اسكربتات هالة أحمد

By Delirium182

282K 17K 937

بصوا حبيت اعمل حاجة جديدة ف انا هنا هجمع الاسكربتات اللي الكاتبة هالة أحمد كتبتهم و هنزلهم هنا و اشمعنا هال... More

{1}
{2}
{3}
{4}
{5}
{6}
{7}
{8}
{9}
{10}
{11}
{12}
{13}
{14}
{15}
{16}
{17}
{18}
{19}
{20}
{21}
{22}
{23}
{24}
{25}
{26}
{27}
{28}
{29}
{30}
{32}
{33}
{34}
{35}
{36}
{37}
{38}
{39}
{40}
{41}
{42}
{43}
{44}
{45}
{46}
{47}
{48}
{49}
{50}
{51}
{52}
{53}
{54}
{55}
{56}
{57}
{58}
{59}
{60}
{61}
{62}
{63}
{64}
{65}
{66}
{67}
{68}
{69}
{70}
{71}
{72}
{73}
{74}
{75}
{76}
{77}
{78} Part : 1
{78} Part : 2
{78} Part : 3
{78} Part : 4
{78} Part : 5
{78} Part : 6
{78} Part : 7
{78} Part : 8
{78} Part : 9
{78} Part : 10
{78} Part : 11
{78} Part : 12
{78} Part : 13
{78} Part : 14
{78} Part : 15
{78} Part : {الأخير {16
{79}
{80}
{81}
{82}
{83}
{84}
{85}
{86}

{31}

3K 211 11
By Delirium182

'' إنتي الأجمل مهما كنتِ .. إنتي الأجمل لأنك إنتِ 💛! ''

- في إيه ياماما ؟ مالِك فيه حاجة ؟
= لا ياحبيبتي مافيش حاجة
- لأ فيه ، إنتي شكلك متضايقة وزعلانة

'' روحت قعدت جمبها وطبطبت عليها ، وتوقعت سبب زعلها ، فقولت ..''

- هو ..هو العريس إتصل ؟

'' بصتلي بحزن وسِكتت ..''

- رفضني ؟
= هو الخسران ، إنتي مافيش زيك

'' رغم إني عارفة إنه هيرفضني وكنت واثقة كمان لكن زعلت جدا ، كانت خبطة علي راسي قوية ..وقعتني ! ، رغم إني واقعة من سنين بس كنت بحاول أقاوم وأتعلق بحبال كتير ، بس طلعت حبال دايبة ..من الأول وأنا عارفة إنها حبال دايبة بس كنت بصبّر نفسي ، عيطت ..طلعت وجع السنين في العياط ، حضنتني ماما وعيطت معايا هي كمان ..''

- ماتعمليش في نفسك كدة ياجميلة ، والله ربنا هيعوضك باللي يستاهلك

'' فقدت الأمل في إن هيجي اللي يستاهلني ، فقدت الأمل إن فيه حد موجود يستاهلني أصلا ، أنا ماحدش يستاهلي ، أو أنا اللي ماستاهلش حد ، سيبت ماما ودخلت أوضتي ..بصيت في المراية وعيطت أكتر لما شوفت شكلي ، بالأخص مكان الحرق اللي في وشي ..الحرق اللي سبب في إني لحد دلوقتي ماتجوزتش ، كل اللي يشوفه بيقرف مني ! ..شكلي وِحش ، بشع ..أنا ليه بيحصلي كدة ؟ ..نمت علي سريري ومابطلتش عياط ، كنت بعيط بهستيريا لحد مالنوم خدني ، صحيت تاني يوم علي ماما وهي بتمشي إيديها علي شعري  ، قومت وإتعدلت علي السرير ..''

- صباح الخير ياماما
= صباح النور ياعيون ماما
- خير في إيه ؟ مش من عوايدك تيجي تصحيني بحنية كدة
= بضحك : ماهو إنهاردة يوم مش عادي
- بإستغراب : إشمعني يعني ؟
= إنهاردة يوم ميلادك يابنتي إنتي نسيتي ولا إيه ؟

'' إتنهدت وسِكت ! ..وأفتكره ليه ؟ ، دا أسوء يوم في حياتي علي الإطلاق ، دا اليوم اللي إتحرق وشي فيه .. من حوالي 13 سنة ، في نفس اليوم دا ، قومت بدري وكنت فرحانة إنه يوم ميلادي ..دخلت المطبخ وكنت عايزة أعمل لماما مفاجأة وأحضر أنا الفطار إنهاردة ، وكنت بقلي بطاطس وواقفة قدام الطاسة ..المعلقة وقعت مني ، وطيت أجيبها وأنا بقوم راسي خبطت في إيد الطاسة فاوِقعت الطاسة وجه الزيت علي وشي حرقني ، شوّهلي خدي اليمين ، دخلت في إكتئاب حاد ..كان أي حد يشوفني يبعد عني ومايحبش شكلي ، حتي صحابي واحدة واحدة بِعدوا عني ، حتي لما دخلت الجامعة ماعرفتش أكوّن صداقات خالص ، أنا كمان كنت بستخبي ..بستخبي من عيون الناس اللي مليانة شفقة وإشمئزاز ، كنت بلف الحجاب بطريقة غريبة ! كنت بحاول أداري الحرق علي قد ماأقدر ! ، وبدأت أكبر وبدأ يجيلي عرسان ..مافيش عريس جالي من قرايبنا أو معارفنا نهائي ..مافيش عريس جالي يعرفني ! ، كل اللي جالي ناس مانعرفهومش بتاتاً ، وبيبقوا من بلد غير بلدنا أو محافظة غير محافظتنا وسمعوا عن بابا إن له بنت ! ، وكان كل اللي يشوفني يخرج مايرجعش تاني ، كنت بقبل بناس كتير أقل مني في المستوي التعليمي والإجتماعي كمان ..لكن كنت بوافق ، وماما وبابا كمان كانوا بيوافقوا عشان عارفين اللي فيها ، إني فيا عيب كبير ، وأهو أي واحد وخلاص ، أنا اللي كنت بقبلهم لكن هما اللي كانوا بيرفضوني أول مايشوفوا وشي ، فضلت مُتمسِكة بأمل إن إن شاء الله ربنا هيعوضني خير عن اللي حصلي وهيجيلي واحد يستاهلني أكيد ويحبني عشان أنا أستاهل أتحب ومايفرقش معاه شكلي ، أيوة أنا أستاهل أتحب وأعيش زي كل البنات ..أنا مش ذنبي إني إتحرقت وبقيت وِحشة ، مش ذنبي والله ! ..ليه الناس بتبص علي جمال الشكل وبس ؟ ليه يخلوني أفقد الثقة في نفسي وأحبس نفسي في البيت عشان خايفة من عيون الناس ، كان حلمي وأنا في الكلية إني أخلص تعليمي بسرعة عشان أسخبي ، الدفعة بتاعتي كانت بتعد الأيام عشان تتخرج وتشتغل ، وأنا كنت بعِد الأيام عشان أقعد في بيتنا وماطلعش تاني ! ..عيون الناس مارحمتنيش ، كل خروجاتي من وقت ماتخرجت لحد دلوقتي تتعد علي الصوابع ! ..ودلوقتي قررت قرار نهائي إني هاقعد طول عمري في البيت ..أصلا خلاص مافيش أمل أخرج من البيت ، لا شكلي يسمح ، ولا بقا سِني يساعدني إنه يتقدملي حد تاني ! ..أنا إنهاردة عيد ميلادي ، إنهاردة بقفل ال 31 سنة ! ..''
'' بابا متعود اليوم دا يجيبلي تورتة ويحتفل بيا هو وماما لوحدنا ، إحتفالنا مع بعض سوا وبعد كدة قعدنا وكنا بنتكلم ، وقررت أتكلم معاهم وأدخل معاهم في دايرة عميقة من النقاش في قراراتي اللي إخترتها رغم إني نفسياً مش جاهزة لأي مناقشة ، لكن وماله ! ..''

