- ألف مبروك ياهدير ، عقبال ماتشوفي ولاده
= الله يبارك فيكي يازينب ياحبيبتي ، عقبال ولادك يارب
- الزمن بقا بيجري بسرعة ، بقا حازم العيل الصغير كِبر وبقا عريس
= بضحك : أهو مسير الصغير يكبر
- لا بس إنتي زي مانتي مابتكبريش ، يعدي عليكي الزمن وإنتي لسة حلوة زي مانتي
= بضحك : ياختي ! ، دا أنا عندي 45 سنة !
- والله ولا يبان عليكي ، دا انتي أصبي من سلمي أختك
= ربنا يخليكي يارب ، تشربي إيه بقا ؟!
- لا مش عايزة أشرب حاجة ! ، تعالي بس أقعدي أنا عايزاكي في موضوع
= خير ياحبيبتي فيه إيه ؟!
- بصي بقا ، عارفة كريم أخو جوزي ؟!
= ااه طبعا عارفاه
- وطبعا عارفة إنه مطلق مراته من سنتين ، وهو عايز يتجوز ..بصي هو مش كبير أوي يعني ، هو عنده 52 سنة ، ومهندس كبير و...
= مقاطعةً : بت يازينب ! ، إوعي تكوني جايباهولي عريس وعايزاني أتجوز !
- الله ! ، وماله ..هو إنتِ مش هتتجوزي يعني ؟
= بتنهيدة : تاني يازينب ! ، مش كنا خلصنا من الموضوع دا ؟!
- العُمر بيجري ياهدير ، إنتِ مش هتعيشي باقي حياتك كدة من غير جواز
= هو أنا يعني إشتكيت !
- من غير ماتشتكي ، اللي كان مانعك عن الجواز زمان إخواتك وإنك عايزة تربيهم ، وإخواتك ماشاء الله كبروا وبقوا دكاترة وأختك جوزتيها وأهي ماشاء الله حامل ، وأخوكي أهو هو كمان إتجوز ..ومافضلش غيرك ، هتبقي عايشة لوحدك يعني ؟!
= ريحي بالك أنا مش هتجوز
- ياهدير هتلاقي العُمر بيتسرق منك في لحظة وهتبقي...
= مقاطعةً : زينب ! ، أنا مش هتجوز ! .. ولو هتجوز يبقي مش هتجوز غير عبدالرحمن
- بإستغراب : عبدالرحمن ؟! ، عبدالرحمن مين ؟!
'''' إبتسمت لها ، وهي سكتت شوية تفتكر مين عبدالرحمن ، لحد ماافتكرت ..''''
- يااااه عبدالرحمن ، هو إنتِ لسة فاكرة عبدالرحمن ياهدير ؟! دا عدا يجي خمسة وعشرين سنة !!
= وأنا إمتي نسيت يازينب عشان أفتكر ؟!
- وإنتِ بقا مستنياه يجي يتجوزك ؟
= أنا ماقولتش إني مستنياه ، ولا قولت إني هتجوز ..أنا قولت إني مش لحد غير عبدالرحمن وبس كدا
- وكان إيه اللي رماكي عالمُر ؟! كان إيه اللي خلاكي ماتتجوزيهوش زمان !
= اللي أمر منه يازينب ، كنت هسيب إخواتي لمين ؟
- ماهو قالك إنه هيتجوزك وهما معاكي وهيربيهم معاكي
= خلاص بقا يازينب ، ماتفتحيش في القديم ..أهو راح لحاله
- طب إنتِ ماتعرفيش عنه حاجة ؟
= لأ ماعرفش ، معرفش حتي هو سافر راح فين
- يعني زمانه إتجوز وخلف دلوقتي !
= يمكن
- يمكن إيه ؟ دا أكيد .. وهو إيه اللي هيقعدوا خمسة وعشرين سنة من غير جواز ؟ ، طب إنتِ كان ليكي ظروف هو بقا إيه ظروفه ؟ يبقي أكيد إتجوز
= ياستي ربنا يسعده أيا كان هو فين ومع مين
- طيب يعني إنتِ كمان شوفي حالك
= زينب إقفلي الموضوع ، أنا مش هتجوز خالص ..تشربي إيه بقا ؟
'''' أتجوز ؟! وكمان أتجوز حد غير عبدالرحمن ؟! ، أنا وعدته زمان إني مش هتجوز غيره ، قعدت زينب شوية معايا وبعدين مشيت .. سلمي أختي قاعدة معايا في البيت عشان قربت تولد ، كانت قاعدة في الأوضة لما كانت زينب هنا ولما مشيت طلعت وجت تقعد معايا ..''''
- تعالي ياحبيبتي إقعدي براحة ..علي مهلك
= إلا صحيح ياأبلة ، هي أبلة زينب كانت عايزاكي في إيه ؟!
- مش عايزاني في حاجة ..دي جاية تبارك ليا عشان حازم إتجوز
= اممممم ، أصل أنا سمعت إن فيه عريس كدة وماعرفش إيه ؟! ، هي جايبالك عريس ؟!
- بتنهيدة : ااه ، جايبالي عريس ..أخو جوزها
= وإنتِ قولتلها إيه ياأبلة ؟!
- رفضت طبعا
= ليه ؟! ليه كدة ياأبلة وإيه اللي يمنع بس ؟!
- سلمي !! ، دي حاجة خاصة بيا وأنا حُرة
= لا ياأبلة مش حُرة ..إنتِ ضيعتي عُمرك كله عليا أنا وحازم ، وخلاص إحنا إتجوزنا وكل واحد فينا شاف حياته ..جه الدور عليكي بقا تشوفي حياتك إنتِ كمان ، وإتعوضي اللي راح
- إنتي وحازم حياتي ومش عايزة حاجة من الدنيا غيركوا وإني أشوفكوا دايما مبسوطين
= ياأبلة بس...
- مقاطعةً : خلاص بقا ياسلمي إقفلي الموضوع دة
= بتنهيدة : ....
'''' قعدنا ساكتين إحنا الإتنين ، وبعدين قالت ..''''
