اسكربتات هالة أحمد

Autorstwa Delirium182

282K 17.1K 937

بصوا حبيت اعمل حاجة جديدة ف انا هنا هجمع الاسكربتات اللي الكاتبة هالة أحمد كتبتهم و هنزلهم هنا و اشمعنا هال... Więcej

{1}
{2}
{3}
{4}
{5}
{6}
{7}
{8}
{9}
{10}
{11}
{12}
{13}
{14}
{15}
{16}
{17}
{18}
{19}
{20}
{21}
{22}
{23}
{24}
{25}
{26}
{27}
{28}
{29}
{30}
{31}
{32}
{33}
{34}
{35}
{36}
{37}
{38}
{39}
{40}
{41}
{42}
{43}
{44}
{45}
{46}
{47}
{48}
{49}
{50}
{51}
{52}
{53}
{54}
{55}
{56}
{57}
{58}
{60}
{61}
{62}
{63}
{64}
{65}
{66}
{67}
{68}
{69}
{70}
{71}
{72}
{73}
{74}
{75}
{76}
{77}
{78} Part : 1
{78} Part : 2
{78} Part : 3
{78} Part : 4
{78} Part : 5
{78} Part : 6
{78} Part : 7
{78} Part : 8
{78} Part : 9
{78} Part : 10
{78} Part : 11
{78} Part : 12
{78} Part : 13
{78} Part : 14
{78} Part : 15
{78} Part : {الأخير {16
{79}
{80}
{81}
{82}
{83}
{84}
{85}
{86}

{59}

2.6K 185 7
Autorstwa Delirium182

'' إختيار إجباري ..💛! ''

'' في ناس كتير مش بتعيش لنفسها ، بتدي حياتها كلها للي حواليها ..في ناس بتدي وهي مرتاحة ، وناس بتدي وهي مُجبرة ، ناس يهمها سعادة اللي حواليها عشان بيلاقوا سعادتهم في كدة ، لكن في ناس تانية بتسعد اللي حواليها عشان مافيش قدامها غير كدة فابيختاروا يسعدوا اللي حواليهم ، وبيبقي إختيار إجباري للأسف ..''

- بإبتسامة : خلاص ياهدير ، شكلها خِلصت كدة

'' مسكت إيديها وقولتلها ..''

= ببكاء : زينب ماتقوليش كدة ماتوجعيش قلبي عليكي ، إن شاء الله هتبقي كويسة وهتقومي بالسلامة إنتِ والبيبي

'' طبطبِت علي إيدي وقالت ..''

- بتحبيني ياهدير ؟
= إنتِ عبيطة يازينب ؟ ، بحبك بس ؟ ..دا إنتِ صاحبة عمري ، إنتِ روحي وقلبي كله يازينب
- ربنا مايحرمنيش منك أبداً
= ولا منك يارب
- أنا عايزة أطلب منك طلب ، وأتمني توافقي عليه
= أؤمري ، أطلبي عنيا
- بإبتسامة : تسلملي عنيكِ ..هو طلب صعب عليا وعليكي إنتِ أكتر بكتير
= قولي في إيه ماتقلقنيش

'' إرتبَكِت شوية ، حسيتها مش عارفة تجمع كلامها ، مش عارفة تبدأ منين بالظبط ، وبعدين قالت ..''

- إنتِ عارفة طبعاً إنّي بين الحياة والموت ، اللي جاي مش قد اللي رايح ، وأنا راضية بقضاء ربنا أياً كان هو إيه ..بس مع ذلك أنا خايفة ، خايفة أوي علي ولادي سلمي وحازم هيعملوا إيه من بعدي ، مين هيراعيهم وهياخد باله منهم ؟ ، مين ممكن أبقي ميتة وأنا متطمنة إنهم مش هيضيعوا من بعدي
= بالله عليكي يازينب ماتقولي الكلام دا ، إنتِ اللي هتاخدي بالك منهم وهتربيهم و ...
- مقاطعةً : إستني بقا ياهدير خليني أكمل كلامي
= بحزن : ...
- أنا عارفة إن طول ماربنا معاهم مش هيضيعوا ، بس أنا مش قادرة ماخافش عليهم ، دول ولادي ..وعبدالرحمن دا كمان ، عبدالرحمن دا حكاية لوحده ، مش عارفة من غيري هيعمل إيه ..مين هيديله علاجه في معاده ؟ ..هو نسّاي أوي ..دا بينسي حتي ياكل ، عشان كدة أنا فكرت كويس أوي ، فكرت كتير جداً لحد ماوصلت لقراري دا
= وإيه هو القرار ؟
- هدير ..أنا عايزاكِ تتجوزي عبدالرحمن
= بصدمة : ...

'' إتخضيت من اللي قالته ، إتصدمت جداً ..ماجاش في بالي أبداً إنها تطلب مني حاجة زي كدة ، ياخبر أبيض ! عايزاني أتجوز جوزها ؟ ..''

= إنتِ إتجننتي يازينب ؟ ، إنتِ بتقولي إيه ؟
- إسمعيني بس ...
= مقاطعةً : أسمع إيه ؟ ، إنتِ إزاي تطلبي مني طلب زي دا أصلاً
- أنا مش هآمِن علي ولادي ولا علي عبدالرحمن غير معاكي
= إنتِ ..إنتِ ...أنا مش مستوعبة اللي بتطلبيه مني ، إزاي جه في بالك تطلبي مني طلب زي دا ، إزاي عقلك صوّرلك إني ممكن أوافق ؟
- هتوافقي
= بصدمة : زينب !
- أنا عارفة إنك هتوافقي ، لإني عارفة إنك خايفة علي ولادي قد ماأنا خايفة عليهم
= بضيق : زينب بطّلي تقولي كلام يضايقني
- بطلّي إنتِ تقاوحي بقا ، كفاية عبدالرحمن طلّع روحي لحد ماوافق
= بصدمة شديدة : ...
- فكري كويس ياهدير ، فكري وإعقلي كلامي ..شوفي مين هيخاف علي ولادي من بعدي قدك

'' مش متخيلة ولا مستوعبة كلامها ، طول طريقي للبيت وأنا بفكر هي إزاي طلبت مني طلب زي دا ؟ ، إزاي متخيلة إني هوافق ؟ ..إزاي ماعندهاش أمل في ربنا إنها هتقوم بالسلامة وهي اللي هتربي ولادها ، أنا أصلاً مش قادرة أصدق إنها لا قدّر الله ممكن تموت ! ، ااه يازينب
صاحبة عمري وأختي ، صاحبة مشواري كله ، صحاب من أكتر من 25 سنة ، زينب إتجوزت عبدالرحمن من حوالي 14 سنة ..إتجوزت عبدالرحمن وهو عنده مشاكل في الكِبد ، أهلها كانوا مترددين جداً إنهم يوافقوا عليه ، بس هي كانت موافقة جداً عليه عشان هو بني آدم محترم أوي وسمعته كويسة وملتزم ومتدين ، شافته فرصة رغم تحذيرات اللي حواليها إن ممكن يتعب أكتر ويموت في لحظة ويسيبها في عز شبابها ، لكن ردها كان إن الأعمار بيدِ الله ، مين عارف يوم مين قبل مين ، وإتجوزوا ! ..وبعد كام شهر من جوازها بقِت حامل ، الحمل كان صعب عليها جداً ووقت الحمل إكتشفنا إن عندها مشاكل في القلب وقلبها ضعيف ، دي كانت صدمة كبيرة جداً لانها عمرها ماشتكت أبداً قبل الحمل بحاجة زي كدة ، بدأت تشتكي من بداية الحمل ، الدكتور قالها إن لازم تنزّل البيبي لان دا هيشكّل خطورة علي حياتها لكن هي رفضت دا نهائي ، خصوصاً لما عرفت إنها حامل في توأم ، والحمد لله ..ربنا سترها وقامت بالسلامة وجابت لِنا سلمي وحازم ، الدكتور حذرها من الحمل تاني ، وأخدِت قرار هي وعبدالرحمن إنهم مش هيخلفوا تاني ، وطول ال 13 سنة ماكنِتش برده بتشتكي من قلبها نهائي ، لحد من 8 شهور ، بدأت تتعب جداً وتشتكي ولما كشفِت الدكتور بلّغها إنها حامِل ، رغم كل الإحتياطات اللي كانت وخداها بس سبحان الله ربنا أراد دا ، الدكتور حذّرها المرادي أكتر علي صحتها وقالها تنزله ، لكن هي أصرت تحتفظ بيه ، وقالت كل اللي كاتبه ربنا هيكون ..الحمل كان تقيل عليها جداً وعلي صحتها ، إستحملت كتير لحد مابقت في التامن ..ومن كام يوم تعبت وأُغمي عليها والدكتور قال إنها لازم تتحجز في المستشفي ، كل تفكيرها دلوقتي في الموت ..إنها هتموت وهتسيب جوزها وأولادها ، تفكيرها مش قادِر يتخطّي الموت ..''

