اسكربتات هالة أحمد

Por Delirium182

282K 17K 937

بصوا حبيت اعمل حاجة جديدة ف انا هنا هجمع الاسكربتات اللي الكاتبة هالة أحمد كتبتهم و هنزلهم هنا و اشمعنا هال... Mais

{1}
{2}
{3}
{4}
{5}
{6}
{7}
{8}
{9}
{10}
{11}
{12}
{13}
{14}
{15}
{16}
{17}
{18}
{19}
{20}
{21}
{22}
{23}
{24}
{25}
{26}
{27}
{28}
{29}
{30}
{31}
{32}
{33}
{34}
{35}
{36}
{37}
{38}
{39}
{40}
{41}
{42}
{43}
{44}
{45}
{46}
{47}
{48}
{49}
{50}
{51}
{52}
{53}
{54}
{55}
{56}
{57}
{58}
{59}
{60}
{61}
{62}
{63}
{64}
{65}
{66}
{67}
{68}
{69}
{70}
{71}
{72}
{73}
{74}
{75}
{76}
{77}
{78} Part : 1
{78} Part : 2
{78} Part : 3
{78} Part : 4
{78} Part : 5
{78} Part : 6
{78} Part : 7
{78} Part : 8
{78} Part : 9
{78} Part : 10
{78} Part : 11
{78} Part : 12
{78} Part : 13
{78} Part : 14
{78} Part : 15
{78} Part : {الأخير {16
{79}
{80}
{81}
{82}
{83}
{84}
{85}

{86}

1.8K 113 15
Por Delirium182

'' الصدفة ميعاد ..💛 ''

" الحدوتة كاملة "

'' عُمر البني آدم ما هياخد حاجة مش مكتوباله مهما عمل، وكل اللي مكتوبلَك هتشوفه مهما حاولت انه ما يحصلش.
مش كل الناس عندها ثقافة تقبّل المكتوب ''

" صحيت على صوت زغاريط ماما اللي مالية البيت، النهاردة كتب كتابي فطبيعي الفرحة لازم تبقى مالية البيت، صحيت وانا مبسوطة وخرجت من الاوضة رُحت لماما اللي كانت لسة بتزغرط وقُلتلها:

- وفّري زغاريطِك دي لِبالليل يا ماما
= وماله نزغرط دلوقتي وبالليل كمان، دا يوم المنى لما اشوف بنتي عروسة
- حبيبتي يا ماما

" وحضنتها وانا مبسوطة "

= يلا بقا يا حبييتي روحي شوفي هتعملي ايه لحد ما اصحابك يجوا وتجهزي
- حاضر

" سبتها ودخلت الحمام، وخرجت اتوضيت وصلّيت الضهر، وقعدت اروّق اوضتي على ما اصحابي يجوا، وبعدين رُحت وقفت قدام المراية .. كنت بابُص لنفسي وانا مش مصدقة ان البني آدمة اللي كانت هتموت من سِت شهور من القهر والحزن، هي هي البني آدمة اللي فرحانة فرحة الدنيا دلوقتي، ودا كله بسبب حُب قديم .. حُب خالد ابن عمي، مهما اتكلمت مش هعرف اوصِف احساسي ومشاعري ناحيته، حاجة كدة تتعدّى الخيال .. انا وخالد عايشين في بيت واحد طول عمرنا، فرق بينّا ست سنين .. هو الولد الوحيد اللي عِشت احبه في كل مراحل عمري، ماحبتش غيره ولا عرفت غيره .. كان عندي ثقة كبيرة وايمان قوي بربنا اننا هنكون لبعض، كنت شايفة ان انا احق بيه، بنت عمه ودكتورة زيه، وفرق السِن بينّا مناسب، يبقى ليه مانكُنش لبعض؟ انا من ساعة ما اتولدت وانا عيني ماشافِتش غير خالد، عمري كله عِشته عشان نكون لبعض، كل احلامي وكل حاجة اتمنتها في حياتي مبنية عليه هو، كنت عايشة بس .. ما اتمنتش حاجة في حياتي غيره، حتى الحجاب لبسته عشان سمعته بيكلم اخته عن الحجاب وانا كان عمري وقتها 10 سنين بس، كنت بذاكر مواد مابحبهاش واعافر عشان ابقى شاطرة زيه، عشان يقولوا خالد وحبيبة اشطر اتنين في البيت، عشان اكون في نفس مستواه التعليمي ومايبقاش فيه فرق بينّا، انا دخلت طب بس عشان هو دخلها، اخترت طب اطفال عشان هو اختارها، كنت بهيأ نفسي عشان اكون مناسبة ليه .. 26 سنة من عمري عايشاهم عشان الاقيه، بس مالقِتوش! .. 26 سنة من الأماني والتمني والدُعاء اللي مافارقش سجادة الصلاة، وفي الآخر مالقِتهوش، حسيت وقتها احساس بالضياع عمري ما حسيته ولا جرّبته لما عرفت ان خالد خطب!، للمرة التانية يخطب، للمرة التانية يختار ومابقاش انا اختياره، ماكنتش عارفة انا عايشة ليه، مش عارفة بشتغل ليه، ماعنديش احلام ولا طموح، مش عارفة انا مين، انا كنت مليانة بمبادئ خالد وحياة خالد وكل حاجة بيحبها خالد، حياتي كلها مافيهاش غيره، وفجأة مِشي خالد، مِشي خالد اللي عمره ما كان موجود اصلًا، ولقيت نفسي ضايعة، كإني كنت فاقدة الذاكرة وبحاول استوعب من اول وجديد انا مين، ماكنتش اعرف نَفسي، ماعرفش أي حاجة عن نفسي، انا ماعرفش انا بحب ايه وبكره ايه، نِفسي فإيه ومش عايزة ايه، مش عارفة عايزة اوصل لإيه، ماعرفنيش، كنت مجبورة اعيش لنفسي، كنت مجبورة اعيش في العموم ومش عارفة، الموضوع كان صعب اوي عليا .. كان كل اللي بفكر فيه هو ازاي ماشافنيش؟ ازاي واحنا عايشين في بيت واحد؟! يمكن عشان طول عمري عاملة حدود بينّا عشان بس خايفة يلمح حبي له في عنيا؟ يمكن عشان دايمًا بداري مشاعري وببقى دايمًا قادرة اكلمه بثبات انفعالي وقادرة ابان اقوى على عكس الضعف اللي لِيه جوايا؟ عشان كدة ماشفنيش؟ بس انا كنت بعمل كدة عشان ربنا مايحرمنيش منه، عشان بس مش عايزة اغضب ربنا، ازاي يبقالي طلب عند ربنا وانا بغضبه في نفس الطلب؟ ومع ذلك ماجاش! .. مع كل مراعاتي للحدود بينّا برده ماجاش! ودي مش اول مرة مايجيش فيها!.

خالد خطب اول مرة من سنة ونُص تقريبًا، اول ماعرفت الخبر من ماما أُغمى عليا، وقتها اتحججت ان سبب اغمائي دا تعبي في الشغل والدراسة وانّي ماباكُلش كويس، قعدت فترة استوعب ان خالد مش ليا، كنت اقفل باب الاوضة عليا واعيط بهستيريا واحط مخدتي على بُقي عشان ماحدش من اهلي يسمع صوت بُكايا ويتخض، ماكنتِش عارفة اعيش ولا عارفة اتأقلم او اتعوّد على انه خلاص مش ليا، لكن حاولت اتأقلم واعيش، لحد ما جاني الامل من تاني وخالد فسخ خطوبته، واتجدِدت الآمال والاحلام من جديد.

والضربة التانية اخدتها من سِت شهور لما عرفت انه قرر يخطب تاني، وواحدة غيري مش انا! .. كنت بسأل نفسي ليه؟ ليه مش انا؟ ايه اللي فيا غلط عشان مايشوفنيش؟ مانَاسِبهوش في ايه عشان مايختارنيش انا؟ كانت حالتي اسوأ بكتير من المرة الأولى؛ لانه لتاني مرة مايختارنيش يبقى دا دليل على انه مش شايفني حتى، وبالتأكيد لو فسخ عشر مرات وخطب مية مرة بالتأكيد مش هبقى انا في ولا مرّة فيهم، لو كان عايزني كان اختارني من البداية.

فُقت على دموعي اللي نزلت على خدي، بتصعب عليا نفسي كُل ما افتكر اللي مرّيت بيه، كان صعب اوي ووجع رهيب اللي عِشته، لكن انتهى - بنسبة - أول ما ظهر يوسف في حياتي.

يوسف كان عوض ربنا اللي جه خفّف الوجع والعذاب اللي عِشته، اول مرة شُفت يوسف كان من اربع شهور في المستشفى اللي بشتغل فيها، خبطت فيه غصب عني، وكان في ايده كاميرا فورية - اللي مابتفارِقش ايده - وقعت من ايده بسبب الخبطة، اعتذرتله لكن هو غلّس عليا .. ومن هِنا ابتدت الحكاية، ومن شهرين بس اتخطبنا .. لو حد سألني انا وافِقت ليه على يوسف في عز تعلقي بخالد! مش هعرف ارد عليه .. ماعنديش رد؛ لان انا نفسي مش عارفة، كل المستشفى بتحب يوسف، حتى الاطفال المرضى بيحبوه، شخص لذيذ ومرِح ومحترم وخلوق، لقيت نفسي بتساق وبقول ااه .. وقُلت قدر ومكتوب، خصوصًا ان قبلها كان ليا قاعدة مع ربنا، كلام كتير لسة فاكراه لحد دلوقتي، كنت قاعدة على سجادة الصلاة وكلمت ربنا وقُلتله:

- يارب .. أنا تعبانة يارب، تعبانة اوي، انا زعلانة ومقهورة

'' ولقيت نفسي بعيط وانا بكلمه ''

