اسكربتات هالة أحمد

By Delirium182

282K 17.1K 937

بصوا حبيت اعمل حاجة جديدة ف انا هنا هجمع الاسكربتات اللي الكاتبة هالة أحمد كتبتهم و هنزلهم هنا و اشمعنا هال... More

{1}
{2}
{3}
{4}
{5}
{6}
{7}
{8}
{9}
{10}
{11}
{12}
{13}
{14}
{15}
{16}
{17}
{18}
{19}
{20}
{21}
{22}
{23}
{24}
{25}
{26}
{27}
{28}
{29}
{30}
{31}
{32}
{33}
{34}
{35}
{36}
{37}
{38}
{39}
{40}
{41}
{42}
{43}
{44}
{45}
{46}
{47}
{48}
{49}
{50}
{51}
{52}
{53}
{54}
{55}
{56}
{58}
{59}
{60}
{61}
{62}
{63}
{64}
{65}
{66}
{67}
{68}
{69}
{70}
{71}
{72}
{73}
{74}
{75}
{76}
{77}
{78} Part : 1
{78} Part : 2
{78} Part : 3
{78} Part : 4
{78} Part : 5
{78} Part : 6
{78} Part : 7
{78} Part : 8
{78} Part : 9
{78} Part : 10
{78} Part : 11
{78} Part : 12
{78} Part : 13
{78} Part : 14
{78} Part : 15
{78} Part : {الأخير {16
{79}
{80}
{81}
{82}
{83}
{84}
{85}
{86}

{57}

2.5K 137 10
By Delirium182

'' أنتَ والفراق واحد ..💛! ''

'' القاهرة ..15مايو 1948 ''

- هالة ..هالة إنتِ فين تعالي بسرعة إلحقي ..

'' خرجت من أوضتي علي صوت مُفيدة ..''

= فيه إيه بتزعقي ليه كدة

'' وقفت قدامي وفي إيديها جواب وقالت ..''

- جواب من جمال
= بصدمة : بتقولي إيه ؟

'' أخدت منها الجواب بسرعة وفتحته وقريته ..''

'' عزيزتي وحبيبتي ..
كيف حالك اليوم ، أتمني أن تكوني بأفضل حال
لقد وصلتُ للتو إلي فلسطين ، إنها أرضٌ جميلةٌ جداً ..تُشبه أرض الوطن ، مع أول خطوةٍ خطوناها وشعرنا أنا وزملائي بالحب لها والشوقِ العارم وكأنها وطننا ، إنها ليست بالبلدِ الغريب ، فلسطين منا وإلينا ..لذلك إن شاء الله سنحطم حصون اليهود ولن نرجع إلا أن تكون فلسطين حرة مستقلة ..لا تنسونا من دعائكم ، أبلغي مني السلام لأمي وقولي لها جمال يُقبل يديكِ ويطلبُ منكِ الدعاءَ له ..
وأنتِ ياحبة الروح ، إن رجعت إلي أرضِ الوطن حياً فسوف أُقابل والدكِ أطلب منه التعجيل بزواجنا ، وإن رجعتُ شهيداً فاعلمي أنكِ كنتِ أحبّ الناس إلي قلبي ..

مع تحياتي : جمال

٣ مايو ١٩٤٨ ..''

'' ضميت الجواب لقلبي وفضلت أدعي ربنا إنه يحميه ويرجعهولي بالسلامة وينصره هو وزمايله ، إنهاردة ١٥ مايو ..يعني هو بَعت الجواب من حوالي ١٢ يوم ..ياتري عملوا إيه ، وإيه اللي بيحصل دلوقتي في فلسطين ؟ ..قاطع تفكيري وصول بابا من الشغل ، جريت عليه وأنا مبسوطة ..''

= بابا ، جمال بعت جواب من فلسطين

'' ماردش ! ، ولا شوفت الحماس في عنيه عشان يعرف مضمون الجواب ، بالعكس كان حزين ..''

= في إيه يابابا مالك ؟ ، حضرتك متضايق من حاجة ؟

'' فضل باصصلي وماردش ، وأنا قلبي وِقع في رجليا ..''

= في إيه يابابا مابتردش ليه ؟ في حاجة حصلت ؟

'' إتكلم وقال ..''

- إنهاردة كتبتوا في الجرايد ..إن إسرائيل ألعنت دولتها علي الأراضي الفلسطينية
- مُفيدة بصدمة : إيه !
= هالة بصدمة : جمال !

--

'' إسكندرية ..15مايو 1948 ''

- قاعدة عالبحر بتعملي إيه ؟
= هنكون بنعمل إيه يعني ؟ أديني قاعدة بنشموا هوا البحر
- ماسمعتيش أي حاجة جديدة حصلت في البلد ؟
= لأ
- ماشي
= بإستغراب : في حاجة ولا إيه ؟
- بإرتباك : لا أبداً ولا أي حاجة ..إنتِ مش ناوية تفتحي الكازينو بتاعك ولا إيه ؟
= بتنهيدة : ماليش نِفس
- هو بالنِفس ؟ ، مش أكل عيشنا دا ؟
= مش طايقة يافاطمة ..مش طايقة الشغل ولا طايقة أيتها حاجة ، وبعدين إنتِ شايفة أي حاجة حلوة في البلد تخلي الواحد له نِفس للشغل ، وبعدين ..نشتغلوا إزاي وإبراهيم غايب
- بحزن : ...
= بنقولك إيه ، قومي بينا نروّحوا البيت ..حاكِم أني خلاص إتخنقت

'' وقومنا مشينا ، وفي طريقنا للبيت سمعت صوت حد بينادي عليا ..''

- ياأبلة ثنية ، ياأبلة ثنية

'' بصيت ورايا لقيته الواد عبدالله اللي بيشتغل عندي في الكازينو  وفي إيده جواب ..''

= في إيه ياوَلا عايز إيه
- عم سعيد بتاع البريد عدي عليكي في البيت وكان جايبلك الجواب دا ، ولما مالقكيش كان هيمشي لولا أني قولتله إني من طرفك وهنوصلولك الجواب
= بإستغراب : جواب ليا أني ؟ ، ياتري من مين ؟
- بيقول جواب جايلك من فلسطين
= بصدمة شديدة : إيه ؟ ..إبراهيم !

'' شديت منه الجواب وقبل مافتحه قال عبدالله ..''

- إنتِ ماسمعتيش اللي حصل إنهاردة في فلسطين ياأبلة ؟
= بفزع : حصل إيه ياولا ؟
- بيقولوا إسرائيل خلاص خدت فلسطين وقعدوا فيها

'' خبطت إيدي علي صدري من اللي قاله ، شدت فاطمة مني الجواب وودته لعبدالله وقالتله ..''

