اسكربتات هالة أحمد

By Delirium182

282K 17.1K 937

بصوا حبيت اعمل حاجة جديدة ف انا هنا هجمع الاسكربتات اللي الكاتبة هالة أحمد كتبتهم و هنزلهم هنا و اشمعنا هال... More

{1}
{2}
{3}
{4}
{5}
{6}
{7}
{8}
{9}
{10}
{11}
{12}
{13}
{14}
{15}
{16}
{17}
{18}
{19}
{20}
{21}
{22}
{23}
{24}
{25}
{26}
{27}
{28}
{29}
{31}
{32}
{33}
{34}
{35}
{36}
{37}
{38}
{39}
{40}
{41}
{42}
{43}
{44}
{45}
{46}
{47}
{48}
{49}
{50}
{51}
{52}
{53}
{54}
{55}
{56}
{57}
{58}
{59}
{60}
{61}
{62}
{63}
{64}
{65}
{66}
{67}
{68}
{69}
{70}
{71}
{72}
{73}
{74}
{75}
{76}
{77}
{78} Part : 1
{78} Part : 2
{78} Part : 3
{78} Part : 4
{78} Part : 5
{78} Part : 6
{78} Part : 7
{78} Part : 8
{78} Part : 9
{78} Part : 10
{78} Part : 11
{78} Part : 12
{78} Part : 13
{78} Part : 14
{78} Part : 15
{78} Part : {الأخير {16
{79}
{80}
{81}
{82}
{83}
{84}
{85}
{86}

{30}

3.2K 179 9
By Delirium182

'' يوسف يعقوب ..💛 ''

'' خلينا متفقين إن الدنيا مش سهلة وإن ماينفعش حياتنا دايما تكون حلوة ولذيذة ومافيهاش مشاكل ولا إبتلاءات ، وخلينا نتفق برده إن الإبتلاءات بتعلم وعلي قد مابتوجع وتُحفر في القلب ..علي قد ماالفرج بيبقي أضعاف أضعاف ، المهم نفهم الحكمة من الإبتلاءات ..وإن الله سبحانه وتعالي لا يبتلينا إلا لأنه يحبنا ، وعلي قد الصبر والرضا بيكون اليقين ، المشكلة هنا إن مش كل الناس صبورة بطبعها ! ..''

- قاعدة عندك بتعملي إيه ؟

'' بصيت ورايا ، لقيت وليد أخويا ، قولتله ..''

= عادي قاعدة مش بعمل حاجة

'' كنت قاعدة في البلكونة ، جه وقعد قدامي وبعدين قال ..''

- إنتي كويسة ؟

'' هزيت راسي بمعني '' ااه '' ..''

- بس أنا مش شايف كدة !
= صدقني أنا كويسة

'' إتنهد وقال ..''

- لو عايزة ترجعي مصر إرجعي ، أنا أصلا ...
= مقاطعةً : لأ مش هرجع ! ، مش هرجع غير لما اللي في دماغي يحصل
- إنتي بجد مقتنعة باللي بتعمليه دا ؟ متخيلة فعلا إن بالطريقة دي خطيبك هيتغير ؟
= أيوة
- إزاي بس ؟ ماهو بالعقل كدة ماينفعش تختفي مرة واحدة من حياته فجأة ، وإنتي خطيبته واتقوليلي غيابي عنه هيغيره .. مين قالك ؟ ، ماهو ممكن يقعد يدور عليكي شهر وإتنين وتلاتة وعشرة ..وبعد كدة يفكه منك ويشوف حياته ، لو عايز يتغير بجد هيتغير بيكي أو من غيرك ، بوجودك أو من عدمه .. ومادام ماتغيرش في وجودك مش هيتغير في غيابك
= هو قال إنه بيحبني ، قالي إني أغلي حد في حياته وعمره ماحب حد قد ماحبني ، قالي لو أي حد بِعد عنه مهما كان هو مين مش هيأثر فيه قد ماهيأثر فيه غيابي أنا ، لو هو صادق في كلامه غيابي هيأثر فيه ..هيغيره
- ولو غيابك ماغيروش ؟
= بتنهيدة : هانسحب بهدوء وهاشوف حياتي أنا كمان زي ماهو هيشوف حياته
- طب ليه المجازفة ؟ ماتبعدي من دلوقتي وقدامه !

'' كنت مكسوفة أقوله كدة عشان هو أخويا ، بس قولت ..''

= بحبه ، صعب عليا أنا كمان إني أسيبه ..عشان كدة بحاول معاه عشان لما أمشي ماندمش ويبقي عملت كل اللي أقدر عليه معاه ، أنا إتكلمت معاه كتير وإتخانقنا مع بعض كتير ، ماكنش فاضل قدامي غير كارت واحد ..وهو البُعد ، أتمني بُعدي يبقي ليه إبتلاء زي ماربنا سبحانه وتعالي إبتلي سيدنا يعقوب بفراق سيدنا يوسف

'' سِكت وليد ، ماقالش حاجة ، بس أنا عارفة إنه مش مقتنع بكلامي .. ''

= هي سنة ياوليد اللي هاغيبها عنه ، عدا منها شهرين ، فاضل عشر شهور ..''
- بتنهيدة : براحتك ، عن إذنك بقا أنا هاروح شغلي يلا سلام
= مع السلامة

'' وسابني ونزل ، وأنا دخلت في دايرة مقفولة من التفكير ..كل كلام وليد صح وأنا مقتنعة بيه ، وبرده مقتنعة بكلامي .. مقتنعة إن غيابي وارد مايأثرش فيه ويعيش حياته عادي جدا ، أو ممكن يأثر فيه بس مايتغيرش .. إذا كان وأنا معاه ماتغيرش يبقي وأنا بعيدة عنه هيتغير ؟ بس برده وارد الغياب يأثر ويغير بنسبة كبيرة .. كبيرة جدا ، بصيت لدبلته اللي في إيدي وبعدين قلعتها وبصيت علي إسمه وإبتسمت ، وإفتكرت أول مرة قابلته فيها .. ''
'' كان عندي إنترفيو في شركة مهمة جدا ، زي ماتقوله كدة كنت هاموت وأشتغل فيها ، مش لإن العائد المادي بتاعها كويس وإن الوظيفة مناسبة ليا وبس لأ ، دا عشان داليا ..صاحية عمري بتشتغل في الشركة دي ، وكان نفسي حقيقي أنا وهي نشتغل في مكان واحد ، وأهي جت الفرصة ! .. ماكنتش قايلالها أي حاجة خالص ، وروحت الشركة علي معاد الإنترفيو ، بس الأول سألت علي مكان مكتبها وروحتلها .. إتفاجئت أوي لما شافتني ..''

- إيه دا ، إيه اللي جابك هنا ؟
= دي مقابلة تقابليني بيها يعني ؟
- بإبتسامة : مش قصدي والله ، تعالي في حضني

'' وحضنتها ، وقعدنا نتكلم شوية وبعدين قالت ..''

