اسكربتات هالة أحمد

By Delirium182

282K 17K 937

بصوا حبيت اعمل حاجة جديدة ف انا هنا هجمع الاسكربتات اللي الكاتبة هالة أحمد كتبتهم و هنزلهم هنا و اشمعنا هال... More

{1}
{2}
{3}
{4}
{5}
{6}
{7}
{8}
{9}
{10}
{11}
{12}
{13}
{14}
{15}
{16}
{17}
{18}
{19}
{20}
{21}
{22}
{23}
{24}
{25}
{26}
{27}
{28}
{29}
{30}
{31}
{32}
{33}
{34}
{35}
{36}
{37}
{38}
{39}
{40}
{41}
{42}
{43}
{44}
{45}
{46}
{47}
{48}
{49}
{50}
{51}
{52}
{53}
{54}
{55}
{56}
{57}
{58}
{59}
{60}
{61}
{62}
{63}
{64}
{65}
{66}
{67}
{68}
{69}
{70}
{71}
{72}
{74}
{75}
{76}
{77}
{78} Part : 1
{78} Part : 2
{78} Part : 3
{78} Part : 4
{78} Part : 5
{78} Part : 6
{78} Part : 7
{78} Part : 8
{78} Part : 9
{78} Part : 10
{78} Part : 11
{78} Part : 12
{78} Part : 13
{78} Part : 14
{78} Part : 15
{78} Part : {الأخير {16
{79}
{80}
{81}
{82}
{83}
{84}
{85}
{86}

{73}

2.3K 148 8
By Delirium182

'' حِنــة ..❤! ''

'' من كرم الله إنه يقبل توبة العبد لحد ما روحه توصل للحلقوم ،لكن من سخط وبُخل العِباد يفضحوا المستور ،ويعايروا المُذنب ،يوصلولَك إحساس ان فِعل الذنب سَتر وعلامة على رضا الله ،خصوصًا لو ذنبك معروف بين الناس كلها ''

- من فضلك لو سمحت ؟

'' كنت واقفة قدام المسجد ،ووقّفت راجل كان طالع منه ..وِقف وبصّلي بنظرات غريبة ،كان باين من نظراته انه عارفني ''

= اِيوة ياست
- هو الشيخ محمود جوا ؟
= اِيوة جوا
- طب ممكن تناديه لو سمحت ؟
= طيب

'' ودخل المسجد ،قالولي ان الشيخ محمود شيخ كويس ومحترم وهيعرف يرد على أسئلتي ،شوية ورِجع اراجل وقال ''

- بيجولّك ادخليله ،هو جَاعِد لحاله
= ماشي

'' دخلت المسجد والراجل كان معايا ..ماكنش فيه ناس كتير في المسجد بس كنت مكسوفة أوي ،شاولِي الراجل على الشيخ محمود ومِشي ،روحت قعدت قصاده وكان بيقرا في مصحف قدامه ،قولتله ''

- مش حضرتك برده الشيخ محمود ؟

'' صدّق وقفل المصحف وبصلي وقال ''

= ايوة اني ،خير يابنتي

'' كنت متوترة ،مش عارفة ابدأ منين ''

- انا ..انا مش من هنا ،مش من سوهاج ..أصلي من الشرقية ،وجيت هنا من ٣ شهور تقريبًا في وقت المولد ،حياتي يا شيخ كلها في الموالِد والأفراح الشعبية والرقص والقرف ،أبويا وامي ماتوا وانا صغيرة وكان ابويا بيلعب بالسكاكين وامي بترقص ،لما ماتوا خدني عمي سلامة وهو اللي ربّاني مع بنته أسماء ،هو كمان بيلعب بالسكاكين في الموالِد وأسماء بتغني ،طول عمرنا بنِتنقّل من مكان لمكان ،لفينا كل البلاد ..رقصت في كل حتة وفي كل منطقة شعبية ،وكل مكان حطيت في رجلي مابتنِسيش منه ويطلبوني تاني احيِلهم افراحهم ،من وانا عيّلة وانا برقص ..عمري كله برقص فيه وآدي عمري وِصل 25 سنة ،ومش عارفة هيبقالي قد إيه في عمري ارقص فيه
= طيب يابنتي ،جيالي عايزة ايه ؟
- من تلت سنين ياشيخ كان عندنا فرح في منطقة شعبية في يوم جُمعة ،وكانوا مستضفينا في بيت من الصُبح يأكلونا ويوجبوا معانا ،كان فيه مسجد جمب البيت وسِمعت خُطبة الجمعة وانا في البيت ،كان الشيخ بيتكلم عن الناس اللي ذنوبها غمّت عنيها وبقت الذنوب زي الروتين ،وقعد يتكلم عن الناس اللي بتعمل ذنوب ويتوبوا ،وناس يفضلوا معميّين طول العمر ،وناس يتمنوا التوبة لكن مايلحقوش يتوبوا ،دخل الكلام لقلبي أوي ..خلّاني اغيّر حساباتي وافكر فيها من أول وجديد ،خوفت أوي ..خوفت ادخل النار وخوفت من ربنا اكتر ،وبدل ما كنت برقص بمتعة بقيت برقص وانا متعذبة وبدل ماببقى فرحانة بنظرات اعجاب الرجالة ليا ،بقيت بتأذّى ..وبدل ما كنت بابص لنفسي اني غالية ،مابقاش فيه أرخص مني في نظري ،لكن ماكنتِش عارفة اعمل ايه وابدأ ازاي واروح لمين واشتغل ايه ،انا ماعرفش اعمل حاجة غير الرقص وكل اهلي دا كارهم وشغلتهم ..هروح منهم فين طيب ،كان الحل قدامي اني استنى ابن الحلال ،وقتها أكيد مش هيشغلني وهبعِد عن الكار دا واتوب وانضف ،في نيتي كانت دايمًا التوبة والله ،ولو كانت جاتلي الفرصة ابعد عن ذنبي انهاردة قبل بكرة كنت عملتها من غير تردد ،لكن ما باليد حيلة ،بس بَصلّي ،وكان فيه واحد بيشتغل معانا بيعرف يقرا ويكتب خليته يعلمني القراية والكتابة عشان اعرف اقرا القرآن ،واهو ..آديني بحاول مع الدنيا ومع نفسي
= حلو قوي ،وبعدين ؟
- وبعدين عمي جابلي عريس ،راجل كبير في السن وشافني وانا برقص فاحلويت في عنيه وقال هيدفع تُقلي مهر ،بس انا ماكنتِش عايزاه ..مش دا الراجل اللي كنت بتمناه ،عمي كان هيجوزني ليه لما نرجع من المولد دا اللي كان هنا ،عشان كدة واحنا راجعين نطيت من القطر ورجعت على سوهاج تاني ولقيت من ورايا أسماء بنت عمي سابت ابوها وجت ورايا ،واحنا دلوقتي قاعدين في بيت راجل مستضيفنا فيه مع امه ،بس هو مش قاعد فيه ،احنا بس مع امه
= هاا يابنتي وايه سؤالِك ؟

'' عنيا دمعت وصِعبت عليا نفسي ''

- عمي لما قولتله اني هتوب قالي مالكيش توبة وربنا مش هيقبل من اللي زيك توبة ،ولما هربت منه الناس عندكوا في البلد فضلوا يتكلموا ويقولوا ان الهرب سهل عندنا احنا الغوازي ،ويمكن نكون مدورينها مع الرجالة ،وقعدوا يطلعوا على الراجل اللي مستضيفنا في بيته كلام وحش علينا وعليه ،انا عايزة اتوب ياشيخ ونفسي ربنا يقبل توبتي
= بسيطة ،توبي يابنتي وربنا هيقبل توبتِك
- ازاي طيب ؟ اعمل ايه ؟
= تبطلي الشغلانة بتاعتِك وتتوبي عنها وتستغفري ربنا
- بس كدة ؟
= بابتسامة : اِيوة ..بس اكدة
- يعني ليا توبة اهو مش زي ما عمي بيقول ؟
= إن الله يقبل توبة العبدِ مالم يُغرغِر
- يعني ايه ؟
= يعني ليكِ توبة وربنا هيجبلها منك طول مانتِ لسة ماحتضرتِيش ولا روحك وصلت للحلقوم ،من بعدها مالكيش توبة ولا تتجِبل
- طيب ذنوبي اللي فاتت وسنين عمري اللي عِشتها برقص دي اكفّر عنها ازاي ؟
= التائب عن الذنب كمن لا ذنب له
- يعني ايه برده ؟
= يعني التوبة بتمحي أثر الذنب مادام توبتِك صادقة وتبجي وكإنك ماعملتيش الذنب أصلًا
- بصدمة : بجد ؟
= اِيوة
- طب ياشيخ افرض الشيطان وسوسلي ورجعت للرقص تاني ،اعمل ايه وقتها ؟
= تجاهدي نفسِك تاني وتتوبي تاني وتالت ورابع ،ربنا بيُذهب الذنب بالمجاهدة والاستعانة بيه ،وطول مانتِ صادجَة في توبتِك ربنا هيعينِك عليها وهيوفجِك ،ربنا رحيم يابتّي
- وهيقبل ربنا في كل مرة توبتي ؟
= هيقبلها ان شاء الله
- طب ياشيخ حد قالي ان حياتنا كلها بتبقى اقدار وان ربنا هو بيقدّر لينا كل حاجة بتحصل في حياتنا ،يعني ربنا هو اللي مخترلي قدر الرقص دا ؟
= حياتنا كلها اقدار صُح ،ربنا سبحانه قال '' إنا كل شئ خلقناه بقدر '' ،لكن احنا اللي بنختار الاقدار دي هى مش مفروضة علينا ،انتِ اللي اختارتي ترجصي ،وانتِ بردك اللي اختارتي تبطلي ..ومالكيش حجة في تقدير ربنا عاللي فات ،لكن واجبِك تدفعي القدر بالقدر ،قدر الجوع بتدفعيه بقدر الوَكل ،وقدر العطش بتدفعيه بقدر الشرب ،وقدر المعصية بتدفعيه بقدر التوبة
- طب يعني كدة انا صفحتي بيضا عند ربنا ان شاء الله ؟
= ان شاء الله ،بيضا ومنورة كمان
- ان شاء الله يارب ،أنا والله كِرهت الذنب والله وفي نيتي اني مش رجعاله تاني خالص ،أنا اصلًا كنت كارهة نفسي وانا بعمله ..بس انا خايفة من الناس ياشيخ محمود ،انا ناوية اعيش هنا انا ماليش مكان ولا حتة اروحها ..والناس هنا شافوني وانا برقص ،مش هيرحموني من كلامهم
= مالِك ومال الناس ورب الناس عارِف نيتك واللي جواكِ ،يولعوا الناس
- طب وتفتكر ياشيخ هلاقي راجل يتجوزني وهو عارف اني لسة برقص ؟
= مش كل الناس وحشة يابتي ،فيه ناس لسة جلوبها طيبة ورحيمة ..ولو مكتوبلِك في علم الغيب جواز هتتجوزي حتى لو كنتِ بترجصي ،مانتِ جالِك راجل وغني وكان عايز يتجوزك اهو
- بس جواز عن جواز يفرق ياشيخ ،دي كانت بيعة مش جوازة ..انا عايزة راجل يكون لسة في شبابه ويكون محترم ومتربّي ،ويحبني واحبه ونبني بيتنا سوا ،وخايفة مالقيش راجل كدة ولا يقبل بالماضي بتاعي
= مافيش حاجة بعيدة عن ربنا ،بس انتِ ادعي
- بحزن : يارب ياشيخ يارب ..ولو اتجوزت وخلفت مش هبقى حِمل على عيالي ؟
= يابتّي بتسابجِي الامور ليه ؟ ،بتنكدي على روحِك ليه ؟
- انا بس خايفة ياشيخ
= ماتخافيش ،مافيش عيّل مابيحبش امه اللي ربّته وتِعبت فيه وضحّت عشانه ،واللي يعاير امه او يتبرى منيها يبجَى يغور في داهية ،خلي جَلبِك وعجلِك مع ربنا وهتزيل همومك كلها
- بابتسامة : ان شاء الله ..شكرًا ياشيخ