- خُد الله يخربيتك ، إقرالنا الجواب قولنا فيه إيه
- طيب

'' فتح الجواب وبدأ يقرأ فيه ..''

'' إزيك ياثنية عاملة إيه ، وأخبار أمي إيه ..إوعي ياثنية ماتكونيش بتطمني عليها دي مالهاش غيري ، أمي أمانة أني سايبهالك ، أني وزمايلي وصلنا فلسطين إنهاردة ، الواحد ماكنش يعرف إنه بيحب البلد دي غير لما دخلها وبقا عايز يقطع اليهود ولاد الكلب بسنانه ..
إدعلينا ياثنية وخلي أمي تدعيلنا ، ولو جرالي حاجة ماتسبيش أمي وخلي بالك منها ..

مع تحياتي : إبراهيم

٣ مايو ١٩٤٨ ..''

= بحزن : إبراهيم !

--

'' المنيا ..15مايو 1948 ..''

- مكتوب إيه في الجرنان ياوَلدي
= ....
- إنطُق يامنصور ماتوجعش جلبي أُمال
= بإرتباك : مش كاتبين حاجة يامّا ، كُلها أخبار مش مُهمِة
- لاه فيه حاجة أمال وِشك إتجلَب ليه إكدة ..جولي يابني الله يرضي عَنيك كاتبين إيه ؟ ، كاتبين حاجة عن أخوك ؟
= هيكتبوا إيه بس عن أخويا يامّا ، جولتلّك مافيش حاجة

'' كنت واجفة بعيد وسامعة كلام جوزي مع أمه ، عرفت إن فيه حاجة ..ناديت عليه من بَعيد عشان أخليه يُهرب من أمه ، جالي ووجِف جُدامي ، جولتله ..''

- فيه إيه ؟ ، جَريت إيه في الجرنان ؟
= بحزن : ...
- هتخبي علي ورد حبيبتك ولا إيه ؟
= بحزن : إسرائيل
- مالها ؟
= عَلنوا إن فلسطين بجَت دولِتهم
- بصدمة : ياحزني !

'' جَطع الكلام دخول حمايا البيت ، وكان فرحان قوي ..''

- ياأم منصور ، إنتِ فين ياأم منصور

'' جريت عليه حماتي ، وخرجنا أنا وإبراهيم وروحناله نفهم في إيه ؟ ..''

= فيه إيه ياحاج محمود  بتنادي عليا ليه إكدة ؟
- بفرحة : مصطفي بَعت جواب
= بصدمة : والنبي ! ، فين هو ؟

'' طلع الجواب من جيبه ، شدت منه الجواب وودته لمنصور ..''

= إجراه بسرعة يامنصور

'' فتح منصور الجواب وبدأ يجراه ..''

'' السلام عليكم ورحمة اللهِ وبركاته ، كيف حالكم جميعاً ..وددتُ أن أكتب إليكم وأن أُطمئنكم عليّ ، صحتى جيدةٌ جدا ، ورزقنى الله بمجموعة من الضباط على جانب كبير من سمو الأخلاق ، وصلنا فلسطين اليوم ، فلسطين الحبيبة ..أدعو الله لنا أن ينصرنا علي أعدائنا وأدعو لفلسطين أن يجف دَمعها قريباً ويُشفي جُرحها .. سوف نعود إلي مِصر بعد شهرين ونكون قد حررنا فلسطين إن شاء الله ..لا تنسونا من دعائكم ..

مع تحياتي : مصطفي كمال

٣ مايو ١٩٤٨ ..''

- خلاص يامّا إتطمنتي عليه ؟
= بحزن : مصطفي ..وَلدي !

--

'' القاهرة ..21 مايو 1948 ''

'' عزيزتي هالة ..
وصلنا اليوم إلي غزة ، لا أكذبُ عليكِ ..كنت أشُمُ رائحة الموتِ في كل خطوةٍ في طريقي لغزة ..ولكني لا أخافُ الموت ، الموت شرفٌ لي ..أدعو لي أن أنال الشهادة ..

مع تحياتي : جمال

١٥ مايو ١٩٤٨ ..''

- ببكاء : يارب ..يارب رجعهولي بالسلامة يارب
= مفيدة : قايلك إيه في الجواب ؟

'' وديتلها الجواب تقراه ، بعد ماقرته بصتلي وقالت ..''

= الجواب بتاريخ ١٥ وإنهاردة ٢١ !
- ببكاء : ويوم ١٩ قامت الحرب زي ماسمعنا في الراديو ، أنا خايفة يامُفيدة ، مرعوبة ..وكلامه في الجواب راعِبني أكتر ، تفتكري ..تفتكري يكون مات ؟
= بحزن : ماتقوليش كدة ياهالة ، إن شاء الله يكون عايش وإن شاء الله ربنا هينصره هو وزمايله وهيرجعوا وهما منتصرين وفلسطين حرة ، بس إنتِ قولي يارب
- ببكاء : يارب

'' مش عارفة لو جمال جراله حاجة هعمل إيه وهعيش إزاي ، من يوم ماجه جمال وطلب إيدي وإتخطبنا وأنا إعتبرته كل شئ في حياتي ، إعتبرت حياتي من قبله كوم وحياتي من يوم مادخلها كوم تاني خالص ، علمني الوطنية ..علمني إزاي الواحد ممكن يضحي بنفسه في سبيل إن بلده تعيش ، جمال مُخلص جداً في شغله ومُخلص لوطنه ..ويمكن دا اللي مخليني برجّح إنه مات ، ياضياع قلبي من بعدك ياجمال ..''

--

'' إسكندرية ..21 مايو 1948 ''

- ماتاكلي بقا ياأم إبراهيم ولا أني أكلي مش عاجبك ؟
= بحزن : ماليش نِفس ياثنية ، مش طايقة نحطو حاجة في بوقي
- ليه بس ، عشان إيه دا كله
= قلبي واكِلني علي إبراهيم أوي

'' وعيطت ..''

- إستهدي بالله ياأم إبراهيم ، هتفوّلي علي إبنك ليه بس ..إن شاء الله هيرجع سالِم غانِم وبكرة تقولي ثنية قالت
= ببكاء : يارب ياثنية ، يارب يرجع
- طيب كُلي بقا ، يرضوكي إبراهيم يرجع يلاقوكي بهتانة وخاسة النُص ، يقول عليا إيه بقا ؟ ، يقول كانت مجوّعة أمي ؟
= بإبتسامة : ...
- بإبتسامة : أيوة ياشيخة إضحكي كدة وخلي الشمس تدخل البيت

'' الباب خبط ، روحت أفتح لقيتها فاطمة صاحبتي ..''

