اسكربتات هالة أحمد

By Delirium182

282K 17K 937

بصوا حبيت اعمل حاجة جديدة ف انا هنا هجمع الاسكربتات اللي الكاتبة هالة أحمد كتبتهم و هنزلهم هنا و اشمعنا هال... More

{1}
{2}
{3}
{4}
{5}
{6}
{7}
{8}
{9}
{10}
{11}
{12}
{13}
{14}
{15}
{16}
{17}
{18}
{19}
{20}
{21}
{22}
{23}
{24}
{25}
{26}
{27}
{28}
{29}
{30}
{31}
{32}
{33}
{34}
{35}
{36}
{37}
{38}
{39}
{40}
{41}
{42}
{43}
{44}
{45}
{46}
{47}
{48}
{49}
{50}
{51}
{52}
{53}
{54}
{55}
{56}
{57}
{58}
{59}
{60}
{61}
{62}
{63}
{64}
{65}
{66}
{67}
{68}
{69}
{70}
{71}
{72}
{73}
{74}
{75}
{76}
{77}
{78} Part : 1
{78} Part : 2
{78} Part : 3
{78} Part : 4
{78} Part : 5
{78} Part : 6
{78} Part : 7
{78} Part : 9
{78} Part : 10
{78} Part : 11
{78} Part : 12
{78} Part : 13
{78} Part : 14
{78} Part : 15
{78} Part : {الأخير {16
{79}
{80}
{81}
{82}
{83}
{84}
{85}
{86}

{78} Part : 8

789 64 22
By Delirium182

'' السـفينة ..💛 ''

الفصل الثامن

'' كان يونس ومؤمن وخالد بغرفة المكتب حينَ جاء يوسف مهرولًا ،فقال مؤمن حينَ رآه ''

- إيه ياض يايوسف بتجري ليه كدة ؟

'' وقف يوسف ليلتقِط أنفاسه قليلًا ثم قال ''

= حمزة ماجاش هنا ؟
- مؤمن : لأ
- يونس : في ايه يايوسف ؟

'' أغلق يوسف باب الغرفة ،ثم قال ''

= حمزة من تلت أسابيع جالي وكان عايز يعمل تحليل DNA عشان يتأكد اذا كان ابن عمي فاروق ولا لأ

'' تعجب الجالسون جميعًا حتى يونس ! ،فأردف يوسف ''

= وجاب شعر من شعر عمي فاروق وعملنا التحليل ،وظهرت النتيجة انهاردة ..التحليل بيقول ان هو مش ابنه

'' وقف مؤمن وخالد في صدمة شديدة ''

- خالد : انتَ بتقول ايه ؟ ،مش ابنه ازاي ؟
= معرفش ياخالد ،انا مش عارف افكّر اصلًا
- مؤمن : طب حمزة فين دلوقتي ؟
= معرفش ! ،بعد ماقولتله الخبر وِقف متنّح شوية وبعدين خرج من المستشفى بسرعة ومش عارف راح فين وخايف يعمل في نفسه حاجة ،فجيت اشوفه هنا ولا لأ
- طب رِن عليه شوفه فين
= رنيت ..قفل موبايله خالص
- خالد : طب تعالى معايا ندوّر عليه ماينفعش نسيبه
= يلا

'' خرج يوسف مع خالد ليبحثا عن حمزة ..ظلّ مؤمن واقفًا يفكر في ماقاله يوسف ،ثم استدار ونظر ليونس وقال له ''

- إنتَ اللي عملت كدة ؟
= باستغراب : عملت ايه ؟
- زوّرت التحاليل ؟
= أنا ؟ ..وليه هعمل كدة ؟
- مانتَ اللي خلّيت حمزة يشك اذا كان فاروق ابوه ولّا لأ

'' وقف يونس قبالته وقال له ''

= أيوة بس ماقولتلوش يعمل DNA ،ولا كنت اعرف انه هيعمل دا
- يونس !
= والله العظيم ماعملت حاجة ،وهستفاد ايه لما اعمل كدة ؟
- انك تضر فاروق
= انا كدة ابقى بضُر حمزة

'' ثم جلس يونس مرةً أخرى وأخذ يفكر للحظات قبل أن يقول ''

= هى حاجة غريبة أوي ،ازاي يطلع مش ابن فاروق ؟ ،ولمّا هو مش ابنه جابه ليه ؟

'' جلس مؤمن هو الآخر وقال له ''

- هى فعلًا غريبة ،يوسف كان قال ان قبل ما سليمان يموت قال أرقام غريبة ،وقال إسم حمزة ورحمة ! ،واتضح بعد كدة ان حمزة يبقى ابن فاروق ..ورحمة ،حمزة قال انها امه ،يبقى إيه اللي بيحصل دا ؟

'' ثوانٍ فكرّا فيهما هما الإثنان ،حتى نظرا لبعضهما وبدت عليهما الصدمة ،وقال يونس ''

= معقولة ؟ ،معقولة حمزة يبقى اخونا ؟
- لا لا مش ممكن ،ازاي ؟ ..بس لما هو مش اخونا وابن فاروق ،إيه اللي يخلّي سليمان يقول اسمه واسم رحمة ؟
= مريم قالت ان ممكن سليمان قال اسمهم عشان يقوله ان هو عارف انه اتجوز وخلّف وبيقولّه فيما معناه ان جه الوقت يعترف بابنه
- ولما هو فعلًا كدة ازاي نتيجة التحليل بتقول انه مش ابنه ؟
= ولو هو اخونا ليه فاروق قال انه ابنه ؟ ،وليه عم سعيد يضحك على حمزة ويقوله ان فاروق يبقى ابوه ؟
- هيستفيد ايه فاروق لو بيضحك عليه ؟

'' وقف يونس وظل يجوب الغرفة ذهايًا وإيابًا ،حتى قال ''

= لأ ..ماظنش حمزة اخونا
- وماظنش انه مش ابن فاروق ،بس التحليل بيقول غير كدة
= بالظبط يبقى فيه سر ..يإما حد غيّر في التحليل ،يإما فعلًا هو مش ابن فاروق ولا ابن سليمان
- باستغراب : امال يبقى ابن مين ؟
= إبن رحمة
- من مين ؟ ،من سعيد مثلًا ؟ ..إيه ياعم اللغبطة دي ،لما هو لا ابن سليمان ولا فاروق ،جابه ليه واعترف انه ابنه ؟
= مش عارف بقا ،بس لازم اعرف

'' حين أخبر يوسف حمزة أنه ليس ابن فاروق ،شعر وكأن قلبه توقّف ،كل شئ من حوله توقف عن الحياة وعن الدوران ،خرج من المستشفى لا يعلم إلى أين يتجه ،كان يسمع نداءات يوسف لكن لم يرد عليه ،وركب سيارته وأغلق هاتفه وظل يجوب في الشوارع لا يعلم وجهته ،حتى وصل إلى كورنيش النيل ..ركن سيارته ووقف ينظر للنيل ،وعقله مشتت ..كيف يعني أنه ليس ابن فاروق ؟ ،إذن من والده ؟ ،هل سعيد والده ؟ ،كيف ؟ ،لمَاذا يكذب ؟ ،لمَاذا يفعل به كل هذا لو كان هو والده ؟ ،ولماذا يفعل به فاروق كل هذا وهو ليس والده ؟ ،إذن من أين جاء هو ؟ ،لمَ يحدث معه كل هذا ؟ ،قبض بيده على شعره ،لا يستطيع التفكير ..كل شئ بهذه الحياة غير مريح ،منذ ظهر فاروق بحياته ،كل شئ حدث ويحدث ضد رغبته ،ظل ينظر للماء بحيرة ..وتفكير حقيقي في أن يُنهي حياته لكي لا يشغله من هو والده ولا يعيش مستقبله التعيس .
وقف حمزة على السور وهو ينظر للماء .جذب انتباه المارّين وقبل أن يحاول أحد إنقاذه كان قد اتخذ حمزة قراره ''

...