- أنا فيه قرارات كدة أخدتها وعايزة أتناقش معاكوا فيها
= بابا : قرارات إيه ؟
- أنا قررت أشتغل
= ماما بفرحة : والنبي صحيح ؟ ياريت يابنتي والله دا إحنا ياما إستحايلنا عليكي تشتغلي وتطلعي تشوفي الدنيا واتفكي عن نفسك
- يعني إنتوا موافقين ؟
= بابا بإبتسامة : طبعاً يابنتي
- طب حلو ..القرار التاني أنا قررت ألبس النقاب !
= بابا وماما بإستغراب : النقاب ؟
- أيوة
= ماما : ليه يابنتي ؟!
- عشان أنا عايزة أطلع من البيت دا وأشتغل ، وأمشي في الشارع من غير عيون الناس ماتجرّح فيا ، وأقدر أدخل وأطلع براحتي ومش هقدر أعمل دا وأنا بوشي لازم أتداري
= بابا : يابنتي إنتي مش وحشة والناس اللي تبصلك كدة يبقوا ناس متخلفة ومريضة
- يابابا أنا مش بيتبصلي غير كدة ! ، ااه إحنا عايشين في وسط مجتمع متخلف ومريض وعشان أنا أقدر أتعامل مع المجتمع دا لازم أبقي مستخبية ومافيش غير النقاب أقدر أستخبي فيه ، فاأرجوكوا وافقوا أنا حقيقي فيا اللي مكفيني في الموضوع دا

'' بصوا لبعض الإتنين وبعدين بابا قال ..''

= بابا : أنا موافق
- بتنهيدة : الحمد لله ..تالت قرار أنا مش هتجوز ! ، فياريت ماتجيبوش ليا عرسان تاني
= ماما : إيه اللي إنتي بتقوليه دا ؟ يعني إيه مش هتتجوزي دي ؟
- يعني إنتي شايفة ياماما العرسان بتتحدف عليا وأنا اللي برفض ؟
= بابا : بس برده يعني إيه مش هتتجوزي ؟ يعني هتعيشي لوحدك طول عمرك ؟
- إنتوا معايا
= بابا : إحنا مش هنعيشلِك طول العمر
- ربنا يخليكوا ليا يابابا ماتقولش كدة ! ، بس يابابا أنا بقالي سنين بوافق علي عرسان وكل واحد يدخل البيت يتفرج علي شكلي ومايعجبهوش فايمشي ، بقالي سنين موجوعة وساكتة وصابرة لكن أنا إكتفيت ..والله إكتفيت ومش قادرة أستحمل ..أهوَن عليا إني أعيش طول عمري وحيدة بدل ماترفض بالشكل المُهين دا ليا ولكرامتي ، عشان خاطري إسمعوا كلامي

'' طبعا ماما كانت رافضة الموضوع دا ، وقعدنا نتناقش ونتكلم كتير أوي لحد ماوصلنا لقرار ألا وهو ..''

- طب أنا عندي الحل اللي هيرضينا إحنا الإتنين
= ماما : إيه هو ؟
- أنا موافقة أتجوز وأقابل عرسان تاني بس بشرط ! ، أنا هبقي منتقبة ومافيش عريس هيشوف وشي نهائي غير لما نتجوز
= بابا : إزاي بس ؟ دا حقه يشوف وشك ..
- هاخيّره يابابا ..وهاقوله إني رافضة أرفع النقاب عشان وشي مشوّه ، لو حابب تكمل معايا وبعد العقد تشوف وِشي أهلا وسهلا ، مش حابب الباب يفوّت جمل
= ماما : طب وإحنا كدة هنبقي عملنا إيه بقا ؟
- نبقي عملنا اللي إنتوا عايزينه في إني أقابل عرسان ، وأبقي أنا كمان عملت اللي أنا عايزاه في إني أحفظ كرامتي وأحفظ نفسي من أي حد يشوف وشي فايتخض أو يشفق عليا أو يبصلي بإشمئزاز ويبقا حفظت قلبي كمان من نظرة تجرحني ووجع جديد فيه ، تمام موافقين علي كدة ؟

'' بصوا لبعض تاني وبعدين بابا قال ..''

= بابا : ماشي يابنتي اللي يريحِك !
- أخر حاجة ودا يُعتبر طلب ورجاء مني ليك يابابا ..وإعتبرها هدية عيد ميلادي
= بابا : عنيا ليكي ياجميلة
- أنا عايزة نعزل من هنا ، عايزة أمشي من هنا ونروح مكان جديد مانعرفش فيه حد خالص ..كل الناس هنا عارفاني ، ولما ألبس النقاب وأمشي بيه في الشارع هيقولوا إني بستخبي منهم عشان أنا وحشة وبقيت أخاف من عنيهم ، مش عايزة حد يشوفني ضعيفة أكتر من كدة أو يستغل ضعفي أو أسمع كلمة منهم وأنا ماشية وتجرحني ! ..أنا نفسي أبدأ حياة جديدة مع نفسي ومع العالم الخارجي ، وأمارس شوية من حقوقي اللي أنا حارمة نفسي منها بقالي سنين والناس هي السبب ، عشان خاطري يابابا وافق ، عارفة إنه طلب صعب عليك بس عشاني بالله !

'' ولقيت نفسي بنفجر في العياط ! ..ماقدرتش أمسك نفسي ، قربوا مني الإتنين وحضنوني وقعدوني يهدوا فيا ..''

