اسكربتات هالة أحمد

By Delirium182

282K 17K 937

بصوا حبيت اعمل حاجة جديدة ف انا هنا هجمع الاسكربتات اللي الكاتبة هالة أحمد كتبتهم و هنزلهم هنا و اشمعنا هال... More

{1}
{2}
{3}
{4}
{5}
{6}
{7}
{8}
{9}
{10}
{11}
{12}
{13}
{14}
{15}
{16}
{17}
{18}
{19}
{20}
{21}
{22}
{23}
{24}
{25}
{26}
{27}
{28}
{29}
{30}
{31}
{32}
{33}
{34}
{35}
{36}
{37}
{38}
{39}
{40}
{41}
{42}
{43}
{44}
{45}
{46}
{47}
{48}
{49}
{50}
{51}
{52}
{53}
{54}
{55}
{56}
{57}
{58}
{59}
{60}
{61}
{62}
{63}
{64}
{65}
{66}
{67}
{68}
{69}
{70}
{71}
{72}
{73}
{75}
{76}
{77}
{78} Part : 1
{78} Part : 2
{78} Part : 3
{78} Part : 4
{78} Part : 5
{78} Part : 6
{78} Part : 7
{78} Part : 8
{78} Part : 9
{78} Part : 10
{78} Part : 11
{78} Part : 12
{78} Part : 13
{78} Part : 14
{78} Part : 15
{78} Part : {الأخير {16
{79}
{80}
{81}
{82}
{83}
{84}
{85}
{86}

{74}

2.4K 149 17
By Delirium182

'' وطني الضائع ..💛 ''

'' إنّي عَشقت وهذا العشق هدهدني ،باعدتُ عنكِ وما باعدتِ عن فكري ''

- بشمهندس فريد ..بشمهندس مازن لسة واصل مكتبه حالًا
= بجد مازن هنا ؟ ،طيب انا رايحله ..وانتِ لو حد سأل عليا قوليله انّي في مكتب بشمهندس مازن وشوية وراجع
- حاضر

'' وسيبت اللي في إيدي وقومت روحتله مكتبه ،كان بقاله يومين غايب مابيجيش الشغل ولا حتّى بيرد على تليفوناتي ولا تليفونات حد ،دخلت مكتبه على طول من غير ماخبّط ،كان قاعد على مكتبه وحاطط راسه من ايديه ''

- إيه يابني فينك مابتجيش الشغل ليه ؟

'' رفع راسه وبصلّي ،قعدت عالكرسي قصاده ..شكله كان تعبان ومهموم ''

= أهلين فريد
- أهلين إيه ..مالَك انت كويس ؟
= ايه منيح ،ماتقلِق
- ماقلقش ازاي بس وانتَ شكلك عامل كدة ؟ ،أمال فيه ايه بقا ومابتجيش ليه ومابتردش على تليفوناتي ولا تليفونات فرح ولا عمر ولا حد فينا ليه ؟ ،انتَ لو ماكنتِش جيت انهاردة كنت انا هجيلك
= كان بّدي ضل لحالي شوي
- ليه طيب في ايه ؟
= بتنهيدة : ...

'' طلّع موبايله من جيبه وفِضل يقلب فيه لحد ماجاب ڤيديو متداول من يومين على السوشيال ميديا لبنت عايشة في المخيمات السورية بتعيّط وبتصرخ وبتستنجِد بالناس ''

- الحقونا ياعالَم نحنا عم نموت هون من البرد ،الاطفال بيموتوا هون كِل يوم ،الله يخليكُن لا تتركونا ..حتى المنظمات ياللي كانت كِل فترة بتساعدنا مابقت تيجي لهون من اول الشِتا ،ماعم نعرف ناكل او نشرب او ننام من البرد ،والله حتى الصلاة مابنقدر نصليها ،شوفوا شكل مخيماتنا كيف صارت من التلج

'' وصوّرت شكل المخيمات ومنظر التلج عليها ،وشكل الأطفال اللي بتعيط وبتصرخ من البرد ''

- شوفوا شكل المخيمات ياللي مصنوعة من القماش كيف راح تحمينا من البرد ،شوفوا شكل الخيمة من الداخل وكيف الناس بتعيش فيها

'' ودخلت خيمة وصورتها من جوا ،التلج كان موجود جوا الخيمة ،والناس مش عارفة تقعد فيها من البرد ''

- الناس هون بتموت كِل يوم ،بنشوف الموت كِل يوم ومابنعرف شو نسوّي ،والله كِل يوم عم نستنى الموت لنشوف راح ياخد مين ويترك مين ..مشان الله ساعدونا ،أنا هون وحدي مع إِمي ،والله إِمي راح تموت من البرد مو من المرض ،مشان الله لا تتركونا ..مشان الله ساعدونا نحنا بحاجة إلكُن

'' الفيديو كان يقطّع القلب ،منظر البنت وهى بتصرخ وبستنجد بالناس شئ فظيع ،ومنظر الأطفال والناس في المخيمات يِقهر ..الفيديو بقاله يومين تِرند والناس بتتكلم عن المخيمات السورية في كل مكان ،كان مُتوقع حزن مازن عاللي حصل لانه سوري ،وأكيد بيوجعه المناظر دي اكتر من اي حد تاني ،ودّيته التليفون وطبطبت على إيده وقولتله ''

- انا عارف انها حاجة توجع ،وانتَ اكتر واحد موجوع اكتر من أي حد ،والله حاسس بيك ..نقدر نساعدهم ونقدملهم المساعدات وفي كل مكان ،وماعلينا إلّا الدعاء بعد كدة

'' هز راسه ودّخل موبايله جيبه من تاني ،وقال ''

= بِتعرف مين ياللي بالفيديو فريد ؟

'' استغربت السؤال ''

- وانا هعرفها منين ؟
= هايدي رباب
- باستغراب : مين رباب ؟
= اِختي !
- بصدمة شديدة : إيه ؟ ،رباب اختَك ؟ رباب ؟
= ايه رباب
- وانتَ عرفت ازاي انها هى ؟ ،دا انتَ ماشوفتهاش بقالك ١١ سنة تقريبًا
= بس لسّاتني بتذكّرها ،بتذكّرها منيح

'' كنت لسة مصدوم ومش قادر استوعب ان دي اخته ! ،مش عارف اقوله ايه اصلًا ،وهو إيه يتقال في موقف زي دا ؟ ،وشكله مش محتاج مني كلام ،اللي انقذني من الموقف دا السكرتيرة بتاعتي اللي جت وقالتلي ان فيه عميل مستنيني في مكتبي ،إستأذنت منه وقومت روحت مكتبي ،خلّصت شغلي مع العميل وبعد ماخلّصت مسكت موبايلي ورنيت على فرح اختي ''

- أيوة يافريد
= فرح بقولك ايه مازن جِه انهاردة الشركة
- بجد ؟! ،طب اقفل هرن عليه اكيد فتح تليفونه
= لا استني ماتتصليش بيه ،تعالي الشركة احسن
- باستغراب : اشمعنى ؟
= فيه حاجة حصلت غريبة أوي
- إيه حصل ايه ؟ ،هو كويس ؟
= ااه ياستي كويس ،تعالي وانتِ تعرفي منه احسن ..ماتتأخريش يافرح
- حاضر هغيّر هدومي وآجي على طول
= تمام ،يلا سلام

