت إليّ والصدمة تعتلي وجهها بشدة ..''

- إنت ..إنت قولت إيه ؟
= قولت تتجوزيني يازينب ؟

'' لازلت غير مستوعبة ..ثوانٍ مرّت حتي تغيرت ملامحها وتبدلت وغضبت وقالت .. ''

- دلوقتي عايز تتجوز زينب ياعبدالرحمن ؟ ، جاي ليها بعد ماتأكدت إن بنت السُفرجي مش ليك ؟ إنت فاكر إنك هتروح وتيجي علي مزاجك وترجع تلاقي زينب مستنياك ؟ ليه ..تجرّح فيا وتقتلني بدل المرة ألف وعايز تيجي تلاقيني فتحالك درعاتي الاتنين ؟ لا ياعبدالرحمن ..لا مش زينب اللي تبقي بديل لحد ، إنسي وشيل الموضوع من دماغك

'' وخطّت خطوتين فقط ومن ثم عادت وقالت .. ''

= أني موافقة ، هتيجي تقابل أبويا إمتي ؟

'' قهقهتُ عالياً ، لا تعرف زيْنب القسوة أبدا وحتي لو عرفتها فلن تقسُ علي عبدالرحمن .. ''
'' أيام قليلة وعُزل الملك فاروق وسافر ..وتم إلغاء الملكية ورحل الأمير كريم مع والدته وسافرا إلي تركيا .. وإنتهت كل قصص الحب ، إنتهت برحيلكِ ياهدير ، لم أتمني يوماً ولو لحظة أن تعيشي ماعِشته أنا أو زيْنب ، ولكن القدر كان له رأي آخر وكان لكِ من كأس '' عذاب الحُب '' رشفة ، والله لو إستطعتُ أن آخد حزنكِ كله وأعطيكِ من فرحي وسعادتي لفعلت ..''
'' تزوجتُ أنا وزيْنب ..كانت والله خير الزوجة ، أعانتني في شدتي ، واستحملتني في غضبي ، واحتضنتني في حزني ..وتقبّلت عبدالرحمن وهي تعلمُ أنّ في قلبه سواها ، رضيَت بالقليل منه ، كما رضيتُ أنا بالنظرة فقط إليكِ وكانت تعني لي الكثير ..''
'' تعلمتُ القراءة والكتابة من أجلكِ ، حتي أُراسلكِ ..
مرت سنين كثيرة ياهدير لم أراكِ فيها ، لا أعلم عددها ..إن كل لحظة تمر عليّ وأنتِ بعيدة سنة .
لا أعلم عنوانك حتي أرسل إليكِ رسائلي ، أكتب لكِ وأنا أعلم أن الرسائل لن تصل إليكِ ولن تقرأيها أبدا ، وفي كل مرةٍ أكتب لكِ فيها أعدُ نفسي أنها ستكون الأخيرة .
وهذه آخر رسالة سأكتبها لكِ ، أنجبتُ أنا وزيْنب طفلة وأسميتُها هدير ، كانت زوجتي تخبئ حزنها عني عندما أسميتُ إبنتي بإسمكِ ولكني قد راضيتُها ، تعلمين لو كنتُ أملك قلبين لكنتُ أحببتكما ، ولكني لا أملكُ إلا قلباً واحداً ، أنتِ ساكنه ..''
'' في النهاية أخبركِ أن عبدالرحمن لازال يحبكِ وسيظلُ دائما يحبكِ ، أتمني لكِ السعادة الدائمة ، أتوقع أنكِ تزوجتي ومن الممكن أنكِ أنجبتي ولداً وأسميته كريم ، أتوقع أيضاً أنكِ جالسة الآن علي مكتبكِ وتكتبين رسالة للأمير ..رسالة لن تصل أبدا ، سُلّمتِ ياهدير من أي وجع وألم ..أُحبكِ ..''

'' لا أُحلّل الإقتباس من دون الإسم ..🌻 ''

#حواديت
#هالة_أحمد

Continue Reading

You'll Also Like

5.9K 485 24
جحيم الاهل
8.7K 584 16
[M y b l o o d r e l a t i vbe] +18 "هــل سأتــزوج جونغــكوك ذلــك الرجــل المخيــف؟" Jeon Jungkook'30 Jeon Katan'25 ...
53.6K 2.8K 14
" لن نهتم بلعنة ابنتك، تكفينا حياتنا نحن.. " • تم التخلي عنها من قبل والــدتهــا، و اصبح ملجأها الوحيد * اخوتها *