'' وسيبته ومشيت خرجت من المسجد ،كنت مبسوطة ومرتاحة لكلامه أوي ،روحت البيت وأسماء قابلتني وقالت ''

- هاا عملتي ايه ؟
= بابتسامة : اما الشيخ محمود دا كلامه ريّحني بشكل
- ليه قالّك ايه ؟

'' حكيتلها كل حاجة قولتهاله وردّه عليا ''

- بابتسامة : سبحانك يارب
= أنا من انهاردة خلاص توبت ومش هرجع عمري كله للقرف دا تاني ،وكمان هلبس الحجاب

'' وجريت على الأوضة بتاعتنا وطلعت طرحة كنت شرياها من زمان على أمل اني البِسها في يوم ،جِه يومها دلوقتي ''

- دا سليم هيفرح أوي لما يشوفِك بالحجاب

'' بصيتلها وقولتلها ''

= أسماء ..أنا هلبس الحجاب عشان ربنا مش عشان سليم وعلى غيره
- طيب ياختي ماتزقيش كدة ،أنا هروح ادّي العلاج للسِت خيرية
= روحي

'' وطلعِت من الأوضة ،ووقِفت انا الف الطرحة قدام المراية ،كنت فرحانة أوي بشكلي بالحِجاب ،كان شكلي حلو ..هو فعلًا سليم هيفرح لما يشوفني بيه انا عارفة ،سليم قابِلته في أول يوم في المولد اللي كان هنا ،كنت انا وأسماء بنتمشى نتفرج عالبلد ..واحنا راجعين بقا وقبل ماندخل المولد ونروح للخيمة بتاعِتنا شوفنا سليم ومعاه حسين صاحبه واقفين ،وحسين بيشده عشان يدخل المولد ''

- يا راجل ماتجفّلش دماغَك امال ،خلّينا ندخل نتفرّج شوية
= حد الله بيني وبين الفُرجة على الحريم والكلام الماسخ دِه
- يا سَليم مش هنُجعد كَتير ،خمس دجايج وهنطلع
= جولتلّك مش داخل ،عايز تدخل ادخل انتَ لوَحدك
- طب اِلحج بُص ،شوف البتّين الحلوين دول

'' كنا سامعِنهم وهما بيتكلموا ،ورغم ان كلام حسين الرخم علينا لما شافنا ضايقني ،لكن ماردِتش وعملت نفسي مش سامعة ،زيه زي غيره واطي ،رد عليه صاحبه وقال ''

= استغفر الله العظيم يارب
- إيه رأيك ندخل معاهم ،نلاغيهم ونتسلى معاهم شوية ونبجوا نمشوا

'' وقبل مايرد سليم ،وقفت ولفيت لهم ورديت انا ! ''

- تتسلى بمين يا شاطر ،هو كل الطير يتاكِل لحمه ولا ايه

'' اتفاجئوا الاتنين من ردي فجأة كدة ،فاسليم قال لحسين ''

= يلا بينا يا حسين نمشي
- استنى بس

'' قرب مني وهو بيضحك ضحكة خايبة زيه وقال ''

- وبَاجي الطير اللي مايتاكِلش لحمه بيحصل فيه إيه
= بيدّي اللي يحاول يعاديه بالجزمة ،حتى شوف

'' وفي لحظة كنت قلعت جزمتي ومسكتها كنت هنزل بيها على دماغه ،لكن اتفاجِئت بسليم ماسك إيدي وبيمنعني ،وقال ''

- بكفياكِ يا سِت ،ماعِندناش راجل تضربه حُرمة

'' شديت إيدي من إيده ،وأسماء مسكتني ''

- أسماء : خلاص بقا كفاية خلينا ندخل نشوف أكل عِيشنا
= إوعي يا بت

'' وزقتها عني ،ورديت على سليم وقولتله ''

= ما هو لو كان راجل عِدل وفي حاله ،مافيش حد هيمد إيده عليه حتى لو حُرمة
- خلاص يا سِت حجّك علينا احنا غلطانين ،يلا يا حسين امشي

'' وزق صاحبه عشان يمشي ،وكنت همشي انا كمان لكن وقفني حسين دا لما قال ''

- ماشي مقبولة منك رافعة إيديكِ الحلوين دول بالجزمة يا .. ،انتِ اسمك ايه ؟

'' بصتله من تحت لفوق ومشيت وسيبته ،لكن أسماء صاحبتي فِضلت واقفة وقالتله ''

= اسمها حِنّة

'' وقفت وبصتلها كنت هاكلها بعنيا ''

= وعلى فكرة بترقص حلو أوي أوي ،ابقوا تعالوا اتفرجوا عليها
- أسماء !!
= إيه في إيه ؟ هو انا قولت حاجة غلط ..عالأقل ينفعونا
- سليم : الله الغني يا سِت ،ربنا يكفينا شر الغوازي ،هتمشي يا حسين ولا امشي اني
= حسين بابتسامة : لا امشي انتَ ،هو ينفع سِت حِنة تُرجُص وعيني ماتطلش عليها

'' بصتله بقرف ،ورديت على صاحبه وقولت ''

- إدعي ربنا يسلمك من شر صاحبك ،وقتها هتِسلم من شر الغوازي ،يلا يا أسماء امشي قدامي ..

'' ومشينا انا وأسماء وسِبناهم روحنا الخيمة بتاعتنا وطبعًا هزأت أسماء عاللي قالتِه ،فوقت من سرحاني وانا بضحك ..كان دايمًا متفقين تتقابل انا وسليم كل يوم اربع الساعة 5 في مكان مخصوص بتاعنا ،يعني هقابله انهاردة ،كنت مستنية المعاد دا بفارغ الصبر ،عايزة اشوف وشه لما يشوفني بالحجاب ''

...

'' وصلت المكان جَبل ما حِنة تيجي وجعدت استناها ،غريبة الدنيا وغريب الجَدر اللي يجمعني بحِنة في يوم ،في اول ماعيني طلّت عليها واني عارف انها مش هتعدي عليا اكدة ومش هتخطف جلبي ،كل اللي كان واجعني انها غازية ،ضحكت لما افتكرت يوم ماكنت جاعد عالقهوة مع حسين الزفت دِه وهى عدت من جدامنا ''

- يا أرض احرسي ما عليكِ

'' ضربته على كتفه ''

= اخرس يلا

'' ولانها دايمًا جريئة وسِت بمية راجل وجفِت جِدامه وجالتله ''

- انا ماعنديش مانع اقلع جزمني المرادي وانزل بيها على دماغك افتحهالك ومش هيحوشني صاحبك ولا أي حد

'' جام حسين وراح وجِف جِدامها واني روحت وراها لتتهور وتضربه بالجزمة صُح ''

= ليه اكدة بس ياجمر
- لِم نفسك يا جدع انتَ ،انتَ ماتعرفنيش
= عارف ،عارف انك مش من الطير اللي يتاكل لحمه ،بس مسيرِك هتجعي في الشبك ياجميل

'' وفي لحظة كانت ايديها نزلت على وشه والجَلم ترجَع ،اني نفسي اتخضيت ،وفي لحظة الناس جَامت من عالقهوة وحسين اتعصب والناس مسكت فيه وهو شتمها وكان عايز يمد يده عليها ،وهى بكل هدوء مشيت من جِدامه ولا كإن حاجة حصلت ،دي كانت تاني مرة اشوفها ،ومن اليوم دِه واني جَطعت علاقتي بحسين تمامًا ،ومن يومها وهى مافارجتش خيالي ،تالت مرة اشوفها كانت في نصاص الليالي راجعة عالطريج هى وبت عمها ،وعرفت انهم هربوا من اهلهم ،كنت عايز اساعدهم ..في اللحظة دي افتكرت عم صلاح صاحب ابوي ،كنت عارف ان امه سِت كبيرة وكركوبة وعايشة لحالها وكل يوم بيجيبلها سِت تِجْضي طلباتها ،أخدتهم وروحنا لعم صلاح واستسمحته يجعدوا عنده ،وهو وافج على طول ..لا وكمان جالهم انه هيعتبرهم بيشتغلوا في البيت وبيخلّوا بالهم من امه وبجا يديلهم أجر كل شهر ،وخلاص بجوا عايشين معانا في البلد ،ماعرفش ليه كنت فرحان ..ماعرِفتش غير لما اتجابِلنا اهني اول مرة ،وحسين بجلبي بيرجُص كل ماعيني تطل عليها وتشوفها ''

