اسكربتات هالة أحمد

By Delirium182

282K 17.1K 937

بصوا حبيت اعمل حاجة جديدة ف انا هنا هجمع الاسكربتات اللي الكاتبة هالة أحمد كتبتهم و هنزلهم هنا و اشمعنا هال... More

{1}
{2}
{3}
{4}
{5}
{6}
{7}
{8}
{9}
{10}
{11}
{12}
{13}
{14}
{15}
{16}
{17}
{18}
{19}
{20}
{21}
{22}
{23}
{24}
{25}
{26}
{27}
{28}
{29}
{30}
{31}
{32}
{33}
{34}
{35}
{36}
{37}
{38}
{39}
{40}
{41}
{42}
{43}
{44}
{45}
{46}
{47}
{48}
{49}
{50}
{51}
{52}
{53}
{54}
{55}
{56}
{57}
{58}
{59}
{60}
{61}
{62}
{63}
{64}
{65}
{66}
{67}
{68}
{69}
{70}
{71}
{72}
{73}
{74}
{75}
{76}
{77}
{78} Part : 1
{78} Part : 2
{78} Part : 3
{78} Part : 4
{78} Part : 5
{78} Part : 6
{78} Part : 7
{78} Part : 8
{78} Part : 9
{78} Part : 11
{78} Part : 12
{78} Part : 13
{78} Part : 14
{78} Part : 15
{78} Part : {الأخير {16
{79}
{80}
{81}
{82}
{83}
{84}
{85}
{86}

{78} Part : 10

615 64 10
By Delirium182

'' السـفينة ..💛 ''

الفصل العاشر

'' صُدم يونس حينَ قالت عزيزة اسمه ،وتعبيرات وجهها كانت هادئة جدًا ،وكأنها تعرفه شخصيًا ،لم تتفاجئ حين رأته أو تغيّرت ملامح وجهها ''

- تعرفي منين إسمي واسم والدي ؟
= ليه هو مش حضرتك رجل اعمال مشهور ووالدك الله يرحمه برده كان رجل اعمال مشهور ؟

'' أومأ يونس برأسه وقال ''

- هو كل رجال الاعمال معروفين للناس العادية كدة ؟
= ومين قالّك ان انا من الناس العادية ؟
- باستغراب : يعني ايه ؟

'' ظلت تنظر إليه لثوانٍ ثم نهضت ورحلت من أمامه ،لكن توقفت فجأة واستدارت ونظرت إليه وقالت له ''

= شكرًا انك وصلتني المستشفى

'' وغادرت ..ظل يونس ينظر إليها بتعجب ،إنها لغزٌ كبير ،حتى اسمها لغز ..عزيزة ،ضحك يونس حينَ تذّكر قصة يونس وِلد الهلالي وعزيزة بنت السلطان ،يالصدفة الغريبة ..لكن الذي لم يعلمه يونس أنّ هذا اللقاء هو بداية لقصة كبيرة ،لأحداثٍ جديدة ستغيّر حياته .
لم يكن يعلم لماذا سينتظر هنا بعد الآن وبعد كل ماعرِفه ،لذا قرر أن يرجع للقاهرة من جديد ،وصل يونس إلى القصر في الليل ..وجد سيارة يحيى بالقصر ،فتعجب كثيرًا ،كان مؤمن ويوسف جالسيْنِ بغرفة المكتب ،دلف يونس الغرفة وبعد إلقاء التحية ،جلس يونس وسألهم ''

- هو يحيى هنا ؟
= مؤمن : أيوة
- غريبة ،جاي ليه ؟
= يوسف : يحيى طلّق شادية
- بصدمة : إيه ؟ طلّق شادية ؟ ،يحيى ؟
= مؤمن : شادية عرفِت كل حاجة ،لقت جواب البنك في جيبه وعرفِت رصيده ،وأصرّت تتطلق
= يوسف : شئ متوقع ..أكيد كان هيجي اليوم وتعرف وأكيد كانت هتطلب الطلاق
- طب هو فين دلوقتي ؟
= مؤمن : في أوضته
- طب هطلع اشوفه وبعدين هنزلكوا نتكلم

'' وصعد يونس إلى غرفة يحيى ،فقال مؤمن ليوسف ''

- أنا تِعبت من كل اللي بيحصل في العيلة دي ،حاسس ان انا مش هستحمل اعرف سِر كمان
= بتنهيدة : حظّنا بقا ..جينا في عيلة زي عيلة الديب ،بس انا مش مرتاح ومش فاهم ،كدة بابا كان يقصد رحمة بنت فاروق مش مراته ،في حاجة غلط
- غلط ايه تاني ؟
= حمزة ..ونتيجة التحاليل اللي بتقول انه مش ابنه ،كلام بابا فيه سر أكبر من انه بيقولنا ان رحمة وحمزة ولاد عمنا فاروق ،وبعدين انا مش مقتنع بإن بابا كان بيحذرنا منه واننا نِلوي دراع فاروق بولاده وبكل حاجة كاتِبها عنهم في الخزنة ،أي نعم بابا وعمي ماكانوش على وِفاق في موضوع التجارة بس غير كدة كانوا اخوات وحبايب ،بابا مش بالقسوة دي عشان دا يبقى الهدف من اللي قاله ،وبعدين مريم وآسيا قالوا ان بابا كان مبتسم وهو بيموت وكان بيبص لعمي فاروق وقاصد يقوله هو ! ،يعني كان بيعرّف عمي فاروق نفسه ،مش مريم وآسيا

'' وضع مؤمن رأسه بينَ كفّيه وقال ''

- أنا تعبت ودماغي وِرمت ،مش عارف اصدقك ولّا اصدق يونس ..كلامكوا انتوا الاتنين منطقي

'' وقف يوسف فجأةً وقال ''

= الورق ..السر في الورق يامؤمن
- باستغراب : مش فاهم

'' نظر يوسف إليه وقال ''

= على كلام يونس ،ان كل حاجة عن ولاد عمي فاروق مكتوبة في الورق ،معنى كدة ان عمي فاروق نفسه ماكنش يعرف اماكنهم
- ازاي يعني ؟ ،ماأكيد هو اللي مودّي كل واحد فيهم في المكان اللي كان فيه
= يابني افهم ..سعيد أخد حمزة ورجع بلده ،ورحمة معرفش ..بس أكيد فاروق ماكنش متابعهم ،يعني حط كل واحد في مكان وخِلص دوره على كدة ..أكيد بابا كان يعرف كل حاجة ،وأكيد شَك في فاروق كذا مرة انه مخبّي عنه حاجة ،أكيد كان بيراقبه لحد ماعِرف انه اتجوز وخلّف كمان ..ولان بابا قلبه مش قاسي زي فاروق ،بدليل انه لمّا سابكوا كان متابعكوا وبيتعامل معاكوا ،فابابا بقا هو اللي كان متابع اخبارهم برده ،وماكنش بيقول حاجة لعمي فاروق لان عمي فاروق نفسه ماقالوش حاجة ،يبقى كان عايز يخبّي ..الدليل على كدة ان فاروق ماعِرفش حمزة لما شافه اول مرة في عزا بابا ،هو بس شبّه عليه