'' على عكس ماتوقع فاروق ،كان رد فعل رحمة هادئًا ،لم تتفاجئ وكأنها كانت تعلم من قبل ،فقالت ''

- شئ متوقع

'' نظر إليها قليلًا ،ولردةِ فعلها الهادئة الغير متوقعة ،ثم رحل من أمامها ..أدمعت أعين رحمة ،ومسحت دمعة فرّت من أعينها ،ذهب فاروق لبيت سليمان ،كان يعلم أنه بالتأكيد قلقًا عليه ويبحث عنه ،طرق فاروق الباب ،ثوانٍ وفتح سليمان ..حينَ رآه تسمّر في مكانه من الصدمة ..لحظاتٍ واحتضنه بقوة وشوق ،واحتضنه فاروق هو الآخر ''

- براحة ..براحة ياسليمان
= حمد الله على السلامة يافاروق
- الله يسلمك
= تعالى ..تعالى ادخل

'' دخل فاروق البيت ،أغلق سليمان الباب ،ثم جلس بجانبه ''

- انتَ كنت فين انا دوّرت عليك كتير
= عند ناس كدة ،لاقوني مرمي عالطريق خدوني وكان عندهم بنت دكتورة طلعتلي الرصاصة
- مابلغوش البوليس ؟
= لا الحمد لله
- الحمد لله
= طمني ،البضاعة الرجالة جابتهم ولّا عرفوا ياخدوها ؟
- لا رجعوا بيها الحمد لله ،والمعلم عِرف ينتقم ليك ورجالتك

'' أومأ فاروق برأسه دون إجابة ،فسأله سليمان ''

- انتَ كويس يافاروق ؟
= ااه كويس ..ماتشغِلش بالَك

'' لكن فاروق هو من يشغل باله بأمر آخر ،بهذه الفتاة التي استطاعت تكسير كل حصونه ،قرر فاروق ألا يتعامل معها مرةً أخرى ،وألّا يراها ..لابد أن تكون معاملته مع سعيد فقط ،وليطمئن عليها من سعيد ،لابد أن يتحاشى رؤيتها كي يعود كما كان .
أما رحمة على الرغم من انها كانت تتوقع هذا عن فاروق ،لكن شيئًا بقلبها حزِن بشدة ،شيئًا بداخلها تمنى لو أنّ فاروق يُصبح شخصًا جيدًا ،تذكرت ما مضى ..حينَ أبلغ فاروق أهلها عن مكانها ،بكت بشدة ،كسر قلبها بفعلته القديمة هذه ،كانت قد بدأت تراه بنظرة مختلفة ،شخصًا يحميها من أهلها ،وبدون مقابل ،بدون أن ينتظر منها أي شئ ،كانت تظن بعد مافعله معها أهلها أن كل البشر أصبحت نفوسهم وضمائرهم سوداء ،لكن فاروق غيّر لها هذه النظرة ،فمن السهل إيجاد أناس أحن علينا من أهلِنا ،وحينَ قررت أن تعترف له بأنه هو من غيّر لها نظرِتها هذه ،وأنه حقًا إنسان جيد ..اعترف أنه أبلغ أهلِها عن مكانها ،على قدر صدمتها ،على قدر ألمها الذي لم ينتهي إلى الآن ..إلى الآن مجروحةٌ منه ،حتى حين رأته للمرة الثانية حينَ أنقذها من أيدِ من يريدون قتلها لم تغفر له ،ولم تنسى .
نحن لا ننسى ولا نغفر أخطاء الذين نُحبهم ! ،نعم ..اعترفت لنفسها أنها تُحبه ،لذا قررت ألّا تراه مجددًا ،فلقد أصبحت رؤيتها له تُضعفها .
مرت أشهر عديدة بينهما ،كان فاروق يزور سعيد ويطمئن عليها منه ،ويجلب لهما كل مايحتاجانه ،كانت رحمة تراه من شرفة بيتها من خلف الستار حين يأتي وحين يرحل ،لكن لم تكن تعلم أنه أيضًا يراها ..يبدو أن غذابهما سيطول كثيرًا ''

...

'' اتخذ حمزة قراره في أن يُنهي حياته ،وقف على السور واتخذ قراره بالقفز ،لكن قبل أن يفعلها أمسك أحدهم بقدمه ،فانزلق حمزة ووقع على الأرض ،تأوّه حمزة ووضع يده وراء ظهره من إثر الوقعة ،ساعده الرجل الذي أنقذه على الوقوف ،مد له حمزة يده ووقف .نظر إليه حمزة واعتلّت ملامحه الصدمة ''

- عم راجِح ؟

'' كانت ملامح الحزن باديةً على وجهه ،قال حمزة ''

- انتَ بتطلعلِنا منين ياعم انتَ ؟ ،دايمًا بتيجي في أوقات غريبة

'' ربتَ راجح على كتفه وقال له ''

= أبوك

'' تعجب حمزة مما قاله وسأله ''

- مين ابويا ؟
= ...
- سعيد ابويا ؟
= ...
- سليمان طيب ؟
= ...
- ماهو مش فاروق

'' أومأ هنا راجح برأسه ،فقال حمزة ''

- فاروق ؟ ،فاروق ابويا ؟

'' أومأ راجح برأسه مرةً ثانية ،وقال ''

= عقلك شريد وقلبك ضعيف مايتحمّلش العذاب
تختار الموت وتفتحلَك في النار بدل الباب ابواب
دوّر ورا نسبَك لو فيه راحة قلبك وعقلك
يمكن ترتاح ..بس مارتاحِش حد قبلَك
نسلَك وأهلك عايشين في غابة
وماحدش هيرتاح ونسله الديابة
أبوك حَب امك وكانوا كيف البهجة في الرسمة
فاروق الديب ابوك ! ،وامك كان اسمها رحمة
دورّ ياعصفور ورا كل الغيب ،يمكن تلاقيلك عِش
وان مالقِتش ..

'' ربت راجح على كتفه ،وأردف ''

= فامعلش

'' وتركه وغادر من أمامه ! ،كان حمزة واقفًا متسمّرًا في مكانه ،يفكر في كل كلمة قالها راجح ،حديث راجح جعله في حيرة كبيرة ،لو كان فاروق والده فماذا عن نتيجة التحليل ؟ ،ودّ حمزة لو يصرخ من شدة ألم رأسه ،فكر قليلًا ما الذي يجب أن يفعله كي يعلم الحقيقة ،يجب أن يبحث حتى يهدأ قلبه ،بدلًا من أن يكرر تجربة الانتحار مرةً ثانية ،فقرر أن يبدأ بالبحث في الاقصر ''

...

'' كانت رحمة أجرأ من فاروق كثيرًا ،فبعد كل هذه الأشهر التي مرّت بينهما كانت تشتاق إليه ..تبحث عن أي سبب لكي تراه ولو لمرةٍ واحدة فقط ،أما فاروق فكان يكتم شوقه بقلبه ،لا يفعل شئ حتى يقتل هذا الشوق ولا يُريد أن يفعل .لكن رحمة لم تستطِع الصبر ،ولا تحمّل هذا الشوق ..فرأت أن تُعيد له النقود التي صرفها عليها هى وسعيد طيلة هذه الفترة هى الحجة التي ستراه بها .
كانت كل يوم تنتظر قدومه من شرفة بيتها ،حتى رأته أخيرًا ،كانت بيده أكياس بها طعام لهما ،خرجت رحمة من بيتها ونزلت الدرج في سرعة حتى تلحقه قبل أن يدلف غرفة سعيد ''

- فاروق !

'' نظر عاليًا حينَ سمع اسمه ،نزلت رحمة الدرج حتى وقفت أمامه ،كانت بيدِها حقيبة ،رفعتها أمام أعين فاروق وقالت له ''

- اتفضل

'' نظر إلى الحقيبة باستغراب ،وقال لها ''

= إيه دا ؟
- فلوس
= فلوس ؟ ،بتاعة ايه ؟
- دي الفلوس اللي انتَ صرفتها علينا الفترة اللي فاتت
= وجبتِيها منين ؟
- من البنك ،انتَ ناسي انّي عندي فلوس ؟

'' نظر إليها ثم زفر بشدة ،وتركها وطرق غرفة سعيد ..قالت رحمة ''

- ودا اسمه ايه بقا ان شاء الله ؟

'' فتح سعيد الباب ،واستدار فاروق لرحمة وقال ''

= أنا لو بساعدكوا عشان الفلوس كنت طلبتها من زمان

'' تركت رحمة الحقيبة ووقفت أمامه ،عقدت يديها أمامها وقالت ''

- أمال بتساعدنا عشان ايه ؟

'' نظر لها فاروق مطولًا ،لا يوجد لديه إجابة ..ابتلع غصةً في حلقه ،نظر فاروق لسعيد وأعطاه الأكياس التي بيده وقال له ''

= الشنطة دي فيها أكل يكفيكوا اليومين اللي جايين

'' وتركه وكان راحلًا إلّا أن رحمة وقفت قبالته ،وقالت بصرامة ''

- إحنا مش محتاجين منك حاجة ،سعيد يقدر يطلع ويجيب اللي احنا عايزينه

'' أخذت الأكياس من يد سعيد ،وناولتهم له ،فقال فاروق ''

= هو في ايه ؟ ،قولتلك انا مش بساعدكوا عشان الفلوس
- وانا سألتك بتساعدنا عشان ايه ؟
= عشان شايف انكوا محتاجين المساعدة
- وماشوفتهاش وانتَ بتبلّغ أهلي عن مكاني ؟
= اعتذرتِلك مليون مرة وقولتلِك كان غصب عني ،واشمعنى دي اللي فاكراها ..مانا انقذتِك منهم تاني مرة وجبتِك من إيديهم قبل مايقتلوكِ
- بغضب : أيوة ليه ؟
= عشان ...