- انا مش عارفة ليه الامنية الوحيدة اللي قعدت احلم وادعي بيها ماتحققِتش، مش عارفة ايه السبب اللي يخليني انا وخالد مش لبعض، انا ماعملتِش حاجة غلط يارب .. والله انا كنت مراعية الحدود على قد ما اقدر عشان ماتبتلنيش ببُعده عني، انا كنت محاسبة اوي يارب، حتى النظرة رغم لهفتي لكن كنت بحوشها، مش عارفة ليه بعد دا كله مانبقاش لبعض، مش عارفة .. بس اللي اعرفه انك ليك حكمة في كدة، ليك حكمة انا اجهلها وغايبة عني، حتى لو انا مش مقتنعة ان فيه حكمة، حتى لو انا شايفة ان انا استاهله وهو يستاهلني واننا ننفع لبعض، لكن اكيد انتَ ليك حكمة، ليك حكمة في عذابي دا يارب، اصل عذابي دا مش لهواني عليك، حاشاك يا حبيبي، بس لحكمة .. ابتلاء منك راضية بيه، هو صحيح ابتلاء صعب اوي وشديد اوي، بس اكيد لحُبك ليا ابتلتني في أشد ما أُحب، وانا راضية يارب، والله راضية، بس الهِمني الصبر على البلاء، وساعدني انسى خالد، وانا زي ما عملت اللي اقدر عليه عشان نكون لبعض، هعمل كل اللي اقدر عليه عشان انساه، انا مش عايزة اتأقلم على وجعي وحزني يارب، انا عايزة اتخطاه، عايزة بعدين افتكر مشاعري لخالد واضحك واقول قد ايه كنت هبلة، عايزة انسى، عايزة افوق لنفسي عشان اقدر اكمل حياتي، انا زهقت من الوجع ومن البُكا والحسرة على اللي فات، خلاص اللي فات مات، ولازم يموت جوايا كمان .. انا عارفة يارب انك سامعني وهتستجيب لدعايا، عمري ماردتني خايبة يارب، وعارفة ان ليا نصيب كبير من الفرحة، وعوضك ليا هينسيني أي ألم، ومين عارف الغيب فيه ايه، ومهما كان اللي فيه انا راضية بقضائك عليا

'' قُمت وقتها من على سجادة الصلاة وكنت مرتاحة بعد كلامي مع ربنا، ورُحت فتحت درج المكتب بتاعي وخرّجت منه مُذكرة .. مُذكرة كنت بكتب فيها كل مشاعري لخالد على أمل اننا نكون لبعض واخلّيه في يوم يقرأ مشاعري ليه، لكن مافيس نصيب بينّا .. فتحت المذكرة وكتبت فيها قراري، انّي هنسى وهعيش ومش هتأقلِم مع وجعي، هتخطاه، وكنت واثقة ان ربنا هيعوضني قريب، قريب أوي.
وسبحان الله ربنا سِمعني، وتاني يوم قابلت يوسف واكتشفت انه دكتور جديد في المستشفى وبقاله مدة موجود بس انا اللي ماكُنتِش واخدة بالي.

فُقت من سرحاني مسحت دموعي، وحمدت ربنا ان انا وِصلت للنقطة دي، للنقطة اللي بيتكتب فيها كتابي على حد غير خالد وانا راضية ومرتاحة، اكيد شهرين خطوبة مش كفاية احِب يوسف، لكن كفاية ارتاحله .. وعارفة انّي هحبه بس بالوقت، وبرده بالوقت هنسى كل مشاعري لخالد، عشان كدة لسة محتفظة بالمذكرة اللي بكتب فيها مشاعري لِيه، هقطّعها في الوقت اللي احِس انّي نسيته كليًا، وكمان عندي مذكرة بكتب فيها كل حاجة حلوة بكتشفها في يوسف، واحساسي لِيه اللي بيتطوّر كل مادى، والمذكرتين حطاهم في درج مكتبي.

شوية وجُم صحابي وجهزنا سوا، وكان يوم حلو ولطيف جدًا، شوية والبيت اتملى بالقرايب، لحد ما يوسف جِه هو واهله، والمأذون كمان .. واتكتب الكتاب، وبقيت زوجة يوسف رسمي، خرجت من الاوضة بعد كتب الكتاب .. اول حاجة وِقعِت عيني عليها هو خالد ابن عمي اللي كان واقف مبتسم، حسيت بقبضة في قلبي، ورجعت دوّرت بعنيا على يوسف، شُفته واقف بيحضن اخوه، ولما شافني ضِحك، ضحكته وهو بيبصلي خطفِت قلبي .. جه وسلّم عليا - لأول مرة - وقرّب مني وقال:

- مبروك يا حبيبة يوسف

'' اتكسفت وبصيت في الارض، وقُلتله:

= الله يبارك فيك

'' كان يوم حلو اوي وجميل، وفرحة يوسف بيا حسّستني انّي طايرة في السما، وهيفضل اليوم دا من احلى ذكريات عمري.

تاني يوم رُحت المستشفى، وفي وقت البريك كنت في الكافيتيريا، لقيت يوسف جِه ومعاه الكاميرا وصورني وانا قاعدة، ضحكت وقُلتله:

- يابني انتَ جايب الكاميرا عشان تصوّر العيال وتفرّحهم، ولّا عشان تصوّرني انا

'' قعد قدامي وقال:

= عشان العيال وام العيال ان شاء الله

'' ضحكت وقُلتله:

- خلاص بقيت ام العيال
= بابتسامة: هو انا اطول تبقي ام عيالي، والله مش مصدق لحد دلوقتي انك خلاص بقيتي مراتي
- وايه اللي مش مخليك مصدق بقا؟
= مش عارف، يمكن عشان كنتِ حلم من احلامي
- للدرجادي؟
= واكتر شوية، من اول مرة شُفتك يا حبيبة في المستشفى وانا اتخطفت، حاجة حصلِت في قلبي مش عارف ازاي وامتى، من اول مرة شُفتك فيها اتمنيتِك ليا، قعدت افكر واشوف اجيبها ازاي اوقّعها ازاي مش عارف، وانتِ اصلًا مش هنا .. مش شايفاني، حاوِلت كذا مرة الفِت نظرِك ليا، لحد بقا ما عملت حركة انّي خبطت فيكِ ووقّعت الكاميرا عشان بس تشوفيني
- ايه دا دي كانت حركة انتَ عامِلها مش صدفة؟
= اعمل ايه بقا، انا كنت بحس انك ماشية مش شايفة اللي حواليكِ اصلًا فاضطريت اعمل كدة

'' بصيت في الارض، انا فعلًا كنت بمشي مش شايفة حد .. كان عقلي متوّهني، ابتسمت ورفعت راسي وقُلتله:

- كان حاجة بميعاد يا يوسف
= وأحلى ميعاد يا حبيبة يوسف

'' ودّاني الصورة اللي خرجِت من الكاميرا، اخدتها منه وبعدين قال:

= انا هقوم اشوف عمر بقا
- ابقى سلّملي عليه
= من عيوني

'' وقام وسابني، عمر دا يبقى مريض في المستشفى، ويوسف يبقى دكتوره اللي متابعه، عمر متعلّق بيوسف اوي .. حتى يوسف كمان متعلق بيه.

جت شروق صاحبتي قعدت معايا وقالت:

= ايه العريس ساب عروسته وراح فين؟
- راح يقعد مع عمر
= اما غريب اوي، ماهو بيشوفه طول اليوم، مستخسر يقعد معاكِ وقت البريك كمان؟
- ياستي هو متعوّد يقضي البريك معاه وانا مش زعلانة
= ماشي ياختي، المهم طمنيني مبسوطة؟
- ااه طبعًا
= يعني مرتاحة انك مع يوسف؟
- بابتسامة: الحمد لله
= يعني خالد خلاص اختفى مالوش وجود؟

'' اتنهدت بوجع، وقُلتلها:

- اكيد لأ، حب 26 سنة مش هيتمحي في شهور .. محتاجة وقت، وعارفة انّي هنساه اكيد
= تبقي مش بتحبي يوسف
- ودا كمان محتاج وقت، شهرين مش كفاية برده
= ربنا يسعدك يا حبيبة، وتفوقي من اللي انتِ فيه دا قريب

'' دا برده محتاج وقت، والله المستعان بقا.

ماقدرش انكر ان يوسف كان بيعمل كل حاجة عشان اكون مبسوطة، وحقيقي ببقى مبسوطة .. وكل مادى شعوري بيتشد ناحيته

كل يوم بيعدي بحِس ان يوسف هو فعلًا عوض ربنا ليا، هو بس .. خالد هو العقبة.

في يوم كنت واقفة في البلكونة وبشرب الشاي، كنت عايزة افصِل شوية ومش عايزة افكّر في حاجة، بفضّي دماغي يعني .. لكن فجأة سمعت الكلام دا ''

- انا بحبك وعمري ما حبيت غيرِك، وعمري ما تخيلت نفسي مع غيرِك اصلًا

'' كان صوت خالد جاي من فوق، كان واقف هو كمان في البلكونة وبيكلّم خطيبته، قلبي وجعني لما سمعت الكلام دا .. دخلت جوا وقفلت البلكونة، قعدت على سريري وانا بحاول امنع دموعي تنزل، لكن ماقدرتِش، لحد دلوقتي مش قادرة اتخيّل ان خالد يحب غيري، ازاي يكون مع غيري، ازاي عمره ما شافني ولا حبّني، لكن هيفيد بإيه الكلام دا دلوقتي .. مسحت دموعي وانا بحاول اثبّت نفسي واهدّي قلبي ''

- اجمدي يا حبيبة اللي فات مات، انسي .. لازم تنسي

'' وقُمت اتوضيت وقُلت اصلّي عشان ماسِبنيش لدماغي، ودعيت ربنا يساعدني ويقدّرني على النسيان. يوسف كلّمني كذا مرة لكن ماردتش عليه، ماكنتِش قادرة اكلمه وعشان مش عايزاه يحس بحاجة، خصوصًا انّي كنت بعيط.