- بصدمة : وعبدالرحمن وافِق ؟
= علي كلامها ياماما وافِق
- إزاي وافِق ؟ هو نِسي اللي كان بينكوا زمان ؟
= بضيق : ماما أرجوكي ماتفتحيش الموضوع دا ، عبدالرحمن جوز صاحبتي دلوقتي
- إنتِ عارفة إن ممكن يفتكر إنك ماتجوزتيش لحد دلوقتي عشان لسة بتحبيه ؟

'' قومت بعصبية من علي السرير وقولتلها ..''

= ماما !
- إيه ؟ هتنكري ولا إيه ؟
= بصدمة : يانهار أبيض ! ، إنتِ إزاي تفكري في كدة ؟ إزاي متصورة إني بحب جوز صاحبتي
- إنتِ كنتِ بتحبيه قبل مايتجوز صاحبتك ، ماجتيش حبتيه لما إتجوزها
= كنت ياماما كنت ! ، أنا كان عندي وقتها 18 سنة ، دلوقتي أنا عندي 34 سنة ، متخيلة عدا كام سنة ؟ ، متخيلة عقلي كِبر ونَضج قد إيه ؟ ، عبدالرحمن مين دا اللي هكون لسة بفكر فيه ، أنا ماتجوزتش لحد دلوقتي عشان لسة نصيبي ماجاش ، ولو هو فكّر إني لسة ماتجوزتش لحد دلوقتي عشانه يبقي متخلف وغبي ، وإنتِ ياماما بالذات ماينفعش تقولي كدة ، دا أنا بحاول أتحاشاه دايماً عشان مافيش عقل يتصور إني بحبه ، ولا هو كمان يكون فاكر كدة ، دايماً لما بروح لزينب لازم أتأكِد إنه مش في البيت ، عمري ماسألتها عن علاقتهم أو عن مشاكلهم ، ويوم مابتتبرع وهي تحكيلي إنتِ أكتر واحدة عارفة إني ببقي زعلانة علي زعلها وببقي متضايقة لما بتبقي متخانقة معاه ، المفروض تقولي إني بحبه لما تلاقيني بجري وبستغل أي فرصة عشان أشوفه وأفرح بمشاكله مع مراته أو أحاول حتي أكون معاه في مكان واحد
- طب إهدي ، إهدي شوية أنا مش قصدي حاجة
= بتأفف : ...
- المهم هتعملي إيه ؟
= طبعاً مش موافقة ، مستحيل أوافِق ياماما

'' عبدالرحمن دا كمان مشكلة لوحده ..
كنا بنحب بعض زمان أيام الثانوية العامة ..كنا مراهقين ، كنا مرتبطين ، ماكنش حد يعرف ولا زينب ولا ماما كانت تعرف وقتها ، فضلنا نتكلم كام شهر ، وبعدها إتلم علي شلة كويسة ، متهيألي حكالهم عننا فاقالوله إن اللي بنعمله دا حرام وماينفعش يكلمني دا لو بجد بيحبني ، فاقرر إنه فعلاً يبعد ..لحد مايبقي جاهز وبعدين هيتقدملي ، سكينة الحب وقتها كانت وخداني أوي ، ماكنتش عايزاه يبعد ..فاكنت كل شوية أتحجج بأي حجة وأكلمه ، كان دايماً بيتهمني إن أنا بحاول دايماً أشده للغلط ، لحد ماقالي أنا عند وعدي ليكي لما أما جاهز هاجي أتقدملك وبعدها عملّي بلوكات من كل الأبلكيشنز اللي ممكن أوصله بيها ، ودخلت الجامعة ..وجزء كبير من حبي لعبدالرحمن إختفي ، وقتها صدقت إني كنت موهومة أو يمكن عشانه بعيد ومش بشوفه ولا بكلمه خلاص نسيته ، مش بيقولوا البعيد عن العين بعيد عن القلب ! ، ومع ذلك كنت مصدقاه إنه هيجي يتقدملي زي ماوعدني ، وقولت يمكن الحب يتجدد من جديد لما يتقدملي ويتغير ، بس أخدت صدمة عمري لما إتقدم لزينب ، كانت صدمة دبحتني ..طب ياسيدي ماتتقدمليش وإخلف وعدك معايا وروح لواحدة غيري ، بس مش صاحبة عمري ..حسيت إحساس فظيع ، حسيت إنه خانّي ، خصوصاً إنه يعرف إن زينب صاحبتي ..مع فرحة زينب بيه أكيد ماكنتش أقدر أقولها حاجة ، فاحكيت لماما عليه ..كانت مصدومة قد صدمتي ويمكن أكتر ، عاتبتني علي اللي عملته وإن ماكنش ينفع أكلمه وإني مالتزمتش بالوعد أنا كمان ، قولتلها إني كنت صغيرة ويمكن مش فاهمة أو عشان بحبه كنت دايماً أنا اللي بحاول أقرب منه ، قالتلي إن الحرام مالوش مبرر أياً كان إيه هو ..الحب بدل مانخليه مبرر للحرام ، ليه مانخليهوش دافع قوي للحلال ؟ ، خلتني أندم علي كل اللي عملته وعلي حتي أفكاري ومبادئي ، خلتني أعيد ترتيب حاجات كتير في حياتي ..وأصحي لنفسي أكتر من كدة ، علي قد ما كلام ماما خوفني ، بس كان عزائي الوحيد إن ربنا أكيد هيبقي أرحم عليا من أمي ..''
'' تاني يوم روحت لزينب المستشفي ، لقيت حركة غريبة ..إتخضيت جداً ، جريت علي أوضة زينب لقيت الدكتور عندها وممرضات كتير في أوضتها ، ومامتها وعبدالرحمن موجودين ..''

- في إيه ، إيه اللي بيحصل ؟ ، إيه اللي حصل ياطنط ؟
= ببكاء : زينب بتروح ياهدير ، بنتي بتموت

'' خرجونا من الأوضة وقفلوا الباب ، طنط كانت بتعيط وعبدالرحمن قاعد جمبها وحاطط راسه بين إيديه ..''

- إستهدي بالله ياطنط ، هتبقي كويسة ..والله هتبقي كويسة
= ببكاء : يارب ياهدير

'' كنت خايفة جداً ، مرعوبة من جوايا وماسكة دموعي ، بس متماسكة عشان مامتها ، قعدنا كلنا ندعي لحد مالدكتور خرج من عندها ، جرينا عليه ..''

- عبدالرحمن : خير يادكتور طمني عليها هي كويسة ؟
= الدكتور : ااه الحمد لله ، بس ماكدبش عليكوا ..كل يوم بيعدّي عليها في الحمل خطر عليها ، قلبها ضعيف جداً
- طب ماينفعش تولدها ؟
= دلوقتي غلط علي البيبي ، هي لسة في نُص التامن ، توصل بس لأول يوم في التاسع وأنا هولدها علي طول ، بس أتمني تستحمل
- ولو ماستحملتش ؟
= يبقي دا قضاء ربنا ، إدعولها ..عن إذنكوا

'' كلام الدكتور خوفني أكتر ، دخلت مامتها وعبدالرحمن لها وأنا قعدت برا ، طلعت خوفي وقلقي في العياط والدُعاء ..مرعوبة عليها أوي ، إستنيت لحد ماعبدالرحمن خرج من عندها ودخلت لها ..''

- كدة يابت إنتِ تقلقينا عليكي كل شوية كدة ؟
= بإبتسامة : حقك عليا

'' طبطبت علي إيديها وبصيتلها بحزن ، بصت زينب لمامتها وقالت ..''

= سلمي وحازم عاملين إيه ياماما ؟
- كويسين الحمد لله ، مشتاقين يشوفوكي بس ..كنت هاجيبهم معايا إنهاردة بس رجعت في آخر لحظة وقولت لأ
= الحمد لله ياماما إنهم ماجوش ، عايزاهم يشوفوا أمهم وهي بتموت
- هدير بضيق : يازينب ماتقوليش كدة ، إنتِ غاوية تقطعي قلوبنا يابنتي ؟

'' ماستحملتش أنا ومامتها وقعدنا نعيط ..''

= قولتي إيه ياهدير في اللي قولتهولك إمبارح ؟
- دا وقته يازينب !
= دا هو دا وقته ، ريحي قلبي وقوليلي قولتي إيه ؟

'' إتلغبطت ، وإرتبكت عشان مامتها موجودة ، زينب أخدِت بالها وقالت ..''

= ماما عارفة ياهدير كل حاجة ، هاا بقا قولتي إيه ؟
- بضعف : موافقة

'' بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ..''

'' بعد كتب الكتاب خرج عبدالرحمن علي طول وسابنا ، كتبنا الكتاب عند زينب في المستشفي ، الأوضة كان مليها الحزن والكآبة علي كل الموجودين ..''

