اسكربتات هالة أحمد

By Delirium182

277K 16.8K 933

بصوا حبيت اعمل حاجة جديدة ف انا هنا هجمع الاسكربتات اللي الكاتبة هالة أحمد كتبتهم و هنزلهم هنا و اشمعنا هال... More

{1}
{2}
{3}
{4}
{5}
{6}
{7}
{8}
{9}
{10}
{11}
{12}
{13}
{14}
{15}
{16}
{17}
{18}
{19}
{20}
{21}
{22}
{23}
{24}
{25}
{26}
{27}
{28}
{29}
{30}
{31}
{32}
{33}
{34}
{35}
{36}
{37}
{38}
{39}
{40}
{41}
{42}
{43}
{44}
{45}
{46}
{47}
{48}
{49}
{50}
{51}
{52}
{53}
{54}
{55}
{56}
{57}
{58}
{59}
{60}
{61}
{62}
{63}
{64}
{65}
{66}
{67}
{68}
{69}
{70}
{71}
{72}
{73}
{74}
{75}
{76}
{77}
{78} Part : 1
{78} Part : 2
{78} Part : 3
{78} Part : 4
{78} Part : 5
{78} Part : 6
{78} Part : 7
{78} Part : 8
{78} Part : 9
{78} Part : 10
{78} Part : 11
{78} Part : 12
{78} Part : 13
{78} Part : 14
{78} Part : 15
{78} Part : {الأخير {16
{79}
{80}
{81}
{82}
{83}
{84}
{86}

{85}

1.5K 111 13
By Delirium182

'' ناس تشبهلِنا ..💛 ''

'' كل الناس مختلفة عن بعضها، سواء في شكلها أو طباعها، مشاعرها، أسلوب كلامها أو تفكيرها، إلخ ...
وفي ناس شبهنا، بس عُمر حد فكّر ان ممكن الشبه بين ناس وبعضها يكون أصلًا في اختلافهم عن بعض؟ وارِد!

الدين هو الأساس اللي المفروض يمشي عليه كل البشر ويرجعوله دايمًا، ورغم ان الدين واحد .. لكن التديّن له كذا شكل حسب مفهوم كل شخص عن التاني، المشكلة ان في ناس مش عارفة التديّن بالنسبالها هو ايه؟ وعدم المعرفة دا وارِد يسبب مشاكل تدمّر علاقات ''

- ألبِس النقاب؟ ليه؟
= عشان انا عايز كدة
- وعايز كدة ليه؟ هو انا لبسي دا مضايقك في حاجة؟
= بصراحة ايوة، لِبسك مش عاجبني ومُلفت
- بصدمة: انا لبسي مُلفت؟ فين دا؟ دا واسع وفضفاض
= انا عايزِك توسعيه اكتر من كدة، وتلبسي النقاب كمان عشان بغير عليكِ ومش عايز حد يبصّلك
- بتغير عليا من ايه يا إسلام؟ انا اصلًا ماحدش بيبصلي في الشارع ولا لِبسي فيه اي حاجة ملفتة عشان الفِت حد ليا، وبعدين يعني هي المنتقبة ماحدش بيبصلها؟

'' وِقف وهو متعصب وقال:

- يووه بقا انتِ بتجادلي كتير ليه كدة؟ ما تسمعي الكلام وانتِ ساكتة يا إسراء
= يعني ايه اسمع الكلام وانا ساكتة؟ مش بتناقِش معاك
- وليه المناقشة اصلًا، كدة كدة كلامي انا اللي هيمشي في الآخر

'' قُمت وِقفت انا كمان وقُلتله:

= افندم؟ دا ازاي يعني؟
- هو كدة
= يعني ايه هو كدة؟ عافية يعني؟
- اعتبريها زي ما تعتبريها، ولعلمك عايزة تخرجي من البيت يبقى هتخرجي بالنقاب، ومش هتناقش في الموضوع دا تاني

'' وسابني وخرج من البيت، قعدت متضايقة جدًا بعد اللي قاله وانه عايز يلبسني النقاب بالغصب، وكمان اول مرة اعرف انه مش عاجبه لِبسي، وفكرة انه يفرض عليا حاجة دي مضايقاني، انا مابحبش اتعامل كدة ابدًا، ولا عُمر حد عاملني بالطريقة دي في بيت أهلي.

أنا وإسلام متجوزين من شهر ونص، اسلام يبقى جاري .. وشخص متدين جدًا ويمكن دي اكتر حاجة شدتني لِيه، التزامه وحرصه على دينه، وكنت بحس انه شخص شبهي .. شخص اجتماعي وعِشري، ومحبوب بين الناس، ومرِح ودمه خفيف وبيحب الهزار، وبيبرّ اهله وبيخاف على زعلهم .. وعصبي، زيّي برده، فكنت بشوف ان احنا شبه بعض في مميزاتنا وعيوبنا، ودي كانت حاجة كويسة جدًا بالنسبالي، انا كنت عايزة شخص يبقى شبهي عشان اعرف اتعامل معاه ولانه شبهي فدا هيسهّل علينا فكرة انّنا نفهم بعض بسرعة.

كنت اعرف عنه حاجات كتير بحكم اننا جيران، وكان بيجي سيرته قدامي برده وبيتحكي عنه فا عرفت من اللي كنت بسمعه عنه اننا شبه بعض في حاجات كتير، وكمان هو متدين عني كتير اوي ما شاء الله، ودي طبعًا حاجة تبسطني جدًا، هيعرف ياخد بإيدي لطريق ربنا وهيساعدني ويفيدني كتير، فدعيت بقلبي قبل لساني انه يبقى من نصيبي، والحمد لله ربنا استجاب دعائي، لكن الغريب كان رد فعل اهلي.

انا والدي متوفّي من وانا في أولى اعدادي تقريبًا، ويُعتبر اللي ربوني هما أمي واخواتي .. احنا تلاتة، ولدين وبنت اللي هي انا، اخويا الكبير محمد ودا اكبر مني بحوالي تمَن سنين، وعمرو اكبر مني بأربع سنين.
عمرو مسافر برا مصر ومتجوز ومخلّف ومستقر في دبي، أما محمد فا متجوّز وقاعد في نفس البيت معانا، في الشقة اللي فوقينا.
احنا عيلة إلى حد ما متدينة، حافظين القرآن انا واخواتي الحمدلله، واخواتي الاتنين كان تعليمهم كله ازهري ما شاء الله، على عكسي انا كنت عام عادي.
اخواتي الاتنين رغم انهم كانوا عايشين مع بعض في نفس البيت واتربّوا نفس التربية واتعلموا نفس التعليم الديني، وتدينهم واحد تقريبًا، لكن كانوا مختلفين في مظهرهم جدًا واختياراتهم لزوجاتهم برده.
يعني مثلًا محمد اخويا كان لبسه كله كاچوال ومش بيحب يلبس جلاليب ابدًا، وماكنش ملتحي، ولما جه يتجوز اختار واحدة لبسها ماعتقدش انه يناسب تدينه .. يعني مش وِحش ومش ضيق، بس برده مش واسع ومش فضفاض زي لِبسي مثلًا، وكمان كانت اوقات بتخرج وهي حاطة ميك اب.

على عكس عمرو مثلًا، ملتحي واغلب لِبسه جلاليب والسواك في ايده، ومراته ما شاء الله لبسها واسع، وهي مختمرة اصلًا، فا عمري ما كنت فاهمة اختلاف مظهرهم واختيارتهم ابدًا، لكن كنت بتشد لشكل عمرو اخويا اكتر من محمد .. يعني كنت عايزة اتجوز حد ملتحي ومظهره يدل على انه ملتزم ومتدين، ودا برده من اكتر الحاجات اللي شدّتني لإسلام.

لما اتقدم اسلام اتفاجئت برفض اهلي، ما كنتش قادرة افهم شخص متدين ومحترم زيّه يترفض ليه؟ وكان رد محمد وعمرو ان والده بيضرب والدته!

ااه انا عارفة ان والد اسلام بيضرب والدته بحكم اننا جيران وكتير كنا بنسمعه وهو بيضربها او يهينها، وسلوك والده في العموم ماكنش احسن حاجة .. لكن اسلام مختلف! وماينفعش ناخد حد بذنب اهله، اسلام الوحيد اللي في اخواته متدين وملتزم، حتى والده مش زيّه، يبقى هو شخص عاقل ومختلف، وقِدر يكون شخص سَوي وعِرف طريقه لوحده، كنت شايفة ان دي حاجة تُحسبله مش تتاخد عليه وتكون سبب للرفض، وغير كدة ورغم انه مش عاجبه طريقة والده لكن كان بيبرّه، يبقى يترفض ليه؟

وِقفت قصاد اخواتي لاول مرة في حياتي عشان يوافقوا، وضغطت عليهم، وفي الوقت اللي كان متقدملي فيه إسلام كان متقدملي عُمر ابن خالي، وتبقى مريم اخته مراة محمد اخويا!

اخواتي كانوا موافقين بعُمر جدًا عن إسلام، ودي كانت حاجة انا مستغرباها .. هو عُمر متدين وانا عارفة كدة، بس مش ملتحي وكمان مش حساه في نفس تدين إسلام، وكمان مش شبهي .. عمر انطوائي جدًا، وشخص هادي أوي أو اقدر اقول انه بارد ودمه تقيل، مالوش اصحاب ومعارفه محدودين جدًا .. فماكنتِش شايفة انه ينفعني خالص، وعشان كدة اختارت إسلام عن عمر، وقدام اصراري اخواتي حمّلوني المسئولية ووافقوا.

ماتخطبناش غير شهرين انا وإسلام واتجوزنا على طول لانه ماكنش عايز خطوبة كبيرة، وكدة كدة كان جاهز.

اتجوزنا وحياتنا حلوة اوي، واول مرة نشد في الكلام مع بعض من اول ماتخطبنا، وماكنتش موافقة على طريقته في الحوار، ولا كنت حابة البِس النقاب ابدًا.