'' تفاجئ يوسف جدًا وقال لمؤمن ''

= احنا اغبيا أوي ،ما حمزة فيه شبه كبير مننا ومن عمي فاروق ،يعني من غير DNA هو ابن فاروق ،عشان كدة فاروق شبّه عليه لما جه العزا ،خصوصًا ان اكيد عارف ان دي نفس البلد اللي فيها سعيد ،ولما حمزة جاله هنا القاهرة فاروق اتأكد اكتر ان دا ابنه ،وفي لاحظتها فاروق قرر ياخده ويجيبه هنا ،يبقى بابا كان يقصد عمي فاروق مش احنا ،الخزنة الوحيدة اللي ماكنش يعرف عمي ارقامها طِلعت دي السر ،لان كل حاجة مكتوبة فيها كانت عن فاروق وولاده ،يبقى بابا كان يقصده هو وعايزه يقرا الورق اللي هيعرّفه على مكان ولاده ،وفي النفس الوقت بيقوله يجيبهم بقا ويعترف بيهم ،طبيعي بابا ماكنش اتكلم عنكوا قبل مايموت أو يوصّي عليكوا ،لانه عارف ان عمي فاروق عارف كل حاجة عنكوا وهيقدر يوصلّكوا ،هى كدة اتحلّت ..لو عمي فاروق كان يعرف مكان ولاده ومتابعهم كان جاب رحمة ،خصوصًا انه جاب حمزة واعترف بيه

'' أومأ مؤمن رأسه باقتناع تام ،وقال ''

- ورحمة فين ؟
= يونس بس اللي يعرف ،تعالى نطلع ونتكلم في الموضوع دا

'' دخل يونس على يحيى الغرفة بعد أن طرق الباب ،كان يحيى جالسًا على الفراش حينَ رأى يونس ،فابتسم وقال له ''

- حمدالله على السلامة
= الله يسلمك

'' ثم جلس يونس بجواره على الفراش وقال له ''

= اللي سمعته صح ؟

'' أومأ يحيى برأسه وعلى شفتاه ابتسامة حزينة ''

= ليه يايحيى ؟ ،ليه بسهولة كدة ؟
- ماكنِتش بسهولة ،بس ..هو كدة كدة كان هيحصل وهتعرف ،واكيد كنا هنتطلق ،بس الوقت جِه بسرعة لدرجة اني مش مصدق لحد دلوقتي
= إيه الضعف اللي انتَ فيه دا ،على الاقل كنت حاول
- احاول في ايه ؟ ،انها تقبل تكمل معايا وهى عارفة حقيقة شغلي ؟ ،ولّا احاول انّي اسيب التجارة ؟ ..اسكت يايونس ،اسكت انتَ لا عارف ولا فاهم حاجة ،انتَ مراتك لو كانت عايشة ماكنتِش هتبقى يونس اللي انا شايفه دلوقتي ،ماكناش هنعرف بعض انا وانتَ ولا باقي اخواتَك ،كدة كدة شادية عمرها ماكانِت هتعيش معايا وانا تاجر سلاح وآثار ،ولا انتَ كنت هتسمحلي اسيب التجارة عشانها ،كدة كدة مقفولة ..بس انا اخترتك واخترت التجارة على مراتي ،على حب عمري يايونس

'' ابتلع يونس غصةً في حلقه حينَ ذكر يحيى زوجته ،وكأنه يُذكره بانتقامه من فاروق ،قال يونس ''

= انتَ بتضحك على نفسك ولّا عليا ؟ ،ولّا عايز تشيلهالي جِميلة ..انتَ اخترت التجارة بكيفك يايحيى مش عشاني ،أنا ماأجبرتكش تشتغل من البداية ،انتَ اللي جيت من نفسك وقولت انك معانا
- بتنهيدة : مش فارقة كتير ،النتيجة واحدة

'' قطع حديثها صوت طرقات على الباب ،دخل مؤمن ويونس وجلسا معهما ،وقصّ عليهم يوسف تحليله لآخر ما نطق به والدهم ،كانت أعين يونس ثابتة على نقطةٍ ما في الفراغ وهو يستمع ليوسف ،وحينَ انتهى ،أومأ يحيى برأسه وقال ''

- تحليلَك مُقنع ،بس مين قالك ان عمك فاروق ماكنش يعرف من الاول مكان حمزة ؟ ،مايمكن عارف
= يوسف : ولو كان يعرف ليه عمره ماكلّمه او حاول يبقى جمبه مثلًا بدل مايبقى بعيد ويبني بينهم عداوة
- يحيى بسخرية : طب ما ابوك عمل معايا كدة ،عمري ماشوفته ولا حتى هو شافني ،حتى لما بعتلي فلوس ماشوفتوش
= بس كان متابعك وعارف مكانك وعارف اخبارك ،لكن عمي فاروق ماعملش كدة مع حمزة ،والدليل انه كمان مش عارف مكان رحمة بنته لحد دلوقتي

'' أومأ يونس برأسه وقال ''

= فعلًا هو مايعرفش مكانها ..لما واجهته انّي عارف ان له بنت واسمها رحمة اتخض وسألني لو اعرف مكانها
- يوسف : اهو ..يبقى انا صح
- مؤمن : طب يايونس انتَ تعرف مكان رحمة ؟ ،قريت في الورق حاجة عن مكانها أو راحت فين ؟

'' نقل يونس بصره بينهم ،ثم تنهد وقال ''

- مش بالظبط ! ،كان مكتوب انها كانت في ملجأ هنا في القاهرة ..بس أكيد سابته أو حد اتبنّاها
= يوسف : خلاص يبقى الملجأ دا المفتاح ،اسمه ايه الملجأ ؟

'' حاول يونس التذكر ،حتى قال ''

- ااه ..كان اسمه ..دار الحياة

'' صُدم يحيى وقال ''

= دا الملجأ اللي كانت فيه شادية !