'' وقفلت معاها ،اتنهدت بحزن ،انا عارف هو بيفكر في ايه دلوقتي ،عارف انه متلغبط
مازن عاش في سوريا تقريبًا 15 سنة ! ،والدته اتوفت وهو عنده سنتين في حدث ما من الأحداث السياسية اللي بتحصل في سوريا ،والده خده وبِعد عن سوريا وسافر بيه الأردن ،سنتين ورجع والده بيه سوريا واتجوز والدة رباب ،وخلفوا رباب ..كانوا عايشين كلهم كويسين ،لكن الأوضاع في سوريا ماكانِتش مستقرة ،فاقرر والده يجي ويعيش في مصر وكان متوقع ان فيه حرب هتحصل فاكان عايز يجي وينقل شغله ويعيش في مصر ،والدة رباب رفضِت وماكانتِش عايزة تخرج من سوريا أبدًا ،وكان بيحصل بينهم خناقات كتير لحد ماقرروا ينفصلوا عشان مش متفقين ،لكن اللي ماكانوش متفقين عليه ان والدة رباب خدِتها وهربت ! ،وماكانوش عارفين يوصلوا ليها ولا لأهلها ،كانوا متأكدين انهم في سوريا لانها ماكانِتش عايزة تطلع منها أصلًا ،ومع البحث الكتير برده مالقوهاش ،فجِه مازن ووالده على مصر ،ولكن كان من فترة للتانية والده بيسافر يدوّر على بنته ،قعد كام سنة على كدة لحد ما في مرة اتفاجئ والد مازن انها بتكلمه عالفيس بوك من إيميل مجهول هويته ،مش معروف منه اي حاجة ..ووقتها السوشيال ميديا ماكانِتش منتشرة ولا مُستخدمة كتير ولا ناس كتير بتفهم فيها ،كانت بتكلمه كتير هو ومازن وڤيديو كول كمان ،لكن ماكانِتش عايزة تقول على مكانها زي ما مامِتها وصِتها ،واتضح انها هربت برباب عشان كانت خايفة والدِها ياخدها منها خصوصًا بعد ماتطلقوا ،وحلف لها والِدها انه عايز يعرف مكانها عشان يجي يشوفها ومش هياخدها وهيسيبها مع مامتها لكن برده ماقالِتش ،وماعرِفش يوصل ليها برده رغم انه دوّر وجاب حد بتاع إلكترونيات يعرف يحدد مكانها ،ومع البحث الكتير جدًا كان بيعرف مكانها لكن بيروح مش بيلاقيها ،فاعِرف انهم بيتنقلوا من مكان للتاني ..وفضلت الاتصالات بينهم عالوضع دا ،لحد ماقامِت الحرب الأهلية في سوريا ! ،وقتها اتقطعت كل الاتصالات بينهم وماعرفوش يوصلولها من وقتها ،وبعدها على طول قامت الثورة في مصر ،واتقلبِت كل الأوضاع في الوطن العربي كله ،ماكانش عارف والدها يسافر سوريا يدوّر عليها ..فين وفين لحد ماهديت الدنيا شوية وقِدر يسافر لكن مالقهاش ،دوّر عليها في كل مكان ونشر صورتها عالسوشيال ميديا وفي الجرايد في سوريا ،بس بدون فايدة ،مازن كان حاسِس انها ماتِت في الحرب ! ،لكن والده مافقدش الأمل في انها تكون لسة عايشة ،وكان من وقت للتاني بيسافر سوريا يدوّر عليها ،قعد سبع سنين يسافر يدوّر عليها ..لحد ما مات !
أنا ومازن اتعرفنا على بعض في الجامعة ،ماكناش بنطيق بعض في الأول وكنا ساكنين مع بعض ،بس بعد كدة لِبسنا في بعض لحد دلوقتي ..اتخرجنا وقت الثورة ،وقعدنا في البيت شوية حلوين من غير شغل ،كان نفسنا نفتح شركة استيراد وتصدير ..كنا احنا ومعانا صاحبنا عمر ،خططنا للمشروع كويس ودرسناه كويس وكل واحد راح عرضه على والده ،عجبهم المشروع فأجبرناهم يساعدونا برأس المال ،كانوا خايفين لنفشل لاننا كنا عيال ولسة متخرجين ،وأوضاع البلد زي الزفت ،لكن هما مارضيوش يحبطونا ،في الآخر ربنا هو الرزّاق ..اجتمعوا الآباء التلاتة مع بعض وقرروا يعملوا الشركة وتبقى من الأساس بتاعتهم هما واحنا نشتغل معاهم ،ووفِقنا طبعًا ..وبدأنا نشتغل ،طبعًا في الأول الأوضاع كانت زي الزفت لكن واحدة واحدة ربنا عدّلها وسنة ورا سنة الشركة بدأت تشتغل وتنجح ،وبعد كدة كل أب كتب لابنه نصيبه في الشركة وهو بقا يديرها بنفسه ،والحمد لله كِبرت شِركتنا وبقينا رجال أعمال في مهنتنا ،مازن مش بس كان صاحبي لا دا كان اكتر من أخ ،حتى كل اللي في البيت عندي كان بيعتبره انه فرد من أفراد الأسرة وابنهم ،إلا فرح ! ..عشان كدة حبّته ،وهو كمان كان بيحبها ،عِرفت كدة لما بطّل يجيلي البيت عشان ماشكّش فيه واقول انه بيدخل البيت عشانها ،ومن سنتين اتقدملها وطلبها مني ،وطبعًا دوّخته شوية لحد ماوافِقت وأهلي حتى كانوا موافقين جدًا عليه وماركزناش في حتة انه سوري أو مصري ،في الحالتين شاب يستاهل ،ومن كام شهر كتب كتابه على فرح .كان دايمًا يحكيلي عن حنينه لسوريا وانه نفسه يرجع ليها في يوم من الأيام ،كان دايمًا بيتأثر بالأحداث اللي بتحصل في سوريا وكإنه عايش فيها وعاصِرها ،مازن معاه الجنسية المصرية وبقاله تقريبًا 15 سنة عايش في مصر وبيعرف يتكلم مصري كويس جدًا ،لكن كان دايمًا محتفظ بلهجته السوري ومابيتكلمش غير بيها ..كان شايف ان دي الحاجة الوحيدة اللي خدها منها وانه مش عايز ينسى أبدًا انه سوري مش مصري ..
بعد ساعة ونص تقريبًا لقيت فرح جيالي المكتب ،استغربت جدًا ''

- انتِ لسة جاية ؟
= لأ بس روحت لمازن
- وبعدين ؟

'' قعدت قدامي عالكرسي وقالت ''

= بتنهيدة حزن : مش عارفة اقوله ايه ولا عارفة ناوي على ايه ..مش عارفة اواسيه يافريد
- ولا انا ،مش عارف اقوله ايه

'' قاطِع كلامها دخول مازن المكتب علينا ،اتفاجئنا وبصينا لبعض ،بَص لفرح وقال ''

- منيح انك ما مشيتي بدي اياكِ تسمعي قراري
= فريد باستغراب : قرار ايه ؟
- راح اسافر لسوريا
= بصدمة : تسافر ؟ هتروح تدور على اختك في سوريا ؟
- ايه
= وانتَ عرفت منين انها في سوريا ؟ ،مايمكن في أي مكان تاني ..يمكن في الأردن ولا لبنان ولا تركيا أو إيطاليا أو ..
- مقاطعًا : مابعتقد انها برا سوريا ،وإلا كانت إجَت على مصر بعد ماسائت الامور ،عالأقل بَيّا هون
= طب وانتَ عرفت منين مكانها في سوريا
- المخيمات السورية موجودة بالشمال ،وراح اشوف حدًا بيفهم بالنت والإلكترونيات يعرف مين مصدر هالڤيديو ووين مكانه
= ولو ماكانِتش في سوريا ولا عرفت تحدد مكانها هتعمل ايه ؟
- راح دوّر عليها في كل مكان موجود فيه المخيمات السورية ،ماراح اترك مكان مافتّش فيه عنها
= خلاص ،هاجي معاك
- لوين بدك تيجي ؟ انا ماني طالع برحلة
= انا عارف انها مش رحلة ،أنا عايز اكون معاك يا أخي
- بتأفف : ...
= فرح : وانا كمان هاجي معاكوا

'' بصلي مازن وقال ''

- اتفضل ..حِل هاي المشكلة

'' وقام وسابنا وخرج راح لمكتبه ،بصيت لفرح وقولتلها ''

- هتيجي فين انتِ كمان ،هى رحلة صحيح ؟
= ماليش دعوة عايزة آجي معاكوا
- يلا يا بت قومي امشي من هنا

'' قامت وقفت وقالت ''

= لو ماروحتش معاكوا هتطلق منه ،وهتبقى لا اخويا ولا اعرفك
- يبقى احسن ..حتى مازن هيفرح أوي ،يلا بقا امشي من هنا
= ماشي يافريد

'' ومشيت من المكتب ،إيه اللي بيحصل دا ؟ وياترى ايه اللي جاي ؟ ،بعد ماخلصت شغل روّحت البيت ،لقيت فرح عاملة مناحة لابويا وامي في البيت ،دلوعة البيت ماينفعش تزعل طبعًا فاقلبوا عليا انا ''

- هو ايه يا بابا اللي مافيش سفر ،هو انا عيل صغير ؟ دا انا 32 سنة
= فرح ببكاء : يا بابا انا عايزة اسافر مع مازن حتى لو فريد قعد
= بابا : وانا مش هبقى متطمن عليكِ لو سافرتي ،يبقى لا انتِ ولا فريد
- فريد بضيق : إيه يا بابا الطريقة دي ؟
= فرح : بابا انا كلها كام شهر وهتجوز وهبقى مع مازن مكان مايروح ،هتفرق في ايه لما اسافر معاه دلوقتي ؟ دا جوزي برده ،وبعدين فريد هيبقى معانا
- فريد بغضب : ماتعقلي شوية يافرح هتيجي تعملي ايه ،بطلي شغل عيال واكبري شوية هو أصلًا مش عايز ياخد حد معاه
= خلاص وانتَ عايز تروح ليه ؟
- صاحبي وعايز ابقى جمبه
= ودا جوزي وعايزة ابقى جمبه
- لا بقا انا زهقت ،انا هخليه يجي يشوف الموضوع دا معاكِ

'' وقومت دخلت أوضتي واتصلت على مازن عشان يجي يشوف حل مع فرح ،نص ساعة وكان جِه ،قعدنا احنا التلاتة مع بعض نتكلم ،وكان واضح انه مش فايق يدخل في مناقشة ''

- فرح مِشان الله مابدي ادخل في مناقشة وكلام ما إله معنى
= طب مِشان الله اسمعني ،أنا مش هسيبك تسافر لوحدك
- فريد : هو إيه اللي مش هسيبك تسافر لوحدك هو مين المسئول عن مين ؟
= بتنهيدة : فرح ..ماراح تيجي معي ،خِلصنا
- لأ هاجي ،وانتَ هتوافق ..يا مازن انا محتاجة اسافر لسوريا دي فرصة ممكن ماتجيش ليا تاني ..وبعدين عايزة اشاركك التجربة ،اشاركك ألمك وتعبك ووجعك على أختك ..عايزة احس بوجع الناس في المخيمات ،عايزة اساعدهم ..انا حاسة التجربة دي هتفرق معايا في حياتي كلها ،هتأثر على تفكيري وهفضل فاكراها طول حياتي ..وبعدين عايزة اكون جمبك ،احنا اتفقنا نتشارك كل حاجة مع بعض حتى لو كان شعور فاهنعيشه مع بعض
= وحتى لو عِشتي التجربة ماراح تحسي فيني ،ماراح تقدري تشاركيني فيه ،لانه اكبر بكتير من ياللي راح تحسيه لو سافرتي معي
- عالأقل جزء منه ،عشان خاطري يا مازن وافِق ،مش معقول تِقبل يبقى صاحبك معاك ويشاركك وجعك وانا لا
- فريد : انتِ هتجيبي نفسك ليا يابتاعة انتِ ،وبعدين دا صاحب عمري من قبل مايبقى جوزك ،فدا طبيعي اشاركه وجعه
- فرح : بس انا اقربله منَك
= بابتسامة : بتتخانقوا لتِتقاسموا وجعي ؟ ،الله يخليلي اياكن ..والله من غيركن بضيع