= طب مين عبدالرحمن دا ؟!
'''' سلمي ماتفتكرش عبدالرحمن ! ، إنتهي موضوعنا وهي كانت عندها خمس سنين ، حازم هو اللي ممكن يفتكره ..''''
- عبدالرحمن ؟! عبدالرحمن مين ؟!
= أنا اللي بسأل ! ، أنا سمعتكوا بتجيبوا إسم عبدالرحمن في كلامكوا
- وإنتِ بقا كنتِ رامية ودنك معانا ولا إيه ياسلمي ؟!
= أبدا والله ياأبلة ، دا ..دا أنا سمعت الكلام دا صدفة
- طيب خلاص إقفلي الموضوع وإياكِ تقولي حاجة لحازم من الكلام اللي سمعتيه
= بتذمر : حاضر ..هدخل الأوضة أنا أرتاح شوية ، أحسن أنا خلاص هفرقع
- بضحك : طيب علي مهلك
'''' دخلِت أوضتها وسابتني لوحدي ..غرقت في ذكرياتي القديمة ، لسة فاكرة كل حاجة حصلت كإنها إمبارح ، كإن ماعداش عليها خمسة وعشرين سنة ..لسة فاكرة ، لسة فاكرة ياعبدالرحمن ..''''
'''' بداية معرفتنا ببعض لما كنت راجعة من آخر إمتحان من سنة رابعة كلية تجارة ، يعني خلاص كُلها أيام وأبقي خريجة رسمي ، يااااه ، ياريت بابا وماما كانوا موجودين معايا دلوقتي ، كانوا هيفرحولي أوي ، بابا كان بيتمني اليوم دا ، اليوم اللي أتخرج فيه وبعدين أتوظف ..قالي هيبقي فخور بيا ، فخور بيا وأنا خريجة تجارة عادي جدا ، بس للأسف توفوا ..عملوا حادثة من سنتين وماتوا ، وسابولي إتنين في رقبتي ، حازم وعنده دلوقتي 8 سنين ، وسلمي اللي عندها 5 سنين ..ماما لما خلفتني تعبت أوي وقعدت فترة كبيرة مش بتخلف ، حوالي 13 سنة وبعدها إتفجئت بعد المُدة دي كلها إنها حامل في حازم ، وبعدها بتلت سنين سلمي .. وسابوهم ليا ، كنت بربيهم كإنهم ولادي مش إخواتي ، ولإنهم كانوا لسة صغيرين خالص كنت قادرة أكمل دراسة ..لإن مسئوليتهم ماكانتش كبيرة للدرجة اللي إتخليني أهمل دراستي ، وبابا معاشه كان مكفينا وزيادة .. بس اللي كان شاغل تفكيري إني هسيبهم إزاي لوحدهم وهما لسة صغيرين كدة وأنا في الكلية ؟! كان حازم لسة 6 سنين وسلمي 3 سنين ! ، لكن ظهر لماما صاحبة كدة ماتقابلوش من زمان عشان كانت مسافرة برا مصر ، ورجعت من السفر وكانت جاية تزور ماما واتشوفها ..بس للاسف ماما كانت ماتت ، إتفاجئت بالخبر وعيطت كتير قدامي ، كانوا صُحاب عُمر بس الغُربة اللي فرقتهم ..وأهي ظروف ، إتفاجئت إن ماما خلفت حازم وسلمي ! ، عشان كانت عارفة إن ماما ماخلفتش من بعدي بسبب تعبها ، بصراحة ماقصرتش معايا خالص كانت بتزورني تقريبا كل يوم وتقعد معايا ، وهي اللي شجعتني أكمل دراسة وأنا متطمنة علي إخواتي ، كانت بتيجي تقعد معاهم في الوقت اللي أنا ببقي فيه برا ..عوضت حازم وسلمي شوية عن الأمومة ، كانوا بيحبوها أوي ..وأنا كمان جدا ..في عز تفكيري دا ، لقيت عربية في وشي ، من خضتي وقعت لوحدي وغمضت عيوني ، لكن العربية ماخبطتنيش ! ، نزل صاحب العربية جري يتطمن عليا ..كان شاب ، كان عبدالرحمن ❤ ..''''
- إنتِ كويسة ياآنسة !
'''' فتحت عيوني براحة ، كنت حاسة إني مُت في لحظة ..
قلبي وجعني علي إخواتي ، كنت هسيبهم لمين لو كنت مُت أنا كمان ؟ ..فاعيطت ..''''
- طب بتعيطي ليه بس ؟ ..طب إنتي كويسة ؟ حصلك حاجة ؟
= ببكاء : إسكت خالص ! ، منك لله كنت هتيتم إخواتي أكتر ماهما متيتمين
'''' إستغرب كلامي ! يعني إيه اللي أنا قولته دة ؟ ، رد قال ..''''
- علي فكرة أنا ماجيتش جمبك أصلا ولا خبطتك ، إنتي اللي وقعتي لوحدك
= يعني إنت كمان كنت مستني إنك تخبطني ؟
- وأنا يعني كان قصدي ؟ ، إنتِ اللي ماشية سرحانة
= كمان هتجيب الغلط عليا أنا ؟! ، ربنا يسامحك
'''' وقومت ومشيت وأنا قلبي مقبوض علي إخواتي ، وهو ركب عربيته ومشي .. روحت البيت كانت طنط نجوي صاحبة ماما في البيت مع إخواتي ..''''
- هاا عملتي إيه في إمتحانك ياهدير ؟
= الحمد لله ياطنط ، كان كويس
- طب الحمد لله ..أمال مالك ؟ ، وشك مقلوب ليه ؟!
'''' حكيتها اللي حصل واللي كان هيخبطني بعربيته دة !! وخوفي علي إخواتي ..''''