'' نظر إليه ثلاثتهم في صدمة ،حتى قال مؤمن ''

- لا لا ..مش معنى انها كانت في نفس الملجأ يبقى هى رحمة يعني مستحيل ،واكيد شادية مادخلِتش الملجأ في نفس السنة يعني
= يوسف : يونس ..هو مكتوب السنة اللي دخلت فيها رحمة الملجأ ؟
- يونس : لا مش مكتوب ..بس يعني معروف السنة بما اننا عارفين سِن حمزة ،يعني تقريبًا سنة 91

'' وقف يحيى في صدمة وقال ''

- دي نفس السنة اللي اتولدِت فيها شادية

'' وقف يوسف ومؤمن في صدمة ،ويونس كان يفكر بشئ آخر ،هرول يحيى ناحِية دولابه واخرج ثيابه وقال ''

- أنا لازم انزل الاسكندرية دلوقتي ،لازم اجيبها ولازم تعمل تحليل DNA ونتأكد

'' أوقفه يونس عما يفعله حينَ قال ''

- وبعدين ؟ ،بعد ماتجيبها وتعمل DNA ،وتطلع بنت فاروق إيه اللي هيحصل ؟

'' ترك يحيى ثيابه ولم ينطق ،لم يكن لديه جوابًا ،قال يونس ''

- انتوا ليه مهتمّين برحمة ومهتمّين تعرفوا مكانها ؟ ،واحنا مالنا ..اذا كان ابوها مش مهتم الاهتمام دا
= يوسف : أيوة ..بس شادية لو طِلعت هى رحمة يبقى فيها كلام تاني
- وهى سنة واحدة مادخلهاش الملجأ غير بنت واحدة ؟ ،وحتى لو شادية هى رحمة هنعمل ايه ؟ ،اذا كان هى اتطلقت من يحيى عشان هو شغال مع اهله في التجارة ،مابالكوا لما تعرف ان اهله دول يبقوا اهلها هى كمان ،احنا كدة نبقى بنقتلها ،يبقى الاحسن تفضل على عماها ،دا باعتبار اذا كانت هى رحمة

'' لم ينطق ثلاثتهم ،عمّ الصمت بينهم حتى قال يحيى ''

= لا ..انا لازم سافر اسكندرية واجيبها

'' وانطلق دون أن يبدل ثيابه ،فقال مؤمن ''

- طب استنى ..استنى هاجي معاك

'' وهرول مؤمن خلفه ،وبقى يوسف ويونس ،فقال يونس ''

= هو عم راجح فين ؟
- قولّي الاول لما قعدت مع عمي فاروق قالك ايه ؟ ،ايه قصته ؟

'' وقصّ عليه يونس قصة راجح ،بعد ذلك أخذ يوسف يونس وأشار له على غرفة عم راجح ،دلف يونس الغرفة ..كان راجح جالسًا بركنٍ ما بالغرفة وحده ،أغلق يونس الباب خلفه ،وذهب ليجلس أمام راجح بالارض ،ظل ينظر إليه لثوانٍ قبل أن يقول ''

- حكايتنا طلعت واحدة ياعم راجح ،أهالينا غصبوا كل واحد فينا يمشي في طريقهم ويكمّل بعدهم ،لعنة الديابة صابتني زي ماصابتك ،صابتَك انتَ في عقلك وصابتني انا في قلبي ..في مراتي وابني ،قتلوني زي ماقتلوك ..بس انا كنت اذكى منك ،بدل ماسيب نفسي عقلي يطق قررت امشي معاهم ،العب لعبتهم وانتقم من اللي آذاني ،قررت عقلي يشتغل واخترت ،اخترت ماكُنش ضعيف ..اخترت ابقى ذكي وانتَ اخترت الربابة

'' ابتسم راجح بسخرية وقال دون ربابته ''

= الكسبان في الدنيا هو التقي
وغبي اللي يفكّر نفسه بالحرام ذكي

'' ابتسم يونس هو الآخر بسخرية وقال له ''

- الكلام دا بقا اللي بيصبّرك ؟ ..عمّلك ايه الكلام وانتَ سارح في الشوارع زي الشحاتين بقالك فوق ال50 سنة ؟ ،ايه اللي اتغيّر ؟
= كل همّك انتقام عامي عنيك كِيف الطور
كل همّي عيشة في كنف الرحمن مستور
- بسخرية : وانت كدة مستور ؟
= بسخرية : انتَ اكدة طور
شيطانك اقوى منيك
ماشي ومغمي عنيك
مش شايف عدوّك من حبيبَك
حبيبك ياوَلدي ..هو قريبَك
الحب جايلَك يجري على الباب
وانتَ فاكر ان قلبك عن الحب تاب
فيك وفيها ألف ميزة
هتكون في عينَك عزيزة

'' نظر يونس لراجح باستغراب ،هل قال عزيزة ؟ ،ظل ينظر لراجح بدهشة وحيرة ،لم يستطِع الرد عليه ،فنهض وهو مازال ينظر إليه ،ثم غادر الغرفة ''

'' كان اللواء المدعو محمد أشرف جالسًا في مكتبه ،كان ممسكًا بملفٍ في يده حينَ دلف عليه ضابطًا وألقى التحية العسكرية له ،أشار له اللواء بيده أن يجلس ،جلس الضابط قبالته ،ناوله اللواء الملف الذي كان بيده وقال له ''

- يونس سليمان الديب

'' أمسك الضابط الملف وفتحه وقرأ اسم يونس بصدمة ،أردف اللواء ''

- عيلة الديب مشكوك فيها من زمان ،من ايام سليمان الديب واخوه لما كانوا هما بس اللي ماسكين إدارة الشركات ،دلوقتي وبعد ما مات سليمان مِسكها يونس ابنه الكبير
= طب والشك دا مبني على ايه يافندم ؟
- مبني على فلوسهم اللي بالملايين ورصيد كل واحد من ولاد سليمان الديب في البنك مبالغ فيه عن ان دا يبقى رصيد الشركات ،اللي لاحظناه ان يوسف الديب واخواته البنات رصيدهم مش زي يونس ومؤمن ويحيى
= طب يافندم يمكن يكون دا طبيعي ويمكن فعلًا شغل شركاتهم قوي ،يونس الديب رجل اعمال كبير وله مركزه
- بس مش لدرجة انه يبني دا بس في خمس سنين ،حتى لو سليمان سايب الشغل كبير ،يونس كبّره اكتر ..يونس بس ! ،تحرياتنا بتقول فاروق مش شغال معاه ،ولا حتى حد من اخواته بيروح الشركة ،ودا شكّكّنا اكتر ،لما دوّرنا وراهم وورا سليمان وفاروق من زمان ،عرفنا ان الناس كانوا بيقولوا ان جِد يونس ..كمال الديب كان بيشتغل تاجر سلاح وآثار ،وضرب ابنه الكبير عشان ماكنش عايز يشتغل معاه فأثّر الضرب على دماغه وبقا مجنون بس مافيش دليل مادي ،كمان عرفنا ان فاروق الديب اتضرب بالنار مرة في صدره في نفس المكان اللي كان بيتسلم فيه سلاح وتقريبًا حصل غدر فاضربوه بالنار ،بس لسة برده مش متأكدين ان دا فاروق
= وإيه المطلوب مني يافندم ؟
- تراقب يونس الديب ،ولو فعلًا بيتاجر في السلاح او الآثار تمسكه متلبّس ،وراقب يحيى ومؤمن ..التلاتة دول اتربّوا بعيد عن سليمان ولما سليمان مات اتجمعوا واشتغلوا على طول ،أو اشتغل يونس لوحده والفلوس كانت بتروح في حساب التلاتة دول بس !
= حاضر يافندم ،تحت أمرك