- برده ماقولتليش جاية هنا ليه ؟
= بإبتسامة : عندي إنترفيو وإدعيلي أتقبل
- بصدمة : بتهزري !
= ااه والله
- ياروحي يعني هنشتغل هنا مع بعض ، يارب تتقبلي يارب يارب
= بضحك : يارب

'' قال وعشان أنا دمي خفيف حبيت أستظرف وأقول .. ''

= وكمان جاية أعمل حاجة كمان
- حاجة إيه ؟
= أقولك بس ماتقوليش لحد ؟
- قولي
= بصراحة جاية أحب المدير بتاعكوا ، عرفت إنه شاب وصغير وينفع وأنا هاموت وأتجوز مدير شركة زي الروايات كدة

'' وضحكنا إحنا الإتنين ، وكملنا هزار .. وفي وسط الهزار لقيت داليا برقت عنيها كدة والضحكة إختفت ولقيتها بتبص علي حاجة ورايا وتبصلي ! .. ''

= في إيه ياداليا ؟

'' لقيتها بتقول بصوت واطي '' يانهار أبيض ! '' وتبص ورايا برده وتبصلي ، فاحسيت من صدمتها دي مين اللي واقف ورايا ، وقلبي وقع .. وفجأة سمعت صوت ورايا بيقول ..''

- طب مش لازم تعجبي مدير الشركة الأول عشان يحبك ؟

'' إتصدمت وكنت حاسة إنه هيغمي عليا ، فضلت باصة لداليا ومابصتش ورايا وقولتلها .. ''

= قوليلي إن دا التليفزيون

'' جه وقرب مننا ووقف قدامي ، مسكت شنطتي وقومت وقفت ومن إحراجي كنت باصة في الأرض ، قالي ..''

- إسمك إيه ؟
= رحيل ..💛

'' هز راسه وبعدين قال ..''

- شكلها فيها رحيل فعلا

'' وبعدين سابنا ومشي ..بصيت لداليا وكنت حقيقي هعيط وقولتلها .. ''

= ماتقوليش إن دا صاحب الشركة

'' إبتسمتلي إبتسامة بلهاء كدة وقالت ..''

- هو ! ، بشمهندس يعقوب صاحب الشركة
= يانهار أبيض ، سمعني ؟ سمعني صح ؟
- سمعك
= إنتي مالِك بتتكلمي ببساطة كدة ليه ؟ طب أعمل إيه ؟ أخدها من قاصرها وأمشي ولا إيه ؟
- إتكلي علي الله وإعملي الإنترفيو ، ااه هتترفضي بس إعملي اللي عليكي

'' موقف لا أُحسد عليه ، كنت في قمة الإحراج حقيقي .. وبعدين أنا بهزر ، بهزر عادي يعني .. روحت إستنيت دوري عشان الإنترفيو ، ولما جه دوري فضلت أهدي نفسي .. دخلت مكتبه وأول ماشوفته إتوترت أكتر ، قعدت وبدأ الإنترفيو .. حاولت أتكلم بثقة وبهدوء ، وبعدين .. ''

- ممتاز ، إحتمال كبير تتقبلي في الوظيفة .. عموما هنبقي نكلمك ونقولك

'' كنت مصدومة وفرحانة في نفس الوقت ، قومت وكنت خارجة من المكتب لكن وقفني وقالي ..''

- آنسة رحيل
= نعم
- هو .. يعني إيه رحيل ؟

'' إستغربت السؤال أوي ورفعت كتافي وقولتله .. ''

= يعني رحيل ..عن إذنك

'' وخرجت من مكتبه وروحت لمكتب داليا وقولتلها عاللي حصل وكنت مبسوطة جدا ..''
'' يومين وإتصلوا بيا وبلغوني إني إتقبلت في الوظيفة ، كنت فرحانة جدا ، وإستلمت شغلي علي طول .. أول أيام الشغل لما كنت بشوف يعقوب كنت برتبك جدا بسبب الموقف اللي سمعني فيه ، لكن شوية شوية بقيت بتعامل عادي ..''
'' رجعت لأرض الواقع من تاني ، قلبي واجعني أوي ..مش ندمانة إني بعدت ، بس خايفة أندم إني بعدت ! لو حصل وماتغيرش هاندم إني ضيعت أيام من عمري معاه وعشانه ! .. سرحت من تاني في الذكريات اللي مابينا .. ''
'' اللي حصل كالآتي ..
بعد ست شهور من شغلي في الشركة كنت بدأت أحب يعقوب .. كنت دايما حساه شخص مختلف ، طموح ، محترم ، خلوق ، هادي ، مش متكبر ، حاجات كتير .. ورجعت من تاني لما بشوفه برتبك ..''

- ياسبحان الله ، مش كنتي جاية تحبي مدير الشركة ؟ أديكي أهو حبتيه
= أولا أنا كنت بهزر ، ثانيا أنا علي أعتاب إني أحبه
- طب ياستي ، ربنا يوفق بقا
= يوفق إيه ياداليا يوفق إيه ؟ ، وبعدين أنا فين ويعقوب دا فين ؟ أنا في وهم كبير ..مش عارفة أصلا إزاي فكرت فيه
- ماهو مش بإيدك
= كان بإيدي ، أنا اللي ماصدقتش نفسي وإستهترت

'' رجعت تاني لأرض الواقع وبصيت للدبلة من تاني ، وإفتكرت لما جه بعدها بشهر وفاجئني إنه عايز يطلب إيدي .. ''

- بصدمة : أفندم ! ، حضرتك قولت إيه ؟
= بتوتر : لأ رحيل أنا متوتر خلقة ماتوترنيش أكتر ، بقولك أنا عايز رقم والدك عايز أطلب إيدك منه

'' كنت مصدومة وفرحانة ومرتبكة ومتوترة ، بإختصار قلبي هيقف ! ..''

= هاا قولتي إيه ؟
- أنا يعني .. ماهو أصل .. هو ماينفعش !
= ليه ماينفعش ؟ إنتي مرتبطة بحد تاني ؟
- لا لا لا مش قصدي ، أنا قصدي إن بابايا متوفي
= ااه .. أنا آسف ماكنتش أعرف ، ربنا يرحمه .. طب رقم مامتك ؟
- ماهو ماما كمان متوفية .. أنا ماليش غير أخ وعايش برا وليا عم واحد عايش معايا في نفس العمارة
= طب ممكن رقم أي حد فيهم ؟

'' طلعت رقم عمي من الموبايل ووديتهوله ، وجريت من قدامه علي مكتبي ، كنت هاموت من الفرحة ..وروحت طبعا حكيت لداليا اللي حصل ، فرحتلي أوي .. بعدها بيومين كان في بيتنا وعمو كان موجود وطلب إيدي منه وكلم أخويا وطلبني منه ، وقبلها أنا ووليد كنا إتكلمنا وحكيتله مين يعقوب وعن طباعه وأخلاقه اللي كنت بشوفها قدامه ، وطبعا وافقت عليه .. وبعدها جه هو ووالدته وأخوه وقعد مع عمي وكلم وليد كمان وإتفق معاه علي كل حاجة .. وإتخطبنا💍 ..كانت حاجة مُصدمة بالنسباله لما قولتله إنه مش هيلبسني الدبلة ومش هيمسك إيدي ! ، كانت مصدوم ااه بس وافق ..وبعد كدة توالت المفاجآت بينا إحنا الإتنين ، كان شخص مختلف ، مختلف جدا عني .. إهتمامتنا مش واحدة ، أو مبادئنا مش واحدة ..اللي كان مطمني شوية إننا لما بنتكلم بشوفه مقتنع بمبادئي بشكل كبير ، طب ليه مابيطبقهاش ؟ .. ''

- تليفوني ؟ شكلي نسيته في العربية ..هانزل أجيبه وآجي أشوف الورق اللي عايزاني أمضيه
= تمام

'' نزل يشوف موبايله وأنا قعدت وإستنيته .. شوية وطلع ..''