بعد شوية رجع من برا، كنت فاكرة انه هيكون هِدي ويجي يصالحني ونتكلم بهدوء مع بعض، لكن ماحصلش! استغربت ان هو اللي واخد جمب مني مع ان هو اللي غلطان، قعدنا يومين مش بنكلم بعض، لكن ماقدرتِش استحمل جفاه دا لحد كدة ورُحت انا اللي اصالحه ''

- ما خلاص بقا يا إسلام ماتبقاش عِنَدي، قُلتلك حقك عليا

'' بصلي وقال:

= ماشي يا إسراء، بس انا مابحبش كُتر الجدال والمناقشات اللي مالهاش لازمة
- ماهو ماينفعش مايبقاش بينا حوار ونتناقش
= لا حول الله بتجادلي تاني اهو، انتِ جاية تصالحيني ولّا جاية نتخانق تاني؟
- خلاص يا سيدي بلاش كلام ولا خناق
= تمام، هنزل اجِبلك نقاب بكرة ان شاء الله بمشتملاته
- بس انا مش عايزة البسه يا إسلام
= وانا عايزِك تلبسيه يا إسراء، فالحل ايه؟
- بتأفف: ...
= ياريت تبقي عاقلة وتسمعي الكلام

'' ماكنش عندي حل تاني غير انّي فعلًا اسمع كلامه، رغم اعتراضي ورغم انّي حاولت اتكلم معاه تاني لكن هو كان مصمم على رأيه وبدون نقاش، وحاولت اقنع نفسي ان اسلام بيفرض عليا حاجة كويسة، يعني النقاب مش حاجة وِحشة .. وانا مش ضد النقاب ابدًا، لكن ماكنتِش عايزة البسه، او البسه وقت مانا اقرر ويكون عن اقتناع مني انا وحُب فيه عشان اقدر اتقبله.

لبست النقاب زي ما اسلام حابب، ونزلت بيه اول مرة لبيت اهلي، طبعًا استغربوا اوي لما لقوني فجأة كدة لابساه، وطبعًا ماحدش اعترض، لكن دا ما منعش الأسئلة ''

- محمد: عمري ما تخيلت انك بتفكري في النقاب خالص يا إسراء
= وايه المشكلة يعني يا محمد، هو النقاب وِحش؟
- محمد: لا طبعًا ولا اقدر اقول كدة، بس عمري ما سمعت منك انك عايزة تلبسيه، وعمرك ماتكلمتي مع حد فينا في النقاب، ولو كنتِ قُلتي من زمان انك عايزة تلبسيه ماحدش كان هيمانع، بس غريبة التوقيت برده
= هو بصراحة انا ماكنتِش عايزة البسه، بس دا كان طلب اسلام وانا نفذته
- طلب اسلام؟ ليه؟
= هو حابب كدة
- يعني ايه حابب كدة؟ بالعافية يعني؟

'' تدخلت مريم مراته، واللي تبقى برده بنت خالي، وقالت:

- خلاص يا محمد هما احرار في حياتهم، سيبها على راحتها مادام مرتاحة

'' كنت ملاحظة ان هو متضايق اوي، ومتضايق من اسلام اكتر .. مش عارفة اهلي مش طايقينه ليه حتى بعد ما اتجوزته، المفروض يفرحوا عشان انا مرتاحة معاه.

بعد شوية قامت مريم تعملنا شاي، دخلت وراها المطبخ عشان اتكلم معاها براحتي من غير وجود محمد، المهم قُلتلها:

- مش عارفة ليه ماحدش بيحب اسلام، هو عمل لحد فيهم حاجة؟

'' بصتلي باستغراب وقالت:

= هو حد قال حاجة على اسلام يا بنتي؟
- ماشُفتيش جوزك مش طايقه ازاي؟
= مين قالك كدة، دا بالعكس محمد بيحبه وبيحترمه اوي
- يا سلام، يعني انا مش عارفة انه ماكنش عايز الجوازة دي خالص ووافق بالعافية عشاني، فواقِفله عالواحدة انا عارفة، ولو ماكنتِيش تدخلتي في الحوار وقفلتيه كان زمانه قال فيه كلام لما شِبع
- بلاش الظن دا في اخوكِ يا إسراء، مش انا اللي هكلّمك عن محمد، وبعدين محمد مش كارِه اسلام، وفعلًا كان هيتعصب عليكِ برا لو ماكُنتِش انا تدخلت في الحوار، لكن كل اللي مضايقه المبدأ مش الشخص نفسه، مبدأ الفرض! .. وان أي حد يفرِض حاجة على حد من غير اهتمام لرأيه، حتى لو في حاجة صح، بالاقتناع كله هيبقى حلو .. خصوصًا في امور الجواز
= طب ما عادي يعني جوزي وعايز كدة ايه المشكلة، انتِ عايزة تفهميني لو محمد طلب منك من بكرة تلبسي الخمار ولا النقاب هتعترضي وتقولي لأ؟

'' بصتلي وقالت:

- السؤال مش انّي اقول ااه أو لأ، السؤال ليه هو يطلب مني حاجة زي كدة اصلًا؟ ما هو عارفني من زمان وعارف طريقة لبسي .. لو مش عاجبه لبسي ومضايقه اتقدملي ليه؟ ولّا ماطلبش مني دا ليه في الخطوبة؟ عالاقل وقتها هيبقى عندي حرية اختيار اكبر واختياره هو شخصيًا، لكن ليه يستنى بعد الجواز عشان يطلب مني طلب زي دا، واننا خلاص مش هنعرف نخلع من بعض بسهولة، فيفرِض سيطرته عشان يجبرني على حاجة انا مش عايزاها
= وليه تسميها كدة؟ ليه ماتقوليش انه اختار انه يكلمك في حاجة زي كدة لما بقا له كلمة عليكِ، قبل كدة ماكنش له كلمة عليكِ ولا يقدر يقولك اعملي ايه وماتعمليش ايه، يعني اختار الوقت المناسب لدا
- ويا ترى الامور دي في امور اللبس وبس؟
= قصدك ايه؟
- قصدي ان اسلوب استنى للجواز لما يكون ليا الحق، دا اسلوب مخيف! ووارِد جوزي يشقلبلي سلوكيات حياتي كلها؛ لانه استنى للجواز لما بقا له الحق! ووقتها وارِد لبسي وتصرفاتي وحركاتي وكل حاجة تتغير مش بس لبسي، ويا عالم هقدر اتحمّل دا ولّا لأ
= وايه يعني مادام بيغيّر فيا للصح مش للغلط، يعني النقاب دا غلط يعني؟
- لا طبعًا مش غلط ماحدش يقدر يقول كدة، بس انتِ مرتاحة؟
= مش مهم، المهم انّي مش بعمل حاجة غلط .. المهم ان أي حاجة انا عليها تبقى صح وراضية ربنا حتى لو مش مرتاحة ومش مقتنعة، اعمل الاول والاقتناع والراحة دول يجوا بعدين، يعني مثلًا كل اللي مش مُحجبين دول مش عارفين ان الحجاب فرض؟ اكيد لأ .. فيه كتير عارفين بس مش مقتنعين ولا مرتاحين، فالصح انهم يفضلوا كدة ولّا الصح انه يرضوا ربنا ويلبسوه حتى لو مش مقتنعين ولا مرتاحين؟ عالاقل لو واحدة فيهم ماتت هتموت على طاعة ربنا
- الكلام دا صح في المطلق مش في الجواز! وطول مافيه طرف بيفرض وطرف بينفّذ وهو مش مرتاح هيبقى فيه مشكلة، عارفة لو طرف بيفرض والتاني بينفذ وهو مرتاح ومش معترِض وقابِل دا بصدر رحِب يبقى كويس جدًا وممتاز، وتبقي علاقة ناجحة كمان مادام مرتاحين كدة
= يعني حتى لو بيفرض حاجة صح؟

'' بصتلي شوية قبل ما تقول:

- انتِ مش فاهمة الجواز كويس يا اسراء شكلك كدة، احنا بنتجوز بعض عشان قابلين بعض بعيوبنا قبل مميزاتنا، لكن جو I can fix him دا مش صح وبينتج عنه خلافات وتعب ومشاكل مالهاش آخر، حتى لو على حاجة صح! الجواز مش كدة ابدًا، وإلّا ماكنش حد غِلب
= بصراحة مش مقتنعة بكلامِك
- وانا ياستي مش عايزاكِ تقتنعي، عايزاكِ تكوني مرتاحة وراضية بس مش اكتر، مش انتِ برده مرتاحة وانتِ لابسة النقاب؟

'' كدبت وقُلتلها:

= ااه مرتاحة
- كويس جدًا، ودا الاهم

'' مش عارفة ايه اللي خلاني اكدب واقول اني مرتاحة! يمكن ماكنتِش عايزة اخسر النقاش معاها، ومش عارفة ازاي ابقى مقتنعة بوجهة نظري دي وان الزوج من حقه يفرض أي حاجة - صح - على زوجته، وفي النفس الوقت انا مش مرتاحة وانا لابسة النقاب ومخنوقة! لكن قُلت مع الوقت هتعود واحبه.

عدا شهرين كمان ..
كانت حياتي انا واسلام كويسة جدًا وتمام، كان بس اللي مضايقني انّي لسة مش قادرة آخد على النقاب، وكمان ظهرت مشكلة جديدة وهي حماتي! كانت بتعاملي بعجرفة أوي وبتكلمني بأسلوب الأمر وانا عليا الطاعة من غير كلام، وبصراحة ماكنتِش حابّة طريقتها معايا ابدًا، ورغم انها عندها بنت لكن كانت بتطلب مني اعمل حاجات كتير في البيت وتريّح بنتها، كنت كل ما اتضايق من تصرفاتها واروح اشكي لاسلام كان بيطيّب خاطري ويهون عليا، وبصراحة كلامه كان بينسيني الزعل والضيق اللي ببقى فيه، وكفاية هو عليا.

عدا حوالي ٣ شهور كمان وماكنش حصل حمل! كان عدا على جوازي سِت شهور ونُص بس! ومع ذلك كنت بسمع كلام تلقيح من حماتي كتير عليا، وان اللي اتجوزوا معايا وبعدي بقوا حوامل وبلا بلا بلا .. كلام فارغ ومنتهى الجهل اللي في الدنيا، اللي كان مصبرني على كلامها دا انّي كتت بشوف اسلام مش مركز مع موضوع الحمل ولا فارِق معاه، وبصراحة بعِشرتي مع حماتي اتأكدت ان لسانها طويل وان حمايا اللي لحد دلوقتي بيمد ايده عليها له الجنة بمعاشرته ليها، اوقات كنت بستغرب ان السِت دي تبقى أُم اسلام وهي اللي ربّته!

