اسكربتات هالة أحمد

By Delirium182

282K 17.1K 937

بصوا حبيت اعمل حاجة جديدة ف انا هنا هجمع الاسكربتات اللي الكاتبة هالة أحمد كتبتهم و هنزلهم هنا و اشمعنا هال... More

{1}
{2}
{3}
{4}
{5}
{6}
{7}
{8}
{9}
{10}
{11}
{12}
{13}
{14}
{15}
{16}
{17}
{18}
{19}
{20}
{21}
{22}
{23}
{24}
{25}
{26}
{27}
{28}
{29}
{30}
{31}
{32}
{33}
{34}
{35}
{36}
{37}
{38}
{39}
{40}
{41}
{42}
{43}
{44}
{45}
{46}
{47}
{48}
{49}
{50}
{51}
{52}
{53}
{54}
{55}
{56}
{57}
{58}
{59}
{60}
{61}
{62}
{63}
{64}
{65}
{66}
{67}
{68}
{69}
{70}
{71}
{72}
{73}
{74}
{75}
{76}
{77}
{78} Part : 1
{78} Part : 2
{78} Part : 3
{78} Part : 4
{78} Part : 5
{78} Part : 6
{78} Part : 7
{78} Part : 8
{78} Part : 9
{78} Part : 10
{78} Part : 11
{78} Part : 12
{78} Part : 13
{78} Part : 14
{78} Part : 15
{78} Part : {الأخير {16
{80}
{81}
{82}
{83}
{84}
{85}
{86}

{79}

2K 145 7
By Delirium182

'' رحمة القلوب ..💛 ''

'' بعض الذنوب تُنسب للإنسان حتى لو ماعملهاش ''

- إنتَ بتتكلم بجد؟
= أيوة طبعًا
- لا اكيد بتهزر
= يا بنتي ههزر ليه، في حد بيهزر في المواضيع دي؟

'' كنت فرحانة جدًا، أول مرة افرح بالشكل دا من فترة كبيرة ''

- أيوة بس .. يعني باباك هيوافق؟
= ومش هيوافِق ليه؟، انتِ بنت عمتي .. يعني هنلاقي نسب احسن من كدة فين
- طب مش نستنى لحد ماخلّص ثانوية وانتَ برده تكون اتعيّنت في النيابة ان شاء الله
= وانا لسة هستنى دا كله؟
- هنعمل ايه يعني يا مصطفى؟
= بصراحة مش قادر استنى، ولا افضل اتكلّم معاكِ كدة من ورا أهالينا وكإننا بنسرق، احنا نقطع عِرق بقا ونخلص
- بابتسامة : خلاص .. اللي تشوفه
= انا هكلّم بابا النهاردة ان شاء الله

'' من أسعد اللحظات اللي ممكن يمر بيها الانسان انه يتحب، يتحب بعيوبه قبل مميزاته، كنت مبسوطة انّي أخيرًا اتحبّيت ومن شخص عمري ماتوقعت انه يبصلي في يوم من الايام، بس حصل .. قفلت معاه على التليفون وكنت مبسوطة جدًا، وحاسة ان النهاردة بداية تغيير كل حاجة في حياتي للأحسن، خرجت من أوضتي لقيت ماما قاعدة على السفرة بتفطر، رُحت قعدت جمبها وقولتلها ..''

- صباح الخير يا ماما

'' رفعت راسها وقالت ''

= صباح النور يا حبيبتي، يلا افطري عشان تلحقي تروحي دروسِك
- لا مش هروح النهاردة
= ليه؟
- ماليش مزاج
= هو ايه اللي ماليش مزاج، هو بالمزاج؟ دا انتِ في ثانوية عامة وفي علمي علوم، ماينفعش استهتارِك دا

'' اتنهِدت بضيق، وقُلتلها ''

- يا ماما حرام عليكِ دا انا صاحية مبسوطة بتعكنني عليا وتفكريني ليه؟، سبيني النهاردة بس
= بتنهيدة : طيب ياختي، لما نشوف أخرتها
- بقولك ايه، انتِ مش هتروحي لخالي النهاردة؟، النهاردة الخميس
= هروح بالليل ان شاء الله
- طب هروح معاكِ
= ليه بقا؟، اشمعنى المرادي؟
- عادي .. بنات خالي وحشوني وعايزة اقعد معاهم
= طيب

'' أكيد بكدب، انا عايزة اروح عشان اعرف خالي هيقول ايه لمصطفى، ويمكن كمان يطلب إيدي من ماما في وقتها .. يارب يحصل كدة، يارب يحصل كل حاجة بتمنّاها .. كمّلت فطاري وبعدين روّقت السفرة وغسلت المواعين ودخلت أوضتي تاني، لقيت دنيا أختي قاعدة على السرير وماسكة موبايلها، فقُلتلها ''

- صباح الخير .. مارُحتيش الكلية النهاردة ليه؟
= ماليش مزاج
- كلنا كدة مالناش مزاج؟، ولّا يمكن انتِ كمان عندك موضوع هيخلص النهاردة

'' ورُحت وِقفت قدام المراية وفردت شعري وانا مبسوطة، بصتلي دنيا باستغراب بعد اللي قُلته، وقالت ''

= موضوع ايه اللي هيخلص مش فاهمة
- ماتخديش في بالِك

'' بصنلي بعدم فهم وبعدين قالت ''

= انتِ كنتِ بتكلمي مين في التليفون في البلكونة من شوية؟
- واحدة صاحبتي
= واحدة صاحبتك ولّا واحد صاحبك؟، بت انا شاكة فيكِ من فترة

'' ضحكت وقُلتلها ''

- لو في حاجة هحكيلِك، اكيد انتِ اول واحدة هتعرفي

'' دنيا أختي الكبيرة، والوحيدة .. أكبر مني باربع سنين، وهي دلوقتي في آخر سنة في كلية علوم، أنا وهي وماما عايشين لوحدِنا من وقت ما بابا اتوفّى من تلت سنين.

بالليل جِهزت ودنيا رفضِت تيجي معانا، مش عارفة ليه دايمًا مش بتحب تروح هناك خالص، ما علينا .. رُحت انا وماما لوحدنا، كنت مبسوطة أوي، كنت حاسة ان النهاردة هيبقى أحلى يوم في عمري .. لكن!، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السُفن.
وصلت انا وماما وخبطت الباب، كنا سامعين دوشة وزعيق جايين من جوا، لكن ماكناش عارفين نميّز الكلام، فتحت مراة خالي، وأول ما شافِتنا اتخضِت، وخطفِت نظرة لجوا وبعدين بصتلِنا، وقالت ''

- يا أهلًا وسهلًا، اتفضلوا

'' دخلِت ماما وانا من وراها، وبعدين قالت ''

= ايه خير في ايه؟، بتزعقوا ليه؟

'' الصوت كان جاي من أوضة جوا، ماردتش علينا مراة خالي ودخلِت بسرعة لجوا، كان باين من الأصوات ان خالي ومصطفى بيتخانقوا، ومراة خالي دخلِت ليهم عشان يهدّوا الصوت عشان مانسمعش، لكن دا ماحصلش، وسمعنا كل حاجة ''

- جواز ايه اللي بتفكّر فيه دلوقتي، ومين دي اللي تتجوزها، رحمة؟
= ومالها رحمة يا بابا، ايه عيبها؟
- نعرفها منين ولّا نعرف أصلها وأهلها دول منين عشان تتجوزها؟
= رحمة بنت عمتي يا بابا ولّا انتَ نسيت؟
- انتَ اللي ناسي، كلِت بعقلك حلاوة ونسّتك انها جاية من الشارع، لقوها على باب جامع وعمتك وجوزها هما اللي ربّوها، جتك ستين نيلة عليك وعلى اختيارَك .. دا انت مقدم في النيابة، هيقبلوك ازاي لما يعرفوا ان خطيبتَك ولّا مراتك لقيطة؟!

'' في اللحظة دي حسيت كإن صخرة كبيرة وِقعت فوق دماغي فوّقتني من الوهم اللي كنت عايشة فيه، بصيت لأمي بصدمة، وهي كمان كانت مصدومة من اللي قاله اخوها، وبعد كدة مسكِت ايدي، وقالتلي ''

- يلا بينا

'' وقفوا بنات خالي قصادنا واعتذروا عن اللي اتقال لكن ماما كانت مصرة اننا نمشي، ومشينا وكانت لسة الخناقة دايرة بين مصطفى وباباه وصوت مراة خالي بيحاول يهدّيهم ويفهمهُم ان انا وماما موجودين.
طول الطريق ماكناش بنتكلّم وانا كنت ماسكة نفسي انّي اعيط وانفجر، لحد ماوصلنا البيت، ولحسن الحظ ان دنيا ماكانِتش موجودة، كانت عند واحدة صاحبتها، دخلت على أوضتي واترميت على سريري وقعدت اعيط بهستيريا، مش مصدقة اللي حصل، واللي سِمعته .. انا عارفة ان دول مش أهلي، وعارفة ان هما لقوني قدام باب جامع في الشارع عندنا، بس عمرهم ما حسسوني لحظة انهم مش أهلي أو انا مش منهم، عُمر ما بابا وماما أو حد من أهاليهم منهم خالي اللي قال عني الكلام دا، عُمر ما حد كلّمني بطريقة وحشة او بصلّي بصة ماعجبتنيش، أو حتى جرحني بكلمة .. عشان كدة الصدمة كانت كبيرة أوي عليا، كبيرة أوي.