'' بص لفرح واتنهد وقالها ''

= موافق ،راح اِقبل تقاسميني وجعي بهاي الرحلة

'' قامت وِفقت واتنطِطت ،بصينا لبعض انا وهو من غير كلام ،ماكُنتش عايزه يوافق ..بس هو من البداية كان عايزها تيجي معاه بس كان بيعمل حركتين قدامي عشان عارف ان انا اللي مش موافق ،وتمسّكها بانها تيجي معاه بقت هى حجته قدامي
شوية وراح قعد مع ابويا وحاول يقنعه ان فرح تيجي معانا لحد ماوافِق ،ودا أكدلي اكتر انه عايزها تيجي ،قبل مايمشي اتكلمنا ''

- بدنا نقعد مع عمر مِشان يعرف انه هو ياللي راح يمسك الشغل كِله
= واحنا هنقعد قد إيه ؟
- اسبوع او عشر ايام
= والسفر امتى ؟
- أكيد بعد ايام ،راح اسأل واحجز التذاكر
= تمام

'' فعلًا جهزنا نفسنا وقعدنا مع عمر عشان نعرّفه هيعمل ايه في غيابنا ،ومازن حجزلنا تذاكر السفر الاسبوع اللي جاي ،انا كنت خايف من التجربة دي جدًا ،خايف جدًا من اللي هشوفه ..
حتى مازن كان خايف ،خايف مايلاقيش اخته وخايف من اللي هيشوفه ويقابله هناك
واحنا في الطيارة كان مازن في دنيا غير الدنيا ،بيبص من شباك الطيارة ومش معانا خالص ،فرح كانت قاعده جمبه وانا قاعد في اول كرسي قصادهم ،شاورت لفرح بعنيا على مازن ،بصتله فرح ومسكت إيده ،بصلها وبعدين بصلي ،فاقولتله ''

- انتَ كويس ؟

'' هزلي راسه بمعنى لأ وقال ''

= حزين كتير لاني تركتها ،بيّي وصاني عليها قبل مايموت بس انا ماكِنت بعرف وين فتّش عليها ،بيّي قلب عليها سوريا وما لقاها ،وأنا كِنت مِعتقد انها ماتت ،وبعد أربع سنوات من وفاة بيّي بلاقيها بڤيديو بتستنجد بالناس ؟ ،عايشة بخيمة وخَيّا رجل اعمال بمصر بينام عالحرير ؟ ، ما قادر اسامح نععفسي ،خصوصًا بعد مالرجل قالي ان مصدر الڤيديو كما توقعت ..بشمال سوريا !
- بلاش جلد الذات دا يا مازن ،وبعدين مانتَ اهو رايح تنفذ وصية ابوك وترجعها معاك
= خايف كتير يا فريد
- فرح : ماتخافش ،احنا معاك

'' ابتسم وبعدين رجع بص من الشباك وسرح من تاني
لما وصلنا وطلعنا من المطار ،لحظات عدّت حسينا فيها مازن مبسوط جدًا وسعيد ،ماحبناش نكلمه ونسيبه سارح شوية ،ركبنا تاكسي وروحنا فندق عشان نرتاح فيه ،وصلنا الفندق نُص الليل تقريبًا ،كنا حاجزين أوضتين ..أوضة ليا انا ومازن ،وأوضة لفرح ..طلبنا اكل عشان ناكل قبل ماننام لاننا ماكلناش حاجة خالص ولا حتى في الطيارة ،كان واقف في البلكونة لما الأكل وِصل ،دخلتله ووقفت معاه وفضلت اتفرج على البلد والشوارع شوية ،فاحبيت انكشه وقولت ''

- مصر أحلى

'' ضحك ،وبعدين بصلي وقال ''

= صحيح مصر لساتا حلوة ،لانها ماشافت ياللي شافته سوريا
- مين دي اللي ماشافِتش ؟ ،دي شافت اللي ماشافتهوش اي دولة على مر العصور
= على شو عم نتخانق يا زلمة ،هاد شي بيحزن ،بنتخانق لنشوف أي وطن داق طعم القهر والظلم اكتر ؟

'' طبطبت على كتفه وقولت ''

- عندك حق
= بس برده بتضل سوريا أحلى
- ياسلام ،وليه شايف سوريا أحلى من مصر ؟
= لانك ماشايفتا بعيوني ،ياخي الوطن متل الإم وكِل انسان بيشوف إمه أحلى إم بالدني ،بكل مافيها ..عمرك ماراح تشوف أي سِت بهاي الدِني احلى أو اجمل من إمك حتى لو مَرتَك ،ومابقصد الجمال الخارجي ،ماحدا بيحب إمه لانها حلوة بالشكِل ..بيحب إمه لانها إمه ،تِعبت فيه ،وضحت كِرماله ،ربته وكبرته وعلمته ،مصدر امان واحتواء ،كل إشي بالدِني بتكون عليه بيبقى بفضل إمك

'' سِكت شوية وبعدين قال ''

= بِعتِقد نحنا بنولد بهاد الحب ،من غير أي إشي بتحب إمك
- بس انتَ ماشوفتِش أمك يا مازن
= بس شِفت سوريا ،هاد إمي يا فريد
- انتَ عِشت نص عمرك في سوريا والنص التاني عِشته في مصر وهتكمل حياتك كلها في مصر ،ماحِبتش مصر قد ما بتحب سوريا ؟
= أكيد بحب مصر ،بحبها كتير وأخدت عليها ،مصر بالنسبة إلي متل زوجة الأب الحنونة ياللي مابتفرق بين ولادها وابِن زوجها ،بتعاملهم نفس المعاملة ،انا شِفت بمصر الحنان ياللي كان نفسي اعيشه بسوريا ،شِفت منها كِل شي حلو ولا بلحظة حسيت فيها اني مو منها ،بس بالأخير بتضل زوجة أبي مو أمي ،بتحب ولادها اكتر مني ،تِفدي ولادها وما بتفديني ،وانا كمان على قد ماحبيتها بس عمر ماحبها غلب حبي لَسوريا ،لساتني بتمنى ارجع اعيش هون ،بتمنى إمي تعود يا فريد بخير ،وبرجع لحضنها من جديد

'' طبطبت على كتفه وقولتله ''

- هترجع ان شاء الله ،يلا بقا نقوم ناكل وننام ..يومنا بكرة طويل
= يلا

'' دخلنا جوا وكلّمت فرح جت لِنا وكَلنا سوا ،وبعدها نمنا ..كنا مرهقين جدًا جدًا ،مازن صحّانا من بدري ونزلنا ..اتصل مازن على حد ماعرفهوش وقاله يقابلنا على طريق ما ماكنتِش عارفه ،مشينا بالعربية ووقفنا شوية مستنين ،شوية وجت أربع عربيات كُبار محملة بطاطين وهدوم وأكل ! ،استغربت جدًا لانه ماقاليش ''

- طب ماقولتليش ليه اساهم معاك
= راح نحتاج اكتر من هدول العربات بكل يوم هون ،يعني فيك تساهم
- ماشي

'' قعدنا ساعات طويلة أوي في العربية ،رغم اننا كنا اصلًا قاعدين في فندق في الشمال ،مازن قالنا نلبس تقيل لان البرد غير متوقع بالمرة ،وفعلًا رغم اننا كنا متقّلين بس كنا بردانين اوي ،وِصلنا لمكان المخيمات ،منظر الخِيم والتلج فوقها رهيب ،نِزلنا من العربية ومسكت فرح إيدي ،المنظر كان خاطف عنينا ،مصدومين ان دا حال الناس هنا وعايشين هنا ،الصور غير الحقيقة خالص ،مشينا وِسط التلج والناس واحنا بنتفرج عليهم وعلى المخيمات ..أطفال كتير بتنزل التلج عالأرض من عالخيام ،وأطفال بيلعبوا ،وأطفال قاعدين بردانين ،وأطفال بيعيطوا ،وشباب كتير ورجالة بينقلوا مية بيحاولوا يبعدوا التلج عن الخيم ،ولبسهم متقطع وخفيف جدًا ،روحت قرّبت على خيمة ومِسكت قماش الخيمة ،بصيت لفرح وقولتلها ''

- تعالي شوفي

'' قربت ومسكت القماش ،فاقولت ''

= القماش دا اللي بيحميهم من البرد ،متخيلة ؟

'' بصتلي بحزن وقبل ماتنطق سِمعنا صريخ من بعيد ،الناس كلها اتخضِت روحنا نشوف في ايه ،وصلنا لمصدر الصوت لقينا شاب تقريبًا في سِن 17 ،أو 18 مرمي في الأرض ،ميت ! ..وأبوه وأمه قاعدين جمبه ،وجمبهم بنتين اخواته وهما اللي كانوا بيصرخوا ،الناس شافت المنظر وبدأت تمشي وتسيبهم ،كنت مستغرب من الموقف ،الناس بتمشي وماقالوش ولا كلمة ..الغريب أكتر ان الأب والأم مابيعيطوش ،مافيهم دمعة نزلت منهم ولا تعبيرات حزن على ملامحهم ،إيه دا ..ماكنتِش عارف اعمل ايه ولا اتصرف ازاي ،امشي ولا اعمل ايه ،وفرح كانت متبّتة في إيدي أوي ،كانت خايفة ومصدومة ،فابقيت بدوّر على مازن يقولي اعمل ايه ،رِجعت لنفس المكان اللي جينا منه ،لقيته مع الناس اللي جايين مع العربيات وبيوزع الحاجات اللي جايبها مع الناس ،روحنا نساعدهم ونوزع معاهم عالأُسر والأطفال ،فرحة الناس غيّرت مودي ..بس لسة كنت متأثر بمنظر الشاب اللي مات ،قعدنا كتير بنوزع ولكن الحاجات اللي موجودة ماكفّتش كل الناس ،العدد كان كبير جدًا أكبر ما كان في خيالي ''