لكن .. لكن شكلي كنت غلطانة نوعًا ما، زهقت بسبب قعدتي في البيت وكنت فاضية اغلب الوقت فاكنت عايزة اشتغل، وقررت اتكلم مع اسلام في الموضوع وماظنِتش خالص انه هيعترض، استنيته في يوم لما رِجع من الشغل واتغدى وكله تمام، واتكلمت معاه ''

- بقولك ايه يا إسلام عايزة اتكلم معاك في موضوع كدة
= خير يارب
- انا عايزة اشتغل
= باستغراب: تشتغلي؟ تشتغلي ليه؟ هو انا قصّرت معاكِ في حاجة؟
- لا خالص، انا مش عايزة اشتغل عشان الفلوس، انا بس زهقت من قعدة البيت وعايزة حاجة تِشغلني
= بس انا محتاجك في البيت
- وانا مش مقصرة في حاجة
= اكيد لما تشتغلي هتقصري، وانا مش هسمح بكدة .. وبعدين وانا اضمن منين انك مش هتقصري؟ ولّا اضمن منين ان شغلك دا هيكون امان ليكِ؟
- باستغراب: أمان ليا يعني ايه؟
= يعني انا ايه عرفني ان مديرك ولّا زمايلِك الرجالة ماحدش فيهم يبصبصلِك ولّا يعاكسِك؟
- اسلام! .. انتَ بتتكلم في حاجة بعيدة، احنا لسة بنتناقش ولسة اصلًا ماعرفش هاشتغل ايه وفين عشان تقول اللي بتقوله دا
= انا بصراحة مش حابب موضوع الشغل دا، ومش محتاجِك تشتغلي
- ماشي انتَ مش محتاج لكن انا محتاجة، انا بجد زهقت من قعدة البيت والفراغ اللي انا فيه، وانتَ اصلًا مش موجود معايا طول اليوم
= وانا مش موجود عشان بلعب ولّا بشتغل؟ والمفروض عليا بقا انّي اسيب شغلي وآجي اقعد جمبك طول النهار؟

'' اتضايقت من طريقة كلامه اوي، وصوتي عِلِي ''

= انا ماقُلتِش كدة، وبطّل كل ما اتكلم معاك في حاجة تاخدها بسخرية، انتَ طول النهار بتبقى في الشغل وبتيجي تتغدا وتنام، وتصحى يا إما تروح المسجد يا إما تخرج مع صحابك، مش بشوفك في اليوم كله غير ساعتين بس ويمكن اقل كمان، فا زِهقت بصراحة ومش مستحملة الفراغ دا
- ابقي انزلي اقعدي مع امي واختي تحت، اهو يسلّوكِ
= بغضب: ايه اللي بتقوله دا يا اسلام، بتتكلم وكإنك مش عارف الخلافات اللي بيني وبين مامتك، فكمان انزل اقعد معاها معظم اليوم عشان الخلافات تزيد اكتر واكتر
- وانا شغل مافيش شغل، ومش عايز اسمع كلمة تانية في الحوار دا
= هو ايه الاسلوب دا، هو انا ...
- مقاطعًا بغضب: قُلت خلاص، مش عايز اسمع كلمة زيادة .. شغل ممنوع، انا داخل انام

'' وقام كان داخل الاوضة عشان ينام، لكن رِجع وقال بنفس الغضب والعصبية:

= مادام يا ست هانم الفراغ واكلِك اوي كدة روحي اكشفي وشوفي ايه اللي مانع الحمل لحد دلوقتي، اهو تجبيلِك حتة عيّل يشغلِك بدل الافكار الغريبة اللي بتيجي في دماغك دي

'' وقِفت وكنت وِصلت لأعلى مراحل الغضب والعصبية انا كمان وقُلتله:

- اكشِف عشان ايه ان شاء الله؟ مر على جوازنا قد ايه عشان اكشف؟ دول هما سِت شهور بس، واشمعنى انا بس اللي اكشِف ما تروح تكشِف انتَ كمان
= والله سبقتِك وعملتها مش مستنيكِ تقوليلي اعمل ايه، انا كشفت من اسبوعين والدكتور قالّي انّي سليم

'' اتصدمت من اللي قاله اوي، وقُلتله:

- كشفت؟ وليه ما قُلتليش؟ ليه تكشف من ورايا اصلًا؟
= وانا المفروض آخد منك الإذن ولا ايه؟ قُلت اتطمن واشوف نفسي انا الاول عشان لو طلعت سليم  ما اجرحكيش، لكن الظاهر كنت غلطان لما عملت كدة، والنتيجة انك حاسة بفراغ وعايزة تشتغلي وتعملي راسِك براسي في البيت! يبقى نشوف الاهم بقا ونشغِلك بيه .. روحي دوّري ورا نفسِك وشوفي ايه العيب اللي عندك اللي مانع الحمل لحد دلوقتي وعالجيه، يمكن وقتها تقدري تِنشغلي

'' وسابني ودخل ينام، وفضلت مكاني واقفة مصدومة من اللي قالهولي! وكإنه متأكد ان فيا عيب مثلًا وبيعايرني بيه، فضلت واقفة مش عارفة اعمل ايه او اتصرف ازاي، كنت متعصبة ومتضايقة ومش طايقة اقعد في البيت كله ولا طايقة اي حد فيه، دخلت الاوضة غيّرت هدومي وهو شافني وانا بغيّر وسألني:

= انتِ لابسة وراحة فين؟

'' ماردتش عليه وكملت لِبس، وخرجت رُحت بيت بابا، اول ما دخلت البيت انفجرت في العياط، ولحسن الحظ محمد اخويا ماكنش في البيت الوقت دا، فماكنش موجود غير ماما ومريم مراته، قعدت اعيط كتير .. كنت حاسة انّي مضغوطة ومش طايقة نفسي حتى، وحكيتلهم اللي حصل وقعدوا يهدّوني، في اللحظة دي اكتشفت ان انا ماعرفش اسلام كويس، وبدأ يراودني افكار ان انا كنت غلط لما اختارته، وان اخواتي صح! .. لكن حتى تفكيري دا ضايقني.
كنت حاسة ان كل حاجة بتحصل ضد اختياري، حاسة ان انا بعافر عشان العلاقة دي تنجح لكن مافيش نتيجة، بعافر عشان اقدر اريّح نفسي مع اسلوب اسلام في التعامل واقنع نفسي ان هو صح، لكن مش برتاح .. بحاول بكل الطرق ابعد نفسي عن مامته والمشاكل اللي بتحصل بينّا لكن مش بقدر وبتضايق وبتخنق، مش دي الحياة اللي انا عايزة اعِشها، مش دا الواقع اللي انا حلمت اعيشه.

اسلام حاول يكلمني لكن ماكنتِش برد عليه، ومحمد لما رجع من الشغل وعِرف انّي موجودة في البيت، جه واتكلم معايا وسألني ايه اللي مزعلني، بس ما قُلتلوش اللي قالهولي اسلام، ماكنتِش عايزة مشاكل زيادة.

تاني يوم اسلام جه البيت عشان يصالحني، بس انا ماكنتِش حاسة بكلامه، الزعل اللي جوايا كان اكبر بكتير، بس عدّيت الموضوع وجيت على نفسي عشان ما اكبّرش المشكلة، وطلبت من اسلام نروح نكشف سوا، ويكشف هو كمان تاني عشان اتأكِد من كلامه، ووافق .. وفعلًا رُحنا وكشفنا .. وطلع اسلام سليم فعلًا زي ما قال، وانا كمان طلعت سليمة! والمسألة بس مسألة وقت مش اكتر، لما سمعنا الكلام دا بصيت لاسلام بعتاب بسبب اللي قالهولي قبل كدة، وهو قابِل نظراتي بخجل، لما رجعنا قعد يعتذرلي كتير عن تسرعه في الكلام معايا وقعد يصالحني ويراضيني كتير، لكن انا ماكنتِش قادرة من جوايا اقبل اعتذاره؛ لانّي اخدتها بشكل تاني .. انّي لو كان طلع عندي مشكلة فعلًا ماكنش رضاني بالشكل دا ابدًا.

حاولت اشغل نفسي بأي حاجة في حياتي، كنت بقضّي اغلب وقتي في القراية، لكن دا ما كسرش الملل اللي جوايا وقُعادي لوحدي اغلب الوقت، كان نِفسي اشتغل اوي، لكن ما باليد حيلة، بقيت بدعي ربنا احمَل واخلّف وانشغل بدا، لكن دا ماحصلش لدرجة انّي كنت بخاف ماخلّفش خالص! .. كان عدا على جوازنا حوالي عشر شهور وبرده ماحصلش حمل، لكن ماكنش قدامي غير الدعاء.

كنت بعيش اليوم بيومه عادي، وقلبي من ناحية اسلام بدأ يمل منه بصراحة مش عارفة ليه، وبقيت بصطاد اخطائه بس، ومش قادرة اشوف مميزاته .. وقفل قلبي اكتر لما سمعته بيشتم اخته، ومش مرة لأ دا كذا مرة، بقيت بنفر منه ومن اسلوبه، وكلّمته كذا مرة يبطّل شتيمة .. لكن كان رده ان دي حاجة تلقائية منه، فابقيت بسكت، وطبعًا مشاكلي مع مامته مش بتخلص، ودايمًا تتكلم عليا على موضوع الخِلفة لدرجة انها بقت بتقول لكل الناس ان انا عندي مشكلة وابنها مستحملني بس عشان باقي عليا! فاكنت خلاص جِبت اخري ومش قادرة استحمل، فا كلمت اسلام انه يجبلي شقة برا ونسكن برا بدل هنا، وطبعًا كعادة اسلام على أي حاجة بقولها، اعترض اعتراض شديد ''

- انتِ شكلك تعبانة في دماغك، عايزاني اسيب اهلي عشانِك

'' كان متعصب جدًا وهو بيتكلم، وانا كنت متعصبة وفي قمة غضبي منه ومن اهله ''

= انا ماقُلتِش كدة، هو احنا لو قعدنا برا يبقى ببعِدك عن اهلَك؟ ما انتَ هتزورهم وتجيلهم على طول، وبعدين اللي يسمعك كدة يقول انك قاعد معاهم ٢٤ ساعة مش بس بتشوفهم في الراحة والجاية، وايام كتير كمان مش بتشوفهم، فإيه الجديد؟
- ولو، انا مش هسيب بيت اهلي ومش هروح في حتة، وبعدين في ايه مالِك يا إسراء، هو انتِ كل فترة تطلعِنا بحاجة جديدة، انتِ مريضة يا بنتي؟
= انا مريضة؟ مريضة عشان بقولك انّي زهقت من الخناق ومن كلام مامتك وكلامها عليا وتلسِنها بالكلام في الراحة والجاية، خلاص جبت اخري مش قادرة استحمِلها
- بقولك ايه الزمي حدّك وانتِ بتتكلمي عن أُمي احسنلِك، انا جزمة امي فوق راسِك
= بغضب: جزمة امك تتحط فوق راسَك انتَ لكن تتحط فوق راسي انا ليه وعشان ايه ان شاء الله
- انتِ قليلة الادب ومش متربية