- هو حِنة دِه اسمك الحقيقي ؟
= لا ،اسمي الحقيقي حنين
- بابتسامة : حنين ؟ ،إسم حلو قوي احلى مية مرة من حِنة ..امال ليه حِنة دِه ؟
= إسم شهرة
- اني مش هجولِك غير ياحنين بعد اكدة
= بابتسامة : ...
- انتِ ناوية تِعملي ايه بعد اكدة ؟ ،هترجصي فين من تاني ؟

'' بصتلي بنظرة غريبة وبعدين جالت ''

= مش عارفة ،انا مش عايزة ارقص تاني

'' كلامها فرحني بس خلّاني اسأل اشمعنى دلوك ؟ ،ولا عشاني ؟ ''

- ليه مش عايزة ترجصي تاني ؟
= عشان مش عايزة ،انا بقالي ٣ سنين نفسي ابطل بس ماجتش الفرصة
- والفرصة دي جت دلوك ؟
= ممكن ..ممكن تبقى دي الفرصة بما ان عم صلاح هيدينا شهرية وعشان خلاص هربت من اهلي وماظنش هيجي في بالهم اننا هنا
- وبت عمك هتبطل غُنا برده ولا هترجع ؟
= مش عارفة بس ماظنش

'' هزيت راسي وجومت وجِقق وجولتِلها ''

- جولي لبِت عمك هى حرة ،كل واحد حر في اختياره ..حر حتى يعمل الحرام ماحدش من الناس هيجدر يجبره على شيئ ،بس واجب تنصحيها ..وفهّميها ان كل الطير بيتاكل لحمه عادي ،وان عيون الرجالة بتاكل جسم الحريم وحُسنها ،كله بيتاكل ياحنين

'' وهمّلتها ومشيت وكنت اجصدها هى بكلامي ،مش بت عمها ،ودي كانت اول مرة اجَابلها هنا ،فوجت من سرحاني لما لقيتها جاية عليا من بعيد وشوفتها بحجابها ،قلبي طار من مطرحه ..كنت عارف ان هيجي وقت وهتعمل اكدة ،ماكنتِش متفاجئ ''

- ايه ؟ ماشوفتِش صدمِتك يعني
= بابتسامة : كنت عارف انك هتعملي اكدة
- بابتسامة : ...
= انا مبسوطة اوي ،كان نفسي في الخطوة دي من بدري ومش مصدقة انها جت ،فرحانة جدًا اني توبت وخلاص ..انا حاسة اني طايرة فوق السحاب
- غريبة ،ماكنتيش اكدة الاسبوع اللي فات
= الشيخ محمود طمنّي ،قعدت معاه انهاردة واتكلمت معاه وكلامه ريحني اوي
- بابتسامة : هتجوليلي عالشيخ محمود
= انتَ تعرفه ؟
- طبعًا ،ماتعرفيش انه ابوي ولا ايه ؟
= بصدمة : ايه ؟! ،ابوك ..انتَ مش قولتلي ان ابوك كان عمدة ودلوقتي اخوك هو العمدة ؟
- اِيوة ،ماهو الشيخ محمود كان عمدة وساب العمودية لاخوي بدر
= وسابها ليه ؟
- بتنهيدة : دي حكاية طويلة
= طب ممكن تحكيهالي ولا مش هينفع ؟

'' بصيتلها من غير كلام ..مش عارف احكيلها ولا لاه ،دي حدوتة ماحدش يعرفها غيرنا ،دي سر ابوي ''

- تعاهديني ماحدش هيعرف الكلام اللي هجوله غيرك ؟ ولا تطلعيه لاجرب الناس ليكِ حتى لو أسماء
= اعاهدك
- بتنهيدة : بصي ياستي ..ابوي زمان كان بيحب امي ،وامي كانت بِت عمدة ووحيدة ابوها ،وكان لها ابن عم بيحبها بردك ،لما ابوي اتجدم لها ابوها رفضه وجال ابن اخوي اولى ببنتي ،ولما ابن عمها عرف ان ابوي بيحبها اتخانق معاه والخناقة سمّعت في البلد كلها ،عشان اكدة ابوي قرر يجتله !
= بصدمة : ايه ؟ ،الشيخ محمود ؟ ..اكيد طبعًا ماقتلهوش
- لاه جتله ،وماحدش كان يعرف مين اللي جتله واتنسى الموضوع في البلد ،فراح ابوي وطلب يد امي من تاني وابوها وافج واتجوزوا ،وعدت سنين وابوها مات وبجا ابوي هو العمدة ،وكان عمدة كويس وخلفنا اني واخواتي ،وعدت سنين طويلة ،كان لينا اخ اكبر مني ومن بدر اسمه محمد ،اتجتل يوم فرحه
= بصدمة شديدة : ...
- ناس من البلد وجتها جالولنا انهم شافوا ابن عم امي الكبير اخو اللي جتله ابوي ،هو اللي جتل محمد ،لما سمع ابوي الكلام دِه عرف ان سره انكشف جِدامهم وحزنه زاد وعرف ان موت اخوي دِه ذنبه ،وتاب عنه وقرر يزهد الدنيا ويسيب العمودية لبدر اخوي ..يومها جمعنا وجمع امي ويّانا وحكالنا سرّه اللي صدمنا كلنا ،أمي لما سمعت باللي عمله تعبت اكتر ما كانت تعبانة وشهرين وحصّلت اخوي ،وابوي عاش بناس فراقهم وتاب عن ذنبه ..ياما بَكى وياما صلّي وياما استغفر ،ولسة لحد دلوك بيكفر عن ذنبه ،بجاله 8 سنين ..مابيعلمش حاجة غير انه يروح يجعد في الجامع يصلي ويِجرا قرآن ،ودي بجَت كل حياته والناس بجوا يجلوله ياشيخ محمود ،الغلطة بس اللي عملها ابوي بعد توبته انه خلّى اخوي هو العمدة وركّبه علينا
= ليه ؟ ،هو علاقتك باخوك مش كويسة ؟
- لاه مش كويسة
= ليه ؟
- من خمس سنين كنت بحب واحدة وكان نفسي اتجوزها ،بس كانت فقيرة وماجبتش اخوي ،وقِف قصادي ومنعني عنها وابوي ماتدّخلش ..وحرمني منيها وجاب لها عريس وغصب ابوها يوافق عليه ،من يومها وفيه بيني وبينه حاجز كَبير

'' هزت راسها ،وماردتش ''

- حنين ..ماحدش يِعرف الكلام دِه واصِل غيري اني وابوي واخواتي وعم صلاح وانتِ ،مش عايز حد تاني يعرفه
= سرك في بير ماتقلقش ،والله صِعب عليا الشيخ محمود ..ربنا يهوّن عليه ،بس ليه قولت لعم صلاح ؟
- لاه عم صلاح عارف من زمان ،هو كان صاحب ابوي وهما في شبابهم ،ولما ابوي جتل الراجل راح جال لعم صلاح ومن يومها عم صلاح ماكلّمش ابوي وجطع علاقته بيه ،بس هو بيحبني عم صلاح .. بحس انه ابوي ،وهو اللي جالّي اشتغل معاه في ورشة الميكانيكة بتاعته
- كنت مستغربة ازاي ابن عمدة واخو عمدة يشتغل في ورشة ميكانيكة
= عِند في اخوي

'' هزت راسها ،سِكتنا شوية لحد ماني جولتلها ''

- متأكدة من توبتِك ياحنين ؟

'' بصتلي وجالت ''

= طبعًا ،وصادقة فيها كمان ..دي كانت حلم بالنسبالي
- تتجوزيني ياحنين ؟
= بصدمة شديدة : ...

'' اتصدمت قوي ،اني كنت بس محتاج اتأكد انها مش هترجع للي كانت عليه عشان اعرض عليها الجواز ''

= تتجوزني ؟
- وليا الشرف
= انا ؟
- امال انتِ كنتِ فاكرة آخرة مجابلاتنا ايه غير الجواز ،ولا فكراني هلعب بيكِ
= بس انا ..طب واللي فات ؟ انا برده كنت رقاصة وانتَ ابن عمدة
- اللي فات مات ومش هاممني في حاجة
= ومين هيوافق ؟ يعني اخوك رفض تتجوز بنت فقيرة ،هيخليك تتجوز رقاصة وفقيرة وماتعرفوش اصلها !
- مالكيش صالح اني هتصرف المهم انتِ ،موافجة ؟
= ولو ماعملتِش حاجة ؟
- ابوي هيجَف جمبي ،واديكِ سمعتي كلامه
= بتنهيدة : ...