- شو بِك ،مو مبسوط انتَ ؟

'' بصيتله وقولتله ''

= عايزني اشوف المناظر دي وابقى مبسوط ؟
- لا ،بدي تكون مبسوط لانك فرّحت هدول الأطفال
= شوفت منظر غريب أوي يا مازن
- شو شِفِت ؟

'' حكيتله عن الشاب اللي مات وموقف الناس وموقف أهله ،قالي نروح نشوفهم ونساعدهم ،روحنا ليهم لقيناهم مكفنين الشاب وبيشيلوه عشان يدفنوه ،ساعدناهم انا ومازن وروحنا ندفنه ،مشينا كتير أوي ،كتير جدًا لحد ماوِصلنا لمكان هو مش مقابر ،هو مكان فاضي ،وعرفنا ان دا المكان اللي بيدفنوا فيه الأموات ،حفر أبوه حفرة ومعاه كمان شابّين ،وبعدين دفنّاه وقعدنا شوية ندعيله ،وبعد كدة رجعنا المخيم ،كانت الدنيا ليّلِت ..كنت تعبت خلاص ومش قادر والجو كان برد أوي ،وصلنا لقينا فرح قاعدة مع الأطفال وبتلعب معاهم ،ولما شافتنا جايّين جَت علينا ،فاقولت ''

- اليوم خِلص ومالحقناش ندوّر على اختك ،نبقى نرجع بكرة ان شاء الله
- فرح : أيوة اكيد مش هنعرف ندوّر دلوقتي ،الجو ليّل واحنا تِعبنا ومش قادرين ،وأكيد هنرجع بكرة ان شاء الله
= راح ترجعوا انتوا لهون بكرة
- فريد باستغراب : ايه ؟ ،يعني ايه ،امال انتَ هتروح فين ؟
= راح ضَل هون
- فرح : نعم ؟
- فريد : تضل هون فين ،انتَ عبيط يا مازن ولا ايه ؟
= هاد خيمة الشباب بنوها إلي وقت ماوصلنا

'' بصينا عالخيمة اللي شاور عليها ''

- طب وليه يا مازن ،عايز تقعد هنا ليه
= بدي اعيش معاناة السوريين ومعاناة اِختي حتى لو لايام ،حتى ما إنسى أبدًا انّي عايش بنعمة كبيرة وافتكر هدول الايام بقية عمري ،ماتتعبوا حالكوا ويلا امشوا من هون

'' ماجادِلتوش ولا اتناقِشت لاني عارف كلامي مش هيجيب نتيجة مادام واخد قرار ،مِشي من قدامنا فجأة قبل مانرد عليه وراح لطفل صغير كان قاعد في الارض في التلج وباين عليه بردان أوي ،روحنا وراه ..قعد مازن قدامه وقاله ''

- شو إسمك حبيبي

'' بصله الولد ورد عليه ''

= عمار
- بابتسامة : اسمك حلو كتير ،وانا مازن ..وين أهلك يا عمار ؟
= ما بعرف

'' رد شاب واقف من بعيد وقال ''

- ما إله أهل ،كان عايش مع ابوه هون ..ومن اسبوعين ابوه مات ،حتى الخيمة ياللي كانوا قاعدين بيها المطر وقعها ،مشان هيك عمار بينام كل يوم بأي خيمة

'' الولد تقريبًا عمره كان خمس او ست سنين ،قلبي وجعني عليه ،طفل في سنه مالوش أهل مالوش وطن ..يبقاله مستقبل ؟ ،قلع مازن الجاكيت اللي كان لابسه ،ولبّسه لعمار وباس راسه وقاله ''

- الله بعتني إلك حبيبي ماراح اتركِك أبدًا ،تعال راح تنام معي بهاي الخيمة ،يلا لنروح

'' وقف ومسك إيد الولد وسلم علينا ومشي راح خيمته واحنا مشينا ،ركبنا العربية اللي كانت معانا عشان توصلنا الفندق ،طول الطريق كنا ساكتين انا وفرح ،سرحانين في اللي شوفناه انهاردة ..نِمت في العربية ،وفرح صحتني لما وصلنا ،طلعت الاوضة ونمت بهدومي ،كنت عايز اهرب من اللي شوفته انهاردة بالنوم ،مش عايزة افكر
تاني يوم نزلنا من بدري انا وفرح ،لما وصلنا للمخيمات مالقيناش مازن بس لقينا عمار الصغير ،حاولت اتصل بيه بس مافيش شبكة ،شوية ولقيناه جاي من بعيد فاروحناله ''

- كنت فين ؟
= بفتّش على اِختي ،بسأل الناس عنها ،قِلتلهم البِنت اللي طلعت بالڤيديو ..بس ماحدا عارف ،مافي نت هون ولا بيعرفوا شي
- ذكي اوي انتَ كمان
= مشان هيك سألتهم عن بنِت هون هى وإمّا بس ،بس فيه كِتير هون مهات مع بناتُن ،بس ولا واحدة فيهن كانت هى ،فانشرت القِصة بين الناس ..البنِت ياللي طلعت بالڤيديو وانّي انا اخوها وعايش بِمصر واسمي مازن وهى اسمها رباب وهيك ،وفي منهم عم يفتّش معي
- طب يلا ندور معاك ،وكمان معانا صورتها يمكن حد يعرف شكلها ومايعرفش اسمها ،يلا بينا

'' اتفرقنا وبقينا نسأل الناس ونورّيهم صورتها ،كانت فرح معايا انا ..قعدنا كتير نسأل ونمشي بين الخِيم ،واحنا كل ما بنمشي كل ما بنكشف ان عددهم كبير أوي ،الليل ليّل علينا ''

- انا تعبت يا فريد ،بقالنا كتير ماشيين وبنسأل بدون أي نتيجة
= انا كمان تِعبت ،انا حاسس انها مش موجودة هنا

'' لقيت من ورايا مازن جاي ''

- وصلتوا لشِي ؟

'' هزيت راسي بلأ ! ''

- مازن مايتهيأليش انها هنا
= لا هون ،مصدر الڤيديو طالع من هون
- امال مالقينهاش ليه ؟
= المخيم كبير ،أكيد موجودة بمطرح هون مافتِشنا فيه
- فرح : طب ممكن نكمل بكرة ؟ بجد تعبنا يا مازن واكيد انتَ فسألتعبت اوي
= ارجعوا انتوا يلا وانا راح كمّل ،ولما اِتعب راح ارجع لخيمتي
- فرح : الخيمة برده يا مازن ؟
= ما راح اتناقش بهالموضوع فرح

'' فجأة سِمعنا زغاريط طالعة من خيمة قريبة مننا ،استغربت اوي ''

- زغاريط ؟ غريبة اوي

'' شوية وطلع الناس من الخيمة وقعدوا يهيصوا ويغنوا ،رد راجل عجوز من ورانا وقال ''

= هاد عِرس

'' بصيناله واتفاجِئنا ،جه ووقف معانا ،فسألته ''

- عِرس ؟ ،ازاي عِرس ؟ ،هيتجوزوا فين وهيعيشوا منين ؟ ،وخصوصيتهم فين والخيم جمب بعض ولازقة في بعض والصوت بيِتسِمع ،دا القماش بس اللي بيفصِلكوا عن بعض
= وإيش بنعمل يا إبني من وجهة نظرك ؟

'' ماكنش عندي إجابة لسؤاله ،انا حقيقي مش عارف ،فاهو قال ''

= هاد الحال مستمر مو مؤقت ،نحنا هون من زمان ،فيه اطفال انولدوا هون وكِبروا هون وراح يموتوا هون ،هاد حياتنا يا إبني وبنعرفها منيح ،بنعرف ياللي بيريد يتزوج راح يتزوج بخيمة ،وان الخِيم مابيفصلهم عن بعِض غير قِطعة قماش ،بنعرف ان مافيه إشي ليعيشوا منه ..وراح يعيشوا على المعونات ،بس حط نفسك مكانُن ،انتَ شاب ماشا الله ،إذا بتعيش هون وبتريد تتزوج شو بتعمل ؟ ،اذا انتَ أب ومتلي بالعُمر مو ضامن بكرة يجي عليك ،الموت بيحاصرك من عمرك ومن مرضك ومن وطنك ومن هاد البرد ،وعِندك بنات ما إلهم غيرك ،شو بتعمل وكيف بتفكر ؟ ،راح تزوّجهُن حتى لو بخيمة ،ولّا بتِتركن لحالُن ؟
- ...
= بتعرف حتى لو كِنت أب وزوجت بناتك بخيمة فإنتَ هيك ما بتحميهُن ،لان هى لسّاتا معرضة للموت هى وزوجها ،واذا خلفت فاولادها معرضين للموت ،بس شو بنعمل ؟ بنقعد نستنى الموت ؟ ولا بنعيش لحتى يجينا الموت حتى لو بخيمة ؟
- مازن : يا عمي لازم يكون عندك أمل ،راح يفرجها الله من عنده ان شاء الله
= وفيه اكتر من هيك أمل ؟ نحنا عايشين هاد أمل ،بنتزوج هاد برده أمل ،حتى بنتي هاي العروس ..سمّيتا أمل حتى مااِفقده أبدًا