= بابا : اللي إنتي عايزاه هاعملهولك ، وأنا ليا كام جميلة في الدنيا ؟

'' الحياة إتبدلت كتير لما لبست النقاب ونزلت الشارع ، وبقيت بدور علي شغل ..أنا خريجة إعلام وكان نِفسي جدا أشتغل صحفية لكن الظروف بقا  ، دلوقتي الوضع إتغير وبقيت بدور علي شغل في أي جرنال يقبلني بالنقاب ..قعدت شهرين بدور لحد مالقيت الحمد لله ، كان أسعد يوم في حياتي ، أول مرة أفرح كدة من سنين ..أول مرة أرجع أفرح من يوم ماوشي إتشوّه وأودي الفرح فرصة جديدة إنه يزورني ، بعد ماشتغلت بكام يوم بابا كمان جه فرحني وقالي إنه لقي شقة جديدة في مكان قريب من شغلي وشغله ومكان كويس جدا وراقي وإيجارها حلو أوي ، فرحت جدا جدا وبدأنا ترتيباتنا ..حقيقي كنت مبسوطة بكل الخطوات دي جدا ..بعد إسبوعين كنا عزلنا وروحنا شقتنا الجديدة ، حبيت الشقة أوي ..أحلي من شقتنا القديمة ، أخدت أسبوع أجازة من الشغل وقولتلهم إننا عزلنا ومحتاجة وقت عشان أرتب ظروفي الجديدة ، وكنت بساعد ماما في ترتيبات البيت ، الحياة بقا ليها طعم مختلف لما بعدت عن كل الناس اللي أعرفهم ويعرفوني ، أتمني يدوم ..أتمني أقدر أبدأ بداية جديدة في حياتي من غير وجع ولا تجريح ..''
'' السعادة دامت ..دامت معايا شهر واحد ! ، شهر واحد من يوم ماعزّلنا وجينا هنا ، بدأت تقل لما ماما بدأت تتعرف علي الجيران وتكوّن معاهم صداقات وبقت تروحلهم وبقوا يجولنا ، دا اللي أنا ماكنتش عاملة حسابه نهائي ..كنت بقعد في أوضتي ماكنتش حابة أطلع وأخليهم يشوفوني ، وكنت بقول لماما تقولهم إني نايمة أو مش موجودة ..بس أكيد مش هفضل كدة كتير ، ومش هافضل مستخبية في النقاب دا برده كتير ومايشوفوش وشي ..ياربي ! ، بس لأ ..أنا هفضل أعافر عشان ماحدش يشوف وشي ..''
'' بدأت أتغلب علي خوفي وإتعرفت علي الجيران وأنا بالنقاب ، ماسمحتش لحد نهائي يشوف وشي ، وكنت بتحجج إني مش واخدة عليهم وإنتي بتكسف ولما آخد عليهم أوي هخليهم يشوفوا وشي وبلا بلا بلا .. منهم اللي إتقبل قراري وإحترمه ، ومنهم لأ ..أكتر حد إحترم قراري طنط جارتنا اللي معانا في نفس الدور ، طنط سهير ..ست طيبة أوي وجميلة وأكتر واحدة ماما حبتها في جيرانا ، طنط سهير ليها بنتين وولد ، والبنتين رضوي وأمل دول متجوزين والولد حسن دا لسة متجوزش ! ..جوز طنط سهير إتوفي من زمان وهي اللي ربّت ولادها لوحدها وماشاء الله قدرت تطلعهم كلهم دكاترة ، رضوي دكتورة عيون وأمل دكتورة أسنان ، وحسن دكتور أطفال ! ، رضوي وأمل بحكم إنهم بيشتغلوا فاكل يوم بيجيبوا ولادهم يسيبوهم مع مامتهم طنط سهير ويروحوا شغلهم ، كل الحاجات دي ماما اللي حكتهالي عنها ، أنا عشان شغلي ماكنتش بقدر أحتك بيها كتير ..''
'' في يوم كنت راجعة من الشغل وداخلة البيت ولقيت الأسانسير متعطل ، وإحنا في الخامس ! يعني لسة هاطلع دا كله ! ..طلعت السلم وجيت في الرابع كنت خلاص تعبت مش قادرة ..وكان فيه صوت جاي من الدور اللي فوق ..الخامس ! ، وفيه صوت كرتون شغال ، عرفت أميز من الصوت إن دا the lion king ..سيمبا ، مشهد سيمبا لما مات موفاسا '' بابا ..يلا نروح البيت '' ،  وبعدها سمعت ..''

- خالوا إنت بتعيط ؟
= سبني في حالي يارامي دلوقتي ، انا مش ناقصك
- ياخالوا احنا سمعنا سيمبا كتير أوي ، وكل مرة بتعيط في الحتة دي ، خالوا إنت عبيط ؟
- إخرس ! ..إنت اللي ماعندكش إحساس

'' طلعت السلم وشوفت شاب وولد صغير لا يتعدي عمره الست سنين وقاعدين عالسلم ومشغلين الفيلم عالموبايل وبيسمعوه ..أول ماشافوني قاموا وعديت من جمبهم ودخلت شقتنا وقعدت أضحك عالمحادثة اللطيفة دي ، وعلي الشاب اللي لحد دلوقتي بيعيط لما بيشوف موت موفاسا ..''
'' حياتي كانت ماشية عادي جدا لحد ماالجرنال اللي بشتغل فيه قفل ! ، كانت صدمة كبيرة عليا ، لان الشغل كان الوسيلة اللي بطلع فيها طاقتي ، لكن استعانت بالله وقررت أدور علي شغل جديد تاني ..قعدت حوالي تلت شهور عالحال دا لحد مامليت ومابقتش عايزة أشتغل أصلا ، وكنت علي مشرفة إني أدخل في إكتئاب ..''

- ماما : ماتيجي ياجميلة معانا فوق السطوح وأهو تشمي شوية هوا

'' يوم الجمعة عندنا في العمارة كل السكان بيتجمعوا فوق السطوح ويقعدوا مع بعض من الساعة 7 للساعة 10 ، كانوع من أنواع الإتصال مابينهم وعشان الناس كلها تاخد علي بعض ، واللي يطلع بفاكهة واللي بأكل وحلل واللي بلِب وسوداني وحاجات كتيرة اووي ، انا ماطلعتش ولا مرة من يوم ماجينا العمارة ، اولهم عشان مش عايزة حد يعلق علي نقابي ، ومش عايزة حد يقولي عايزين نشوف وشك ، وتاني حاجة عشان انا مش متعودة عالإختلاط مع الناس ..بقالي سنين لوحدي ، واخر حاجة عشان الجمعة بيبقي يوم اجازتي وببقي عايزة أرتاح فيه وأبقي لوحدي ، لكن دلوقتي مافيش شغل وانا زهقت فعلا من قعدة البيت ، فاقررت اسمع كلام ماما وطلعت معاهم اليوم دا ..السطوح شكله تحفة ، منظره حلو أوي عاملين قعدات للستات لوحدها والرجالة لوحدها ..وواسع جدا ، ومخصصين فيه مكان للاطفال ولعَب موجودة يلعبوا بيها ، الناس هنا جميلة فعلا ..تحس ريحة الوِد طالعة منهم ، ناس طيبة بجد ، ماما لانها صاحبة طنط سهير فاكانت قاعدتها معاها وانا مع ماما ..وطنط سهير كان موجود معاها بناتها الاتنين رضوي وأمل ..قعدنا كلنا سوا ، ودي كانت اول مرة أشوفهم وأتعرف عليهم ، ناس لطيفة بجد ..''