- مالقتهوش ، يانهار أبيض لو كان ضاع ! ..دا عليه أرقام ناس مهمة
= إن شاء الله يكون ماضاعش ولا حاجة ، لحظة هرن عليه

'' وطلعت موبايلي من الشنطة ورنيت عليه .. وطلع الموبايل تحت الكرسي اللي أنا قاعدة عليه ، الظاهر إنه وقع منه وهو مش واخد باله ولا حاجة ، وطيت أجيب الموبايل وإتصدمت لما لقيته مسجلني '' يوسف ♥ '' ..وإتضايقت ..''

= إيه دا ؟ إنت مسجلني يوسف ؟

'' أخد مني الموبايل وإبتسم وقال .. ''

- ااه
= ليه ؟

'' قعد علي مكتبه وقال .. ''

- أسباب شخصية
= بضيق : ....
- بضحك : خلاص هاقولك ماتكشريش كدة ، بس إنتي اللي قولتيلي أقول ..
= بإستغراب : ....
- أنا بحب سورة يوسف جدا جدا ، غير إن قصة سيدنا يوسف أحسن القصص إلا إني متأثر دايما بعلاقة سيدنا يعقوب بإبنه وقد إيه كان بيحبه ونقطة ضعفه في الحياة كانت يوسف والحكاية دي كلها .. ماعرفش ليه شوفتك يوسف ، مش قصدي إني بشبهك بيه أو ماشابه من الكلام دا ، أنا شوفتك نقطة ضعفي .. يعقوب النبي نقطة ضعفه يوسف ، ويعقوب أنا نقطة ضعفه رحيل ..سميتك يوسف عشان كدة ، يوسف يعقوب

'' إبتسمت ..تشبيه عجيب جدا وغريب أكتر بس حبيته ، دورت وشي الناحية التانية من إحراجي ، وفهمت ليه هو قالي إنتي اللي قولتيلي أقول .. إتفقت معاه إن خطوبتنا هتكون شرعية ، مافيهاش أي كلام حب أو ليّن ، عشان الإنسان اللي هو أنا بينهار بسرعة ..''

- سيدنا يعقوب إستحمل بُعد يوسف عنه لسنين ، أنا مش هاقدر أستحمل بعدك عني ليوم حتي ، الفكرة نفسها وحشة وبتقلقني إنك ممكن في أي لحظة تمشي ، هاموت يارحيل .. أنا مش بأوڤر
= بإحراج : طب ممكن كفاية الكلام دا ؟ إحنا متفقين علي إيه يايعقوب ؟
- بتنهيدة : حاضر

'' عارفة إنه بيضايق لما بصده لما بيتكلم عن مشاعره ، بس لازم أعمل كدة .. مش لازم أوي يعني ! ..''

= إنت حبتني إمتي ؟ حصل إزاي يعني ؟
- بإبتسامة : شوفتك مختلفة ، شكلك مختلف ، روحك مختلفة .. كل حاجة فيكي كانت مختلفة عن أي حد قابلته في حياتي ..أول حاجة شدتني ليكي إنك ماكنتيش بتبصي في عنيا وإحنا بنتكلم ، دايما خجولة ..كنت ببقي مبسوط ، تلقائي لقيت عيني بتراقبك من بعيد ..طريقة كلامك ، حركاتك ، ضحكتك ..كل حاجة ، بقيت بحب الشركة أوي وأحب أجي بدري ، وكان بيتعبني لما اليوم يخلص وماشوفكيش .. لما حسيت إن يومي بيبقي ناقص من غيرك عرفت إني بحبك ، وإني لازم آخد خطوة ..والحمد لله أخدتها
= بإبتسامة : ....

'' فوقت ودموعي علي خدي ، بعيط ليه دلوقتي ؟ .. شكله كدة يوم الذكريات ..''

- يعقوب ، قوم يلا عشان تصلي الضهر
= تمام ثانية هاخلص اللي في إيدي
- أوك

'' وخرجت من مكتبه وروحت مكتبي وصليت هناك وقريت الوِرد بتاعي وهو لسة ماخرجش من مكتبه ! ، فاروحتله تاني .. ''

- يعقوب صلاة الضهر !
= طيب طيب
- يعقوب الصلاة !!
= بضيق : حاضر هاخلص اللي في إيدي وهاقوم أصلي
- '' لا خبر في عملٍ يُلهي عن الصلاة '' ، سيب اللي في إيدك وروح صلي وارجع كمل

'' بصلي وإتنهد جامد وساب اللي في إيده وخرج راح المسجد اللي جمب الشركة صلي ورجع ، كنت متضايقة إنه بيتهاون في الصلاة .. مش أول مرة تحصل ! ، ماظنش في مرة قام يصلي من غير ماروحله وأفكره ، بدأت أفتكر إنه حتي قبل كدة قبل مانتخطب ، ماكنتش أبدا بشوفه بيروح يصلي ، قلبي وجعني ..حسيت للحظة إني إتضحك عليا مثلا عشان أبقي في العلاقة دي ، أمال أنا حبيت فيه إيه علي كدة ؟ هاتجوزه علي إيه ؟ .. ''
'' وتوالت الإختلافات والصدمات .. مختلف عني في حاجات كتير جدا ، مبادئ ..أسلوب الحياة نفسه .. طريقة التفكير .. أمال أنا إتشديت لإيه فيه ؟.. ''
'' في يوم وإحنا في الشركة أخو يعقوب إتصل بيه وبلغه إن والدتهم تعبت أوي وأغمي عليها ونقلها المستشفي ، ولما يعقوب قالي كدة جرينا أنا وهو عالمستشفي دي والدكتور بتاعها قالنا إن هي تعبانة جدا ومحتاجة عملية ضروري ..الظاهر إن هي تعبانة بقالها سنين وماشية بالأدوية .. ''