= العواف عليكوا ، العواف عليكي ياأم إبراهيم
- أهي ياستي فاطمة كمان جت تقعد معاكي أهي ، إدخلي أقعدي معاها لحد مانعملنا شاي ونجيلكوا
= من عنيا

'' دخلنا المطبخ وماقدرتش نمسكو نفسي وقعدت أعيط ، قلبي واكلني عليه أوي ..''

- إيه ياثنية دا كله بتعملي شاي ..إيه دا ، إنتِ بتعيطي ياثنية ؟

'' إترمينا في حضنها ..''

= ببكاء : قلبي هينفجر من كتر الخوف والوجع يافاطمة ، قلبي بينكوي ومش عارفة نعملو إيه ، أني خايفة يكون مات يافاطمة
- ياختي تفي من بوقك إن شاء الله عايش وهيرجع لأمه زي الفل
= ببكاء : يارب ، يارب يرجع بالسلامة يارب

'' بعدتني عن حُضنها وبصتلي وقالت ..''

- حارقة نفسك عليه وهو ولا حاسس بيكي ولا بيحبوكي ، أمال لو كان بيحبوكي بقا كنتِ هتعملي إيه ؟

'' بصيتلها والنار في اللي في قلبي صرخت وقولنالها ..''

- بكرة لما تحبي وتدوقي نار الحب هتعرفي إن البصة الواحدة في عيون اللي بتحبيه كفاية تعيشي عليها العمر كله ، وطول ماهو كويس إنتِ هتبقي كويسة حتي لو بيكي مية علة ، أني بنحبوه عشان بنحبوه ..مش بنحبوه عشان يحبني ، الواحد مالوش علي قلبه سلطان يافاطمة
= بحزن : ربنا يرجعهولك بالسلامة ياثنية
- بحزن : يارب

'' من يوم ماعنيا طلّو في عنيه وأني قلبي ودعني وراحله ..أني نعرفو إبراهيم من حوالي تلت سنين ، لما جه يسهر عندي في الكازينو ..شوفت فيه عمري اللي راح واللي جاي ..حبيته ، كان اليوم اللي مايجيش فيه الكازينو يوم زي الزفت ، ماكنتش ببقي طايقة أيتها حاجة ولا أيتها حد ، ومن حبي فيه نقلت مكان سكني لشقة جمب بيته ، عشان عيني تبقي دايماً طايلاه ، أني عارفة إنه ماحبنيش ..ماشوفتش في عنيه لهفة الحب ليا ، هو دايماً بيعتبرني زي أخته الكبيرة ..هو قالهالي أكتر من مرة ، بس وماله أني راضية ..المهم دلوقتي يرجع بالسلامة وأنا مش عايزة منه أيتها حاجة ، ياوجع قلبي عليك لو مارجعتش ياإبراهيم ..''

--

'' المنيا ..21 مايو 1948 ''

- يارب ..يارب لو إبني عايش خليك معاه وإنصره ، ولو مات فامايغلاش عليك يارب ، هفرحله إنه نال الشهادة ، بس رحمتك لجلبي يارب ، رحمتك يارب

'' كنت سامعاها وهي جاعدة علي المصلية بتدعي لمصطفي ، وغير بُكاها كل يوم عليه ، للدرجادي الضنا غالي ؟ ..ياما كان نفسي أبجي أم ، بس حكمتك يارب ..والحمد لله راضية وصابرة وإن شاء الله يارب هترزجني عن قريب ..
منصور يبقي وِلد عمي ، بيحبني من وأنا عيّلة بضفاير ..وإتعلمت الحب علي إيدي ..إستحمل عشاني اللي ماستحملهوش راجل وشالني في عنيه ، جال لأ لأي حد كان يجوله يتجوز عليا عشان يخلف ..جال مش عايز عيال غير مني ، لو جُم جُم ، ماجوش يبجَي خلاص ..راضين ، وحطينا آملنا في مصطفي ، اللي بعتبر نفسي أمه التانية ، دخلت البيت دِه وهو لسة عيل عمره 12 سنة ..أني اللي ربيته ، ربنا يرجعك بالسلامة لينا ولخطيبتك حُسنة يامصطفي ، ياحرقة جلبك ياحُسنة دِلوك ..''

- واجفة عندك بتعملي إيه ياورد ؟

'' بصيت ورايا لجيته منصور ..''

= ولا حاجة كنت داخلة لأمك عشان أناديها تاجي تتغدي ، بس لجيتها بتصلي
- بتنهيدة : طيب
= لكن إنت إيه اللي رجعك بدري إكدة ؟
- وصلني جواب بعته مصطفي
- مصطفي ! ..ولدي !

'' لَجينا حماتي طالعة من الأوضة وسمعت اللي جاله منصور ...''

- أيوة يامّا جواب من مصطفي
- بلهفة : إفتحه يابني بسرعة وإقراه
- حاضر

'' فتح الجواب وجراه ..''

'' وصلت بمعونة الله إلى غزة ، وستسمعون عنا خيراً إن شاء الله ، سأكتب لكم كلما قضينا على موقع من المواقع اليهودية ..دعواتكم لي ولزملائي ..''

مع تحياتي : مصطفي كمال
١٥ مايو ١٩٤٨ ..''

- دِه بس اللي كاتبه ؟
- أيوة يامّا
- بحزن : ربنا ينصرك يابني عليهم ، ربنا ينصرك يامصطفي

'' فجأة سمعنا صوت خبط جامد علي الباب ، جري منصور راح يفتح لجا رجالة شايلين أبوه وجايبينه ، إتخلعنا عليه وجريت أني وحماتي عليهم ..''

- بفزع : فيه إيه ..الحاج محمود ماله ؟
- رجل : لجِيناه وجِع مرة واحدة من طوله
- منصور : ليه إيه اللي حُصل ؟

'' رد علي منصور راجل تاني وكان بيبكي وجَاله ..''

- ببكاء : جاله ظابط من الأوقاف وجَاله مصطفي إبنك تعيش إنت
- الأم بصدمة : ياولداااااي

--

'' القاهرة ..يونية 1948 ''

'' أكتبُ إليكِ بدموعي ، مات مصطفي كمال ..مات جسده وعاش جسدي ، عاشت روحه وماتت روحي ..

مع آلامي وجروحي : جمال

٢٢ مايو ١٩٤٨ ..''

- بصدمة : مصطفي كمال مات ؟
= مفيدة بإستغراب : مين مصطفي كمال دا ؟
- بحزن : دا أعز صاحب لجمال ، الله يرحمه
= بحزن : الله يرحمه ويحسن إليه
- وبعدين يامفيدة ، أنا هفضل في العذاب دا لحد إمتي ؟ أنا هاين عليا أروحه فلسطين وأبقي معاه بدل الوجع اللي أنا فيه دا ، دا أنا مش بنام
= إدعي ..قولي يارب
- بحزن : يارب ..يارب

'' فجأة سمعنا صوت بابا بينادي عليا أنا ومفيدة ..جرينا وطلعناله ..''