- أمل : إحنا ليه ماكناش بنشوفك خالص ياجميلة ؟
= عشان ..عشان ظروف شغلي وكدة ، بس خلاص هتشوفوني كتير ..الجرنال قفل
- رضوي : ياستي خيرها في غيرها إن شاء الله ، وإن شاء الله تلاقي شغل تاني أحسن
= إن شاء الله

'' وكملنا كلامنا عادي جدا ، وإحنا بنتكلم سمعنا صوت زعيق من مكان الأطفال ..''

- مين اللي كان ماسك موبايلي ؟
= رامي ياخالوا ؟
- إنت اللي مسحت فيلم سيمبا ؟
= رامي : أيوة أنا
- بتعجب : وبتقولها في وشي عادي كدة ؟
= رامي : أيوة ، أنا مش خايف
- والله وكبرت يارامي وبقيت بتعلي صوتك علي خالك ، هتقطع صلة رحمك بيا إمتي ؟ ..مسحت الفيلم ليه ؟
= رامي : عشان كل مابنسمعه بتعيط وبتقرفنا
- وإنت مالك ماعيط ، ماتبقاش تسمعه معايا تاني وبعدين انت فكرك كدة عملت اللي في دماغك ؟ مانا هنزله تاني
= رامي : هامسحه تاني
- انت بتتحداني يارامي ؟
= رامي : أيوة
- طب تعالي بقا

'' وطلع يجري وراه وباقي الاولاد حواليهم ، ومسك رامي وفضل يزغزغ فيه ..فاضحكت أوي لما شوفت كدة ، فقالت رضوي ..''

- رضوي بضحك : عيل أوي حسن ، بس من غيره نحتاس مع الولاد

'' من هنا إكتشفت إن دا حسن ابن طنط سهير واللي كان قاعد عالسلم ، أخوهم ..''

- أمل : ااه والله
= بس مش حركاته طفولية أوي علي سنه ؟
- أمل بضحك : طفولية جدا ، بس صدقيني لو قعدتي معاه وإتكلمتي معاه في موضوع كبير ومهم هتنبهري بدماغه وطريقة تفكيره ، هو بس اللي بيحب الأطفال جدا جدا وبيحب يقعد معاهم ، عشان كدة أصلا هو إختار يبقي دكتور أطفال ..ولولا حسن معانا وبيدينا دروس في كيفية التعامل مع الأطفال كنا زمانا إتجننا منهم ، عشان كدة الولاد بيحبوه وبيحبوا يبقوا معاه

'' إبتسمت .. حلو أوي ، وكملنا كلامنا ..''

- رضوي : إنتي عندك كام سنة ياجميلة ؟
= 31
- أمل : زيي
- رضوي بإبتسامة : وأنا 35 ، بقولك إيه إحنا من إنهاردة خلاص صحاب ، وكل يوم جمعة لازم تطلعي هنا ونشوفك
= بإبتسامة : دا أكيد إن شاء الله
- أمل بإبتسامة : أو ياستي إحنا ننزلها ، عالأقل نشوف وشها

'' هنا قلبي وقع ! ..''

- رضوي بإبتسامة : من غير مانشوف وشها هي باين من عنيها إنها قمر ، جميلة إسماً ومضموناً

'' وقعدوا يضحكوا ..نزلت اليوم دا وانا زعلانة اوي وخايفة يجوا فعلا ويطلبوا يشوفوا وشي ..''
'' زهقت من قعدة البيت ، عشان كدة قررت اروح دار تحفيظ قرآن وأملي فراغ اليوم بحاجة مفيدة ، كنت حابة جدا أتعلم التجويد ..وعملت دا فعلا ! ..''
'' بدأ الناس تعرفنا في المنطقة وبدأ يجيلي عرسان من تاني ، وكالعادة أنا مابرفضش ! ، وكل عريس جه حكيتله حكايتي وإنه مش هيشوف وشي غير بعد العقد ، ولكن كانوا بيرفضوا ..هياخدوا واحدة مشوّهة ليه ؟ ..مازال الموضوع بيوجعني ، ولكن مش زي الأول لما حد يشوف وشي ..''
'' أنا ورضوي وأمل مع الوقت إتصاحبنا جدا جدا ، لدرجة إن بقا فيه أسرار مابينا إحنا التلاتة ، وعلي قد ماكنت مبسوطة بالصداقة دي علي قد ماكنت خايفة من اللي جاي ..''
'' دكتور حسن العيّل ..إرتبط وجوده عالسطوح معايا بالسعادة ، وإني لو مكسلة أطلع السطوح فابنشط نفسي وأطلع عشان أضحك علي مغامراته مع ولاد إخواته خصوصاً رامي ..''
'' إتعلمت التجويد بشكل كويس أوي ، ودا شئ كان بالنسبالي عظيم جدا جدا ، كان أعظم إنجاز في حياتي ..كنت كل يوم بعد ماأصلي القيام أقعد أقرأ قرآن بالتجويد ..بابا قالي إن صوتي في التجويد بيعجبه أوي ، قالي صوتك وانتي بتقري فيه دفا وطمأنينة ، دي حاجة كانت مفرحاني أوي ..''

- أمل : جميلة هو أنا ممكن أسألك سؤال ؟
= ااه طبعا إتفضلي
- أمل : هو انتي ! ..انتي مش عايزة تورينا وشك ؟
= بصدمة : ....
- أمل : أنا حاسة انك بتتهربي من انك تورينا وشك ، هو فيه حاجة ياجميلة ؟ ..لو فيه قوليلنا احنا صحابك
= ....
- رضوي : طب يعني ..هو الموضوع دا له علاقة بإنك ماتجوزتيش لحد دلوقتي ؟

'' كنت علي أعتاب البُكا خلاص ، ولكن ماكنتش عايزة دا يحصل ..عشان انا عارفة نفسي هنهار ولا المكان ولا الزمان يسمحوا ، حاولت امسك نفسي علي قد ماقدر وماردتش عليهم ، وفضلت انقل نظري لكذا مكان لحد ماوقعت علي حسن ، ولقيته بيبصلي ! ..فضلت بصاله انا كمان ، باصين لبعض لحد مانا اتهزيت ، قلبي اتخطف مرة واحدة ، وخلاص انا عايزة أعيط ..نزلت جري علي شقتنا وقعدت أعيط ، أعيط أوي ..خمس دقايق ولقيت الباب بيخبط ، كنت لسة لابسة النقاب فتحت الباب كانت أمل ورضوي ، دخلنا أوضتي وقعدوا يتأسفولي علي إنهم السبب في اني بعيط ..وانا كنت ساكتة مش برد ..''

- رضوي بحزن : لو بس تفهمينا مالِك ؟

'' ماردتش ، بس أنا زهقت من كتر مابخبي ..ااه انا مش عارفة اتعامل مع الموضوع دا عشان ماحدش قِبلني بيه ، بس عندي احساس ان هما هيقبلوني بتشوّهي ، مش هيسوني زي ماكل صحابي سابوني زمان ..''

= أنا .. مابحبش حد يشوف وشي
- أمل : ليه بس ياحبيبتي ؟
= عشان أنا شكلي وِحش

'' بصوا لبعض بإستغراب وقالت رضوي ..''