'' اتصدمت من اللي قاله جدًا، بقيت واقفة قدامه مذهولة وانا بقولّه:

= انا قليلة الادب ومش متربية يا إسلام؟
- وكلمة زيادة عن امي انا اللي هربّيكِ واعلّمك الادب
= هتعمل ايه يعني؟ هتمد ايدَك عليا؟
- واكسر دماغك كمان لو دا اللي هيعدِلِك، ولو جبتِ سيرة اننا نبعد عن اهلي تاني هتشوفي مني وِش عمرك ماشُفتيه
= وعلى ايه بقا، يبقى كل واحد فينا يلزم بيت اهله
- مع ألف سلامة

'' دخلت الاوضة غيّرت هدومي ورُحت بيت اهلي، جبت آخر عِشتي مع اسلام، ومش هستحمل اعيش معاه يوم تاني بعد اللي حصل، محمد اخويا كان موجود عند امّي وحكيتله اللي حصل واللي اتقال، وكان رده بالنسبالي غريب ''

- انتوا اللي اتنين غلطانين
= ليه بقا؟ وانا غِلطت في ايه ان شاء الله؟
- اسلوبِك في الكلام عن مامته وِحش وماحدش هيقبل ان مراته تتكلم عن امه بالطريقة دي، حتى لو امه فيها عِبَر الدنيا .. هتفضل امه
= انا ماقُلتِش حاجة غلط، هو اللي بدأ بالغلط وغِلط فيا وقالّي انّي مش متربية
- وعشان كدة قُلتلك ان هو كمان غلطان، لازم طريقة الكلام بينكوا تكون اهدى من كدة انتوا مش صغيرين، لازم يكون في بينكوا حوار ونقاش محترم
= اسلام مش بيحب النقاش، بيحب يؤمر وبس! وانا مش عارفة امشي مع اسلوبه دا، ودايمًا هو اللي بيتعصب ويتخانق
- وانتِ يعني اللي هادية؟ مانتِ كمان عصبية وبتتضايقي بسرعة، وصعب تتكلمي بهدوء في اي حوار
= جرا ايه يا محمد انتَ معايا ولّا معاه؟
- انا مش مع حد، انا ضدكوا انتوا الاتنين، لازم يكون في بينكوا لغة حوار وتفاهم عن كدة
= انا مش عايزة لا اتحاوِر مع حد ولا اتفاهم، انا جبت اخري منه ومن مامته كمان، انا عايزة اتطلّق!
- ماما: ايه؟ طلاق ايه وبتاع ايه؟ مافيش الكلام دا .. حصل ايه يعني للطلاق؟
= هانّي يا ماما ودا كفاية، وانا مش قادرة استحمله خلاص مش قادرة اكمّل معاه، بقالي كتير بدوس على نفسي عشان ما اوصلش للمرحلة دي لكن مش قادرة، عشان خاطري انا تعبت .. اسمعوا كلامي وطلقوني منه انا مش قابلاه

'' بصلي محمد بصة فهمتها كويس اوي، وقالّي:

- نتيجة اختيارِك ولازم تستحملي

'' وسابنا وطلع شقته، وكانت جملته دي كفيلة تخلّيني طول الليل مش عارفة انام من كتر العياط والتفكير .. وجزء كبير من ندمي على اختياري، مش قادرة اصدّق اني بفشل في جوازي، وان وِصل بيا الحال مع اسلام ان انا عايزة اتطلّق منه.

قعدت كذا يوم في بيت اهلي من غير ما اسلام يكلّمني ولا يجي ياخدني ويصالحني، وكانت نفسيتي متدمرة اوي .. محمد اخويا ومريم مراته كانوا بيحاولوا يفكّوني بالكلام وحاولوا يخرجوني، لكن كنت برفض .. حتى عمرو اخويا كمان كان بيتصل بيا كل يوم لما عِرف انّي في البيت بقالي كام يوم، وبيطمني بالكلام ويهوّن عليا، حقيقي الواحد من غير وجود اخواته ماكنش عارف هيعيش ازاي ويستحمل اللي بيحصله.

مرّ اسبوع وانا في بيت اهلي، ونفسيتي كانت في النازل، وعشان محمد ماكنش حابب حالتي دي قرر يخرّجني بالعافية وبالاجبار، وحِلف عليا اغيّر هدومي وانزل معاه، ماقدرتِش اقف قصاد كلامه وحلفانه، فعملت اللي قالّي عليه .. ونزلنا انا وهو بس، اخدني واتمشينا على الكورنيس وأكّلني درة، وشربني شاي، وقعد يتكلم معايا كتير ويهزر ويفكرني بأيام زمان وشقاوتنا واحنا صغيرين، كنت بضحك من قلبي معاه .. واتمنيت للحظة انّي يارتني ماكنت كِبرت، سِهرنا طول الليل برا ورجعنا متأخر اوي .. كانت الساعة ١ تقريبًا، كنا راجعين بنضحك وداخلين الشارع بتاعنا، اتفاجئنا بإسلام واقف قدام بيته، وهو كمان اتفاجئ لما شافنا، وجه لِنا، سلّم على محمد، وجه يسلّم عليا رديت عليه بجفا، وبعدين قال''

- كنتوا فين لدوقتي دا الساعة 1!
- محمد: معلش اصلها كانت مخنوقة شوية فاخرّجتها
- اسلام: اممم .. ينفع اللي اختك عملته دا يا محمد؟
- محمد: مش وقت كلام دلوقتي يا اسلام احنا في الشارع والوقت متأخر
- اسلام: خلاص خلّي اختك تلم الدور وتطلع معايا دلوقتي

'' بصِتله وقُلتله:

= انا مش جاية معاك في حتة والبيت دا مش هدخله تاني، عايزني يبقى تجِبلي شقة برا
- اسلام: شايف كلام اختك يا محمد؟ بقولك ايه انتِ هتيجي معايا البيت دلوقتي، خلينا نقفل الحوار دا
= إسراء: وانا قُلت مش جاية، هو انتَ لسة فاكر؟ انا هروّح بيتي مع محمد
- ماتنرفزنيش وخلّي يومِك يعدّي، تعالي معايا
- محمد: يا جماعة صوتكوا مش كدة احنا في الشارع، اطلعي يا اسراء مع جوزِك
= إسراء: انتَ بتقول ايه؟ انا مش طالعة ويعمل اللي يعمله
- اسلام: يعني انتِ مش همّك؟
= اسراء: أعلى ما في خيلك اركبه

'' اتعصب زيادة وقال:

- انتِ فعلًا طلعتِ قليلة الادب وعايزة تتربّي

'' وفجأة رفع ايده وكان هيمدّها عليا، تلقائي صرخت ووقفت ورا محمد اخويا اللي مِسك ايده قبل ما تنزل عليا! اتصدمت من اللي حصل جدًا، ماكنتش قادرة استوعب انه عايز يمد ايده عليا وفي الشارع! مش مصدقة انه مخه وصّله لكدة، ازاي عايز يمد ايده عليا، ولأول مرة اندم على اختياري لِيه بجد، واحس ان اخواتي كان عندهم حق في رفضهم، بقيت بابُص حواليا لقيت في ناس خرجت من البلكونة لما سمعوا صوتي، اتحرجت جدًا .. نفض اسلام ايده من ايد محمد، وقال محمد بهدوء وبصوت واطي عشان الناس:

- محمد: اختي متربية احسن منك ومن أمثالك، واِحمد ربنا انّي موجود بينكوا دلوقتي ومنعتك تمد ايدَك عليها؛ لانّي لو ماكنتِش موجود ومديت ايدَك عليها كنت هقطعهالَك وهندّمك طول عمرك على ان فكرة رفع ايدَك عليها جت في بالَك، ولو التربية بمد الايد فانا هعرف اعلّمهالَك كويس، ومافيش اسهل من مد الايد، يلا يا اسراء

'' ومسك ايدي ومشينا من قدام اسلام اللي مانطقش، كنت ماسكة نفسي بالعافية عشان ماعيطش في الشارع، وأول ما دخلنا البيت لقيت أمي قاعدة في الصالة، جريت على حضنها وقعدت اعيط، حضنتني وهي مش فاهمة حاجة، ماكنتِش قادرة ارد عليها او اقول حاجة، فسألِت محمد اخويا، وقال اللي حصل ''

- ماما: ايه؟ يمد ايده عليها؟ ازاي يفكر يعمل كدة؟
- محمد: طبيعي .. هو ماغلطش احنا اللي غلطانين

'' سكت ورفعت راسي وبصيت لمحمد وانا مصدومة، وقُلتله:

= هو ايه اللي طبيعي وايه احنا اللي غلطانين دي؟ طبيعي يمد ايده عليا؟
- ااه طبعًا
= انتَ بتقول ايه؟
- بقول انه اتربّى في بيت ابوه بيمد ايده على امه على طول وشايف امه راضية، حاجة اتربى عليها فأكيد هيعملها مع مراته في كل مشكلة صغيرة او كبيرة، حتى لو هو شخص غير ابوه ودماغه مختلفة، لكن اسلوب الحياة واحد .. والأساس اللي نشأ فيه هو كدة، حتى لو هو رافض الفكرة اكيد هيتأثر بيها وطبيعي ينفذها، كلنا نِتاج تربية اهالينا ونِتاج البيت اللي خرجنا منه، وانتِ شُفتي بنفسك البيت اللي هو اتربى فيه شكله من جوا عامل ازاي، يبقى هو صح واللي عمله طبيعي، واحنا اللي غلطانين اننا رضينا بحد عارفين شكل البيت اللي خرج منه ومع ذلك وافقنا، ودلوقتي قاعدين نندِب ونعيط
- ماما: خلاص بقا يا محمد هو وقته الكلام دا؟
- محمد: ااه يا ماما وقته، وعلى فكرة هو غِلط لما بنتِك غلطت، صحيح هو غلطه اكبر لكن هي برده غلطانة، بدل ماتلم الدور وتطلع معاه نشفت دماغها، ومافيش واحدة بنت ناس محترمة تقول لجوزها اعلى ما في خيلك اركبه وتعنِد بالشكل دا، ومش عايزاه يتعصب ازاي بس؟

'' اتضايقت من كلامه اوي وعيطت اكتر، ماكنتِش قادرة استحمل كلامه ودلوقتي بالذات، وهو سابنا وطِلع شقته .. وفضلِت ماما جمبي تهدّيني.