= زينب بإبتسامة : مبروك ياضرتي
- بحزن : ...

'' زينب أول ما وافِقْت فرحِت جداً كإنها بتجوزني أخوها مثلاً مش جوزها ! ، وقررِت إننا نكتب الكتاب بعد يومين عندها في المستشفي عشان تتأكد بنفسها ، لما روّحت البيت يومها بلّغت ماما بموافقتي ، كانت مصدومة لما عرفت إني وافِقت لانها عارفة إني رافضة ، قولتلها اللي حصل ..قولتلها إني مجبورة ..مع إنه بإختياري ..''

'' كلنا كنا قاعدين ساكتين ماحدش بيتكلم ، زينب بس اللي بتحاول تفكنا وتطلعنا برا المود دا ، لحد ماكنا ماشيين أنا وماما ، وقفتني وقالت ..''

= إنتِ مروّحة راحة فين ؟
- بإستغراب : مروّحة بيتنا في إيه ؟
= لا ياحبيبتي إنتِ هتروحي بيتك الجديد دلوقتي ، هتروّحي مع عبدالرحمن
- بضيق : لا يازينب بقا ، أرجوكِ ماتضغطيش عليا أكتر من كدة ، أنا أخدتك علي قد عقلك ووافقت أتجوز عبدالرحمن عشان أرضيكي مش أكتر ، لكن لما تقومي بالسلامة إن شاء الله هنتطلق أكيد ، لكن كمان عايزاني أروح بيتك وأقعد فيه ؟ ، إنتِ مجنونة يابنتي ؟
= خلاص ياستي مادام بتاخديني علي قد عقلي كملي جميلك للآخر ، ثم عبدالرحمن اللي عايز كدة ، عايز مراته تروّح معاه ..هتقولي لجوزك لأ ؟
- بضيق : بطلي بقا ، ماحدش فينا عايز حاجة من اللي إنتِ بتعمليه دا
= طب إعتبريه آخر طلب هطلبه منك قبل ماأموت ، عشان خاطري ياهدير ، وأهو تطمني علي سلمي وحازم
- بضعف : كفاية بقا ..

'' إتصلِت علي عبدالرحمن وقالتله يجي ياخدني يوصلني البيت أنا وماما وبعدين هجيب شنطة هدومي وأروّح معاه ، تقريباً إتخانق معاها في التليفون وفي الآخر خضع لها زي مانا خضعت لها وعملت اللي قالتلي عليه ..''
'' روّحت معاه البيت طول الطريق ماحدش نطق بكلمة ، كنت كارهاه أوي في اللحظة دي ، وصلنا البيت ..نزل وشال شنطة هدومي ، أول مادخلنا البيت وشافنا حازم وسلمي ، حازم جه وسلم عليا وكان مبسوط بوجودي ، لكن سلمي كانت مستغربة وجودي جداً وفضلت واقفة بعيد بتبصلي وبتبص لشنطة هدومي ، وعبدالرحمن سابنا ودخل أوضته ..''

- إزيك ياطنط هدير عاملة إيه ، وحشاني جداً
= بإبتسامة : وإنت كمان ياحبيبي أوي ، إنتَ عامل إيه ؟
- كويس الحمد لله ، إنتِ بتشوفي ماما ؟
= ااه بشوفها
- طب هي كويسة ؟
= ااه ياحبيبي كويسة وكلها كام يوم وهتيجي البيت هي والبيبي الجديد

'' فِرح وبعدين بَص لشنطة هدومي وقال ..''

- هي إيه شنطة الهدوم دي ؟

'' إرتبكت جداً ..''

= بإرتباك : دي شنطة هدومي ..يعني أنا هقعد معاكوا كام يوم كدة لحد ما ماما ترجع لكوا بالسلامة
- بفرحة : والله بجد ؟ ، دا كويس أوي

'' وفي اللحظة دي إتكلمت سلمي وقالت ..''

- بجد جاية تقعدي معانا ؟
= طبعاً ياحبيبتي
- يعني مش جاية البيت هنا بشنطة هدومك عشان إتجوزتي بابا ؟

'' إتصدمت جداً ، عِرفت إزاي ؟ ..''

- حازم بإستغراب : إيه ؟ ، إتجوزت بابا ؟
- سلمي : أيوة ياحازم إتجوزت بابا ، أنا سمعت تيتة الصبح وهي بتكلم ماما في التليفون وبتقولها إن المأذون هيجي المستشفي عشان يكتب كتاب بابا وطنط هدير ، فأكيد هي جاية عشان خلاص بقت مراته

'' بصلي حازم بصدمة وبعد كدة بِعد عني وقال ..''

- الكلام دا حقيقي ياطنط ؟

'' ماعرفتش أرد أقول إيه ، فضلت ساكتة مانطقتش ! ..فِهم من سكوتي إن كلام أخته صح ، سابنا ودخل أوضته ، وفضلت سلمي واقفة وبصالي وبعدين قالت ..''

- إزاي قدرتي تخوني ماما ؟ دي صاحبة عمرك !
= أنا ماخنتهاش ، ماما عارفة إننا إتجوزنا ..هي اللي مجوزانا ، هي اللي كانت عايزاني أنا وباباكي نتحوز
- بسخرية : دا بجد ؟ ، ليه بقا إن شاء الله ؟

'' ماكنتش عارفة أقولها إيه ، أكيد مش هقولها علي حالة مامتها ..''

= بإرتباك : يعني ..أهو مامتك عايزة كدة وخلاص

'' ماقتنعِتش بكلامي نهائي ، بصتلي البنت بإحتقار وبعد كدة دخلت أوضتها ، أخدت أنا شنطتي ودخلت أوضة الضيوف وقفلت علي نفسي وقعدت أعيط ، إيه اللي أنا عملته في نفسي دا ؟ ..''
'' عدا أسبوعين ، كل واحد كان واخد جمب من تاني ، الولاد واخدين جمب مني ومن باباهم بعد جوازنا ، وعبدالرحمن مش مركز ، مش فاضي حتي يفكر في ولاده ..الولاد كانوا بيعاملوني بطريقة جافة جداً ، الحياة ماكانتش لطيفة خالِص ، كنت بروح لزينب كل يوم وأطمنها علي ولادها وعلي جوزها ..
وفي يوم كنت صاحية أصلي الفجر ، سمعت عبدالرحمن بيتكلم في التليفون وصوته عالي ، ماكنتش سامعة بالظبط إيه اللي بيقوله بس قِلقت جداً ، خلصت صلاة بسرعة وخرجت من الأوضة لقيته لابس ونازل ..''

- في إيه ؟ ، في حاجة حصلت ؟

'' الدموع كانت في عنيه ..''

= زينب دخلت العمليات دلوقتي وبتولد

'' ضربات قلبي زادت أوي ، خوفت جداً ..حسيت الوقت جري بسرعة ..''

- إستناني أنا هلبس وهاجي معاك
= بسرعة طيب لو سمحت
- حاضر

'' جريت علي أوضتي لبست بسرعة ، وأنا بلبس سمعت صوت الولاد برا بيتخانقوا مع عبدالرحمن ، خلصت وخرجتلهم ..''

- في إيه بتزعقوا ليه ؟

'' بصولي وماحدش فيهم كلمني ، وبعدين بصوا لباباهم وقالوله ..''

- سلمي : إحنا عايزين نشوف ماما ، بقالنا كتير ماشوفنهاش
= خلاص ياسلمي ماما راجعة إنهاردة ، سبينا بقا ننزل عشان هي بتولد دلوقتي
- حازم : طب مانروح ونيجي معاكوا إيه المشكلة يعني ؟ ، أرجوك يابابا خلينا نروح معاك
= بتنهيدة : طيب ، يلا إلبسوا

'' دخلوا بسرعة أوضتهم ولبسوا وإتحركنا ، طول الطريق وأنا حاطة إيدي علي قلبي وبدعيلها ، وصلنا بسرعة المستشفي لقينا مامتها واقفة قدام العمليات وبتعيط ، روحت وقفت جمبها وقعدت أطمنها ، إتأخرت جداً في أوضة العمليات ، لحد ماخرج الدكتور ، جرينا كلنا عليه ..''

- عبدالرحمن : إيه يادكتور طمني
= ألف مبروك ، ربنا رزقكوا بولد زي ...
- عبدالرحمن بضيق : ولد إيه بس ، مراتي يادكتور ..زينب عاملة إيه

'' كل حاجة كانت باينة علي وِش الدكتور ، قريتها ..''

= البقاء لله

'' صرخت بأعلي صوتي ..''

- لا لا لا ، زينب لا

'' أولادها إنهاروا وجوزها أكتر ، شوية وجابولنا الولد أخدته منهم وحضنته ..''