- رضوي : إنتي وِحشة ؟ دا انتي جميلة أوي
= إسماً بس ..لكن أنا وِحشة ، وِحشة ووشي ..وشي بايظ ، أنا وشي مشوّه

'' إتصدموا جامد أوي ، وأنا في عز صدمتهم دي رفعت النقاب ..كانوا بيبصولي بذهول ، وبينقلوا عيونهم لكل مكان في وِشي ..فجأة أمل عيطت ولقيتها قربت مني وحضنتي وكانت بتعيط بصوت ..''

- أمل ببكاء : ياروحي ..إزاي إستحملتي ألم الحرق دا ؟ ، أنا آسفة

'' ضحكت من بين دموعي وقولتلها ..''

= بضحك : بتعتذري علي إيه ؟
- أمل ببكاء : مش عارفة
- رضوي بحزن : إحكيلنا حصلك دا إزاي ؟

'' وحكيتلهم كل حاجة ..ومعاناتي مع التشوّه دا ، والناس اللي مش متقبلاني ، والعرسان وكل حاجة ..ولما خلصت كانت رضوي هي كمان عيطت ، إحنا التلاتة كنا بنعيط ..''

- رضوي : انتي تبقي هبلة لو في يوم شوفتي نفسك مش جميلة ، انتي جميلة وهتفضلي جميلة وحقيقي الناس اللي بعدت عنك خسرت كتير .. أنا بس اللي وجعني إنك إزاي إتحملتي الوجع دا كله لسنين طويلة ، أما عاللي في وشك فاأنا شايفة إنك مأڤورة ..بس للأسف الناس اللي ساعدتك علي إنك تأڤوري بالشكل دا
- أمل : صدق حسن لما قال ..غبي وعبيط اللي بيدور علي الجمال في الشكل

'' دي كانت أول بذرة الحب اللي إتزرعت في قلبي لحسن ..''
'' هما أول ناس تقبلوا شكلي ، وحبوه كمان ..لدرجة انهم بدأوا يحببوني فيه ويوروني حاجات كتير في شكلي حلوة انا ماكنتش واخدة بالي منها ..عدا شهرين ، في الشهرين دول كان كل ماقابل حسن صدفة عالسلم او يوم الجمعة في السطوح كنت برتبك ! بتوتر لما بتيجي عينه في عيني ..مش ببقي علي بعضي لما بحس انه بيراقبني بعنيه مثلا او بيبصلي وانا عاملة اني مش واخدة بالي ، وكلام اخواته عنه وعن عقله وحكمته بعيدا عن طفولته دي كانت بتشدني ليه أكتر ، حتي طفولته كانت بتشدني ، أنا عمري في حياتي ماحبيت ..وكنت أول ماحس اني خلاص هاحب كنت بقفل علي قلبي وانتشل قلبي من انه يُقع واقعة هتجيب أجله ، لانه باختصار وشي هيقف عائق في كل حاجة .. إلا المرادي ! ، رغم اني عارفة النهاية المحتومة للعلاقة اللي عمرها ماهتبدأ دي لكن كنت عايزة أقع ..حابة أقع ، مش عايزة أنتشل قلبي نهائي ..لحد مافي يوم كانت الصدمة اللي عمري ماتوقعتها .. ''

- بابا : دكتور حسن جارنا متقدملك ياجميلة !
= بصدمة شديدة : ....
- بابا : جميلة ! ، يابنتي !
= أيوة ..أيوة يابابا
- بابا : بقولك حسن متقدملك إيه رأيك ؟
= متقدملي ااه مانا سمعت
- بابا : طب ايه رأيك ؟

'' كنت مصدومة لان اكيد اخواته قالوله علي التشوّه اللي في وشي ، فارغم كدة وجاي ؟! وهو كمان الانسان اللي انا معجبة بيه ! ..انا بس خايفة أتعشم ، خايفة أتوجع أو أتصدم في حاجة مش عاملة حسابها ، انا خايفة أفرح ..خايفة أوي لان المرادي تفرق كتير ، المرادي بال 13 سنة اللي عِشت ميتة فيهم ..''

= وانا عمري رفضت عريس يابابا ؟ موافقة ..
- بابا : ماشي يابنتي ..ان شاء الله المرادي تصيب ويجعل حسن من نصيبك

'' يارب يابابا يارب ..رد بابا عليه بموافقتي ، وحدد معاد معاه علي اخر الاسبوع ، اللي هو يوم الجمعة انه يجي يشوفني ..اتصلت رضوي وأمل بيا وباركولي مقدماً وقعدوا يهزروا ويتريقوا واني هبقي مراة اخوهم والكلام دا ، وانا حقيقي كنت فرحانة بالكلام دا ، ونفسي يحصل ..وطلبت منهم يكونوا موجودين معاه يوم الجمعة لما يجي ..''
'' اليوم دا ماعرفتش انام من التوتر ، وكنت بصلي القيام وانا بعيط وبقرأ وِردي وانا بعيط وبدعي ربنا يكملي الموضوع علي خير ..من بدري انا وماما كنا بنروق البيت وبنجهز الأكل سوا ..لحد ماجه معادهم ودخلت أوضتي جهزت وقلبي حساه هيطلع من مكانه من كتر النبض ، وصلوا الضيوف وقعد حسن وطنط سهير مع بابا وماما والبنات جم ليا المطبخ وحاولوا يفكوني ويقولولي حسن أتفه من إني أبقي قلقانة من مقابلته بالشكل دا ! ، وقعدوا يضحكوني ..لحد ما ماما جت نادتني عشان ادخل ، في اللحظة دي كنت هاموت ، واللي موتني بجد اللي قالته رضوي بعد ما ماما خرجت من المطبخ ..''

- رضوي : جميلة ..حسن مايعرفش حاجة عن اللي حصلك ، ماحدش فينا حَكي حاجة
= بصدمة شديدة : ....
- أمل : أيوة احنا ماقولناش حاجة لا ليه ولا لغيره ، احنا إحترمناكي وإعتبارناه سر من أسرارك ورغبتك في انك ماتعرفيش حد ، عشان كدة ماقولناش
= بصدمة : يعني هو مايعرفش حاجة ؟
- رضوي : لأ

'' يادي المصيبة .. وانا اللي كنت فاكرة انه جاي وهو عارف اللي حصلي ، يعني كدة فيه احتمالية كبيرة للرفض دا لو ماكنش أكيد ..لكن إستعنت بالله وفوضت أمري ليه ودخلت أنا والبنات الصالون ..قعدت وانا في قمة احراجي والبنات كانوا قاعدين جمبي وحاولوا يلطفوا الجو بشكل كبير ..لكن انا كل اللي شاغل تفكيري ، هاحكيله ازاي وهرتب الكلام ازاي ، بعد شوية ماما وبابا خدوا الموجودين وقعدوا برا وسابونا لوحدنا ، وقعدوا في مكان يقدروا يشوفونا فيه ..كنت متوترة جدا جدا جدا ..''

- إزيك ياجميلة عاملة إيه
= تمام الحمد لله

'' وبدأ يتكلم ويسألني عن دراستي وعن اللي بعمله في حياتي وبيحاول يلطف الجو ..''