'' بنته العروس ؟ ''

= تعالوا لعنا وافرحوا مَعنا يلا

'' مشينا معاه ووقفنا مع الناس نشوف العروسة والعريس ،الناس كانوا بيغنولهم ويسقفوا عشان يفرحوهم ،لحد ماخد العريس عروسته ودخل خيمته ،شئ مؤلم جدًا ،سبحان اللي مخلّيهم يلاقوا الأمل والفرح في عز اليأس والموت ،قرب مازن من فرح وقال ''

- اذا قررت اعيش هون بهاد المخيم راح تضلّي معي ولا بِتتركيني ؟

'' بصتله من غير رد ،وبعد كدة بصتلي وقالت ''

= يلا نمشي

'' كان تصرف غريب منها بصراحة ،ماتوّقعتوش ولا حتى مازن ،رجعنا انا وفرح الفندق ،واليأس كان متملكني بدرجة أكبر ،كنت اتفقت مع مازن اني عايز اساعد الناس هنا بس مش عارف اجيب منين وقد ايه الكمية ،فاهو ساعدني وكلّم نفس الناس اللي كان مكلّمهم واتفقنا على كمية وانا اللي حاسِبتهم ،تاني يوم كانت العربيات وِصلت المخيم ،ووصلنا انا وفرح ولقينا الناس بتوزع ومازن معاهم ،ساعدناهم ووزعنا عالناس ،وفي عز ماحنا مشغولين سِمعنا صريخ من بعيد ،انا بقيت مش قادر استحمل ..جرينا على مصدر الصوت ،المفاجأة أو الصدمة اني لقيت نفس الناس اللي مات ابنهم من يومين ! ،بس المرادي بنت من البنتين اللي كانوا بيصرخوا ..ونفس المنظر ! ،الأب والأم قاعدين لا عياط ولا حزن واضح عليهم ،والبنت اللي فاضلة هى اللي بتعيط وتصرخ ،ماكنتِش قادر اقف على رجلي من اللي بشوفه ،فاقعدت عالأرض ..شوية والناس مشيوا ،لكن انا ومازن وفرح كنا موجودين ،لقيتهم قعدوا جمبي ومازن طبطب على كتفي ومسك دراعي عشان اقوم لكن بعّدت ايده عني ،بصيت للأب والأم اللي قاعدين ولقيت نفسي بقولهم ''

- هى دي بنتكوا ؟

'' بصولي وقالت الأم ''

= ايه بنتنا
- طب ايه رد الفعل دا ؟ ،مابتعيطوش ليه ؟ ،مش زعلانين ليه ؟ ،بتروحوا تدفنوا عيالكوا وترجعوا ولا كإن حاجة حصلت ؟ ايه اللي انتوا فيه دا ؟

'' بصتلي الأم بعدم اهتمام وبعدين رجعت تبص لبنتها اللي مرمية قصادها ،أما الأب هو اللي كان باصصلي وقال ''

= ليش شو بتعرف انتَ لحتى تقول هيك ؟ ،مين انتَ ومن وين ؟ ،عشت بخيمة نص عمرك ؟ ،عشت ما بتعرف إلا الحرب ؟ ،ولا بتسمع غير صوت البارود ؟ ،ما بتعرف طقم اللقا ..مابتعرف غير الفراق والموت ؟ شو بتعرف لحتى تقول هيك ؟
- ...

'' كمّلت الأم وهى باصة لجثة بنتها وقالت من غير ماترفع عنيها ''

= كان عِندي سِت أبناء ما ضل منهم غير بنِت ،ابني لِكبير خالد كان شاب يملى العين ،مات قِدام عيني بضربة رصاص ،مات وقت الحرب الأهلية على سوريا ،قلبي انحرق وقتا ،ماكِنت جربت هاد الألم من قبل ،حسيت حالي بموت من الألم ،وهاد ابني التاني محمد ،كان بَدّه يترك البلد ويهاجر ،وغِرق بالبحر ومات وماشِفته حتى ،حسيت بألم بقلبي كبير ،بس كمان ماقِدرت اعبر عن حزني متل ما مات خالد ،أما بنتي التالتة منال ،ماتت بالقصف على سوريا بال 2015 ،ماعِرفت غير ابكي بس لما ماتت ،ماكان فيّ حيل لاصرخ حتى ،وهاد ابني الرابع مات من يومين بالبرد ،وهاد بنتي اليوم ،حزينة كتير عليهن مشان هما ولادي ..بس اتعودِت هاد الألم ..مو جديد عليّ ،جربته قبل هيك حتى ما بقا فيني اعبر ولا تدمع عيني ،بس قلبي لساته بيصرخ ..حتى صرخة قلبي اتعودِت عليها

'' رفعت عنيها وبصتلي وقالت ''

- نحنا ماجربنا اللقا لحتى نزعل عالفراق ،وما جربنا السلام لحتى نزعل عالحرب ،نحنا ماجربنا نعيش لحتى نزعل عالموت يا اِستاذ ،لكن بنضل راضيين ..هاد حال قِبْلُه الله عليا مشان هيك نحنا رضيانين فيه

'' مش عارف انطق ولا اقول حاجة ،لقيت نفسي بعيط لما تصوّرت بس شكل حياتهم ،امال اللي عاشوها يعملوا ايه ؟ ،مسكت فرح إيدي ،بصتلها فقالت ''

- انا عايزة امشي

'' وقفنا واخدتها ومشينا ،اول مابعدنا عنهم وقفت فرح وقعدت تعيط بهستيريا ،خدتها في حضني وقعدت اطبطب عليها ''

- ببكاء : انا عايزة امشي يا فريد ..رجعني مصر
= طب اهدي ..اهدي يا فرح
- ببكاء : انا مش قادرة اتخيّل الحياة دي ،مش عارفة عايشين ازاي لحد دلوقتي ،انا قلبي واجعني اوي يا فريد والله ،يارتني ماجيت

'' طبطبت عليها ،ومازن كمان حاول يهدّيها ،فجأة وللمرة التانية سمعنا صريخ من بعيد لكن كان قوي ،ماقدرِتش تقف فرح على رجليها وقعت عالأرض ونزلت معاها ،حطّت ايديها على ودنها وقعدت تصرخ ''

- ببكاء : لا لا لا ،موت تاني لا مش قادرة استحمل
= فرح مش كدة اهدي الله يبارِكلك

'' بعدت عنها وقولت لمازن ''

- خليك جمبها ،انا هروح اشوف فيه ايه
= حاضر

'' سيبتها وجريت على مصدر الصوت ،والناس كمان كانت بتجري ،الصوت كان جاي من خيمة وبنت بتصرخ ،من كلامها وهى بتصرخ عرفنا ان مامتها ماتِت ،قعدت في الأرض واتنهدت بحزن ..ستات كتير دخلوا الخيمة ،شوية ولقيناهم طالعين ومعاهم البنت اللي بتصرخ ،لما شوفتها اتصدمت جدًا ! ،رباب ! ..ماصدّقتش عنيا ،ازاي موجودة قريب مننا كدة وماعرفناش نلاقيها ،حتى الناس قالوا مانعرفهاش ! ،إيه دا ؟! ..قومت وقفت ورجعت بسرعة لمازن ،لقيته لسة بيحاول يهدّي فرح ''

- شو يا فريد ؟ ،شو اللي حصل
= رباب
- بتعجب : رباب ؟ ،شو يعني رباب ؟
= رباب اللي بتصرخ
- بصدمة : شو ؟

'' وفجأة قام وجري ،جرينا انا وفرح وراه ..لما شافها اتصدم جدًا ،هى ماكانِتش شايفانا او مش واخدة بالها ،بصلي مازن وقال ''

- كيف ؟ ،كيف هون ؟ ،كيف ماحدا فينا لقاها ولا شافها
= مش عارف ،هتعمل ايه ؟
- ما بعرف

'' وقفنا شوية مش عارفين ناخد خطوة ،لحد ما مازن راح لها ،ماكُنتِش عارف هو هيعمل ايه ولا هيقول ايه ،وهى اصلًا هتعرفه ولا ايه اللي هيحصل ؟ ..المفاجأة انه لما قرّب منها هى خدِت بالها وبطلّت صريخ وعياط وفضلت تبصله ،وهو كمان لما لقاها خدِت بالها وِقف ،شوفنا ملامح الغضب على وشها ..استمر الحال لثواني ،لحد ماشوفناها قربت منه ! وفجأة زقته وقالت ''

- ليش إجيت ،شو جابك بهاد الوقت ،هلأ اتذكرت ان ليك اِخت ؟ ،هلأ عِرفت ان ما إلها حدا ،هلأ شفت كيف عايشة ؟

'' وبدأت تعيط ،وهو كمان ..حتى انا وفرح ''

- لشو جاي ؟ ،حتى تاخدني من اِمي ؟ ،حتى تحرمني منّا ؟ ،للأسف ما بتقدِر لانّا ماتت ،ما بتقدر يا مازن ..افرح يلا وفرّح بيّك كمان ،قِله ماتت اِم رباب خَلَص

'' حاول يقرب منها ويحضنها لكن لتاني مرة زقته وصرخت فيه ''

- بعّد عني ماتقرب مني ،امشي من هون مابدي شوفَك وقول لبيّك اني مابريد شوفه ،بَعدوا عني
= بس بابا مات رباب