'' نهض وألقى تحيته العسكرية وأخذ الملف ورجع للبيت ،كانت زوجته نائمة حينَ وصل للبيت ،أبدل ملابسه ودخل غرفة المعيشة ،جلس على الأريكة وفتح الملف يقرأ ما به بغضب وحزن شديد ،دلفت زوجته الغرفة ،جلست بجواره ووضعت يدها على يده ،رفع عينيه وقال لها ''

- مساء الخير ياحبيبتي ،ايه صحيتِك ولا ايه ؟
= لا مازن عيط وصحيت على صوته ،ومالقِتكش في الاوضة فاقولت اشوفك مانمتِش ليه
- مافيش مشغول شوية
= واضح انه شغل صعب ،باين انك متضايق
- صعب ..صعب اوي يارحمة ،أصعب قضية في حياتي
= ليه طيب احكيلي

'' نظر إليها وقال ''

- المفروض ماقولكيش ،بس هقولك عشان تقوليلي اعمل ايه ..مطلوب مني اراقب يونس الديب
= باستغراب : مين يونس الديب ؟

'' لم ينطق ،لكن هى فكرت قليلًا ثم تفاجئت وصُدمت وقالت ''

= يونس ؟ ليه ؟
- شاكّين انه بيتاجر في السلاح او الاثار او الاتنين مع بعض هو ومؤمن ويحيى
= ويوسف ؟
- لا يوسف لأ
= معقول ؟ ،معقول يكونوا بيتاجروا ؟
- بتنهيدة : بصراحة يارحمة هما فعلًا بيتاجروا
= بصدمة : ...
- أنا مراقبهم بقالي سنين وعارف دا كويس ،كنت بدعي ربنا لو اتقبض على حد فيهم مابقاش انا اللي بقبض عليه
= طب ..طب انتَ ناوي تعمل ايه ؟
- مش عارف ،بس لازم اعمل شغلي الموضوع خرج من ايدي ..ادعيلي ماعرفش امسك عليهم حاجة

'' نظرت إليه رحمة بحزن ولم تنطِق .
كان يوسف يحمل بيده صنية بها طعام وهو يدلف غرفة راجح ..دلف يوسف الغرفة ووضع الطعام أمامه وقال له ''

- يلا ياعم راجح عشان تاكل

'' نظر راجح إلى الطعام وقال ''

= من مال حرام
- لا ماتخافش ..دا من مالي انا ماتخافش ،أنا مالي حلال ياعم راجح

'' نظر راجح إليه وقال ''

= عايز امشي

'' نظر إليه يوسف قليلًا ثم قال ''

- حاضر هقول ليونس ،والله انا مش عارف هو جايبَك هنا ليه أصلًا ،بس هقوله

'' فابتسم له ووضع يده على وجهه ،كأنه يرى فيه سليمان ،ثم مدّ يده وتناول طعامه .
وصل مؤمن ويحيى للاسكندرية ،دلف يحيى البيت وكما كان متوقعًا لم تكن بالبيت ،دلف غرفة النوم ومن ورائه مؤمن ،وجد يحيى أنها تركت كل شئ ،كل شئ اشتراه هو لها ..حتى ثيابها تركتها ،لم تأخذ غير ثيابها القديمة ،جلس يحيى على الفراش بحزن وقال ''

- هتروح فين بس ،انا غبي انّي سيبتها ومشيت

'' جلس مؤمن بجواره وقال ''

= يمكن تكون خرجت وشوية وجاية
- انتَ ماتعرفش شادية

'' أخرج يحيى هاتفه من جيبه وهاتفها لعلها ترد ،لكن هاتفها مغلق ،ابتسم يحيى وقال ''

- يعني الموبايل هو اللي هتخليه معاها ؟ ،يلا يامؤمن يلا نمشي

'' ونهضا هما الاثنان عائدين إلى القاهرة ،وصلا في الصباح إلى القصر ،دلف يحيى إلى غرفته فورًا ..وكان مؤمن مارًا من أمام الغرفة التي بها راجح ،لكن وقف فجأة حينَ سمعه يقول ''

- قلبك ياوَلدي حجر
ورد ودِبل فوق الشجر
لساك ناسي السؤال
لسة مش جاي عالبال
كيف نسيت ؟
كيف من السؤال ملّيت
نسيت وعيشت في الدنيا كَنّك بيه
طب لما تنزل قبرك هتقول ايه ؟
قساوة قلبك فاقت الحجر
والورد مات فوق الشجر

'' تسمر مؤمن مكانه حينَ سمع كلمات راجح ،وخفق قلبه بشدة ،كيف ؟ ..كيف علِم راجح كل هذا ؟ ،كيف ذكّره بكل الذكريات التي حاربها كي ينساها ؟ ،كيف ؟ ..هرول مؤمن سريعًا خارج القصر ،ركب سيارته وانطلق بها ..كان يجري بسيارته سريعًا كي ينسى ماتذكره ،ينسى تلك الفتاة ،تلك الوحيدة التي أحبّها منذ سنوات ..منذ أكثر من عشرِ سنوات ،دهس مؤمن على الفرامل فجأةً وأوقف السيارة ،وضع رأسه بين كفيه وأغمض عينيه بشدة ،وتذكر هذه الفتاة وهى تقول ''

- لما تعرف هتقول ايه لربنا في القبر وقتها ممكن نتجوز
= قبر ؟ ،قبر ايه ؟ ،ايه اللي بتقوليه دا يا ورد ؟
- اللي سمعته ،لما تلاقي إجابة على السؤال ابقى تعالى ،وهتعرف تلاقيني

'' فتح مؤمن عينيه ،لقد أنسته السنين ورد ،وهذا الحب القديم ..نسيَها ونسيَ كل شئ قد يُذكره بها ،لمَ الآن يذكرها ،لمَ الآن تذكّر سؤالها ،لمَ الآن آلمه قلبه ؟ .
كان يونس بغرفة المكتب يجمع أوراق مهمة قبل ذهابه لشركته ،في نفس اللحظة التي كان يوسف فيها خارجًا ،ذاهبًا للمستشفى التي يعمل بها ،وحينَ رأى يونس بغرفة المكتب دلف له الغرفة ''

- صباح الخير

'' رفع يونس بصره عن الورق ليرى من المتحدث ''