'' هى كانت خايفة ،واني كمان كنت خايف قوي ،الموضوع صعب بردك بس اني هتحمّل وهجف في وِش اخوي مهما حصل ،لما روحت قررت افاتح ابوي ،واستنيته لما جه من الجامع وجولتله اني عايزه وجعدنا لوحدنا وجولتله ''

- اني عايز اتجوز يابوي

'' ابتسم وطبطب على كتفي وجال ''

= زين ياولدي زين ..ألف مبروك مجَدّمًا
- مش لما تِعرف هى مين ؟
= مين ياولدي
- حنين
= بت مين حنين دي ؟
- هى مش من هنا ،حنين دي تبجى حِنة ،اللي جاتلك الجامع انهاردة ..اللي تابت يابوي

'' سِكت شوية يستوعب ،وبعد اكدة انصدم وجال ''

= الرجاصة ؟
- اللي تابت يابوي
= عايز تتجوز رجاصة ؟
- تابت يابوي
= وايش عرفك انها تابت ،دخلت في نيتها ،مايمكن عملت اكدة عشان توجّعك وتتجوّزك

'' استغربت من كلامه ،رغم ان هو جالهولنا غير اكدة خالص ''

- ويمكن لاه ،يمكن صادجة
= واشمعنى هى ؟
- عشان بحبها
= والناس ياولدي ،واخوك ،واهلك وناسك مين هيوافِج ؟
- اني مايهمنيش اي حد ،مايهمنيش غيرك يابوي

'' سكت شوي وجعد يفكر وبعدين رد وجال ''

= واني مش موافِج ،وسِبني يلا

'' سيبته وجومت ،ازاي ابوي يجول كلام ويعمل عكسه ..هو اني مكتوبلي وجع الجلب على طول ولا ايه
ماكنتش ناوي استسلم ،كنت ناوي احاول مرة واتنين وتلاتة ،هحاول مش هسكت ابدًا ،لما جابِلت حنين في الاسبوع اللي بعده حكيتلها اللي حصل ،كانت مصدومة من رأي ابوي ،احنا كنا فاكرين ان هو اللي هيجف معانا وان بدر هو اللي هيبقى ضدنا ،طمنتها اني مش هسكت ،ولما روّحت البيت جابلت بدر في وشي ،وجالّي ''

- صحيح اللي سمعته دِه ؟
= سمعت ايه ؟
- هتتجوّز غازية
= ...
- بيعجبني اختياراتك في النسوان قوي يا سَليم

'' سيبته وماردتش عليه ،لكن هو جال ''

= مش عارف تنجّي واحدة عِدلة جولنا احنا بنعرف نختار ،بدل مانت كل مادي اختياراتك بتبجى زي الزفت

'' وقفت ورديت عليه ''

- اني حر في اختياري مهما كان ،اني اللي هتحمّله في النهاية ،عشان اكدة مش هخلّي حد يشاركني فيه ،وخليك في حالك يابدر وركز مع الناس احسن ماتركز معاي ،وبرده هعمل اللي اني عايزه
= هنشوف ..هنشوف ياسليم

'' حرق دمي ،بس برده مش هيأس ..عدا الوقت والايام ومن وقت للتاني بتكلم مع ابوي وهو لسة عند رأيه ،بس كان عندي امل ان رأيه يتغير ..لحد ما في يوم البلد كانت مقلوبة وكلام كتير بيتجال فيها ،الناس عرفت بموضوع جوازي من حنين ،وبجوا يجولوا كلام غريب ..بيجولوا انها بتمشي مع الرجالة ،ومن سنتين في مصر كان عندها فرح وراجل من اهل الفرح دخل عليها الاوضة ووجعوا في الغلط ،ضربت الراجل اللي سمعت منه الكلام دِه ..كنت حاسس اني هموت من اللي بسمعه ،حنين مستحيل تعمل اكدة ''

- بدر : ماسمعتش اللي بيتجال عن الغازية يا سليم ؟

'' كنت طالع من البيت ورايح اجابِلها ،اتنهدت ووجفت وجولتله ''

= حنين اشرف من الشرف
- بسخرية : لا ياشيخ ..وهو فيه غازية شريفة ؟
= حنين مش غازية
- انتَ مالك بقيت راجل ماسخ ليه اكدة ،مربيلَك قرون ولا ايه ؟
= بغضب : احترم نفسك ولم لسانَك
- بغضب : لما الاقيك عاقل هلِم لساني ،ايه ..عايز الناس تاكل وشنا في البلد ؟ ،انت مجنون عايز تنجوز غازية وماشيها بطّال ؟
= بغضب : جولتلك حنين شريفة
- اثبت !
= ...

'' انا واثق فيها ،مستحيل تكون كدة ،اخدت بالي من حاجة فجأة ،فاقولتله ''

= هما الناس في البلد عِرفوا ازاي بالموضوع دِه ؟ ،لازم يكون حد سأل وراها وعرف عنها اللي حصل دِه
- بسخرية :
= انتَ اللي طلّعت الكلام دِه ،صُح ؟
- اِيوة اني ،اني اللي دوّرت وراها وعرفت اللي عملِته ،سيب بجا ان مشيها بطال وامسك فيا انّي جولت الكلام دِه

'' بصيتله بغضب وسيبته ومشيت ،وروحت اجابِلها ..لما وصلت كانت موجودة ،جعدت جمبها وفضلنا ساكتين لحد ماجالت ''

- سمعت اللي بيتقال عني ؟
= سمعت
- ورأيك ايه ؟

'' بصيتلها وجولت ''

= لو كان ماشيِك بطال ماكنتيش رفعتي جزمتك على حسين وضربتيه بالجلم ،كنتِ فرحتي باللي بيجولهولِك
- مش يمكن عملت كدة وتوبت ! ،ولما رفعت ايدي على صاحبك كان خلاص مابقتش بعمل كدة وكنت كرهت الذنب وخلاص توبت عنه
= باستغراب : وانتِ فعلًا عملتِ اكدة ؟
- هيفرق معاك
= طبعًا هيفرق معايا ،مش كل حاجة هعرف استحملها حتى لو توبتِ ..واني ليا الحق اختار

'' اتنهدت وقالت ..''

- اتطمن ،ماحصلش حاجة ،انا مستحيل اعمل كدة

'' هديت النار اللي كانت قايدة جوايا ،وهى كملت وقالت ''

- اللي حصل ان فعلًا راجل اتهجّم عليا ومسكت كوباية مية كسرتها على دماغه فتحتهاله ،دا بس اللي حصل
= ...
- اخوك اللي عمل كدة ،صح ؟
= باستغراب : مين اللي قالك اكدة ؟
- مين اللي هيدور ورايا غيره ،مين اللي مصلحته مايجوّزناش ،ابوك مايعملهاش ..وماحدش من الناس مصلحته يعمل كدة ،وأسماء حد من الجيران قالها ان واحد من الغفر بتوع اخوك هو اللي ماشي يقول للناس
= ماعرِفش
- لأ عارف ،هدوئك معناه انك عارف
= بتنهيدة : ...

'' مش عارف ارد عليها ''

- هتعمل حاجة
= هحاول
- تمام ..أنا ماشية

...

'' مشيت وروحت البيت وقعدت اعيط ،كنت مخنوقة من كلام الناس وحساه هيخنقني ،ليه قسوة الناس دي طيب ،استنيت كذا يوم ..كنت عايزة اعمل حاجة بس مش عارفة اعمل ايه ''

- تعالي كلي ياحِنة
= ماليش نِفس ياأسماء ،كلي انتِ والست خيرية
- بقالك كذا يوم مش بتاكلي وكدة غلط
= ...
- خلاص بقا ياحِنة انسي
= أنسى ايه ؟ ،دا شرفي وسمعتي ..لما اسكت عليهم يبقى هتكلم امتى ؟
- طب هتعملي ايه بس ؟

'' كانت صلاة العِشا بدأت في الجامع ،جاتلي فكرة فجأة وقررت اعملها ''

= هواجِه يا أسماء
- هتواجهي ازاي ؟
= هروح للناس الجامع وهواجهم ،وهواجه العمدة والشيخ محمود
- نعم ؟
= زي ماسمعتي

'' وقومت دخلت الأوضة عشان البِس هدومي ''

- اعقلي يا حِنة اعقلي بلاش الجنان دا

'' ماردتش عليها ولا كإني سمعتها ،وكملت لبس وهى كانت بتلبس معايا ،مش عايزة تسيبني لوحدي ،خرجت من البيت وهى خرجت ورايا ،لحد ماروحت عند المسجد ووقِفت برا استناهم يخلّصوا صلاة العِشا ،اللي رايح واللي جاي كان مستغرب وقفِتنا ''

- حِنة الناس بتتفرج علينا ،عيب اللي انتِ عايزة تعمليه دا ،فكري شوية بعقلِك ،فكري في سليم طيب
= ...

'' كنت واخدة قراري خلاص ومصرة عليه ،أول ماسمعت الشيخ بيسلّم ،اتحركت بسرعة ودخلت المسجد ،وأسماء فضلت برا ..الناس أول مابدأوا يقوموا ويبصوا وراهم لقوني ،الناس كلهم اتفاجئوا وصوت همساتهم لبعض كان وصلّي ،لما سِمع كدة الشيخ محمود وسليم وبدر بصّوا وراهم اتصدموا وقام كل اللي في المسجد وِقف ''

- أنا آسفة ياجماعة على دخولي المفاجئ المسجد كدة ،حركة جريئة معلش

'' بصيت للشيخ محمود وكمّلت ''

- ماتجيش غير من غازية ،أنا بس عايزة اقول للشيخ محمود كلمتين وعايزاكوا تبقوا شهود على اللي هتسمعوه

'' ماكنتش عايزة ابص لسليم ولا عيني تيجي في عينه عشان ماضعفش ،رد الشيخ محمود وقال ''

= عايزة ايه ؟
- إنتَ فاكرني الاول ؟ أنا حنين ..لأ ..أنا حِنة ،الغازية اللي جاتلَك من كام شهر في المسجد ويمكن ناس من اللي واقفين دول شافوني وانا جيالَك بعد ما سألت ناس في البلد عن شيخ حقّاني وعادل ،قالولي الشيخ محمود حقّاني وعادل ،جِتلك وحكيتلَك عني وعن حياتي ،عرّفتك أصلي وفصلي ،قولتلَك بقالي سنين بشتغل غازية ،يمكن من اول ماوعيت على الدنيا ،عايزة اتوب ياشيخ محمود ينفع ؟ ،قولتلي طبعًا يابنتي ينفع ،قولتلَك طب ربنا هيسامحني ياشيخ ؟ ،قولتلي باب ربنا مفتوح لكل الناس ،ربنا اسمه الغفور ،قولتلك يا شيخ وسنين عمري اللي عِشت اشتغل فيهم رقاصة ،سنين كتير أوي ياشيخ ربنا هيغفرهوملي؟ ،قولتلي اللي بيتوب عن ذنب زي اللي كإنه ماعملوش من أصله ،كل حاجة هتتمحي وصفحتك هتبقى بيضا ،طب ياشيخ تفتكر راجل هيرضى يتجوزني وهو عارف اني كنت بشتغل رقاصة ؟ ،قولتلي لسة فيه ناس قلوبها رحيمة ،لو ليكِ في الجواز نصيب هتشوفيه حتى لو لسة بترقصي ،طب ياشيخ ولو خلّفت مش هعر عيالي واكسِفهم ؟ ،قولتلي العيال بيفتخروا بأمهم على تربيتهم ليها وتضحيتها عشانهم ،مالهومش دعوة بماضيها واللي كانت بتعمله خصوصًا لو تابت ،ولو حصل يبقى في داهية العيل اللي يتبرّى من امه مهما عملت ،وقولتلي ماسبقش الأمور وماتوقّعش الوِحش عشان اعرف اعيش ،قولتلك يعني ياشيخ صفحتي بيضا ؟ بيضا يابنتي ،بيضا ياشيخ ؟ ،بيضا ..بيضا ياشيخ محمود ؟ يابيتي بيضا منورة ،عِرفت تملى قلبي وعيني بالفرح ياشيخ محمود ،ولان ربنا عارفَك كداب خلى عيون ابنك وقلبه مايملاهومش غيري
= سليم : حنين لسانِك !