'' ولم يُكمل ،قرأتها رحمة بأعينه ..لكن كانت تُريد سماعها ،تُريد سماعها رغم ماتعرفه من عواقب ستحدث إن قالها ،ومن المؤكد أنها لن تتحمّل هذه الكلمة ..ومع ذلك كانت تود بشدة أن تسمعها ،أما هو لم يستطِع التفوّه بها ،وتركها ورحل ..أدمعت أعين رحمة وهى تراه يُغادر ،وقالت ''

- جبان

'' سمعت رحمة صوت سعيد وهو يقول ''

= معلش ياهانم ،ماتزعليش نفسِك

'' مسحت رحمة دمعة فرّت من أعينها وقالت ''

- وانا هزعل ليه ؟
= أنا عارف ياهانم انك ..بتحبيه

'' استدارت إليه رحمة بصدمة ''

- ماتآخذنِيش ياهانم ،بس دِه بيبان من غير كلام ..وهو كمان بيحبك
= عرفت منين ؟
- بابتسامة : ماني قولتلك ياهانم دِه بيبان من غير كلام
= وليه ماقالش ؟
- يمكن خايف من حاجة ،فاروق دِه مش سهل وواعر

'' جلست رحمة على الدرج وقالت ''

= وتاجر سلاح ،وآثار ،وقاتل ،و...
- مقاطعًا : وبتحبيه
= وآخرتها ؟ ،خراب
- ليه خراب ؟ ،ليه مش جواز ؟
= جواز ؟ ،عايزني اتجوز واحد شغال في الحرام ؟
- بس بيحبك ،بعدين لا مؤاخذة يارحمة هانم انتِ كنتِ لاقية غيره ،وبعدين مانتِ زعلانة اهو عشان ماقالش حاجة ومِشي ،انتِ هتموتي ويقولها

'' تنهدت رحمة بحزن وقالت ''

= أنا مابقِتش فاهمة نفسي ياسعيد ،مش عارفة انا عايزة ايه بالظبط

'' جلس سعيد بجوارها وقال لها ''

- يارحمة هانم ..احنا بقالنا يِجي سنتين متمرمطين من هنا لهِنا وبنهرب من أهلِك ،اللي حامينا منهم هو فاروق ..أهلِك وراهم شر ،وفاروق بردك وراه شر ..يبقى خلّينا في الشر اللي نعرفه
= ...
- هو بردك جدع وطيب ،وفيه صفات حلوة
= ...
- إيه قولِك ؟
= القول مش قولي ،مش انا اللي اقول
- ربنا يعملِك الصالح يارحمة هانم

'' كانت رحمة تعلم جيدًا أن حبها لفاروق سيوقعها بمشاكل أكثر ..لكن لا تعلم مالحل ؟ ،هى معضلة يصعب حلّها ،لابد ألّا تراه مجددًا ،مادام لا يعترف هو ،ولا تستطيع هى ألّا تُفكر فيه ..مرّت أيام عدة تحاول فيها رحمة نسيانه ولا تنتظره لتراه من الشرفة وهو قادم ،حتى هو ..قرر أن يقلّل من زياراته لهما حتى لا يراها .مرت أربعة أشهر على هذا الحال بينهما ،لا يراها ولا تراه ..والوسيط بينهما سعيد ،حتى تعبِت رحمة كثيرًا من هذا الحال ..لا شئ يحدث ،لا تنساه ولا تقوى على هذا الفراق ،حتى قررت أن تفعل شيئًا وحدها بعيدًا عن سعيد ''

...

'' كان يونس جالسًا في غرفة مكتبه حينَ سمع صوت فاروق في القصر يُناديه ! ،تعجب يونس كثيرًا ،فخرج من مكتبه ..وخرج يوسف ومريم وآسيا ومؤمن من غرفهم ،غضب يونس حينَ رآه ''

- إنتَ ايه اللي جابَك ؟ ،مين سمحلَك تدخل القصر ؟
= صحيح اللي سمعته دا ؟ ،هتجوّز آسيا لاخو شاهين ؟
- وانتَ مالَك ؟
= بغضب : يعني ايه انا مالي ؟
- يعني انتَ مالَك ؟ ،هى حرة ،وانا كمان حر ..مش انتَ اللي هتقولنا نعمل ايه
= يابني افهم ...
- مقاطعًا بغضب : أنا مش ابنك ،واطلع برا مش عايز اشوف وشك هنا تاني
= وانا مش هسيبَك تأذي اختك ..دي بنتي

'' اقترب منه يونس ووقف قبالته قائلًا ''

- لو دا اللي هيوجعَك يافاروق ،هجوزهاله

'' صُدم فاروق مما سمعه منه ،وقال ''

= انتَ كدة بتأذي اختك مش بتأذيني ..وليه دا كله ؟ ،عشان ايه ؟
- انتَ عارف كويس عشان ايه
= قولتلَك مليون مرة انا ماقتلتِش مراتك ،والله ماقتلتها ..شاهين اللي عمل كدة عشان يجبرك تيجي معايا وتشتغل في التجارة
- غريب أوي ان شاهين يقتل مراتي في نفس الوقت اللي انتَ هددتِني فيه اني هاندم !..بس تعرف ،انا ولا لحظة نِدمت ،لو حد هيندم فاهو انتَ ،هقتِلك بالبطيئ يافاروق
= لو حد هيندم في الحكاية دي يبقى انتَ يايونس مش انا ،وهفكّرك

'' استدار فاروق راحلًا لكن أوقفه يونس حينَ قال ''

- صحيح ..حمزة فين ؟

'' استدار له فاروق وتعجب من سؤاله ''

= يعني ايه حمزة فين ؟

'' عقد يونس يديه أمام صدره وابتسم بسخرية وقال ''

- أصله من وقت ما عِرف انك مش ابوه وهو مُختفي
= بصدمة : نعم ؟ ،مش ابوه ؟
- مريم : انتَ بتقول ايه يايونس ؟
- يونس : اسألي يوسف ..هو اللي عملّه التحليل
= فاروق : تحليل ايه ؟
- يوسف : DNA ،ونتيجة التحليل بتقول انه مش ابن حضرتك
= فاروق : ازاي ؟ ،وخد عينة مني ازاي ؟

'' قصّ له يوسف ماحدث ''

= فاروق : مستحيل

'' نظر فاروق ليونس فوجده يبتسم له بتشفّي ،رحل فاروق من أمامه ليبحث عن حمزة ،ندم فاروق على كل مافعله مع حمزة وانه لم يحتويه منذ البداية ،وفي النهاية ..توصّل لنتيجة غير مرضية لا له ولا لأبيه ،كان فاروق يسير بسيارته في الشوارع وهو يبكي ،لا يعلم أين يجده ،حاول الاتصال به لكن هاتفه مغلق .
بكت مريم حينَ سمعت ماقاله يوسف ،حاول إخوتِها جميعًا تهدئتِها ،كانت تود أن تذهب لتبحث بنفسها عن حمزة ..لكن منعها إخوتِها ،وطمئنها يونس أنه لن يتركه ،وأنه بعث برجاله ليبحثوا عنه .صعدت آسيا مع مريم لغرفتها ،وذهب الشباب إلى غرفة المكتب ،قال يوسف ''

- هنعمل ايه ؟
= مؤمن : مابلاش جواز آسيا من مروان دا يا يونس
- يونس : مين اللي قال لفاروق على موضوع آسيا ؟
= مؤمن : يحيى ! ..كان بيكلمني قبل مافاروق يجي وقال انه كلّم فاروق عشان يحاول يمنع الجوازة ،لانه مش متطمن خالص من جوازها من اخو شاهين
- يوسف : بقولك ايه يايونس ،ماتفكر في الموضوع شوية ..وحاول تدوّر ورا شاهين ،يمكن فعلًا هو اللي قتل مراتك مش فاروق
= يونس : حتى لو شاهين عملها ،مين اللي عرّف شاهين على مكاني ؟
= مؤمن : ولما انتَ عارف ان ممكن شاهين يكون عملها ،نرميله اختِنا ليه ؟
= يونس : ياسيدي انا مش عايز اجوّزها مروان دا ،بس هى عايزة ..يبقى خلاص براحتها ،وانا هعرف احميها ماتقلقوش ،المهم دلوقتي فاروق
- يوسف : ماله ؟
= يونس : فيه سِر لازم نعرفه ،حمزة ابن مين ؟ ،وليه اعترَف بيه مادام مش ابنه ؟ ،ومادام فاروق كان مخبّي موضوع جوازه ..سليمان عِرف ازاي ؟
- يوسف : ممكن الحل يبقى في الأرقام اللي قالها بابا
= مؤمن : ممكن ..مادام قال الارقام دي مع إسم حمزة ورحمة ،يبقى الاتنين ليهم علاقة ببعض
= يونس : والارقام دي ارقام ايه ؟
- يوسف : مش عارف

'' أخرج يونس ورقة من درج المكتب ،وأمسك بقلمه وكتب وهو يقول ''
= فاروق ..سليمان ..حمزة ..رحمة ..الارقام ..كل دي ألغاز

'' ظلّوا جميعًا ينظرون للورقة بحيرة ،حتى سمعوا جميعًا صوت الربابة يأتي من بعيد ،لكن صوت راجح لم يظهر ،فقط غزف الربابة ،فكر يونس قليلًا ..ثم كتب اسم راجح في الورقة ،تعجب يوسف ومؤمن ''