- سلمي ببكاء : إرتاحتي دلوقتي ؟ ، أهي ماتت وسابتهولك لوحدك عشان تفرحي

'' طلعوها من أوضة العمليات وهما مغطيين وشها ، عيطت أكتر ..حطوها في أوضة ودخلنا معاها ، الموقف صعب علي قلبي أوي ، روحت عندها وكشفت وشها ، بوست راسها وكلمتها ..''

- ياصاحبة عمري يازينب ، ياأختي وأمي وكل ماليا ..سِبتيني بسرعة ، هونت عليكي يازينب ؟ ، هونت عليكي ؟

'' قربت الولد منها ، قربته من صدرها وقولتلها ..''

- خدي إبنك في حضنك ، أنا عارفة إنك حاسة بيه دلوقتي ، وإنت شوف ماما ، شوفها كويس دي آخر مرة هتشوفها فيها ، شوف حلوة إزاي ؟ ، دي ضحّت بعمرها عشانك

'' عبدالرحمن خلص كل التصريحات في المستشفي وخدناها وروّحنا البيت ، ولما جت المُغسِلة لقيت عبدالرحمن جه وقالي ..''

- هدير
= نعم
- ماتكفنوهاش غير لما أدخل وأسلم عليها ، عشان خاطري

'' صِعب عليا جداً ..''

= حاضر

'' دخلت معاها ومامتي ومامتها كانوا موجودين ، كنت بابصلها أوي ، عايزة عيني تشبع منها ، وقبل مايكفنوها إستأذنتهم يطلعوا برا ودخلت عبدالرحمن ، أول ماشافها عيط كتير وباس راسها وإيديها ، وقعد قدامها وإيده علي راسها ..''

- حبيبة عمري ، بنتي البكرية ، كدة ؟ ، مش كنا متفقين إن أنا اللي هموت الأول ؟ ، كدة تضحكي عليا ، تموتيني بإيدك يازينب كدة ؟ ، مش حرام تكسري ضهري وتكسريني معاكِ ؟ ، مش حرام توجعي قلبي عليكي؟ ، هتوحشيني يازينب ..هتوحشيني أوي

'' كنت حاطة إيدي علي بوقي عشان صوتي مايطلعش ، كلامه وجع قلبي أوي ، طلعت وسيبته معاها ، شوية وخرج وعنيه وارمة من العياط ، ودخلنا وكفنّاها ..''
'' الحياة بقت وحشة أوي بعد موتها ، وحشة جداً ..الحزن ماكنش مفارقنا ، قلوبنا كلنا كانت ضلمة ، أصل زينب مش أي حد ..
عدا أكتر من ست شهور علي وفاتها ، عبدالرحمن سمّي الولد كريم ..كنت مهتمة بيه إهتمام كلي ، كنت حاسة إنه إبني أنا ..سلمي وحازم ماكانوش قادرين يتجاوزوا فكرة إن أنا سرقت باباهم من مامتهم وإني فرحانة إن زينب ماتت عشان خلاص مابقاش فيه غيري ، مش قادرين يستوعبوا إن دا طلب زينب ، كرهوني جداً ، ماكانوش بيتكلموا معايا خالص ، كانوا متجنبنّي دايما ..''

- عاملة إيه ياهدير يابنتي ؟
= كويسة الحمد لله ياماما ، إنتِ عاملة إيه وحشاني جداً
- وإنتِ كمان ياحبيبتي ، الولاد عاملين معاكي إيه ؟
= كويسين الحمد لله
- لسة واخدين منك جمب ؟
= أيوة
- طب ماتحاولي يابنتي معاهم
= بحاول علي طول ياماما والله ، وهفضل أحاول لحد مايفهموا إني ماخطفتش باباهم من مامتهم
- طب وعبدالرحمن ؟ ، عامل معاكي إيه ؟
= العادي
- يعني إيه العادي ؟
= يعني بيصحي الصبح يفطر وبعدين يروح شغله مابيرجعش غير بالليل ، بيقعد مع ولاده شوية وبعد كدة بيدخل ينام وبس !
- وإنتِ فين دورك من دا كله ؟
= أنا دوري في البيت دا الولاد وبس ، أي حاجة تخص عبدالرحمن ماليش دعوة بيها
- إنتِ هبلة يابنتي ؟ دا جوزك
= دا جوز زينب مش جوزي ، أنا عمري ماهحبه ياماما
- أيوة يابنتي بس دي مش عيشة ، هو دلوقتي جوزك إنتِ مش جوز زينب ، هتعيشي معاه عمرك كله خلاص ، ماينفعش تكوني معاه كدة ..ماينفعش إنتوا الإتنين تبقوا مع بعض كدة وكل واحد فيكوا عايش لوحده ، حاولي تقربي منه ..حاولي يابنتي تحبيه
= بضيق : مش هاقدر
- هاتقدري ، عالأقل عشان زينب ..هي ماجوزتكوش عشان كل واحد فيكوا يعيش لوحده وإنتوا الإتنين عايشين في بيت واحد ، دا حتي يبقي حرام ، وماتنسيش إنها زي ماوصّتك علي ولادها وصّتك علي عبدالرحمن
= بتأفف : ...

'' فكرت في كلام ماما كويس ، عقلي مستوعب كلامها لكن قلبي لأ ! ، أنا عارفة إيه اللي هقدر عليه وإيه اللي مش هقدر عليه ، أنا عارفة إني عمري ماهحبه ..''

'' إنهاردة الذكري الأولي علي وفاة زينب ، وإنهاردة كريم حبيبي بقا عنده سنة ، وأهو عدا أيام وشهور ، والبيت لسة مضلم كإن زينب لسة سايباه إمبارح ..
في يوم رجع حازم من المدرسة بدري عن أي يوم تاني وهدومه متبهدلة ، وكان متضايق جداً وغضبان ودخل أوضته ..دخلت وراه الأوضة وقولتله ..''

- في إيه ياحازم ، راجع بدري ليه ؟
= من فضلك مالكيش دعوة بيا
- طب بس فهمني إيه اللي حصل وليه هدومك متقطعة كدة ؟

'' بصلي وبعدين دوّر وشه الناحية التانية ..''

- خلاص براحتك ، لما يرجع باباك هقوله إنك رجعت إنهاردة من المدرسة وهدومك متبهدلة وهو بقا يتصرف معاك ، عن إذنك

'' ومشيت خطوتين عشان أخرج من الأوضة لكن هو قال ..''

= إستني !

'' إبتسمت ، وبعدين لفيت وبصيتله ، طلّع جواب من شنطته ومد إيده بيه ..''

= إتفضلي

'' روحت لحد عنده وأخدت الجواب وفتحته وقريته ..''

- إستدعاء ولي أمر ؟ ، ليه عملت إيه ؟
= إتخانقت أنا وواحد زميلي في المعمل وكسرنا الأدوات الموجودة في المعمل تقريباً كلها
- ياخبر أبيض ؟ ، وليه دا كله ؟
= بضيق : أهو اللي حصل بقا
- طب وبعدين المدرسة عايزة ولي أمرك ليه ؟
= عشان يشتكوني لبابا ، وعشان يدفع 3000 جنيه تمن الحاجات اللي إتكسرت
- بصدمة : 3000 جنيه ؟ ، ليه إنت اللي هتدفع لوحدك ولا إيه ؟ ، مش زميلك كمان كسر حاجات ؟
= ماهو إحنا الإتنين هندفع 3000

'' قعدت جمبه علي السرير وقعدت أفكر ، فقال ..''

= إنتِ هتقولي لبابا ؟
- إنتَ شايف إيه ؟
= مش عارف
- ماحنا لو ماقولناش لبابا هنعمل إيه وهنتصرف إزاي ؟
= بضيق : ...
- طب إنت عايز إيه ؟ ، عايز نقوله ولا لأ ؟
= لو ينفع يبقي ياريت مايعرفش ، أنا خايف يزعقلي أو يضربني

'' فكرت ممكن أتصرف إزاي لو عبدالرحمن ماعرفش ! ، ولقيتها ..فإبتسمت وقولتله ..''