- إيه يابابا خير فيه إيه ؟
= بيقولوا في خبر عن الجيش المصري في فلسطين هيتقال في الراديو دلوقتي ، تعالوا إسمعوا
- خير يارب إن شاء الله

'' فتح الراديو ، فتحه علي الخبر علي طول ..''

'' إتجهت الكتيبة التاسعة شمالاً صوب دير أسنيد ، وإحتلت مستعمرة يدمردخاى الواقعة على الطريق بعد معركة حامية بدأت يوم 19 مايو وإنتهت فى 24 مايو ، وبعد أن قذفها المصريون بما لا يقل عن ألف قنبلة من قنابل المدافع الضخمة من عيار 25 رطلاً ، خسر المصريون فى هذه المعركة عدداً غير قليل من رجالهم ضباطاً وجنوداً ، وكان أكبر خطأ إقترفه المصريون أنهم كانوا يهاجمون المستعمرة بالمشاة نهاراً ، ولم تكن لديهم قوات مدرعة تكفى حمايتهم ..''

'' جالي حالة من الصدمة ..خسروا عدد مش قليل من رجالتهم ! ، ماكنتش قادرة أقف علي رجلي خلاص ، كنت هقع لكن إيد بابا لحقتني ..''

- إسندي نفس ياهالة يابنتي ! ، إصلبي طولك
= مش قادرة يابابا ..مش قادرة
- لازم تقدري ، لازم تكوني قوية أكتر من كدة ..ولازم تفرحي بجمال ، جمال راجل دافع عن أرضه بإيده وبدمه ، إن كان عايش لازم تبقي فخورة إنك هتتجوزي راجل بحق وحقيقي ، راجل هيكتب التاريخ عنه وعن زمايله إنهم كافحوا عشان الأرض دي تفضل دايماً حرة ، ولو مات يبقي برده لازم تفرحي ..تفرحي إنه مات شهيد ، مات بطل ، وإنه أعظم راجل في الدنيا ، وهتفضلي تتكلمي وتحكي عنه اللي فاضل من عمرك كله
= ببكاء : ...

'' أخدني بابا في حضنه وقعد يطبطب عليا ..فجأة سمعنا صوت خبط جامد علي الباب ، جريت مفيدة وفتحت لقيناها والدة جمال ..''

- ببكاء شديد : إلحقوني ..إلحقني ياحاج محمد
- بفزع : إيه ياأم جمال خير فيه إيه ؟
- ببكاء : إبني ..جمال إبني
= هالة بصراخ : جماااال

--

'' إسكندرية ..يوليو 1948 ''

- وبعدهالِك بقا ياثنية ، هنفضلو مابنشتغلوش كدة لحد إمتي ؟
= ...
- إحنا الفلوس اللي معانا قرب تخلص ياختي
= بتنهيدة : مش قادرة يافاطمة
- عاملة في نفسك ليه كدة ياثنية ؟ ، ماله ياختي الحزن بالشغل ..دا اللي بيموتله ميت بينزل برده ويشتغل ..مابالك باللي لسة حي ، نوقف شغلنا عشانه ليه بقا
= بحزن : مين قالك إنه لسة حي ؟
- إن شاء الله حي ، والله قلبي حاسس إنه لسة عايش ..وبعدين لو كان جراله حاجة بعد الشر مش كان وصلنا خبر ؟ إستهدي بالله ياثنية ، إستهدي بالله ياختي وخلونا نشوف أكل عيشنا ..ماحدش يرضيه الحال المايل بتاعنا دا ، إبراهيم نفسه مايعجبهوش ..خلونا ياختي نفتحو الكازينو ونشتغل
= ...
- قولتي إيه ياثنية ؟
= قولت لا إله إلا الله
- بإبتسامة : محمد رسول الله ، تبقي موافقة

'' هزيت راسي من غير ماننطقو ، خلينا نشتغل ..يمكن الشغل يلهونا شوية عن التفكير ..
فاطمة خدت مني مفاتيح الكازينو وراحت فتحته ونضفته ، وبالليل روحنالها الكازينو ، الناس قاعدة تشرب وتاكل ..والمغني والرقص ماليين المكان ولا كإن حاجة حاصلة في البلد ، ولا كإن فيه حرب ..
بقيت بحاول ألهي نفسي في الشغل ، بس برده ..مابطلناش نفكرو في إبراهيم ..
كل يوم الصبح كنت نروحو أني وفاطمة لأم إبراهيم ونقعدو معاها ونسلوها لحد معاد الشغل وبعدين نروح شغلنا ..وفي يوم كنت قاعدة معاها لوحدي والبت فاطمة كانت بتشتري طلبات ، فاقولت نتكلمو معاها ونسليها ونسألوها سؤال كان نفسي نسألوه لإبراهيم ..''

- إلا بقولك إيه ياأم إبراهيم
= قولي ياثنية
- هو ..هو يعني إبنك ماتجوزش ليه لحد دلوقتي ، ماشاء الله إبراهيم تتمنوه أي واحدة يعني
= لسة نصيبه ماجاش
- علي رأيك ، كل واحد له نصيب وهيقابله في يوم من الأيام

'' وسكتنا ، وبعدها بشوية قولنالها ..''

- هو إبراهيم ..ماحبش قبل كدة ؟

'' بصتلي وكانت ساكتة ، بس عنيها بتقول كلام ..خوفت وأتلهفت ، خايفة تقولي حب غيري ، وملهوفة تقولي إنه حبني أني ..''

- بإرتباك : إيه ياأم إبراهيم ..مش عايزة تقوليلي ولا إيه ، وأني اللي كنت فاكرة نفسي منكوا وعليكوا

'' طبطبت علي رجلي وقالت ..''

= ماتقوليش كدة ياثنية ، ربنا العالم إني بنعتبروكي زي بنتي
- طب أمال فيه إيه بقا ؟
= أصله موضوع وإتقفل بقاله سنين ، كل مافتكره بتضايق ..لانها كسرت قلب إبني

'' مش عارفة نفرحو إنه موضوع وإتقفل ولا نتضايقو إنه حَب غيري ويمكن يكون لسة بيحبها لحد دلوقتي ..''

- خلاص ياأم إبراهيم عشان مانبقاش بنضايقوكي ماتكمليش ، أني هقوم نعملنا كوبايتين شاي علي ما البت فاطمة تيجي

'' وقومت من جمبها ، مشيت خطوتين ولقيتها بتقول ..''