تاني يوم رُحت المستشفى وقُلت اروح اشوف عمر، يوسف بيقولي انه بيسأل عليا كتير ''

- ازيك يا استاذ عمر وحشتِني
= انتِ كمان يا حبيبة وحشتيني
- عامل ايه بقا طمني عليك؟
= انا كويس، انتِ عاملة ايه مع يوسف؟
- بضحك: كويسة الحمدلله
= اوعي يكون بيضايقِك، قُليلي وانا هخليه مايضايقكيش
- لا ابدًا هو يقدر يضايقني؟ ماتخافش عليا

'' وقعدنا نضحك ونهزر مع بعض، لحد ما جه يوسف ''

- ايه دا خيانة؟ وفي المستشفى عادي كدة؟
= عمر: ما احنا مش بنروح في حتة غير المستشفى
- يوسف: انتَ بتبرّر الخيانة يعني ولا ايه مش فاهمك؟ بس والله فداك ياض يا عمر انا مش زعلان

'' سلّم عليه وباسه وباشِر حالته وكشف عليه، وبعدين قاله:

- كويس يا عمر النهاردة الحمدلله، استأذنك آخد مراتي اتكلم معاها شوية برا؟
= اتفضل يا دكتور يوسف
- متشكر يا دكتور عمر، يلا يا مراتي؟
= بضحك: يلا

'' مسك ايدي وخرجنا سوا من الاوضة، وقفنا قدام الاوضة وكان لسة ماسك ايدي، وقال:

- ماكُنتيش بتردي عليا امبارح ليه؟
= معلش كنت نايمة ماسمعتوش
- بجد؟!
= ايوة
- وعنيكِ الوارمة دي من النوم برده؟

" سحبت ايدي من ايده وكنت محرجة اوي، وقُلتله:

= مافيش حاجة يا يوسف صدقني
- مش عارف ليه مصرة تخبي عليا مع انّي جوزك، المفروض اكون اقرب ما ليكِ
= صدقني لو فيه حاجة هقولك
- بتنهيدة: ماشي يا حبيبة براحتك، ممكن نتعشى مع بعض النهاردة برا؟
= ماشي ماعنديش مشكلة

'' خلصنا شغلنا، وكلمت بابا وقُلتله ان انا هتعشى برا مع يوسف .. رُحنا مطعم سوا وقعدنا وكَلنا، وقعدنا نتكلم ونضحك، لحد ما لقيت يوسف بيمسك ايدي وبيطبطب عليها وبيقولي:

- اهو كل حاجة بتهون عشان ضحكِتك دي يا حبيبة، مش عايزِك ابدًا تزعلي من حاجة .. ووقت ما يحصل حاجة تعالي احكيلي ماتخبّيش عليا، احنا واحد!

'' ابتسمت وقُلتله:

= حاضر

'' وبعد ما خلصنا روّحني يوسف البيت، كنت بفكر وانا طالعة عالسلم ان يوسف يستاهل انّي ماحبّش غيره، وانّي لازم ابذِل مجهود اكتر من كدة عشان انسى خالد، دخلت البيت وقعدت مع بابا وماما .. كنا بنتكلم لحد ما قال بابا:

- صحيح نسيت اقولكوا .. خالد حدّد ميعاد فرحه خلاص، هيبقى بعد تلت شهور

'' تلت شهور! ازاي .. بالسرعة دي؟ ''

= عن اذنكوا

'' دخلت اوضتي وقفلت على نفسي، كنت ماسكة نفسي عشان ماعيطش، زهقت من التقلبات دي .. مش قادرة آخد قرار تجاه الموضوع، كل ما اقرر اتخطى حاجة تحصل تجرجرني لنقطة الصفر من تاني، اعمل ايه بس؟ قررت اكلم يوسف كمحاولة انّي اهرب من تفكيري.
اتصلت عليه وكلمته، واول ما رَد ما اقدرتِش امسك نفسي وقعدت اعيط، حاول يهدّيني ويكلمني بهدوء .. فقُلتله:

- انا تعبانة اوي يا يوسف، قلبي واجعني اوي
= سلامة قلبِك، ايه بس اللي حصل؟
- مش هينفع .. مش هينفع اقولك
= حاجة في البيت حصلِت هي اللي مضايقاكِ؟
- حاجة زي كدة
= طيب تحبّي اجيلِك؟
- لا مش مستاهلة، انا بس هاطلب منك طلب
= انتِ تؤمري، عايزة ايه؟
- لو ينفع تعجّل الجواز بس، لو يبقى بعد شهرين
= بابتسامة: بتتكلمي بجد؟
- ايوة
= غالي والطلب رخيص

" كنت عايزة امشي من البيت وابعد عن خالد وماحتكّش بيه، لازم ابعد عشان انسى، ولازم امشي قبل ما هو يتجوز.
كلم يوسف بابا واتفق معاه على ان الفرح هيبقى بعد شهرين، وبقيت كل يوم بحال .. مرة احس انّي حابة يوسف ومتعلقة بيه، ومرة احن لخالد، ومرة ارجع واقول انا راضية بيوسف وكفاية انه بيحبي، فترة صعبة اوي ملياتة تشتت ولغبطة، لحد ما في يوم حصل حاجة ماكُنتِش متوقعاها ابدًا "

- بصدمة: بتقولي ايه يا ماما؟ خالد فسخ؟
= ايوة والله يا حبيبة، أُمه لسة قايلالي من ساعة
- طب ليه ايه اللي حصل؟ دا انا اسمع انه بيحبها
= بتقول انهم مش متفقين واتخانقوا خناقة كبيرة واتفقوا يسيبوا بعض

" سِكت ماتكلمتش، حسيت بإحساس غريب جوايا، حسيت انّي مرتاحة وهادية من جوايا، وكإني فرحانة انه فسخ، لكن حاولت ابعد الافكار دي عن بالي واقول لنفسي انا مالي، افرح ولّا ازعل ليه، انا دلوقتي متجوزة وبقيت مع راجل تاني، لكن ماقدرتِش انكر احساسي بالراحة والهدوء اللي بقا ماليني.

عدّت الايام حلوة عليا على غير العادة، لدرجة انّي كنت مستغربة احساس الراحة اللي جوايا، يعني مش للدرجادي "

- ايه بقا يا ست حبيبة، تقلانة عليا ليه كدة؟
= بابتسامة: تقلانة عليك في ايه يا دكتور يوسف؟

" كنا قاعدين في الكافيتِريا انا وهو، لما قُلتله كدة مِسك ايدي، وقال:

- يعني مافيش كلمة حنيّنة كدة ليا تهوّن عليا الدنيا؟ مافيش بحبك، وحشتِني .. كدة يعني

" سحبت ايدي من ايده وبصيت في الارض، كنت مكسوفة اوي، وقُلتله:

= كل حاجة في وقتها حلوة يا دكتور
- بتنهيدة: مش عارف الوقت دا هيجي امتى، هموت ويجي

" ضحكنا وقعدنا شوية نتكلم، لحد ما قال:

- هقوم بقا اشوف عمر، تعبان اوي
= ليه كدة؟
- الظاهر انه هيحتاج يدخل العمليات
= ربنا يشفيه يارب ويعافيه

" كل حاجة كانت حلوة في حياتي وماشية مظبوط، مشيت الايام وخلاص فاضل على فرحي تلت اسابيع.
وفي يوم كانت مراة عمي عندنا وقاعدة مع ماما، وقُمت اعملّهم شاي .. وانا راجعة سمعت مراة عمي بتقول لماما:

- والله خالد مش عاجبني حاله خالص، مش عارفة الواد دا عايز ايه
= ياختي سِبيه براحته
- مانا سايباه هو حد قادر عليه، بالِك انتِ؟ وكلام بيني وبينِك لو بنتك ماكانِتش مخطوبة كنت طلبتها لخالد، كانت هتِسعِده انا عارفة .. حتى هو قالي في مرة بعد ما فسخ لو حبيبة كانت خالية كنت اتجوزتها
= ماحدش بياخد غير نصيبه يا ام خالد، وربنا يعوّض عليه يارب ويرزقه باللي احسن منها

" ودخلت حطيتلهم الشاي ودخلت أوضتي، قلبي كان هيقف بسبب اللي سمعته، معقول دا،
خالد عايزني بجد؟ معقول اللي حلمت بيه سنين جاي يحصل دلوقتي؟ يحصل وانا مع حد تاني؟ ازاي بس؟ ايه دا .. ايه اللي بفكر فيه دا؟ يوسف ماعملش فيا حاجة وحشة عشان افكر بالطريقة دي؟ لا لا، لا لازم اغيّر تفكيري اللي هيموّتني دا.
دماغي اتلغبطِت، اوقات كنت بحِس ان دماغي هتنفجر من التفكير ومن الحيرة اللي فجأة بقيت فيها "

- عمر تعبان جدًا، هيدخل العمليات بعد بكرة .. بس مش انا اللي هعمل العملية، ادعيله يا حبيبة
= ان شاء الله هيقوم بالسلامة ماتقلقش
- يارب، ان شاء الله هيبقى كويس ويحضر فرحنا كمان، خلاص هانت كلها اسبوعين

" ارتبكت اوي واتوترت، وقُلتله:

= هو ينفع يا يوسف .. يعني ينفع نأجل الفرح شوية؟

" بصلي بصدمة وقال:

- ليه؟
= يعني حاسة انّي مش جاهزة دلوقتي
- في ايه يا حبيبة مالِك؟ بقالِك يومين متغيرة كدة
= انا؟ لا ابدًا .. يمكن بس، يمكن عشان موضوع الجواز دا، فخلينا نأجله
- بتنهيدة: تمام يا حبيبة زي ما تحبّي

" مش عارفة انا بعمل ايه بس، ولا ايه اللي بيجرالي .. بس انا مش هينفع اتجوز يوسف وانا بفكر في خالد، انا حتى بفكر اسيب يوسف! ماهو مش هينفع اتجوزه بالوضع دا، كدة هبقى بظلمه، وبرده مش قادرة اسيبه، حاسة حاجة جوايا متعلقة بيه.

طلّعت المذكرة اللي بكتب فيها مشاعري لخالد، واللي بقالي كتير ماخرّجتهاش من مكانها، وكتبت فيها احساسي .. كتبت انّي بحِن لخالد وانّي بفكر اسيب يوسف بسبب اللي سمعته عن خالد، وانه بيفكر يتجوزني لو ما كُنتِش مع حد، وانّي متلغبطة ومش عايزة اظلم يوسف، وان يوسف بجد انسان كويس ومافيش منه، كل حاجة حسّاها كتبتها، ورجعت المذكرة مكانها في الدرج "

- هو فين يوسف ماشُفتيهوش يا شروق؟
= كان قاعد قدام العمليات مستني عمر يخرج بالسلامة
- صحيح النهاردة عملية عُمر انا ناسية، طب هروح اشوفه

" رُحتله اوضة العمليات، واتصدمت! لقيت مامة عمر واقفة بتعيط وبتصرخ ويوسف مش موجود .. جريت دخلت اوضة العمليات، لقيت يوسف حاضن عمر وبيعيط، قلبي وقع لما شُفت منظره، قربت منه وحاولت اخلّيه يسيب عمر، ولقيت نفسي بعيط .. حضنت يوسف وطبطبت عليه، وحاولت اهدّيه، كان صعبان عليا اوي.