الموقف دا جاب آخر علاقتي مع اسلام، مستحيل اقدر ارجعله أو أأمنله من تاني، وقلبي بسبب اللي حصل قفل من ناحيته اوي .. مش عارفة ايه الغلط اللي ارتكبته في اختياري عشان اوصل للنقطة دي، مش قادرة اشوف نفسي غلطانة، وفي نفس الوقت مش قادرة ما اعترفش ان اخواتي كانوا صح، ويمكن كانوا شايفين حاجة ماقدرتش اشوفها، ولا قادرة اشوفها لحد دلوقتي.

اسلام حاول يرجعلي كتير ويصالحني لكن انا كنت خلاص اخدت قرار الطلاق ومستحيل ارجعله حتى لو جابلي شقة فعلًا زي ما طلبت، امي واخواتي حاولوا يرجعوني عن قراري وكلموني كتير فيه، خصوصًا ان ماعدّاش على جوازي سنة، لكن انا ماقدرتش اسمعلهم، زي مانا ماقدرتش اسمعلهم في الاول، وزي ما اخدت قرار جوازي لوحدي اخدت قرار الطلاق برده لوحدي.

عدا شهر من يوم اللي حصل، وبعد المحاولات والمحايلات الكتير للصلح .. تم طلاقي! واتطلقت فعليًا من اسلام، واتدمرِت حالتي النفسية كتير، ماكنتِش قادرة استوعب بدرجة كبيرة ان حلم من احلامي اتحقق وهو جوازي من اسلام، وماقدرتِش استحمل معاه العيشة اكتر من عشر شهور ! ازاي واحد كان أخف على قلبي من الريشة يبقى بكل التُقل دا على قلبي؟ ازاي كل حاجة تتحوّل كدة في لحظة؟ ازاي فشلت في اكتر حاجة كان نفسي تنجح؟

عدا الوقت بيا ومشيت الايام، وكان اول قرار اخدته بعد طلاقي هو انّي قلعت النقاب، ماكنتش طايقة اكمّل بيه اكتر من كدة، قطعت صور فرحنا انا واسلام، حرقت كل هدية جابهالي .. محيت اي حاجة تفكرني بيه، كنت حاسة انّي فشلت فشل مش مسموح بيه ولا حتى في خيالي، لدرجة انّي اقتنعت ان عمري ما هعرف آخد قرار صح في حياتي، ولا انا مسئولة كفاية انّي آخد قرار اصلًا، ولا ينفع اعيد تجربة زي تجربة الجواز دي تاني؛ لاني مش هعرف استحمل وجع فشلها من جديد، انا واحدة مش مؤهلة انها تختار! فأحسنلها تعيش وحيدة.

ماكنتِش بخرج من البيت نهائي، كنت بخاف اقابل إسلام صدفة وتيجي عيني في عنيه، كنت خايفة اشوفه وافتكر فشل علاقتنا وسوء اختياري، ندمت انّي ماسمعتِش كلام اخواتي من الاول ورضيت بإسلام زوج ليا، اللي بعد طلاقنا بسِت شهور بس كان اتجوز!

خبر جوازه نزل عليا خرسني! ماكنتِش متوقعة انه ينساني بسهولة كدة ويتجوز بالسرعة دي، هو انا كل حاجة عِشتها معاه كانت كدب حتى المشاعر؟!

حتى اللي اختارها كانت منتقبة، كإنه بيوصلي رسالة انه لقا اللي احسن مني، واكيد انا واثقة مليون في المية انه اختار واحدة مالهاش شخصية ومهما يقولها هتطيعه من غير نقاش، كإنها جارية أو عبدة عنده، يا ألف خسارة يا إسلام، للأسف مظهره يدل على شيء، واللي جواه شيء تاني خالص.

وعشان كدة ازداد خوفي من فكرة الزواج من تاني، اخاف اتخدع من تاني وما اقدرش اميّز .. اخاف اشوف حاجة ماحدش يشوفها غيري، اخاف اصدّق واتمنى، اخاف احس اي احساس مهما كان بسيط يوصل عقلي لفكرة الزواج من تاني، اخاف على قلبي من الوجع.

فقررت اقفل باب الزواج وباب التفكير فيه مطلقًا، وقررت اشتغل عشان ماسلّمش نفسي لدماغي كتير، واندمجت في حياة الشغل اكتر.

كنت بشوف مراة اسلام كتير صُدف، كل اللي بينا كان السلام من بعيد وبس، ماكنتِش قادرة ابطل افكر في شكل حياتهم مع بعض، وقد ايه ممكن يكون خانقها ومخلّي حياتها كلها جحيم، زي ما كان معايا .. وواثقة ان مامته - اللي لحد دلوقتي لسة بتتضرب من والده رغم كُبر سنها - اكيد بتضايقها وبتعاملها زي ما كانِت بتعاملني، فيه ضحية جديدة في البيت دا.

تفكيري في اسلام لحد دلوقتي - رغم ان كان عدا على طلاقنا سنتين - اكيد ماكنش حب فيه، لاني ماحستش بمعنى الحب معاه اصلًا، كان فيه مشاعر اكيد ليه .. بس مش حاسة انها كانت حُب، وماعرفش ممكن تتسمى ايه المشاعر دي، بس أي حاجة غير حب، فا ممكن تفكيري فيه كان انّي مش قادرة اتخطى فشلي في اختياري، وماكنتش فاهمة ازاي بعد ما عدا كُل الوقت دا لسة بفكر في التجربة اللي ماتت من سنتين، وليه اعمل كدة؟ لكن كنت بفكر بشكل لا إرادي .. يمكن عشان مش فاهمة ليه اسلام عدّا فشله في التجربة معايا من غير ما يتعقّد زي ما اتعقّدت؟ من غير ما يندم ويتحسّر؟ ازاي ماخافش يتجوز؟ ازاي قِدر يعيش ويكمّل من غير خوف؟ تجاوز دا ازاي طيب عشان اعمل زيّه، ازاي الواحد يتخطى الفشل في اختيار مصيري يدمر حياته؟ .. دا حتى خلّف ما شاء الله، وتلقائي لقيت احساسي بالأمومة بيزيد واتمنيت ابقى أُم، اتخلق جوايا تناقض وزادت الامور سوء جوايا، منين هموت وابقى أم ومنين رافضة فكرة الزواج؟

فِضل حالي كدة كتير، عقلي هينفجر من كتر التفكير في ماضي انتهى لا عمره هيرجع ولا حاجة هتتغير، وما بين مستقبل مجهول رافضة اعيش فيه تفاصيل بعينها.

يمكن اللي خلاني كويسة شوية وابطل تفكير في أي حاجة تضايقني هو نزول عمرو اخويا من السفر بعد اربع سنين غياب .. كنت مبسوطة اوي لما رجع من السفر وكان بقالي كتير ماشوفتش ولاده، فا جُم حلّولي الدنيا على الآخر .. واتفاجئت ان ريهام مراته لبست النقاب، ماكنتِش اعرف انها انتقبِت، ولما سألتها قالت انها لبسته قبل ماتنزل من السفر بكام يوم، وحبّت تعملهالنا مفاجأة.

الأيام كلها اتغيّر طعمها بالنسبالي، كنت مفقتدة عمرو أوي، ومفتقدة لوجودنا انا وهو ومحمد مع بعض وسهرنا لوِش الفجر، نتكلم ونضحك ونفتكر ايام زمان .. والحمد لله رجعت الايام دي من تاني، وفي يوم واحنا سهرانين مع بعض لقيت عمرو بيقولي:

- ايه يا أستاذة اسراء، مش ناوية تتجوزي بقا ولّا ايه؟
= ولّا ايه؟
- قولي انتِ، قافلة باب الجواز وبترفضي اي عريس يجيلِك كدة من الباب للطاق
= بصراحة يا عمرو مش بفكر في الجواز دلوقتي خالص
- ماشي ماتفكريش دلوقتي .. فكري بعدين، لسة العمر قدامك
= لا دلوقتي ولا بعدين، انا جربت حظي مرة وخلاص
- بعني ايه؟ هتقعدي طول العمر كدة؟
= وايه المشكلة؟ ايه الغلط في كدة؟
- وليه يابنتي تحكمي على نفسك بالوِحدة عشان تجربة فشلت، لا انتِ اول ولا آخر واحدة تتطلق

'' اتضايقت من الحوار، فاقُلتله:

= اقفل الموضوع دا يا عمرو، من فضلك مش عايزة اتكلم فيه

'' فقال محمد:

- سِبها يا عمرو هي حرة، هي كبيرة وقادرة كفاية تقرر حياتها تمشي ازاي
= عمرو بتنهيدة: طيب براحتكوا

'' ماكنتِش قادرة احكم على نفسي، هو انا كبيرة كفاية انّي اقرر حياتي تمشي ازاي؟ امال ليه حصلّي كدة؟

انا قفلت باب الجواز لاني مش عايزة اعيد نفس التجربة الخايبة، ومش هستحمل فشل مرتين، مش هقدر اداوي وجعي ابدًا، عندي خوف رهيب وكبير في انّي ممكن ادخل تجربة جديدة، فالوِحدة بالنسبالي اهون كتير من الفشل.

عمرو كان بيجيلوا ناس كتير يزوروه، من ضمنهم طبعًا عمر ابن خالي .. غير ان هو ابن خالي واخته متجوزة اخويا، الّا انه صاحب عمرو اوي ومن زمان وهما قريّبين من بعض، فكان بيتردّد على بيتنا كتير، وكنت بشوفه كتير .. عمر خطب مرة واحدة وفسخ، وخطب في الوقت اللي كنت متجوزة فيه اسلام، ومن بعدها ماخطبش تاني.