- إن شاء الله هتبقي كويسة يايعقوب
= ....
- إدعيلها
= بضيق : إحنا زهقنا دُعا وزهقنا عمليات وزهقنا علاج ..مش عارف ليه بيحصلنا كدة !
- بتعجب : إستغفر الله يايعقوب إيه اللي إنت بتقوله دا ؟ ، دا قضاء ربنا هتعترض ولا إيه ؟
= بتنهيدة : استغفر الله العظيم ، أمي بقالها سنين ماشية بالعلاج وكل شوية لها عملية ..الواحد زهق ، إحنا نفسنا زهقنا ، مابالِك هي ؟
- بإستغراب : يعقوب مالك ؟
= مالي ؟
- إنت واعي للكلام اللي بتقوله ولا دا أثر الزعل علي مامتك ولا إيه ؟ دا إبتلاء وإن شاء الله مامتك هتعدي منه وأكيد راضية بيه وأكيد كله في ميزان حسناتها ، اللي مش طبيعي عدم رضاك بالإبتلاء دا ورفضك له في الوقت اللي ربنا سبحانه وتعالي مستني منك رد فعل يجازيك عليه .. مين فينا مش معرض للإبتلاء ؟
= بضيق : ....

'' إتقفلت ..كل مادي بتقفل أكتر من شخصه ، وبتأكد إن مش دا الإنسان اللي عايزة أبني معاه حياتي ، اللي مخليني متمسكة بيه إني بحبه ..بحبه وعايزة أكمل وفي نفس الوقت لأ مش هاعرف أعيش مع إنسان علاقته مع ربنا مش حلوة ، بيقصر في فروضه ، مالوش مبدأ في حياته أساسه الدين ، معترض علي قضاء ربنا ..رغم إن ربنا مديه يعني ، مش عارفة أعمل إيه ؟ ..''
'' أنا وداليا كنا بنحفظ قرآن في اليوم الأجازة بتاعنا ، بنحاول نعمل حاجة صح في حياتنا ..وصلنا لسورة يوسف ، كل ماقرأ فيها أفتكر وَصف يعقوب ليا بإني '' يوسف يعقوب '' ، يوسف مِلك يعقوب ..المُحفظة بتاعتنا كان بتحفظنا القرآن بطريقة كويسة عشان بتفسر لينا الآيات ، طريقتها كانت حلوة ..''

- كل نبي كان له إبتلاء مختلف ، وسيدنا يعقوب إبتلاءه كان في قلبه وهو أشد أنواع الإبتلاءات ، فقد إبنه ..أحب أبنائه ، وعاش سيدنا يعقوب حياته حزين عليه ومِرض من كتر الحزن ولكن كان دايما لجوئه لله سبحانه وتعالي '' وإنما أشكو بثي وحزني إلي الله '' ، ولكن كان دايما متيقن باللقاء وإن يوسف مامتش زي ماقال إخواته وإنه هيرجعله من تاني وقال لاخواته لما جم بقميصه ملطخ بيك كذب قال '' قال بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميل '' ، أصعب إبتلاء إبتلاء الفقد ..إن الواحد يفقد أعز الناس علي قلبه سواء بالموت أو الفراق ومن أكتر الناس اللي بيحبهم الله ويفضلهم هم الصابرون علي الإبتلاءات بلا كلل ولا ملل ولا شكوي .. '' إنما يُوفي الصابرون أجرهم بغيرِ حساب '' ، وقال '' إن الله مع الصابرين '' ..وللأسف دلوقتي قليل أوي اللي يفهموا معني الصبر أو عندهم القدرة علي الصبر والرضا بقضاء الله وإبتلاءه ويفهموا إن ربنا بيبتلينا علي قدر إيمانا بيه إن رضينا رضي علينا وإن سخطنا سخط علينا ، قليل أوي اللي يعرفوا إن الأنبياء أشد الناس إبتلاءا ..ويقتدوا بيهم في مصائبهم ، وأي مصيبة ممكن تحصلنا هتكون أكبر من موت الرسول صلي الله عليه وسلم ؟

'' كلامها كان بداية تفكيري بإني أبعد عن يعقوب ، لعل إبتلاء بُعدي يعلموا معاني كتيرة أهمهم الصبر دا لو بيحبني بجد وفقدانه ليا هيبقي مصيبة ! ، فاكرة إنه قالي إن أحب سور القرآن علي قلبه سورة يوسف وعلاقة سيدنا يعقوب بسيدنا يوسف بتأثر فيه بشكل كبير وقد إيه هو مُتأثر بحال سيدنا يعقوب لما فقد أحب الناس لقلبه وإبتلاءه في إبنه كان شديد ، إزاي ماتعلمش الصبر حتي وماتعلمش الرضا بقضاء الله وآخرة الصبر الجميل ؟ ، بناءا عليه لازم يفقد يعقوب يوسفه عشان يلجأ إلي الله ..ويصبر عشان مش هيبقي قدامه حاجة تانية يعملها غير الصبر ، لازم يوصله الحكمة في فقده ليوسف ولازم يبقي عنده يقين تام إنه هيقابل يوسف من تاني ، لازم يحب الله أكتر ويتعلم إنه يجود بأحب الناس ليه في سبيل الله ويعرف إن الله يغار علي قلوبنا ويتعلم الرضا باللي بيختاره الله لينا واللي يرضاه ربنا علينا نرضاه علي أنفسنا ، حاجات كتير أوي لازم يعرفها .. ''
'' الفكرة كانت شغلاني كتير جدا جدا ..وكل مابلاقي يعقوب فاقد معاني كتيرة في دينه بيزيد تفكيري أكتر للفكرة وتنفيذها ، لحد ماقررت أخوض التجربة دي فعلياً بس كان موقفني التنفيذ ، لان أي مكان هاروحله هيعرف يوصلي ! ، المفروض أروح مكان مش هيقدر يوصلي فيه ..وكإن ربنا سهلهالي ، أخويا كان بيكلمني في مرة وقالي إنه هيتنقل من شغله وهيسافر من لندن لكندا ! ، وقتها قولتله علي الفكرة اللي عايزة أنفذها .. رفض في الاول رفض قاطع لانه مش مقتنع ، في الاخر وصلت معاه اني انا اللي هتحمل اي نتيجة لفعلي دا وانه لو بيحبني يعمل اللي بطلبه منه ، وكان كالآتي ..مايبلغش عمي انه اتنقل من شغله لحد ماأسافرله وحتي لما أسافرله مايقولش هو إتنقل فين ويغير خطه أكيد عشان يعقوب مايعرفش يوصله ولا يتصل بيه ، وإن أنا هسافر من ورا عِلم عمي ولما أوصل لوليد برده هيقول وقررنا نخوض المشاكل دي كلها سوا ..كنت برتب إجراءات السفر في صمت تام من غير ماعمي يعرف ولا داليا ، وكنت قادرة أتصرف بطبيعية شديدة عشان يعقوب مايحسش بحاجة ، لحد ماخلصت الإجراءات وفاضل أسبوع علي سفري ! .. وسفري إتحدد في يوم غريب جدا ، قبل كتب كتابي أنا ويعقوب بإسبوع ! ، عدا سنة علي خطوبتنا ، كنا محددين هنتخطب سنة واحدة وبعدها نكتب الكتاب ونبقي نحدد هنتجوز إمتي ، وقبل اليوم دا بتلت شهور وقبل خطتي دي كلها كان متفق يعقوب مع وليد إننا هنكتب الكتاب بعد تلت شهور ووليد هينزل قبلها بيومين عشان يحضر ، لكن بعد الخطة الوضع إختلف تماما ..ودا كان بالنسبالي غريب لكن كويس جدا .. ''