'' اتصدمت رباب جدًا ،بصتله والصدمة في عنيها ،في اللحظة دي صِعبت عليا جدًا ،صدمة امها وابوها وفي وقت واحد ،ماكانِتش متوقعة تسمع دا أبدًا ..وفجأة وقعت على رجليها في الأرض ،جري مازن عليها وحضنها ،وجرينا انا وفرح ليهم ..خدها مازن في حضنه وقعد يعيط بصوت عالي ،وانا وفرح ماقدرناش نمسك نفسنا ،كانت رباب شبه مغيّبة ،لسة مش مستوعبة ..فجأة صرخت صرخة عالية جدًا ''

- لا ياربي لا ،كتير والله يارب ..كتير والله مابقدر اتحمل ،اِمي وبيّي بيوم واحد ،لكان ليش ناسيني يارب ..بدّك تاخدني انا كمان ،والله يارب كتير مابقدر اتحمل ..ااه يا بيّي ،طِلع ما بيخلص يا بابا ..مابيخلص هاد الفراق ،ما راح شوفك لبقية حياتي ..والله كان بدّي شوفك يا بابا ،كان بدّي شوفك ،صار ما إلي حدا
= مازن ببكاء : انا هون حبيبتي ،انا راح ضل حدّك
- ببكاء : صار ما إلي حدا يارب
= اخوكِ هون
- ما إلي حدا

'' قومت بعدت عنهم ،وقفت بعيد وانا بعيط ..شوية وجت فرح ورايا ،حضنتني وهى بتعيط ،حضنتها كمان ،فقالت ''

- ببكاء : ماتسبنيش أبدًا يا فريد
= مش هسيبِك ،عمري ما هسيبك والله

'' الموقف كان مؤثر جدًا بالنسبالنا ،قعدنا شوية لحد مالموضوع هِدي شوية ،دخلت رباب الخيمة بتاعتها ،وكفّنوا والدتها وبعد كدة روحنا ندفنها لنفس المكان اللي دفنّا فيه الشاب من يومين وبعدين رجعنا ،مازن كان عايز يقعد مع رباب ومايسيبهاش ،لكن هى رفضِت تقابله او تكلّمه ،روّحنا اليوم دا للفندق بمشاعر تانية ومختلفة عن اليومين اللي فاتوا ،حتى النوم ماقدِرش عليا اليوم دا ،ماعرفتِش انام ..
اليوم التاني روحنا للمخيم ..وقابلنا مازن ،مازن قالّنا انه حاول يكلمها انهاردة برده بس هى رافضة ،رافضة حتى تشوفه ،وفهم من الناس ان رباب شافته وعِرفته من أول يوم جينا فيه ! ،وهى اللي طلبت من الناس ماحدش يعرّفه مكانها وانه كداب وهيقول انه اخوها ويعرفها بس هو مش اخوها ! ،والناس صدقوها لان فعلًا مازن بقا يقول للناس انه اخوها ،فافتكروا انه هيعمل فيها حاجة وحشة ،عشان كدة هى كانت مستخبية في خيمتها ماطِلعتش ،وماحدش من الناس قالّه على مكانها ،لكن اللي حصل امبارح غيّر فكرة الناس وعرفوا انه فعلًا اخوها ،وقالوله انها اللي قالِتلهم مايقولوش على مكانها ،حال مازن كان صعب أوي ،واللي زاد عليه انه كان تعبان وجاله برد ''

- ارجع يا مازن الفندق انتَ تعبان
= لا ، ماراح اترك اِختي
-  طب نطلب منها تيجي معانا
= هى مابتريد تشوفني ،فكيف بتيجي مَعنا ؟
- طب شكلك فعلًا تعبان أوي ،مش هينفع تبات في الجو دا
= قِلتلّك ما راح اترك رباب
- بتنهيدة : لا إله الا الله
= فرح : انا كمان هبات هنا انهاردة
- فريد : نعم ياختي ؟
= مش هسيب مازن ،وكمان هقعد مع رباب ،هى ماتعرفنيش فاممكن تسمعني
- انا مش هسيبِك هنا
= مش هيحصلي حاجة يا فريد ،خليني هنا انهاردة بس
- مستحيل اسيبك ،بطلّي عبط
= بضيق : يافريد بقا
- ماتتكلم انتَ كمان قول حاجة
= مازن : اتركها يا فريد ،خليها تجرب ياللي بدها اياه

'' كنت متضايق ومش موافق ،اسيبها ازاي بس ..لكن هى كانت مصرة ،واللي شجعها ان مازن عادي موافق ،واللي خلاني اوافِق انها راحت لرباب واقنعتها تبات معاها في الخيمة ..فدا ادّانا امل انها هتقدر تتكلم معاها ،عشان كدة وافِقْت ..بس رِجعْت وروحت جِبت بطاطين كفاية ليهم لان فعلًا اليوم دا البرد كان شديد أوي ،جبت البطاطين ولما وصلت المخيم كان الوقت اتأخر جدًا ،وديتهم البطانين ومشيت ..بس ماكُنتِش متطمن خالص عليهم ،مازن كان شكله تعبان أوي ،حتى عمار الطفل الصغير كان باين عليه التعب من البرد ،وكمان خايف على فرح أوي ،حاولت مافكّرش كتير ..وصلت الفندق وطلعت اوضتي وحاولت انام بس ماعرِفتش ،التفكير كان هياكل دماغي ،وكمان كنت بردان جدًا ،يعني انا قاعد في اوضة في فندق وبردان ،يبقى اكيد اللي في المخيم بيموتوا من البرد ،فاقررت انزل ،مش هقدر انام واسيبهم ..نزلت ودورت على مكان بيببيعوا فيه بطاطين ،وبعد لف طويل لقيت ..جِبت كمية كبيرة ،وطلعت عالمخيم على طول ،كنت بحاول ارن على فرح او مازن ..بس هناك مافيش شبكة خالص ،كمّلت طريقي وكان فاضل يدوب عشر دقايق واوصل المخيم والنهار كان طِلع ..تليفوني رن ! ،واتفاجئت انها فرح ! ،انا عارف ان مافيش شبكة هناك ..فرديت ،ولقيتها بتعيط وبتصرخ ''

- ببكاء : الحقني يا فريد ،مازن بيموت
= بصدمة : بتقولي ايه
- ببكاء : مازن مابينطقش وجسمه متلج ،الله يخليك تعالى بسرعة ..انا مش عارفة اعمل ايه
= طيب انا عشر دقايق وهكون في المخيم ماتقلقيش
- ببكاء : بسرعة عشان خاطري

'' جريت بالعربية بأقصى سرعة ،لحد ماوصلت ..جريت عالخيمة بتاعته ،لقيت الناس كتير واقفين قدام الخيمة ،دخلت الخيمة ..لقيت رباب فيها وبتعيط ..وهو عالأرض هو وعمار ،اول ماشوفته اتلخمت ''

- شيليه معايا بسرعة

'' حاولت تشيله معايا ،لما لمَست جسمه كان بارد بدرجة كبيرة جدًا ..وصلناه للعربية ونيمته فيها ،ورباب ركبت جمبه ،وانا جريت روحت شِلت عمار وجبته وحطيته جمبه ''

- فين فرح ؟
= ببكاء : مابعرف ..طِلعت لتشوف اي مطرح فيه شبكة لتتصل عليك
- بصراخ : ياربي مافيش وقت

'' طلعت البطاطين اللي جايبها وودّيتها لرباب ''

- خدي غطيهم ،دفيهم كويس
= حاضر

'' حاولت ارن على فرح لكن مافيش شبكة ،فاعرفت انها في المخيم هنا ..فضلت ابص عليها ،لحد ماشوفتها جاية من بعيد بتجري ،ركبت العربية بسرعة وقرّبت منها ..ركبِت بسرعة وكانت بتعيط ،كنت بسوق بأقصى سرعة ''

- دفوهم كويس ،حطوا كل البطاطين عليهم ..درجة جسمهم نازلة جدًا لازم ترتفع والا هيموتوا ،حاولوا تدفوا جسمهم كله

'' كانوا بيحاولوا ورا ،بصيت من المراية على مازن ورايا ..كنت خايف ،خايف جدًا ..زودت سرعة العربية وبقيت اشوف وانا ماشي اي مستشفى قدامي ،لحد ما لقيت ..وقفت عندها ونزلت جري انده حد يجي يشيله معايا ،اتنين من الممرضين جابوا سرير وجم شالوه من العربية وحطّوه على السرير وانا شِلت عمار ودخلنا كلنا نجري وراهم ،دخلوهم اوضة عادية وحاولوا يطمنونا انهم هيبقوا كويسين ،المهم درجة الحرارة ترتفع ..فابقوا يدفوهم ويجيبوا ادوية تساعد على خفض درجة الحرارة ،قعدوا البنات شوية يرتاحوا وانا كنت واقف ،كنت قلقان على مازن ..حاسس لو جراله حاجة نُص عمري هيضيع معاه ،استغفرت ربنا عشان مافكّرش في اي حاجة وحشة وبصيت عالبنات ،كنت مركز مع رباب ..كانت قاعدة بتعيط وشكلها كان بردان اوي ،وبما اني راجل شهم قلعت الجاكيت بتاعي وروحتلها ودتهولها ''

- اتفضلي

'' رفعت راسها وبصتلي ،وبعدين مدت ايديها خدت مني الجاكيت ''

= شكرًا

'' لبست الجاكيت ومسحت دموعها ،قعدت قصادها جمب فرح ،فضلنا ساكتين شوية لحد ماقولت لرباب ''