دخلت ماما عليا الأوضة وقعدت جمبي وحضنتي وهي بتعيط، وقالتلي ''

- بتعيطي ليه يا هبلة انتِ، انتِ بنتي حبيبتي ونور عيني .. شوفي هو عادل صحيح اخويا لكن هو حمار مابيفهمش، والله حمار وهو الخسران، هو يطول يجوّزك ابنه، وبعدين مين قالِك انّي كنت هوافق لو كان اتقدم هو وابنه ليكِ، لا طبعًا، مصطفى مين دا اللي ارضى بيه ليكِ، انتِ تستاهلي حد احسن منه مليون مرة، ماتزعليش ولا تخلّي كلامه الغبي دا يزعّلِك

'' بعدت عنها وبتصِتلها، وقُلتلها ''

= لا يا ماما كلامه مش غبي، كلامه حقيقي .. بس ماكنتِش متخيلة ابدًا ان دا رأيه فيا، هو دايمًا بيعاملني كويس، لكن الظاهر ان معاملته دي كانت مجرد شفقة أو عطف، ولما الموضوع وِصل لحد ابنه قال حقيقة نظرته ليا، يا ماما دا كان عارِف انّي برا وسامعاه وكمّل كلامه عادي، يعني كان قاصد يسمّعني، كان عايزني اسمع وماهموش حاجة، يعني كل اللي بيعاملني حلو دلوقتي دا بس شفقة؟، مش انّي استاهل المعاملة دي؟، مش انّي ليا حقوق زي كل الناس؟
- يا بنتي ماتقوليش كدة
= ببكاء: امال اقول ايه بس يا ماما

'' وقبل ماتقول حاجة سمعت صوت الباب من برا بيتفتح، فا عرفت ان دنيا اختي جَت، مسحت دموعي بسرعة وقُلت لماما ''

= ماما اقفلي الموضوع وماتجبيش سيرة لدنيا، خلينا ننسى اللي حصل النهاردة كإنه ماحصلش

'' مسحت هي كمان دموعها، وقالت ''

- حاضر

'' وقامت كانت خارجة من الاوضة لما دنيا دخلت، استغربت اننا موجودين، فقالت ''

- ايه دا انتوا هنا ليه؟، مارحتوش عند خالي ولّا ايه؟

'' ردت ماما ''

= ماكانوش في البيت فارجِعنا

'' وخرجت من الاوضة وسابِتنا، جت دنيا وقعدت قدامي وبصتلي واستغربِت شكلي، قالت ''

- انتِ بتعيطي؟
= لا يا بنتي خالص، مافيش حاجة
- ازاي يعني، شكلِك معيطة

'' حاولت أألف كدبة ''

= أصل مستر الكيميا رن على ماما بيشتكيلها مني وانّي جِبت درجة وحشة في الامتحان الأخير، فازعقتلي وعيطت

'' هزت براسها، بس كان باين عليها مش مقتنعة، وسابتني وراحت الحمام تغيّر هدومها، قُمت دخلت البلكونة عشان اقعد براحتي واعيط زي مانا عايزة .. بعد نُص ساعة مصطفى قعد يرن، وانا كنت بكنسل، قعد يبعت ماسدجات وانا ماكنتِش برد، وفي الآخر قفلت موبايلي خالص، قعدت طول الليل في البلكونة لوحدي بفكر في اللي حصل، وكلام خالي مش عايز يطلع من دماغي .. لحد مالفجر أذّن، دخلت اتوضيت وصلّيت وانا بدعي ربنا ينسّيني كل اللي حصل النهاردة، وينسيني مصطفى وكل حاجة حصلِت بنّا.
بعد الصلاة دخلت نمت، صحيت بدري وغيّرت هدومي على طول وأخدت كُتبي عشان اروح دروسي، خرجت من أوضتي ورُحت لماما المطبخ، وقُلتلها ''

- ماما انا رايحة دروسي، عايزة حاجة

'' بصتلي، وقالت ''

= بلاش دروس وخليكِ النهاردة في البيت

'' بصِتلها باستغراب، وقُلتلها ''

- أول مرة تطلبي مني كدة، دا لو درس واحد غِبته بتقعدي زعلانة اسبوع وتقطّميني بالكلام

'' بصتلي من غير ماتتكلم والحزن في عنيها، ماكنتِش عايزة اشوف النظرة دي، نظرة الشفقة ..فقُلتلها ''

- وبعدين ايه اللي حصل عشان اقعد في البيت؟، انا كويسة وصحتي كويسة، وانتِ ودنيا الحمدلله كويسين، ومافيش حاجة حصلِت .. يلا بقا انا نازلة، وعلى فكرة هتأخر، عندي دروس كتير النهاردة وهرجع بعد المغرب .. سلام

'' وسِبتها قبل حتى ماترد، دايمًا بحِل مشاكلي بالتغافل والتجاهل عشان انسى، لكن مافيش حاجة بتتحل .. وبيبقى دايمًا الموضوع لسة صاحي جوايا، نِزلت دروسي وكنت طول اليوم مش مركزة، لحد ما خلصت ورجعت البيت بعد المغرب، أول ما دخلت اتفاجِئت ان خالي ومراته ومصطفى موجودين!، وشُفت علبة جاتوه قدامهم على الترابيزة، الظاهر هما جايبينها وهما جايين، وقفت قدامهم لثواني متسمّرة مش مستوعبة وجودهم، ايه اللي بيحصل دا ''

- السلام عليكم

'' ردوا كلهم ''

= وعليكم السلام

'' ماما كان باين عليها الفرحة، وخالي كان باين عليه طبيعي .. ومراة خالي مش قادرة احكم على ملامحها اذا كانت مبسوطة ولّا متضايقة، أما مصطفى .. فكان وشه في الأرض، مابصليش حتى! ''

- عن إذنكوا

'' ودخلت أوضتي، كانت ضربات قلبي سريعة أوي، هما جايين ليه؟، معقول جايين يصلّحوا اللي حصل امبارح؟، فِرحت لما تخيّلت كدة .. معقول مصطفى أقنع خالي؟، حطيت إيدي على قلبي وكنت بضحك أوي، مستعدة انسى كل حاجة، كل حاجة همحيها لو دا حصل.
دنيا ماكانتِش في الأوضة، فاقُلت اكيد هي في المطبخ، رُحت المطبخ لقيتها موجودة وبتعمل قهوة، لكن كانت واقفة سرحانة خالص، لدرجة ان القهوة فارِت، لحقتها وطفيت عليها، وقُلتلها ''

- ايه يا بنتي القهوة فارِت

'' بصت على القهوة، وقالت ''

= يا نهار أبيض، ازاي ماخدتِش بالي
- مالِك سرحانة في ايه؟
= ولا حاجة، انتِ جيتي امتى؟
- لسة جاية
= طب اعملي انتِ القهوة وقدّميها لهم عشان انا مش قادرة
- ماشي

'' دخلِت أوضتها ووقفت انا عملت القهوة، كنت متوترة وانا شايلة الصنية وراحة اقدمها لهم، لكن حاوِلت اتمالِك نفسي، وانا مقربة منهم سمعت خالي بيقول ''

- قول بقا يا مصطفى احنا جايين هنا ليه؟

'' ماردش! ''

- ياض قول هو انتَ مكسوف ولا ايه، مش انتَ اللي قعدت تزن عليا؟

'' اتكسفت أوي، رفع مصطفى راسه وخطف نظرة ليا، وانا بصيتله وانا مبتسمة، حطيت الصنية وكنت ماشية لما مصطفى اتكلّم، وقال ''

- في الحقيقة يا عمتوا احنا جايين عشان .. عشان انا عايز اطلب ايد دنيا!!