موت عمر كان مأثر في يوسف أوي، وأخد اجازة من المستشفى، ماكنش حابب يشتغل ولا قادر، وطبعًا أجّلنا الجواز، ودا كان كويس بالنسبالي اوي.

حاولت اكون مع يوسف واقف جمبه، لحد ما لقيته بيطلب مني نقرّب معاد الجواز، وانه هيرتاح لما نتجوز .. بس ماقدرتِش اوافق، كنت خايفة اوافق، خايفة اوي من اللي جاي ومش متطمنة، لحد ما قررت احكي لشروق اللغبطة اللي جوايا، وتساعدني في حل مشكلتي دي، دا لو لقيت لها حل، استنيت لوقت البريك وطلبت منها نقعد مع بعض، وحكِتلها كل حاجة، وكل اللغبطة اللي جوايا "

- مش عارفة يا شروق، متلغبطة اوي .. عايزة اسيب يوسف وفي نفس الوقت مش قادرة، حاسة انّي متعلقة بيه، وفي نفس الوقت عايزة خالد .. مش عارفة اتصرف ازاي، خايفة اتصرف اي تصرّف يخليني اندم، او يخليني اظلم حد فيهم، فهماني؟

'' بصتلي شروق شوية، وبعدين قالت:

= عارفة يا حبيبة؟ انتِ اكتر حد شُفته بيحب يعيش الوهم
- باستغراب: وهم؟ ازاي يعني؟
= ايوة وهم .. وهمتي نفسِك انك لو اتجوزتي خالد هتعيشي معاه سعيدة ومبسوطة، والوهم دا من زمان، رسمتي صورة لحياتكوا مع بعض وازاي هتعيشيها معاه، وهمتي نفسِك انك بتحبيه اكتر من أي حد هيختاره، مع ان دا في الواقع وبالمنطق مش صحيح، وماحدش هيعرف يثبته غير خالد! رسمتي لنفسك تصرفات وحياة كاملة هتعيشيها معاه كلها احلام وردية وفراشات بتطير، وسعادة غير منتهية، ودا في الواقع مش صحيح، وعُمر ما هيحصل اللي في دماغك دا او بالصورة اللي انتِ رسماها بالظبط، مستحيل يا حبيبة، مستحيل لانك ماعِشتيش مع خالد اصلًا، ولا أي حاجة تخيلتيها معاه حصلِت ولا هتحصل، مش عايزة اقول ان كمان حُبك لخالد ممكن يبقى وهم، بس يمكن عشان ابن عمك وعايشين مع بعض في بيت واحد اقدر اقول انك ممكن تكوني فعلًا حبّتيه، كان ممكن اصدّق انك بتحبي ابن عمك كل السنين اللي فاتت دي لو كان بيبادلِك هو كمان نفس الشعور وفيه بينكوا مواقف وحُب، اقدر وقتها اصدق حُبك السنين دي كلها، لكن خالد ماحبّكيش ولا شافِك زوجة او حبيبة عالاقل، فاللي يخليكِ متعلقة بيه كل سنين عُمرِك اللي فاتت دي هي الصورة اللي رسمتيها في خيالِك واللي عندك أمل تعيشها مع خالد، ومش هلومك في تخيّلِك لخالد؛ لانه هو الوحيد اللي قدام عينك، لكن لو عقلك خرج برا الصورة اللي حاطة فيها خالد بس هتلاقي ان يوسف هو الشخص اللي انتِ تخيلتيه، وعشان كدة انتِ متعلقة بيه، وفيه حاجة جواكِ رافضة تسيبه، انتِ بتحبي يوسف يا حبيبة، خالد مجرد صورة وهمية .. ومش عارفة انتِ محتفظة بيها لحد دلوقتي ليه

'' كنت ساكتة مش عارفة ارد على كلامها؛ لانّي اول مرة اسمع او افكّر في الكلام اللي بتقوله، انه ممكن يبقى مجرد وَهم! كمِّلت وقالت:

= عارفة يا حبيبة انتِ عاملة زي الناس اللي مابيدخلوش الكلية اللي بيحلموا بيها، وبيفضلوا يندبوا حظهم على حلم السنين، الحلم اللي في خيالهم .. صحيح من حق كل واحد يحلم ويتمنى، لكن مش كل حلم يحلمه صاحبه تحقيقه بيبقى مُرضي له، أحلى حاجة في الاحلام يا حبيبة انها مجرد خيال، وكل واحد بيحلم ويتخيّل الصورة اللي نفسه يعيش فيها براحته، الاحلام مالهاش سعر وماعليهاش ضريبة .. لكن مافيش دليل او أي حاجة تثبت ان الاحلام دي لو اتحقّقت هتعجب صاحبها، ماحدش يعرف غير ربنا .. ومادام ربنا بس هو اللي عالِم، يبقى واجب علينا التسليم بقضائه، لو ربنا يعرف ان الكلية اللي نفسنا فيها هي دي اللي تنفعنا وهترضينا، فسهل عليه الاجابة، لكن من رحمته انه بيختار اللي يناسبنا وينفعنا، مش اللي بنحلم بيه .. الاحلام مالهاش سقف، ومش كل البشر يناسبهم احلامهم، الخايب واللي هيفضل خايب هو اللي بيفضل يندب حظه وحلمه اللي ضاع، ومش شايف ان ممكن ربنا زرعه في مكانه الصح والمناسب، واللي هيقدر فيه يحقق احلام تانية كتير، والكسبان يا حبيبة هو اللي بيستودع احلامه اللي ضاعت عند ربنا، ومش بيبص غير للمكان اللي زرعه فيه ربنا ويبذل جهد عشان يطلع بنتيجة مُرضية .. ووقتها بيعرف ليه ربنا ماستجبش دعاه لحلمه، وانتِ بقا يا حبيبة خايبة، وخايبة اوي كمان، عايشة الحلم والوهم بزيادة، في حين ان يوسف هو الحقيقة، معقولة مش شايفة ان يوسف هو اللي انتِ عايزاه عشان الصورة اللي في خيالِك؟ انتِ مش واخدة بالِك ان ربنا عوّضك بيوسف يا حبيبة؟ مش واخدة بالِك ان كل حاجة اتمنتيها في خالد موجودة في يوسف؟ ازاي عقلك مُصر على اللي في خيالِك؟ مين قالِك ان خالد كزوج ينفعِك؟ ايه دليلِك طيب؟ مين فهّمك ان خالد اللي عمره ما حاول يعمل عشانِك أي حاجة تثبت انه عايزِك يستاهل انك تضيّعي يوسف؟ ماتضحكيش على نفسك يا حبيبة .. انتِ قدام خالد طول عمرِك، لو كان عايزِك ماكنش اختار غيرِك، وكلام مراة عمك اللي سمعتيه مايتاخِدش بيه اصلًا .. ممكن يكون مجرد امنية هي بتتمناها انك تبقي لِيه، لكن هو مافيش حاجة تثبت، حتى لو فعلًا اتقدملِك لو سبتي يوسف، هتبقي مجرد عروسة عادية زي أي واحدة اتقدملها، المتاحة وخلاص، وبرده مافيش حاجة تثبت انك هتكملي معاه لو سِبتي يوسف يا حبيبة
- وفي بقا اللي يثبت انّي لو اخترت يوسف هنكمّل ومش هنسيب بعض؟
= بسخرية: مش بقولك عايشة الوهم ومش شايفة الحقيقة، ايوة طبعًا فيه اللي يثبت انك هتكمّلي مع يوسف، حُب يوسف ليكِ الحقيقي اللي بيثبتهولِك يوم عن يوم، كل محاولاته انك تكوني ليه، صبره عليكِ ومعاملته الحلوة ليكِ، وكل حاجة بيعملها عشان تبقي سعيدة ومبسوطة، كل دا مش شايفاه؟ ماتفوقي بقا يا حبيبة

'' اتنهدت وانا بفكر، كلامها كله منطقي وحقيقي، ومقتنعة بيه جدًا .. ابتسمت وقُلتلها:

- كان فين كلامك دا من زمان
= وانتِ كنتِ يعني بتسمعي؟ صدقيني يا حبيبة انتِ بجد بتحبّي يوسف، وانا عارفة انك مش هتقدري تسبيه بسهولة، انتِ بس محتاجة تنفضي الغبار اللي نازل على عقلِك، وتركزي مع يوسف اكتر وتحاولي تديله فرصة
- وهو قبولي ان يوسف يدخل حياتي مش فرصة؟ دا انا مراته يابنتي
= فرصة طبعًا .. لكن فرصة انتِ ماستغلتِهاش
- ازاي بقا؟
= يوسف عمل كل حاجة تثبت انه بيحبك وعايزِك فعلًا، لكن انتِ عملتي ايه عشان تحبيه؟ ولا حاجة .. انتِ كإنك مستنية ان هو يبعد عقلك عن خالد، هو اللي يعمل كل حاجة وانتِ بتتفرجي وقاعدة بس تحكمي على اللي بيعمله وبتديه نتيجة، لكن انتِ مابتعمليش اي حاجة خالص، لا عشان تنسي خالد ولا عشان تبقي ليوسف

'' هزيت راسي وانا ساكتة، عقلي كان متاخد مع كلامها اوي .. وبعدين قالت:

= صدقيني يا حبيبة لو ليكِ نصيب مع خالد الظروف نفسها اللي هتتهيأ انك تبقي ليه، مش قرار منك ابدًا، ومهما عملتي هتبقي ليه .. ولو مالكيش نصيب معاه، والله لو سِبتي يوسف، لو قعدتي عمرك كله مستنياه، لو رُحتي حتى اعترفتيله بحُبك وعملتي اللي مايتعملش .. عُمرك ما هتبقي ليه، سلِّمي امرِك لله وارضي بالمكتوب يا حبيبة، المكتوب اللي هيريّح بالِك من اللغبطة اللي معيشة نفسِك فيها، ماتضيعيش يوسف من ايدِك، يوسف نعمة ماتغفليش عنها، عشان ربنا مايبتلكيش بُبعده عنك .. ووقتها بس هتندمي وهتحسي انه كان نعمة فعلًا

'' ابتسمت وقُلتلها:

- شكرًا يا شروق، شكرًا انك ريّحتيني ورتّبتي اللغبطة اللي جوايا
= بابتسامة: يارب يطمر فيكِ

'' كنت محتاجة واقفة مع نفسي زي دي، محتاجة كلام زي دا يفوّقني .. اوقات كتير الواحد مش بيبقى محتاج من غيره غير بس كلام، الكلام كفيل يغيّر القلوب، بس المهم يكون كلام في الصميم، كلام فعلًا يرتّب الحيرة واللغبطة اللي جوانا.