- الحمد لله إنها جت علي قد كدة وماحصلكيش حاجة
= أنا بس خوفت علي إخواتي
- ياحبيبتي والحمد لله إنك كويسة ، ووسط إخواتك أهو ..ماتصطاديش النكد بسنارة ، وبعدين إخواتك ليهم رب كريم ، اللي لا بيغفل ولا بينام .. هوني علي نفسك بقا وقولي الحمد لله
= بتنهيدة : الحمد لله
- بقولك بقا ، أنا هكلملك إبني عشان تشغلي معاه في الشركة بتاعته
= تاني ياطنط الموضوع دة ؟! أنا مابحبش أتفرض علي حد
- بطلي يابت الهبل اللي إنتِ بتقوليه دا ، وبعدين أنا قايلاله أصلا من زمان وهو عارف ، وقالي إنك لما تخلصي دراسة خالص تروحيله وهو هيشغلك
= بتنهيدة : .....
- خدي أهو عنوان الشركة أهو ، إبقي روحيله بكرة ولا بعده بقا
= حاضر
- يلا بقا أنا هقوم أمشي
'''' قامت مشيت وأنا قررت إني مش راحة شركة إبنها ولا هشتغل فيها ، مش عايزة أحس إنها بتشفق عليا .. عدا أسبوع كنت قاعدة في البيت مابعملش حاجة وطنط نجوي كل يوم تتصل بيا واتقولي ماروحتيش ليه أقولها بكرة ، الأسبوع التاني نزلت أنا أدور علي شغل ، وطبعا مافيش حاجة بتيجي بالساهل ، مالقتش شغل ..وكمان ماكنتش بلف كتير عشان ماسيبش إخواتي لوحدهم في البيت وقت كبير ..الموضوع كان صعب أوي ، لحد مافي يوم لقيت الباب بيخبط .. كانت طنط نجوي ..''''
- إخص عليكي ياهدير ، كدة تضحكي عليا
= بضحك : وأنا أقدر برده ياطنط ؟ .. تعالي إتفضلي
'''' دخلِت وكنت لسة هقفل الباب لكن هي وقفتني ومسكت الباب ..''''
- إستني ماتقفليش الباب ، إبني طالع
'''' إتصدمت أوي ! ، هي جايباه لحد هنا ؟ ..ثواني وكان قدامي ..إتصدمت لما لقيته هو !! ، هو اللي كان هيخبطني بالعربية ..''''
- بصدمة : إنتي ؟!
= بصدمة : إنت ؟! ..هو إنت إبن طنط نجوي ؟!
نجوي : إنتوا تعرفوا بعض ؟!
- عبدالرحمن : أيوة ياماما ! كانت وقعت قدام عربيتي من حوالي إسبوعين كدة
نجوي بضحك : هو إنت اللي كنت هتخبطتها ؟! دا عبدالرحمن إبني ياهدير
= هدير : إتفضل إدخل
'''' دخل وقعدوا وأنا جيبتلهم عصير وقعدنا نتكلم ..''''
نجوي : أهو أنا جبتلك مدير الشركة لحد عندك أهو
= هدير : ماكنش له لزوم والله ياطنط
- عبدالرحمن : ماما بتقول إنك مش عايزة تيجي تشتغلي عندي في الشركة ؟ ليه ؟!
= بتوتر : مش لسبب بس أنا ..أنا يعني
- مقاطعاً : إنتِ متأخرة عن شغلك بقالك سنتين
= بصدمة : نعم ؟! سنتين إيه ؟!
- أنا ناقصلي واحد يشتغل في الحسابات من سنتين وماما وقتها قالتلي إنك ممكن تيجي تشتغلي الوظيفة دي ، بس إنتِ رفضتي زي ماقالتلي وقولتي إنك مش هتشتغلي غير لما تكملي دراستك ..عشان كدة مارضيتش أشغل حد في الوظيفة دي وبعدين أرفده بعد سنتين ، فابقيت أشيل شغلك أنا وواحد معايا في الحسابات لحد ماتخلصي دراستك
'''' إتضايقت أوي من الكلام اللي إتقال دة ! ، ليه الشفقة دي ؟! وعشان إيه ؟! هي آخر وظيفة في العالم يعني ؟! ..''''
= أنا آسفة ! بس أنا مش عايزة أشتغل عند حضرتك
نجوي : الله ! ، ليه كدة يابنتي ؟!
= أنا مش عايزة حد يشفق عليا ، وأنا إن شاء الله هلاقي وظيفة من غير واسطات
نجوي : إخص عليكي ياهدير ! إيه الكلام اللي إنتِ بتقوليه دة ؟!
- إنتِ فاكرة إن أنا لو شغلك ماعجبنيش هخليكي تكملي معايا في الشركة ؟! ، همشيكي طبعا !
= بإستغراب : قصدك إيه ؟!
- قصدي إني مش هشفق عليكي ولا هاخليكي تكملي شغل وأنا مش شايفك كُفء ، واللي خلاني أمسك شغلك سنتين كلام ماما عنك وإنك متفوقة في دراستك ، فاأكيد هتبقي شاطرة في شغلك ..يعني هتفديني
نجوي : أهو ياستي أهو قالك أهو ، ها بقا قولتي إيه ؟
- أنا قولت ياماما وخلاص ، بكرة تيجي تستلمي شغلك ولو إتأخرتي أكتر من كدة هاخصم من مرتبك ، يلا عن إذنكوا
'''' وسابنا ومشي ..قعدت أفكر في الكلام دة كتير ، وفي الآخر وافِقت لأني كنت محتاجة شغل برده ..''''
'''' تاني يوم روحت الشركة وإشتغلت ، وهو حطني شهر تحت التدريب ..في الشهر دا إكتشفت حاجات كتير أوي ، إكتشفت إن عبدالرحمن دا شخص كويس جدا وخلوق والموظفين بيشكروا فيه جدا جدا ، وقد إيه هو مُحترم وشاطر في شغله رغم إنه لسة سنه صغير ! ، عنده 26 سنة بس ! ، وكمان الشركات كلها بتتنافس عشان تشتغل معاه .. أول ماالضهر يأذن الموظفين الرجالة كلهم لازم يروحوا يصلوا الضهر في المسجد وهو أولهم ، وكان عامل مكان مخصص في الشركة إن البنات اللي بيشتغلوا يصلوا فيه ! ، ووقت البريك كنت ساعات بشوفه بيقرأ قرآن ..أكيد طبعا لازم الناس تحبه وتحترمه وتعمله هيبة أكبر من سنه ..''''