- مش مصدق إن كلها أسبوع وتبقي مراتي
= بإبتسامة : ....
- أنا مبسوط أوي ، لأ مبسوط بجد
= يارب دايما
- إنتي مالِك ؟ مش مبسوطة ولا إيه ؟

'' أكيد مش مبسوطة ! ، مش مبسوطة وأنا سفري بكرة ..حاجات كتير شغلاني ، ياتري اللي بعمله دا صح ولا غلط ؟ وهل غيابي هيأثر فيه فعلا ؟ هل فعلياً هيتبين إن أنا يوسف يعقوب ؟ اللي لما يفقده هينفطر قلبه عليه ؟ .. ''

= لا طبعا أكيد مبسوطة
- أصلك ساكتة مش بتتكلمي
= بإبتسامة : لا عادي ، وبعدين الأيام جاية وهنتكلم كتير وهنقول كل اللي نفسنا فيه
- بتنهيدة فرحة : ....
= قولي يايعقوب !
- عيون يعقوب
= لو أنا مشيت هتعمل إيه ؟
- بإستغراب : مشيتي روحتي فين ؟
= مشيت ..بِعدت ، طلعت من حياتك كلها ، فقدت يوسف يايعقوب
- قولتهالك قبل كدة هاموت ، ومش هاستحمل
= مش هاتستحمل هتعمل إيه ؟ عادي يعني هتعيش
- لأ مش هعيش ، وماتتكلميش عن بعدك عني بالسهولة دي وإنه ممكن يكون شئ هين عليا ، ماتتكلميش عن بعدك عني اصلا !
= برده ماقولتليش لو بعدت هتعمل إيه ؟

'' إتنهد جامد وكان باين إنه إتضايق وقال .. ''

- لما تبقي تبعدي هتعرفي ..

'' إبتسمت وهزيت راسي ..هاعرف !! ، مسكت موبايله بحجة إني عايزة أشوف حاجة ..كان مسميني علي موبايله '' يوسف '' ، غيرت الإسم وخليته '' رحيل يوسف '' من غير مايعرف ورجعتله الموبايل تاني .. ودي آخر مرة كنت أتكلم فيها مع يعقوب أو أشوفه فيها ، تاني يوم سافرت وروحت لوليد كندا وكلمنا عمي من هناك من الشارع وبلغه وليد اني سافرتله وانه بيكلمه من الشارع عشان يعقوب لما يعرف ان انا بعدت مايعرفش يوصلي بشتي الطرق ، طبعا عمي زعق فينا وزعل مني جدا لما سافرت من وراه وحاجات كتيرة اوي اوي ، المهم في الآخر يعقوب مايعرفش يوصلي ..''
'' مسحت دموعي ورجعت لأرض الواقع للمرة الأخيرة ..إنهاردة كملت شهرين بالعدد غايبة عنه ، كان عندي فضول مميت أعرف هو عامل إيه في غيابي ، فاكرني ولا مل من فكرة رجوعي ..جت في دماغي فكرة ! ، لما سافرت وجيت كندا غيرت الخط بتاعي عشان مايعرفش يوصلي ، بس لسة الخط القديم معايا ..قررت أحطه في الموبايل وأفتح الواتس بتاعي ، عايزة أعرف بعتلي حاجة ولا لأ ..قال إيه ؟ ، هاشوف وأكسر الخط بعدها عشان هو أكيد هيعرف إني شوفت الرسايل ..وفعلا عملت كدة ، دخلت أوضتي جبت الخط وحطيته في الموبايل .. كان قلبي بيدق أوي ، كنت خايفة ..فتحت الواتس ولقيته باعت كمية رسايل مهولة .. كتير أوي ، قعدت أقراهم كلهم .. لفت نظري كام رسالة بعتهم ليا ..بيتغزل في غيابي ..''

- وأحلم باللقاء لحظة إحتضان السماء للشمس وقت الغروب
وأقول والشوق يغذبني والله أعلم مافي القلوب
متي تَرُد ليعقوب بصره ؟ متي اللقاء يايوسف يعقوب ؟ ..

'' وغيرها ..''

- يايوسفَ يعقوب ..
إبيضت عين يعقوب من الحزن
وقلب يعقوب من الشوق واللوع تلف ، قلب يعقوب يعتصر ..يصرخ ..
ماكنت أعلمُ أن الحُب بهذه القسوة ..
ماكنت أعلمُ أن يعقوب النبي قد قَاسي في البُعدِ من فرطِ ماأحب يوسف
يايُوسفي ..
ياقلب يعقوب ، ياكل يعقوب ..
ردي لي بصري برؤياكِ ، ردي ليعقوب بصره ..
أنا لا أطيق صبراً كيعقوب ..
لا أحتمل .. أموت واللهِ ..

'' بكيت ..ماضحكتش غير لما قريت آخر رسالة بعتها إنهاردة ..كانت جُملة للأبنودي .. ''

- شهرين يابخيل ؟ ستين شمس وستين ليل ؟ ..💛

'' شِلت الخط وكسرته ورميته ، ولسة الليالي كتير ..لسة عشر شهور ، والله أنا اللي لا أطيق صبراً يايعقوب .. ''

'' التانية ..''

'' أنا يعقوب يايوسف ..💛 ''

- يعقوب ؟ ..إنت صاحي ؟
= أيوة صاحي ..تعالي

'' دخل زياد أخويا الاوضة ، قعد جمبي عالسرير وبصلي شوية وقالي ..''