- ليه قولتِ للناس ماحدش يقول فيهم لمازن على مكانك ؟

'' بصتلي ثواني وبعدين قالت ''

= كِنت زعلانة لانهم تركوني كِل هاد الفترة ومافتشوا عني غير لما استنجدِت بالناس
- بس ابوكِ دوّر عنك كتير جدًا في سوريا ،لحد ما مات وهو كان بيدوّر عنك ،الغريب انه اكيد جالِك في المخيم هنا ..ازاي مالقكيش ؟

'' هزت راسها وقالت ''

= ايه إجَى لهون ..شِفته لبابا وهو بيفتّش عني

'' اتصدمنا من اللي قالته ،فقالت فرح ''

- شوفتيه ؟ ،طب ليه ماخلتِهوش يشوفِك ؟
= ماما خافت وخوفتنِي ،قالت انه ماراح يتركني بهاد المخيم وراح ياخدني معه ،وراح يترك اِمي لهون لحالها
- فرح : اكيد ماكنش هيسيبها ،كان هياخدكوا انتوا الاتنين
= ماكانت راح توافق ،ماكانت راح تسيب سوريا ..كان بدها تموت هون
- فريد : الموضوع كان ابسط من كل الخوف اللي كان في دماغك وفي دماغ والدِتك ،لو كنتِ قولتيله انك مش عايزة تروحي مصر كان عالاقل هيوفرلِك شقة في مكان كويس هنا ويصرف عليكِ
- فرح : هو انتوا ايه اللي حصلكوا عشان يوصل بيكوا الحال انكوا تقعدوا في خيمة ؟
= بتنهيدة : الحرب ،الحرب هى ياللي وصلتنا لنعيش بخيمة ..بعد ما ماما تركِت بابا روحنا لنعيش عند اخوالي وكان كِل خال عايش بمطرح ،وفيه منهم ياللي كل فترة بيتنقّل من مطرح لَلتاني بداخل سوريا ،مشان هيك نحنا كمان كنا بننتقل معُن مشان بابا ما يحاول يوصلي ،بعد مالحرب قامت بسوريا كِل شِي راح ..بيوتنا وشِغل اخوالي وما ضل لينا مطرح ،انقلب الحال بينا تمامًا ..فيه من قرايبيني ناس كتير ماتت بسبب الحرب والقصف ،وفيه منهم هاجر برا سوريا واِمي مارديت تطلع من سوريا ،مشان هيك ماضل حدا لينا انا واِمي ..وعِشنا مع بعض بالمخيم لسنين ،كنت بتمنى اوصل لبابا ويجي يساعدنا بس ماكِنت بعرف كيف بوصله ،ولما حكيت لاِمي اني بريد اوصله خوّفتني منه لانه راح ياخدني منها وانا ما بريد اتركا ،مشان هيك لما شِفته من خيمتنا بيفتش عني بالمخيم انحرق قلبي لاني مابقدر اطلعله ..ياريتني كِنت طلعت واخدته بحضني

'' وقعدت تعيط من تاني ،فسألتها ''

- ومازن عمل ايه عشان ماتحبّيش تقابليه

'' مسحت دموعها وقالت ''

= اِمي كانت تعبانة بآخر 3 سنين بالسكري ،ماكنا بنقدر نجيب علاج إلها ..مامعنا مصاري ،بعض المنظمات الانسانية كانت بتوفر إلنا علاجها ،وبأغلب الوقِت ماكِنا بنلاقي علاج ،بهاي الفترة اتمنيت قابل بابا من جديد لحتى يساعدنا ،كنت بدعي ليجي ويفتش علينا من جديد لحتى فقدت الأمل ..وبمرة حدًا اِجى للمخيم ليساعدنا ،طلبت منه اعمل ڤيديو وينزله على مواقع التواصل الاجتماعي لحتى الناس يشوفونا ويعرفوا معاناتنا ويساعدونا بهاد البرد ويقدموا علاج لماما ،ولما شِفت مازن عرفته ! ،اتجمع بقلبي غضب ..ماحسيت انه فتّش عني غير لما شاف هاد الفيديو ،وين كان من سنين لما كِنا بنموت لحالنا ؟
- باباكِ ما سابش مكان في سوريا مادّورش عليكِ فيه ودايمًا كان بيحاول يوصلّك ..مافقدش الأمل أبدًا انه يلاقيكِ وانك عايشة ،بس مازن كان حاسس انك ميتة ،وآخر حاجة وصّى عليها باباكِ كانت انتِ ،وانه يدوّر عليكِ ..بس مازن ماكنش عارف يدوّر عليكِ فين ،ولما شاف الڤيديو بتاعك زعل من نفسه أوي ،وفورًا قرر يسافر ويجي ويرجعك معاه ،ولو ماكنش لقاكِ هنا كان هيدوّر في كل مكان موجود فيه المخيمات السورية ..ماتظلميش باباكِ ولا مازن ،لان ماحدش فيهم ظلمِك ..ان كان حد ظلمِك فاهو والدِتك

'' قعدت تعيط ،وكإنها ندمانة بسبب معاملتها الجافة لاخوها ..شوية ولقينا الممرضات بيجروا ويجيبوا حاجات ويدخلوا الاوضة تاني ،حصل كذا مرة كدة فاتخضينا جدًا ..شوية ولقينا الدكتور خارج من الأوضة شايل عمار وبيجري بيه دخّله اوضة عمليات ''

- في ايه ،ايه اللي بيحصل ؟

'' كنت بسألهم ماكنش حد بيرد عليا ودا قلقنا اكتر ،شوية وخرج الدكتور من اوضة العمليات ،جرينا عليه وسألته ''

- ايه اللي حصل يادكتور ،عمار كويس ؟
= للأسف درجة حرارته كانت منخفضة كتير ،الاطفال بيتأثروا بالبرد اكتر واسرح من لِكبار ،مشان هيك نبضه ماكان مظبوظ ..حاولنا ننعش القلب من جديد ..لكن ماقِدرنا ،البقية بحياتكُن

'' قلبي اتوجع عليه ،كنت عارف ان مش هيبقاله مستقبل ..بس مش بالسرعة دي ''

- طب ومازن كويس ؟
= ايه نشكر الله ،درجة حرارته بترتفع ،واحتمال يكون فاق هلأ
- يعني ينفع ندخل نشوفه ؟
= ايه اتفضلوا ،بس كملوا اجراءات الطفل لحتى يتم دفنه
- مافيش ورق معانا عن الطفل ،هو كان عايش لوحده في المخيم واهله كلهم ماتوا ،ماظنش فيه ورق عشان تتعمل الاجراءات

'' هز راسه الدكتور وقال ''

= خلَص راح نتصرف نحنا ونبلغكُن شو عملنا
- تمام ماشي

'' روحنا اوضة مازن ودخلناله ،كان فاق فعلًا بس كان دايخ شوية ..دخلنا سلمنا عليه وحضنّاه كلنا ،قلبي ارتاح لما شوفته فاق ،قعدنا معاه شوية لحد ما شوية بشوية بقا يفوق ،وخد صدمة وفاة عمار ! ،قعدت يعيط ويأنب نفسه انه السبب ،قعدنا نهدّيه شوية وبعد كدة طلب مننا يبقى لوحده ،خرجنا وقعدنا برا وبعد كدة اتفاجئنا بيه خارج من الأوضة وعايز يشوف جثة عمار ..اخدته وروحنا وشافه مازن ،قعد يعيط ويعتذرله كتير انه السبب في انه يموت وانه كان نفسه ياخده معاه لمصر بس للأسف مالحِقش ،كلامه له خلّاني غصب عني اعيط ..المستشفى بلغتنا ان الحكومة هى اللي هتستلم جثة عمار وتدفنه ،واحنا خلصنا اجراءات المستشفى ورجعنا للفندق ،وهنا ..رحلتنا للمخيمات السورية تكون خِلصت ! ''

'' مازن ورباب قعدوا مع بعض واتعاتبوا ،حكالها عن ابوهم كان بيعمل ايه عشان يلاقيها ..وهى حكتله هى شافت ايه السنين اللي فاتت ،وبعد كل دا وافقِت تيجي مصر وتعيش معاه ،وبدأت رحلة جديدة عشان مازن يسفّرها معاه لمصر وخصوصًا ان مالهاش ورق موجود معاها يعرفوا يعملوا بيه اي حاجة ،طالِت مدة اقامِتنا في سوريا شوية ،وطبعًا في مصر عُمر اللي كان شايل الشغل لوحده ..بس الحلو في الموضوع ان أي حد يعرف اننا في سوريا وبنزور المخيمات السورية يبعتلِنا مساعدات ليهم ،حصل دا من اكتر من شخص ودي كانت حاجة حلوة اوي
أخيرًا مازن خلّص كل الورق وخلاص هننزل مصر كلنا ،كان مازن راكب جمبي في الطيارة ،ورباب وفرح كانوا قاعدين جمب بعض قصادنا ،أول مالطيارة طلعت الاتنين كانوا بيبصوا من الشباك على ارض سوريا وكإنهم بيودّعوها ،وغلب السكون وحالة من الحزن خيّمت علينا ،ولقيت مازن بيبصلي وبيقول ''

- حلوة الرحلة ؟
= مش عارف ..مافيش حاجة توصف هى الرحلة كانت حلوة ولا وحشة
- اذا بيرجع بيك الزمن راح تختار انك تسافر معي وتشوف ياللي شِفته ؟
= اللي شوفته سايب أثر وِحش اوي جوايا يا مازن ،وحاسس ان عمري ما هنسى الرحلة دي أبدًا ،وهتأثر عليا طول عمري ..بس برده علّمتني حاجات كتير أوي ..فامتهيألي لو رجع بينا الزمن هختار آجي معاك