- مبروك ياهدير طلعتي قد الثقة وجديرة بالوظيفة ، إنتِ دلوقتي إتعينتي رسمي
= بإبتسامة : متشكرة جدا يافندم
- بإبتسامة : إتفضلي علي شغلك
'''' كنت فرحانة أوي ، أوي أوي ..من الوقت دا واللحظة دي بدأ يتزرع في قلب كُل واحد فينا بذرة الحُب .. كانت بترويها النظرات والإبتسامة ! ، ويدبلها الغياب يوم الأجازة ، ماترجعش تطرح من تاني غير وقت اللُقا لما تطل العيون علي الإبتسامة ..''''
'''' طالت النظرات والإبتسامات أربع شهور وزيادة ، حتي الموظفين خدوا بالهم ، لحد مالقيته طلبني في مكتبه ..''''
- إتفضلي ياهدير !
= خير يافندم
- بإرتباك : كنت عايزك في موضوع كدة
= إيه هو
'''' كان باين عليه التوتر أوي وعمال يفرك في إيده ..''''
- بإرتباك : هو ..هو المفروض ماما اللي كانت تكلمك في الموضوع دة ، بس أنا اللي قولت إني عايز أنا اللي أكلمك !
= بإستغراب : في إيه يافندم حضرتك قلقتني !
- بإرتباك : يعني هو أنا ..أنا ..ماكنت أخلي ماما اللي تكلمك ، كان لازم الجلالة تاخدني يعني ؟! ..بصي كدة ياهدير وعلي بلاطة أنا ..أنا
= الله ! ، جرا إيه يا...
- مقاطعاً : تتجوزيني ؟! ❤
'''' إتصدمت جدا جدا !! ، وفرحت أوي والله ..قلبي بيدق فرحة ..''''
= بصدمة : إيه ؟!
- لأ مانا مش هقولها تاني ! ، أنا ماصدقت قولتها أولاني ..هاا قولتي إيه ؟
'''' كنت مصدومة ومحرجة جدا ، مش عارفة أقول إيه وأرد بإيه ..إرتبكت أوي ، وقومت جري وروحت علي مكتبي وأخدت شنطتي وروّحت ..''''
'''' ياربي علي فرحة قلبي ، كنت برقص من الفرحة ومسكت إخواتي وحضنتهم ، بالليل لقينا الباب بيخبط ..وراح فتح حازم أخويا علي مالبست حجابي وطلعت وإتفاجئت إنه كان عبدالرحمن ولوحده ! .. سيبت باب الشقة مفتوح وجبت إخواتي الإتنين يقعدوا معانا ، قومت أعملنا عصير ورجعت لقيت عبدالرحمن مقعد حازم علي رجله وماسك موبايله وبيتصوروا سوا ..وكان بيهزر معاه ومع سلمي ويضحكهم .. إبتسمت لما شوفت المشهد وحطيت العصير وقدمتهوله وقعدنا نتكلم ..''''
- إزاي طنط عاملة إيه ؟
= بتسلم عليكي
- هي ماجتش معاك ليه ؟
= ماكنتش عايزة تكون عامل ضغط عليكي بكلامها لو جت ، وهي حست إنها لما تتكلم معاكي ممكن توافقي من غير رضاكي عشان بس ترضيها
'''' هزيت راسي وبصيت في الارض وإكتفيت بالصمت ..''''
- إنتي مارضتيش عليا ، قولتي إيه في اللي قولتهولك في الشركة ؟!
= بإرتباك : مش عارفة أقول لحضرتك إيه ؟
- قولي كل حاجة بصراحة ماتتكسفيش مني حتي لو رفضتي
= بإرتباك : أنا ..أنا حِملي كبير أوي ، وإخواتي مش هقدر أسيبهم لوحدهم
- مين قالك إنك هتسيبيهم ؟! هيجوا يعيشوا معانا
= إزاي بس ؟!
- لو وافقتي يبقي هتيجي تعيشي في الڤيلا بتاعتي وماما هتكون عايشة معانا وإخواتك هعتبرهم إخواتي ! لأ ولادي !
= هيبقوا تُقال عليك
- لأ خالص بالعكس والله وهتشوفي
= طب ..طب ليه أنا ؟
- ليه إنتِ إيه ؟
= ليه أنا عايز تتجوزي وأنا أصلا مش لوحدي و...
- مقاطعاً : بحبك ..عشان بحبك ياهدير ❤
'''' جريئ أوي وصدمني ! ، بصيت في الأرض من إحراجي وتوتري ومارديتش ، لكن هو قال ..''''
- هسيبك يومين تفكري فيهم براحتك ولو حابة تاخدي أجازة اليومين دول أنا موافق ..عن إذنك
'''' أنا كنت مبسوطة جدا وموافقة طبعا ، لكن قولت هصبر اليومين دول عشان مايقولش مدلوقة عليه ..كنت عايزة أروح الشغل وقولت دي حاجة ودي حاجة ..لكن ماقدرتش بصراحة إني أروح ، ماكنتش قادرة أقابله أصلا وأشوفه ويشوفني ! ، ماكنتش أصلا هعرف أشتغل ، فاقعدت اليومين دول في البيت زي ماقالي ..بعد اليومين ماعدّوا لقيت طنط نجوي جت وعبدالرحمن معاها ..''''
نجوي : ها ياهدير يابنتي قولتي إيه ؟
- قولت لا إله إلا الله ياطنط
= محمد رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ..هاا بقا ريحي قلبي قولتي إيه ؟
- بإبتسامة : موافقة
= بفرحة : الله أكبر !
نجوي بفرحة : ياحبيبتي يابنتي ألف مبروك ، والله ريحتي قلبي
= بإبتسامة : قلوبنا كلها ياماما والله
- بس أنا عندي شرط
= أؤمري !