- يوسف : راجح ؟ ،ومال راجح ومال دا كله ؟
= يونس : مش عارف ،بس حاسس ان فيه حاجة مشتركة بينهم ،على الاقل بينه وبين سليمان ..يعني اشمعنى راجح كل كلامه عن سليمان وعن ولاده ،ليه مركز معاه بس ؟ ،ليه مابيقولش حاجة عن فاروق ..وليه مش ناس تانية غيرهم ،مركز مع سليمان وولاده بس ،وعارف كل حاجة عنه ،كإنه مخاوي ..أنا فاكر قبل ماعرف حتى ان انا ابن سليمان سِمعت راجح بيحكي حكاية يحيى اللي كان في اسكندرية ،لا لا لا ..راجح دا وراه حاجة ،لازم نعرف مين راجح وايه قصته وأهله فين وازاي من زمان سارِح في الشوارع كدة بالربابة ،وإيه علاقته بينا وليه مابيتكلمش عن فاروق
= مؤمن : طب نعمل ايه عشان نعرف دا ؟
= يونس : مش عارف ،نسأل راجح ؟
- يوسف : ياسلام ..وهو هيرد عادي كدة ،وبعدين مابيتكلمش غير الكلام اللي بيغنيه ،حتى ابويا كان قالي كدة قبل كدة
= مؤمن : طب نسأل عنه في الاقصر ؟
= يونس : فين في الاقصر ؟ ،هو لو له حكاية معروفة بين الناس كنا احنا أول الناس هنعرفها ماحنا كنا عايشين في الاقصر
- يوسف : يبقى حل من الاتنين ،يا إما راجح أصله مش من الاقصر أصلًا ،يا إما له قصة وفيه حد مداريها
= مؤمن : ولو هو مش من الاقصر ،ازاي عِرف سليمان وقصته ،وعارف موضوع التجارة ،ماهو مستحيل راجح يكون مولود عارف كل حاجة لوحده ..يبقى راجح حد قريب من سليمان أوي
= يونس : الظاهر ان فيه حاجات كتير أوي مانعرفهاش عن عيلة الديب

'' مرت ساعات طويلة وهم جالسون يتناقشون في هذا الأمر ،حتى ملّ يوسف ومؤمن وصعدا كلًا منهما لغرفته ،وبقى يونس يفكر ويفكر ..يجوب الغرفة ذهابًا وإيابًا ،لساعات وهو هكذا حتى وقف أمام خزنة من خِزن أبيه ،وقف أمامها مطولًا ..حينَ أتى يونس لهذا البيت وهذه الخزنة الوحيدة التي لم يستطِع أحد فتحها ،كان فاروق يعلم أرقام كل الخِزن ويستطيع فتحها ،إلّا هذه الخزنة ..قال أن سليمان لم يُخبره برقمها ،نظر يونس لها مطولًا حتى قال ''

- الأرقام !

'' هرول يونس لغرفة يوسف سريعًا ،ودلفها دون أن يطرق الباب ،فُزع يوسف حينَ دلف بهذه الطريقة ''

- في ايه يا يونس ؟
= بقولك ايه ،الارقام اللي سليمان قالها كانت ايه ؟
- مش عارف
= لا لازم تعرف
- انا أصلًا ماشوفتوش ولا سمعته وهو بيقول الارقام دي
= باستغراب : امال مين اللي سِمع ؟
- عمي فاروق ،ومريم وآسيا
= حلو نروح نسألهم
- استنى بس ،وانتَ فاكر ان حد فيهم هيبقى فاكر لحد دلوقتي ..دا عدا خمس سنين
= ان شاء الله يبقى حد فاكر

'' ذهب يونس إلى غرفة مريم ومن ورائه يوسف ،كانت آسيا بغرفة مريم هى الأخرى ،فسألهما يونس عن الأرقام ''

- مريم : مش فاكرة
= آسيا : ولا انا فاكرة
- يونس : وانا اكيد مش هروح اسأل فاروق عنهم ،طب كانوا كام رقم ؟
- مريم : اربعة تقريبًا ،أو خمسة
- يونس : طب حاولوا تفتكروا

'' فكرا الإثنتان قليلًا في محاولة منهما أن يتذكرا ،حتى قالت آسيا ''

= آسيا : افتكرت ..انا كنت كاتبة الارقام دي في ورقة عشان لو احتاجناها ،بس مش فاكرة حطيتها فين
- يونس : طب براحة ،الورقة دي خبّتيها في أوضتِك ؟
= أكيد
- طب على أوضتك بسرعة وانا هاجي اقلِبها معاكِ

'' ذهبا الاثنان إلى غرفة آسيا ،وظلا الاثنان يبحثانِ عنها ..مرت ساعة كاملة من البحث ،وأخيرًا وجدتها آسيا ''

- أهي ،لقيتها

'' هرول إليها يونس بسرعة ،واختطف الورقة من يدِها وقرأ الارقام ''

= تلاتة سبعة تسعة خمسة ..شكرًا يا آسيا
- العفو ..بس قولي انتَ عرفت سر الارقام دي ؟
= اتمنى اكون عِرفتها

'' وتركها وعاد من جديد إلى غرفة المكتب ،وأغلقها خلفه ..وقف أمام الخزنة وجرب فتحها بهذه الأرقام ..وفُتحت !
فتح يونس الخزنة ونظر لِما بداخلها ،كان بها أوراق يُغطيها الغبار ..تعجب يونس من هذه الأوراق ،كانت مكتوبة بخط اليَد ،أخذ يونس كل الأوراق من الخزنة ،ونفض ما بها من غبار ،وظل يقرأ ما بها ..كان كل ما مدوّن بها عن فاروق وعن زواجه برحمة ! ،كل شئ مدوّن بهذه الأوراق ،كان يونس يقرأ بتعجب وصدمة ،ظل يقرأ حتى أشرقت الشمس ،كان عقله مشتت ..كيف عرِف سليمان كل هذا ليكتبه ؟ ،وماذا سيفعل هو بعد كل ماقرأه عن فاروق ؟ .ظل يونس يربط الخيوط ببعضِها ،ثم قرر السفر للاقصر ..صعد لغرفته وارتدى ملابسه ،ثم ذهب لغرفة مؤمن وأيقظه ''

- ايه يايونس فيه ايه ،مصحيني ليه ؟
= فوق كدة واسمع اللي هقوله
- نعم
= انا مسافر الاقصر دلوقتي

'' نهض مؤمن واعتدل في جلسته وقال له ''

- خير ليه ؟
= مش مهم انا رايح ليه ،المهم عايزَك انتَ ويوسف لو شوفتوا راجح أو سمعتوا صوت الربابة تجيبوه وتسألوه هو مين واشمعنى ماشي ورانا احنا بس ،وتكلّم يحيى برده وتقولّه لو شافه مايسيبهوش
- طب فهمني في ايه ،واشمعنى هتسافر دلوقتي ؟
= انا عرفت كل حاجة يامؤمن ،الارقام طلعت ارقام الخزنة بتاعة أبوك اللي ماكنش حد عارف يفتحها ،فتحتها ! ..فيها ورق مكتوب فيه قصة فاروق وجوازه من رحمة ..يعني سليمان كان يعرف كل حاجة عملها فاروق وكتبها ،بس اللي قاله قبل مايموت ماكنش يقصد بيه انه يِعرّف فاروق ان هو عارف كل حاجة وانه يعترف انه كان متجوز ومخلّف
- امال ايه ؟
= كان قصده يعرّف مريم وآسيا ! ،كان بيحذرهم من فاروق ..وان مش ابونا لوحده اللي رامي عياله ،كان عايز يوصّلنا رسالة ..لو فاروق حاول يضغط علينا اننا نشتغل في التجارة ،نحاول احنا نهدده بأسراره اللي هو فاكر انها مش معروفة ،والدليل ان سليمان لما دخل المستشفى حذر يوسف من انه يسمع كلام فاروق ،ولما طِلعلَك الجبل قالك مش هنشتغل تاني في التجارة

'' فكر مؤمن قليلًا قبل أن يقول ''

- طب لو دا حصل ،ليه سليمان ماقلش ليوسف حكاية فاروق دي وجوازه وانه مخلف
= مش عارف ..يمكن ماكنش عايز حد يعرف طول ماهو عايش عشان الكلام مايروحش ويجي وفاروق يعرف ان سليمان كان عارف أصلًا كل الحكاية ،عشان كدة كتب القصة دي في ورق وحطها في خزنة ماحدش يعرف أرقامها ،حتى فاروق اللي عارف كل حاجة عنه مش عارف ارقام الخزنة دي بالذات

'' فكر مؤمن قليلًا فيما قاله يونس ،حديثه يبدو منطقيًا ،فكّر مؤمن قليلًا ثم قال ''

- طب وحمزة ؟
= حمزة ابن فاروق
- والتحليل ؟
= التحليل بيثبت حاجة من الاتنين ،ياحمزة ابن فاروق فعلًا وفيه حد عايز يوقّع بين فاروق وحمزة وهو اللي زوّر التحليل ،يإما دا مش حمزة ابن فاروق ! ،وان سعيد بدّله ..أو فاروق جابه عشان يحمي ابنه الحقيقي وقال ان دا حمزة
- إيه الفيلم الهندي اللي احنا عايشين فيه دا
= مش مهم أي حاجة دلوقتي ،بقولك ايه ..انا مسافر دلوقتي ،ابقى طمّن مريم بس وقولها ان حمزة ابن فاروق وانه هيرجع ان شاء الله ،وركز بس انتَ مع راجح
- طب انتَ رايح ليه ؟
= لما ارجع هقولَك
- هتغيب كتير ؟
= مش عارف ..يلا سلام
- سلام