= صباح النور ،رايح المستشفى ؟
- أيوة ..كنت عايزك في حاجة كدة
= قول
- انتَ مخلّي عم راجح هنا ليه ؟ ،الراجل زهق ومش مرتاح
= انا قولت اهو عمّنا ونخلّي بالنا منه
- اذا كان ابوه واخواته سابوه ،احنا اللي هنمسك فيه ؟ ،لو كان دي طريقة ترضيه ماكنش ابوه سابه ولا اخواته ،هما عارفين ان راحته في الحياة اللي اختارها ،في لف الشوارع والعزف على الربابة ،هو كدة بيبقى مرتاح .فاسيبه يايونس يمشي

'' أومأ يونس برأسه وقال ''

= هو لازم فعلًا يمشي ،وجوده هيبقى مش مريح بالنسبالي

'' كان يعني يونس هذه الأبيات التي ألقاها راجح على مسامعه مساء أمس ،لم ينكر يونس أنه شعر بالقلق حينَ سماعها ،وشعر أن وجود راجح يهدده ،ويهدد مخططه ،وحياته ..وكل شئ يُريده ،فقط لانه شعر أن كلمات راجح بها شئ لا يريده .
ذهب يوسف للمستشفى ،وذهب يونس إلى شركته ..حينَ جاء موعد راحته ،ذهب لمطعم قريب من شركته ليتناول وجبة غدائه هُناك ،دلف يونس المطعم ،وظل يبحث بعينيه عن طاولة ليجلس عليها ،لكن لم يجد ..ووقعت عينيه على فتاة تجلس بمفردها ..كان يعلم هذه الفتاة ،إنها عزيزة ،اندهش حينَ رآها كثيرًا ..وفجأةً سحبته قدماه إليها ،وقف أمامها وقال ''

- انتِ بتراقبيني ولّا ايه ؟

'' رفعت عزيزة عينيها ونظرت إليه ،وصُدمت حينَ رأته ..ثم قالت ''

= هو مين اللي جاي للتاني ؟ ،يبقى مين بيراقب مين ؟

'' ابتسم يونس وقال ''

- طيب بما انك قاعدة لوحدك تسمحيلي اقعد معاكِ ؟ ،يعني مافيش ترابيزات فاضية وانا الحقيقة قدامي نُص ساعة اتغدى فيها وارجع الشركة ..ولّا انتِ مش من الناس العادية اللي ممكن تقبل تقعد مع حد عادي زيي ؟

'' نظرت عزيزة حولها لتجد أنه محق ولا يوجد طاولة فارغة ،عادت ببصرها إليه وقالت له ''

= اتفضل

'' جلس يونس وطلب غدائه ،ثم نظر إليها ..كانت تقرأ بكتاب ولم تنظر إليه ،فظل يطرق بأصبعه على الطاولة ،حتى رفعت عينيها وقالت له ''

= ممكن تبطّل ؟ ،انا مش عارفة اقرأ كدة
- أنا آسف مش قصدي ..أنا بس زهقان

'' نظرت إليه دون رد ،ثم عادت ببصرها للكتاب مرةً أخرى ،سكتَ يونس لثوانٍ ثم سألها ''

- هو انتِ من القاهرة ولا من الاقصر ؟

'' نظرت إليه ولم تُجب ،وعادت ببصرها للكتاب ،فسألها سؤال آخر ''

- كان قصدك ايه بانك مش من الناس العادية ؟

'' لم ترفع عينيها من الكتاب ،فسألها سؤال آخر ''

- وعرفتي منين بقا ان انا اللي وصلتِك للمستشفى ؟
= ...
- هو انتِ بتشتغلي ؟

'' وضعت عزيزة الكتاب على الطاولة بعنف وقالت له بغضب ''

- جرا ايه يا استاذ يونس ،هو انا عشان سمحتِلك تقعد معايا هتاخد عليا ولا ايه
= أنا آسف ،ماكنتش اعرف انّي هضايقك اوي كدة ..عن إذنك

'' ونهض من على المقعد وكان راحلًا ،إلّا أنّ عزيزة نهضت هى الأخرى ومنعته من الرحيل وقالت ''

= أنا آسفة ..أنا آسفة ،أنا مش قصدي تمشي ،حقك عليا اتفضل اقعد

'' جلس يونس مرةً أخرى ،ولكن بحذر ،وضعت عزيزة يدها على رأسها وأغمضت عينها وتنهدت بشدة ،ثم فتحت عينيها ونظرت ليونس وقالت له  ''

= أنا آسفة مرة تانية ،أنا مزاجي مش رايق بس
- حصل خير

'' عمّ الصمت بينهما لثوانٍ قبل أن تقطعه عزيزة بقولها ''

= أنا مش بشتغل ،بدوّر على شغل الفترة دي ولسة مش لاقية

'' صمتت لثوانٍ مرةً أخرى ،ثم قالت ''

- بابا الله يرحمه كان من الاقصر ،بس عاش طول عمره في القاهرة ،اتعلم واشتغل واتجوز هنا في القاهرة ،ولما توفى دفنّاه في الاقصر ،اليوم اللي شوفتني فيه في المقابر وأُغمى عليا ،اليوم دا كان ذكرى وفاته ،عشان كدة سافرت انا وماما واخواتي البنات الاقصر ،ويومين ورجعنا
= هو متوفي بقاله كتير ؟
- تلت سنين ..بس كإنه مات امبارح ،بابا كان كل حاجة حلوة في حياتي ،كل ذكرى حلوة في حياتي هو فيها ،كنا قريبين من بعض أوي ،عشان كدة وفاته كسرِتني ،خصوصًا اني بعدها اتطلقت و...

'' وقفت عن الكلام ،وحمحمت بإحراج ..وكأنها وقعت بلسانها وندمت على قول هذا ،علم يونس أنها تشعر بالاحراج حينَ ذكرت انها مُطلقة ،فغيّر مجرى الحديث بقوله ''

- عرفتيني ازاي ؟ ،وكان قصدك ايه بانك مش عادية ؟
= كان قصدي ان مجال دراستي هو نفسه مجال شغل حضرتك ،وبناءًا عليه كنت متابعة دايمًا اخبار والدك وعمك فاروق ..ولما والدك توفّى بقيت حضرتك اللي ماسك الشركات فاكنت متابعاك وعارفاك ،ومتابعة شركاتك الحقيقة ..عشان كدة عرفتك لما شوفتك

'' أومأ يونس برأسه ،ثم قال ''

- كنتِ بتشتغلي قبل كدة ؟
= لأ ..بعد ماتخرجت اتجوزت على طول وماشتغلتِش ،بس دلوقتي محتاجة الشغل
- محلولة ..تعالي بكرة الشركة مع ال c.v بتاعك
= باستغراب : شركة ايه ؟
- شركتي
= دا مَن بقا ؟
- لأ طبعًا ،مساعدة
= بس انا مش محتاجة المساعدة دي
- ليه بقا ..حد يرفض يشتغل في شركة يونس الديب ؟
= لما تكون مَن أو شفقة طبعًا لازم ارفض ،أما لما تكون عن استحقاق وجدارة مش هرفض ،وحضرتك ماتعرفش اذا كنت استحق الوظيفة اللي اخترتهالي أو لأ
- خلاص براحتِك