- إني هافضل أشتغل عندك في الشركة وإنك ماتعملش فرق بيني وبين أي حد في الشغل
= دا أكيد
- يبقي خلاص كدة ! ، ماعنديش حاجة تانية تتقال
نجوي : ألف مبروك ياولاد ، يعلم ربنا أنا فرحانة إزاي ؟
- بإبتسامة : أنا أقدر أرفض إن حضرتك تبقي حماتي ياطنط ؟!
= الله الله ! ، يعني مش موافقة عشاني عشان ماما !
نجوي : إنت كنت تطول أصلا
- بضحك : ....
'''' إتفقنا إن الجواز يبقي بعد سنة وإتفقنا علي الخطوبة وكل حاجة ، ووعدني إن إخواتي هيشيلهم في عنيه ..''''
'''' وإتخطبنا ..ماأقدرش أنكر إني كنت مبسوطة أوي بوجوده وبكل حاجة بيعملها عشاني وعشان إخواتي ! ، كان خير سند وعوض لينا كلنا .. كنت بسمع كلام كتير وحش من الجيران وفي الشركة إن إزاي عبدالرحمن هيتجوزني وبإخواتي ؟! وليه يعني يربيهم كان من بقيت أهلهم ؟! وهو هيفضل طول عمره ماإخواتي معاملته حلوة كدة ؟؟ ، في الأول كنت بطنش ومش بهتم بالكلام وعدا ست أشهر علي خطوبتنا وفاضل زيهم ونتجوز ..لكن تفكيري أنا اللي إتغير كتير ، إتغير تفكيري من ناحية إخواتي ، هو فعلا هيستحملهم علي طول ؟! هيستحمل حازم في سن المراهقة ؟! وسلمي ؟! سلمي بنت ! وهتكبر إزاي هتعيش معاه في بيت واحد !! مش هينفع تقعد قدامه بشعرها ؟! هو في الاول وفي الاخر هيبقي جوز أختها ! ..فيه حاجات كتير صعب يعيشوها معاه لأنه جوز أختهم ! ، وأنا مش هستحمل حاجة وحشة علي إخواتي ، وهو مهما يعمل هيبقي حقه ! كفاية إنه هيربيهم ، لكن ماينفعش ..''''
- بصدمة : إنتِ بتقولي إيه ياهدير !
= بقول مش هينفع ! ، مش هينفع نكمل أنا حِملي صعب أوي
- هشيله معاكي
= مش هينفع ، ذنبك إيه ؟
- ذنبي إني بحبك
= مش كفاية ، هتزهق من حِملي وهتمل
- عُمري ، عُمري ماهمل
= أنا ظروفي صعبة ..أنا عاملة زي اللي ماشية في الشمس مش لاقيالها حِمي
- رموش عيني تِضلل عليكي
= رموشك هتقع من كتر التعب
- هاحطك في عيني وأقفل عليكي
= جفونك هتتهري دموع من الندم
- يوم ماتندم هتندم عالفراق
= وليه بس توجع قلبك معايا ؟
- الوجع منك راحة والراحة من غيرك صعبة
'''' عيطت مش عارفة أقول إيه ؟! أنا بين نارين !! ، لكن مش هينفع لأ ..قلعت دبلتي ووديتهاله في إيده ، ودموعي نازلة مطر ..''''
= أنا آسفة ، مش هينفع
- بحزن : هدير بلاش تنهي اللي بينا في لحظة كدة ! ماتظلمنيش ! ، والله إخواتك هشيلهم في عيني ! ، ليه بس تفكري في المستقبل بالطريقة دي !
= المستقبل كله هموم ، يبقي ليه نستني ؟! ، إحنا لسة عالبر أهو
- ماتقسيش قلبك عليا ، ماترميش سهم اللُقا عليا ويصيبني في قلبي وبعد كدة تفارقيني !
= غصب عني ياعبدالرحمن
- طب ..طب فكري تاني
= فكرت كتير ، وأنا لسة عند رأيي
- ياهدير ...
= مقاطعةً : خلاص ياعبدالرحمن الموضوع مُنتهي ! ، قولتلك مش هينفع ..وعايزاك تفهم إني مش هتجوز خالص لا إنت ولا غيرك ولو حصل وربنا كتبلي أتجوز في الدنيا هايبقي إنت مش غيرك ..أوعدك بدا !! ، عن إذنك
'''' سيبت مكتبه وجريب عالبيت ، دخلت أوضتي وقفلت عليا وإنهرت من البُكا .. كان صعب أسيبه لأني بحبه ! ، كان لازم أفكر في إخواتي قبل ماأقع وأحبه ، ظلمته وظلمت نفسي معاها ! ، ليه ياربي كدة ! ..''''
'''' سيبت الشركة خالص والحمد لله لقيت شغل بسهولة في شركة تانية كانوا محتاجين حد في الحسابات ..عبدالرحمن كان فاكر إن كلها يومين وهرجع الشغل ، لكن هو عرف من واحدة من الموظفين لما بعتله معاها إستقالتي إن أنا مش هرجع أشتغل معاه وإشتغلت برا ، فاجالي البيت ..''''
- ليه تعملي كدة ! ، ليه تقفلي في وشي كل البيبان اللي ممكن توصلني بيكي ؟!
= مابقاش فيها وِصال ! ، خلاص إحنا سيبنا بعض !
- وإيه علاقة دا بالشغل ؟
= الناس مش هتسكت ! ، وإنت مسيرك في يوم هتتجوز ومراتك مش هترضي بإني أكون موجودة في نفس المكان اللي إنت بتشتغل فيه وهي عارفة إننا كنا مخطوبين وإنك بتحبني ! ، يبقي أنا كدة بشيل عنك مشاكل ممكن تحصل في المستقبل
- يادي تفكيرك في المستقبل دا ! ، إنتِ بتضيعنا كدة ، وبعدين ياعالم مين يعيش لبكرة !