مافكرتِش كتير عشان اختار يوسف، يوسف هو الحقيقة، وكفاية لحد كدة انا ظلمته كتير معايا، وهو فعلًا استحمِل مني وصِبر عليا كتير، لازم احاول اهتم بيه ومافكّرش غير فيه.
روّحت البيت وقررت اكلم يوسف واعتذرله ونحدد ميعاد الفرح، كفاية لحد كدة .. اول ما دخلت البيت لقيت ماما بتقولي:

- يوسف هنا

'' اتفاجئت اوي، وقُلتلها:

= بجد؟ هو فين؟ وماكلمنيش ليه كنت جيت
- قالي عايز يشوف اوضتك فدخّلته، وقالي ماكلمكيش واخليكِ براحتك
= طيب انا هدخلّه

'' كنت مبسوطة انه موجود، على طول بيحس بيا .. دخلت الاوضة لقيته قاعد على مكتبي وفي ايده كشكول من كشاكيلي بيقرا فيه ''

- ازيك يا يوسف، وحشتِني

'' ودي كانت اول مرة اقوله فيها انه وحشني ''

- ماقُلتليش ليه انك جاي؟ بس كويس كنت انا هكلمك

'' مارفعش عينه من الكشكول ولا بصّلي، فاستغربت ''

- ايه يا يوسف انتَ مش سامعني ولا ايه؟

'' رفع عينه وبصّلي .. كانت نظراته غريبة ليا، في ايه؟ رجعت بصيت للكشكول اللي في ايده .. وواحدة واحدة اتصدمت جدًا، دي المذكرة .. المذكرة اللي بكتب فيها مشاعري تجاه خالد!! قلبي وِقع في رجلي، كنت بتمنى حرفيًا ان الارض تنشق وتبلعني، دي مصيبة كبيرة!
قام يوسف من مكانه، وجه وقف قدامي ومدلي ايده بالمذكرة وهو بيقول:

- ليه يا حبيبة؟ ليه تكسريني بالشكل دا؟

'' بصتله والدموع في عنيا، وقُلتله:

= انا عارفة ان الموضوع صعب عليك .. بس اسمعني، ادّيني فرصة اشرحلك، الموضوع مش زي مانتَ فاهم
- بسخرية: مش زي مانا فاهم؟ بعد كل اللي انتِ كاتباه بإيدك ومش زي مانا فاهم؟ انا فهمت خلاص، صحيح متأخر بس فهمت، عمومًا مبروك، ربنا يكتبلِك نصيب مع ابن عمك
= لا يا يوسف عشان خاطري اسمعني .. انا بحبك

'' ابتسم بحزن وقال:

- كان نفسي اسمعها منك بقالي كتير، بس دلوقتي لأ .. دلوقتي كلمة كلها كدب ونفاق، انا حتى مش طايق اسمعها منك

'' رمى المذكرة على المكتب ومشي، كنت حاسة ان انا مشلولة، عقلي واقف عن التفكير، ايه اللي حصل دا؟ دا حلم اكيد، لا مش ممكن .. مش ممكن في الوقت اللي قررت خلاص فيه انّي اكمل معاه يكتشف هو كل حاجة ويمشي، لأ انا رافضة دا، رافضة الحقيقة دي.
سندت ايدي على المكتب وغمضت عيني، اعمل ايه دلوقتي؟ قلبي واجعني اوي، ومكسوفة من نفسي جدًا انه يعرف عني حاجة زي كدة.
دخلت ماما تسألني:

- ايه يا حبيبة يوسف مشي ليه؟

" تمالكت نفسي وقُلتلها:

= جاله تليفون شغل فانِزل
- طيب يا حبيبتي افتكرت اتخانقتوا او حاجة
= لا ابدًا

" وخرجت وسابتني، قعدت على سريري وانا حاسة ان الدنيا طابقة على نفَسي، قعدت اعيط عياط هستيري وانا حاطة المخدة على بُقي عشان ماحدش يسمع، زي ما كنت بعمل في وجعي مع خالد، كل حاجة بتتكرر باختلاف الاشخاص، بصيت على المذكرة اللي على المكتب وقُمت بكل غضب قطعتها، في اللحظة دي كنت كارهة كل احساس حسيته تجاه خالد في يوم من الايام، كارهة خالد نفسه، خالد اللي دايمًا مابيجليش من ناحيته غير وجع وعذاب لقلبي وبس. جبت موبايلي ورنيت على شروق وطلبت منها تجيلي حالًا.
نُص ساعة وجت شروق وهي مخضوضة، قعدِت وحكيتلها كل حاجة حصلت، كانت مصدومة وغضبانة "

- ليه يا حبيبة، ليه تحتفظي بحاجة زي كدة مادام ارتبطتي بيوسف ليه؟
= مش عارفة، كنت بفكر اخليها لحد ما يجي اليوم اللي احِس فيه انّي خلاص مابحبهوش ومش عايزاه
- وايه اللي خلاكِ تكتبي فيها انك عايزة تسيبي يوسف؟
= ما تسألنيش عشان ماعنديش اجابة، حتى لو عندي اجابة فمافيش حاجة هتتغير، اللي حصل حصل

'' سكتت وماقالتش حاجة، فقُلتلها:

= اعمل ايه عشان يوسف يسمعني؟
- اسألي نفسِك سؤال، لو انتِ مكان يوسف واكتشفتي انه بيحب بنت عمه اللي فسخِت خطوبتها وبيفكر يتقدملها ويسيبِك، احساسِك هيكون ايه؟ هتقدري حتى تسمعيه؟

'' غمضت عيني بشدة، ومسكت المخدة حطتها على وشي وقعدت اصرخ واعيط، مش قادرة اتخيّل ان انا خلاص كدة خسرت يوسف، حضنتني شروق وقعدت تطبطب عليا وتهديني، قُلتلها:

= عندك حق يا شروق، عندك حق انا بحبه .. الظاهر انّي كنت مش شايفة النعمة اللي في حياتي، خلاص ربنا حرمني منها
- ماتقوليش كدة يا حبيبة، ان شاء الله مافيش حاجة هتحصل
= بتضحكي على نفسك ولا عليا، هيسيبني انا عارفة
- كل اللي مكتوبلِك هتشوفيه، ولو مكتوبلِك انك تكملي مع يوسف هتكملي
= ازاي بس؟
- ازاي دي بتاعة ربنا مش بتاعتنا، سلّمي امرك لله يا حبيبة
= يارب

" اكتر حاجة كانت وجعاني انه يشوفني بالصورة دي، او يعتبرني خاينة .. دي اكتر حاجة قتلاني، كنت خايفة وقلقانة انه ينهي العلاقة من غير ما يسمعني، بس حتى لو قرر يسمعني هقوله ايه؟ بعد ما مشيت شروق قعدت اصلّي وادعي ربنا، ادعيه يدّيني فرصة كمان .. ياريتني كنت فُقت بدري عن كدة، ياريتني ما فكّرت في خالد ابدًا .. بس ماحدش له ذنب غيري، انا اللي غلطانة ويوسف مايستحقش كدة، يستحق واحدة تديله عمرها كله له لوحده، ماتبصش لحد غيره ابدًا .. كنت ببكي بندم.
بعد كام ساعة لقيت يوسف باعتلي رسالة بيقول فيها:

- يومين وهجيب المأذون عشان ننهي كل حاجة، ياريت في اليومين دول توضحي لاهلِك اننا مش متفقين

" حطيت ايدي على قلبي وانا بقرا الرسالة، وكمّلت في العياط والندم بينهش في قلبي، ولقيت نفسي بقوله:

= حاضر

" ماكنتِش عارفة اقوله ايه غير حاضر! هو انا ممكن ابرّرله اللي قرأه دا بإيه؟ انا اللي استاهل .. استاهل اكتر من كدة كمان، كلمت شروق تاخدلي اجازة من المستشفى وقُلتلها قرار يوسف، وكلّمت اهلي اننا هنسيب بعض .. كانت صدمة عليهم وماحدش استوعب اللي بقوله لاننا المفروض كويسين مع بعض، وبابا كلّم يوسف عشان يفهم منه، ويوسف قاله اننا بقالنا فترة مش متفاهمين وبنتخانق كتير بس بنخبّي على اهالينا، وخلاص احنا قررنا ننفصل، وماكنش قدام بابا حاجة غير انه يقولّه:

- خلاص يا بني كل شئ نصيب

" وفعلًا بعد يومين جه يوسف والمأذون وتم الطلاق!
وعِشت اسوأ ايامي بعد كدة، حسيت بفجوة كبيرة في حياتي من غير وجود يوسف، كنت كارهة كل حاجة في حياتي، ومش قادرة ولا حابة اعمل حاجة، لا حابة آكل ولا اشرب ولا اشتغل، فكرت جديًا ان انا اسيب الشغل في المستشفى وماشتغلش خالص بعد كدة، لكن بابا وِقفلي ومنعني من دا، كمان مدير المستشفى مدّلي الاجازة بعد ما عِرف ان انا ويوسف انفصلنا، وبعد ايام من الانفصال شروق جاتلي البيت وقعدت تواسيني وتحاول معايا انزل الشغل، وحاولت تهوّن عليا "