- إيه أكتر فيلم كرتون بتحبيه ؟
= مافيش حاجة ، كله زي بعضه يعني
- إيه دا إيه دا ..لا من أولها كدة ، دي حاجة تهدد علاقتنا اصلا من قبل ماتبتدي
= بإبتسامة : ....

'' أمال لو عرفت اللي مخبياه تحت النقاب هتقول إيه ..''

- لو حصل نصيب ان شاء الله هغرقك كرتون ، بصي !..حياتك هتبقي كرتون بس
= بإبتسامة : ان شاء الله
- عندك كام سنة ؟
= بتنهيدة : تلت شهور وهتم ال 32 سنة
- جميل .. طيب أنا كدة مش عايز أقول حاجة إنتي تحبي تقولي حاجة ؟ ..تسأليني في حاجة مثلا ؟

'' أنا مافيش حاجة في دماغي حاليا غير وشي ! ، لكن حاولت ادور علي اي سؤال ، أي حاجة أقولها ..''

= حضرتك عندك كام سنة ؟
- بضحك : حضرتي ؟ والله حضرتي أتفه من إنه يتقاله حضرتك ..حضرتي ياستي عنده 28 سنة

'' إيه ؟! ..يانهار أبيض ! ، يعني أنا أكبر منه بأربع سنين ؟ ..إتصدمت ! ، أنا كنت فاكراه أكبر من رضوي ..طلع أصغر منهم أصلا .. ''

=....
- سكتي ليه ؟
= ماكنتش أتوقع إن أنا أكبر منك وكمان بأربع سنين !
- وهل دا فيه مشكلة ؟
= بإستغراب : دا مش مسببلك مشكلة ؟
- خالص بالعكس ، انا مش شايف فيها مشكلة ولا حاجة تخض ، الرسول إتجوز اللي أكبر منه ب 15 سنة مش هتجوز أنا اللي أكبر مني بأربع سنين ؟ ..أنا عارف ان انا عيّل بس لأ أنا عقلي كبير ، أنا بدور علي واحدة تكون شريكة حياتي وتستحمل جناني وهبلي ..أكون لها الإيد اللي تطبطب عليها وتكون ليا الحضن اللي فيه الدفا ، واحدة تصوني وتصون عِرضي وأفتخر بيها أم لولادي ..وشوفت دا فيكي ، انتي اول عروسة أخترها بمزاجي وأقول عايز دي ، مش هاكون بدور علي الحاجات دي ولما أحس إنها موجودة فيكي السِن اللي هيوقفني ، لأ ! أبسليوتلي ..

'' يانهاري ..إتقل التقيل جاي ورا ..''

- عندك حاجة تانية عايزة تقوليلها ؟
= لأ خالص
- طب تمام ..طب كدة بما اننا خلصنا كلام وبما اننا في رؤية شرعية هل فيه إمكانية أشوفك
= بتوتر : لأ
- بإستغراب : ليه ؟
= دا شرطي للجواز من أي حد ..مش هتشوف وِشي غير بعد العقد
- طب ممكن أفهم سبب الشرط دا إيه ؟
= بتنهيدة : ممكن !

'' وحكيتله كل حاجة ، كان نفسي اشوف تعبيرات وشه بس ماقدرتش وكنت باصة في الارض وانا بحكي ..لحد ماخلصت ، رفعت وشي لقيت تعبيرات وشه عادية ماتغيرتش ! ، قبل مايرد بابا دخل واللي معاه وقعدنا مع بعض شوية ، وبعد كدة قاموا ، وفاجئنا حسن وقال ..''

- يومين ياعمي وبلغنا ردكوا ، ولو كان ااه هنعقد علي طول
= بابا بصدمة : علي طول كدة ؟
- ونستني إيه ؟ إلا لو كان عند حضرتك سبب
= بابا : والله يابني انا مش عارف اقولك ايه ؟
- بإبتسامة : عموما مش وقته الكلام دا ، لو تمت الموافقة هنقعد ونتكلم ونتفق علي كل حاجة
= بابا : ان شاء الله يابني

'' كل دا كنت واقفة وبسمعه وانا قلبي هيقف ! ، مش قادرة اصدق انه وافق عليا ، مش قادرة هاموت من الفرحة ..''
'' روحت عيطت لربنا وكرمه عليا في اللحظة دي ، لاول مرة احب نفسي عشان حسن حاببني ، وافق عليا وانا مشوّهة ، وافق عليا ياجدعان ..''
'' طبعا انا كنت موافقة ومش محتاجة افكر اصلا ، وزيادة تأكيد صليت استخارة وكنت مرتاحة جدا ، انا ماكنتش فاكرة انه أصغر مني ولا شكله يدي كدة رغم انه عيّل في الطبيعة ..وكلامه عن السِن ريحني ، أو أقنعني ومش حاسة بأي حساسية ، بابا رد عليه بموافقتنا ..البيت كان فيه بهجة غريبة ، وجه تاني وقعد مع بابا وإتفقوا كتب الكتاب بعد أسبوع وإتفقوا كمان إن جوازنا هيبقي بعد تلت شهور ، وحددوا اليوم كمان وإتصدمت إن هو هيبقي يوم ميلادي ..''

- إشمعني إخترت اليوم دا ؟
= عشان يوم ميلادك
- أيوة أنا عارفة بس ليه ؟ وليه السرعة في إننا نتجوز بعد تلت شهور ؟
= بإبتسامة : ياستي انا عايز كدة ، عشان يوم ميلادك مش يوم مميز بالنسبالك عشان الحادثة اللي حصلتلك ، وانا عايز اغير دا ..عايزه يوم مميز وهيبقي يوم مميز بجوازنا ان شاء الله
- ايوة بس انت لسة ماشوفتنيش ، ممكن ماتحبنيش
= خليها لوقتها ، عموما كلها اسبوع ..

'' الاسبوع دا كنت متمرمطة حرفيا من هنا لهنا لشبكة لفستان ، والبنات اللي كانت بتعرف تفلت من شغلها كام ساعة وتنزل معايا كانت بتيجي ..لحد يوم كتب الكتاب ، أصعب أيام حياتي ..وأحلاها ..''
'' كتبنا الكتاب فوق السطوح عندنا باجتماع كل السكان ، وقرايبنا وقرايب حسن ..كنا فرحانين جدا جدا ، وانا كنت مبسوطة اوي اوي ، مش مصدقة اني مراته ، مش مصدقة اني اتجوزت ..الفرح بتاعنا كان حلو اوي ، وبعد الفرح نزلنا شقتنا وقعدنا انا وحسن لوحدنا ، قعدنا نتكلم كتير ونضحك ..دا كله وانا بالنقاب ، لحد ماقال ..''

- مش هاشوف وشك بقا ؟

'' اتوترت جامد أوي ..''

- ارفعي النقاب ياجميلة ..

'' كنت بصاله وساكتة ..''

- جميلة ..أنا جوزك !