= عيشنا ولا مُتنا ! ، أهو اللي بعمله الصح وماحدش يقدر يعيبني عليه ، وإنساني ياعبدالرحمن ! ، وشوف غيري ..ربنا يرزقك بواحدة أحسن مني تنسيك الهم اللي كُنت شايله معايا
'''' ومشي من بيتي حزين ، الموضوع هياخد وقت وهيتنسي مني أو منه ! ، عدت سنة ! وبعد كدة عرفت من طنط نجوي إنه صفّا شغله في مصر وهيسافر يشتغل في بلد تانية ويعمل شركة هناك ، حتي مالقتليش هيسافروا فين ؟! هي نفسها ماكانتش تعرف ..كانت جاية تودعني ، وبعد كدة سافروا سوا .. كنت فاكرة إن السنين هتداوي ، وأهو السنين عدّت ..لا النِسيان زارنا في يوم ! ولا الوقت طفّا النار اللي في قلوبنا ، عدا خمسة وعشرين سنة ! ، وكإن الفراق كان إمبارح ..''''
_ أَيَا حَبِيبَ قَلبٍ بَاتَ فِيكَ مُتَيّمَا وَاختَارَ الهِجرَان
وَكُلّمَا أًرَادَ الوَصلَ مِنكَ صَبّر فُؤَادَهُ بِالنّسيَان
أَرَادَ الغُربَة عَنكَ بَاحِثَا لَهُ عَن وَطنٍ جَدِيد
أَرهَقَتهُ الغُربَةَ حَتّي عَلِمَ أَنّكَ كُنتَ لَهُ كُلّ الأَوطَان ..💙
'''' كبرت إخواتي وربيتهم كويس جدا وأمنتلهم مستقبلهم وبقوا دكاترة قد الدنيا ، لحد ماستوظفوا ..ووقتها حازم طلب مني إني أقعد من الشغل ، قالي كفاية لحد كدة ، وسمعت كلامه لأني أنا كمان كبرت ومابقتش قادرة علي الشغل ..''''
'''' فوقت من ذكرياتي علي صوت صريخ سلمي ! ، شكلها بتولد ..قومت جري أشوفها وبعد كدة ناديت علي حازم ينزلي ، هو قاعد هو ومراته معايا في نفس البيت بس في شقة فوق شقتي ..نزل جري هو ومراته ، ومراته ساعدتني نلبس سلمي هدومها عشان هناخدها المستشفي وإتصل حازم علي جوزها يحصلنا علي المستشفي ، وجرينا بيها كلنا لهناك ، جوزها كان سابقنا هناك وأول ماشافها جري عليها ومسك إيدها ..كانت بتترجاه مايسيبهاش ، ودخل معاها جوا وهي بتولد ، دا أول طفل ليهم .. بفرح أوي بالحب اللي بينهم ، بفرح إنهم عاشوا القصة اللي ماعرفتش أعيشها زمان ..قاطع تفكيري صوت صريخ بيبي ! ، شكلها ولدت ..خرج لينا جوزها وهو شايل البنوتة علي إيده ! ، وفرحان أوي بيها ..وبعد شوية دخلنا كلنا لسلمي ..''''
حازم : حبيبة قلب خالو القمر دي ..شبه أبوها عشان كدة قمر
- سلمي : إخص عليك ياحازم يعني أنا وحشة يعني ؟
= هدير بإبتسامة : إن كان جوزك قمر فانتي قمرين ياحبيبتي
'''' وقعدنا نضحك كلنا ..''''
حازم : هاا ، نويتوا تسموها إيه ؟!
'''' بصت سلمي لجوزها وإبتسموا هما الإتنين وقالوا في نفس واحد ..''''
- هدير !
'''' إتفاجئت جدا جدا ..''''
= إيه ؟! هتسموها هدير !
- سلمي بإبتسامة : دي أقل حاجة نقدر نعملهالك ياأبلة
= لأ ..لا بلاش تسموها هدير لايطلع حظها زي حظي
- بإبتسامة : هي تطول ياأبلة ؟! دا يبقي كرم من ربنا
= بإبتسامة : ربنا يجعل حظها أحسن من حظي في الدنيا ، ويباركلكوا فيها ويجعلها نبتةً صالحة ويحفظهالكوا يارب
'''' وأمنوا ورايا ، تاني يوم رجعنا البيت ، ورجعت سلمي معايا البيت لحد ماتبقي كويسة وترجع بيتها ..''''
'''' عدا أسبوع من يوم ولادة سلمي ، وأمور حياتنا كانت ماشية عادي جدا ..لحد مافي يوم لقيت الباب بيخبط ، روحت فتحت لقيت ست عجوزة أوي ماعرفهاش ..''''
- أهلا وسهلا ، مين حضرتك ؟!
'''' إبتسمت الست العجوزة وقالت ..''''
= يااه ياهدير ، زي مانتي يابنتي ماتغيرتيش ، إزيك ياحبيبتي ؟
'''' بصيتلها وأنا مستغربة إنها عرفاني وسنين إيه اللي ماغيرتنيش ! ، دققت في ملامحها لحد ماعرفتها !!! إتصدمت إنها هي !! وطلعت مني شهقة ..''''
- بصدمة : طنط نجوي !! ، ياحبيبتي وحشتيني أوي
'''' وقربت منها وحضنتها أوي ونزلت دمعة مني ومسحتها بسرعة ! ..''''
- تعالي إتفضلي إدخلي
'''' سندتها عشان تدخل وقعدتها وكنت لسة راحة أقفل الباب لكن هي وقفتني وقالت ..''''
= إستني ماتقفليش الباب ، إبني طالع
'''' بصيتلها وأنا مصدمة ! قلبي إتخطف ! ، كنت بصالها وأنا سامعة صوت رجعله وهو طالع عالسلم ..وضربات قلبي بتزيد معاها ، لحد ماوقف قدامي ..''''
- إزيك ياهدير
'''' دورت وشي وبصيتله ! ، ياه ياعبدالرحمن ..إتلاقينا من تاني ، كان مُبتسم ..لسة بيخطف عيني بإبتسامته ، لسة زي ماهو حتي وهو عنده 50 سنة ! ، كِتر اللون الأبيض في شعره ودقنه ..وخطت التجاعيد في وشه ، ولسة قلبي بيدق ليه ! ، بيدق كل مابيشوفه ..''''