اللي اختلف في عمر عن زمان انه بقا ملتحي ماشاء الله، قبل كدة كان لأ، كان بياخد عيني اوي؛ لان كان واضح عليه التدين .. فكنت ببصله كتير؛ لان دا النوع او الشكل اللي بيلفت نظري في الرجالة، ولما كنت افوق من اللي بعمله كنت استغفر ربنا واغض بصري، واتكرر الموقف دا كذا مرة .. لدرجة ان دماغي بدأت تروح في حتة تانية وتفكر ان لو كنت وافقت بعُمر زمان عن اسلام كان ممكن يبقى شكل حياتي افضل، لكن كنت برجع انفض الافكار دي من دماغي، واقول لنفسي: اذا كان اللي شبهي ماتفقناش وكان ألعن مما تخيّلت .. يبقى المختلف عني تمامًا دا واللي تقريبًا مافيش صفة او طبع واحد يجمعنا كنا هنتفق يعني؟ ازاي طيب؟

في يوم كنا قاعدين كلنا فوق السطوح، كل العيلة .. كنا بنتكلم ونضحك، وكان الوقت حلو اوي معاهم، اتفاجئت بعمرو بيقول ان عمر جاي وهيقعد معانا شوية، مش عارفة ليه اول ما سمعت اسمه اتخضيت وحسيت انّي ارتبكت مش عارفة ليه، شوية وعمر جه وحسيت انه اتفاجئ لما شافنا كلنا متجمعين، سلّم علينا وبعدين وِقف بعيد جمب السور هو وعمرو وقعدوا يتكلموا، ومن وقت للتاني كنت ابصله، ولأول مرة آخد بالي من نظراته ليا هو كمان، هو ايه اللي بيحصلّي دا؟ اتضايقت فجأة واستأذِنت وقُلت اعملهم شاي واهرب من النظرات دي واقلّل ارتباكي، المهم نزلت اعملهم شاي .. ولما طلعت لقيت مريم ومحمد كمان واقفين مع عمرو وعُمر! وديت لماما وريهام الشاي، وبعدين رُحت قدّمت الشاي للباقي .. كل واحد اخد كباية، وكنت همشي لكن لقيت عمرو فجأة بيقولّي:

- ما تحضرينا يا إسراء

'' اتفاجئت من اللي قاله، وحسيت ان عُمر كمان اتفاجئ، فقُلتله:

= احضركوا في ايه؟
- بنحاول نقنع عُمر انه يتجوز ومش عايز ورافض خالص

'' طب وانا مالي بيدخّلني ليه؟ وازاي عمرو يحطني في موقف زي دا، اتحرجت اوي، لكن تمالكت نفسي، وقُلت:

= وليه بتحاولوا تقنعوه اصلًا؟ يعني هو مش صغير، هو كبير كفاية يعرف احتياجاته في الحياة، لو مش من ضمنهم الجواز يبقى مش بالعافية
- محمد: هو مش بالعافية عندك حق، بس واجب علينا ننصحه ونفّهمه ونحاول معاه
= مين قال ان واجب عليكوا؟ مع احترامي ليكوا كلكوا بس اعتقد هو ناضج كفاية ويعرف يحدد اولوياته واحتياجاته، ماظنش انه محتاج نصيحة او محاولة، لو مش عايز يتجوز يبقى بلاه الجواز هيعرف يعيش من غير ما يتجوز عادي
- مريم: يا سلام! يضيّع عمره كله وهو عايش لوحده؟ لا له زوجة ولا عنده اولاد يشيلوه لما يكبر؟
= سيدنا يحيى كان حَصور، ماتجوزش .. فيه ناس مابيبقاش عندها رغبة للجواز، مش هنزرع فيهم الرغبة بالعافية، ثم ايه اللي في عدم الجواز مضيعة للعُمر؟ ومين قالك ان الجواز مش مضيعة للعمر؟ لما واحد يتجوز واحدة وهو من جواه رافض ومش عايز يبقى هيظلمها معاه وهيعيش مش مرتاح .. يبقى دا مش مضيعة للعمر؟

'' لقيت نفسي اندمجت في الحوار وبدأت اتضايق، وبقيت بتكلم كإني بدافع عن نفسي؛ لانهم بيعملوا معايا نفس اللي بيعملوه مع عُمر في موضوع الجواز ''

- عمرو: طب ما الراحة ممكن تيجي لما يجرّب، اوقات كتير الواحد بيبقى مش مرتاح لفكرة الجواز، ولما يقعد مع واحدة الامور بتتغيّر
= واوقات دا ما بيحصلش، وبنات الناس مش فيران تجارب عشان نعشمهم وندخل بيوتهم ونحكم بالارتياح او لأ من مقابلة ما تتعداش النُص ساعة، وبعدين نقول لا مش مرتاحين .. ثم ازاي هيرتاح لواحدة والفكرة العامة اصلًا اللي هو داخل البيت عشان يحققها هو مش عايزها؟ يروح يتقدم لواحدة للجواز ازاي وهو من جواه مش عايز الجواز ككل؟
- محمد: والولاد؟ هيعيش عمره كله من غير ما يكون أب؟

'' وكإنه داس على وتر حساس عندي، حسيت بغصة في قلبي، وقُلتله:

= كل اختيار في الدنيا وله ضريبة، ضريبة الجواز المشاكل والاختلافات والظروف اللي بنمر بيها، وضريبة الوِحدة ان مايكُنش فيه ولاد
- عمرو: بس ضريبة الجواز اهون من ضريبة الوِحدة
= دا بالنسبالَك، الناس مش زي بعضها .. ثم هو كل اتنين متجوزين خلّفوا؟ دي اقدار في النهاية
- محمد: بس مبنية على اختيارات، ماينفعش ابقى هموت واكون أب وابقى رافض الجواز واقول قدري
= ماحدش عارف هو مَر بإيه عشان يرفض الجواز حتى لو هيموت ويبقى أب

'' ابتسم عمرو بسخرية وقال:

- وهو عُمر مَر بإيه بقا عشان يرفض الجواز؟

'' استغربت وقُلتله:

= ليه هو ماكنش خاطب قبل كدة؟

'' ظهر عليه الصدمة شوية وكإنه كان ناسي وافتكر، بس عمرو كان فاكر ان الموضوع اتقلب عليا وبتكلم عن نفسي، فحب يكسفني او يفكّرني اننا بنتكلم عن عُمر مش عليا، لكن انا فهمته .. كمّلت وقُلت:

= يا عالم ايه اللي عاشه عشان يبقى رافض من بعدها انه يتجوز، في النهاية هو بس اللي من حقه يقرر هو عايز ايه ومحتاج لإيه .. عن اذنكوا

'' وكنت لسة همشي، لكن وقفت لما عُمر قال:

- بس انا عايز اتجوز، انا مش رافض الجواز خالص

'' بصِتلهم كلهم وبعدين بصيت لعُمر، وقُلتله:

= امال ليه بيقولوا انك رافض؟

'' نقّل نظره بينهم كلهم، وبعدين بصلي وقال:

- كل الموضوع ان انا رافض الجواز عشان فيه واحدة في دماغي، ومش عايز غيرها

'' استغربت اوي، وبصيت ليهم مالقتش حد مستغرب غيري، وكلهم بيبصولي كإنهم مستنيين ردة فعلي، فتداركت الموقف بسهولة .. وفهمت من نظراتهم ان هو احتمال كبير يكون بيقصدني انا بكلامه، اتكسفت اوي وحاولت ما ابينش دا ولا حتى في كلامي ''

= لو تقصد اللي كنت خاطِبها فهي لو لسة ماتجوزتش او اتخطبِت تقدر تحاول معاها من تاني
- لا مش هي، واحدة تانية
= وايه اللي مانعك تتقدملها؟

'' فضل باصصلي شوية وبعدين قال:

- مش عارف
= عايز نصيحتي؟
- اكيد
= ماتفكرش فيها وحاول تنساها، اكيد تعرف عنها حاجة واكيد الحاجة دي هي اللي موقّفاك .. ومادامها موقفاك يبقى هي حاجة كبيرة بالنسبالها وهترفضك؛  لانها اكيد مش هتبقى مستعدة .. عن اذنكوا

'' وسبتهم ونزلت من السطح، ورُحت قعدت في اوضتي .. اول ما قفلت الاوضة قعدت اعيط، مش عارفة بعيط ليه، بس كنت متضايقة اوي ومخنوقة .. حاجة جوايا منعاني اوصل لحاجة بحبها، قُمت طفيت نور الاوضة ووقفت في الشباك بتاع الاوضة شوية، ودماغي عمال تودّي وتجيب في اللاشيء، لمحت وانا واقفة اسلام واقف في البلكونة مع مراته وشايل ابنه عمال يلاعبه، كان بيضحك ومبسوط .. غصب عني زاد عياطي، مش حقد على اسلام لاقدّر الله، بس زعل وحزن على حالي، نفسي اعيش الموقف اللي اسلام بيعيشه دلوقتي، بس خايفة ومش قادرة ولا عارفة اعمل دا ازاي، القوة اللي عند اسلام دي غريبة اوي، في وقت قصير عِِرف يتجاوز وبدأ حياته من جديد واتجوز ومبسوط وخلّف كمان، طب الطريقة ازاي بس؟ .. خرّجني من دايرة تفكيري المقفولة دي صوت خبط على الباب، مسحت دموعي بسرعة وأذنت بالدخول، دخل محمد ومريم وعمرو وريهام،  استغربت من التجمع الكبير دا، كدة فيه موضوع وكبير ''

- محمد: قاعدة في الضلمة ليه كدة؟

'' ماردتش عليه، شغّل النور وجُم كلهم قعدوا جمبي ''

- مريم: بصي بقا يا إسراء احنا عايزينِك في موضوع
= واضح، خير؟
- ريهام: من غير تسرع ولا عصبية وبراحة كدة .. عُمر اتقدملِك

'' بصتلهم كلهم ومانطقتِش ''

- عمرو: ايه يا اسراء؟ ايه رأيك؟
= متهيألي ان عمر وصلّه ردي
- مريم: طب ممكن بس تفكري شوية و...
= مقاطعةً: بصي يا مريم انا مقدّرة انه اخوكِ وانك تحاولي معايا عشانه، بس انا مش عايزة اتجوز في العموم، انا مش رافضة عمر خالص، هو حد كويس ومحترم ويستاهل واحدة احسن مني بكتير
- محمد: بس هو مش عايز غيرِك ومن زمان مش من دلوقتي
= بتنهيدة حزن: ماتصعّبوش عليا الموضوع من فضلكوا
- محمد: ايه الصعب في كدة؟ وليه دافنة نفسك في الحزن والبُكا بقالِك سنتين وزيادة؟ عشان ايه؟ ماتعيشي انتِ كمان