'' ابتسم وقال ''

- بتعرف شو ياللي مفرحني بهاي الرحلة ؟
= شو ؟
- ان فرح معي
= غريبة ..افتكرتك هتول انك لقيت اختك
- اكيد مفرحني هاد الشِي كتير ،وخصوصًا ان بيّي اكيد راح يكون هلأ فرحان ..بس كِنت بتمنى فرح تشاركني هاي الرحلة ،أحيانًا كانت بتتخانَق معي لما بحكي معَا عن حزني بسبب معاناة السوريين ..ويمكن كان عندها حق لاني اغلب وقتي معَا كِنت بحكي عن سوريا ،كان بدي اياها تشوف وجعي يا فريد ..وتعرف شو شكِل هاد الوجع لحتى تعذرني ،ولحتى تتذكر هاد الرحلة بقية حياتها ..الازواج بيتمنوا دايمًا يصنعوا ذكريات حلوة مع بعضُن لحتى يتذكروها بآخر العمُر ..بس انا وفرح حتى من قبِل ما يبدأ عمرنا مع بعض ونحنا اتشارِكنا بذكريات كتير بشعة ..بس اتشاركناها ،اتشاركنا بالوجع واختارت تبقى معي ،وهاد شي مفرح قلبي انها هى ياللي اختارِت هاد الوجع معي
= بابتسامة : انا كنت عارف برده انك عايزها تكون معاك
- بابتسامة : ...

'' رجعنا مصر الحمد لله ،خدنا وقت لحد ماستوعبنا اللي عِشناه الفترة اللي فاتت ونقدر نمارس الحياة والشغل من تاني ،وعلى الرغم اننا كنا بنحاول نمارس الحياة بشكل شوية طبيعي بس قلوبنا اللي ماكانِتش طبيعية ..اللي حصل بعد كدة كان غريب جدًا ،اتفاجِئت في يوم كنت لسة صاحي من النوم وفتحت الموبايل بتاعي شوية واتفاجئت بڤيديو منزّله مازن بعنوان '' رحلتي للمخيمات السورية '' ،ظهر في الاول الڤيديو بتاع رباب ،وبعدها ظهر مازن وهو بيقول انها اخته وانه اتفاجئ بيها وشافها في ڤيديو بعد 11 سنة غياب ،وحكى كل القصة دي ..وقال في الآخر انه هيروح يدوّر عليها ،بعد كدة ظهر لقطات في الفيديو وهو راكب الطيارة وهو في المار وِصل لسوريا ..ولقطات لينا كمان ،انا كنت بشوفه بيصور كتير بس ماجاش في بالي حاجة زي دي تحصل ..وانه بيصوّر الحاجات دي كذكرى يفتكرها بعدين ،كان واضح انه كان مخطط يعمل كدة من زمان ،لان بعد كدة ظهر لقطات وهو في المخيم وصوّر الناس وشكل الخِيم ،ولقطات ليه مع عمار في الخيمة بتاعته وحكالهم قصة عمار وانه هيحاول يساعده ويرجعه معاه مصر لو قِدر ،ولقطات ليه وهو نايم في الخيمة ..ولقطات للاب والام اللي ابنهم وبنتهم ماتوا ،ولكل حاجة تقريبًا في المخيم ،حتى في المستشفى كان مصوّر نفسه وهو بيحكي اللي حصله وان عمار مات ،ودا هو صوره اكيد لما طلب مننا نخرج ،وبعد كدة لقطات ليه مع رباب وانه لقاها ..وعمل ايه عشان يعرف يرجعها معاه مصر ،وختام الڤيديو كان في مكتبه وهو بيتكلم ان دا جزء بسيط من حياة الناس في المخيمات ،واتكلم كتير عن اننا لازم نساعدهم ونحس بيهم ،حاجات كتير اوي ..وبسرعة البرق الڤيديو كان تِرند في كل الوطن العربي ..الموضوع ماوقِفش عند هنا وبس ! ،الموضوع كِبر جدًا لان في خلال شهرين بعد الڤيديو دا اتقدمت مساعدات كتيرة جدًا للسورين في كل مكان في العالم ،وكمان شباب كتير قرروا يعملوا نفس تجربة مازن ويقضوا كذا يوم في المخيمات السورية ،والحلو في الموضوع ان الشباب دول مش من اصل عربي ،وكل مادى الموضوع بيكبر ..لدرجة ان الموضوع وصل ان حكومات بعض الدول قررت توفر للاجئين سكن خاص بيهم ..ودي كانت اعظم حاجة تحصل في الموضوع ''

'' أما عن رباب ..فاهي الفترة دي كانت بتحاول تاخد على جو مصر شوية ،وقررت تكمل تعليمها اللي ماكمِلش في سوريا وتاخد الثانوية العامة من هنا وتكمل الجامعة ..كنت معجب بيها ،معجب بدماغها واصرارها ..وحبيتها ،وفضلت كاتم الاعجاب والحب دا لحد ماتخلص ثانوية عامة ،ولما قولت لأهلي رحّبوا جدًا بالموضوع ..في الوقت دا كان مازن وفرح اتجوزوا خلاص وفرح كانت حامل ،كنا في زيارة ليهم انا وأبويا وأمي ،ورباب كانت موجودة هناك ،وكنا بنتكلم كلنا ''

- فرح : ولو كان ولد هتسميه ايه ؟
= راح سمّيه عمار ..عاِسم عمار لصغير

'' وساد جو من الحزن ،فاحبيت افك الدنيا شوية وقولت ''

- حلو عمار ،عشان يبقى اسمك ابو عمار السوري ..وافتح محل شاورما انتَ وابنك هيبقى مشروع هايل والله

'' ضحكنا كلنا والموضوع قلب لموضوع تاني ،وافتكرنا ايام ماكنا في سوريا وقعدنا نتكلم في الموضوع ،لحد ما مازن افتكر حاجة وقال لفرح ''

- ليش لما سألتِك بسوريا اني لو قعدت بهاي الخيمة راح توافقي تتزوّجيني ما جاوبتي ؟

'' بصتله وقالت ''

= لان مش طبيعي يبقى ربنا كارمني ببيت ودفا واختار الخيمة والبرد
- حتى لو مشاني انا حبيبك ؟
= ياحبيبي وليه مارضِتش دا لرباب ؟ لان عندك نفس السبب ..يبقى عندك بيت وتسيب اختك تعيش في خيمة
- ااه يا فرح طِلعتِ ما بتحبيني
= بضحك : ...
- نشكر الله على نعمة البيت والدفا ،الحمد لله
= الحمد لله
- فريد : مازن عايزك ثانية

'' قام معايا وروحنا وِقفنا في البلكونة نتكلم ''

- شو بدك فريد ؟
= هى ..هى رباب هتخلص امتحانات امتى ؟
- تقريبًا بعِد اسبوعين ،ليش بتسأل
= أصل يعني ..بصراحة كدة جايلها عريس
- باستغراب : عريس ؟ ،مين هاد العريس ومن وين يعرفها ؟ ،مين العريس ؟

'' ابتسمت ابتسامة سمجة وقولتله ''

= انا

'' ابتسمت تدريجيًا وبان في عنيه الخبث وقال ''

- قِلتلّي ..خلص فريد بدك تترِكني تلت أو أربع شهور هيك لحتى فكّر وقرر ،هاد اِختي ولازم فكّر منيح

'' ببحاول يردلي اللي كنت بعمله فيه لما طلب ايد اختي ،سبحان الله عالزمن الغدار ''

= ملعون أبو الذل ياأخي
- بضحك : ما كِنت بعرف ان الله عادل بهاد الشكل ،شِفت هلأ الزمن دار يا فريد ووقِعت تحت إيدي ،وانا والله ما برحم ..بدك تستحمل
= بضيق : هستحمل وأمري لله

'' كنت عارف في الآخر انه هيوافق ،وطلع طيب والله لان بعد ما رباب خلّصت امتحانات بلّغني انه موافق وانها كمان موافقة ،واتخطبنا الحمد لله ''

'' أما عن موضوع المخيمات ،فالموضوع كل مادى كان بيكبر وفيه بلاد كان موجود فيها مخيمات للاجئين اختفت منها تمامًا بعد ماوفّره سكت وخدمات ليهم ،والموضوع كل شوية بيضعر ..الموضوع ماكنش عن اللاجئين السوريين وبس ،الموضوع شمل اللاجئين كمان ..طبعًا مازن اتشهر جدًا لان الڤيديو بتاعه دا هو السبب بعد ربنا في كل التغيرات دي ،وبرامج كتير كانت عايزة تستضيفه بس هو رفض ،ماكنش شايف ان دا له لازمة ..هو كان عايز يتنِسي من عقول الناس ،بس القضية تفضل عايشة ومستمرة ''

ماتنسوش تدعوا لاخواتنا السوريين في كل مكان ..

'' لا أُحلّل الإقتباس من دون الإسم ..🌻 ''

#هالة_أحمد
#حكايَاتنا_سوا

رأيكوا 👇👇

Continue Reading

You'll Also Like

5.7K 479 24
جحيم الاهل
14K 773 4
"الحـمام هو جزئي المفضل يروقني عندما اشاهدكَ عاري بالكامل تتصرف براحة بينما هناكَ كاميرات تصوركَ"
32.2K 1.6K 7
فتاة عراقية بليلة زفتها مع منغولي
148K 1.2K 21
من اول نضرة حبني القصة (جريئة جدأ 🔞🔞) الي يستحرم لة يقرة