'' وقفت مكاني وحسيت انّي اتشليت!، دورت راسي وبصيتله بصدمة، لكن هو بص في الأرض مابصليش، لكن خالوا بصلّي عشان يشوف الصدمة اللي على وشي، وبصلّي كإنه بيتشفّى فيا، بصيت لماما لقيتها مصدومة زيي زيها، مشيت من قدامهم ورُحت دخلت أوضتي بسرعة، مش ممكن كل اللي بيحصلي دا يكون حقيقي، مستحيل مصطفى يعمل فيا كدة، بصتلي دنيا وهي مستغربة، وسألتني ''

- إيه يا رحمة مالِك؟، ايه اللي حصل؟

'' بصِتلها والدموع كانت في عيني، هو خالي بيعمل فيا كدة ليه؟، هو اكيد عارِف ان بعد اللي حصل امبارح ماما مش هتوافق انه يتجوّز دنيا، يعني هو بس جاي يثبتلي حاجة .. ان انا ومصطفى عمرنا ما هنكون لبعض، جت دنيا ووقفت قدامي، وقالتلي ''

- إيه يا رحمة انتِ مابترديش ليه؟، انتِ كويسة

'' بصيتلها، وقُلت ''

= خالي، خالي ومصطفى ..
- باستغراب: مالهم؟!
= جايين عشان يطلبوا إيدِك لمصطفى

'' اتصدمِت جدًا ''

- إيه الكلام اللي بتقوليه دا؟
= دا اللي بيحصل دلوقتي .. وانا بقدّم القهوة مصطفى قال لماما انه جاي يطلب إيدِك، إيدِك انتِ يا دنيا

'' كانت لسة مصدومة ومش مستوعبة، وراحت قعدت على سريرها، دقيقتين ولقيتها بتضحك وكإنها مش مصدقة ودموعها نزلِت ''

- مش ممكن، مصطفى طلب إيدي انا؟ بعد كل دا أخيرًا مصطفى جِه!؟

'' إيه اللي بتقوله دا؟، يعني ايه بعد كل دا؟ .. رُحت قعدت جمبها وسألتها ''

= بعد كل دا ازاي يا دنيا، يعني ايه؟ ..انتوا كان في بينكوا حاجة؟
- لا طبعًا يا غبية، انتِ عارفاني دي مش أخلاقي
= امال ايه؟

'' قعدت تضحك ومسحت دموعها، وقالت ''

- انا شكلي فضحت نفسي بدموعي دي، أنا من زمان وانا .. وانا بحبه يا رحمة

'' قُمت وِقفت وصوت نفَسي كان عالي من الصدمة والتوتر، ايه كل اللي بيحصلي دا، ايه كل الهم والوجع اللي على غفلة دا، قعدت تاني وانا بحاول امسك دموعي، واحاول ابتسم ليها عشان ماتحسش بحاجة.
فات نُص ساعة والضيوف مشيوا، خرجنا انا ودنيا برا لماما، لقينا ماما قاعدة مكانها وحاطة راسها بين إيديها، جريت عليها دنيا وقعدت جمبها، وانا فضلت واقفة بعيد شوية، قالت دنيا ''

- هو صح اللي رحمة بتقوله دا يا ماما؟، مصطفى طلب إيدي؟

'' رفعت ماما راسها وبصتلها، وهزّت راسها .. ضحكِت دنيا وكان باين عليها الفرحة، لكن الفرحة دي راحت لما ماما قالت ''

= وانا مش موافقة

'' غمضت عنيا وانا خايفة من اللي جاي، خايفة من اللي هيحصل .. أنا مش حِمل خسارة تانية، بصِت دنيا لماما بصدمة، وسألتها ''

- ليه يا ماما، هو مصطفى وِحش؟
= مش وِحش بس ...

'' قاطِعت كلامها قبل ما تقول حاجة، وقُلت ''

- ماله مصطفى يا ماما؟، شاب كويس ومقدّم على النيابة وله مستقبل، ودنيا بتحبه

'' بصتلي ماما وهي مصدومة، وبعدين بصِت لدنيا وسألِتها ''

= انتِ بتحبيه؟

'' هزت دنيا راسها تأكدلها اللي انا قُلتله، وقالت ''

- ااه يا ماما
= ازاي ومن امتى؟
- من زمان أوي، يمكن طول حياتي .. ايه يا ماما؟، ماخدتيش بالِك وانا دايمًا بحاول اتلاشاه وببقى محرجة اكلّمه؟، ماخدتيش بالِك انّي مش بروح بيت خالي بقالي كتير أوي عشان بخاف اصادفه فيبان عليا حاجة؟ .. جاية دلوقتي يا ماما ترفضيه؟، لما حلم حياتي اتحقّق وطلب إيدي؟ طب ليه؟ فهميني عشان خاطري ما توجعيش قلبي

'' ماكنِتش ماما عارفة تقول ايه، لو قالتلها حاجة من اللي حصلِت امبارح هتكسر قلبها أكتر .. بصتلي ماما كإنها بتستنجد بيا، فابتسمتِلها وهزيت راسي، كعلامة انّي مش زعلانة .. بصت ماما لدنيا وقالتها ''

- طب صلّي استخارة يا دنيا، وانا كمان هصلّي واللي فيه الخير يقدمه ربنا

'' وقامِت سابِتنا ودخلِت أوضتها، دخلت دنيا هي كمان الأوضة وهي زعلانة، فارُحت لماما أوضتها، قعدت جمبها على السرير ومسكت ايديها، وقُلتلها ''

- ايه يا ماما؟، عايزة تكسري قلب دنيا ليه؟

'' بصتلي وهي زعلانة وقالت ''

= عشان ماكسرش قلبِك انتِ
- بضحك: ليه يعني يا ماما هو انا كنت بحبه يعني؟
= شكله هو اللي بيحبك
- لو كان بيحبني فعلًا ماكنش جه طلبها هي
= امال تفسري بإيه اللي سمعناه امبارح؟
- عادي .. كان حاسس ان انا العروسة المناسبة ليه، ودافع عني قدام باباه، ولما فكر كويس اختار دنيا، على الاقل من سنّه اما انا لسة صغيرة وقدامي كتير، وانتِ قُلتِ انه لو كان اتقدملي انا كنتِ هترفضي
= وليه ماتقوليش ان خالِك هو اللي اجبره؟
- ليه هو قاصر؟، صغير أو مراهق عشان عشان حد يجبره؟، لا يا ماما، جه باختياره

'' حتى لو مجبور، فهو اللي اختار ينجِبر، اختاريوافق ومايقولش لأ ''

= انا برده مش مقتنعة، واحد سمعته امبارح انه عايز يتجوز بنتي، وجاي النهاردة يطلب اختها، ايه العك دا؟!
- ما يمكن يا ماما هو قاله عايز اخطب بنت عمتي، وخالي فهم غلط وافتكر انه انا، ومصطفى مشكورًا دافع عني .. يعني كان شايف ان لو انا العروسة ايه مشكلتي، ولما هديوا قاله انه كان يقصد دنيا مش انا، عشان كدة جُم النهاردة وعلى طول اهو

'' فكرت ماما شوية، وقالت ''

= تفتكري؟
- ايوة .. وبعدين انا مش زعلانة، وافقي بقا خلينا نلبس فساتين وفرّحي دنيا

'' ابتسمت وحضنتني وباسِت راسي، وقالتلي ''

= ربنا يكمّلِك بعقلك يا رحمة، ربنا يرزقك بزوج يقدّرِك ويقدر نعمة وجودِك في الدنيا، ويقدّر طيبة قلبِك يا بنتي

'' ابتسمت وعيوني مليانة دموع، وقُلت ''

- يارب

'' وسِبتها وحاولت ماخليهاش تشوف دموعي، ودخلت الحمام، حطيت ايدي علي بُقّي عشان صوتي مايطلعش، وقعدت اعيط .. كنت حاسة ان قلبي محروق، ازاي قِدر يعمل فيا كدة؟، الجبان جاي يخطب اختي؟، لو كان راح خطب واحدة غريبة ماكنتِش هبقى محروقة بالشكل دا، لكن اختي؟، ازاي وافِق؟، ازاي وافق يجرحني؟، دا قعد طول الليل يحاول يكلمني .. الجبان الخواف، الكداب .. ماصدَقش في ولا كلمة قالها.

قعدت نص ساعة في الحمام، وبعدين غسلت وشي ورُحت أوضتي.
تاني يوم صحيت على صوت ماما وهي بتصحّي دنيا وبتلبغّها انها موافقة!، حاولت اضحك وابيّن انّي عادي، وحاوِلت افرح مع أختي، نزلت دروسي وانا بفكر هعمل ايه في اللي جاي، انا عاذرة ماما في موافقِتها .. ماتعرفش اللي كان بيني وبين مصطفى، وماكنش ينفع اقول اللي كان بينّا بعد ماكتشفت ان دنيا كمان بتحبه، ماينفعش اكسر قلبها .. لانّي خُفت ان أُخوّتنا هي كمان ماتكونش حقيقيّة زي معاملة خالي ليا طول السنين اللي فاتت وبان اللي في قلبه، فاممكن تتصدم فيا وممكن تطلب من ماما انها تمشّيني من البيت، في النهاية انا مش اختها، في النهاية انا لقيطة!.