'' عم الصمت ثوانٍ قبل أن تقطعه عزيزة قائلةً ''

= هو حضرتك كنت في الاقصر ليه ؟
- كنت بزور قبر والدي
= بتعجب : هو سليمان بيه الله يرحمه مدفون في الاقصر ؟ ،يعني هو بقا من الاقصر
- مظبوط ..بس انا ماكنتِش بزور قبر سليمان بيه ،انا كنت بزور قبر ابويا التاني ..ابويا اللي رباني ،كان اسمه ابراهيم

'' أومأت برأسها فقال ''

- انتِ عارفة المعلومة دي كمان ؟
= يعني انا عارفة ان حضرتك من التلاتة اللي اتربوا بعيد عن سليمان بيه ،بس طبعًا ماعرفش القصة
- بابتسامة : سهلة ..احكيلِك

'' وقص عليها يونس قصته ،بوجه خالٍ من التعابير ،وكأن شيئًا عاديًا ماحدث له ،لكن هى كانت تسمعه بصدمة شديدة ،حتى انتهى قوله بـ ''

- ولقيت مراتي مدبوحة ،واتقيدت ضد مجهول بعدها سافرت القاهرة وبدأت اشتغل بقا واتعرف على اخواتي

'' لم يحكي لها قصة مؤمن وطبعًا لم يذكر قصة التجارة ،ولم يذكر تهديدات فاروق له ،فقد قشور الأمور هى التي قصّها لها ،لكن بالنسبة لها كان شيئًا كبيرًا ،لا يمر هكذا ''

= أنا آسفة
- على ايه ؟
= اني فكرتك بكل الذكريات دي
- لا عادي ،انا مانسِتش عشان افتكر ،بالعكس انا مبسوط اني اتكلمت ،اوعي بس تقولي اسراري دي للصحافة
= بابتسامة : ...

'' نظر يونس في ساعته وقال ''

- يااه انا اتأخرت اوي

'' ونهض وقال ''

- مبسوط انّي شوفتك تاني واتكلمت معاكِ
= انا كمان
- هنتقابل تاني ؟
= لو مكتوب لينا نتقابل تاني هنتقابل صدفة تاني

'' ابتسم لها يونس وغادر المطعم وهو يشعر بشعورٍ جميل جدًا .
كان يوسف خارجًا من غرفة مريض له حينَ قابل طبيبة تعمل معه ''

- خلود

'' وقفت خلود واستدارت له حينَ سمعت اسمها ''

- ايه خلصتي شغل ولا لسة ؟
= لا لسة ..فاضلي كام مريض كدة هعدّي عليهم قبل مامشي ،عن اذنك
- ايه ياخلود في ايه ؟ ،انتِ زعلانة مني يحيىلا ابدًا ،هزعل منك ليه ؟
- امال ايه المعاملة الناشفة اللي انتِ بتعامليني بيها دي ؟
= عادي يايوسف مافيش حاجة ،عن اذنك

'' وتركته وذهبت من أمامه ،عاد يوسف للقصر بعد انتهاء عمله ،كان يحيى واقفًا مع احد رجاله يتحدث معهم ،جلس يوسف في الحديقة ينتظر أن يأتي  يحيى ليتحدث معه ،لكن أتت رباب ابنة عمته كريمة وأخت خالد ،أتت وجلست أمامه ''

- مساء الخير يايوسف
= أهلًا مساء الخير يارباب ،ازيك
- تمام ،اهو عايشة ..قولي انتَ عامل ايه ؟
= تمام ،اهو عايش ..بقولك ايه رباب ماتكسبيش فيا ثواب وتعمليلي كوباية شاي عشان دماغي هتفرتكني

'' ضحكت رباب وقالت له ''

- حاضر ،أوامرك يادكتور يوسف

'' ونهضت من أمامه ،ثوانٍ وأتى يحيى وجلس مكان رباب ،وزفر بشدة واضعًا يده على رأسه ،فقال يوسف ''

- ايه مالَك ؟ ،وكنت واقف ليه مع الراجل دا ؟
= كنت بقسّم معاه الناس اللي هتدور على شادية ،وانا كمان هدوّر بنفسي عليها
- هتدور عليها فين ؟
= في اسكندرية ،في كل مكان
- وبعد ماتلاقيها ؟
= يبقى يحلّها الف حلّال ،المهم الاقيها ..شادية ماتعرفش حد في الدنيا غيري ،أنا اللي غبي وسيبتها
- ان شاء الله تلاقيها
= ان شاء الله

'' نظر يحيى ليوسف وقال له باستغراب ''

= انتَ بقا مالَك ؟
- اقولك وماتقولش لحد ؟
= سرك في بير ،قول في ايه
- في دكتورة بتشتغل معايا في المستشفى ،وبحبها
= ايه دا ايه دا ايه دا ،والله وكبرنا يادكتور يايوسف ،وبعدين ؟
- ياعم اسكت ،ياعم اسكت دا انا متبهدل
= امممم ،زيي كدة ؟
- اكتر ،مصدرالي بوز بقالها شوية كدة مضايقني
= ودا ليه ؟
'' في هذه اللحظة أتت رباب وسمعته وهو يقول ''

- كانت فاتحاتني في موضوع انّي اتقدم واخطبها ،بس انا اتوترت كدة وماردتش ،فأكيد دا اللي ضايقها
= وماردتش ليه ياغبي ،مش انتَ بتحبها ؟
- بحبها ،بس خايف اوي من الخطوة دي ،عشان لو الموضوع كِمل مش هقدر اجيبها القصر
= ليه بقا ؟
- لانها اكيد هتبقى خطر عليكوا ،حد جديد وانتوا ماشاء الله بتتكلموا في التجارة قدام الكل عادي لحد ماهتروحوا في داهية في يوم ،فاممكن تسمع وتعرف ووقتها انا مش هعرف اكدب ،خصوصًا انها اكيد هتشك فيا انّي معاكوا في التجارة دي
= دا انا راسم وكاتب سيناريو ماحصلش غير في دماغك
- حتى لو اللي قولته دا مش هيحصل ،فانا مش عايز اتجوز واخلف في القصر دا ،لازم ابني بيت ماينفعش يبقى هنا يايحيى ..كدة انا هشكّل خطر على مراتي وولادي ،وهكرر غلطة ابوك معانا ومع كل اتجوزها

'' أومأ يحيى برأسه ،هو يعلم أن كلامه صحيحًا ،شعرت رباب بوخزة في قلبها من حديث يوسف ،ألهذه الدرجة لا يشعر بها ،مسحت رباب دمعة فرّت من عينيها وذهبت أعطت يوسف كوب الشاي وغادرت لغرفتها .
دقائق وأتى مؤمن ومعه يونس وجلس الأربعة شباب سويًا ،إلى أن قال يونس ''