= كان إسمها جميلة ، كان بيحبها إبراهيم أوي ..عمري ماشوفت إبني بيحب حد قد ماحبها هي ، وهي كمان كانت بتحبه ..بس كانت بنت ذوات ومتعلمة ، إتقدملها مرة وإتنين وتلاتة وأبوها رفضه ..وبعدها إتخطبت لغيره ، وسابت وجع القلب ليه لوحده
- سلامة قلبه ، هي اللي خسرانة

'' بصتلي أوي ، كنت حاسة إنها كشفتني ، داريت عنيا عنها وقولتلها ..''

- بإرتباك : أنا هروح أعمل الشاي بقا

'' وأني راحة المطبخ الباب خبط ، روحت نفتحوه وكنت فاكراها فاطمة ..''

- إتأخرتي كدة ليه يافاط ...

'' لقيتها واحدة غريبة أول مرة نشوفوها ، كانت بتبصلي وهي مستغرباني وأني كمان ، قالتلي ..''

- إنتِ مراة إبراهيم ؟

'' يسمع من بوقك ربنا ياشابة ..رديت عليها ''

= لا أني مش مراته ، إنتِ مين وعايزة إيه ؟
- أنا ..جميلة

--

'' المنيا ..أغسطس 1948 ''

'' فايتة العروسة علي جنينة ..الورد جالّها يازينة
لون الخدود غالي علينا وحبيبي ..سلم عليّ ''

- إزيك ياحُسنة

'' كانت جاعدة جُدام الشباك بتغني ، جلبي عليكِ ياحُسنة وعاللي جرالك ..''

= تعالي ياورد

'' روحت وجعدت جمبها ، طبطبت عليها وجولتلها ..''

- عاملة إيه ياحُسنة
= زي مانتِ شايفة
- أمك بتجول إنك مابتاكليش واصل ، لحد ماخسيتي النُص
= ماليش نفس لحاجة
- بحزن : ليه ياحُسنة ، عاملة في روحك ليه إكدة ، ماله الحزن بالوكل

'' بصتلي والدموع في عنيها خلتني أعيط ..''

- مصطفي مات بطل ، مات شهيد ..المفروض نفرحوله ، نفرح إنه راجل ووجِف في وِش اليهود يحمي أرض فلسطين كإنه واحد منيها ، نفرحله إنه بجا في الجنة ونعيمها ياحُسنة

'' عيطت وأخدتها في حضني ..''

= ماقدراش ياورد ماقدراش ، جلبي بيتقطع عليه وعلي شبابه ..الحسرة بتاكل جلبي ، دا حبيبي ياورد ..مستكترة عليا أحزن عليه وأهجر الزاد ؟ ، دا مصطفي يتبكي عليه العُمر كله ياورد ..أحزن عليه العمر كله ، الإحتلال ماخدوش مني ، ولا الكوليرا خدته مني ..تيجي الحرب وتاخده مني ؟
- ببكاء : بكفياكي بجا ..بكفياكي ياحُسنة

'' جعدت أهدّيها وأصبرها وأني عايزة اللي يصبرني ..ياحرقة جلبي عليك يامصطفي ..عدا تلت شهور من يوم ماماتك والوجع هو هو ..
جعدت مع حُسنة شوية وبعد إكدة روّحت بيتي ، كنت طالعة علي أوضتي لما سمعت حماتي ومنصور واجفين في المطبخ وبيتكلموا ..وجفت أسمع لما لقيتها بتجولّه ..''

- إنت لازم تتجوز يامنصور
= بصدمة : وه ! ، بتجولي إيه يامّا
- بجول لازم تتجوز وتجيبلك حتة عيل يشيل إسمك
= مش جفلناها السيرة دي يامّا من زمن ؟ إيه اللي خلاكِ تفتحيها دلوك ؟
- كنا حاطين آملنا في مصطفي لما مارضيتِش تتجوز ، إن هو اللي هيتجوز ويجيب عيال ويفضل سِلسال العيلة موجود ماينجطعش ! ، لكن خلاص ..وَلدي مات
= لكن أني يامّا مش عايز أسيب ورد
- مين جالك هتسيبها ، الشرع محلّلك أربعة ..وبت عمك هتفضل علي ذمتك ومتشالة فوج الراس
= أني مش عايز أتجوز عليها ، ولا عايز أزعلها ولا عايز خلفة غير منيها
- وإحنا ماجصرناش معاها ، روحنا بيها لكذا حكيم في مصر وجالوا مافيش فايدة ، نعمل إيه إحنا بجا ؟
= ياماّ ...
- مقاطعةً : هي كلمة يامنصور ، هتتجوز يعني هتتجوز ..ولا إنتوا إستحلوتي الحسرة اللي أني فيها ..حسرة علي وَلدي ضنايا اللي مات وحسرة عالتاني اللي مجطوع الخلفة وهو اللي جاطِعها بيده
= بحزن : ...
- جولت إيه يامنصور
= بتنهيدة : جولت اللي عايزه ربنا هو االي هيكون ، ربنا يسهل يامّا
- لاه ! ، أني مش عايزة أي كلام فض مجالس إكدة وخلاص ، جول ااه يامنصور ..جول ااه وكل حاجة جاهزة ، أوضة أخوك هتتجوز فيها ، والعروسة أهي موجودة ، مش ناجِص غير موافقتك ياوَلدي
= بإستغراب : العروسة موجودة ؟ ، تطلع مين دي ؟
- حُسنة ، خطيبة الغالي

--

'' القاهرة ..أغسطس 1948 ..''

- وبعدهالك بقا ياجمال ، هتفضل في الحالة دي لحد إمتي ؟
= ...
- مش هتفضل ترد عليا كدة كتير ؟
= ...
- بتنهيدة : ...

'' من يوم ماوِصل جمال مصر وهو في الحالة دي ، ساكت ومكتئب ..
اليوم اللي جت فيه مامته عندنا البيت وكانت مفزوعة ، حالتها خلتني أظن إن جمال مات ، بس الحمد لله طلع عايش ..وكلمتها مستشفي من مصر بلغتها إن جمال متصاب وهنا في المستشفي ، روحنا كلنا جرينا عليه ..أول مادخلت أوضته وشوفته حسيت إني إتشليت ! ، كانت صدمة علينا كلنا لما شوفنا رجليه مبتورة ..إتصاب في رجليه الإتنين وإضطروا يقطعوها ..كان فيه ظابط من الأوقاف واقف جمبه وشرحلنا هو جه هنا إزاي ، إتصاب يوم ٢٢ مايو ..زمايله هناك نقلوه لمستشفي في غزة وبتَروله رجله هناك ، ولحسن حظه العجيب نقلوه بعربية إسعاف للحدود ، وهناك إتواصلوا مع وزارة الأوقاف وبعتوله عربية ونقلوه لمستشفي في القاهرة ..
من يومها وحالته تصعب علي الكافر ، قعد في المستشفي شهر وبعدين خرج ، قلبي بيتقطع عليه كل ماشوفه ، ياما نفسي آخد وجعه وإديله بداله الراحة ، حاولت أتكلم معاه وأخليه يتكلم لكن هو رافض ، مامته دخلت علينا وفي إيديها جواب وقالت ..''