عشان كدة قررت اقلِب صفحة مصطفى من حياتي، ولا كإن حصل بنّا في يوم أي حاجة، وهركز اكتر في مذاكرتي .. لسة قدامي كتير.
وعلى الرغم من وجع قلبي لكن كنت قادرة امثّل الفرحة كويس أوي، ردت ماما على خالوا وبلّغته الموافقة، وجه هو ومصطفى عشان يتفقوا مع ماما على كل حاجة، قعدوا مع بعض التلاتة واتكلموا واتفقوا، وبعدين مصطفى ودنيا قعدوا مع بعض، وانا كنت بقدّم لهم العصير، شُفت نظرة مصطفى ليا والحزن اللي فيها، كإنه عايز يعتذرلي، لكن ماهتمّتش .. وبعدين رُحت اقدّم العصير لماما وخالوا، لكن وقفت لما سمعت خالوا بيقول ''

- انا عارف انك زعلانة مني بسبب اللي سمعتيه في بيتي عن رحمة، لكن يعني انا كل كلامي حقيقة
= يعني ايه حقيقة؟
- يعني رحمة مش بنتك، وانتِ وجوزك عملتوا خير وربّتوها، وانا والله بحبها مش بكرهها، وطول عمري بعاملها بالحسنى، لكن توصل لجواز وابني اللي هيبقى وكيل نيابة ان شاء الله لأ، ماتناسبوش ولا تناسب أي حد من العيلة
= رحمة تشرّف أي حد يا عادل، ومش ذنبها اللي حصلّها، هتشيل ذنب اللي حصلّها كمان؟، انا ربيتها أحسن تربية وأخلاقها الكل بيحلف بيها، ومتعلّمة احسن علام وان شاء الله هتكون دكتورة كمان، يعني لا ابنك ولا حد من العيلة اللي انتَ خايف على اسمها هيبقى من مستواها
- ماشي يا ستي، بس دا مش هيغيّر انها جاية من الشارع، ومالهاش أهل واعذريني ياختي انتِ مش هتعشيلها العمر كله، وفي الآخر هترجع للشارع اللي جاية منه، و...

'' قاطعته ماما وقامت وقفت وقالت ''

= اسمع يا عادل، كلمة واحدة عن بنتي والله هنسى انك اخويا ولساني مش هيخاطب لسانك ليوم الدين

'' وقف هو كمان، وحاول يهدّيها ''

- طب خلاص اهدي وصلّي على النبي، اهدي خلاص واقعدي، اقعدي بقا

'' قعدت ماما وقعد هو كمان، قالت ماما ''

= ولعلمك، لولا ضغط رحمة عليا انّي اوافق ماكُنتِش وافقِت بابنَك، انا بنتي لسة فاضل ليها سنة في التعليم وماكنتِش ناوية اخلّيها تتخِطب ولا تتجوز غير لما تخلّص، يعني لو حصل بِنا نصيب يبقى بسبب رحمة
- ليه ان شاء الله، وانا ابني وِحش؟، دا هيبقى وكيل نيابة
= لما تبقى تشوفه اتقبل في النيابة ابقى اتكلم، اما انا بنتي هتتخرج من كلية علوم وهتبقى دكتورة ان شاء الله، يعني انتَ واخد حاجة كبيرة وكبيرة أوي، وبعدين ماتفضلش تقول ابني وكيل نيابة، ابني وكيل نيابة ..لما تبقى تركب ابقى زمّر ياخويا

'' مسحت دمعة نزلت من عيني، ورُحت قدّمت العصير ودخلت أوضتي، هما ليه زنقوني في الدايرة دي؟، ليه فجأة يحسسوني انّي جاية من الشارع، وان ماليش أهل؟.
حاولت على قد ماقدر اقاوِم الفكرة دي من دماغي، على قد ماقدر.
المفاجأة اللي حصلت بعد ماتحدّدت خطوبة مصطفى ودنيا وخلاص جابوا الشبكة، انه كان بيحاول يكلّمني ويعتذرلي، وبعتلي ماسدجات كتير، مغفل .. وعبيط كمان.
يوم الخطوبة كنت بتعامل عادي جدًا ولا كإن في حاجة حصلت، بتعامل كإني أخت العروسة عادي، وبرقص مع صحابي واصحابها وكل حاجة كانت تمام، لدرجة انّي أخدت بالي من نظرات مصطفى ليا اللي باين عليه الاستغراب والصدمة من تعاملي.
قررت اركز في دروسي اكتر، لازم اكون دكتورة زي ما ماما عايزة، لازم اثبت للكل انّي احسن منهم واثبت لخالي انه كان غلطان في وجهة نظره عني اللي كلها تناقض.
وبقيت بصلّي الفروض في مواعيدها وبقا عندي وِرد يومي من القرآن، كنت عايزة اقرّب من ربنا أوي، وانسى كل حاجة حصلِت واشغِل وقتي دايمًا.

عدا شهرين على خطوبة مصطفى ودنيا، كنت قاعدة في أوضتي بذاكر لما لقيتها جاية من الجامعة وباين عليها متضايقة وزعلانة، فاستغربت ''

- ايه يا دنيا مالِك؟، حصل حاجة؟
= مافيش حاجة
- امال مبوّزة ليه؟، اتخانقتي انتِ ومصطفى؟
= ...
- ما تتكلمي يا بنتي
= مصطفى اترفض من النيابة

'' ماردتش، وحاولت امنع ابتسامتي وفرحتي ''

- ماتزعليش، لعله خير

'' كنت مبسوطة بالخبر دا أوي، كنت شمتانة في خالي وحاسة ان ربنا انتقملي منه، أهو مصطفى خطب دكتورة ومن عيلة، وماتقبلش برده، يعني مش رحمة اللي كانت هتعرّه، ورجعت كملت مذاكرة بعد شُحنة السعادة اللي أخدتها دي.

حياتي كلها اتغيرت في كام شهر، قرّبت من ربنا أوي، وبقيت متيقّنة ان كل حاجة حصلتلي كانت خير، حتى كوني لقيطة .. خير عشان رزقني بالعيلة دي، يمكن لو كنت مع أهلي الحقيقيين كنت تِعبت واتمنيت الحال دا، حتى ماكنش ينفع اكون لمصطفى، لو كنت انا اللي خطيبته دلوقتي أكيد كان خالي حمّلني نتيجة عدم اختياره في النيابة، ويمكن كمان مصطفى كان اتأثر بدا وصدّق انّي السبب، في النهاية ماكنش ينفع .. مش هو دا نصيبي. نسيت مصطفى وكل حاجة بنّا بنسبة كبيرة، وركزت في دراستي اكتر واكتر لدرجة ان المدرّسين كانوا بيستغربوا التطور بتاعي، بس دا كان بيفرحني.

ماما تعبِت أوي في الفترة الأخيرة، واكتشفنا ان عندها كانثر، مصيبة كبيرة وقعت علينا، لكن رضينا كلنا وكنا كلنا واقفين جمبها ومتيقنين بربنا خير، مرض ماما زاد إصراري انّي لازم اجيب مجموع الطِب عشان افرّحها.

السنة خِلصت ودنيا اتخرجت، وانا الحمد لله جِبت مجموع كبير أوي، يعني الطب كان مضمون، فرحة ماما بيا ماكنش لها حدود، لدرجة ان أول واحد كلّمِته عشان تقولّه الخبر كان خالي، تعب السنة هان وكل حاجة هانت لما شُفت فرحة ماما.
كان على فرح دنيا حوالي شهر، وحقيقي ماكنتش حاسة بأي حاجة في الوقت دا لمصطفى نهائي، وكنت بنزل معاها دايمًا عشان تكمّل جهازها، في الفترة دي ماما تعبِت جدًا، وكنا خايفين عليها أوي.

بعد فرح دنيا بأسبوع ماما اتوفّت، في الوقت دا حسيت ان فعلًا ماعنديش أهل، هي كانت دايمًا محسساني ان هي سندي في الدنيا وكل أهلي، دلوقتي خلاص بقيت لوحدي.

بعد شهرين من الوفاة، جت دنيا البيت هي ومصطفى وخالي، وقعدوا معايا، كنت عارفة انهم جايين يتكلموا في الورث، ودي مصيبة بالنسبالي''

- انتِ طبعًا مالكيش وِرث يا رحمة، لكن ماتخافيش مش هنسيبِك

'' قال خالي، كنت خايفة أوي، قالت دنيا ''

= رحمة اختي يا خالي، وهتورِث زي مانا هورِث بالظبط
- لا مش اختك يا دنيا!