- إنت كويس ؟
= إنت شايف إيه ؟
- بتنهيدة : طب إيه ؟ هتفضل كدة لحد إمتي ؟
= لحد مارحيل ترجع
- ولو مارجعتش ؟
= هترجع وهافضل مستنيها لحد ماترجع
- طيب ماشي ولحد ماترجع هتفضل كدة ؟
= كدة اللي هو إزاي ؟
- كدة اللي هو كدة ! ، مهمل في نفسك وفي صحتك وفي شغلك وفي حياتك كلها .. إيه يعني هي حياتك كانت واقفة عليها يعني ؟

'' بصيتله وسكت ! ، هو عارف إن رحيل جزء مهم في حياتي ..لأ ! ، دي كل حياتي ، ونقطة ضعفي ..وإستغلت إنها نقطة ضعفي ومشيت ، كسرتني لما مشيت .. '' رحيل يوسف '' .. مش هنسي صدمتي وكسرة قلبي لما فتحت موبايلي عشان أتصل عليها ولقيت الإسم دا في وشي ! ..مافهمتوش ولا فهمت إنها اللي غيرت الإسم غير لما دورت عليها ومالقتهاش ، إختفت فجأة ! ..إختفت وفاضل أسبوع واحد علي كتب كتابنا ، أسبوع واحد وكانت خلاص هتبقي في إيدي ! ليه تمشي ؟ ..راحت لأخوها اللي نقل شغله من لندن وماعرفش راح فين ؟ غير رقمه ..حتي عمه ماقالوش هو فين ؟ كانت مخططة لكل حاجة مع أخوها ..كان قلبي هيقف لما لقيتها فتحت الخط بتاعها وشافت رسايلي بعد شهرين من غيابها وقفلت موبايلها تاني ..بتوجع قلبي كل مادي وأنا مش عارف السبب .. ''

- هتفضل باصصلي كدة كتير ؟
= بضيق : زياد سيبني في حالي أنا مش ناقصك

'' قام قعد قدامي وقالي كلام غريب ، ماجاش في دماغي قبل كدة .. ''

- خد بالك رحيل مامشيتش عشان هي زهقت منك أو إنها مش عايزاك ، رحيل عايزة توصلك رسالة ببُعدها دا ..
= بإستغراب : قصدك إيه ؟ إزاي يعني ؟
- أصلها لو عايزة تسيبك ماهي هتفسخ الخطوبة ، لكن إختفائها المفاجئ دا وإنها ماتبلغش حد بمكانها دا معناه إنها لسة عايزاك وإنها مش عايزاك توصلها ، هي وقت ماهتحب ترجع هترجع ..الفكرة هنا هي بعدت ليه ؟

'' كلامه خدني إتعدلت في قعدتي وقولتله ..''

= ليه ؟
- عشان هي عارفة إن غيابها هيأثر عليك أوي
= وبعد مايأثر ؟
- معرفش ، المفروض أنا اللي أسألك ..غيابها أثر عليك في إيه ؟
= في حياتي كلها ..أنا حياتي ناقصة من غيرها
- أوك ..فالمفروض تعمل إيه بقا ؟
= أعمل إيه في إيه يازياد ؟ أنا مش فاهم
- ماهو أنا معرفش عشان أقولك ..إعرف إنت هي مش خطيبتك ؟ المفروض عارف دماغها وطريقة تفكيرها ، يمكن عايزة تغيرك مثلا ..فيك حاجة مش عجباها وشايفة انها لما تمشي هتتغير !
= طب ماكانت تقول ! كنت هتغير ..ليه لازم تبعد ؟
- لأ ! ..لو بجد عايزة تغير حاجة مش كويسة فيك وشايفة انها بالطريقة دي هتغيرك يبقي بتلوي دراعك يايعقوب ! ، وكل ماتلاقي حاجة مش عجباها فيك هتمشي عشان تتعدل وتعمل اللي هي عايزاه ..ماينفعش حد يتغير عشان حد ، لو مش عشان نفسك يبقي ماينفعش !
= بس رحيل مش كدة
- شوف إنت بقا رحيل إزاي ؟ عن إذنك هاروح الشركة ..أشوف الشغل اللي إنت سايبه

'' وسابني ومشي .. أنا إحترت أكتر ، لغبطني زيادة .. فتحت موبايلي وجبت صور خطوبتنا وقعدت أقلب فيها ، يعني وِصل بيا الحال إن مايبقاش فاضل ليا منك غير صور ؟ ..''
'' زياد كان دايما ورايا وفي ضهري ماسابنيش ، خلاني أنزل الشغل من تاني وأنزل شغلي وأكمل ..قالي مهما بيحصل لينا من مصائب لازم نعيش ونكمل ..كنت ميت من جوايا ، الوجع اللي في قلبي صعب أعيش بيه لكن مكمل ! ..وزياد بيزق فيا ..''

- يعقوب بقولك إيه ؟ ماتيجي تصلي معايا الجُمعة في المسجد

'' أصلي ؟ قلبي وقع لما قالي كدة ..أنا مش بصلي ! ، أنا وقفت صلاة من وقت مارحيل إختفت ، إتهزيت فجأة ..مع إن قبل كدة ماكنتش بحس باللي أنا حاسه دلوقتي لما كنت بسيب الصلاة .. ''

= ماشي نروح
- طب يلا قوم إتوضي

'' قومت إتوضيت ولبست وروحنا أنا وهو المسجد ..الجميل بالنسبالي إن الخطبة كانت عن سيدنا يعقوب وأحب الناس لقلبه ..يوسف 💛 ، هي كانت عن علاقة الأب بأبنائه ..لكن أنا خدت معايا منجرف تاني خالص ، إفتكرت يُوسفي ولقيت نفسي ببكي ..زياد إتصدم وحاول يهديني عشان الناس ماتاخدش بالها ، لكن أنا قلبي كان مفتور ..خلصت الخطبة وصلينا وكنت لسة ببكي ، بيزيد بكائي في السجود ..كنت بحس إن ربنا بيربط علي قلبي كل ماسجد ، إنه قريب مني أوي ..حسيت بالندم للحظة ! ، بس أثرت فيا كتير ..خلصنا صلاة وفضلت قاعد مكاني ماقومتش ، وزياد فضل قاعد جمبي وماتكلمش ، زي مايكون عارف اني محتاج اكون هنا أطول وقت .. كل اللي في المسجد مشيوا ماكنش فاضل غيري انا وزياد والإمام اللي صلي بينا واللي قال الخطبة ، إتفاجئنا إنه جه سلم علينا وقعد قدامنا ، قالي إنه أخد باله إني عيطت وهو بيقول الخطبة ..وإتكلمت معاه أنا وزياد ، حكيتله عني وعن رحيل ..عن وجع قلبي في بُعدها ..''

- الشيخ بإبتسامة : وفقد يعقوب يُوسفه من تاني ..
- زياد : هو كان مسميها كدة ، مسميها يوسف يعقوب
- الشيخ : طيب يايعقوب ، قولي حياتك ماشية إزاي علي كدة ؟

'' بصيت لزياد كنت عايزه هو اللي يرد ، مش قادر أرد عليه .. ''