'' لقيت نفسي بعيط وبقول:

= مش قادرة، مش عارفة اعمل دا، ارجوكوا سيبوني براحتي

'' وزاد بكايا .. عمرو اخويا خدني في حضنه وقعد يطبطب عليا، وجه محمد هو كمان وطبطب عليا، لحد ما هديت شوية، فقال عمرو:

- عمر من زمان بيحبك، ولانّي صاحبه فكنت واخد بالي من دا على طول وعامل نفسي مش واخد بالي، لحد ما جه اتقدملِك مع اسلام وانتِ اختارتي اسلام، ووقتها هو حاول يتأقلم على فكرة انك بقيتي لغيره وخطب، بس مارتحش وعشان كدة فسخ .. لحد مانتِ اتطلقتي، وكنت واثق ان عمر مستني اللحظة المناسبة عشان يتقدم من تاني، واكيد كانت مريم بتقوله انك رافضة الجواز وهو اختار يستنّاكِ .. وقعد سنتين اهو، وقبل مانزِل من السفر هو طلبِك مني، وقُلتله نأجل الموضوع شوية لحد ما انزل من السفر واشوفِك، وحاولت فعلًا افتح معاكِ الكلام كذا مرة لكن انتِ كنتِ بتصدّي من غير اي سبب منطقي، لحد النهاردة، اخدته على جمب وقُلتله انّي هفاتحِك في الموضوع النهاردة، ودخّلتِك في الحوار وخليتك تتكلمي قدامه عشان لو رفضتي يبقى هو عارف السبب كويس، ولما قُلتي اللي قُلتيه هو طلب مني ما افتحش معاكِ الموضوع وخلاص على كدة كل شيء نصيب، يعني ماحدش هيغصبك على حاجة يا إسراء، كل حاجة هتمشي زي مانتِ عايزة، بس احنا لازم نتكلم شوية في الموضوع ونفهم سبب الرفض المطلق دا ايه، ونحاول نلاقي حل
= انا رديت على كلامك دا فوق، انا مش محتاجة من حد كلام او نصيحة، لو الحاجة دي مش نابعة من جوايا خصوصًا في موضوع الجواز يبقى ماينفعش
- مين قال كدة، مايمكن احنا شايفين حاجة انتِ مش شايفاها في نفسك، ماتسمعينا وتفكري في كلامنا، في النهاية القرار قرارِك، مافيش حاجة اسمها انا عارفة وانا اللي اقدر اقرر لوحدي من غير ما اسمع، ولما انتِ قادرة وعارفة كويس احتياجاتِك بقالك سنتين قاعدة من غير قرار ليه؟ ما قررتيش ليه لحد دلوقتي
= مين قالك؟ انا قررت .. قررت ما اتجوزش وما اعيدش التجربة تاني
- محمد: حلو، امال ليه بتزعلي وبتعيطي بقالك سنتين؟ ليه كل ما بنجيب سيرة الولاد وِشك بتغيّر؟ ليه كل ما بتشوفي اسلام مبسوط بتزعلي انك مش قادرة تتخطي زيه؟ .. احنا واخدين بالنا من كل دا بس ماحدش فينا عايز يتكلم عشان تقدري تاخدي قرار، ولحد دلوقتي دا ماحصلش .. اللي مش عايز يتجوز يا إسراء مابيتوجعش كل مابنجيب سيرة الجواز او الولاد، مش بيتأثر لانه كدة كدة مش عايز ولا عنده مشاعر تجاه الموضوع، لكن انتِ عندك مشاعر تجاه الموضوع، الدليل انك اتجوزتي قبل كدة .. يعني المثال اللي انتِ ضربتيه فوق ان سيدنا يحيى كان حصور وماتجوزش، بس سيدنا يحيى ماكنش له رغبة في النساء اصلًا، مش اتجوز وجرّب وبعدين بقا حصور، دا تناقض .. وبناءًا عليه مابقاش له اولاد وماكانِتش فارقاله الجزئية دي، فالمثال اللي ضربتيه غلط تمامًا

'' كنت بفكر وهو بيتكلم، كلامه صحيح نوعًا ما ''

= انا خايفة، ومش قادرة اتخطّى خوفي واجرب مش هينفع، مش هينفع اعشّم حد وبعدين اقول لا
- ريهام: بس دا حقك، دا مش غلط .. ياما ناس كانوا من البداية حابّين التجربة لكن بيقعدوا مع ناس مش مناسبة وبيرفضوا، وعشان كدا فيه رؤية شرعية، فيه قبول او رفض، وطول مانتِ خايفة عمرك ماهتتخطي اي حاجة، الخوف بيتغِلِب بالتجربة، وقتها فعلًا بتكتشفي حجم الموضوع جواكِ عامل ازاي، حاجات كتير في حياتنا بنبقى خايفين منها زي شغل جديد، كلية جديدة، امتحان داخلينه، اي حاجة .. عمرك ماهتتغَلّبي على خوفِك دا الّا اذا جرّبتي، ماينفعش عشان خايفة ان الامتحان يجي صعب ماتدخلهوش، ممكن يجي مافيش اسهل منه، وممكن يجي صعب فعلًا بس تنجحي فيه
= ووارد مانجحش وافشل
- وقتها هتبقي عرفتِ نقاط ضعفك، ايه اللي كان المفروض تذاكريه اكتر .. غلطاتِك كانت فين وتصلّحيها وتدخلي الامتحان من تاني، لكن لو فشلتي مرة وجيتي قُلتي لا مش داخلة الامتحان تاني عشان خايفة اعيد فشلي يبقى عمرك ما هتتحركي من مكانك والخوف هيكبر جواكِ اكتر، وهتلاقي الكل سبقوكِ وانتِ واقفة مكانك، وكل ماتلاقي حد سبقِك هتزعلي على نفسك اكتر
- عمرو: مشكلتك يا إسراء فعلًا انك مش فاهمة نفسك كويس، انتِ مش قادرة تحددي احتياجاتك ودا اللي ملغبطِك، لو عارفة احتياجاتك فعلًا يبقى مشاعر الامومة كانت اتلغِت من جواكِ مع رفضِك للجواز، لكن مشاعر الامومة غلباكِ، ولا كنتِ هتتأثري بحياة اسلام الجديدة بالشكل دا .. حتى احتياجاتك في الاول ماكنتيش فاهماها، عشان كدة اخترتي غلط
= ازاي؟
- معنى التدين بالنسبالك كان غريب، كان همّك المظهر اكتر من الجوهر، ودا حقك .. بس انتِ ماكنتيش عارفة دا اصلًا، اخترتي اسلام عشان بدقن وماسك سواك وبيصلّي بالناس في الجامع، مافكرتيش ان التدين دا باين في سلوكه وسلوك البيت اللي طالع منه ولا لا
= هو التدين انواع؟
- طبعًا، فيه ناس التدين بالنسبالها مظهر وبس، وفيه ناس التدين عندها جوهر بس مش مهم المظهر ايًا كان، وفيه ناس الاتنين
= وايه الصح؟
- دا مافيش فيه صح وغلط، الجواز مش دار إصلاح .. الجواز بناخد اللي محتاجينه واللي نقدر نتكيّف معاه، الصح والغلط في الجواز بالتحديد نِسبي، ممكن اشوف حد بيتجوز وابقى رافض اختياره لانه مش هيكون نفس اختياري لو انا مكانه، حد ممكن يتجوز حد متدين وتلاقي ناس رافضة اختياره وشايفاه معقد، وناس مهم عندها الماديات، وناس مهم المظهر، وناس مهم التعليم .. ايًا كان الاختيار المهم تقدري تتكيفي مع اختيارك، فا لو انتِ التدين بالنسبالك مهم، فلازم تسألي نفسك التدين بالنسبالِك ايه، صلاة وصوم بس؟ ولا دراسة علم شرعي؟ ولا لحية وسواك؟ ولا معاملة، ولا ايه بالظبط؟ وتختاري على كدة
= طب وانا هعرف منين ان اللي اختارته مناسب لاحتياجاتي؟
- من الخطوبة .. مشكلتك ان خطوبتك انتِ واسلام كانت شهر ونص بس! مدة مش كافية تتعرفي عليه، كان ممكن تقدري تتعرفي عليه اكتر لو المدة كانت اكبر أو لو كنتِ عارفة احتياجاتك .. يعني مثلًا، متهيألي انا ومحمد ان التدين بالنسبالنا في الجوهر اكتر من المظهر، احنا الاتنين مقتنعين ان النقاب فرض، رغم ان فيه ناس شايفاها مش فرض، وكل واحد اختار زوجته حسب احتياجاته والاهم بالنسباله، ريهام لما اتجوزتها كانت لابسة حجاب بس، ماينفعش وانا واخدها من بيت ابوها كدة آجي اتجوزها اقولها لازم تلبسي النقاب، ماينفعش اختار واحدة رافض فيها حاجات واغيّرها لما اتجوزها، عمر الجواز ماهينجح لو بالطريقة دي
= حتى لو انتَ صح؟
- حتى لو انا صح، كنت اخدت واحدة منتقبة من الاول وريّحت دماغي
= يعني ولا من باب النصيحة؟
- طبعًا لازم يكون فيه بين الزوجين نصيحة، دي علامة من علامات الحب، لكن مش اجبرها وافرِض عليها رأيي .. لان انا لو مقتنع ان النقاب فرض وارِد هي لأ، وكدة هندخل في حيطة سد، ولو عدا موقف الباقي مش هيعدي .. زي ما اسلام فرض عليكِ النقاب، انتِ كنتِ شايفة ان هو صح وان النقاب مش حاجة غلط، لكن من جواكِ كنتِ رافضة، وعشان كدة اول حاجة عملتيها لما اتطلقتي انك قلعتيه، وانتِ كنتِ غلط لما طلبتي تشتغلي بعد الجواز وماحددتيش له من البداية ان الشغل بالنسبالك خطوة هتيجي، عشان كدة هو رفض .. هو واحد واخدِك من اهلك مش بتشتغلي، وعايز كدة .. وانتِ لما عديتي موقف النقاب ماقدرتيش تعدي موقف الشغل لانك شُفتيه متحكم ومافيش حاجة انتِ قادرة تعمليها بمزاجِك، فا انتوا الاتنين كنتوا غلط في اختياركوا لبعض، الجواز ماينفعش فيه نصلّح عيوب بعض، عشان كدة اسمه قبول او رفض .. يا اقبل بالعيوب، يا ارفض بالمميزات، لكن مبدأ آخد كل حاجة دا غلط، وعمرِك ماهتلاقيه، ولاننا احنا اخواتك وعارفينك شايفين ان عمر هو الانسب ليكِ