'' لقد هربَت رحمة ..
استيقظ سعيد ذات يوم وصعد لها ،طرق الباب ..وحين طال الوقت ولم تفتح ،قلِق كثيرًا وكسر الباب ،ولم يجدها ..تعجب كثيرًا ،ظن أنها ذهبت لمكانٍ ما وستعود ،لكن حلّ الليل ولم تعُد ،ظل يبحث عنها بالشوارع ،يفكر إلى أين ستذهب لكن لا هى تعرف أحدًا هنا ولا هو ! ،ظل يبحث حتى أشرقت الشمس ،جلس على أحد الأرصفة وهو يبكي ،لا يعلم ماذا يفعل ،حتى تذكر فاروق ،وتذكر أنه كتب له عنوانه في مرة وقال له أن يذهب إليه إذا حلّ أمر سئ ،رجع سعيد سريعًا إلى البيت وجلب الورقة المدوّن بها العنوان ،وذهب إلى فاروق .
ظل يسأل الناس حتى وصل لبيت فاروق ،كان صاعدًا إليه لكن رآه وهو ينزل الدرج فهرول إليه سريعًا وهو يقول ''

- فاروق بيه ..فاروق بيه اِلحقني ،الهانم مش لاقيها من امبارح ومش عارف الاقيها فين

'' نظر إليه مطولّا ،وتعجب مما قاله سعيد ،فقال له ''

= أنا مش فاروق ..أنا سليمان اخوه

'' صُدم سعيد مما سمعه ،وأخذ يدقق في ملامحه بشدة ،فقال سليمان ''

= إحنا توأم ،فاشبه بعض يعني ..فاروق فوق ،تعالى معايا

'' وصعدا الإثنان معًا ،طرق سليمان الباب ..وفتحه فاروق ،صُدم فاروق حينَ رأى سعيد ،لكنه حاول إخفاء ردة فعله حتى لا يُفضح أمام سليمان ،فنظر لسليمان وقال ''

- مين دا ؟

'' فهم سعيد مايفعله فاروق ،قال سليمان ''

= معرفش
= سعيد : يابيه اني سعيد ..سعيد اللي ..اللي انتَ ساعدته وجبته من الاقصر عشان يشتغل اهني في القاهرة
- ااه ااه ..افتكرتك ،ازيك ياسعيد
= بخير يابيه ..انتَ كنت وديتني عنوانك عشان ابقى اجيلَك لو حصل مشكلة
- وحصل ايه خير ؟
= الهانم ..الهانم اللي بشتغل عندها مش لاقينها ،وأهلها قلبوا عليها الدنيا ،فاقولت في عقل بالي اجيلَك يمكن تقدر تساعدنا

'' خفق قلب فاروق بشدة حينَ أخبره عن اختفاء رحمة ،نظر فاروق لأخيه ،فوجده ينظر إليه بشدة ،ويدقق في ملامحه ..لكن فاروق أظهر اللامبالاة وهو يقول ''

- وانا اعملّك ايه يعني وادوّرلَك عليها فين ؟
= يابيه حاول ،اكيد ليك عيون في كل حتة
- بتأفف : بقولك ايه ياسعيد انتَ انا مش ناقص وجع دماغ ،بلا هانم بلا مساحة السلالم ،الاقيهالَك فين دي ،وبعدين انا مالي
= ماشي يابيه ماشي ،كتر خيرك ..عن إذنكوا

'' ورحل سعيد ،دخل فاروق البيت ومن ورائه سليمان ،سأله سليمان ''

- مين دا يافاروق ؟
= مانتَ سمعت

'' جلس فاروق وجلس سليمان قبالته وسأله ''

- شوفته فين دا وقابلته فين ؟
= في الاقصر ،آخر مرة كنا فيها هناك ..رجالتي لاقوه قاعد بيعيط عالطريق ،الناس اللي كان بيشتغل عندهم طردوه ،صِعب عليهم فاجابوهولي الجبل ..وصعب عليا انا كمان ،وقولتله هلاقيلَك شغلانة حلوة في القاهرة ،وسافر مع رجالتي على هنا ،وخليتهم يدورولوا على شغلانة ،لحد مالاقوله شغلانة في بيت حد من الاكابر واشتغل سواق ،وبس

'' أومأ سليمان برأسه قبل أن يسأله ''

- وماقولتليش ليه على سعيد دا ؟
= عادي يعني ..ماشوفتهاش حاجة مستاهلة يعني اقول عليها
- ماشي ..قوم البس يلا عشان نروح للمعلم
= ماشي

'' نهض فاروق ودخل غرفته ،علم أن ماقاله قد اقنع سليمان ،لكن هو كانت النيران مشتعلةً بقلبه ،وظل يسأل نفسه أين ذهبت ؟ ،حاول أن يُهدئ نفسه حتى لا يُفضح سره أمام سليمان .
طوال اليوم وفاروق يُحاول الافلات لكي يذهب ليعلم ماذا حدث ،لكن لم يستطِع ،حتى حلّ الليل وانتهى عمله ،فهرول سريعًا إلى سعيد ،دلف غرفته سريعًا وهو يقول ''

- إيه ياسعيد ،إيه اللي حصل
= اتأخرت اكدة ليه يابيه ؟
- معلش كان عندي شغل ،إيه اللي حصل
= رحمة هانم من امبارح وهى مختفية ،ومش عارف راحت فين
- يعني ايه يعني ،هتروح فين هى تعرف حد تروحله ؟ ،انتَ مش كنت قولتلي ان ماكنش ليها حد غير ابوها وامها ،ولما ماتوا مابقاش بس غير اهل ابوها اللي في الاقصر ؟
= اِيوة
- طب ليها صحاب ممكن تكون عند حد فيهم ؟
= لاه !
- يعني ايه هتروح فين ،ماهو مستحيل تكون سافرت الاقصر
= ماخابِرش
- لا مانا مش هعقد ساكت ،لازم اعمل حاجة ..تعالى معايا

'' ركب فاروق سيارته وركب بجانبه سعيد ،وظل يجول فاروق بالشوارع بلا هدف ،لا يعلم أين يذهب ولا يستطيع أن يظل مكانه دون أن يفعل أي شئ ،ظل يفكر أين يجدها ،إلى أن توقف فجأة بسيارته ،ثم نظر لسعيد وقال له ''

- بيتها ! ،هى ماتعرفش أي حد ولا تروح أي مكان غير بيتها ،صح ؟

'' فكر قليلًا سعيد قبل أن يقول ''

= مش عارف يابيه ،بس يمكن
- طب قولي العنوان بسرعة

'' أخبره سعيد عنوانها وانطلق فاروق بسرعة .وصل فاروق إلى بيتها ،ورآه مضيئًا ''

= الحق يابيه ،البيت منور
- تبقى موجودة ..الحمد لله

'' ركن فاروق سيارته وقال لسعيد ''

- خليك انتَ ياسعيد ،فيه كلام انا وهى لازم نقوله
= ماشي يابيه

'' طرق فاروق الباب ،سمع صوت خطواتها وهى تنزل من الدرج ،انتظر لكي تفتح الباب ،لكن لم تفتحه ،طرقه مرةً أخرى ،لكن بلا إجابة ..دار فاروق حول البيت وتسلقه ،وفتح نافذة غرفة وقفز منها ،كان الغبار يعم المكان ،فتح باب الغرفة وكان يسير ببطئ وهدوء ،نزل من الدرج ،ورآها واقفةً خلف الباب ،ويبدو عليها الخوف ،ضحك فاروق ..نزل بهدوء تام ،واقترب منها ووقف خلفها ،وقال ''

- لما انتِ خايفة بتهربي ليه ؟

'' صرخت رحمة حين سمعت صوته ،واستدارت لتراه ''

- ماتخافيش انا فاروق

'' وضعت يديها على قلبها برعب ،وقالت بغضب ''

= إيه اللي انتَ عملته دا ،ودخلت البيت ازاي ؟
- طِلعت على المواسير ونطيت من شباك أوضة فوق

'' ذهبت من أمامه وجلست على مقعد وقالت ''

= ومتعود بقا على كدة

'' فهم ماترمي إليه ،فغير الموضوع وقال ''

- هربتِ مني ليه ؟
= هربت منك ؟ ،وانا هاهرب منك انتَ ليه ؟
- امال اللي عملتيه دا اسمه ايه ؟ ،بتهربي من سعيد مثلًا ؟
= لا منك ولا من سعيد ،أنا بس حسيت ان خلاص مابقاش فيه خطر عليا فرجعت البيت
- وسعيد دا مش المفروض يبقى معاكِ ،ولّا سايباه ليه ؟ ،وانا مش المفروض تعرّفيني ؟

'' زفرت رحمة بشدة ،جلس فاروق على مقعد قبالتها وقال ''

- خليكِ جريئة ،هربتِ مني ليه ؟

'' نظرت إليه وابتسمت بسخرية وقالت ''

= جريئة ؟ ،انتَ اللي بتتكلم عن الجرآءة ؟

'' تنهد فاروق ،وصمتَ قليلًا قبل أن يقول ''

- حياتي صعبة يارحمة ..صعبة أوي ،ليا في كل طريق حفرة تجيب أجلي ،أعلّقِك معايا ليه ؟

'' خفق قلبها لِما قاله ،فقالت ''