- زياد : واقفة خالص ، بيمارس حياته بشكل غير طبيعي بالمرة ..شوية والحزن هيتمسك من قلبه لحد مايرقد
- الشيخ : وهل دا الحل يايعقوب ؟ كدة رحيل هترجع ؟
= ....
- الشيخ : طب هاسألك سؤال حلو أوي ، إنت عارف أكيد قصة سيدنا إبراهيم وإبنه إسماعيل ..قولي ليه سيدنا إبراهيم مادبحش سيدنا إسماعيل ؟
= عشان ربنا فداه بكبش
- الشيخ بإبتسامة : لأ ..
= بإستغراب : أمال إيه ؟
- الشيخ بإبتسامة : عشان رضي إنه يضحي بإبنه ، ماعترضش علي أمر الله في إبنه ، كان حب ربنا في قلبه أكبر من حبه لإبنه ورضاه كان أهم ، فاختار برضاه إنه يدبح فلذة كبده عشان يرضي الله ، ولما ربنا شاف إن سيدنا إبراهيم راضي وأجاد بإبنه في سبيله فداه بكبش ! ، فهمت اللي عايز أوصلهولك ؟
= ....
- الشيخ : إتركها لله ، سيبها لربنا ..'' من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه '' ، لعلك لما تتركها لله ربنا يعوضك ويعوض صبرك برجوعها ليك من تاني ، إتركها هي لكن ماتتركش الله ..ماقدامكش حل ولا سكة غير سكة ربنا عشان تبلغ مرادك ! ، ومادام بتحب قصة سيدنا يعقوب فاإتعلم الصبر الجميل منه وإفهم معني الإبتلاء وإصبر عليه ، واعرف ان مهما طال الزمن إبتلاءك هيخلص ، أنا عارف إن إبتلاءك صعب لانه في صميم قلبك ! ، ولكن مين عارف ..متخيل ربنا بيحبك قد إيه عشان يبتليك الإبتلاء دا ؟ وماتعرفش برده إيه اللي مستنيك وإيه اللي ربنا محوشهولك من ورا الإبتلاء دا ..فاصبر وارضي وماتشكيش ولا تِكل ولاتمل ، يكفي إن ربنا هو اللي قدّر لك الإبتلاء ورضيه عليك عشان تترضاه علي نفسك ، يابني ربنا كبير ورحيم وكريم ..وزي ماهتجود برحيل لله هيعوضك كتير اوي صدقني ، متخيل يعني إيه تسيب حاجة لله ؟ يعني إنت بتقول لربنا يارب انا مش عايز الحاجة دي أنا عايزك إنت ..تركتهالك ، متخيل ربنا ممكن يرد عليك بإيه ؟ متخيل الله اللي هو الكريم هيرد عليك بإيه ؟ هيرزقك وهيعوضك بأضعاف أضعاف الحاجة اللي تركتهاله ، صح ؟ .. مابالك لما تتركله أحب الناس علي قلبك ؟ أكتر حد بتحبه في الدنيا وبتتمناه تقوم تركه لله ؟ هيرد عليك الكريم وقتها بإيه ؟

'' كلامه أثر فيا أوي ، لمس قلبي بطريقة خلتني أبكي من تاني ، لقيته قرب مني وحضني وقعد يطبطب عليا ..أترك أكتر حد حبيته في حياتي لله ؟ .. ''

= تركتها لله ، أنا مهما حبيتها هيفضل حب ربنا أكبر من أي شئ ..تركتها لله ورضيت باللي قسمهولي ربنا مادام ربنا رضيه عليا ، ورغم إن هي اللي قررت تبعد وتبليني بالإبتلاء دا بس لعله خير ..لعله الخير
- الشيخ بإبتسامة : بارك الله فيك ..بشرك الله بالخير كله يايعقوب ، بشرك الله بيوسُفك في القريب العاجل يارب

'' اللحظة دي كانت فارقة في حياتي بشكل كبير أوي ، بشكل عظيم جدا ..قررت أعيش حياتي وأكمل وأستحمل الوجع اللي بقا روتين في حياتي ، وأشتغل وأقرب من ربنا أكتر ..دا كان القرار الأهم ، فيه معاني كتير أوي أنا فاقدها في حياتي ، معني القرب مفتقده ..أنا تايه ، بس للاسف لقيت نفسي لما فقدت رحيل ..الحمد لله ..''
'' رجعت الشغل من تاني وأقوي من الاول وزياد معايا ، وجود زياد خلاني ألتزم علي الصلاة لحد ماتعودت من نفسي ..بقينا بنصلي سوا الجُمعة في المسجد وبنقابل الشيخ الكريم دا ..حاجات كتير أوي إتغيرت في حياتي ، حاجات كتير أوي ، إلا وجع رحيل اللي في قلبي ..''

- أرسِل منكَ القميصَ مَع رِيح الصِبا ، يايوسُفَ عَصرنَا أنَا يَعقُوب ..💛

'' بيت شِعر قاله عبد الغني النابلسي ، كتبته في الشات اللي مابينا اللي مابطلتش أكتب فيه من يوم مامشيت ! ..إنهاردة بقالها 365 يوم غايبة ! ..سنة بالظبط ، ماعرفش هاستني كام سنة كمان ونتقابل ، معرفش أصلا هنتقابل تاني ولا لأ ..بس راضي وصابر ، بصيت لفوق وكلمت ربنا .. ''

- والله يارب راضي وصابر ، ولو طمعان في حاجة في الدنيا هبقي طمعان في رضاك عليا ، إلهمني الصبر يارب ..وداويني ، داوي الكسر اللي في قلبي

'' وسيبت موبايلي وكملت شغل ، فجأة سمعت صوت غريب برا ..وفجأة إتفتح الباب بطريقة تُخض ، كانت داليا ..داليا صاحبة رحيل .. ''

- إيه دا في إيه ؟ فيه إيه ياداليا مالِك ؟
= رحيل ..رحيل رجعت !

'' إتجمدت .. رجعت ؟ ، رحيل هنا ؟ ..''

- رجعت ..رجعت إزاي ؟ عرفتي إزاي ؟
= هي لسة قافلة معايا حالاً ..قالتلي إنها رجعت إنهاردة وفي شقتها

'' ماكنتش مصدق ، كنت حاسس إني هقع من طولي ..أخدت مفاتيح عربيتي وجريت عليها ..وكلمت زياد في الطريق وقولتله ان رحيل هنا ، هو كمان ماكنش مصدق زيي ، وصلت لبيتها ..وقفت قدام شقتها وقلبي حرفيا كان هيخرج من مكانه ..ومش مصدق إن اللي بيني وبينها باب بس ، خبطت الباب ..وحقيقي الثواني اللي عدت علي مالباب إتفتح كانت أطول من السنة اللي عِشتها وهي بعيد ، بس لما إتفتح كانت صدمة جديدة بالنسبالي ..فتحلي واحد ماعرفهوش ! ..''

- أهلا وسهلا ، مين حضرتك ؟
= حضرتك اللي مين ؟ ، مش دي شقة رحيل ؟
- أيوة دا صحيح ..
= مين حضرتك بقا ؟
- أنا جوزها !

'' إيه ؟ جوز مين ؟ جوز رحيل إزاي ؟ ..المرادي كانت بموتي ، إسودت الدنيا في عنيا فجأة ماحستش بأي حاجة ، ماحستش غير وأنا نايم علي سرير وجمبي زياد أخويا ، والراجل اللي فتحلي الباب ..''