'' وبصلي وقال ''

= اعذريني يا بنتي، لكن دي الحقيقة .. وقانونًا وشرعًا مالكيش حق في حاجة

'' الراجل دا بقا اكتر حد بكرهه في الدنيا، قال مصطفى ''

- امال يعني هتروح فين يا بابا؟
= يابني اكيد مش هنسيبها، هنوديها قرشين وهنأجرلها مسكن لحد ما تخلص تعليم
- دنيا: وبعد ماتخلّص تعليم؟
= اكيد بقا هتكون اتجوّزت وفي بيت جوزها
- ولو ماكانِتش اتجوزت؟
= تشتغل بقا وتصرف على نفسها
- ايه اللي بتقوله دا يا خالي؟، وانتَ فاكر انّي هسيب اختي؟ دا لا يمكن

'' كنت بعيط وانا بسمع كلامهم، بحاول اكون قوية لكن مش قادرة، فضِل النقاش دا كتير لحد ما الباب خبّط، رُحت فتحت، لقيته المحامي بتاع بابا، أونكل ياسر ''

- مساء الخير، ازيك يا رحمة
= مساء النور، ازيّ حضرتك .. اتفضل

'' دخل البيت، واتفاجئ بوجود خالي ودنيا، وقال ''

- كويس انكوا موجودين
= دنيا: خير يا أونكل؟
- والدتك وكّلتني محامي ليها، وعملت وصية قبل ما تموت

'' اتفاجئنا كلنا، وبدأ يتكلم وطلّع التوكيل من شنطته، وبعدين طلع ورق وقرأ اللي فيه، واللي بيقول ان ماما كتبِت تِلت ثروتها ليا!، فقال خالي ''

- نعم؟، ازاي الكلام دا؟، تِلت الثروة؟
= ايوة يا فندم، اللي هو البيت دا، هو يُعتبر تلت الثروة، كتبت البيت باسم رحمة .. كمان ليها فلوس في البنك
- فلوس كمان؟، ودا تبع التِلت؟
= لا يا فندم، الفلوس دي كان حاططها المرحوم محمد والِد دنيا باسم رحمة في البنك، ومدام كريمة الله يرحمها كانت على عِلم بدا
- وقد ايه الفلوس؟
= ١٠٠ ألف جنيه

'' اتصدم خالي، وكان هاين عليه يقتلني في اللحظة دي، قُمت من قدامهم ودخلت أوضتي وقعدت اعيط، لا ماما ولا بابا نسيوني؟، هما الوحيدين اللي حبوني، قعدت احمِد ربنا واشكره على النعمة اللي كنت فيها ومازِلت، وعلى انه حطّني في طريق الناس دي عشان يربوني.

بعد ساعة تقريبًا كلهم مشيوا، الّا اونكل ياسر، خرجت برا وقعدت معاه، قال ''

- مامتك وباباكِ وصّوني عليكِ، وانا هفضل واقف جمبِك على طول، ممكن رقم موبايلِك؟

'' وديته رقمي، فقال ''

= انا هسأل عليكِ على طول، واو احتاجتي حاجة كلميني من غير تردد
- بابتسامة: شكرًا لحضرتَك
= العفو، معاكِ رقمي؟
- ايوة
= تمام

'' وبعدين مِشي ..
كنت بحاول اتأقلم على العيشة لوحدي، وان خلاص حياتي اللي كانت مليانة بماما ودنيا خلاص فضيت، كنت بروح لدنيا اوقات .. لكن كنت بحس خالي مش بيحب وجودي خالِص كل مايشوفني، فا بقيت مش بروح كتير، وكانت دنيا هي اللي بتيجي، بدأت الدراسة ودخلت طِب، وانشغلت في الدراسة بشكل كبير أوي، اونكل ياسر كان كل يوم بيتطمن عليا لو محتاجة حاجة، ومع انشغالي في الدراسة قلّت زيارات دنيا ليه خصوصًا لما بقِت حامل، وحسيت بالوحدة اكتر، قررت اكلّم اونكل ياسر واقول له انّي عايزة ابيع البيت وطلبت منه يأجرلي شقة تبقي جمب الكلية بتاعتي، وهو اتصرف فعلًا وعملّي كل حاجة، وباع البيت لخالي .. وحط الفلوس في حسابي في البنك، كنت مركزة في دراستي اوي، خصوصًا انها صعبة ومش هتستحمل اي استهتار، وواحدة واحدة قلّت الاتصالات بيني وبين دنيا، ومابقاش فيه زيارات.

خلّصت اول سنة في الجامعة، وبقيت في سنة تانية، كنت في البيت تعبانة وسُخنة ونايمة ومش حاسة بحاجة، كنت حاطة الموبايل بتاعي في شنطتي لما سمعته بيرن، لكن ما كُنتِش قادرة اتحرّك خالص، رن اكتر من عشر مرات.
عدا ساعتين ولقيت الباب بيخبّط، كنت متضايقة لانّي مش قادرة اقوم، لكن اللي على الباب مش عايز يمشي .. قُمت بالعافية ورُحت افتح، وحسيت بدوخة شديدة .. كان حد ماعرفهوش هو اللي ييخبط، ماكنتِش قادرة اقف ''

- انتَ مين؟
= انا يحيى، انتِ رحمة؟
- يحيى مين؟

'' وقبل ما يرد ماحسّتش بنفسي ووقعت وأُغمى عليا.

بعد شوية فُقت ولقيت نفسي في سريري، وواحدة من الجيران قاعدة جمبي وبتعملّي كمادات، استغربت اوي، لما شافتني فتحت عنيا، ضحكت وقالت ''

- حمدالله على السلامة يا رحمة
= الله يسلمك يا طنط، هو ايه اللي حصل؟
- كنتِ تعبانة يا حبيبتي شوية ووقعتِ من طولِك اُغمى عليكِ

'' حاوات افتكر اللي حصل، لحد مافتكرت الشاب اللي شُفته لما فتحت الباب، فاقُلتلها ''

= كان فيه واحد غريب كدة...
- مقاطعةً: ايوة ما هو دا اللي خبّط عليا الباب وقالي انك وقعتِ من طولِك، وجابلِك حقنة من الصيدلية وودهالِك كمان .. البسي طرحتِك هو قاعد برا بقاله يجي اربع ساعات عشان يتطمن عليكِ
= بصدمة: اربع ساعات؟!، مين دا؟!

'' ندهِته من برا، وانا لبست طرحتي وقعدت على السرير، دخل الأوضة، وقال ''

- حمدالله على سلامتِك
= انتَ مين وتعرفني منين؟
- انا يحيى ياسر، ابن المحامي بتاعِك
= بصدمة: انتَ ابن اونكل ياسر؟
- ايوة .. كان بيرن عليكِ عايز يتطمن عليكِ، لكن ماردتيش فا قِلق عليكِ وطلب مني آجي اشوفِك لانه مش هيقدر يسيب المكتب بتاعه، وكويس انّي جيت ولحقتِك
= شكرًا ليك
- العفو انا ماعملتِش حاجة .. هو مافيش حد عايش معاكِ؟
= لأ
- طيب ..

'' وبعدين خرج جاب شنطة علاج من برا، ورجع وقال ''

= حرارتك كانت عالية اوي، جبتِلك علاج وكاتبلِك عليه تاخديه امتى، وليكِ حقنة كمان لازم تاخديها بكرة
- انتَ دكتور؟
= ااه .. صيدلي

'' ابتسمت وهزيت راسي، فقال ''

- تعرفي حد يبقى يوديكِ الحقنة بكرة؟
= لا ماعرفش
- طب لو تسمحي آجيلِك بكرة واوديكِ الحقنة
= تمام
- تمام .. تقومي بالسلامة ان شاء الله، عن اذنك
= اتفضل

'' ومشي، وشكرت طنط جارتنا على اللي عملِته معايا، ومشيت راحت شقّتها، ظريف اوي يحيى دا ..
تاني يوم جِه اونكل ياسر ومراته، ومعاهم يحيى .. وقعدوا معايا واتطمنوا عليا، وكنت مبسوطة باللي بيعملوه معايا كإنهم أهلي ''

- يحيى: انتِ في كلية ايه؟
= طِب
- باندهاش: والله؟ .. في سنة كام؟
= تانية .. وانتَ؟
- انا متخرج من تلت سنين

'' وهنا ابتدِت قصة جديدة في حياتي، بطلها كان يحيى ..
واحدة واحدة بدأنا نتكلم بعد ما أخد رقمي من والده، بحجة انه عايز يتطمن عليا، وواحدة واحدة بقينا نتقابل وحبّيته، وهو كمان .. حكيتله حكايتي واللي حصلّي، وسمع من غير مايزعل او حتى يتفاجئ، ودا كان غريب بالنسبالي، لكن قالي ان والده حكاله حكايتي من قبل ما يقرر يكلمني، ودا شئ فرحني اوي.
قعدنا مرتبطين سنتين وشوية، لحد ما خلّصت سنة رابعة، في الوقت دا كانت علاقتي بدنيا شبه منقطعة، في المناسابات بس كنا بنتكلّم، ولا كإننا اخوات وعِشنا مع بعض ١٨ سنة، كنت قاعدة مع يحيى في كافيه، لما قال ''

- انا عايز اتجوزك
= بالسرعة دي؟
- يا بنتي احنا مع بعض بقالنا اكتر من سنتين، فين السرعة؟

'' كنت مبسوطة اوي، لكن فجأة نطّ في دماغي ذِكرى تشبه الذكرى دي، لما مصطفى قالّي نفس الكلام .. اختفت ابتسامتي، وقُلتله ''

= وباباك هيوافق؟
- وليه لأ؟
= وليه ااه؟، هيوافِق بظروفي؟، ووالدتك؟ واخواتَك؟
- انتِ عارفة ان ابويا بيحبك وبيحترمك، وامي كمان، ماتقلقيش .. ابويا مش زي خالِك
= مش عارفة، بس انا خايفة
- يا ستي ماتخافيش انا متأكد من ابويا، وهثبتلِك دلوقتي حالًا

'' طلّع موبايله من جيبه، ورن على والده وفتح الاسبيكر ''

= بتعمل ايه يا يحيى؟
- استني هتسمعي بنفسِك

'' شوية ورد اونكل ياسر ''