'' كمّلت ولا كإني سمعته ،ولا حتى بصيتله ''

- واتصرف بقا ياشيخ محمود واعمِل اللي قولته للغازية ،بس انتَ ماعملتِش ،ربنا فاتحلي بابه وبيته ،انت لأ ..ربنا قِبل توبتي لما شافني ندمانة وخايفة منه ،انتَ لأ ..ربنا غفرلي اللي فات ،وانتَ لأ ..ربنا مسح كل ذنوبي واداني فرصة ورجّع صفحتي بيضا ،انتَ لأ ..جزاني ربنا على ندمي وتوبتي راجل زي الورد وقلبه طيب ورحيم داس عالماضي بتاعي برجليه وقالّي احنا ولاد انهاردة قولته انتَ لأ ،انهاردة بتاعها يابني مربوط بامبارح ،جالك قالك يابا عايز اتجوز حِنة ،قولت انتَ لأ دي رقاصة ،يابا تابِت ،قولت ياعالِم ..كدابة يمكن ،بتضحك عليك مانتَ ابن عمدة واخو عمدة والبنات بيترموا تحت رجليك ،دي كدابة يابني ،مش كدابة يابا ،وحتى يابني لو صادقة بس برده ماضيها مايشرفش ،نقول للناس ايه ..ابن العمدة عايز يتجوز رقاصة ؟ ،يابا تابِت ،ماتابِتش يابني ،والله تابِت يابا ،دي كدابة يابني

'' عيوني اتملِت بالدمع وصعبِت عليا نفسي ،كنت بحاول امسك دموعي ومانزلهاش ''

- طب كنت بتكدب عليا ليه ؟ ،عيّشتِني في حلم جميل ليه ؟ ،انا كدة كدة كنت هتوب سواء بسبب كلامك أو لأ ،كنت قولّي الحقيقة وقتها ،قولّي ماحدش من الناس بينسى ويسامِح وطول ماذنبك مكشوف والناس كلها بتطل عليه يبقى دايمًا هيشوفوكِ غازية ،حتى لو توبتِ وسترتِ نفسك ،عيون الناس مش هتشوفِك غير ببدلة الرقص ! ،كنت قولّي اني ماشرفش ! وانّي حتى لو لقيت راجل صدقني وعايز يتجوزني فأهله لا مش هيسكتولوا ،حتى لو اهله دول بتوع ربنا بيعبدوه ليل مع نهار ،حتى لو ابوه امام جامع ومابيسِبش السِبحة من إيده ،الناس ناس والرب رب ..كنت قولّي ان صفحتِك عند ربنا بيضا ،بس صفحتك عند الناس سواد في سواد مهما حاولتي تلّونيها بالابيض ،حتى لو مابقاش فيها غير نقطة سودا صغيرة فابرده هيشوفوها ويمسكوا فيها ،كنت قولي ان قلبِك هيفضل مكوي وكل ماتحاولي تنسي الناس هتفكرِك ،هيفضل مكوي بنار الذنب ونار كلام الناس ونظراتهم ،وماحدِش هيصدّق توبتِك حتى لو انا الشيخ اللي بيعينِك على التوبة ..كنت قولي ياشيخ محمود عشان آخد بالي ومارميش روحي في أوهام واصدق ان كل اللي بتمناه هيحصل ،بس معلش ..انا مسامحة في كل دا ومش هامِمني كلام الناس ولا كلامك عني وانك مش عايز تجوّزني ابنك ،انا عارفة ان دي ضريبة بدفعها ،ومافيش توبة مابتُختَبرش ،وانا قد الاختبار وابتلاءه وهنجح فيه وعمري ماهرجع للرقص حتى لو دا اللي هيبعد كلام الناس عني ،أنا اللي جاية عشانه ان ابنك الكبير العُمدة اللي بَعت يدوّر ورايا في كل حتة ،ويدورلي على أي غلطة ،أي ذنب ويجي يفضحه قدام الناس وسيرتي تبقى على كل لسان وابنك يتكِسف يتجوزني
= بدر بغضب : كلام ايه الماسخ اللي بتجوليه دِه يا بِت انتِ
- بغضب : بت في عينك ..جرا إيه يا عمدة هتعملهم عليا ؟ ،مش الراجل بتاعك هو اللي كان ماشي يقول في البلد ان حِنة الغازية من سنتين كان بتِحيي فرح في مصر وقفشوها مع راجل في الأوضة اللي كانت بتغيّر فيها ؟ ،معقولة الراجل بتاعك هيعمل حاجة من غير ولي نعمته ما يأمره ؟
= بغضب : اخرسي ..اني مافضحش ولية ابدًا مهما حُصل ،وبعدين هعمل اكدة ليه مانتِ اكدة ولا اكدة مفضوحة لوحدك ،وبقولك ايه اتعدلي معايا في الكلام وماتنسيش انك بتكلّمي العمدة
- عمدة على نفسك وعلى أهل بلدك ،انا مش من بلدكوا عشان تبقى عمدة عليا
= يا صبر أيوب ،بت انتِ اتكلمي عِدل اني مش عايز احطك في دماغي ،ومادام مش من اهل البلد همّليها وريحينا ،ومن بكرة ماشوفش وشك في البلد ،لاحسن ويمين الله ...
- مقاطعةً : أنا مش قاعدة في ارضك عشان تطردني منها ولو مش عجبك قعدتي هنا روح اشتكيني للحكومة
= الشيخ محمود : خلاص ..جولتي الكلمتين اللي عندِك ؟

'' بصيتله لما اتكلم ،ورديت عليه ''

- لا لسة ،لسة ياشيخ محمود ..ازاي تقبل باللي حصلّي ؟ ،ازاي تسمع فضيحة زي دي وتسكت وماتقولش لابنك حرام دا كدة خوض في الاعرض ،هنقول انك ماقدِرتش عليه هو برده عمدة ومش صغير ،دا راجل كبير وانتَ خلاص كِبرت ومش عارف تأثر عليه ،طب انتَ ماوقِفتش عالمنبر هنا في المسجد ليه وقولت يا ناس اعراض الناس مش لبانة على لسانكوا ،يا ناس حرام دا اسمه قذف محصنات ،حرام الفضيحة دي ودي بنت ،حرام سُمعتها وشرفها اتقوا الله ،حتى لو هى كدة المفروض نُستر مانفضحش ،ماعملتِش كدة ليه ياشيخ محمود ؟ ماسترتِنيش ليه ؟ ولا هى جَت على هواك عشان تخلص مني ؟
= سليم بغضب : عديتي حدودِك يا حِنة ،كفاية لحد اكدة وياريت تطلعي برا يلا

'' استغربت لما قال حِنة مش حنين ،مش عارفة دا تعبير عن اني وِقعت من نظره ورِجع يشوفني من تاني غازية ..ولا ايه ؟ ''

- انا جاية ابرأ نفسي مادام مالقِتش حد يدافع عني ،انا بريئة من الكلام اللي بِتتنقّلوه على لسانكوا ،انا اهو وفي بيت ربنا وبقولكوا والله انّي بريئة ،فعلًا الكلام دا حصل ..بس الراجل اتهجّم عليا ودخل الاوضة اللي كنت بغيّر فيها ،ولما دخل كنت لابسة هدومي ماشافش مني حاجة وماحصلش اللي في دماغكوا ،وكسرت كوباية المية على دماغه دخل فيها المستشفى ،وانا واثقة ان العمدة عارف كدة بس كان قاصِد يشوّه سمعتي ويوقعني من نظر اخوه ويعمل معاه زي ما عمل مع البِنت اللي كان بيحبها من كام سنة ويخلص مني

'' ضحكت بسخرية ،وبصيت للعمدة ''

- ياريتك جوزتهاله ماكنش وِقع فيا ،وحظك بقا يوم ماوِقع من تاني وِقع في حِنة ،وانا بقا مابَتنِسيش ياحضرة العمدة مهما حصل ومهما اتعمل ..انا ماحدش شافني وعينه طلّت عليا ونساني ،حتى لو كل اللي شافه مني طرف جلبيتي برده مش هينساني ،مابالك بقا باللي حبّني ؟

'' بصيت لابوه وقولت ''

- ياشيخ محمود البشر كلهم ليهم ذنوب ،وانا زيي زي البشر ليا ذنوب ..بس الفرق بيني وبينهم انهم بيذنبوا في الدِرَى ،أنا بقا للأسف ذنبي كان في العلن ،ليه طيب عشان عملت ذنب وانا زيّي زيهم مارحمونيش ،ليه تاكلوني ياشيخ محمود وانتَ تساعدهم على كدة ،كنت فاكراك هتحميني ،طب احميني حتى لو مش راضي اتجوز ابنك دا حقك برده ،هو انتَ ماعملتِش ذنوب قبل كدة يعني ؟ ،مش فاكر ليك ذنوب تِهلِك وتِحني الضهر وتكسر العمر ؟