= عارفة ..عشان كدة هربت
- ياريتك ماهربتِ

'' نظرت إليه باستغراب ،فأردف قائلًا ''

- لما سعيد جالي وقال انك مش موجودة في البيت من امبارح ومختفية ،حسيت عقلي شَت ،ونار قادِت في قلبي ،لقيت نفسي مش قادر اتحمّل انك مش موجودة واني ممكن ماشوفكيش تاني
= وانتَ كنت بتشوفني أولاني ؟
- ماشوفكيش باختياري ااه ،لكن ابقى مجبر ماشوفكيش ..صعبة عليا يارحمة

'' وقف فاروق واستدار موليًا اياها ظهره ،تنهد وقال ''

- أنا بحبك

'' تسمرت رحمة عند سماعها ماقاله ،وقفت رحمة ..واستدار فاروق ونظر إليها مرة أخرى وأردف قائلًا ''

- بس ماكدبش عليكِ ،انا خايف

'' أومأت برأسها له ،تعلم أنّه يجب أن يخاف ''

- فا ياإما افضل خايف ،ياإما تبعدي ..وانا اكتشفت ان فكرة البعد مش سهلة ،انا جربتها ساعات بس وكنت هموت ،عشان كدة هجازف يارحمة ..هجازف بخوفي عشاني وعشانك
= يعني ايه ؟
- يعني انا بحبك وعايز اتجوزك
= ...
- ساكتة ليه ؟
= هنتجوز ازاي وانتَ شغلَك كله في الحرام ؟ ،وانا مش هقبل تصرف عليا ،ولما نخلف هنصرف ازاي عليهم وهنربيهم ازاي ؟

'' جلس فاروق مرةً أخرى وقال ''

- شوفي ..فيه حاجات مش هقدر اتنازل عنها ومش هقدر اجازف بيها ،أنا مش هقدر اسيب شغلي ،حتى لو عايز مش هقدر ،وكمان انا ممكن اجازف واتجوز بس مش ممكن اجازِف واخلّف ،دي عندي خط احمر ،وجوازنا مش هقوله لحد ..مش هينفع حد يعرف
= ليه ؟
- خوف عليكِ ،اخويا اتجوز تلت مرات ..واحدة فيهم ماتت محروقة في البيت اللي وِلع في الاقصر بسبب مشكلة بينا وبين تاجر كنا بنشتغل معاه ،وعياله شردهم عشان يقدر يحميهم بعيد عن طريقه ،عشان كدة انا مش عايز اعيش اللي هو عاشه ،فكري كويس في اللي قولته وابقي ردي عليا
= ...
- ممكن نمشي دلوقتي ؟ ،وابقي فكري براحتك

'' أومأت رحمة برأسها ،صعدت وجلبت حقيبتها ،ثم نزلت ورحلت معه ومع سعيد إلى البيت .
مرّ أسبوعًا ..كلاهما يفكر في هذا الزواج ،وكيف ستكون حياتهما ..هل الحب كافٍ لهذه المجازفة الصعبة ؟ ،هما يعلمانِ أنها مجازفة ..لكن كلاهما لا يستطيع ترك الثاني ولا يقوى هذا الفراق ،وبعد كل هذه المحاولات .
ذهب فاروق إلى رحمة ليعلم رأيها ،وقد اتخذت رحمة قرارها ''

- أنا موافقة ..موافقة على الجواز ،وموافقة انك ماتقولش لاهلك ،بس عندي شروط
= إيه هى شروطِك ؟
- مش هتصرف عليا ،أنا هصرف على نفسي من فلوسي
= ولما تخلص فلوسِك ؟
- دا بقا الشرط التاني ،اني اشتغل ..انتَ نسيت ان انا دكتورة ؟
= والشرط التالت ؟
- لما تتظبّط امورك تقول لاهلك على جوازنا ،انا مش هقبل يكون جوازي منك على طول في السر
= دا أكيد
- وكمان مش هقبل ان مايكونش لينا اطفال

'' وقف فاروق وقال ''

= دا لأ ! ،مستحيل اقبل بِدا أبدًا
- طب اقعد بس

'' جلس فاروق مرةً أخرى وزفر بشدة ،قالت رحمة ''

- وانا مش هقبل يعدي العمر من غير مايكون عندي اطفال ،طفل واحد حتى ..بس انا مش هضغط عليك ،انا موافقة يبقى في أول حياتنا مانخلّفش ،لان الظروف اصلًا مش هتسمح ،بس بعدين هنقعد تاني يافاروق مع بعض وهنتفق ،ولازم هنخلف
= لما يجي وقتها نبقى نشوف ،عندك شروط تانية ؟
- لأ
= يعني ابعت اجيب المأذون ؟
- بابتسامة : اللي تشوفه

'' وتزوج فاروق برحمة .
كانت حياتهما سعيدة جدًا ،على عكس ماتوقع هما الإثنان ..اشترى فاروق لهما بيتًا جديدًا ،واشترت رحمة سيارة جديدة لها لتذهب بها إلى عملها ،وسعيد كما كان يعمل سابقًا أصبح سائقها .
كانت حياتهما وردية ،جميلة ..تأكدا أنهما كان لابد لهما أن يُجازفا هذه المجازفة ،مر عام ونصف على زواجهما ،حتى اكتشفت رحمة شيئًا من الممكن أن يُدمر هذه العلاقة ''

- بتقولي ايه ؟ ،انتِ اتجننتي ؟
= غصب عني يافاروق اعمل ايه ؟
- بغضب : غصب عنك ولّا برضاكِ دا ماينفعنيش ،دا كان اتفاق بينّا من الاول
= وانا والله ماعملت كدة من نفسي ،بس ..اعمل ايه ؟
- الحمل دا لازم ينزل

'' وقفت رحمة بصدمة وهى تقول ''

= أنزله ؟ ،لا يافاروق لأ
- رحمة ! ،دا كان اتفاقنا ،مافيش خِلفة لحد ماحنا نقرر دا
= وانا مش معترضة على كلامك ،بس ربنا اللي قرّرلِنا يافاروق ،ربنا عايز دا

'' زفر فاروق بشدة وقال ''

- وانا مش عايزه ،مش قد ان يبقى عندي طفل دلوقتي ..رحمة انا مش عايز ابقى زي سليمان
= الوضع مختلف بينك وبين سليمان
- الوضع أسوأ بكتير ،اذا كان انا وانتِ مش عايشين عادي زي أي زوجين ،انتِ مش عايزاني اصرف عليكِ ،ومش بشوفك غير تلت اربع أيام في الاسبوع ،وشغلي انا مش هسيبه
= ليه يافاروق ،مايمكن الحمل دا حصل عشان تِعيد تفكير في شغلك دا
- يابنتي ماتعصبنيش ،احنا مش لسة هنتكلم في الشغل دا دلوقتي من تاني ،إنتِ متجوزاني وانتِ عارفة انا على ايه ..رحمة ،الحمل دا هينزل
= يافاروق ...
- مقاطعًا : مافيش نقاش خلاص ،أنا عندي شغل وهارجعلِك بعد يومين ،ياريت لما آجي تقوليلي انك نزلتيه ..سلام

'' ورحل فاروق وهو يشعر بالغضب الشديد ،لكن حاول أن يهدئ نفسه حتى لا يلاحظ سليمان شيئًا ،كانا لديهما تسليم بضاعة من الآثار اليوم ،ذهبا سويًا حتى وصلا لمكان التسليم ،كان فاروق شاردًا أغلب الوقت ،ورأى أحد من رجاله يبدو عليه الحزن ،فسأله ''

- مالك يامصطفى ،باين عليك زعلان في ايه ؟

'' أجاب رجل آخر يُدعى صلاح ''

= معلش ياباشا اصله زعلان على مراته ،أصلها ماتِت من يومين
- سليمان : الله يرحمها ،شد حيلَك يامصطفى
= مصطفى : الشدة على الله ياباشا
= صلاح : معلش يامصطفى ماتزعلش مني ،بس انتَ اتغابيت ..وذنب موت مراتك دا في رقابتك
= مصطفى بغضب : خلاص بقا ياصلاح انا مش ناقصك
- فاروق باستغراب : ليه ،هو عمل فيها ايه ؟ ،ضربها ولا ايه ؟
= صلاح : ألعن ..كانت حامل وقالها تسقطه ،فماتت وهى بتسقطه

'' خفق قلب فاروق بشدة ،وابتلع غصة في حلقه ،فقال سليمان ''

- سليمان : ليه يامصطفى ،ايه اللي خلاك تعمل كدة
= خوفت ياباشا ،خوفت عليه وخوفت يبقى مستقبله اسود زيي
- سليمان : عندك حق تخاف ،بس بيني وبينك احساس انك أب ..حلو ،حلو ومايتعوضش

'' نظر فاروق لسليمان وقال ''

= انتَ اللي بتقول كدة ؟

'' ابتسم بسخرية وقال له ''

- سليمان : ااه وماقولش ليه ..دا لو الظروف كانت تسمح كنت هبقى أسعد أب في الدنيا
= صابر : انا برده كنت خايف ،بس سيبتها على ربنا واتجوزت وخلّفت ،وأول ماشوفت ابني كانت لحظة بعمري كله ،صحيح خايف عليه بس عمرب ماندمت اني خلفته

'' تنهد فاروق بحيرة شديدة ،لا يعلم ماذا يفعل وكيف يقبل هذا الطفل ،كل ماكان يشغل بال فاروق هو رحمة ،كان خائفًا جدًا عليها .
بعد انتهاء مهمته هو وأخيه ،عاد سريعًا للقاهرة ..وذهب لزوجته سريعًا ،دلف البيت ومنها إلى غرفة نومهما ،كانت رحمة نائمة ..فأيقظها ،اندهشت رحمة حينَ رأته ''

- انتَ مش كان المفروض تيجي بكرة ؟
= عملتي حاجة ؟ ،نزلتي البيبي ؟
- دا اللي انتَ جاي عشانه ؟
= ردي عليا
- بتنهيدة : لأ !