= بإبتسامة : أهلا ، إزيك ياعبدالرحمن
- بإبتسامة : الحمد لله أنا تمام
= إتفضل إدخل
'''' دخل وقبل مااقفل الباب نزل حازم من فوق ، كان بيسألني مين جوا ؟! ، لكن إكتفيت بإني أقول إنهم ضيوف وبس ..كنت عارفة إن حازم مش هيفتكره ، دخل وسلّم عليهم وقعد حازم جمبي ..''''
- ياه ياحازم كبرت أوي ماشاء الله
'''' بصلي حازم بإستغراب ..لكن عبدالرحمن كمّل وقال ..''''
- إنت بقيت إيه دلوقتي ؟!
= أنا دكتور ..متخصص أطفال
- ماشاء الله وإتجوزت ولا لأ ؟
= ااه إتجوزت ماكملتش شهر جواز
- ألف مبروك
= الله يبارك في حضرتك
- وسلمي دلوقتي فين ؟
'''' كان مستغرب حازم كل الأسئلة دي وبصلي مستني مني أقول حاجة أعرفه بيها هوية الناس دي ، لكن أنا كنت ساكتة ..''''
= سلمي موجودة ، هي جوا بس تعبانة عشان لسة والدة بقالها أسبوع
- ماشاء الله ، ألف مبروك ..وجابت إيه ؟
= جابت بنت ..هدير !
'''' بصلي عبدالرحمن وإبتسلمي ..''''
- وسلمي خريجة إيه ؟
= خريجة طب زي ، تخصص أطفال برده
- بإبتسامة : تسلم اللي ربّتكوا
'''' إبتسمنا كلنا وسكتنا ..كنت مكسوفة من نظراته ليا ، قطع الصمت دا حازم وقال ..''''
= معلش أنا آسف في السؤال ! بس حضراتكوا مين ، أنا أول مرة أشوفكوا
- بإبتسامة : إنت مش عارفنا خالص ياحازم ؟
= الحقيقة لأ
- طب تعالي هاوريك حاجة
'''' خرج عبدالرحمن موبايله من جيبه ، وراحله حازم ووراه عبدالرحمن صورة كان إتصورها حازم معاه زمان وهو قاعد علي رجله ..شاف حازم الصورة إندهش جدا ، ودقق في الصورة أوي لحد مابانت الصدمة علي وشه وقال حازم ..''''
= بصدمة : مش ممكن !! ، هو ..هو إنت اللي ..
- بضحك : أيوة أنا ، أنا اللي كنت زمان خطيب أختك ، أنا عبدالرحمن
'''' حضنه حازم أوي ، وأنا كنت مبسوطة جدا ..هو لسة محتفظ بالصورة دي بعد ماعدا خمسة وعشرين سنة ؟! ..''''
= طبعا حضرتك طنط نجوي ، وحشتيني أوي أوي
'''' وحضنها هي كمان وباس راسها ..وفجأة لقيت سلمي طالعة من أوضتها بتتسند ! ، راح حازم سندها وجت قعدت جمبي كانت مستغربة الضيوف هي كمان ..ماكنتش تعرفهم ، لكن حازم عرفهم عليها ..''''
= دي طنط نجوي صاحبة ماما الله يرحمها ، كانت بتيجي تقعد معانا زمان فاكرة ؟! ، ودا أستاذ عبدالرحمن ..يبقي إبن طنط نجوي ، وكانت خطيب هدير زمان
سلمي : أهلا وسهلا بيكوا ، شرفتونا
'''' كنت عارفة سلمي بتفكر في إيه ؟ ربطت الكلام ببعض ..إسم عبدالرحمن اللي إتقال بيني وبين زينب وهي سمعته ، وإن هو قاعد قدامي دلوقتي ، هي كانت عارفة إني إتخطبت مرة زمان ..بس ماكانتش تعرف إسمه ولا أي حاجة عنه .. قعد عبدالرحمن يتكلم عن نفسه وحياته وسفره ..''''
- سافرت لندن أشتغل هناك ، ماكنتش قادر أعيش في مصر بعد مافسخنا خطوبتنا
'''' بصيت في الأرض وكنت محرجة ومرتبكة جدا جدا ..''''
- بنيت نفسي هناك وكبرت وكبْرت شركتي ، ولما العُمر جري بيا وأنا لوحدي ! قولت أرجع مصر من تاني ونقلت شركتي هنا بقالي حوالي خمس شهور
'''' قالت سلمي ..''''
= ليه حضرتك لوحدك ؟! ، هو حضرتك ماعندكش ولاد ؟!
'''' إبتسم إبتسامة حزينة وبعدين بصلي وقال ..''''
- أنا ماتجوزتش عشان أخلف
'''' إتصدم حازم وسلمي ! حتي أنا إتصدمت جدا ..وهنا أنا إتكلمت ..''''
= ليه ماتجوزتش !
- إنتِ اللي بتسألي ؟! ، ماقدرتش ! ، حاولت وماقدرتش ..خطبت واحدة من عشرين سنة وماكملتش معاها شهرين وفسخت الخطوبة ، ماعرفتش أكون مع حد غير معاكي
'''' بصيت في الأرض من تاني ، ولقيت حازم وسلمي مبتسمين ، وبعدين حازم حمحم وقال .. ''''
= طب وحضرتك ناويت خلاص تستقر في مصر ؟!
- ااه إن شاء الله ..خلاص أنا كِبرت عندي خمسين سنة ! ، الغربة سرقت عُمري ، وعايز أعيش باقي حياتي هنا في مصر وأستقر
= طب وحياتك الإجتماعية ؟!
- بإبتسامة : ماهو أنا جاي عشان كدة ! ، دكتور حازم ..أنا طالب إيد أختك هدير
'''' رفعت راسي والصدمة مالية وشي وعيوني ، ماكنتش مصدقة ، فِرح حازم وسلمي جدا ، بصلي وقالها من تاني زي ماقالها زمان .. ''''
- تتجوزيني ؟!