- ايوة يا بابا ازيك؟
= ازيك انتَ يا يحيى
- الحمد لله، بقولك ايه يا بابا عايزَك في موضوع كدة
= خير؟
- انا قررت اتجوز

'' كنت مكسوفة لما قال كدة، واتوترت ''

= اخيرًا، ألف مبروك يا حبيبي، حاطط عينَك على واحدة ولا نختارلَك احنا؟
- لا اخترت خلاص
= واخترت مين؟
- رحمة يا بابا

'' سكت اونكل ياسر شوية، وتون صوته اتغيّر، وقال ''

= رحمة مين؟
- رحمة يا بابا، بنت مدام كريمة واستاذ محمد

'' سِكت تاني، وبعدين قال ''

= عايز تتجوز رحمة؟، ايه اللي بتقوله دا يحيى؟، ازاي يعني؟

'' وهنا حسيت بصدمة كانت بعمري كله، يحيى اتصدم هو كمان، وقفل الاسبيكر وقام راح اتكلم بعيد، وانا اخدت شنطتي ومشيت روّحت البيت.
دخلت البيت وجريت على أوضتي .. ماكنتِش قادرة اصدق اللي سمعته، لا مش ممكن .. مش ممكن يكون كل الناس نظرتهم ليا واحدة، ماحدش مختلف .. كلهم زي بعض، طب وانا .. أنا ايه ذنبي؟، انا مالي بحقيقتي، انا ذنبي ايه؟ .. وقفت قدام المراية وانا بحاول افهم الوضع اللي انا فيه، يتغير ازاي؟، ازاي اقدر اتجوز واكون أم؟ ، ازاي ابسط أحلامي اقدر احققها؟، ازاي الناس مش شايفين ان ليا حقوق؟، مسكت البرفان بتاعي، وحدفته في المراية، بقيت بصرخ واكسّر أي حاجة تقع قدامي، بقالي سنين بحاول اثبت للناس ان انا كويسة واستاهل حاجات كتير، استاهل يبقى عندي حقوق .. لكن مافيش فايدة، كلهم باصين لنقطقة واحدة بس.
قعدت في الارض وانا بعيط ومنهارة، لتاني مرة قلبي يتكسر .. لكن لحد هنا وكفاية، كفاية احاول اهتم بالناس واثبتلهم حاجات مهما شافوها مش هيقتنعوا، كفاية يبقالهم أي قيمة في حياتي، كفاية لحد كدة .. انا مش هسكت لأي حد تاني، هنتقم من أي حد يحاول يدوسلي على طرف، مش هسكت وابقى عبيطة تاني.

ودي كانت بداية تحوّلي من جديد، لحد أسوأ بكتير.
تاني يوم نزلت الجامعة، وكل اللي يعرفني كان بيتصدم، أول مرة يشوفني من غير حجاب، قلعت الحجاب ومش هلبسه تاني، وهثبت للناس كل فكرة وحشة واخدينها عني.
يحيى حاول كتير يكلمني لكن ماكنتِش برد عليه، زيه زي مصطفى، جبان.
غيّرت كل حياتي، كنت بسهر في أماكن مش شبهي كتير، وارقص، حتى جربت اشرب .. هتعوّد على كدة.
رُحت اجّرت مكان تاني غير البيت اللي كنت فيه، عشان يحيى مايعرفش يوصلّي .. ماقدرش اقول ان الوقت قِدر ينسّيني يحيى زي ما نسّاني مصطفى، ماعرفتِش انساه ولا انسى جرحي منه، ولا مسمحاه عليه.

عدا تلت سنين الجامعة، عدوا وانا قافلة قلبي لأي حب ولأي حد، مش عايزة حد في حياتي حد لو صحاب، مش عايزة اودّي لأي حد السكينة اللي يقدر يدبحني بيها، وخلصت على كدة، خلصت جامعة واشتغلت في مستشفى حكومي، كنت بشتغل الصبح، وبالليل سهر لأي مكان للفجر، واقتصرِت على كدة حياتي، روتين ممل.

وفي يوم كنت في المستشفى الصبح، لقيت حالة داخلة من الطوارئ والمسعفين معاها، وحصلت جلبة كبيرة .. جريت على الحالة اللي اتصدمت لما لقيته خالي، بعد كل السنين دي اتقابلنا؟!، وقفت مكاني وهما بيدخلوه لاوضة العمليات، وانا واقفة بفكر، سامعة اسمي في الاستقبال انّي انروح اوضة العمليات بسرعة مع دكتور تاني عشان اساعده، لا الدكتور المتخصص موجود، ولا انا رُحت، جريت عليا ممرضة وقالتلي ''

- دكتورة رحمة بينادوا عليكِ
= ...
- دكتورة رحمة الحالة بتموت
= يموت .. خليه يموت

'' وسِبتها ورُحت اغيّر هدومي عشان امشي، يستاهل الموت .. يستاهل كل حاجة وحشة في الدنيا، هو سبب عذابي لسنين، بس .. بس انا مش قادرة، مش عارفة اكون وِحشة كدة، نفخت بشدة وانا بضغط على ايدي .. ورُحت اتعقمت ودخلت اوضة العمليات، الظاهر ان دي حادثة عريبة، قلبه وِقف كذا مرة في العملية وانعشته، كان فيه ازاز كتير في صدره، ولحسن حظه مافيش ازازة دخلت القلب.
خرجت من العمليات بعد ما خلصت ودخل هو العناية المركزة، لما خرجت لقيت مصطفى واقف برا، شكله اتغيّر كتير، بقالنا سنين ماتقابِلناش، أول ما شافني جري عليا ''

- طمنيني يا دكتورة، والدي حالته ايه؟

'' بصيتله ثواني، وبعدين شِلت الماسك .. اتصدمت أول ما شافني، وقال ''

- رحمة؟!
= اتطمن! .. هو كويس بس دخلناه العناية المركزة لحد ما يفوق وان شاء الله هيبقى كويس، عن اذنك

'' مشيت خطوتين لكن هو وِقف قدامي، وقال ''

- استني لو سمحت

'' وِقفت ''

- انا بشكرك على اللي عملتيه مع ابويا، انتِ آخر واحدة كنت اتوقع منها كدة
= العفو دا شغلي

'' وبعدين قلعت الطاقية اللي على شعري، اتصدم لما شاف كدة، فقال ''

- ايه دا؟، انتِ قلعتِ الحجاب؟
= دا سؤال مش من حقك تسأله، عن اذنك

'' مسك ايدي قبل مامشي، فزقيته ''

= انتَ اتجننت؟
- انا برده ولا انتِ؟، انتِ عملتي في نفسِك ايه؟
= انتَ مالك ومالي يا بني آدم انتَ؟، ليك سلطة عليا؟
- عندك حق، الحمد لله انّي ماليش سُلطة عليكِ، وشكرًا على اللي عملتيه مع بابا

'' وسابني ومِشي، حرق دمي أوي، بيحمد ربنا انه مالوش سلطة عليا؟، الله يرحم أيام زمان .. روّحت البيت وانا لسة بفكر في اللي قاله ليا، دلوقتي انا مش عجباه؟، بس لا انا مش هسكتله، لا هسكت ليه ولا لغيره، وكدة هو اللي اختار يخرب على نفسه عشان تطاول عليا، رغم ان فاتت سنين كتير لكن موبايلي القديم كان موجود لسة معايا، جبته وفتحته وكان عليه كل الشاتات اللي كانت بينا زمان، واسكرينات كتير بتثبت ان كان في بينّا علاقة زمان، أخدتهم وبعدتهم واتساب لدنيا!، وكتبتلها ماسدج كبيرة قُلتلها ان انا دوست على قلبي واستحمِلت كتير عشان جوازها من مصطفى اللي كنت معتبراه في وقت ما حبيب عمري، عشان ماكسرش قلبها، وقُلتلها خليه يبعد عني أحسنله، لانه لما شافني في المستشفى النهاردة كان باين الحب في عنيه، والغيرة كمان، وبعتلها كل حاجة .. بعد ساعة كانت شافت الاسكرينات والماسدج، لكن ماردتش، ودي حاجة خلتني استغرب، لكن في الحقيقة ماهتمتش كتير .. غيّرت هدومي وبعدين نزلت رُحت مكان اسهر فيه، كنت قاعدة لوحدي، فتحت الموبايل وشُفت من تاني الماسدج بتاعتي والاسكرينات، وبدأت افوق .. هو انا كدة بوجع مصطفى ولا بوجع اختي؟، بنت الست والراجل اللي احتضنوني وربوني، ايه الهبل اللي انا عملته دا؟، ايه اللي انا وِصلتله دا؟، انا عمري ما كنت كدة، عمر قلبي ما كان بالقسوة دي، انا بقيت واحدة تانية ماعرفهاش، طلبت وِيسكي ..وبعدين سندت راسي، على الترابيزة وقعدت اعيط، بقيت الشخص اللي انا عمري في حياتي ماتمنيت اكون عليه، بقيت وحيدة .. مافيش حد في حياتي نهائي، قلعت الحجاب وبطلّت اصلّي، بطلت اي عبادة كنت بعملها، بقيت بشرب .. مش شاطرة في شغلي زي ما كنت بتمنى، ليه مافيش حاجة بتحصل زي مابتمنى؟، ليه انا هنا؟ ليه انا الشخص دا؟، ليه انا رحمة .. رحمة اللقيطة.
رفعت راسي لما الويتر قال ''