- جمال ، جالك جواب من الوزارة

'' إلتفت لها ، لأول مرة ..وخد منها الجواب وفتحه وقراه ، كنت متابعة تعبيرات وشه جداً ، حسيت فيه شبح إبتسامة علي وشه ..''

- خير ياجمال ، بيقولولك فيه إيه يابني

'' ولأول مرة ينطق من يوم ماجه مصر وقال ..''

= بيقولوا إنهم لسة متمسكين بيا ومش مستغنيين عن خدماتي
- بفرحة : ياألف نهار أبيض
- هالة بفرحة : مبروك ياجمال

'' بصلي وماردش ، وبعد المباركات وفرحة مامته خرجت وسابتنا لوحدنا ..''

- كان واحشني صوتك ياجمال
= ...

'' مسكت إيده وطبطت عليها وقولتله ..''

- أنا عارفة إن اللي عيشته مش سهل أبداً ، من أول ماشوفتك في المستشفي وأنا عارفة إن جمال دا غير جمال اللي أعرفه ، حد تاني ..شخص تاني غريب عن الكل ، غريب حتي عن نفسه ..أنا واثقة إن اللي إنت شوفته يخليك ماتقدرتش تقاوم الحياة ، خصوصاً موت مصطفي كمال صاحبك ..بس أنا عارفة إن إيمانك قوي وهترجعلي جمال اللي أعرفه ، هترجع أقوي من الأول ..خُد وقتك زي مانت عايز ياجمال ، وأنا مستنياك ..مهما طالت الأيام أنا جمبك ومستنياك ، ومش همل ولا لحظة
= بإبتسامة : ...

--

'' الإسكندرية ..سبتمبر 1948 ''

'' إزيك ياثنية وإزاي أمي عاملين إيه ، آني آسف إن ماكنتش بكتب لكوا ..بس والله العظيم ماتعرفوش إحنا بنشوف إيه هنا كل يوم ، إدعولنا ياثنية ، وطمني أمي إني لسة بخير وعايش وخليها تدعيلي ..وخليها تدعي لفلسطين قبلنا ، تبقي حُرة وتفضل حرة ..

مع تحياتي : إبراهيم
٢٣ أغسطس ١٩٤٨ ..''

- هو دا بس اللي كاتبه في الجواب ياوَلا ؟
= عبدالله : أيوة ياأبلة ثنية
- تمام روح إنت شوف شغلك

'' مشي عبدالله وجت فاطمة وقعدت جمبي وقالت ..''

= إتطمنتي عليه ياختي خلاص ؟
- بتنهيدة وإبتسامة : أيوة الحمد لله
= اللي يشوفوكي دلوقتي مايشوفوكيش الأيام اللي فاتت وإنتِ كل يوم نازلة سح وعياط لما نكدتي علينا كدة
- أهو هو كدة الحب ، علته مالهاش دوا غير راحة اللي بتحبيه
= ياختي مابتكلمش عن الحب وسنينه ، دموع عنيكِ الأيام اللي فاتت دي كلها عشان حاجة تانية
- أهو كله مفتح علي بعضه
= أيوة هو إيه اللي مفتح علي بعضه بقا ؟
- ...
= لا يكون بسبب البت اللي طلعت لِنا جديدة دي وكل يوم والتاني تُطل علي أم إبراهيم
- ...
= لا تكوني غيرانة منها يابت ياثنية ؟
- ...
= إنتي هبلة ياثنية ؟ غيرانة من واحدة لا تعرفيها ولا يمكن إبراهيم كمان يعرفها و ...
- مقاطعةً : لأ يعرفها ..يعرفها كويس أوي ، دي حبيبة إبراهيم يافاطمة
= بصدمة : يالهوي ..وإنتِ عرفتي منين ؟
- أم إبراهيم حاكتلي إن كان فيه واحدة بيحبوها وإسمها جميلة ، وإتقدملها كذا نوبة بس أبوها رفض وهي إتخطبت لحد غيره ، يوميها جت لأم إبراهيم البيت وعرفت إنها هي ..وحكتلنا كل حاجة ، إنها ماكملتش الخطوبة من قبل ماإبراهيم يسافرو لفلسطين ورجعوا لبعض ، وبعتلها كذا جواب من هناك وهو اللي قالها من وقت للتاني تروح تطمن علي أمه
= بحزن : يالهوي ياثنية ، ياحرقة قلبك ياختي
- أني المهم عندي دلوقتي يرجع إبراهيم بالسلامة ، وبعدها يحلوها الحلال

--

'' المنيا ..أكتوبر 1948 ''

'' ياعاشِج الورد وحُسنه ..دا الورد مايل علي غصنه
ماتهنّي جلبك بمحاسنه ..حبيبي ، سلمّ علي ..''

- ورد !

'' بصيت ورايا لجيت منصور ..''

= إزيك يامنصور ، تعالي
- عاملة إيه ياحبيبتي
= بإبتسامة : كويسة الحمد لله
- بتكدبي عليا يابت ؟ ، لو كدبتي عليا عُمر عنيكِ ماتجدر تكدب عليا

'' كنت بحاول أداري عنيا منيه ، لكن هو رفع راسي وخلاني أبصله وجال ..''

- لا حُسنة ولا مليون واحدة زيها يملوا عيني ، أني عنيا مابتشوفش غيرك ياورد

'' بعّدت إيده عني وروحت جعدت علي السرير وجولتله ..''

= دي مَرتك ، حجّها عليك إنت تحبها ..ولو ماحبتهاش دلوَك هتحبيها بعدين لما تجيبلك عيال إن شاء الله

'' جه وجعد جمبي وجالي ..''

- أنا ماجوّزتش غير برضاكِ ياورد ، وإنتِ عارفة كويس إن الجوازة كلها ماكنِتش بخُطري ، ياورد ..ياورد دا إنتِ طرحتي في جلبي جبل ماتطرحي في الدنيا ، دا إنتِ ...
= مقاطعةً : أني عايزة أتطلج يامنصور
- بصدمة : بتجولي إيه ؟
= لو بتحبني زي مابتجول طلِجني ، إرحمني من عذابي يامنصور أبوس يَدّك

'' القاهرة ..نوفمبر 1948 ''

'' إتجوزنا أنا وجمال من شهر ، كنت مصرة أبقي معاه في الحالة اللي هو فيها دي ونعديها سوا ، كنت حاسة إن يمكن وجودي معاه بشكل دايم هيخلي المسألة أسهل ..
صحيت من النوم مالقتش جمال في الأوضة ، خرجت لقيته قاعد في الصالون وبيقرأ الجرنال ومكشر ، لحد مارماه في الأرض ، روحت شيلت الجرنال ودوّرت علي الخبر اللي ممكن يكون ضايقه بالطريقة دي ..''