'' أثّر فيه آخر جملة قولتها بان على وشه ،ولاني عارفة ذنبه لمحتله بيه ''

- الدنيا صغيرة أوي ياشيخ محمود ،وللأسف بتشتروها بالغالي ..المهم الآخرة ،المهم الجنة ..ماهو ياشيخ محمود لو القاتِل اللي تاب دخل الجنة ،الرقاصة اللي تابِت كمان هتدخل الجنة وما خُفيَ كان أعظم

'' اتصدم جدًا من كلامي هو وبدر وبصوا لسليم ،عِرفوا اني عارفة ،أما نظرات سليم ليا كانت مليانة غضب ،بتطلع نار ''

- انا مش زيك انتَ وابنك العمدة ،أنا احسن منكوا وهستر مش هفضح ،انا مجربة معنى الفضيحة وعارفة هى ازاي مُرة ،فامِش هدوّقها لحد أبدًا مهما آذاني ،وانا مسمحاكوا كلكوا ،مسامحة اللي فضحني ومسامحة اللي اتكلم في عرضي وشرفي وهسيبكوا كلكوا لله ،منكوا له

'' وكنت خارجة من المسجد لكن وِقفت لما لقيت ظابط جاي من ورايا ومعاه عساكر ،استغربت جدًا واترعبت ،حتى كل اللي في المسجد خافوا ،وِقف الظابط وكان بيبصلي باستغراب عشان موجودة في مصلى الرجالة ،وبعدين بَص لبدر وقال ''

- انتَ العمدة بدر ؟

'' استغرب بدر جدًا ،ورَد عليه ''

= اِيوة اني ،في ايه ياحضرة الظابط ؟
- اتفضل حضرتك معانا ،محتاجينَك في القسم
= الشيخ محمود باستغراب : جِسم ؟ ،ليه ياحضرة الظابط ايه اللي حصل ؟
- حضرتك يا عمدة مُتهم في قضية قتل
= بدر بصدمة : جَتل ؟! ،أني ؟ ..كلام ايه اللي بتجوله دِه ياحضرة الظابط وجَتل مين ،ومين اللي يتجرأ يتهمني الاتهام الباطل دِه ؟
- واحد كنت انت تعرفه من زمان وكلّفته يقتل حد ،وجِه دلوقتي وتاب وجالنا واعترف على نفسه وعليك ،أما قتل مين ..فاهو قتل اخوك الكبير محمد !

'' إيه ؟ ،كل اللي واقفين اتصدموا ،معقولة الشر يوصل بيه لقتل اخوه ! ،أنا بجد مش مصدقة ،طلعت وسِبتهم وِسط صدمتهم وانكار بدر ،ولقيت ناس كتير متجمعة قدام المسجد ،أخدت أسماء ومشينا بسرعة روّحنا البيت ''

- إيه يا حِنة اللي حصل ،البوليس كان جاي ليه ؟
= جاي ياخد العُمدة ،بيقولوا انه متهم في قضية قتل اخوه
- بصدمة : يالهوي
= مع ان عدّا وقت كبير اوي عالموضوع دا

'' قعدت افكر في الموضوع ،كان صعبان عليا سليم جدًا ،كتير أوي اللي بيحصله دا ..حتى والده صعبان عليا ''

= شوفتي يا أسماء ؟ ،شوفتي ان ربنا مابينساش ؟ ،ربنا فضحه زي مافضحني ،سبحانك يارب مابتِنساش ،اللهم لا شماتة

'' تاني يوم كان الموضوع اتنشر في البلد كلها ،والعمدة اتحبس وهيتعرض عالنيابة وشكل الموضوع حقيقي فعلًا ،الناس كلها كانت في البلد مصدومة من اللي حصل ..عدّا اسبوع من يوم القبض على العمدة ،كنت في البيت مع السِت خيرية لوحدي وأسماء كانت نِزلت تجيب طلبات البيت من السوق ،الباب خبّط ..روحت افتح وكنت فاكرة انها أسماء رِجعت ،لكت اتصدمت لما لقيته الشيخ محمود ! ..إيه دا ؟ ،ماكنتِش مستوعبة وجوده خالِص ،مش عارفة اقوله ايه ،مش عارفة ادخّله او ارحب بيه ازاي ،وجوده غريب أصلًا خصوصًا في الأيام دي وابنه محبوس ،بيفكّر في ايه عشان يجيلي ؟ ،فِضلت واقفة مكاني وساكتة ..لحد ماهو قال ''

- سِبتِك تتكلمي وجتها براحتِك ،سِبتِك تجولي اللي في جوفِك كله ومانطجتِش ،الدور جِه عليا انّي اتكلم
= طب اتفضل ياشيخ محمود ادخل
- لاه ! عارف انكوا وَلايَا لوحديكوا في البيت وماهينفعشي ادخل ،أني هجُول الكلمتين عالواقِف وهمشي
= اتفضل
- أني كنت سامع عنك من جَبل ماشوفِك ،الحَديت كان بيتنجّل في البلد وجالوا فيه رجّاصة حلوة بترجُص في المولد اسمها حِنة ،لحد ماتفاجِئت بيكِ جيالي وبتجُوليلي يا شيخ عايزة اتوب ،اتفاجِئت بشكلِك الصغير ،كنت فاكرِك اكبر من اكدِة بكَتير ،وفرحت بيكِ وبشبابِك وعجلِك الكَبير ،في عزك وفي عز شبابك ومدوخة الرجالة وراكِ ومنين ماتدبّي رجليكِ تطلّع فلوس ،لو شاورتي بأصغر صباع عندك لأتخن واغنى راجل في الدِنيا هيجيلِك راكِع تحت رجليكِ ،تجومي تسيبي كل دِه وتتوبي ؟ ..شئ جميل والله ،فرحت قوي ودعيتلِك وجولت ياريت الشباب كلها بيفكّروا زيك ويرموا الدنيا الرخيصة دي من جواهم ،وكل كلمة جولتهالِك كنت صادِج فيها ،لحد ما لجِيت ابني جاي يجولي عايز اتجوز حِنة ،الرجاصة اللي تابِت ..مش هخبّي عليكِ ،شكيت لما جالّي اكدة وافتكرت كلامِك ليا عن الراجل اللي هيجبَل يتجوزِك وعن العيال اللي خايفة يتبرّوا منك ،لو مكاني مش هتشكِ انك جاية تضحكِ عليا وتجسّي نبضي اذا كنت جابِل بيكِ لابني ؟ ،هتشكِ ولا لا ؟

'' فكرت في سؤاله ،فكرت بطريقة غير اللي كنت بفكر بيها ''

= هشُك
- ولما هتشكِ هتعملي ايه ؟
= ...
- هسهّلها عليكِ وهجولِك اني عملت ايه ،جولت يمكن نزوة ..يمكن شافها وهى بترجُص واحلوت في عنيه وعشان اكدة عايز يتجوزها ،يبجى حجّي اقول لاه ،حجّي اساعده يعدّيها
= بس سليم عمره ماشافني وانا برقص ،وماقالش انه عايز يتجوزني غير لما توبت وبقيت مستورة
- ماهو جالّي اكدِة
= وصدقته ؟
- إيوة
= وبعدين ؟
- وبعدين دِه مايمنعش انها ممكن نزوة ،وجولت لو نزوة هينسى ،ولو بيحبها بجد ماهيهموش ،ماهيموش رفض أي حد ،هيتمسّك بيها بالذات المرادي ،ولو اخوه اعترض مش هيسكتله زي المرة اللي فاتت ،جولت اراجِب ..هشوف آخرة الرقاصة ،وهاجيب آخر ابني ،اني كمان في يوم من الايام في شبابي حبّيت ،واتمسكت بيها رغم ان ابوها رفضني ،واني مش هعمِل في ابني زي ما عمل حمايا ،ومش هسيب ابني لظلم اخوه زي ما سِيبته المرة اللي فاتت ،وهدّيكِ فرصة اجبَل فيها توبتِك زي ماني كان نفسي ربنا يديني فرصة اتوب ويِجبَل توبتي ..ولما حصلت الفضيحة اللي جولتي فيها ان ابني سببها ،خوفت اكتر ،خوفت على ابني منك ،هو ماصدّجش اللي سِمعه ..طب اعمل ايه اعرف الحقيقة ازاي ؟ ،اني عمري ماهسيب ابني يضيع حتى لو بيحبك صُح ،وِجِفت قَصاده ..بلاها الجوازة اللي هتجيب الكلام الماسخ والهم ،بلاها حتى لو فيها حب ..ملعون الحب ،لو كنتِ مكاني كنتِ هتعملي زي ما عملت اكدِه ولا ليكِ رأي تاني ؟
= كنت هعمل كدة
- يبجى اني مش كداب أو منافق ،يبجى اني عملت اللي عليا
= مافترضتِش انك كدة بتظلمني ؟ ،ماجاش في بالَك انّي مش كدة ؟ وحتى لو كنت كدة فانا خلاص توبت ،هو المُذنب ماينفعش يعيش عادي زي الناس الطبيعية حتى لو تاب ؟
= ماني جولتلّك لو مكاني هتعملي ايه جولتي هتمنعي الجوازة
- أيوة بس انا بريئة ،اللي اتقال عني كِدب
= ومنين اعرِف ؟
- ومنين تعرف ان دا حصل ؟ طب كنت اديني فرصة يمكن تطلع ظالِمني
= اديتهالِك
- باستغراب : ...
= اديتهالِك وسمعتِك في الجامع ومانطجتِش بحرف واحد ،شوفتِك بايعة ابني لما كلمتيني جِدامه وجولتي اني كداب ،وبايعة نفسِك لما زعقتي في وش اخوه العُمدة وماهمكيش اللي ممكن يعمله فيكِ ،وبايعة خجلِك وكسوفِك لما حكيتي عن الفضيحة اللي اتجالِت عنك بكل جراءة ،واشتريتي كرامتِك وشرفِك وحطّتيه فوج كل شئ حتى جلبِك ،واستردتيه من عيون الناس اللي كانت عايزة تِسرجه منك ،واشتريتي رِضا ربنا فوج وجعِك وسترتيني وانتِ شايفة انّي ساعدت على فضيحتِك ،انتِ كمان ظلمتيني ..بس اللي فضحِك يابنتي خلاص ربنا انتجَملِك منيه وهيتحِبس ،وليكِ حج تِشمتي
- لا ياشيخ محمود انا ...
= مقاطعًا : اني كنت عارِف ،كنت عارِف ان بدر هو اللي جَتل اخوه الكَبير !
- بصدمة شديدة : ...