- خلاص بقا يا حبيبة، اللي حصل حصل خلاص الدنيا مابتقفش على حد

" هزيت راسي وانا بقولها:

= عندك حق، مابتقفش على حد .. بس يوسف مش حد
- بس برده مش هتقف عليه، لازم نفوق بقا ونشوف مستقبلنا ونعيش، مش هنموت يعني عشان تجربة فشلت يا حبيبة
= انا عارفة يا شروق، انا محتاجة بس شوية وقت .. يا شروق انا اللي غلطانة، التجربة فشلت بسببي، لسة موجوعة ومفتقداه اوي في حياتي، عارفة؟ انا اكتر حاجة وجعاني ان انا حاسة ان ربنا عمل فيا كدة عشان يفوّقني، ربنا بعتلي يوسف في الوقت الصح عشان يعوضني عن حاجة انا اللي عملتها بإيدي، انا اللي علّقت نفسي بخالد طول السنين دي، انا اللي وجعت نفسي بنفسي، ومع ذلك ربنا كان رحيم بيا وبعتلي يوسف، يوسف اللي كان نفس الصورة اللي في خيالي لخالد، بس الظاهر ان انا آلفت النعمة، او كنت ضامنة وجوده عشان عارفة انه بيحبني، كنت حاسة ان يوسف كدة كدة هيبقى موجود في حياتي على طول وعمره ما هيمشي، لكن حكمة ربنا وعدله ان يوسف يكشفني ويمشي، عشان يقولي انه مش مضمون، هو شخص له حقوق هو كمان، عايز يتحب والبنت اللي تبقى معاه تحبه وماتشوفش غيره، انا كنت انانية اوي يا شروق، كنت عايزة كل حاجة وماكنتِش بفكر غير في نفسي وبس، انا عايزة ايه وحابة ايه وعايزة اكون مع مين، مش هاممني احساس غيري، انا الاول والكل يجي بعدي، حاسة ان ربنا بيأدبني .. الدنيا مش على كيفي، ومش هتمشي زي مانا عايزة، الرضا واليقين بالله والتسليم لقدره وقضائه، والايمان وحسن الظن بيه مش مجرد كلام وخلاص، دا لازم يتصدق من جوانا، نكون حاسيين بيه قبل ما نقوله، والظاهر ان انا ماكنتش صادقة في اللي بقوله، ماكنتِش مصدقة .. قلبي كان دايمًا خايف يا شروق ومتعلق بالوهم، كان عندي احساس ان انا لو كمّلت مع يوسف مش هبقى مرتاحة، ولو بقيت مع خالد هحِن ليوسف، كنت متلغبطة ومتشتتة .. ماعرفتش اوّقف خوف او حزن او تفكير في اللي جاي، كنت حاسة انّي لازم اختار ونسيت ان ربنا اختارلي اصلًا، اختارلي يوسف .. عارفة يا شروق انا كنت عارفة من وقت ما بقيت مع يوسف انه عوض ربنا لقلبي، وانه اختيار ربنا الصح ليا وانّي هبقى مبسوطة معاه، لكن مش عارفة ازاي لقيت نفسي برجع احن لخالد رغم انّي قفلت الموضوع جوايا وسلّمت اننا مش هنكون لبعض، ازاي فكّرت اسيب يوسف .. ازاي دخل الخوف لقلبي بعد ما كنت مَسلمة نفسي لربنا واختياره ليا، ازاي؟ مش عارفة! يظهر انّي ضعيفة اوي لدرجة ان الشيطان يعرف يضحك عليا ويوهمني بزيادة، ماعرفتش آخد بالي من الحاجة اللي بدوّر عليها ونفسي فيها موجودة في حياتي اصلًا، عشان كدة ربنا حرمني منها

" خلصت كلامي وقعدت اعيط، حضنتني شروق وقعدت تطبطب عليا وتطمني بالكلام.

تجربتي مع يوسف علمتني كتير اوي، وعلّمِت فيا كتير اوي اوي، عملت شرخ كبير في قلبي وفوّقتني بزيادة، تجربة غلطت فيها وان شاء الله غلط مش هيتكرر ابدًا، خلاص عقلي الحمدلله فاق، وقلبي يستاهل الوجع اللي هو فيه، والمفروض يتعمل منه.

بعد كام يوم رجعت المستشفى ورجعت لشغلي من جديد، اتصدمت لما عرفت ان يوسف مِشي، مش من المستشفى لأ .. دا من البلد كلها، جاله عقد عمل برا وسافر، ما سألتِش حتى سافر فين، قررت ماعلّقش قلبي رغم وجعه، واللي فهمته انه جاله العقد دا واحنا لسة مع بعض، بس تقريبًا كان هيرفضه عشان كدة ماقالّيش عليه، او كان هيقولي عليه لما جالي البيت بس اللي حصل مادّهوش فرصة، بس دلوقتي هيرفض ليه.

ركزت في شغلي وبس، وقررت اكمل دراسة واعمل ماجستير واركز في شغلي ودراستي وبس بعد النهاردة.

لكن بعد شهرين من انفصالي عن يوسف، اتفاجئت ببابا بيقولي:

- خالد طلب ايدِك مني النهاردة يا حبيبة

" وعلى غير المتوقع .. ماتفاجئتش، كان عندي ثبات انفعالي لما سمعت الخبر، وبكل ثبات قُلتله:

= قوله كل شئ نصيب يا بابا، انا مش حِمل ارتباط دلوقتي خالص
- فكري طيب يا بنتي، ابن عمك كويس ومحترم ودكتور زيه زيك .. وانتِ بنت عمه وهو أولى بيكِ
= بصرامة: والله؟ وهو بس افتكر ان ليه بنت عم دلوقتي وهو أولى بيها؟ مانا قدامه طول عمري مافكّرش فيا ليه؟ ولّا لما لف لفّته ولقا ماحدش عاجبه قال خلاص بنت عمي الاستبن موجودة؟ من فضلك يا بابا انا مش بحب خالد ولا عايزاه، ولا شايفاه مناسب بصراحة

" قُلت الكلمتين دول ودخلت اوضتي، سبحان الله! خالد اللي حلمت بيه طول عمري انا رفضته دلوقتي .. لو حد كان قالي كدة من سنة عمري ما كنت هصدقه ابدًا، كنت حاسة بغضب كبير تجاه خالد وكإنه هو السبب في بُعدي عن يوسف، بس انا فاهمة وعارفة ان انا السبب مش هو، اتنهدت بحزن .. ليه كل حاجة بتمناها مش بتحصل غير في الوقت الغلط؟ يوسف جه في وقت تعلقي الشديد بخالد، وخالد جه في وقت تعلقي بيوسف، والاتنين ماليش نصيب معاهم، بس اكيد دا لحكمة اجهلها انا، وانا راضية .. المرادي راضية بجد، وجدًا كمان.

عدت الايام والشهور والسنين وانا مش بفكر في حاجة غير شغلي ودراستي، أخدت الماجستير الحمدلله والدكتوراه.

- ايه يا سِت حبيبة مش ناوية تتجوزي وتفرحينا بيكِ ولا ايه؟
= جواز؟ يطلع ايه الجواز دا؟
- ااه طبعًا حقك، مانتِ شايلة الموضوع من دماغك خالص
= بالعكس على فكرة، انا كل عريس بيتقدم بشوفه مناسب بوافق واقعد معاه، لكن لسة مارتحتِش مع حد
- العمر بيجري يا حبيية، وانتِ عمرك دلوقتي 33 سنة
= بتنهيدة: نصيبي بقا وانا مش معترضة وراضية، وهتجوز في الوقت اللي كاتبهولي ربنا ان شاء الله يا شروق

" سبع سنين عدّوا من وقت انفصالي عن يوسف! وقت كبير اوي .. كل حاجة اتغيّرِت في السنين دي، خالد اتجوز وخلّف، وشروق كمان اتجوزت وخلفت .. وكل واحد شاف حياته، وانا ركزت في دراستي وشغلي والحمد لله حققت اللي نفسي فيه وزيادة.

السنين كانت  كفيلة تنسيني أي مشاعر او أحاسيس قديمة، الوقت وحده هو اللي بيقدر على الانسان وينسّيه مشاعره، إلّا شعور الندم على شئ .. مهما مر الوقت مايتنسيش، يمكن وجعه يخف، لكن هيفضل موجود.
السنين اللي عدّت كانت كفيلة انّي اقدر اربّي نفسي فيهم، واقرّب من ربنا واحبه .. كل سنين عُمري كنت بحب اشخاص وعلّقت نفسي بيهم، لكن دلوقتي حبيبي هو ربنا، قلبي مليان بحبه وبقيت بحس انه قريّب مني اوي.

زي ما قُلت لشروق انا ماكُنتِش برفض عرسان من فراغ، دايمًا بيبقى فيه سبب، ولحد دلوقتي رغم ان عدا وقت كبير مالقِتش حد مناسب، وعشان كدة عرفت احقق حاجات كتير في شغلي وكملت دراسة الحمد لله، والحمد لله راضية بقضاء ربنا عليا مهما كان، حتى لو مش هتجوز طول عمري فانا راضية باللي رِضيه ربنا عليا، ومافيش في قلبي ذرة قلق أو حزن، ولا خوف كمان من اللي جالي، قلبي راضي ومصدّق ان كل اللي عايزه ربنا ليا هو الخير، ولسة ربنا ما بعتليش نصيبي، وكفاية على كدة.

جالي عقد عمل في مستشفى في الامارات، ودي كانت فرصة كبيرة اوي ليا، وكنت عايزة اسافر بصراحة واشوف مستقبلي العلمي مادام لحد دلوقتي ماظهرليش مستقبل أُسري، بابا وماما ماكانوش هيوافقوا عالسفر بسهولة كدة، لكن عشان ليا أخ عايش هناك فدا خلاهم يوافقوا انّي هقعد عنده واشتغل برده.

ودّعت كل اللي بحبهم وسافرت، كان عندي احساس ان انا ان شاء الله هلاقي مستقبل افضل هناك، طريق جديد هيتفتحلي ان شاء الله.