- بإبتسامة : خلاص ياسيدي لقيت الحل ، أنا هتصرف وهجيبلك الفلوس ومش هنقول لبابا حاجة
= بجد ؟
- أيوة بجد
= طب هتتصرفي إزاي وهتعملي إيه ؟
- مالكش دعوة بقا أنا هتصرف ، بس ليا كذا شرط
= إيه هي الشروط ؟
- أول حاجة إنك ماتقولش لسلمي عشان ممكن تقع بلسانها قدام حد وباباك يعرف ، تاني حاجة ماتعملش مشاكل في المدرسة تاني ..أنا مش عايزة أعرف إيه اللي حصل بينك وبين صاحبك ، بس أياً كان السبب ماتوصلش لمد الإيد وإنكوا تكسّروا المعمل
= أيوة بس هو اللي بدأ و ...
- مقاطعةً : حتي لو هو اللي بدأ ماتغلّطش نفسك وتعمل زيه ، عامله بأخلاقك مش بأخلاقه هو ، يعني لو ماكنتش مديت إيدك إنت كمان ماكنش دا كله حصل ، كنت ياسيدي إشتكيه للمُدرس أو المُدرسة اللي عليكوا أو كنت تيجي تقول لباباك وهو يتصرف بدل اللي حصل دا كله
= حاضر ، أوعدك مش هعمل كدة تاني ..في شروط تانية ؟
- أيوة ..إننا نبقي صحاب ، وإنك ماتخبيش عني حاجة ، وصدقني أنا صديقة كويسة جداً ، وجربني
= بإبتسامة : حاضر

'' عندي سلسلة بابا كان جايبهالي قررت أبيعها وأحل مشكلة حازم ، تاني يوم بعد ما عبدالرحمن راح الشغل والولاد نزلوا المدرسة ، لبست بسرعة وأخدت كريم معايا وروحت لمحل دهب جمب بيتنا وبِعت السلسلة ، وروحت المدرسة لحازم ودفعتله الفلوس وبعدين روّحت البيت علي طول ، كنت واقفة في المطبخ لما الولاد جُم من المدرسة ، سلمي دخلت تغيّر هدومها وحازم جالي المطبخ وقالي .. ''

- شكراً جداً إنك دفعتي الفلوس وماقولتيش لبابا
= بإبتسامة : العفو ياحبيبي ، روح بقا بسرعة غيّر هدومك وياريت تيجي تتغدّي معايا
- حاضر

'' كنت مبسوطة إني كسبت حازم الحمد لله ، عقبال سلمي يارب ..
قعدنا نتغدي أنا وهو ونتكلم ، سلمي خرجت من أوضتها ولما لقتنا بنتغدي مع بعض إتصدمت جداً ..''

= ماتيجي ياسلمي تتغدي معانا
- شكراً

'' ودخلت هي المطبخ جابت لنفسها أكل ودخلت أوضتها ..''
'' علاقتي بعبدالرحمن ماتغيرتش خالص ، ولا أي جديد حصل فيها نهائي ، ولا أنا عايزة أي جديد يحصل فيها ..
في يوم رجع من الشغل تعبان جداً ، كنت في المطبخ لما لقيت حازم وسلمي بيصرخوا وبيجروا عليا ..''

- حازم بصراخ : إلحقي ياطنط بابا وقع في الأوضة وأُغمي عليه
= بصدمة : إيه ؟

'' جريت علي الأوضة بتاعته لقيته واقع في الأرض ، ماكنتش عارفة أفوّقه إزاي ، كنت بنادي عليه محرجة حتي ألمسه ..سلمي جابت برفيوم ورشت علي إيديها وشممتهاله ، بدأ يفوق ..بس كان دايخ خالص ، مسكِته من دراعه وقالتلي ..''

- ماتشليه معايا ولا أنا هشيله لوحدي
= طيب حاضر

'' حاولت أساعدها وأنا مكسوفة جداً ، وسنّدناه ونيمناه في السرير ..''

= هدير : حد عارف نمرة الدكتور بتاعه ؟
- حازم : أكيد نمرته مع بابا ، ثانية واحدة هشوف موبايله أنا عارف إسم الدكتور

'' مسك موبايله وكلّم الدكتور ، في خلال نُص ساعة الدكتور وصل وكشف عليه ، وكنت واقفة أنا والولاد ..''

- الدكتور : هو بياخد علاجه في مواعيده ؟
= بإرتباك : الحقيقة ..مش عارفة

'' بصلي الدكتور وقال ..''

- هو مش حضرتك المدام برده ؟
= بخجل : أيوة

'' خلّص كشف عليه وبعدين قالي ..''

- لازم ياخد علاجه في مواعيده ، عبدالرحمن كل مابيكبر في السن كل مالمرض بيكبر معاه ، ويمكن كمان يكبر ويبقي خطر علي حياته من غير مايكون له علاقة بالسن ، العلاج لحد دلوقتي بيحجّم المرض ولو بقا مُهمل هيضِيع وهيضيّع حياته معاه ، لازم حضرتك تاخدي بالك منه ومن مواعيد علاجه ، أنا هكتبلك مواعيد علاجه وهزود علاج زيادة علي اللي بياخده ، هو دلوقتي حرارته عالية فاحضرتك هتعمليله كمادات ، ولو فضلت حرارته عالية لحد بكرة هنضطر ننقله المستشفي
= حاضر يادكتور ، معلش تعبنا حضرتك
- العفو يافندم
'' خرج حازم معاه يوصله لحد برا ، وقفت سلمي قدامي وقالتلي ..''

- إزاي مراته وماتعرفيش مواعيد علاجه ؟ ، وليه لحد دلوقتي بتنامي في أوضة الضيوف ؟

'' ماعرفتش أرد عليها ، ماعرفتش أقولها أي مبرر ، فاقولتلها ..''

= دي حاجة تخصني أنا وبابا ياسلمي ، ماينفعش حد يسأل فيها
- بسخرية : ماهي الحاجة اللي تخصكوا دي وصّلته للي هو فيه دلوقتي ، ياريت تاخدوا بالكوا من اللي يخصكوا ، لان بعد كدة مش هيبقي يخصكوا لوحدكوا

'' وخرجِت من الأوضة ، رجع حازم ووديته الروشتة وقولتله يروح يجيب العلاج ، وروحت أنا عملت كمادات لعبدالرحمن ..قعدت جمبه طول الليل بعمله كمادات لحد ماحرارته الحمد لله نزلت ، كنت بابصله وأنا بتعجب ، أنا وعبدالرحمن متجوزين ..كإني لسة واخدة بالي دلوقتي إن أنا مراته ..نمت غصب عني جمبه علي الكرسي ، ماصحتش غير علي صوته ..''

- هدير ..هدير

'' فتحت عنيا وبصيتله ..''

- إيه اللي نيمك هنا ؟
= حمدالله علي السلامة ، إنت كويس دلوقتي ؟
- هو إيه اللي حصل ؟
= لما جيت من الشغل إمبارح وقعت وأُغمي عليك وجيبنا الدكتور وقال إنك مش بتاخد علاجك في ميعاده ، وحرارتك كانت مرفوعة فاكنت بعملك كمادات

'' هز راسه وقال ..''

- تمام ، شكراً جداً تعبتك معايا
= العفو علي إيه بس ، أنا هقوم أحضرلك الفطار عشان تاخد العلاج
- لا أنا هقوم ألبس عشان أروح الشغل وهافطر وهاخد العلاج هناك
= لا مش هينفع تروح الشغل صحتك مش هتستحمل ، خُد أجازة يومين لحد ماتبقي كويس وتقدر تنزل

'' قبل مايرد الباب خبّط ودخلت سلمي وحازم ..''

- صباح الخير
= عبدالرحمن : صباح النور ياحبايبي
- حازم : عامل إيه يابابا ، بقيت كويس دلوقتي ؟
= عبدالرحمن بإبتسامة : ااه الحمد لله
- سلمي : حمدالله علي سلامتك يابابا

'' قومت حضرتلهم الفطار وسيبت حازم وسلمي مع عبدالرحمن ، فطروا التلاتة في أوضة عبدالرحمن ، وبعد كدة وديته العلاج  ، وقررت إني آخد بالي منه أكتر من كدة وأهتم بيه حتي لحد مايبقي كويس ..''

'' عدا حوالي تلت شهور ، كنت بصحي قبل عبدالرحمن عشان أحضرله الفطار وخليت حازم يقول لسلمي يتحايلوا عليه عشان يرجع من الشغل يجي يتغدي معاهم وبعدين يرجع ، عشان أتطمن إنه بياخد العلاج ، وكنت بستناه لما يرجع من الشغل عشان أحضرله العَشا ، وفضلت كدة علي طول لحد مابقي روتين عادي ، لكن في الأيام الأخيرة لاحظت إن عبدالرحمن بيتضايق من إهتمامي بيه ، أو يمكن بيبقي متضايق من الشغل وأنا اللي مُعتقدة كدة ؟ ، خايفة أبعد مايبقاش متضايق وخايفة ينسي ياخد علاجه ، زينب قالتلي قبل كدة إنه نسّاي ..
لحد مافي يوم كنت مستنياه يرجع من الشغل عشان يتعشي ، بس إتأخر أوي لدرجة إني كنت خلاص هموت وأنام بس فضلت أقاوم عشانه ، لحد مارِجع ..''

- مساء الخير
= مساء النور ، حمدالله علي السلامة
- الله يسلمك
= ثواني هاحضرلك العَشا

'' وقومت دخلت المطبخ حضرت العَشا وحطيتهوله عالسفرة وقعد ياكل ، بعد ماخلص جبتله علاجه وخده ..''

= عايز حاجة تاني قبل ماأدخل أنام
- ااه ، عايز أتكلم معاكِ شوية

'' إستغربت جداً ، قعدت قدامه وقولتله ..''