'' عيونه دمعت وقال ''

= كان طمعان في العمودية وعايز بعد اني ماموت يبجى هو العمدة ،عشان اكدة سِبتهاله يشبع بيها ،وداريت عليه العمر دِه كله ..داريت عليه عشان هو ابني برده ،ودعيت ربنا ان دِه يكون عِقابي في الدِنيا ،ابني الكَبير يموت ،وابني الوسطاني هو اللي يكون جاتله ،واتمنى ربنا يسامحني

'' صِعب عليا وهو بيتكلم ''

= واتمنيت هو كمان يتوب ،ربنا اداله فرصة سنين طويلة ،بس ماستغلهاش ،واني ماعرفتِش اواجهه بذنبه ..واهو هوَ كمان هيضيع مني
- أنا مش عارفة اقولك ..
= مقاطعًا : ماتجوليش حاجة ..اني اللي جاي اجُول ،اني جاي اديكِ فرصة وموافِج على جوازك من سَليم ،بس هى فرصة واحدة ياتستغليها صُح ياهتِنجِلب ضدك العمر كله ،وجَبل جوازِك منيه لازم تِعرفي ان عذابك لسة ماخلِصش لاه ،دِه لسة بيبتدي ..لسة الناس هتحكِي وتتحاكى ،ولسة هتسمعي اكتر ولو خلّفتي ولادك مش هيعايروكِ لاه ،بس هيتعايروا بيكِ وأي غلطة يِعملوها هيجولوا مايتلامش ما أمّه غازية ،وفكّري كَتير سَليم هيتحمّل كل الكلام دِه ولا لاه ؟ ولحد مِيتى هيجدَر يتحمّل؟ ،تاني حاجة عايزِك تسامحيني اني مادفِعتِش عنك ،اتلخمت في ابني اكتر ونسيتِك ،وتالت حاجة عايزِك تسامحي بدر ،عايزِك تسامحيه زي ماني سامحته ،ورابع حاجة يابنتي ..أني مش شيخ ،أني أجَل من اكدِة بكتير ياحنين

'' بفرح لما بسمع اسم حنين ،بفتِكر بيه اني نضيفة وانّي نَفسي اللي مش عارفة اورّيها للناس ''

= وخامس حاجة وآخرهم المجَابلات مع راجل غريب حرام ،وهيزود الهَم ماهيجلّلوش ،وجُولتلّه هو كمان اكدة ..عن اذنك

'' وِمشي ،قفلت الباب وروحت قعدت وفضلت افكّر في كلامه ..أنا المفروض انبِسِط انه وافِق ،ولا ازعل من ذنبي اللي هعيش وهو متعلّق في رقبتي ،دا برده ابتلاء ؟ ،شوية وجَت أسماء وحكَيتلها كل اللي حصل ،هى كمان كانت مصدومة انه جِه ،ومافِرحِتش لما سمعت مني الكلام اللي هو قاله ،طب دلوقتي قراري هيكون ايه ؟ ،كنت عايزة اقابل سليم ،مانا لازم اقابله ..انهاردة الاربع ! ،استنيت لحد مالساعة جَت 5 ولِبست وروحت المكان اللي بنتقابِل فيه ،كان عندي شَك اني الاقيه موجود ،كنت حاسة ان بعد اللي حصل مني في المسجد مش هلاقيه ،بس الغريبة اني لما روحت لقيته ! ،شكله كان تعبان جدًا وحزين ''

- كنت فاكر انك مش جاية
= وانا كمان ..كنت فاكرة انك مش جاي
- وايه اللي جابِك ؟
= عايزة اتكلم معاك ..عايزة اقولك اللي حصل ؟
- حصل ايه ؟
= الشيخ محمود جالي انهاردة

'' هز راسه وقال ''

- عارف
= بصدمة : عارف ؟ ،وعارف قالّي ايه ؟
- عارف

'' سِكت وفضلت بصاله ،لحد ما قال ''

- ليه جيتي الجامع وجولتي اللي جولتيه دِه يا حِنة ؟

'' رديت على سؤاله بسؤال ''

= انتَ ليه بتقولّي ياحِنة ؟
- مش دِه اسمِك بردك ؟
= لأ مش إسمي ،أنا اسمي حنين ! ..إيه ناسي ؟ ،ولا خلاص وِقعت من نظرَك وبقيت تشوفني حِنة الغازية
- جِيتي ليه الجامع ؟ ازاي جاتلِك الجُرأة تِجفي جِدام الرجالة وتجولي اللي جولتيه دِه ؟
= انتَ مشكلتك فين بالظبط ؟ ،في اني دخلت الجامع وقفت قدام الرجالة ولّا في الكلام اللي قولته ؟
- في الاتنين
= امال كنت عايزني اعمل ايه ؟ ،اسمع كلام عني بالباطل واسكت مادافِعش عن نفسي ؟ ،لو كنت لقيت حد دافِع عني ماكنتِش عملت كدة
- أني دافِعت عنك
= بضيق : دافِعت عني قدام مين ياسليم ؟ ،قدام ابوك واخوك ؟ ،دول الناس بالنسبالَك ؟
- وباللي انتِ عملتيه دِه منعتي كلام الناس عنك ؟
= انا ماعملتِش حاجة غلط ! ،أنا وِقفت في الجامع ولبسي كان محتشم وحِجابي على راسي ،وماقولتش حاجة غلط وليا الحق اني ادافِع عن نفسي ..ااه مامنعتِش كلام الناس بس مواجِهتي ليهم قصاد اخوك ودخول البوليس اللي قبض عليه عرّفت الناس مين اللي على حق ومين على باطِل ،حتى لو ماصدقوش كلامي مسيرهم في يوم يعرفوا اني على حق ،حتى لو ماعِرفوش وماعتَرفوش كفاية ربنا شاهِد وعارف ،انا مش همشي طول عمري اسكّت في ألسنتة الناس ،هما احرار
- انتِ فرحانة في اللي حصل لاخويا ياحنين ؟
= لا طبعًا مش فرحانة ربنا يكفينا شر الشماتة ،بس ماكدِبش عليك انا مش زعلانة

'' هز راسه وقال ''

- بخاف منك ،بخاف منك وانتِ جريئة ومش هامّك حد ،بتبجِي بايعة الكل و ...
= مقاطعةً : إلا انتَ ..انا عمري مابيعَك
- لو كنتِ شرياني ماكنتِيش صغرتيني جِدام الناس في الجامع ،ماكنتيش اتطاولتي بلسانِك على ابوي ،ماكنتيش صغرتيني جِدامه وبيّنتيله انك عارفة سِره
= لا انا ماصغرتكش ،انا كبّرت نفسي ومش على حسابَك ..وااه كنت عايزة ابينله اني عارفة سِره عشان يعرف اني سَتراه حتى مهما آذاني برأيه فيا مش هفضحه ،حتى هو شكرني على دا لما جالي انهاردة ،يبقى صغّرتك في ايه ؟
- بغضب : عشان طلعتيني عيل  جِدام ابوي ورفعتي حِسك عليه ..امال لما تبجي مَرتي هتعملي ايه
= انا ماكنش هاممني حد وانا بتكلم غير اني ابرأ نفسي واعرّف الناس اني بريئة ،وكنت عارفة ان ممكن بعد كلامي دا ماشوفكش تاني ولا نبقى لبعض
- مش بجولِك بياعة
= مانا مش هشتريك على حساب سُمعتي يا سليم ،وبرده مابِعتَكش ..امال انا هنا بعمل ايه
- بتأفف : ...
= انتَ بقا ايه اللي جابَك هنا ؟
- ...

'' ماردش عليا ،فانرفِزني ''

= انتَ هتتكلم ولّا امشي ؟
- لاه ..ماتِمشيش
= خلاص اتكلّم ،جاي ليه ؟
- بتنهيدة : جاي عشان تجَاسميني همّي ،كل حاجة بتضيع مني يا حنين والهموم بتزيد يوم عن التاني ،جايلِك واني عارف انك مشاركة في همي ،بس مش لاجِي غيرِك يشيل معايا
= وانا هشيل معاك
- لسة الحِمل كل مادى هيزيد ،دي لسة البداية يا حنين
= عارفة ،الشيخ محمود قالي كدة برده
- ربنا المُعين
= هو انتَ خدت قرارك بالنسبالنا ولا لسة ؟
- قرار ايه ؟
= هتسيبني ولّا هتكمّل ؟
- بجولِك جايلِك تشيلي معايا همي
= بس انتَ شايف انّي مشاركة فيه ،ولسة همومك هشارِك فيها اكتر لو اتجوزنا ،كلام الناس مش هيخلص طول عمرنا ،وولادنا هيشيلوا الهموم دي كمان
- عارِف ،مفكر في كل حاجة جَبل ما حتى اجولِك اني عايزِك
= خايفة ماتِستحملش
- انا طول عمري بتحمّل ،طول عمري بشيل الهموم ،ماجاش على همّك يعني
= هو انتَ كدة بتفرحني ؟
- بتنهيدة : معلش يا حنين اني مش فايج ومش عارف بجول ايه ،اعذريني

'' هزيت راسي ،كنت عذراه فعلًا ''

= طيب انا همشي ،بس دي هتكون آخر مرة نتقابل فيها ،الشيخ محمود قال دا حرام ،وانا مش عايزة اعمل حاجة حرام من تاني

'' ابتسم وهز راسه ،ومشيت خطوتين ولقيته بيقولّي ''

- حنين

'' بصيتله ورديت ''