'' عقد رؤساء هيئة أركان الجيوش العربية برئاسة اللواء عثمان مهدي رئيس هيئة أركان الجيش المصري مؤتمراً في القاهرة يوم الأربعاء في 11 نوفمبر 1948 لبحث الموقف في فلسطين ، وما آلت إليه حالة الجهات العسكرية ورفعوا تقريرهم إلى اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية ، وحدد رؤساء الأركان في هذا المؤتمر إمكانيات جيوشهم للقتال وما يملكون من مدافع وطائرات وعتاد والمدة التي تستطيع كل دولة أن تصمد فيها ضد القوات الإسرائيلية ، ولكن بعد أن ضمنت إسرائيل وقوف الجيوش العربية داخل حدود المناطق المخصصة لها ركز كل قواتها على الجبهة المصرية للوصول إليها ، لذا تم وضع خطط لتطويق الجيش المصري ، وأن القضاء على هذا الجيش كان في نظر الإسرائيليين هو الحل لقضيتهم ..''

- بغضب : الكلاب ، الكلاب
= إهدي ياجمال من فضلك
- بغضب : أهدي إيه ، أهدي إيه الجيش بيموت هناك ..والملك فاروق ساكت كل اللي بيعمله بيبعت أسلحة فاسدة للجيش هناك ، إنتِ ماتعرفيش كام سلاح لقيناه فاسد هناك ، بيموت مننا كتير هناك
- بحزن : إدعيلهم ياجمال ، إن شاء الله ربنا هينصرهم
= بغضب : أنا مش لازم أسكت ..أنا لازم أعمل حاجة
- هتعمل إيه بس

'' قعد ثواني يفكر وبعدين بصلي بإستغراب وقال ..''

- الأسلحة فاسدة ! ، الأسلحة فاسدة ياهالة ..معقولة يكون الملك فاروق بيبعت للجيش أسلحة فاسدة وهو عارف إنها فاسدة ؟
= بصدمة : ...
- دي تبقي مصيبة ! ، دا يبقي كلب وعميل لإسرائيل وأمريكا ، يانهار إسود ! ..أمال باعتنا ليه نحارب ؟ ، وحق اللي ماتوا في رقبة مين ؟ ، وفلسطين طيب ؟ معقول ممكن تبقي لإسرائيل ؟ ..أنا مش لازم أسكت ، أنا لازم أبحث في الموضوع دا أكتر من كدة
= أرجوك ياجمال ماتدخلش نفسك في حوارات ممكن توديك في داهية
- أمال أسكت ؟ ، أسيب بلدي تضيع ؟ ، أسيب فلسطين لليهود ؟
= بحزن : ياجمال أنا خايفة عليك ، إنت لازم تفكر مية مرة قبل ماتاخد أي قرار ، لازم تفكر فيا ، تفكر فينا وفي بيتنا
- هالة ! ، إسمي كلامي دا كويس وإفهميه ..أنا مش هسيب أي فرصة قدامي أعرف بيها إذا كان فاروق خاين ولا لأ ، مش هضيع أي فرصة في سبيل بلدي حتي لو بموتي ، دا اللي أنا هكمل عليه عمري كله ، دا أنا ياهالة ..وأنا بديكي الحرية في الإختيار ، أنا عارف إنك ضحيتي في سبيل إنك تكوني مع راجل عاجز زيي همه الحرب وياخد بتار زمايله ووطنه ووطنه التاني فلسطين ، عايزة تبعدي ياهالة وتمشي هديكي حريتك ، وهبقي سعيد ومتطمن إنك هتعيشي عيشة بسيطة وهادية ، بدل العيشة معايا
= بصدمة : بسهولة كدة بتتخلي عني ياجمال ؟
- أنا مش جمال اللي تعرفيه ، أنا شخص تاني خالص ..جمال اللي تعرفيه مات وإتدفن علي أرض فلسطين
= يعني ..مابتحبنيش ؟
- الحب مابقاش له معني ، الحب بقا عامل زي الوطن ..غريب ، وكل حاجة فيه بقت وحشة
= بصدمة : ....

--

'' إسكندرية ..ديسمبر 1948 ''

- هو إبراهيم بيبعتلك جوابات ؟
= لاء ، بقاله أكتر من تلت شهور مابعتليش حاجة
- يارب رجعهولنا بالسلامة
= يارب

'' كنا واقفين أني وجميلة بنعمل شاي في المطبخ ..''

- هو أهلك يعرفوا إنك بتيجي هنا لأم إبراهيم ؟
= لأ طبعاً ، دول لو عرفوا يدبحوني
- ومش خايفة يعرفوا ؟

'' بصتلي وقالت ..''

= عمري كله فِدا إبراهيم
- للدرجادي بتحبيه ؟
= أكتر منك بشوية
- بصدمة : ...
= أني عارفة إنك بتحبيه ، عنيكِ فاضحة سرك ياثنية
- ...
= من أول مانتِ عرفتيني أني مين وشوفت نار الغيرة في عنيكِ وأني عرفت
- وعرفتي منين إنك بتحبيه أكتر ماني بنحبوه ؟
= ماحدش حب إبراهيم قدي ، ولا حد ضحي عشان إبراهيم قدي
- بسخرية : والنبي إيه ؟ ، يبقي إنتِ فاهمة الحب والتضحية غلط
= ...
- الحب إني مابنقاش عايزة منه حاجة غير إنه يبقي كويس ومبسوط حتي لو مش ليا ، وأفرحله لو بقا لغيري المهم يبقي مرتاح ..إني أعاملك كويس وأني عارفة إنك حبيبة حبيبي وأبقي حطاكِ في عنيا وفوق راسي هي دي التضحية
= كلنا في الهوا سوا ياثنية ، كلنا في الهوا سوا ياختي ..أهم حاجة سلامة إبراهيم دلوقتي

--
'' مـصـر ..7 يناير 1949 ..''

'' إنتهى القتال في 7 يناير 1949 بعد إستيلاء الجيش الإسرائيلي على معظم منطقة النقب وتطويق القوات المصرية التي كانت مرابطة حول الفالوجة في النقب الشمالي ، وإستولت إسرائيل علي فلسطين وهُزمت الجيوش العربية ..''