- يوسف يلا ..اطلع هات عم راجح وخلّيه يمشي ،وجوده مالوش لازمة
= حاضر

'' نهض يوسف ودلف للقصر ،ذهب لغرفة راجح ..وبعد دقائق جاء يوسف به ،وخرج عم راجح من القصر وسط نظرات الأربع شباب الواقفين يُتابعون رحيله ،فجأةً وقف راحج وعزف على ربابته وسط اندهاشهم وقال ''

- في قلب كل واحد خير وشر
وطريق فيه كل واحد انضر
فيكوا الضعيف اللي حبَ
فيكوا الرياح بتهِب
فيكوا اللي ماليه السكوت
فيكوا اللي بقا جبروت
وفيكوا اللي عن قريب ..
هيرحل من الدِنيا بالموت

'' مع آخر جملة نطق بها راجح كان ينظر لمؤمن ،وكأنه يحذّره ،انقبض قلب مؤمن من كلمات راجح ومن نظراته كثيرًا ،ابتلع غصةً في حلقه ،شُتِت عقله ..لا يستطيع التفكير ،رحل راجح من القصر ،وظل مؤمن ينظر إلى أثره بعد رحيله ،وضع يونس يده على كتف مؤمن وقال ''

- مؤمن ..إيه مالَك سرحان في ايه ؟
= لا مافيش حاجة
- لأ فيك حاجة من امبارح وانتَ مش مظبوط ..بقولك ايه تعالى نقعد في المكتب

'' أخذه مؤمن ودلفا إلى القصر وحدهما ،دلفا إلى غرفة المكتب وجلسا سويًا على الأريكة ،قال يونس ''

- إيه مالَك بقا ؟
= صدقني يايونس مافيش حاجة
- امال انا جايبَك هنا ليه ؟ ،ماتقول يامؤمن اخلص ..انا اكتر واحد عارفَك في البيت وعارفك لما بتبقى متضايق ،دا احنا حتى شقايق ،انجز بقا قول

'' ابتسم مؤمن وقال ''

= اللي يسمعك بتقول كدة يقول ان طول عمرنا عايشين مع بعض ،مش من خمس سنين بس
- بس عرفتَك كويس فيهم ،عرفتَك اكتر مانتَ عارِف نفسك
= ياشيخ ؟
- ايوة طبعًا

'' ابتسم مؤمن ونظر ليونس ثوانٍ قبل أن يقول ''

= بتحبني يايونس ؟
- إيه ياض السهوكة دي ؟
= يعني لو جرالي حاجة ..هتزعل عليا ؟
- باستغراب : في ايه يامؤمن مالَك ؟

'' ابتسم مؤمن وربت على كتفه وقال ''

= ماتقلقش عليا انا كويس ،أنا بس افتكرت حاجات كنت فاكر انها اتمسحت من ذاكرتي
- حاجات ايه ؟
= واحدة ..كنت فاكر انّي نسيتها
- بتعجب : واحدة ؟ ،انتَ بتحب يامؤمن ؟
= لا ياعم حب ايه ،ماوصلِتش لكدة .. كنت بحبها بس أكيد مش لحد دلوقتي بحبها ،لان عدّا وقت كبير أوي ،من قبل ماقابِل ابويا واشتغل معاه
- وعرفتها فين دي ؟
= كنت بشتغل في الموالِد قبل التجارة ،وهى كانت شغالة مع ابوها في الموالد برده ،فاعرفتها من هناك
- بابتسامة : اسمها ايه ؟
= بتنهيدة : ورد
- ياعيني ..وكانت حلوة ياض يامؤمن ؟
= بضحك : والله انتَ فايق ورايق يايونس
- طب ماتجوزتهاش ليه مادام كنت بتحبها ؟
= رفضِت
- ليه الغبية ؟ ،ولّا ماكانِتش بتحبك ؟
= بالعكس كانت بتحبني ،بس وقتها انا كنت اشتغلت في السلاح والتجارة ،وهى كانت عارفة ..فرفضت
- وماشوفتهاش تاني من وقتها ؟
= لا شوفتها ولا سمعت عنها ولا أي حاجة كانت بتفكرني بيها
- وايه اللي شوفته دلوقتي خلّاك تفتكرها بقا ؟
= عم راجح ..عم راجح قال كلام فكرني بيها ،كلام كانت قايلاهولي ،كلام وجعني أوي يا يونس
- للدرجادي ؟
= واكتر ،والكلام اللي قاله عم راجح قبل مايمشي محيرني ووَجعني اكتر
- ياعم ماتشغلش بالَك ،عم راجح ياما قال
= بس مافيش حاجة قالها وكانت غلط ..عم راجح كان بيوصفنا احنا الاربعة يايونس ،انا وانتَ ويوسف ويحيى ،وفي الاخر قال ان حد فينا هيموت ،أنا حاسس ان انا الحد دا
- ايه يلا اللي انتَ بتقوله دا ؟ ،صحيح عم راجح كلامه بيبقى مظبوط بس مش لدرجة انه يعرف مين هيموت
= عم راجح مش شخص عادي وطبيعي ،عم راجح عامل زي صوت الضمير ،الضمير اللي بتحاوِل تسكته طول حياتك ،اللي بيحس بالكلام هو اللي بيبقى المقصود يايونس
- ولا انتَ هتقلقني ليه ،فك كدة يامؤمن وماتركزش في كلام المجنون دا

'' ابتسم مؤمن ولم يرد ،هو يعلم أنّ راجح ليس مجنونًا ،ويونس يعلم هذا أيضًا ،هو فقط يُطمئنه .
قطع هذا الصمت دلوف مريم الغرفة ''

- يونس بقولك ايه
= تعالي ياحبيبتي ،في ايه عايزة حاجة ؟
- ايوة ..عايزة سواق ،انا عربيتي باظت من كتر ماخبطتها ومابقِتش بحب اسوق
= أحلى عربية جديدة تكون عندك وسواق كمان ،تؤمريني

'' احتضنته مريم وقبلته من وجنته وقالت له ''

- شكرًا ياأحلى يونس في الدنيا ،يارب افرح بيك قريب يارب

'' ضحك يونس على حديثها ،ثم قال لها ''

= بتكلمي حمزة ؟
- بتنهيدة : ااه بكلمه ،بس هو مش كويس اليومين دول يايونس
= ماتعرفيش هيرجع امتى ؟
- قالي اسبوع وراجع هو وعمي فاروق
= هو خلاص هو وفاروق بقوا تمام مع بعض ؟
- مش عارفة والله يايونس ،ماعرفش تفاصيل وهو مابيحكيش
= تمام

'' بعد قليل غادرت مريم الغرفة ،فقال مؤمن ''