'' تنهد براحة واحتضنها بشدة ،تعجبت رحمة كثيرًا ،واحتضنته هى الأخرى وسألته ''

- مالَك يافاروق ،انتَ كويس ؟

'' تركها وأمسك يديها ،وتنهد بشدة ،وقال لها ''

= أنا موافق يارحمة ،موافق على الحمل
- إيه ؟ ،انتَ بتتكلم بجد ؟
= أيوة
- وايه اللي غير رأيك ؟
= مش مهم ،المهم انه اتغير وخلاص

'' كانت رحمة سعيدة جدًا ،وقالت ''

- ومش هتندم على انك غيرت رأيك ،الاطفال دول احلى حاجة في الدنيا
= أحلى حاجة لما تكون حياتنا نفسها أحلى حاجة
- فاروق احنا كنا خايفين من خطوة الجواز دي أوي ،لكن لما خدنا الخطوة اكتشفنا انها كانت احسن خطوة خدناها ،وانها تستاهل المجازفة ،مش يمكن لما نخلف تكتشف انها كانت خطوة تستاهل ؟
= بتأفف : كدة فيه حاجات كتير هتتغير يارحمة
- حاجات ايه ؟
= مين هيصرف على الواد اللي جاي ؟ ،وهخلف ازاي وانا اهلي مايعرفوش اصلًا ان انا متجوز ،يعني معقول ادخل عليهم بعد مايبقى عنده كام سنة واقولهم دا ابني ،وهيعيش ازاي ولما يكبر ويسألني انا شغال ايه هقوله ايه ؟
- موضوع مين هيصرف عليه ،فاكيد انا
= والله ؟
- دا طبيعي ،أنا برده مش هقبل بدا ..الباقي بقا دا بتاعك ،فكر كويس وشوف هتعمل ايه
= ياريتني كنت جيت لقيتِك نزلتيه ياشيخة
- ماكنتش هنزله ابدًا ،حتى لو وصلت اننا نتطلق
= بتنهيدة : ربنا يستر ..مش هفكر في حاجة دلوقتي ،لما يجي وقتها وتولدي ابقى اشوف هعمل ايه

...

'' سافر يونس للاقصر ،لم يكن يعلم يونس أن حمزة بالاقصر ..ولم يكن يعلم حمزة أو يونس أنّ فاروق أيضًا بالاقصر .
لقد بحث فاروق كثيرًا عن حمزة ،فتوقع أن يكون قد سافر للاقصر ..فذهب ليبحث عنه ،لكن حينَ وصل للاقصر وقبل أن يبحث عن ولده ذهب إلى قبر سليمان ليزوره ،جلس أمام القبر وظل يبكي بحرقة شديدة وندم عارم على مافعله ''

- كل حاجة خِربت من ايدي ،كل حاجة كنت مخططلَها خِربت ..ماكنتش عايز الامور توصل لكدة ،وكله بسبب يونس ..أنا ماكنتش هكمل في التجارة ،والله ماكنت هكمل فيها وانتَ عارف ! ،أنا خوفت ..خوفت عليهم لما شاهين عِرف مكان الولاد ،خوفت يحصل فيهم اللي حصل فيك ،كنت عايز اجمعهم واشتغل انا في التجارة سنة ! ،سنة واحدة بس عشان انتقِملَك من شاهين وبعد كدة كنت هبطل للأبد ،ماكنتِش هشغّل حد فيهم ..كنت عايز اعلّمهم عشان بس يبقوا ضِل ،لكن ماكنتِش هخلي حد يستلم بضاعة أو يسلّم ،انا كنت عايز اوقّع شاهين وكنت هبلّغ البوليس ،لكن كل حاجة خِربت ..يونس مادّانيش فرصة ،مش عايز حتى يسمع ويعرف ان مش انا اللي قتلت مراته ،أنا هعمل كدة ؟ ..هعمل فيه كدة ؟ ،بس حقه ..حقه يشك ويعمل اللي عمله واللي لسة هيعمله فيا ،دي غلطتي انّي دخلت وسطهم بالعنف ،واللي عملته في حمزة مخليه مش مصدق اكتر

'' وازداد نحيبه ''

- الحنية ماكانِتش هتنفع معاهم وماكنتِش هعرف اجمّعهم ،بس انا جبان ..جبان وكنت خايف من شاهين ،ياريتني قولت الحقيقة من الاول وعرّفتهم كل حاجة ،بس حتى دي خوفت اعملها ،ياريتني ماعملت كل اللعبة دي وفّرقت بينهم وبيني لحد مالسنين عدّت وكلهم اتورطوا في اللعبة دي ..أنا السبب مش هما ،أنا السبب

'' وصل يونس للاقصر في الليل ،قرر الذهاب إلى قبر إبراهيم قبل أن يذهب لبيته ،جلس قليلًا أمام القبر ..أخذ يُحدثه ،يحكي له عمّا أصبح به الآن ،وكيف تغيرت أحواله من بعد وفاته ،وفجأة استمع إلى نحيب فتاة يأتي من بعيد ،تعجب من وجود فتاة في هذا الليل هُنا ،دقائق واختفى الصوت فجأة ! ،استغرب يونس كثيرًا ..وقف يونس وأضاء كشاف هاتفه وسار به ليعرف ما إذا رحلت الفتاة أم أن مكروهًا أصابها ،دقائق ظل فيهم يونس يبحث عن الفتاة ..حتى رآها أمام قبرٍ وفاقدة للوعي ،هرول إليها يونس وحاول أن ييقِظها ،لكن بلا جدوى ..كان ضوء هاتفه ثابتًا على اسم المتوفي على القبر الجالسة أمامه هذه الفتاة ،قرأ يونس هذا الاسم ..ثم حَملها ،وكان معها حقيبة يد ،حملها هى الأخرى ،وذهب بها لسيارته ،وضعها بالخلف وانطلق إلى أقرب مستشفى ''

'' أما فاروق فقد ذهب لبيت سعيد القديم ،وقف أمام البيت وطرق الباب ،وتمنى لو يفتح له حمزة الباب ،وكما تمنى فاروق ..ثوانٍ وفتح حمزة الباب ،حين رأى فاروق شعر بالصدمة ،كيف علِم أنه هنا ..لكن فاروق ابتسم ،واغرورقت عيناه بالدموع وفجأةً احتضن حمزة بقوة وبكى بشدة ،تعجب حمزة كثيرًا من فعلته هذه ..وحاول الخلاص منه لكن لم يستطِع ،كان فاروق ممسكًا به بشدة ،فاغرورقت عيناه أيضًا بالدموع وترك نفسه بين أحضان فاروق دون إبداء أي ردة فعل ،مرّت دقائق قليلة وهما بهذا الوضع ،حتى تركه فاروق واحتضن وجه حمزة بين كفّيه ،أبعد حمزة يديه عنه وقال له ''

- اتفضل

'' وأفسح له الطريق ليدخل ،دخل فاروق ومن ورائه حمزة ..جلس فاروق على أول مقعد قابله ،ووقف حمزة أمامه ..مسح فاروق أدمعه ونظر لحمزة وقال له ''

= أنا عِرفت انك عملت تحليل عِرفت منه انّي مش ابوك ،انتَ غلطان ياحمزة ..أنا هحكيلَك كل حاجة ،هقولك كل حاجة بس توعدني ماحدش يعرف دا غيرك ،ولا حد من ولاد عمك يعرف باللي هقوله ..ولا مريم

'' شعر حمزة بأن هناك شيئًا خطيرًا سيُقال ،جلس حمزة أمامه وقال له ''

- مش هقول لحد ،أوعدك

'' هاتف مؤمن يحيى وأبلغه ماقاله له يونس ،وأبلغ يوسف أيضًا بما عرِفه يونس ،وصدّق يوسف تحليل يونس لكل ماعرفه ،هذا أقرب تحليل للحقيقة ،كانا الإثنان جالسيْن في غرفة المكتب حينَ سمعا صوت الربابة ،هبّ الإثنان ووقفا ،قال يوسف ''

- الربابة

'' وهرولا الإثنان للخارج ..ظلا يتتبعان مصدر الصوت بحثًا عن راجح ،دقائق كثيرة مرّت ولا يجدانه ،حتى ظنّا أن راجح يقصد أن يجعلهما لا يجدانه ،لكن يوسف ركّز كثيرًا من أين يأتي الصوت ،وتتبعه بتركيز عالٍ ،حتى وجد راجح ..تنهدّ يوسف كثيرًا حين رآها ونادى لمؤمن ،أما راجح فكان يشعر بالخوف واحتضن ربابته وكان بيده حقيبة صغيرة ،احتضنها هى الأخرى ''