= خير ، عايز تتكلم في إيه ؟

'' أخد نفس عميق وبعدين قالي ..''

- عايز أعرف إنتِ عايزة إيه بالظبط ؟
= بإستغراب : مش فاهمة
- كل إهتمامك بيا دا ليه ؟ ، عايزة توصلي لإيه ياهدير ؟

'' إتصدمت من تفكيره ، هو إيه اللي عايزة أوصل لإيه دي ..''

= تفتكر عايزة أوصل لإيه ؟
- أياً كان اللي عايزة توصليله عمرك ماهتوصليله
= أيوة اللي هو إيه ؟

'' معرفش ليه فجأة بقا غضبان وقام وِقف وقال كلام ماينفعش يتقال ..''

- بغضب : كفاية بقا الخِصلة اللي فيكي دي ، بطلي تعملي زي ماكنتِ بتعملي زمان ، كل ماببعد وأحاول أمشي صح بتيجي تبوظيلي كل حاجة ، وفي الآخر نتيجة اللي كنتِ بتعمليه زمان هي نفس النتيجة اللي هتلاقيها مني دلوقتي ، أنا عمري ماهكون ليكِ

'' كلامه صدمني ، خنقني ، كنت ببصله بذهول وعيوني دمعت ، كمّل وقال ..''

- أنا عمري ماهحب حد بعد زينب ، ولو حبيت مش هيبقي إنتِ ..مش هيبقي إنتِ لأسباب كتير أولهم إنك صاحبة زينب ، أختها تقريباً ..مستحيل هابص لأختها ، ومستحيل حد يقدر ياخد مكانتها عندي ، أنا لسة بحبها ياهدير ..لسة فاكرها ومش ناسِيها ولا عايز أنساها

'' عيط وهو بيتكلم ..''

- أرجوكِ كفاية اللي بتعمليه معايا ، كفاية عشان ماتتوجعيش ، وإعملي إعتبار إني كنت جوز صاحبتك وماينفع ...

'' قاطِعت كلامه وقومت وقفت وقولتله ..''

= مقاطعةً بغضب : إنتَ فاكر نفسك إنك بتحب زينب أكتر مني ؟ ، أنا عِشت معاها أكتر مانتَ عِشت معاها بكتير أوي ، ومهما كان حُبك ليها عمره ماهيتقارن بحبي أنا ليها ..إنتَ فاكر إني بعمل اللي بعمله دا عشان إيه ؟ عشان بحبك مثلا ؟ ، عايزة أعيش معاك زي أي زوجين طبيعين مثلا ؟

- طول عمرك نِفسك في دا

'' قالها بهدوء عصبني ..''

= بغضب : ليه ؟ ، إيه اللي أنا عملته عشان تقول كدة ؟ ، حاولت أخدك من مراتك ؟ ، كنت بوقّع بينكوا مثلاً ؟ ، كنت بعمل إيه ؟ ، حاولت حتي أتعابَك علي خيانتك ليا زمان ؟ أنا عملت إيه فهمني ؟
- خيانتي ليكِ زمان ؟
= أيوة خيانتك ! ، إنتَ لما تبقي واعدني إنك هتيجي تتقدملي لما تبقي جاهز وتتقدم لصاحبة عمري وإنت عارف إنها صاحبتي دا تسميه إيه غير خيانة وأنانية وقلة أصل ؟
- أنا ماخترتش زينب عشان أضايقك ، أنا أختارتها عشان هي كويسة ومحترمة ، وعشان حبيتها
= بسخرية : حبيتها ؟ ، وحبيتها إمتي وأنا كنت معاك ؟ ..ولا كنت معايا عشان توصل لزينب ؟
- طول مانا معاكِ كنت بحبك ، بس لما بعدت عرفت إن أنا ماكنتش بحبك ..ولما شوفت زينب إتعلقت بيها وحبيتها ، وحسيت إن هي اللي تنفع تكون مراتي مش إنتِ ، لقيت زينب أحسن منك بكتير ..خصوصاً لما عرفت إنك بتكلمي واحد بعد مانا بعدت ، يعني اللي خان الأول هو إنتِ مش أنا
= بصدمة : أنا ؟ ، أنا عمري في حياتي ماكلمت حد غيرك
- بطلي كدب بقا أنا شوفت محادثات بينك وبينه و ...
= مقاطعةً : بيني وبين مين ؟ ، بقولك والله ماحصل ..أنا ماكلمتش حد بعدك ، ليه هكدب عليك دلوقتي إنتَ فاكرني خايفة منك ؟

'' سِكت ! ، كان بيفكر في اللي قولته ، ليه حد زمان ممكن يكون وقع بينا ؟ ، ليه ممكن حد يعمل كدة وعشان إيه ؟ ..''

= ماترميش غلطك عليا ، عشان حتي لو ماكنتش سمعت عني كلام زي دا كنت برده هتروح لزينب
- أيوة ياستي أنا خاين وبحب زينب ، ليه بقا جاية تقربي دلوقتي تاني ؟ عايزة مني إيه ؟ مش هعرف أحبك هدير ، مش هعرف لإني كل ماببصلك بشوف زينب قدام عيني

'' كنت حاسة بنار في قلبي ، غضب كبير بياكلني ، زقيته بإيديا الإتنين وقولتله ..''

= بغضب : إنت فاكر نفسك مين عشان أفضل لأكتر من 15 سنة بحبك ؟ ، إنت إزاي عقلك وصلّك إن حب مراهقة هيفضل جوايا لحد دلوقتي ؟ ، إنت بتفكر إزاي ؟

'' عيطت أوي ، صِعبت عليا نفسي في اللحظة دي ..''

- ياأناني دا أنا عايشة هنا عشان ولادك وعشان أحافظ علي وصية صاحبتي ، من أول مادخلت البيت هنا وأنا كل اللي فيه بيكرهني ومستحملة عشان زينب ، بحاول لحد دلوقتي أكسب ولادك عشان زينب برده ، عِشت معاك أكتر من سنة أنا في أوضة وإنت في أوضة وماكنتش بتشوف وشي في البيت غير صدفة ، يبقي عايزاك ليا إزاي ؟ هكون بحبك إزاي وأنا بعيدة وبعيدة بمزاجي مش غصب عني ، أنا عايشة هنا زي الخدامة ماحدش عاملي قيمة ، بربيلك إبنك الصغير كإنه إبني ماقصرتش معاه لحظة ومع ذلك مافيش شُكر ، حتي إهتمامي بيك برده كان وصية زينب اللي ماعرفتش أطبقها من أول يوم لاني مش حباك ، أنا اللي مش عايزاك تكون جوزي ..لكن لما وِقعْت وأغمي عليك أنا خوفت ، خوفت علي ولادك ..مالهومش غيرك دلوقتي وإنت حتي مش مقدّر دا ومهتم بنفسك وبعلاجك عشانهم ، إنت مريض كبِد إنت فاهم المصيبة ؟ ، فاهم لو حصلك حاجة ولادك هيعملوا إيه ؟ إنت مابتفكرش فيهم ..وعشان كدة أنا قررت أهتم بيك ، الإهتمام اللي إنت مفسره دلوقتي حب وإني بحاول أشدك للطريق الغلط

'' وبعدين إبتسمت بسخرية وقولتله ..''

- مع إنك في الحقيقة جوزي ، ولو كنت بعمل كدة يبقي صح مش غلط ، بس أنا ماعملتش كدة ، ولا عايزاك ياعبدالرحمن ، ولا عمري هحبك ..ولو ربنا كاتبلي إني أكون معاك في بيت واحد لآخر عمري هتعرف إني لآخر لحظة في عمري ماحبتكش ولا فكرت فيك

'' ومشيت من قدامه خطوتين ورجعت ، وقولتله ..''

- ومادام فاكر إني بحبك وإنت كاره إحساسي دا ناحيتك ماطلقتنيش ليه ، طلقني ، ولا إنتَ ناسي إن العصمة في إيدك ؟ ..ولا بتفكّر إن لو إنتَ طلقتني هتجيب خدامة منين تاني تخدمك إنت وولادك فاسايبني ؟

'' ماردش عليا ، سيبته ودخلت أوضتي ، كنت متضايقة أوي وزعلانة وقعدت أعيط ، حاسة إن كل حاجة في الدنيا بقت ضدي ..شايلة شيلة مش بتاعتي وفوق طاقتي ..
قررت ماليش دعوة بيه ، ومادام هو اللي إختار هو حر ، بعدت عنه يومين وعن إنه يشوفني حتي ولو صدفة في البيت عشان ماضايقش نفسي ، تالت يوم بقا لقيت سلمي في وقت الغدا بتخبط عليا باب والأوضة ودخلت وقالتلي ..''

- بابا بيقولك تعالي إتغدي معانا ؟

'' ودا إسمه إيه بقا إن شاء الله ؟ ..''