--

'' القاهرة ..يناير 1949 ''

- أنا كنت صح ! ، أنا كنت صح ياهالة ..الملك فاروق طلع كان متآمر علينا ، متآمر علي الجيش المصري وعمل صفقة أسلحة فاسدة مع إنجلترا وهو عارف
= بصدمة : بتقول إيه ؟
- الكلب دمرنا ، الخاين
= إنت جبت المعلومات دي منين ؟
- جبتها من مكان ماجبتها ، المهم ياهالة ..أنا ممكن يجرالي حاجة ..أنا عرفت إنهم شاكيين فيا
= بصدمة : إيه اللي إنت بتقوله دا ؟
- إسمعيني كويس ، خلي بالك من نفسك ..وخلي بالك من إبننا كويس ، لما يجي قوليله إني كنت بحبه أوي ، ربيه يكون بطل مايسبش حقه ، ربيه علي كُره اليهود ..فهميه إن وطنه التاني فلسطين ، قوليله أبوك فقد رجليه وبقا عاجز عشان الأرض دي تعيش وتبقي حرة ، ولو جاتله الفرصة إنه يضحي بعمره عشانها مش هيتأخر لحظة

'' قبل ماأرد عليه الباب خبط ، كان بيخبط جامد جداً بطريقة مُرعبة ، كنت راحة أفتح الباب لكن جمال مسك إيدي وقفني وقال ..''

- خلاص ياهالة ، خلصت كدة
= بخوف : هي إيه اللي خلصت ياجمال ؟
- خلي بالك من نفسك ، ماتشغليش بالك بيا ..عيشي سنك من بعدي وإفرحي ، وإبقي إحكي لإبننا عننا ..وماتنسيش تقوليله إني كنت بحبك ، وإن حُبك هو اللي كان مديني أمل في الدنيا
= ببكاء : ...
- إنتِ طالق ياهالة
= بصدمة وبكاء : ليه ياجمال ، ليه حرام عليك

'' كسروا علينا الباب ، كانوا ظُباط ، قالولنا مطلوب القبض عليه بأمر ملكي ، وخدوه ..وسرقوا عمري معاه ..''

الوطن جارحِ
شبه الفُراق دباح ..مابيسامِح

--

'' الإسكندرية ..فبراير 1949 ''

- بقلق : إزاي إبراهيم مارجعش لحد دلوقتي ، مش بيقولوا الحرب خلصت والجيش رِجع ..
= فاطمة : مش يمكن ياختي في القاهرة وقاعد مع زمايله ؟ ، دول بيقولوا إن أم كلثوم عازماهم في بيتها ، أكيد يعني مش هيفوت فرصة يشوف فيها أم كلثوم ويجيلك
- طب يبعت جواب يطمنا عليه طيب
= ياستي راجع إن شاء الله

'' جالنا الولا عبدالله بيجري وقالنا ..''

= أبلة ثنية ، أبلة ثنية
- إيه ياولا فيه إيه
= إفتحي الراديو شوية وهيقولوا أسامي الشُهدا اللي ماتوا في فلسطين ، يمكن يكون عم إبراهيم منهم
- بصدمة : ...
= فاطمة : تف من بوقك ياوِش المصايب إنت ، غور ياض من وشنا السعادي
- إفتحي الراديو يافاطمة
= إنتِ هتصدقي كلام الواد دا و ...
- بغضب مقاطعةً : إفتحيه بدل مانطربق الكازينو دا فوق دماغك ياثنية ، إخلصي قبل ماحد من الزباين يدخل علينا يلا
= طيب ياختي حاضر

'' وراحت فتحت الراديو ، كنت بسمع أسامي اللي ماتوا وأني حاطة إيدي علي قلبي ..''

الشهيد عز الدين صادق الموجي
الشهيد مصطفي كمال محمود عثمان
الشهيد محمد جمال الدين برعي
الشهيد عبدالعليم منصور مهران
الشهيد أحمد عبدالعزيز
الشهيد إبراهيم جمال الدين بخيت

-  بصراخ : إبرااااهييييم ..

ياوطن غير الظلم ماداق
ياوطن كتب عليا الفراق

--

'' المنيا ..مارس 1949 ..''

- إيه يامّا صوت الزغاريط دِه ، جاي منين ؟
= بتنهيدة : جاي من بيت عمك ، بيجولوا حُسنة حِبلة ..''
- بتنهيدة وجع : ...
= ماعرفتيش تستحملي وتعيشي يابتّي ؟
- ماجدرتش يامّا أشوف منصور مع واحدة تانية غيري ، وبعدين بذمتك مش إكدة أحسن ؟ أجلّها يعرف يعيش مع مرته وإبنه اللي جاي في السكة ..ربنا يهنيهم ببعض ويسعدهم
= ربنا يهوّن عليكي يابتّي
- يارب ، ويرحم مصطفي
= وإيه اللي فكرك بمصطفي ؟
- وأني من إمتي نسيته ، جلبي واجعني عليه ..من يوم الهدنة اللي عملناها مع إسرائيل دي وأني حاسة إن دمه راح هدر ياحبة جلبي
= لاه ، دمه عمره ماهيروحش هدر وربك موجود
- تفتكري يامّا إسرائيل هتخرج من فلسطين ؟
= هتخرج ، لو ماكنش إنهاردة يبجي بكرة ، لو مش بكرة يبجي بعده
- كام روح لسة هتموت ؟ ، وكام عيلة هتتحسر علي إبنها ؟
= اللي عند ربك مابيضِعش ياورد ، حق اللي ماتوا مابيضعش ، الحق هيرجع ..وفلسطين هترجع

'' هزيت راسي وقولتلها ..''

- فلسطين هترجع

ياوطن طال الظلم فيه وواجع
ياوطن بكرة ، بعده ..حقك راجع

'' لا أُحلّل الإقتباس من دون الإسم ..🌻 ''

#حكايَاتنا_سوا
#هالة_أحمد

رأيكوا 👇👇

Continue Reading

You'll Also Like

165K 14.6K 165
قصص قصيره ولطيفه تحكي عن علاقة اخوه تجمع سبع فتيان لا تربطهم صلة دم او اي شي فقط جمعهم الحب الاخوي والعاطفة تجاه بعض تراه ترهم يحبوا بعض وتاره يتشاجو...
55.4K 1.4K 52
فهد & الهام تدور حول رجل مافيا ورجل اعمال بنفس الوقت شخص متحكم ولا يمتلك مشاعر متناقض وعديم رحمه ويرتبط بفتاة صغيرة وجميله حساسه ولطيفه معا الجميع و...
1.9M 27.4K 34
𝐉𝐄𝐎𝐍 𝐉𝐔𝐍𝐆𝐊𝐎𝐎𝐊 & 𝐑𝐔𝐉𝐈𝐍 رجل تعرض للخيانة ليصبح وحش متعطش للانتقام يجوب الأرض بحثًا عما يخفف من غليانه الدفين.... تحت إسم الإنت...