= نعم
- لما جولتلّك حِنة مش معناها انك نزلتي من نظري او انّي بَجيت اشوفِك الغازية من تاني ،كانت معناها اني زعلان منك وشايل على خاطري ،ماتزعليش مني حقك عليا
= بابتسامة : ماشي مش زعلانة ..عن اذنك

'' وروّحت البيت على طول ،كنت فرحانة بكلامه طبعًا ..بس دا ماقلّلش خوفي من المستقبل ،وخوفي من اللي جاي ..خلّاني افكر من اول وجيد في موضوع جوازي من سليم ! ،خلّاني خايفة اكتر ..انا مش عايزة اعيش طول عمري بدفع تمن ذنبي عند الناس ،لو كنت اقدر اقنع سليم اننا نسيب البلد هنا ونروح أي مكان تاني الناس ماتِعرفناش فيه كنت عملت كدة بس عارفة طبعًا انه مش هيوافق ،وقرار مش مضمون برده ..وارِد الناس هناك تعرف انا كنت ايه ويسألوا عني ،وانا مش عايزة اعيش طول عمري حاسة اني شايلة سِر خايفة الناس تعرفه ،الحل المواجهة ! ..لازم دايمًا اواجه الناس عشان اعرف اعيش ،او احاول اعيش ،الناس مش رحيمة ..أنا كنت عايشة احسن من كدة وانا برقص ،كنت مرتاحة عشان مش شايفة شرور الناس دي ،يعني وانا مذنبة اعيش ووانا تايبة اموت ؟ طب يرضي مين ؟ ،هو مين من البشر مش مذنب ؟ ،مين مابيعمِلش ذنوب صغيرة ومين مابيقعش في الكبائر ؟ ،مين مش مستور ومين مفضوح ؟ ،ماللي بيعمل ذنوب صغيرة واللي بيقع في الكبائر الاتنين مذنبين ،واللي مستور واللي مفضوح برده الاتنين مذنبين ،ليه نعاير بعض ؟ مين يعرف مين هيبقى احسن عند ربنا ؟ ،هو انا مش ممكن توبتي تعلّيني عند ربنا وتخلّيني احسن من الناس اللي بتجيب في سيرتي ؟ طب هما مش عارفين الكلام دا ؟ ،مش عارفين قصة الراجل اللي قتل مية واحد ودخل الجنة لانه تاب ! ،المفروض افضل احاسِب على ذنبي لحد امتى ؟ ،هو مش ذنبي بيخلص وسيئاتي بتتمحي من اول ماتوب ؟ ،لو دا ابتلاء او اختبار فاهو صعب يارب ،بس انا هتحمّله وهنجح فيه ،وصابرة يارب ..انا هكمّل واعيش ومش هقف عند كلام الناس طول مانا عارفة نيتي والقريبين مني عارفنّي وواثقين في توبتي يبقى خلاص على الدنيا السلام ''

'' بعد ما حنين مشيت فِضلت جاعد ماتحرّكتِش ،فكرت في كل اللي الكلام اللي جَالهولها ابوي ،فكرت فيها وفيّا ،الحياة صعبة قوي واللي ذنبه معروف مالوش مكان فيها ،مش عارف اذا كنت هتحمّل كل اللي جاي ولا لاه ،خايف امِل ..خايف اندم مع اني عارف ومتأكد من توبتها ،عارف انها مش هترجع وندمانة ،يبجى ايه اللي ناجِص ؟ ،كلام الناس !..معجولة ابني حياتي على كلام الناس ؟ هيفيدني بإيه ؟ معجولة ابجى خايف انهم يكرّهوني فيها ويجي يوم واندم على حبي ليها ؟ ،لاه مش هيحصل ،مش هسيب نفسي لكلام الناس ..واني كمان مش هسلم من كلام الناس ،ابوي جَاتل واخوي جَاتل وجتل اخوه ،ذنب ابوي مستور وذنب اخوي اتفضح ..لسة اللي جاي من عمري تَقيل ولازم اكون جَده مادام اخترت ''

'' كنت زعلانة على سليم ووالده جدًا بعد ماتحكم على اخوه بمؤبد ! ،وولاده ومراته اللي سايبهم لوحدهم واللي هيعيشوا طول عمرهم بفضيحة ،الموضوع خد وقت كبير في البلد والناس ألّفوا شوية حاجات زيادة ،اللي طِلع وقال انه لمَحه وهو بيتفق مع راجل عشان يقتل اخوه ،واللي يقولوا انهم من زمان كانوا حاسين من زمان انه كان بيكرهه ..كلام بايخ ومالوش لازمة
كنت بحاول اقرب من ربنا كل مادى ،كل مادى بندم اني ماكُنتِش كدة قبل كدة ،وكمان أسماء شوية شوية بقت كويسة وبتصلي ،بقت شخص تاني خالص ،كنت فرحانة أوي بيها ..
مع الوقت والأيام اللي بتمر الحكومة كانت عايزة تعيّن عمدة جديد ،المفروض ان العمودية كانت تطلع من الشيخ محمود بعد اللي حصل ،بس اللي سمعناه ان الحكومة بقت تسأل في البلد عايزين مين يبقى العمدة ونزلت اعلان ان لو حد عايز يرشح نفسه والناس اللي في البلد تنتخبه ،الناس كانوا عايزين ان سليم يبقى هو العمدة ،وعِرفوا انه عايز يتجوز رقاصة ،قالوله انهم مش هيحطوا في الاعتبار موضوع اخوه اللي اخد مؤبد ،بس بيخيّروه انه لو موافق يبقى عمدة البلد يبقى مايتجوزنيش ،ياما يرفض العمودية من بابها ،ورفضها ..رفضها واشتراني ،ودي حاجة حسّستني اني غالية عنده ،فرحتني جدًا ''

'' أيوة رفضتها ،ماجبَلش حد يساومني ،خصوصًا لو المساومة فيها حنين ،أساوِم على حبي ؟ ،بلاها أي حاجة وكل حاجة لاجل عيون حنين ''

'' عدت سنة ،كانت البلد اتعيّن فيها عمدة جديد ،والمواضيع هِديت شوية ..وفي يوم لقيت سليم والشيخ محمود وعم صلاح جايين يطلبوا إيدي ،الدنيا مكانِتش سيعاني من الفرحة ،قررت اركز في نفسي اكتر ماركز في الناس وكلامهم
واتجوزنا ،وزي ماتوقعنا كلام الناس كان كتير ووِحش ،حتى نظراتهم ..سليم كان دايمًا يقولي ماهتمش ،طظ في الناس وفي كلامهم ،بس للأسف خوفي زاد لما عرفت ان انا حامل ''

'' مسكت إيديها وبوستها وجولتلها ''

- بابتسامة : ألف مبروك ياام محمود
= بابتسامة : الله يبارك فيك

'' كانت شيلاه على رِجلها ،كان المولود جميل ..شبه الأحلام اللي بتتحقق ،كنا بنبصله واحنا فرحانين لحد ماقالت حنين ''

= تفتكر هيفتخر بيا لما يكبر ؟

'' بصيتلها وجولتلها ''

- ااه ،وهيشكرني على اختياري ليكِ
= يارب ،يارب ياسليم
- رغم خوفك بس دايمًا بتبجي جريئة واللي يشوفِك يجول جَلبك ميت وانتِ ميتة في جلدك ،أول مرة اشوفك خايفة بجد ومش عارفة تخبّي
- بحزن : عشان خايفة فعلًا ياسليم ،وخوفي زاد لما بقيت أم ،الضنا طِلع غالي فعلًا ،أول ماعيني وقعت عليه حسيت ان حبه اترمى في قلبي ،خايفة عليه أوي ،وخايفة على نفسي منه انه يظلمني
= فاكرة كلام ابوي ليكِ ،العيل اللي يتبرّى من امه يغور في داهية
- بحزن : مش هيهون عليا

'' وراحت معيطة ،ضحكت ''

= بضحك : بتنكدي على نفسك ليه يابت انتِ ،ماتخافيش ياحنين ..هنربيه كويس وهنعلمه مالوش دعوة بكلام الناس ،هنجولّه ابوك وامك عملوا وهيعملوا كل حاجة عشان تبجى مبسوط ،هنخليه يحفظ القرآن وهنعرفه مين هو ربنا ،هنجوله ربنا رحيم وغفور ،وان الناس هى اللي مابترحمش ،لو عِرف من نفسه انتِ كنتِ بتشتغلي ايه مش هننكر وهنجوله انك توبتِ ،هنجوله امك غِلطت زي مالناس كلاتها بتغلط ،هنربي جلبه على الرحمة ،وهنعرفه ان الناس كلاتها مستورين عشان اكدة بعايروا بعين بجحة ،ماتسبّجيش بالفال الوحش ياحنين ،ربنا هيكرمنا في زرعِتنا مادام جَلبنا معاه
- بابتسامة : شكرًا
= على ايه ؟
- على انك دايمًا بتحاول تطمني ،وبتعرف تنسيني همي
= وانا وماليكِ عليا حِلفان ..من يوم ماعرفتِك ياحنين واني شايل الهم

'' مسكِت المخدة اللي جمبها وحدفِتني بيها ،وضِحكنا ..عارفين اللي جاي صعب بس طول ماحنا مع بعض هنعدّيه ''

'' لا أُحلّل الإقتباس من دون الإسم ..🌻 ''

#حكايَاتنا_سوا
#هالة_أحمد

رأيكوا 👇👇

Continue Reading

You'll Also Like

10.3K 88 3
قصص gayجنسية قصيرة قصص حقيقية من الواقع
11.2K 1.4K 12
"أَنت و سون أصبحتمَا مسؤوليتِي ، تَايهيونغ .. أنَا اريدكمَا .." و فِي اللحظة التِي انطفئت بِها كل الاضوَاء و أصبحت تَائه وسط العتمة كَان هو اليَد ال...
4.8M 135K 30
كانت تظن بانه سيحول حياتها الى جحيم... لكن لم تكن تعلم بانه انقذها من الجحيم.. من ظنت بهِ سوءً.. عاملها كالأميره.. ومن ظنت به خيراً.. عاملها كالعبيد...