= روحي قوليله وأنا من إمتي بقعد وباكل معاكوا عشان آجي آكل معاكوا دلوقتي ؟

'' خرجت علي طول ماردتش عليا ، دقيقة ولقيت الباب بيخبط ، أذنتله بالدخول ، لقيته عبدالرحمن ! ..''

- ممكن تيجي تاكلي معانا ؟
= هي سلمي ماوصلتلكش ردي ؟
- وصّلِت ! ، بس أنا الحقيقة عايزك تيجي تاكلي معانا
= وأنا مش عايزة ، ولا عمري هعوز إن أنا وإنتَ نبقي في مكان واحد

'' إتنهِد ، وبعدين دخل وقعد قدامي عالسرير وقال .. ''

- أنا آسف ، آسف علي كل كلمة قولتهالِك زعلتِك ..زعلِك كبير عندي جداً ومايهونش عليا ، أنا وولادي من غيرك هنضيع ياهدير ..إنتِ اللي شايلانا ولو فضلت عمري كله أشكرك علي اللي عملتيه وبتعمليه معانا مش هيكفي ، أرجوكِ إقبلي إعتذاري ..حقيقي أنا ندمان علي كل كلمة قولتهالِك

'' ماكنتش عارفة أرد أقول إيه ..''

- أنا هروح أكمل أكلي مع الولاد ، لو جيتي تاكلي معانا هعرف إنك مش زعلانة
= ...
- هتيجي ؟
= بإبتسامة : ...

'' خرجت معاه وأكلنا سوا ، كلامه فرحني ..حسسني إن كرامتي رجعتلي بكلامه ، بعد الغدا وبعد ماشيلنا الأطباق وغسلناها قالي ..''

- ممكن تجبيلي علاجي ، وتفضلي تفكريني بيه ؟
= علي فكرة أنا مش فهماك ، مش فاهمة إنت عايز إيه بالظبط ؟
- عايز أعيش لولادي ، ومش هعيش لو إنتِ ماسعدتنيش

'' ورجعت حياتنا تاني زي ماكانِت ، زاد عليها إن أنا وعبدالرحمن بقينا بنتكلم ، بقا فيه مواضيع بنتشاور فيها ، بس مستحيل تتطور لحُب ، لان زينب هتفضل عايشة جوانا ..
في يوم بالليل لما رجع عبدالرحمن من الشغل سلمي راحت تتكلم معاه في رحلة عايزة تروحها مع صحابها بعد يومين ، لكن عبدالرحمن ماوافقش عشان خايف عليها تطلع لوحدها ، وقعدوا يتكلموا ويتخانقوا وبرده عبدالرحمن ماوافقش ، كنت واقفة في المطبخ وصوتهم واصلّي ، بعد مادخلت سلمي أوضتها روحت لعبدالرحمن وحاولت أقنعه ..''

- أنا قولت لأ يعني لأ ! ، ماتتناقشيش في الموضوع تاني بقا
= طب إيه رأيك أروح معاها طيب وآخد بالي منها ؟
- هتروحي إزاي ؟ ، وكريم ؟
= هاخده معايا
- وهتاخدي بالِك من كريم ولا من سلمي ؟ ، بقولك إيه ياهدير أنا مش موافق
= ياسيدي دي مشكلتي أنا مش مشكلتك إنت ، أنا هعرف آخد بالي منهم هما الإتنين
- بتأفف : ...
= وافق عشان خاطري ، ماتعرفش الرحلة دي هتفرق إزاي في علاقتي مع سلمي
- بتنهيدة : طيب ياهدير ..موافق

'' فرحت جداً إنه وافق ، قولتله مايقولش لسلمي إنه وافق عشان أعملهالها مفاجأة ، وخليت حازم من وراها يدفعلنا مصاريف الرحلة للمُشرف ، ويوم الرحلة الصبح دخلت أصحيها ..''

- بنعاس : عايزة إيه بتصحيني ليه ؟
= يلا قومي عشان تلبسي
- ألبس ليه
= عشان تروحي الرحلة
- بصدمة : دا إزاي دا ؟
= بإبتسامة : بابا وافق ودفعنا فلوس الرحلة خلاص ، بس هو للأسف وافق بشرط إن أنا أروح معاكِ ..بس إتطمني مش هضايقك
- إنتِ بتتكلمي بجد ؟
= ااه والله ، حتي روحي إسألي بابا

'' فرحِت جداً وباستني في خدي وراحت تلبس بسرعة ، فرحت عشان قدرت أفرحها وروحت لبست أنا كمان وعبدالرحمن راح يوصلنا لحد أتوبيس الرحلة ..
كنت سايباها براحتها مع صحابها ولما تبعد وماكنش شايفاها بتصل عليها عشان أتطمن هي فين ، وقبل ماليوم يخلص لقيتها رجعت وقعدت جمبي ..''

- إيه ؟ ، سيبتي صحابك ليه ؟
= لا مافيش ، برتاح شوية وهارجع أروحلهم
- ماشي

'' سكتنا شوية ، لحد ماقالت ..''

- إنتِ ليه إتجوزتي بابا ؟

'' إتصدمت من السؤال ..''

= عشان ماما كانت عايزة كدة
- وماما هتكون عايزة كدة ليه ؟
= بتنهيدة حزن : ...
- هي ..كانت عارفة إنها هتموت ؟

'' بصيتلها وماردتش ..''

- هي كانت تعبانة ؟
= أيوة ..الحمل كان خطر عليها وكان تاعِبها

'' الحزن ظهر عليها ، كان باين عليها إنها فهمت كل حاجة من غير ماشرح ، وفهمت ليه مامتها طلبت إني أتجوز باباها ، لاحظت إنها بتعيط بس بتحاول تداري دموعها عني ، وأنا مارضتش أحرجها وعملت مش واخدة بالي ، شوية وجم صحابها خدوها ..مشيت معاهم خطوتين ورجعتلي وقالت ..''

- صحيح فيه حاجة عايزة أقولهالك من زمان بس ماكنتش عارفة أقولها إزاي
= حاجة إيه ؟
- أنا بحبك

'' وجريت راحت لصحابها ، فرحت جداً جداً ..وأخيراً الحمد لله قدرت أكسب سلمي ..
حياتنا بقت كويسة جداً ، كنا مبسوطين فيها أوي ..لحد ماجت عاصفة دمرت كل دا ..
في يوم إتفاجئت بموبايلي بيرن ، لقيته واحد صاحب عبدالرحمن في الشغل وبيبلغني إنه وِقع في الشغل ونقلوه المستشفي ، قلبي وِقع ..جريت بسرعة علي المستشفي اللي هو فيها ، وقابلت الدكتور اللي كشف عليه ، قالي ..''

- الكبِد حالته متدهورة جداً ، محتاج يكون في العناية المركزة كام يوم
= بصدمة : العناية المركزة ؟ ..طب هو هيبقي كويس ولا دي حاجة خطر ولا إيه ؟
- حالته مش بسيطة خالص ، بس ربنا قادر علي كل شئ ..إدعيله

'' وسابني ومِشي ..قعدت علي أقرب كرسي قابلته وفضلت أعيط ، خايفة أوي من اللي جاي ، أنا مش قده ..
قعدت طول اليوم في المستشفي عشان أتطمن أكتر ، وكنت بكلم سلمي في التليفون عشان تاخد بالها من كريم ..إتصلت علي ماما ومامة زينب وطلبت منهم يجولي البيت يقعدوا معايا الكام يوم دول لحد ماعبدالرحمن يقوم بالسلامة ..
كنت كل يوم بروحله المستشفي أتطمن عليه وأعرف تطورات حالته ..
عدا عشر أيام وهو في العناية المركزة ، الدكتور طمني إنه بقا أحسن شوية ومش محتاج عناية مركزة وهينقله أوضة عادية ، قلبي إرتاح أوي وحسيت براحة شديدة ..''

- حمدالله علي سلامتك ياعبدالرحمن
= الله يسلمك ، معلش تَعْبِك معايا
- بإبتسامة : ياسيدي إتعبني علي طول ، بس قوم بالسلامة

'' كان لسة تعبان جداً ، كنت ببات معاه في المستشفي عشان لو حصل حاجة أقدر أبلغ الدكتور ، لانه أوقات كان بيقوم يصرخ من الوجع ، الأيام دي عِشت في قلق رهيب ولسة بعيش ..
في يوم كنت نايمة ولقيته بينادي عليا ، صحيت مفزوعة جداً ..''

- بفزع : إيه ياعبدالرحمن إنت كويس ؟ أناديلك الدكتور ؟
= أنا كويس إهدي

'' إتنهدت براحة ..''

- طب عايز حاجة أجيبهالك ؟
= تعالي ..عايزك تقعدي جمبي

'' روحت قعدت جمبه ، قالي ..''