سافرت الحمدلله واستلمت شغلي في المستشفى الجديدة، قابلني المدير وسلّم عليا .. كان المفروض ياخدني يفرجني على المستشفى ويعرفني طبيعة الشغل والحالات اللي هستلمها، لكن هو قالي في دكتور لسة جاي جديد واول يوم له هو كمان النهاردة في المستشفى، وطلب مني استناه يجي وبعدين هياخدنا يعرّفنا على المستشفى، قالي انه دكتور في الامارات ومنقول المستشفى جديد، ماكنش عندي مانع استناه، طلبلي المدير قهوة، شربتها لحد ما جه "

- صباح الخير، آسف على التأخير
= صباح النور

" رديت عليه وبصتله، ثواني عدّت عشان اقدر استوعب بس ان اللي قدامي دا يوسف!! يوسف؟! معقول بعد كل السنين دي؟ مستحيل! كنت مصدومة ومخضوضة لما شُفته، وحسيت بقبضة في قلبي، وهو كمان كان واضح عليه الصدمة.
اخدنا المدير عشان يعرّفنا على المستشفى، كنت سرحانة طول الوقت، بحاول اركز وابان بثبات انفعالي قوي، لكن ماكُنتِش قادرة، او انا كنت حاسة بكدة، اصل صعب اصدّق ان انا شايفة يوسف بعد كل السنين دي وماشية جمبه كمان، بعد ما خلّص المدير معانا مشي وسابنا وكل واحد استلم حالاته، اول ما مشيت من قدامه اخدت نفَسي وارتحت، وحاولت اشتغل بتركيز في أول يوم عمل ليا.
انا كنت مكسوفة من نفسي اوي، ومكسوفة انه شايفني خاينة، دي اكتر حاجة وجعاني اوي، لكن لازم مافكّرش في كدة ابدًا واتعامل عادي.
وفعلًا حاولت اعمل دا، واتحاشى اشوف يوسف في أي مكان .. حتى بقيت اتحاشى ابصله وعينه تيجي في عنيا، كلّمت شروق وحكيتلها ان انا قابِلت يوسف، وطبعًا اتصدمت، لكن بعدها ضحكت ولقيتها بتقولي:

- شكلكوا كدة نجحتوا في الاختبار
= باستغراب: اختبار؟
- طبعًا انفصالكوا دا كان اختبار لسنين، وواضح انكوا وصلتوا لبر الامان خلاص ومكتوبين لبعض، والميعاد حان
= انتِ بتخرّفي ولا ايه يا شروق؟ بتفكري في ايه بس؟ وبعدين ايه اللي هيخلّي يوسف مايتجوزش لحد دلوقتي؟ دول سبع سنين
- قلبي بيقول انه ماتجوّزش
= قلبك؟ طب اتنيلي .. مش عشان الصدفة جمعتنا من جديد يبقى خلاص هنبقى من نصيب بعض
- مافيش حاجة في الدنيا اسمها صدفة يا حبيبة، الصدفة دايمًا معاد مكتوب، مهما كانت الصدفة، دايمًا بتبقى معاد للشخص انه يقابل اللي مكتوبله
= طيب بس بس، بلاش تلعبي في دماغي

" انا فعلًا ماركزتش في اللي قالته شروق، وعمري ماهصدق أي حاجة غير لما تكون مباشرة.
عدت الايام والشهور لينا في المستشفى من غير ما نتعرّض لبعض، وعرفت صدفة انه فعلًا مش متجوز، وفضلنا على كدة لحد ما طلب مننا المدير اننا ندخل العمليات سوا، دي بقا كانت اول مواجهة لينا مع بعض، تمالكت نفسي وقُلت ان انا قد المواجهة ان شاء الله، وفعلًا دخلنا العمليات سوا، قعد يوسف يتكلم شوية مع الطفل عشان يطمنه، جه دكتور التخدير عشان يخدره، فسأله يوسف عشان يلهيه:

- اسمك ايه بقا يا بطل؟
= عُمر

" ونام الولد، شُفت على يوسف علامات الحزن، وتوقعت انه افتكر عُمر الله يرحمه، بدأنا العملية وكان هو اللي بيشتغل وانا بساعده، بس حسيته بيتوه او متلغبط، فبقيت اساعد اكتر واشتغل انا، ومن وقت للتاني اقوله:

- ركز يا دكتور

" لحد ما حسيته هيعمل حاجة غلط وممكن يموّت الطفل، زقيت ايده بسرعة وانا بصرخ واقوله:

- لأ، انتَ بتعمل ايه؟

" وبقيت انا اللي بشتغل، اتوتر يوسف اوي وكان بينهج بشكل ملحوظ، وقالي:

- إوعي يا دكتورة انا هكمل
= انتَ مش فايق يا دكتور، وانا مش هسمحلك تكمل
- نعم؟ يعني ايه مش هتسمحيلي؟
= زي ما حضرتك سمعت، من فضلك اطلع برا عشان اقدر اركز
- قُلتلك يا دكتورة اوعي، انا اللي هكمل دا مريضي، انتِ هنا بس عشان تعملي اللي أأمرك بيه
= اوضة العمليات المريض مش بيبقى بتاع حد، مش سلعة بنتخانق مين يشتريها، اللي يقدر يساعد بيساعد، وانا موجودة هنا عشان اساعد مش عشان تؤمرني، واعتقد انا بعمل دلوقتي اللي موجودة عشانه، فمن فضلك لو خايف على مريضك ياريت تتفضل تطلع برا

" سكت ماردش، وانا كنت مركزة في الطفل اللي قدامي ماعرفتش اشوف تعبيرات وشه على كلامي، لكن في النهاية استسلم وخرج.

خلصت العملية والحمدلله الولد كان كويس، رُحت استريحت؛ لاني كنت مرهقة، لكن شوية ولقيت المدير طالب اروحله مكتبه، استغربت .. لكن رُحتله، دخلت المكتب لقيت يوسف هناك اللي كان بيبصلي بغضب اول ما دخلت، وعرفت ان يوسف هو اللي جه بيشتكيله على اللي حصل في العمليات، والمدير قعد يحاسبنا، لكن رديت بصرامة وقُلتله:

- انا ماغلطتش يا فندم، انا عملت واجبي وزيادة، كان همي الطفل يبقى كويس ولحقته قبل ما الدكتور يغلط ووقتها كان هيموت، فبدل مايشكرني جاي يشتكيني على واجبي، وان الطفل خرج من العمليات سليم بسببي بعد ربنا ولطفه بالولد .. اللي المفروض يتحاسب الدكتور اللي مش مركز وبيغلط في العمليات، والعمليات الغلطة فيها بفورة

" بصيت ليوسف ووجهت كلامي ليه وقلتله:

- وعمومًا انا غلطانة يا دكتور انّي ساعدتك، كان الحق عليا اسيبك تروح في داهية واخرج من العمليات واخلي مسؤليتي .. عن اذنكم

" وخرجت من المكتب وانا متضايقة جدًا، بقا دا جزائي؟ فعلًا انا غلطانة، رُحت قعدت في اوضة استراحة الدكاترة ولحسن حظي كانت فاضية عشان ماحدش يشوف غضبي، قعدت اهدّي في نفسي واحاول ما فكرش في الموضوع تاني، واخدت قرار انّي مش هدخل العمليات مع يوسف تاني ابدًا، فات نُص ساعة واتفاجئت بيوسف جه وقعد قدامي، كان بيبصلي بنظرات غريبة ماعرفتش افسرها، وقعد يخبط بصوابعه على الترابيزة اللي بينّا، كنت ماشية عشان مش عايزة اكون معاه في مكان واحد، لكن وقفت لما سمعته بيقول:

- لسة جامدة زي زمان، عندك ثبات انفعالي رهيب .. يخلّي اللي قدامك يصدقك، على عكس اللي جواكِ، طول عمرك شاطرة في انك تخبّي اللي جواكِ

" قلبي وجعني من كلامه؛ لاني فهمت تلميحاته، بصتله .. فكمّل وقال:

- اللي حصل في اوضة العمليات انتِ فسرتيه مساعدة، ودا اللي برا واللي الناس شايفاه، لكن اللي جواكِ انك عايزة تثبتيلي انك ماتكسرتيش طول السنين اللي فاتت، وبقيتي دكتورة شاطرة، بقينا في مقام واحد، وكسبتِ اللي انتِ عايزاه، والله براڤوا يا حبيبة

" ايه الهبل اللي بيقوله دا؟ قُلتله:

= انتَ مقتنع باللي بتقوله دا؟ الظاهر انك فعلًا تعبان ومحتاج ترتاح
- كنت فاكر انّي مرتاح قبل ما اشوفِك من تاني
= من فضلك...
- مقاطعًا: ايه اللي جابك هنا يا حبيبة؟ ظهرتيلي من تاني ليه؟

" واضح انه هيبقى حوار كبير، رجعت قعدت مكاني من تاني وقُلتله:

= لو متخيل ان اللي بتفكر فيه دا صح تبقى غلطان، انا جاية عشان اشتغل واحقق نفسي
- واتجوزتي؟
= دي حاجة ماتخصكش
- بسخرية: ايه؟ خالد ماتقدملكيش ولا ايه؟

" خبطت بإيدي على المكتب بغضب، وقُلتله:

= الزم حدودك يا يوسف وماتتخطهاش
- وليه لأ؟ مانتِ تخطتيها زمان، كان مين وِقفلِك؟
= انا عمري ماتخطيت حدودي ابدًا حتى لما كنت معاك
- ايوة، تصدقي فعلًا الظاهر ان انا كنت بحلم لما قريت بعيني اللي انتِ كاتباه بإيدِك، فعلًا عمرك ما تخطيتي حدودك، لما تحبي غيري وتبقي عايزة تسبيني عشان ابن عمك ماتُعتبرش خيانة، ولا تعدي للحدود اللي بينا

" كنت حاسة ان فيه حد ماسك قلبي بيفعصه بإيده، بصيت في الارض من خجلي، وقُلتله:

= انا عمري ما خُنتك ولا حتى بمشاعري
- انتِ كدابة!
= مش كدابة، ومش مضطرة اكدب .. ومش بقول كدة عشان تصدقني، كدة كدة مافيش حاجة هترجع

" وقف وكان غضبان جدًا وقال:

- كدابة وخاينة كمان، لما تحبي حد وانا في حياتك دي خيانة، لما مشاعرك تتحرك لحد غيري دي خيانة، لما تأجلي فرحنا عشان بتفكري تكوني مع حد غيري دي خيانة
= انا ماخُنتكش يا يوسف، والله ما خُنتك ولا حتى بمشاعري .. خالد كان قدامي طول عمري، صحيح من وانا صغيرة وانا كان نفسي يكون ليا، وكنت بتمنى دا، لكن ماحصلش نصيب وخطب غيري .. اتعذبت واتوجعت، لكن كنت عارفة ان ربنا هيعوضني بحد احسن منه، واعتبرتك عوض ربنا اللي بعتهولي، وفرحت بيك ومعاك والله، وكنت عارفة انّي هحبك .. هحبك اكتر من خالد، هحبك اكتر من أي بنت بتحب واحد، بس بالوقت وبمعاملتك الطيبة ليا .. انا وانتَ ماكملناش مع بعض كتير، كلها شهور معدودة .. صحيح كان غلط مني افضل افكر في خالد، بس دي حاجة مش بإيدي، ومعترفة انّي كنت غلطانة وموهومة كمان، كنت واهمة نفسي بحبي لخالد، بس انا ماحبتوش .. انا اكتشفت فجأة انّي بحبك انتَ ومتعلقة بيك انتَ، انتَ كنت الحقيقة اللي في حياتي مش خالد
- كدبة جديدة
= قُلتلك مش مضطرة اكدب، لو كنت بصيت في درج المكتب كويس كنت هتلاقي مذكرة تانية كاتبة فيها مشاعري ليك
- بسخرية: ما شاء الله دا انتِ عاملة لكل واحد فينا مذكرة، ويا ترى في حد تاني له مذكرة برده؟
= احترم نفسك يا يوسف وشوف بتكلم مين، انا حبيبة، حبيبة اللي انتَ كنت بتجري وراها وتتمنى منها نظرة بس مش كلمة، وهي رفضت دا وماقبلتش بيك غير لما دخلت بيتها

" بصلي بحزن وقال:

- كنت غلطان

" قُمت وقفت انا كمان واتعصبت، وقُلتله:

= انتَ بتحاسبني على ايه؟ على انّي كنت متعلقة بواحد قبلك؟ مانتَ كنت خاطب قبلي واكيد كنت بتحبها، المفروض احاسبك على حبك ليها؟
- بس كانت خطيبتي، كانت حد له الحق انّي احبه، ولما سِبتها وخطبتِك كنت خلاص نسيتها ومابفكرش فيها، ولا ليها ذرة حب واحدة في قلبي .. تحاسبيني لما اكون لسة بحبها وانتِ معايا
= ماحبتهوش افهم بقا ..  كنت موهومة عشان ماشُفتِش غيره طول حياتي، وفُقت وعرفت ان تفكيري كان غلط، ونفس اليوم اللي انتَ عرفت فيه اللي حصل كنت فُقت وجاية اعترفلك بحبي ليك وانّي فعلًا ماحبتش غيرَك، خالد على الرغم انه قدامي على طول وابن عمي لكن عمري ماتصرفت معاه تصرف يمسّني بكلمة، كنت محافظة على نفسي وقافلة على قلبي حتى في عز تعلقي بيه .. انا مش وِحشة يا يوسف، انا بس فكّرت غلط، ومجرد ما رتّبت اللغبطة اللي جوايا عرفت حقيقة مشاعري، عرفت انا عايزة مين، ولعلمك .. حتى لو ماكنتِش فهمت حقيقة مشاعري عمري ما كنت هقدر اسيبك

" بصلي شوية وعينه راحت في كذا مكان، كان بيفكر .. وبعدين قال:

- وكلامك دا بقا عشان فُقتي لما عرفتي ان خالد مش عايزك؟ ولا عشان بس تصلّحي غلطِك معايا

" ابتسمت بسخرية وقُلتله:

= ومين قالك ان خالد ماكنش عايزني؟ خالد اتقدملي بعدَك على طول .. لو كنت فعلًا بحبه كنت هقول اللي حصل بينا دا قضاء وقدر عشان ابقى مع اللي بحبه، وكان زماني متجوزاه دلوقتي ومخلفة منه كمان، وعمري ماكنت هحس بتأنيب ضمير تجاهك ابدًا

" اتصدم من كلامي، وقال:

- خالد اتقدملك؟
= ايوة، ومتهيألي هتعرف تسأل وتتأكد من دا بسهولة

" قعد من تاني وسرح في كلامي، وبعدين قال:

- ولو كلامك دا صح .. ليه لما قُلتلِك اننا هننفصل ما اتمسكتيش بيا؟ ليه تخليني اشوفِك انك بايعاني بسهولة؟

" قعدت انا كمان وقُلتله:

= عشان حطيت نفسي مكانك، وماكنتِش هقدر اكمل معاك، فعذرتَك وسِكت
- وماتجوزتيش ليه لحد دلوقتي؟

" بصتله شوية من غير رد، شُفت في عيونه حزن كبير، وحب زمان ليا، معقولة يوسف لسة بيحبني لحد دلوقتي؟ قُمت وِقفت وقُلتله:

= لسة ماقابلتِش نصيبي، عن اذنك

" وكنت هخرج من الاوضة، لكن وقفت لما سمعته بيقول:

- انا لسة بحبك يا حبيبة

" اتصدمت من اللي قاله، بصتله ولقيته بيبصلي بنظرة قتلتني وخنقتني، نظرة كلها حزن وكسرة، وحسرة على حبه اللي راح .. وقف قدامي وقال:

- انا عمري ما اتكسرت كدة قد ما اتكسرت منك، عمري ما اتحسرت على حاجة قد ما اتحسرت على حبي ليكِ، سِبت البلد كلها عشان ماقابلكيش ولا حتى صدفة، سبع سنين عدوا وكنت فاكر انهم كفاية عشان انساكِ، فكرت كتير اتجوز وقابلت بنات كتير بس ما اقدرتِش، كنت خايف يجرالي تاني اللي جرالي منك، قفلت على نفسي وعلى قلبي وعِشت لشغلي وبس .. اقوم بعد سبع سنين اقابلِك واحنّلِك من تاني؟ اتمناكِ قد ماكنت بتمناكِ زمان؟ مابقاش قادر اشتغل عشان انتِ قصادي وشايفِك؟ كإن ماعداش سبع سنين، كإن اللي عدوا بس يومين تلاتة

" قلبي وجعني من كلامه اوي ودمعت، وقُلتله:

= انا آسفة، والله يا يوسف انا ما ندمتش على حاجة في عمري كله قد ما ندمت عليك، ولا حبيت حد في حياتي قد ما حبيتك

" ومشيت من قدامه، وروّحت من المستشفى كلها .. كنت بعيط طول الطريق، على يوسف اللي ظلمته معايا، وعلى مشاعري اللي هاجِت من تاني في وقت غلط، وعلى الكلام اللي قُلناه لبعض واللي ماكنش ينفع يتقال دلوقتي.
ماحكِتش اللي حصل لشروق عشان انا عارفة هتقول ايه.
أخدت وقتي في الزعل والحزن على الموقف اللي حصل بيني وبين يوسف، وكنت بنزل الشغل على طول واتحاشى اقابله، كنت ساعات بحس انه بيراقبني بعنيه، لكن ماكنتِش بدّيله اهتمام .. او يعني كنت بهرب منه.
وعدت الايام زي ما كل حاجة بتعدّي، وفي يوم كنت قاعدة في الكافيتريا زي كل يوم، سمعت صوت تكة كاميرا .. حد بياخد صورة، اتخضيت وتوقعت انه يوسف؛ لانه هو اللي كانت بيعمل كدة كتير زمان، رفعت راسي وبصيت لمصدر الصوت، وزي ما توقعت .. هو! كنت محرجة من باقي الدكاترة اللي موجودين في الكافيتريا، وعلى الابتسامة اللي على وشوشهم كلهم .. قرّب مني يوسف وقال:

- الظاهر ان الصدفة دايمًا بتجمعنا مهما بِعدنا

" بصيت في الارض وقُلتله:

= شروق كانت بتقولي مافيش حاجة اسمها صدفة، كلها مواعيد كاتبهالنا ربنا
- عندها حق .. ومتهيألي دا المعاد المناسب اللي كاتبهولنا ربنا عشان نتقابل من تاني

" بصيتله باستغراب وقُلتله:

= قصدك ايه؟
- انا مسامح يا حبيبة، مسامح ومصدقك .. انا مش هعرف اكون غير ليكِ والسنين اثبتتلي

" بصِتله بصدمة، ماكنتِش قادرة استوعب اللي بيقوله "

= انتَ بتقول ايه؟
- عايز اتجوزك، موافقة؟

" معقولة بيطلب مني الجواز؟ ضحكت .. ماكُنتِش مصدقة، معقول بعد كل السنين دي نبقى لبعض؟ سبحان الله.

تلخيصًا للي حصل فطبعًا وافِقت، واتجوزنا، اتكلمنا كتير اوي في اللى حصل بينّا زمان، واتعاتبنا .. ومتهيألي ان يوسف شاف حبي له فعلًا، واتأكد ان انا لا حبيت ولا هعرف احب غيره، ولما عرف ان خالد اتجوز وخلّف هِدي كتير، وفِهم انها كانت مشاعر طفولة ساكنة جوايا انا بس، وخِلصت من وقت كبير "

" لا أُحلّل الإقتباس من دون الإسم .. 🌻"

#هالة_أحمد
#حكايَاتنا_سوا

رأيكم ♥️👇👇

Continuar a ler

Também vai Gostar

8.5K 567 16
[M y b l o o d r e l a t i vbe] "هــل سأتــزوج جونغــكوك ذلــك الرجــل المخيــف؟" Jeon Jungkook'30 Jeon Katan'25 ...
26.9K 2.7K 11
تعرض تايهيونغ لسوء المعاملة من قبل ابيه و القطيع لدرجة ان جزئهُ الحيواني بات ضعيف... واخيرًا قرر الهروب من كل هذا... وفي اول لحظات الحرية تعرض لحادث...
148K 1.2K 21
من اول نضرة حبني القصة (جريئة جدأ 🔞🔞) الي يستحرم لة يقرة