- يوسف : دوّختِنا وراك ياعم راجح
= مؤمن : إيه الدوخة اللي دوختهالنا دي ياعم راجح ،ومالك خايف ليه كدة ؟

'' رجع راجح خطوتين للوراء بخوف ،فقال يوسف لطمأنته ''

- ماتخافش ياعم راجح ماحدش فينا هيأذيك ..احنا بس جايين نسألَك سؤالين وهنمشي
= أيوة ماتخافش بقا ..قولّنا انتَ مين ؟ ،وتعرف سليمان ابونا منين ؟

'' لم يرد ،فقط يرجع خطواتٍ للوراء في خوف شديد ولا ينطق ،ويوسف ومؤمن يحاولان تهدئته ،لكن بلا جدوى ،حتى ملّ مؤمن هذا الوضع ..فزفر بشدة وقال ليوسف ''

- بقولك ايه يايوسف انا زهقت من المُسايسة دي ،امسكلي الراجل دا وانا هفتشه اشوف معاه أي حاجة تعرفنا مين هو

'' صرخ راجح حين سمع ماقاله مؤمن ،حاول يوسف تهدئه ..لكن لم يهدأ وحاول الهرب ،لكن لحقه مؤمن وأمسكه ،فازداد صراخ راجح وبكى ''

- يلا يايوسف فتشه انتَ
= براحة بس يامؤمن الراجل مش حِملَك
- اخلص يايوسف قبل ماحد يسمعه ويجي

'' فعل يوسف ماطلبه منه مؤمن فليس أمامه سوى ذلك ،فتشه يوسف وسط صراخه وأمسك حقيبته وأخذها من بين يديه بصعوبة ،فتح يوسف حقيبته وفتش بها حتى وجد هويته الشخصية ،كانت هوية قديمة جدًا ،أمسكها يوسف وترك الحقيبة وقرأ اسمه ! ..واعتلت الصدمة ملامح يوسف ،حتى أنه شكّ بعينيه وأن ما رآه وقرأه صحيحًا ،سكت راجح عن الصراخ حين وجد يوسف هويته ،لكنه لم يسكت عن البكاء ''

- إيه يايوسف ،لقيت ايه ؟

'' لم ينطق يوسف ،لكنه نظر لراجح بصدمة شديدة ''

- يوسف لقيت ايه ؟ ..انتَ يالا !

'' حينَ طال صمت يوسف ،ترك مؤمن راجح واختطف الهوية من يَد يوسف وقرأ اسمه ،ثوانٍ وتسمّر مؤمن مكانه هو الآخر ''

- مستحيل

'' جلس راجح على الأرض وهو يقول ''

= نسلَك وأهلك عايشين في غابة
وماحدش هيرتاح ونسله الديابة
ماحدش هيرتاح ونسله الديابة !

'' كانا الاثنان ينظران لراجح بصدمة ،لا يصدقان ولا يعلمان ماذا يفعلان ''

....

'' طوال حمل رحمة وفاروق يشعر بالرهبة والقلق ،لكن رحمة دائمًا تُطمئنه ،كانت رحمة بالشهر التاسع وقد سافر فاروق لتسليم بضاعة في محافطة سوهاج ،أخبرته رحمة أنها من الممكن أن تضع مولودها في غيابه ،وطلبت منه أن يبقى معها ،كانت تُريده بجانبها في هذا الوقت ،لكن فاروق لم يستطِع أن يترك عمله ويبقى بجانبها ،لكنه طوال الوقت يشعر بالقلق عليها ،وخائفًا من اللحظة التي سيرى بِها ولدِه ،او ابنته .
أنهى فاروق عمله وحينَ رجع للقاهرة ذهب ليرى زوجته خائفًا من أن يجدها وبجانبها صغيره ،دعا الله ألّا تكون قد وضعت مولودها ،ويكون هناك بعض الوقت ليحاول أن يتخلّص من قلقه وخوفه من هذه اللحظة .
وصل فاروق لبيته في الليل ،لكن وجد شيئًا غريبًا ..كان الباب مفتوحًا على مصرعيه ،دخل فاروق البيت ،وصُدم حينَ رأى حالته ،كان أثاث البيت مكسورًا ،ويوجد دماء على الأرض ،انخلع قلب فاروق ،ظل يهتف باسم رحمة وسعيد ،بحث في كل مكان في البيت عنها أو عن سعيد ،لكن لم يجد لهما أي أثر ،خرج من البيت وظل يدور حوله ،ثم هرول بعيدًا عن البيت يتفقد أثرهما ،حتى سمع صوت صراخ طفل ..تتبع الصوت حتى وصل إلى مكان صراخ الطفل ،ورآى مشهدًا قاسيًا ،كان ثاني أقسى مشهد رآه بعد مشهد حريق بيته بالاقصر ،وحرقِ أمه .
وجد رحمة جالسةً على الأرض والدماء تملئ ثيابها ،وتحمل على أرجلها الصغير الذي يبكي ! ''

- لأ ! ..رحمة

'' هرول إليها سريعًا ،وحاول أن يجعلها تفتح عينيها لكن بلا جدوى ..تفقد جسدها ونبضها ،فوجد رصاصة مخترقةً بطنها ،ونبضها متوقف ! ،صرخ فاروق بقوة وبكى بحرقة ،واحتضنها بشدة ،غير مصدق ما حدث ،وكيف حدث هذا ؟ ،تمنى لو كان مايراه الآن كابوسًا ،ازداد صراخ الطفل ،انتبه له فاروق وحمله واحتضنه وقلبه يعتصر من الألم ،كان الطفل عاري ملفوفًا بثوب من ثياب رحمة ،نظر إليه فاروق ..فوجد أنها طفلة وليست طفل ،إنها فتاة !
لفها فاروق جيدًا واحتضنها بشدة وهو ينظر لرحمة ويتحسر على أنه ذهب وتركها ،وفجأة اخترقت رصاصة كتف فاروق ،حاول أن يستدير ليرى من الفاعل ،لكنْ لم يمهله الفاعل فرصة وضربه بسلاحه على رأسه أفقده الوعي ''

...

'' وصل يونس بالفتاة للمستشفى ،أخذها منه أحد الأطباء ودخل بها غرفة الكشف ،وظل هو واقفًا أمام غرفتها ،فكر أنه يجب أن يُبلغ أهلها ..ثم تذكر حقيبتِها ،رجع إلى سيارته والتقط حقيبتها ..فتحها وفتش بها حتى وجد هويتها الشخصية ،قرأ اسمها بصوت عالٍ ''

- عزيزة !

'' كان اسم والدها في هويتها هو نفسه الاسم المكتوب على القبر ،إذن كانت تبكي على رحيل والِدها ،ابتسم يونس بسخرية .حمل الحقيبة ودلف المستشفى من جديد ،وأعطى الحقيبة لموظف الاستقبال وأخرج له هاتفها ليتولى هو أمر إبلاغ أهلها وليس هو ،ثم رجع لسيارته من جديد ،وركب بها ،ثم أمسك هاتفه وهاتف مؤمن .
صوت رنين هاتف مؤمن أخرجاهما من صدمتهما ،التقط مؤمن الهاتف من جيب بنطاله وردّ على يونس دون أن يقول شئ ،فقال يونس ''

- صحيح نسيت اقولَك الصبح قبل مامشي ..فاروق عنده بنت !

'' وهذه صدمة أخرى تلقاها مؤمن ،لم ينطق مؤمن بعد ماقاله يونس ،تعجب يونس ،فقال ''

- مؤمن ..انتَ معايا ؟
= معاك
- امال مابتردش ليه ؟
= إحنا لقينا راجح ..كان عندك حق

'' انتبه يونس كثيرًا لِما قاله مؤمن ،وسأله ''

- طب عرفت حاجة ؟
= عِرفت ..لقينا بطاقته انا ويوسف وعِرفنا اسمه
- واسمه ايه ؟
= إسمه راجح ..راجح كمال الديب !

'' لا أُحلّل الإقتباس من دون الإسم ..🌻 ''

#هالة_أحمد

متشوقة أوي اعرف رأيكم ♥

Continue Reading

You'll Also Like

5.7K 479 24
جحيم الاهل
1.9M 27.3K 34
𝐉𝐄𝐎𝐍 𝐉𝐔𝐍𝐆𝐊𝐎𝐎𝐊 & 𝐑𝐔𝐉𝐈𝐍 رجل تعرض للخيانة ليصبح وحش متعطش للانتقام يجوب الأرض بحثًا عما يخفف من غليانه الدفين.... تحت إسم الإنت...
11K 1.4K 12
"أَنت و سون أصبحتمَا مسؤوليتِي ، تَايهيونغ .. أنَا اريدكمَا .." و فِي اللحظة التِي انطفئت بِها كل الاضوَاء و أصبحت تَائه وسط العتمة كَان هو اليَد ال...
8.6K 580 16
[M y b l o o d r e l a t i vbe] "هــل سأتــزوج جونغــكوك ذلــك الرجــل المخيــف؟" Jeon Jungkook'30 Jeon Katan'25 ...