'' ماعملتش اي رد فعل ، فابتلقائية منه مسك النقاب وكان لسة هيرفعه مسكت ايده ، مسكتها جامد ..''

= لأ ..لأ بالله ماتعملش كدة
- ليه ؟
= مش عايزاك تشوفني ، انا مش جاهزة
- جميلة ..أنا قابلِك ، مهما كان الحرق انا عايزك ..انا بس عايز أكسر خوفك دا ، وعايز حقي في إني أشوف مراتي
= انا مش عايزة أرجوك بلاش ..عشان خاطري

'' وعيطت وانا ماسكة ايده ، كان مستغرب اوي رد فعلي وقال ..''

- فيه إيه ؟ هما الناس عملوا فيكي إيه ؟ مالِك ؟

'' عيطت أكتر ..''

= ماحدش سابني في حالي ، لا لسانهم ولا عيونهم ..13 سنة وانا بتعذب ، أرجوك إستحملني ..عشان خاطري إستني عليا

'' شال إيده وبصلي وسِكت وبعدين قال ..''

- حاضر
= يعني انت مش متضايق ؟
- لأ
= ولا هتطلقني عشان ماشوفتش وشي ؟
- بضحك : إنتي أوڤر أوي ، مش للدرجادي ..بس أخرك معايا لجوازنا ، ماحنا مش هنتحوز ونخلف بالبلوتوث إحنا
= بضحك : حاضر
- أنا واثق إنك جميلة ..أجمل واحدة هتشوفها عنيا 💛

'' وعشت أجمل لحظات حياتي معاه ، قالي ان احنا هنتجوز في الشقة اللي فوقينا ..وانه مشتريها من زمان لجوازه ، وماما بقالها زمان مجهزاني مافيش غير حاجات بسيطة ، يعني يُعتبر احنا الاتنين جاهزين ..كان كل فترة كدة يحاول معايا عشان يشوف وشي ، لكن انا اللي كانت الرهبة ملياني ، لكن عمري ماحسيته زهق أو مل من محاولاته ، او انه بيتغير معايا ، كل يوم كان بيثبتلي انه نعمة من ربنا ليا ..''

- إتفضل حضرتك الشاي
= تسلم إيدك يازوجتنا العزيزة

'' كنا يوم الجمعة وقاعدين فوق السطوح ..وهو كالعادة قاعد وسط العيال ، وطلب مني كوباية شاي فاعملتهاله وودتهاله ..''

- طب ياأخي قوم أقعد معانا ولا حتي روح أقعد مع الرجالة ، مش بتزهق من قعدة العيال ؟
= أنا وظيفتي العيال والسكان كلها عارفين دا وهما اللي مكلفني بالوظيفة دي ، وبعدين هو فيه أحلي من قعدة العيال ؟
- طيب خليها تنفعك

'' وبعدين لقيت رامي بيقرب من حسن وبيوشوشه في ودنه قاله حاجة وهو بيبصلي ، فاإتأكدت انه بيقوله حاجة عني ..ضحك حسن وبصلي وقال ..''

- والله أنا جوزها ومش عارف
= هو بيقولك إيه ؟
- بيقولي مراتك شكلها إيه ؟

'' إتحرجت ..''

- عموماً ياأستاذ رامي كلها أسبوعين بعون الله وهفاجئك بشكلها

'' اتكسفت ومشيت من قدامه ، ربنا يعدي اليوم دا علي خير .. كان كل اللي شاغلني حقيقي ردة فعله هتبقي إزاي ..عارفة انه هيتقبلني ، هو كدة كدة لِبسني خلاص ..بس عايزاه يقبلني وهو راضي ..وماحسش انه قرفان مني ..''

'' بعد أسبوعين ..''

'' دخلنا شقتنا ..''

- نورتي بيتك ياأم العيال
= بإبتسامة : بنورك

'' وقعدنا نلف في الشقة سوا ونتفرج عليها ، انا كنت مصممة ماشوفهاش غير يوم الفرح ..بعد كدة دخلت الأوضة عشان أغير وهو خد هدومه عشان يغير في الحمام ..غيرت ولبست هدومي وبعد كدة وقفت قدام المراية وفضلت أبص عالحرق وانا قلقانة وقلبي بيدق بسرعة ، وسرحت شعري ، وخبيت بيه خدي ..شوية ولقيته خبط عالباب وبعدين دخل ! ..كنت مودياة ضهري وقاعدة بفرك في إيدي ، وقف قدامي ومسك دقني ورفع راسي وبصلي ! ..وانا كنت ماسكة شعري ومدارية بيه خدي ، المرادي كنت بصة في عنيه ..انا عايزة اشوف ردة فعله ..ابتسم لما شافني ، فضل يبصلي كتير وبعد كدة ضحك ، وبهدوء شال إيدي اللي ماسكة شعري وزاح الشعر من علي خدي ورجعه لورا ..ضربات قلبي كانت سريعة وأنا باصة لتعابير وشه اللي مالهاش اي معني ، هادي هدوء تام وهو بيبص للحرق ..وبعدين قال ..''

- ياعمري ياجميلة

'' وحضني ..ضحكت ، وبعدين حسيت بيه بيعيط وأنا أصلا علي تكة بعيط فاعيطت معاه ..وبعد كدة بِعد عني ، ومشّي إيده علي خدي وباسني في مكان الحرق ..''

= أقولك حاجة وتصدقيني ؟
- قول
= والله طلعتي أحلي مما كنت أتخيل ، دا انتي صاروخ يابت
- بضحك : ايه اللي انت بتقوله دا في حد يقول علي مراته كدة ؟
= أمال أقول لمين غير مراتي يعني ؟
- بإبتسامة :  ...
= ياريت الناس كانوا شايفينك بعنيا ، ماكنتيش إستخبيتي ياجميلة
- يعني ..إنت مش متضايق من شكلي ؟
= لأ
- بس برده ..أنا شكلي مش حلو
= ياستي وأنا متقبل شكلك اللي مش حلو دا
- يعني مش هتقرف مني في يوم ؟ مش هتعايرني بشكلي بعد كدة ؟
= انتي مجنونة يابت انتي ؟
- أنا بس عايزة أتطمن
= جميلة أنا اللي يفرق معايا معاملتك ليا ، ومعاشرتك ليا بالمعروف ..وإنك تصونيني دايما ، وإن دايما أسرار بيتنا ماتطلعش برا  ومشاكلنا تبقي بينا وبس ، لو زعلت منك في يوم أو إتضايقت منك أو عليت صوتي عليكي أو أو أو ..هيبقي بسبب إنك قصرتي في حقي ، والعكس صحيح ..شكلك رغم اني شايفك جميلة آخر حاجة انا ممكن أبص عليها أو أفكر فيها ، مش الرسول صلي الله عليه وسلم قال '' تُنكح المرأة لأربع لمالها وحسبها وجمالها ودينها ، فاظفر بذات الدين ..'' وأنا لما إخترتك إخترتك عشان إنتي حد كويس وأهلك ناس طيبين وإنك محترمة وسمعتك طيبة وأخلاقك كريمة ومتدينة ..وصوتك وإنتي بتقري قرآن
- بصدمة : وإنت سمعته فين صوتي ؟
= بإبتسامة : في مرة كنت طالع البلكونة وسمعتك وإنتي بتقري قرآن في أوضتك ،  إنتي كنتِ السبب في إني أرجع لوردي القرآني من تاني ..حاجات كتير فيكي مميزة ، لما كتبنا الكتاب وقربت منك أكتر حسيتك طفلة ..بنتي حتي لو إنتي أكبر مني ، روحك حلوة ..جميلة أوي ، فالو هنفترض إن شكلك وِحش ..فادي حاجة واحدة مش حلوة فيكي قدام مميزات كتيرة أوي ، أبقي حمار لو فرطت فيها عشان شكلك بس ، لكن والله إنتي عجباني ..وهافضل طول عمري أقولك إني أجمل واحدة شافتها عنيا
- ....
= وبعدين لو إفترضنا إننا كنا إتجوزنا وبعدين حصلك اللي حصل دا ، كنت بقا هسيبك ؟