- الويسكي يا رحمة هانم

'' رحمة؟ يعرف اسمي منين؟، رفعت راسي وبصِتله .. واتصدمت، اتصدمت لما شُفت ان اللي واقف قدامي يحيى، بعد تلت سنين بنتقابل؟! .. كان ماسك في ايده كوباية ويسكي، والغضب باين على ملامحه، مديت ايدي عشان آخد منه الكوباية، لكن سبقني هو ورمى الكوباية في الارض، والناس حوالينا خدِت بالها، ومسك ايدي غصب عني ومشيت معاه وانا بحاول اقاومه، كان عايزني اركب العربية معاه لكن انا منعته، وقعدت اصرخ عشان حد ينقذني منه، لكن ماحدش حاول، وهو عشان يخليني اسكت ضربني بالقلم، ودخلني العربية غصب عني .. اتصدمت جدًا من اللي عمله، ركب جمبي ومشي بينا من المكان دا، كنت بابص من الشباك وانا بعيط وبحاول ماطلّعش صوت، لحد ما وِصل بينا لمكان غريب، مكان مقطوع، وقال من غير ما يبصلي ''

- انزلي

'' خُفت اوي، وقّف العربية ونِزل قبلي .. نزلت وراه وانا خايفة، وِقف قدام العربية، وِقفت قصاده .. فِضل ساكت، بيبصلّي باحتقار، غمضت عيني أوي عشان ماشُفش النظرة دي، ورجعت بصِتله من تاني، وقُلتله ''

= انتَ جايبني هنا ليه، عايز مني ايه؟
- مش مصدق عنيا .. انتِ رحمة؟
= ااه رحمة
- مستحيل، رحمة مش كدة .. دا مش شكلها، مش انتِ اللي انا عِرفتها

'' ضحكت بسخرية ''

= كنت رحمة اللي انتَ تعرفها في وقت من الاوقات، رحمة العبيطة الساذجة اللي أي حد يقدر يدوس عليها، لكن دلوقتي انا مش رحمة اللي انتَ تعرفها، ولا أي حد يعرفها .. مابقِتش ساذجة ومابقاش حد يقدر يكسرني ويوجعني زي زمان، ولا هسمح لحد يكسرني تاني

'' زاد غضبه أوي، ومسكني من شعري .. وقرّب راسي منه، وقال ''

- انتِ اللي بتكسري نفسك بإيدك، بتضيعي نفسك، انتِ فاكرة انك كدة قوية، انتِ كدة مرتاحة؟، قلعتي الحجاب ولِبستِ لبس مش بتاعِك، بتروحي أماكن مش شبهِك وبتشربي، عايشة في حرام، ايه الخطوة اللي جاية بعد اللي عملتيه؟ انك تعيشي مع واحد في الحرام وتخلّفي عيل ترميه، زي ما أهلِك رموكِ؟

'' زقيته بكل قوتي، فشال ايده عني، صرخت وانا بقوله ''

= كفاية بقا، كفاية عذاب فيا على غلطة ماعملتهاش، حرام عليكوا

'' حطيت ايدي على ودني وانا بصرخ وبعيط ''

= كفاية اللي حصلّي واللي بيحصلّي، انا ذنبي ايه .. ذنبي ايه انّي جاية من الشارع؟، ذنبي ايه؟ .. مش شايفين ليه انا بقيت ايه وفين، انا دكتورة، محترمة واخلاقي كويسة .. احسن من مليون واحدة بنت ناس، كفاية بقا .. كفاية تشوفوني لقيطة

'' وقعدت في الارض اعيط .. قال ''

- ماعندكيش مراية تُبصي فيها على نفسِك؟، انتِ محترمة واخلاقك كويسة؟، انتِ كدة؟

'' قعد في الارض قصادي، وقال ''

= عمري ما كان عندي شك في أخلاقك، عمري ما ربط حقيقتِك باللي انتِ فيه، طول عمري شايفك حاجة كبيرة، وكبيرة أوي .. لما واحد صاحبي شافك في المكان الزبالة اللي كنتِ فيه وقالي ماصدقتوش، ماصدقتِش غير لما شُفت بعيني، ليه يا رحمة؟، ليه بقيتِ كدة؟
- عشان انساك .. عشان ماتحاوِلش تقرّب مني تاني، عشان ماحدش يحاول يقرّب مني، ولا حد يبقى في حياتي .. مش عايزة حد في حياتي خالص
= ودا كله عشان ايه؟
- عشان مش عايزة اتوِجع، مش عايزة انتحر من كتر الضغط اللي الناس حطينه عليا
= وانا؟، انا وجعتِك؟
- انتَ زيك زي مصطفى، وابوك زيه زي خالي .. وكل البشر تفكيرهم واحد

'' ابتسم يحيى بسخرية، وقال ''

= ابويا اتصدم لما عِرف الخبر، ولما رجعت البيت واتكلمنا وقُلتله انا اخترتِك ليه، وافِق .. وبسهولة

'' اتصدمت من اللي قاله ''

- وافق؟!
= ااه يا رحمة وافق، ماعترضش ولا قال حاجة، ولا أي حاجة .. حاولت اكلمك عشان اقولِك الخبر مالقتكيش، وسيبتِ بيتك، وماكنتِش عارف اوصلّك في الكلية، ايام كتير كنت آجي اقف قدام باب الكلية يمكن اقابِلك، بس ولا مرة قابلتِك .. تلت سنين نفسي اوصلّك، ويوم ما وصلت لقيتك في كباريه

'' حسيت كإني اتخبطت في دماغي من اللي قاله، قام وِقف وبصلي وقال ''

- لكن دلوقتي وبعد اللي شُفته، مش عايزِك يا رحمة .. روحي ارجعي للكباريه اللي انتِ عايشة فيه
= بسخرية: لا براڤوا .. شَريف أوي ودمك حامي يا دكتور يحيى، لا اثبتّلي انك راجل فعلًا

'' قُمت وقفت قدامه، وقُلت ''

- لولا آخر كلمتين دلوقتي قُلتهم كنت يمكن افتكرت انّي خِسرت حد كويس وبيحبني، لكن الحمدلله انّي ماردّتش وقتها عليك وقررت ابعد عنك، لو كنت متجوزاك كنت مع أي غلطة عايرتني بأصلي اللي انتَ عامل نسيه، كنت رميتني وقُلتلي ارجعي للشارع اللي جيتي منه
= واللي انتِ فيه دا غلطة عادية؟
- مافيش غلطة عادية وغلطة مش عادية كلها غلطات، انتَ حتى ماهتمتش انا وِصلت للي انا فيه دا بسبب ايه، وكإنك وَلي من أولياء الله مابتغلطش .. عارف يا يحيى لو كنت مكاني؟، انا عمري ما كنت هسيبَك .. وهقف جمبك مهما كانت غلطاتَك .. انا اللي مش عايزاك يا يحيى ومن زمان

'' ومشيت من قدامه ''

- رحمة استني

'' وقفت وبصتله ''

- ارجعي يا رحمة عن اللي انتِ فيه، انتِ مش كدة ولا اتربّيتِ على كدة، مش عشان يحيى أو غيره .. عشان نفسك وعشان ربنا

'' كنت حاسة ان في حد بيخنقني، حد ماسك قلبي وبيعصره في ايده، جريت من قدامه، لحد ما طلعت على الطريق ولقيت تاكسي ركبته وروّحت، وأخدت بالي ان يحيى ماشي ورايا بعربيته.
وصلت البيت وانا مش عارفة افكّر، اعمل ايه عشان ابقى احسن وماتوجِعش؟ .. قعدت اعيط وانا حاسة انّي عايزة اخرّج قلبي من مكانه وارميه، فضلت على الحال دا لحد ما الفجر أذن.

ودي كانت لحظة تحوّل تانية، للأحسن من جديد.
قُمت اتوضيت وصلّيت وانا بدعي ربنا يدبرلي حالي، قعدت اعيط واشكيله همي، وادعيه يغفرلي ذنوبي .. ذنوبي اللي اخترتها بإرادتي، كإني كنت بعاند نفسي.