- هو انتَ قررت تعيش عازب طول حياتَك ولا ايه ؟

'' تذكر يونس كلمات راجح التي قالها له بالأمس ،ثم قال لمؤمن ''

= أتمنى ..انا عايز ابقى عازب طول عمري ،بقولك ايه ..جهّز نفسك عشان يومين انا وانتَ هنسلّم شحنة السلاح الجديدة
- بتنهيدة : تمام

'' كانت رباب جالسة في غرفتها تبكي بحرقة حينَ دلفت آسيا عليها الغرفة ،كانت آسيا تعلم بأمر حبها الشديد ليوسف ،فقصّت عليها رباب ماسمعته من يوسف ..وآسيا كانت تعلم هذا ،فقد حكى يوسف لها أيضًا عن خلود ''

- يعني انتِ كنتِ عارفة ياآسيا وماقولتيش ؟
= هقولك ازاي بس ؟ ،هضايقك وازعلك ليه ؟
- زعليني احسن ماتعيشيني في حلم بقالي سنين مستنياه يتحقق
= خلاص بقا يارباب حقك عليا اني ماقولتش ،بس والله كنت خايفة عليكِ ..وبعدين انتِ شوفتيه خطبها ولّا اتجوزها ؟ ،يعني لسة فيه فرصة
- الفرصة خلصت لانه بيحبها ،حتى لو ماخطبهاش ..فاهو بيحبها ،ربنا يسعده ،وانا ربنا يتولاني

'' ربتت آسيا على يديها ،فغيّرت رباب مجرى الحديث وقالت ''

- عاملة ايه مع مروان ؟
= بابتسامة : كويسين الحمد لله ،هيجي الاسبوع اللي جاي ان شاء الله وهيتفق مع يونس على كل حاجة ،يعني ممكن شهر كدة ونتجوز
- جواز على طول وبالسرعة دي ؟ ،مش تتخطبوا الاول ؟
= نتخطب ليه ؟ ،هنعرف بعض اكتر من كدة ايه يعني
- براحتك ..ربنا يكملكوا على خير
= يارب

'' دقائق ودق هاتف آسيا باسم مروان ،فخرجت من غرفة رباب لتُجيب عليه ،تنهدت آسيا بحزن شديد وقالت ''

- الظاهر مكتوب عليا انا وخالد نعيش متعذبين في البيت دا

'' مرّ يومين وتجهز يونس ومؤمن للعملية الجديدة ،كانت بعد منتصف الليل ..كان مؤمن شاردًا طوال الوقت ،ويشعر بعدم الارتياح ،يشعر بوخزة بقلبه ..وصلا الاثنان سويًا إلى مكان التسليم ومعهم رجالهم ،دقائق ووصل من سيستلمون شحنة السلاح ،لاحظ مؤمن شيئًا غريبًا يحدث ،فمال على أذن يونس وقال له ''

- يونس ..فيه حاجة غريبة بتحصل ،انا مش مرتاح
= ولا انا ،حط إيدَك على سلاحك ،وخلي بالَك
- تمام

'' كانا يتابعانِ ما يحدث ،يبدو أنه سيتم الغدر بهم ،وكما توقعا الإثنان فقد تم الغدر بهما ،وتم إطلاق الرصاص عليهما ،لكن هما كانا حذريْن واختبئا بسرعة ،وأخرجا أسلحتهما وأطلقا الرصاص مع رجالهم ..دقائق قليلة وانتهى كل شئ وهرب الرجال منهم ،خرج يونس من مخبئه وقال بغضب ''

- الكلاب

'' وظل يبحث بعينيه بين رجاله عن مؤمن ،لكن لم يجده ..فقلق بشدة ،وأخذ يبحث عنه بين الجثث المقتولة ..حتى وجده مُلقى على الارض ،خفق قلبه بشدة ،هرول إليه وجلس بجانبه على الارض ''

- مؤمن ،مؤمن فوق ..مؤمن فوق عشان خاطري

'' نظر إليه ولجسده ووجد انّ الرصاصة اخترقت صدره ،صرخ يونس باسمه وبكى بشدة ،لأول مرة يبكي يونس بعد وفاة والده ابراهيم بهذه الحرقة ،احتضنه يونس بشدة وهو يبكي ،لكن ثوانٍ وسعل مؤمن ..وبدأ يتأوّه من الألم ،فرح يونس في هذه اللحظة وكأن روحه رُدت إليه ''

- قوم ،قوم يامؤمن معايا

'' رفض مؤمن النهوض وأشار برأسه بأنه لا يريد ،وقال ''

= خلصت يايونس خلاص ،مش قولتلك ..كلام راجح صح
- ببكاء : يامؤمن قوم معايا عشان خاطري
= طلعت بتحبني اهو وهتزعل عليا
- ببكاء : ...
= ادعيلي يايونس ..ادعيلي ربنا يغفرلي ،ولو قابلت ورد في يوم قولّها مؤمن دوّر على اجابة السؤال بس مالقهاش
- ببكاء : مؤمن ماتقولش كدة ،هتعيش ان شاء الله وهتقابل ورد من تاني وهتتجوزها
= بابتسامة : انا بحبك اوي يايونس ،بحبك ياخويا ..وشقيقي

'' صرخ يونس برجاله كي يأتوا ويحملوا معه مؤمن ،لكن انتهى الوقت ..والتقط مؤمن أنفاسه الاخيرة وأغمض عينيّه ،وهاا هو ..ها هو يونس الذي طالما كرِه مؤمن وكان يُنادي الناس لكي تقف ضده ،وهاا هو مؤمن الذي تمنى الانتقام من يونس بالقتل ،هاا هما الاخوان الذين صُدما أنهما أخوان ..هاا هما ،أحدهما مُلقى على الارض بعد اعترافه لأخيه بحُبه له ،وهاا هو الثاني يحتضنه ويبكي عليه بحرقة ''

'' لا أُحلّل الإقتباس من دون الإسم ..🌻 ''

#هالة_أحمد

رأيكم 👇👇

Continue Reading

You'll Also Like

39.6K 2K 8
فتاة عراقية بليلة زفتها مع منغولي
165K 14.6K 165
قصص قصيره ولطيفه تحكي عن علاقة اخوه تجمع سبع فتيان لا تربطهم صلة دم او اي شي فقط جمعهم الحب الاخوي والعاطفة تجاه بعض تراه ترهم يحبوا بعض وتاره يتشاجو...
1.9M 27.4K 34
𝐉𝐄𝐎𝐍 𝐉𝐔𝐍𝐆𝐊𝐎𝐎𝐊 & 𝐑𝐔𝐉𝐈𝐍 رجل تعرض للخيانة ليصبح وحش متعطش للانتقام يجوب الأرض بحثًا عما يخفف من غليانه الدفين.... تحت إسم الإنت...