'' ضحكت بسخرية وقُلتله:

= ازاي بس؟ احنا مختلفين في كل حاجة
- ودا اللي هينجّحكوا مع بعض، ثم مش خدتي اللي شبهِك؟ النهاية كانت ايه؟
- محمد: مش فاهمة نفسك كفاية يا اسراء، قبلتِ جوازك من اسلام لانه شبهِك في الطباع والصفات، هو عصبي وانتِ عصبية ودي نقطة فشلكوا، لو انتِ اتعصبتي هو هيتعصب والمشكلة هتكبر .. كان الاولى تسألي نفسك انتِ لما بتتعصبي بتستني ايه من اللي قدامك عشان تهدي؟
= ...
- فكري وردي كدة؟

'' فكرت ثواني وبعدين قُلتله:

= انه يوطي صوته ويسمعني للآخر ويكلمني براحة وبهدوء، وقتها هاهدى
- حلو، ازاي واحد بيتعصب زيه زيك هيقدر يعمل كدة؟ طبيعي انتوا الاتنين هتثوروا، انتِ واسلام كنتوا مختلفين في كل حاجة مالقِتوش نقطة اتفاق بينكوا، عشان كدة الانفصال كان سريع .. التشابه يا اسراء مش في الطبع والصفات بس، اصل التشابه هو التفاهم، حد يفهمني وافهمه ويتعامل معايا زي مانا احِب، وقتها بس نبقى متشابهين، حد يتعصب التاني يهدى، حد يزعل التاني يهوّن .. حد يعيط التاني يطبطب، دا تفاهم، بنلاقي في بعض اللي محتاجينه، يعني انا ومريم متفقين في حاجات كتير، زي المبادئ .. عندنا نفس المبادئ والتفكير، وكمان متشابهين في اغلب الصفات والطبع، احنا الاتنين هاديين، فايوم ماحد فينا يتعصب التاني هيبقى هادي، حد يشد وحد يرخي، لكن وبالذات العصبية لو كانت في الاتنين هتودّي العلاقة في داهية، دا كان لازم تحدديه من البداية
- عمرو: احنا فيها لسة، هاتي ورقة وقلم واكتبي احتياجاتك ايه في شريك حياتك، ورتبيهم من الاهم فالمهم، وحاولي ماتكونيش مثالية وتختاري حاجات عمرها ماهتكون في شخص واحد، لاننا كلنا فينا عيوب، وبعد ماتكتبي شوفي الحاجات اللي ممكن تتنزلي عنها .. وهكذا مع العيوب، ايه العيوب اللي انتِ مش حابة تكون في شريك حياتك، وكوني حيادية .. وبعدها اكتبي ايه اللي ممكن تتنزلي عنه من العيوب ومايضركيش، واعرفي ان كل ميزة هاتختاريها عكسها مش هتلاقيها، يعني لو عايزة حد دماغه كبيرة وشخص عقلاني اعرفي انه مش هيبقى عاطفي بدرجة كبيرة، ماينفعش تقولي عايزاه عقله كبير والعاطفة برده تكون جياشة، مش هينفع .. حددي انتِ اولوياتِك، العقل ولا العاطفة .. وهكذا على كل الامور، اكتبي صفاتك الحلوة والوحشة، اكتبي صفاتك الحلوة شايفة انها تتقدّر ازاي؟ وصفاتك الوحشة لازم يتعامل معاها ازاي عشان ماتظهرش؟ لازم تكوني فاهمة احتياجاتك انتِ الاول قبل ما تختاري حد وعايزاه يفهمها وانتِ اصلًا مش فهماها، وعلى فكرة .. اسلام مش شخص وِحش خالص، بالعكس جدًا .. اختلافكوا اللي خلّاه وِحش في عنيكِ، وعشان هو فهم بدري فشلكوا في العلاقة واسباب الفشل دي ايه، قِدر يفهم احتياجاته وراح اختار اللي تناسب احتياجاته، وعشان كدة ماحدش بيسمع عنهم حاجة وحشة ومبسوطين مع بعض ماشاء الله، وهتلاقيها هي كمان راضية بإسلام وهو دا النموذج اللي يسعدها، فيه بنات بتحب التحكم الزيادة من شريك حياتها، وشايفاه غيرة وحب، او شايفاه حق .. وفيه بنات ماتقبلش التحكم دا نهائي وتحب انها اللي تقود العلاقة، فيه بنات الضرب بالنسبالها مش اهانة فلو زوجها ضربها مش بتحس بالاهانة وعادي، زي ام اسلام كدة .. مافيش غيرها كان ينفع ابوه غيرها، وهتلاقيها بتحبه ومقدراه جدًا، احنا بقا كنا رافضين انك تدخلي البيت دا عشان انتِ ماتربتيش على ان الضرب شيء عادي، وهيشوفوكِ متكبرة عليهم وكمان كنا خايفين ان اسلام ممكن يمد ايده عليكِ، حتى لو هو مختلف وفيه مميزات كتير حلوة عن اهله، بس دول اهله! دول اللي ربوه .. اكيد هيتأثر، ساعات الواحد مابيبقاش عاجبه الطريقة اللي ابوه وامه ربّوه بيها وبيقرّر مايتعاملش مع ولاده زي ما اهله تعامله معاه، بس هتلاقي في وقت الغضب كلنا بنعمل زي ما اهالينا كانوا بيعمله معانا، دي حاجة لا ارادية فينا، كلنا نتاج اللي شُفناه في بيت اهالينا، وعشان كدة البشر مختلفين في الدين والاخلاق والصفات والطباع والمشاعر، اتمنى تكوني فهمتي قصدي كويس .. فكري شوية يا اسراء وحددي اولوياتك وكدة كدة ماحدش هيختار اي حاجة غيرِك، عشان سواء ندمتِ او فرحتِ بقرارك ماتلوميش غير نفسك .. يلا بينا، خلينا نسيبها لوحدها شوية

'' خرجوا كلهم وسابوني، ولا اراديًا حسيت من كلامهم ان حاجات كتير جوايا هديت وسكنت! وكإني فهمت فعلًا سبب لغبطتي السنتين اللي فاتت كانت فين بالظبط.

خرجت اتوضيت ورجعت اوضتي صليت وانا ببكي وبدعي ربنا يرشدني للصح، وبعدين قعدت افكر في كلامهم، مانكرش انه غيّر حاجات كتير جوايا، وقدرت اوصّل نقط ببعضها .. ماعرفتش انام اليوم دا من التفكير، حتى لما نزلت الشغل كان عقلي غايب مع كلامهم، ولما رجعت البيت عملت زي ما عمرو قالّي، جبت ورقة وقلم وحددت احتياجاتي واولوياتي في شريك الحياة، قعدت حوالي خمس ساعات بعمل في الورقة دي، وبعد ما خلصتها قريتها كذا مرة .. ولاول مرة من وقت كبير احِس بالراحة بالشكل دا، واتأكدت من جوايا ان اللي في الورقة دي هو اللي انا محتاحاه، وبعدين طلبت من اخواتي وزوجاتهم يجولي، وقعدنا من تاني واتكلمنا في الموضوع وخليتهم يقروا اللي في الورقة، ضحك عمرو لما قراها وقال:

- والله هو عمر، صدقيني فيه كل اللي انتِ محتجاه

'' ابتسمت وقُلتله:

= وانا موافقة

'' اتصدموا كلهم، وقالت مريم:

- بجد موافقة على عمر؟
= ايوة .. موافقة اجرب واشوف

'' فرحوا كلهم، وعمرو ما صدّق وكلّم عمر وبلغه بموافقتي، وجه عمر عشان نقعد مع بعض .. قعدت ساعتين ونص معاه لوحدنا، كنت بسأله في حاجات كتير اللي ينفع اعرفها منه في مقابلة واحدة، والباقي هيِتعرف لما نتخطب .. وحكيته عن خوفي من التجربة، اي نعم بقا عندي جرأة انّي اجرب بس لسة الخوف جوايا، والخوف مش هينتهي غير لما انجح، ولو لاقدر الله فشلت وقتها هعرف انا فشلت في ايه وهحاول اصلّحه، اللي وصلتله مع نفسي هو انّي مش هبطل اجرّب طول ما جوايا حاجة محتاجة تتشبّع.

قررت ان الخطوبة تبقى سنة، عشان اقدر اتعرف على عمر بشكل كبير .. وفعلًا طِلع زي ما عمرو قال عليه ويمكن احسن، وحبيته من قلبي، وحسيت بكل جوارحي ان دا فعلًا شريك حياتي اللي اتمناه، يمكن فهمت دا متأخر بس المهم انّي فهمت.

اتجوزنا انا وعُمر، واشهدله والله انه كان نعم الزوج .. مافيش مرة اتعصبت فيها الا وكان هو يرخي ويعرف يهدّيني ويسمعني، ولما كان هو يتعصب كنت على قد مااقدر اهدى وماتعصبش وافتكرله انه ياما استحمل عصبيتي ماجتش على مرة انا استحمل، وخلفنا بنوتة زي القمر، وقتها بس فهمت حكمة ربنا انّي ما اخلّف من اسلام، سبحانه العظيم .. اعلم بالخير لينا.

ودي نهاية قصتي ♥

'' لا أُحلّل الإقتباس من دون الإسم .. 🌻 ''

#حكايَاتنا_سوا
#هالة_أحمد

رأيكم ♥👇

Continue Reading

You'll Also Like

54.6K 3.5K 21
" أنا مقرف وأعلم هذا لا داعي لتذكيري "
407K 1K 2
روايةٌ تتحدث عن حياة فتاة قد فقدت اهلها اثر حادث مؤسف، حادثٌ لم يتسبب بفقدان هذه الفتاة لاهلها فقط، بل كان كفيل ب تدمير حياتها، ولكن كان لهذه الفتا...
151K 13.6K 156
قصص قصيره ولطيفه تحكي عن علاقة اخوه تجمع سبع فتيان لا تربطهم صلة دم او اي شي فقط جمعهم الحب الاخوي والعاطفة تجاه بعض تراه ترهم يحبوا بعض وتاره يتشاجو...
18.9K 424 7
كتاب وانشوات كثيرة كل يوم قصة بارت واحد ممارسة جماعية /دخول مزدوج /سادية /عنف/صفع /علاقات /