قررت ارجع للحجاب من تاني، قبل ماخسر حاجات تانية ماينفعش اخسرها، لبست الحجاب ورُحت المستشفى، كلهم هناك استغربوا التحوّل المفاجئ، لكن باركولي في هدوء.
كنت قاعدة في أوضة تجمع الدكاترة لوحدي لما لقيت حد بيخبط الباب، ودخل .. اتصدمت انها دنيا!، دخلت دنيا وقفلت الباب، وقالت ''

- كنت جاية ازور خالي، وقالولي انك هنا

'' قُمت وقفت، وقُلتلها ''

= اتفضلي اقعدي

'' كنت عارفة هي جاية ليه، قعدِت وقالت ''

- ازيك يا رحمة عاملة ايه؟
= بخير، انتِ عاملة ايه، والولاد اخبارهم ايه؟
- كويسين كلنا الحمد لله

'' وسكتنا! .. وبعدين قالت ''

- انا شُفت اللي بعتّيه امبارح
= دنيا اسمعيني، انا ماكُن ..
- مقاطعةً: انا كنت عارفة اللي كان بينِك وبين مصطفى من زمان

'' اتصدمت جدًا، ايه اللي بتقوله دا؟ ''

= عارفة؟، انتِ بتقولي ايه؟
- يوم جوازنا هو حكالي كل حاجة، اكيد لو كنت اعرف قبلها عمري ما كنت هوافِق، خصوصًا انه مغصوب عليا، لكن هو قالّي ان في فترة خطوبتنا هو حبّني وشاف انّي استاهله، كنت مصدومة وقتها طبعًا، لانّي عمري ما حسيت من معاملته ليا انه مابيحبنيش، لكن كنت شاكة في مشاعره بعد اعترافه دا .. بس اثبتلي انه بيحبني بجد بوقفته معايا في مرض ماما وبعد وفاتها، طول الوقت كان واقف جمبي ومراعيني كويس، واتأكدت من مشاعره ليا .. لكن كنت شاكة فيكِ انتِ، انا بعترف انّي كنت بقلق منك لما بتيجي تزوريني، واكيد انا سبب من الاسباب اللي خلّتنا نبعد

'' ابتسمت بسخرية، في الوقت دا حسيت إحساس لويس التاسع وهو بيقول ' حتى أنتَ يا بروتَس؟! '، حتى دنيا كمان مافكّرتش ان انا اللي خلّيت ماما توافق على جوازها من مصطفى، مافكّرتش انّي كان ممكن ابوّظ الجوازة واعترف وقتها على اللي كان بنّا، يلا .. بجملة الوجع، كمِلِت وقالت ''

- ولما جه من المستشفى حكالي انه شافك وانتِ اللي انقذتي خالي، وقالي انه شاف حالِك اتغيّر وماعجبهوش .. ووقت ما بعتّي اللي بعتّيه دا كان هو اللي ماسك موبايلي، وهو اللي جه يوريني اللي بعتيه

'' اتنهِدِت وقالت ''

- انا مش زعلانة من اللي عملتيه يا رحمة، انا بس عاتبة عليكِ في جزئية صغيرة، انك عايزة تخربي بيتي
= وانا بعترف انّي ندمت على عملته، وأنّبت نفسي كتير، أنا آسفة .. وحقيقي مصطفى ماكدِبش في ولا كلمة قالها

'' هزت راسها، وقالت ''

- قالي انك قلعتِ الحجاب، لكن اللي شايفاه..
= مقاطعةً: دي قصة طويلة أوي، انا لسة لابساه النهاردة، ومش كلام مصطفى اللي خلاني البسه عشان ماتشُكيش .. حصل حاجات كتير في السنين اللي فاتت خلّتني اتغيّر

'' مسكت ايدي، وقالت ''

- طب احكيلي، وحشني قعدِتنا مع بعض زمان ورغيِنا
= بابتسامة: ...

'' وحكيتلها كل حاجة، حكيتلها من أول ما سمعت انا وماما خالي وهو بيتكلم عني وبيرفض جوازي من مصطفى عشان انا لقيطة، لحد يحيى واللي حصل بنّا امبارح، وانتهى الحوار بنّا واحنا بنعيط احنا الاتنين، حضنتي وقعدت تطبطب عليا ''

- انا آسفة، آسفة انّي سِبتِك تعيشي دا لوحدك، حقك عليا .. انا مش هسيبِك تاني

'' حضنتها أوي، كنت محتاجة حد يشيل معايا اللي انا فيه.

مرت الأيام، ورجعت العلاقة بيني وبين دنيا زي ما كانت، وخالي فاق واتنقل أوضة عادية، وأول ما عرف ان انا الدكتورة المشرفة عليه ما صدقش ''

- حمدالله على السلامة يا أستاذ عادل، واضح ان حضرتك بقيت أحسن

'' بصلي وهو حزبن، كنت حاسة انه بيتأسفلي، ابتسم وقال ''

= الحمد لله يا دكتورة رحمة، شكرًا على مجهودِك معايا
- العفو دا شغلي
= عن اذنَك
- استني يا بنتي

'' وقفت وبصيتله، فقال ''

= انا آسف على اللي حصل مني زمان، حقك على راسي، انا غِلط في حقك كتير، سامحيني

'' معقول؟!، معقول خالي بيعتذِرلي بعد كل السنين دي؟، ماكنتِش مصدقة نفسي، لان كل حاجة اتغيّرت في حياتي للأسوأ بدأت عنده، وشكل كل حاجة هترجع أحسن وهتبدأ من عنده كمان، ابتسمت وقُلتله ''

- ماما الله يرحمها كانت دايمًا تقول ان في قلبي رحمة تكفّي الدنيا كلها، ورغم انك دمرّت حياتي لكن مش هبخل عليك يا خالي، انا مسمحاك .. عن إذنَك

'' وسِبته وخرجت من الأوضة وانا حقيقي مبسوطة انّي قدرت اغيّر فكرة خالي عني، وانه اخيرًا شاف نفسه غلطان واعتذرلي.
وكل حاجة بدأت ترجع زي الأول واحسن، كل حاجة بدأت تتغير، رجعت علاقتي انا ودنيا ببعض وبقينا نزور بعض وكان خالي كل مايشوفني يرحب بيا أوي، وبقيت رحمة اللي بتمناها.
عدّت سنة، النهاردة يوم ميلادي الـ ٢٦، كل اللي حصلّي في التمن سنين اللي فاتوا كتير أوي، يتعملوا روايات، أحداث كتير، وتجارب وتغييرات غريبة، وِحدة، ووجع، وسعادة وفرح.
اتعلّمت استفيد من تجاربي على قد ماقدر، وانّي دايمًا احط ربنا قدامي قبل أي خطوة، وماينفعش اركز في كلام الناس لان بسببه هموت اكيد، لازم اكون واثقة من نفسي ومن أخلاقي، وطول مانا عارفة نفسي، وعارفة ربنا شايفني على ايه ماينفعش اخاف، حتى لو ماتجوزتِش خالص ومالقِتش حد يحبني، لو ربنا كاتبلي الجواز، هتجوز .. باختصار مالي ومال الناس ورب الناس يرعاني.

كنت راحة المستشفى النهاردة بقلب جديد، وحالة جديدة، وكل يوم بداية جديدة ''

- دكتورة رحمة، يا دكتورة رحمة

'' بصيت للممرضة اللي بتنده عليا، وقولتلها ''

= ايه في ايه؟
- في حد واقِف في الاستقبال عايز حضرتك
= حد؟، حد مين؟
- مش عارفة، هو قال انه عايزِك
= بتنهيدة: طيب

'' رُحت اشوف مين دا والممرضة كانت معايا، ولما وِصلت لقيت يحيى موجود وفي ايده بوكيه ورد وكل الدكاترة والممرضين والممرضات واقفين حواليه، حتى دنيا ومصطفى موجودين، ايه دا؟!، كنت مصدومة من اللي شايفاه دا، لقيت مصطفى بيقول ''

- دكتور يحيى طلب ايدِك مني ومن دنيا باعتبارنا اولياء امرِك، فاحنا فضحناكِ في المستشفى عشان توافقي وتلمي الفضيحة

'' يا سلام؟!، بصيت لمصطفى وقُلتله ''

= وهو اللي بيجي يطلب حد بيجي لوحده من غير أهله؟، ولّا أهله مش موافقين؟
- دنيا: ايه النكد دا؟ .. على فكرة اونكل ياسر جالي هو وزوجته الاسبوع اللي فات وطلبوا ايدِك، وكانوا مبسوطين، يعني موافقين وبإرادتهم

'' ابتسمت وقُلتلها ''

= بجد؟

'' غمزتلي، وقالت ''

- ايوة بجد

'' بصيت ليحيى وابتسمت، وأخدت البوكيه ''

'' اكيد كل الناس هتستغرب من جوازنا، واكيد هسمع كلام العن من اللي سِمعته قبل كدة، لسة قدامي كتير هقابله، ناس كتير مش هترحم ذنب أهلي اللي مش معروف هما رموني ليه، لكن ..لازم اكون أقوى، اقوى بربنا أولًا، وبالناس القليلة اللي حواليا ''

'' لا أُحلّل الإقتباس من دون الإسم ..🌻''

#حكاياتنا_سوا
#هالة_أحمد

رأيكوا 👇👇

Continue Reading

You'll Also Like

33.4K 3.2K 14
تعرض تايهيونغ لسوء المعاملة من قبل ابيه و القطيع لدرجة ان جزئهُ الحيواني بات ضعيف... واخيرًا قرر الهروب من كل هذا... وفي اول لحظات الحرية تعرض لحادث...
6.4K 509 26
جحيم الاهل