= بصدمة : إيه ؟!
- بضحك : لأ مانا مش هقولها تاني ! ، أنا ماصدقت قولتها أولاني ..هاا قولتي إيه ؟
'''' وكإن التاريخ بيعيد نفسه من تاني ..''''
= في سني دا ؟!
- ماهو أنا كبير أنا كمان ، أنا مش صغير يعني
= لكن ..لكن أنا خلاص ، يعني أنا ماينفعش أتجوز أنا كلها سنتين وهبقي عايزة اللي يسندني
- بإبتسامة : أسندك أنا
= دلوقتي ياعبدالرحمن ؟!
- أنا جيتلك بعد خمسة وعشرين سنة ، جيتلك بعد ماحِملك خف ، إيه اللي يمنع بقا
= إزاي مانستنيش ؟!
- سرقتي ضي عيوني وأخدتي الراحة من قلبي ، وزرعتي في رُوحي شوك ودفنتي حُبك بين ضلوعي وعايزاني أنساكي ؟
'''' بيعرف يخطف قلبي بسهولة ، بأقل مجهود منه ..رد حازم قال ..''''
- وأنا موافق ياأستاذ عبدالرحمن
= إستني ياحازم بس
- هدير دا لسة بيحبك وشاريكي ، قعد خمسة وعشرين سنة مستنيكي علي ماتربينا واتجوزينا ، وجالك ورمالك قلبه من تاني ، تقومي إنتِ عايزة تدوسي علي قلبه برجليكي ؟!
'''' سكت ماعرفتش أرد ، أنا عارفة إني أذيته كتير زمان ..''''
- بإبتسامة : قولّها !
= سلمي : كفاية بقا ياأبلة عذاب فيكي وفيه ، وشوفي حياتك بقا زي ماكل واحد فينا شاف حياته وفرحينا ..إحنا محتاجين نفرح بجد ! .. وافقي ياأبلة عشان خاطرنا
'''' أوافق !! ، أنا لسة هوافق ؟! ، ماأنا موافقة من يوم ماعيني طلت في عنيه .. ''''
= حازم : خلاص ياأستاذ عبدالرحمن إحنا موافقين
- بفرحة : الله أكبر
= تحب الجواز إمتي ؟!
- لو عليا دلوقتي
= بضحك : لا طبعا مش هينفع دلوقتي ، ممكن بعد شهرين ..علي ماسلمي تبقي كويسة وهدير تجهز
- موافق ، أنا إستنيت خمسة وعشرين سنة مش هستني شهرين ؟ علي بركة الله
'''' قد إيه ربنا كريم مابينساش عباده ! ، كنت بهرب من قدري زمان وأهو القدر طلع مستني السنين تلف ورجع من تاني ..''''
- فتحي عيونك ياأبلة
'''' فتحت عيوني زي مازينب قالتلي ، كنت مغمضة عيوني عشان كانت بتحطي ميك أب ..''''
- ماشاء الله ياأبلة قمر ! ، ولا عروسة عندها خمسة وعشرين سنة
= كان لازمته إيه فستان فرح وميك أب ونعمل فرح ..أنا كبرت عالكلام دة !
- بضحك : ياأبلة عيشي حياتك وفكي كدة ، وعيشي اللحظات اللي إتحرمتي منها زمان ، وإبنيلك ذكريات حلوة مع حبيب عمرك وإتهني وسيبك من السن والكلام دا ، الشيب في القلوب مش بالسن خالص
'''' بعد شوية جه حازم وقال إن العريس مستني تحت ! ، وخدني ونزلنا له ..أول ماشوفته قلبي دق أوي ، شكله كان حلو وهو لابس البدلة وواقف مستنيني ، لسة وسيم زي زمان ..سلمني حازم ليه ورفع عبدالرحمن الطرحة عن وشي وباس جبيني ..''''
- تبارك الخلاق فيما خلق ، إيه الجمال دة ؟! ، إنتي بتكبري ولا بتصغري ؟!
= بإبتسامة خجل : بطل الكلام دا ماتحرجنيش
- بإبتسامة : ياه بقيتي مراتي خلاص !
= بإبتسامة : كل ليل وله نهار
- وأنا ليلي طول أوي
= المهم إنه في الاخر طلعله نهار
- إنتِ أمر وأحلي عذاب أنا دوقته في حياتي ، كسرتي جناحي وفردتيهولي من تاني ، لونتيلي الحب بحلوه ومره وساقيتيهولي من عنيكِ ومشيتي وقولتي النصيب غلاب ، غلبك النصيب وغلبني حُبك ، أنا بحبك ❤
= بإبتسامة خجل : أنا كمان بحبك
- بإبتسامة : أول مرة تقوليهالي ، إنتِ حتي ماقولتيهاش ليا زمان
= بخجل : لما جه أوانها قولتها ، زمان ماكنش أوانها
- أنا في كل آوان ومكان وفي كل لحظة من لحظات العُمر هتفضلي حبيبتي ، وهتفضلي في عنيا ، وهتفضل رموشي تضلل عليكي
'''' كنا في الڤيلا بتاعته اللي هانعيش فيها ، جِهزت فيها لإن الفرح في الڤيلا نفسها ..أخدني من إيدي وخرجنا كنت مكسوفة جدا جدا ، وأول مادخلنا مسك إيدي ورقصنا سلو .. فجأة صور إتعرضت علي الشاشات ، كانت صور لينا أيام خطوبتنا زمان ، ياه إحنا كنا حلوين أوي مع بعض ، وصور لينا سوا لما كبرنا .. عُمرنا كان ثابت طول ماحنا كنا مع بعض ، كان بيستمتع معانا باللحظات اللي بنعيشها فيه ، العمر جري من لحظة الفراق وإشتاق زينا للحظة اللُقا ولما جت ! ، وقف العُمر من تاني ..''''
'' لا أحلّل الإقتباس من دون الإسم '' 🌻
#حواديت
#هالة_أحمد