- زياد : يعقوب ؟ إنت كويس ؟
= أنا إيه اللي جبني هنا ؟
- زياد : أغمي عليك ، وأستاذ وليد أخد موبايلك ورن عليا ..جيت جري ولقيته شالك ومدخلك الأوضة هنا
- وليد : قطم وسطي والله
= وليد ؟ وليد إزاي ؟ وليد دا أخو رحيل ؟
- وليد بضحك : أيوة أخوها ، والله لو أعرف قلبك خفيف كدة ماكنتش هزرت معاك
= يعني إنت مش جوزها ؟
- زياد : جوزها إزاي يااهبل بيقولك أخوها

'' وكإن وقع تلج علي قلبي ، ضحكت وفرحت ..وليد كنت شوفت صور ليه مرة او مرتين علي موبايل رحيل قبل كدة ، مافتكرتوش لما شوفته ..''

= طب هي فين ؟ أنا نِفسي أشوفها ..
- وليد : حالاً

'' خرج وراح نداها ، دقايق وكانت قدامي ..''

- السلام عليكم
- وليد : تعالي يازياد عايزك برا

'' خرجوا وسابوا الباب فاتح وسابونا ، جابت كرسي وقعدت قدامي ..''

- إزيك يايعقوب

'' أهلا ياحال يعقوب ، يا كُل يعقوب ..''

= إزيّي ؟ يهمك أوي حال يعقوب ؟
- أكيد
= طب سبتيه ليه ؟ ، سبتيني ليه ومشيتي ؟

'' سكتت ، وبعدين قالت .. ''

- أنا آسفة
= لأ يارحيل ..لأ ماينفعش أسف دا انا قلبي إنفطر يابنتي ، دوقتيني الوجع أنواع

'' إبتسمت وقالت ..''

- مش إنت اللي قولت بتحبني ؟ ، كان لازم تتوجع لما أبعد
= وليه تستغلي إنك نقطة ضعفي عشان توجعيني ؟
- والله أبدا ، والله ماكان هدفي أوجعك
= أمال كان إيه هدفِك ؟
- أصلحك ..وغيابي يعلّمك معاني لقيتك مفتقدها وأنا معاك
= ومالفتيش نظري ليه ؟
- لأ يايعقوب أنا لفت نظرك أكتر من مرة ..متكاسل في صلاتك ، ماعندكش مبادئ ، علاقتك بربنا مهدودة ..ومهمل في حقه عليك ، ماكنتش هآمن علي نفسي معاك ، لما تكون مهمل في حق ربنا ..يبقي أكيد هتبقي مهمل فيا ! ، هان عليك ربنا فاهيهون عليك البشر كلهم ، مالقتش غير الطريقة دي ..دا كان آخر كارت في إيدي عشان أقدر ياأكمل معاك يالأ ! ، وزي مانت اتوجعت أنا كمان إتوجعت
= لا ماتقارنيش وجعك بوجعي لأ ، انتي كنتِ قادرة تاخدي قرار البعد لكن انا الفكرة نفسها ماكنتش مستحملها ، طبيعي وجعي أنا أكبر ..رحيل أنا كنت بموت حرفيا في كل يوم وأنا مش عارف إنتي فين أصلا ، بموت وأنا مستنيكي ومش عارف هترجعي تاني ولا لأ
- وآديني رجعت ، أنا قدامك يايعقوب

'' إبتسمت ..''

= والله يعقوب عايز يشكرك علي غيابك ، نجحت خطتك يارحيل ، أحييكي

'' وإتكلمنا ..حكينا لبعض كل حاجة حصلت في السنة دي ، وبكينا ..وضحكنا .. ''

= هتعملي فيا إيه تاني ؟
- بإبتسامة : مش هعمل حاجة
= طب هنعمل إيه دلوقتي ؟ هنرجع ؟
- زي ماتحب

'' أحب ؟ ..دا أنا مش بحب حاجة قد اللحظة اللي بتبقي فيها جمبي ، مش بحب حاجة قد الحاجة اللي هتقربني منك ، أحب بس ؟ وهو يعقوب حب حد قد ماحب يوسف ؟ ..''

'' بعد تلت سنين .. ''

'' كنت بصلي الجمعة أنا وزياد وشايل إبني علي إيدي ، قابلت الشيخ اللي كان سبب في هدايتي بعد ربنا ، كان غايب بقاله مدة .. ''

- إنت كنت فين ؟ غيبت مرة واحدة كدة
= بإبتسامة : كنت مسافر بشتغل برا
- بإبتسامة : طب حمدلله علي سلامتك
= الله يسلمك ..إبنك دا ؟
- بإبتسامة : أيوة ..يوسف ، مامته تعبانة في البيت قولت أجيبه معايا عشان ترتاح شوية
= بتعجب : ماشاء الله ، وإتجوزت مين ؟
- بإبتسامة : رحيل ، يُوسفي ..💛
= لا ، دا انت لازم تحكيلي ..لازم أعرف كل حاجة

'' وقعدنا مع بعض وحكيتله كل حاجة من وقت مارحيل رجعت لحد دلوقتي .. ''

= بإبتسامة : اللهم بارك ..ربنا يسعدك ويفرحك كمان وكمان
- بإبتسامة : وإياك ياحبيبي

'' يمكن دلوقتي عرفت حكمة اللي عملته رحيل ، وإن ممكن لو إتجوزنا في الوقت اللي كنت فاقد فيه معاني كتيرة وكبيرة في الحياة وفي الدين ، ورحيل اللي ناضجة وفاهمة بشكل أكبر مني ..كان هيحصل مشاكل كتير بينا لانها مش هتبقي قبلاني ، وياعالم يمكن كنا نتطلق ، ولكن الحكمة الحقيقة والأعظم مش غيابها لأ ! ..الأعظم هو اللي إتعلمته لما بعدت ..وإن فجأة لقيت كل الأبواب متقفلة في وشي إلا باب واحد ! وهو باب الله اللي لقيته مفتوح في كل وقت وفي أي وقت ، عرفت قد إيه ربنا كان رحيم بيا حتي لما كنت ناسيه ، وكانت رحيل أحب البشر لقلب يعقوب ، أقل حاجة ممكن يجود بيها يعقوب للكريم ..والكريم لما جه يكرمني مش بس أكرمني برجوع رحيل ، دا رحيل ومعاها يوسف ..إبن يعقوب 💛 ..ومازال يعقوب بيشكر وبيحمد ربنا عليهم وهيفضل لآخر نفس في عمره ..''

'' لا أُحلّل الإقتباس من دون الإسم ..🌻 ''

#حكايَاتنا_سوا
#هالة_أحمد

Continue Reading

You'll Also Like

149K 1.2K 21
من اول نضرة حبني القصة (جريئة جدأ 🔞🔞) الي يستحرم لة يقرة
53.8K 2.8K 14
" لن نهتم بلعنة ابنتك، تكفينا حياتنا نحن.. " • تم التخلي عنها من قبل والــدتهــا، و اصبح ملجأها الوحيد * اخوتها *
14.3K 782 4
"الحـمام هو جزئي المفضل يروقني عندما اشاهدكَ عاري بالكامل تتصرف براحة بينما هناكَ كاميرات تصوركَ"