- إنتِ مسمحاني ؟
= إنت كويس ؟
- مسمحاني ياهدير ؟
= قولي حاسِس بحاجة طيب ؟ أنادي الدكتور ؟
- ردي عليا ..مسمحاني ؟
= بحزن : مسمحاك علي إيه بس ياعبدالرحمن ؟
- علي اللي عملته فيكِ زمان ، إني إتجوزت زينب وسيبتِك
= بحزن : والله أبداً ، مافيش في قلبي ذرة حزن ولا وجع من ناحيتك
- أنا آسف إني حبيت زينب وماحبتكيش ، بس أقولك ..أنا لما إتخانقت معاكي من فترة كنت بتخانق معاكِ عشان أنا اللي كنت خايف أحبك ، لإنك نسخة من زينب في كل حاجة ..خوفت منك ياهدير
= إنت بتتكلم ليه في المواضيع دي دلوقتي ، أنا مش عايزة أتكلم في حاجات عدت
- إنتِ جميلة جداً ياهدير ، أنا لو لفيت الدنيا كلها مش هلاقي حد زيك ، خلّي بالك من ولادي ..إبقي إسألي عليهم ياهدير

'' عيطت من كلامه ..''

- بكاء : عبدالرحمن إنت كويس ؟ ، ماتقلقنيش عليك أرجوك ..لأ أنا لازم أنادي الدكتور أنا مش متطمنة

'' خرجت بسرعة دوّرت علي الدكتور لحد مالقيته وجرينا علي أوضة عبدالرحمن ، قلبي وِقع في رجلي لما لقيته مغمض عنيه والجهاز جمبه بيصفّر ..حسيت إن روحي طلعت في اللحظة دي ، جريت عليه ولأول مرة أمسك إيده ..''

- لأ ، لأ ياعبدالرحمن عشان خاطري ..بالله عليك ماتسبنيش ، ماتسيبونيش كلكوا وتمشوا مش هعرف أعيش لوحدي لأ ..إصحي ياعبدالرحمن عشان خاطري ..بالله عليك ياعبدالرحمن ماتمشيش

'' وماتت زينب ..ومات عبدالرحمن !
فراق عبدالرحمن كسرني ، رغم إني ماحبيتهوش لكن فراقه كان شرخ كبير أوي في قلبي أثره هيفضل موجود طول العمر ..
كان صعبان عليا ولاده جداً خصوصاً كريم ، اللي لا شاف باباه ولا مامته ، كنت أوقات بفضل أبصله وأعيط ..الحزن سكن البيت بعد موت زينب ، وبعد موت عبدالرحمن مابقاش فيه بيت أصلاً ، حيطان البيت وِقعت
أنا حبيته في يوم من الأيام ، بس عمري ماكنت أتخيل إني مش هحب تاني بعده ، حتي لو نسيته ..حتي لو مابقتش بحبه ، هي تجربة واحدة وخلصت ، وكانت لعبدالرحمن ..
عدا ست شهور علي وفاة عبدالرحمن ..''

- سلمي : طنط هدير
= أيوة ياحبيبتي عايزة حاجة ؟
- ااه ، في الحقيقة أنا وحازم كنا عايزين نتكلم معاكِ في حاجة كدة
= خير
- حازم : في الحقيقة ياطنط ..كنا عايزين نقولك ..يعني لو عايزة تمشي إمشي
= أمشي ؟
- سلمي : أيوة ..إنتِ لسة صغيرة ومن حقك تتجوزي وتخلفي ويكونلك ولاد ، وماتقلقيش علينا أنا وحازم كُبار وهنعرف ناخد بالنا من كريم ، وتيتة هتيجي تعيش معانا ..وممكن تبقي تيجي تطمني علينا من وقت للتاني ..إمشي لو عايزة ، وإحنا والله مش هنزعل بالعكس إحنا مقدّرين كل اللي عملتيه عشانّا

'' فكرت في كلامهم ، كنت مستغربة إن شوية عيال يعرفوا يقولوا الكلام دا وعايزين يشيلوا مسئولية هما مش قدها عشان مايبقوش حِمل علي غيرهم ..
قلبي دا من حقه يحب تاني ، ومن حقي أبقي أم بجد

'' عدت سنين كتير أوي ، من كُترها ماعرفش هما كام ..
إنهاردة إبني بيتخرج من كلية الطب ، الحلم اللي حلمت بيه سنين بيتحقق قدامي ..''

- مساء الخير ، إزيكوا ..أنا فرحان جداً إني أخيراً بتخرج وإني قدرت بفضل الله أحقق حلمي ، بحمد ربنا جداً إنه قدرني أوصل للحظة اللي أنا فيها دي ، وبشكر أصحابي اللي وقفوا جمبي ، وبشكر إخواتي بشمهندس حازم والصحفية الكبيرة سلمي عبدالرحمن ، متشكر من كل قلبي علي اللي عملتوه معايا ، وبشكر بشكل خاص جداً ..ماما ، اللي أول مافتحت عنيا علي الدنيا شوفتها هي ..

'' بصلي وقال ..''

- أنا وإنتِ علاقة ماحدش هيفهمها غيرنا ياماما ، أنا طلعت لقيت إخواتي بيقولولِك ياطنط هدير ، بس أنا طلعت بقولك ياماما ..يمكن عشان هما شافوا ماما وبابا قبل مايتوفوا ، بس أنا الحقيقة ماشوفتش غيرك وعمرك ياحبيبتي ماحسستيني إني يتيم ، كنتيلي الأم الحنونة والأب السند ، أنا أي حاجة هوصلها في حياتي هيبقي الفضل بعد ربنا ليكِ ياماما ، كفاية إنك ضحيتي بعمرك كله عشاني أنا وإخواتي وعمرك ماقصرتي معانا لحظة ، إختارتي تسعدينا وتتعسي نفسك ، الواحد لما بيحب حد بيبقي نفسه يديله عمره كله ، بس أنا عمري كله قليل عليكِ جداً ..عمري مش هيجي نقطة في بحر من اللي إنتِ عملتيه معانا ، ربنا بيحبنا جداً عشان رزقنا بيكِ ، شكراً ياماما إنك موجودة وإنك ماسِبتيناش ، شهادة تخرجي دي أنا بهديهالِك

'' عيطت من كلامه ، كلامه لمسني جداً ، أنا اللي محظوظة بيك ياكريم إنتَ وإخواتك ..''

'' ماظنش في حاجة في عمري إتمنيتها وحصلت زي مانا عايزة ، كل حاجة حصلت في حياتي من وأنا عندي 18 سنة عمري ماتمنيتها ولا تخيلت إنها ممكن تحصلي ، عمري كله كان عشان أسعِد ناس تانية غيري ، وأهملت سعادتي أنا ..أو يمكن ماكنتش عارفة أبقي سعيدة إزاي ، ماكنتش عارفة أنا عايزة إيه ، إنجبرت أسعد غيري وأعيش حياة مش بتاعتي رغم إني كنت أقدر أقول لأ ، لكن رغم إنه إجبار بس كان بإختياري ..ساعات حبنا لناس معينة بيخلينا نختار إننا ننجبر علي حاجات مش عايزنها عشان نسعدهم ، الحاجة الوحيدة اللي إخترتها هي إني أعيش مع الأولاد وماتجوزش ، أعيش لهم هما وبس ! ، تقريباً دا كان أول قرار ماحدش يجبرني عليه عشان كدة عِشت مبسوطة ، ماكنتش هبقي مرتاحة ولا مبسوطة لو سِبتهم ، لقيت سعادتي معاهم ، ولقوا سعادتهم معايا ..
أتاري في ناس في الدنيا دي ممكن تعيش عمرها كله لغيرها ، توهب عمرها كله لناس تانية وتبقي مبسوطة ، في ناس بيكون في إيدها القرار وتختار تسعد غيرها قبل نفسها ، وناس تانية بتنجبر بطريقة غير مباشرة عشان تسعد غيرها ..
إكتشفت إن الواحد أياً كان مجبور أو يملك القرار هو مش هيحس بالسعادة غير لما اللي قدامه يقدّر اللي هو عمله عشانه ، هنا السعادة بتنسيك إنك كنت أصلاً مجبور ..''

'' لا أُحلّل الإقتباس من دون الإسم ..🌻 ''

#حواديت
#هالة_أحمد

رأيكوا 👇👇

Czytaj Dalej

To Też Polubisz

11.3K 283 6
كل من يرى القصر يتمنى العيش فيه وكل من عاش فيه يتمنى لو انهُ لم يولد
4.8M 135K 30
كانت تظن بانه سيحول حياتها الى جحيم... لكن لم تكن تعلم بانه انقذها من الجحيم.. من ظنت بهِ سوءً.. عاملها كالأميره.. ومن ظنت به خيراً.. عاملها كالعبيد...
14.4K 786 4
"الحـمام هو جزئي المفضل يروقني عندما اشاهدكَ عاري بالكامل تتصرف براحة بينما هناكَ كاميرات تصوركَ"
89.3K 4.6K 18
Bart2