'' وبعدين بص علي خدي بطريقة مضحكة أوي وقال ..''

= إنتي ماتعرفيش الحرق دا مُغري قد إيه
- بضحك : ....

'' كان أعظم رزق رُزقت بيه في الدنيا .. حسن ، من أول يوم عِشت فيه معاه عمره ماحسسني بإني وحشة أو حسسني حتي ان فيه فرق سن بينا ، حسسني اني ملكة جمال ..وان مافيش حد في الدنيا أحلي مني ، حببني في شكلي ورجعلي ثقتي بنفسي ، كان كل يوم قبل ماينزل من الشغل يبوسني من خدي ويقول الجملة اللي بقت مشهورة اوي بينا '' الحرق دا مُغري أوي ..'' ..رجعلي ثقتي في نفسي لدرجة اني كنت عايزة أقلع النقاب لكن هو ماوفقش ! ..''

- إنتي إتجننتي ولا إيه ؟
= ليه ؟ مابقتش شايفة انها مشكلة خلاص ..انا حبيت شكلي ، والسبب اللي انا كنت لابسة النقاب عشانه خلاص مابقاش يفرق معايا
- برده ! ، انا مش عايزك تقلعيه ، وشك دا ماحدش يشوفه غيري ..الحرق دا بتاعي انا بس ، انا بس اللي اشوفه ، ناقصين احنا حد يشوف وشك فايغريه الحرق ومانخلصش من المعاكسات بقا
= بضحك : انت بتقول ايه ياحسن ؟
- بقول مافيش قلع نقاب

'' كان ليا نعم الزوج والصديق والأخ ، القدر الجميل اللي جملّي حياتي وخلاني أحس إني فعلا جميلة اسما وموضوعا ، انا فعلا جميلة وجميلة أوي ، دا كفاية حسن أحسن الرجالة في عنيا ، إختارني أنا .. الرسول صلي الله عليه وسلم قال : '' من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له '' وأنا والله ياربي كنت دايما راضية ، ماعترضتش غير علي نظرة الناس ليا والحمد لله ربنا رضاني ، رضاني كتير أوي أوي ، ورضيت أكتر بالحرق اللي وشي لما فكرت في إنه لو ماكنش حصلي الحرق دا ، عمري ماكنت هعزل من بيتنا القديم ، ولا كنت هقابل حسن ، ولا كنت هاعيش السعادة اللي أنا عايشاها دلوقتي .. ''

'' بعد سنة .. ''

'' حياتنا إحلوت أكتر لما بقيت حامل في أول بيبي لينا ، إحلوت أوي ، والحمد لله حياتنا كانت ماشية بشكل كويس أوي ، ولكن كانت لا تخلو من هبل وجنان حسن ..''
'' صحيت من النوم علي صوت حسن وهو بيعيط ..ماسك الموبايل في ايده وحاطط الهاند فري في ودانه وبيعيط ! ..''

- فيه إيه ؟ فيه إيه ياحسن بتعيط ليه ؟ إيه اللي حصل ؟

'' بصلي وعيونه مليانة دموع وقال ..''

= موفاسا مات !

'' وقفت شوية متنحة كدة ، اللي هو مش مستوعبة ! وبعدين قولت ..''

- حرام عليك ياحسن ، دا انت عيطت علي موفاسا أكتر ماسيمبا نفسه عيط عليه ، إيه دا ياريي ..فيه كدة ، دا أنا هيبقي عندي عيّلين مش عيّل واحد
= مافيش أي إحترام لمشاعري وأحاسيسي
- بضحك : أحاسيس إيه ياحسن دي بس ، وبعدين ماتجيش تسمع جمبي حاجة تاني وتعيط عليها ..ماتبقاش بتقرفني وانا صاحية ووانا نايمة كمان
= أقرفك ؟ تٌشكري يابنت الأصول
- بضحك : حسن إنت عيّل أوي
= أنا شكلي هنزلك لأبوكي متطلقة
- بضحك : وهاتقوله طلقتها ليه بقا ؟
= مش محترمة مشاعري وانا بعيط علي موفاسا
- بضحك : دا ابويا هيموت من الضحك فيها
= طب قومي من جمبي ، قومي روحي حضريلي الفطار ..يلا بدل ماجيبك من شعرك يلا
- بضحك : حاضر ياروحي
= والله انتي اللي روحي وقلبي وعقلي بالحرق اللي كله إغراء دا
- بضحك : ....

'' هافضل بحمد ربنا طول عمري عليك ..''

'' النبي صلى الله عليه وسلم قال '' عجبت للمؤمن لا يقضي الله له شيئاً إلا كان خيراً '' ، إذن فاكل اللي يجي من ربنا خير مهما كان عائده النفسي علينا ، المهم نتأكد إنه خير ، وهافضل دايما مقتنعة وبقول إن لما بيأتينا الفرج وتنزل رحمة ربنا علينا هنحب الإبتلاء اللي وصلنا للفرج دا ..ودايما إختيار ربنا لينا هو اللي صح وخير ..''
'' لو شوفت حد فيه تشوّه في وشه أو عيب خلقي ماتبصلوش بصة توجعه حتي لو نظرة شفقة وتعاطف معاه ، ماتحسسهوش إنه مختلف عنك او ان فيه حاجة غريبة في شكله ، وحاول دايما بطريقة مش مباشرة توصلّه قد ايه هو جميل ..وكلنا في النهاية من صُنع الخالق ، كلنا في النهاية جُمال ..جُمال جدا لو تعلمون ..''

'' لا أُحلل الإقتباس من دون الإسم ..🌻 ''

#حكايَاتنا_سوا
#هالة_أحمد

Continue Reading

You'll Also Like

7.6K 500 11
«كانت الطفولة براءة مفقودة .. والسعادة تبخرت مع دموع الحزن .. في يومٍ مظلم، انقطعت أواصر الأمان بقسوة .. حيث اختفت الضحكات وتبددت الأحلام .. لم تكن ه...
30.9K 1.5K 7
فتاة عراقية بليلة زفتها مع منغولي
5.6K 465 24
جحيم الاهل