فصل اضافي٢

144 9 0
                                    

"مما أنت خائف دان ؟! الأمواج لا تُخيف، كما أنها مجرد أمواج صغيرة"

أمسك نايل طفله الصغير من ذراعيه برفق، و حاول أن يعرف ما هو سبب خوفه من أمواج البحر التي تزور الشاطئ للحظات ثم تعود مرة أخرى لتجتمع ببني جنسها من مياة البحر.

و كان نايل يشعر بالتعجب و القلق على الصغير، و أخذ يتساءل، ما هو خطب دان حتى يكون هشًا هكذا و من الممكن أن يخيفه أي شيء تافه، فمثلًا منذ عدة أيام قد شعر بالخوف من نحلة كانت تطير من حولهم و هم في حديقة الورود الخاصة بالمنزل.

أمسك دان و قد قوس شفتيه في ذراع نايل، و كأنه يحتمي به من العالم أجمع، و كانت وجنتيه قد تلونت بحمرة لطيفة كذلك أنفه الصغير.

"دان ! أتريد المثلجات ؟"

سأل ليام الذي تقدم منهما في حماس شديد، و أشار على عربة المثلجات الواقفة في بداية الشاطئ، أومأ دان بدون تردد و أمسك يد ليام و ذهبا، و قد حرص ليام ان يعطي لنايل نظرته المستفزة المعتادة، فمنذ فترة ليست بطويلة قد بدأ دان في التعلق بليام و أصبح يقضي معه الكثير من الوقت، و هذا ما جعل نايل يشعر ببعض الغيرة من إستحواذ ليام على صغيره.. و لكنه الأن مشغول الفكر بشيء أخر، و يجب أن يناقش تمارا به..
لذا و بدون تردد، إتجه إليها ليجدها مازالت مستلقية تحت المظلة كما تركها منذ نصف ساعة تقرببًا ليلعب مع دان قليلًا.

و قد قرروا جميعًا أن يذهبوا في اجازة صيفية، فقد مر وقت طويل منذ أن إجتمعوا معًا كعائلة.

"تمارا، أريد أن أتحدث معكِ في شيئًا ما"

رفعت تمارا القبعة التي كانت قد وضعتها فوق وجهها لتحجب عن عينيها الشمس، ثم اعتدلت جالسة عندما وجدت أن ملامح نايل غير طبيعية.

"ماذا هناك ؟!"

"أشعر أن دان طفل غير طبيعي، فهو يخاف كثيرًا، و من أشياء تافهة"

قلبت تمارا عينيها ما أن أنهى حديثه، و تمنت لو تضربه على رأسه بأي شيء حاد.. فنايل أصبح -منذ حصولهما على رين و دان- يفترض أشياء ليست حقيقية، أو يفهم الأمور بطريقة عكسية..
فمثلًا عندما كانت رين صغيرة و بما انها كانت طفلتهم الأولى، فعندما رأها نايل لأول مرة تضحك و تبكي في نفس الوقت، فقد افترض انها طفلة غير طبيعية، و أخبر تمارا عن ذلك، فأخبرته أنه شيء طبيعي بالنسبة لمن في مثل سنها، خاصتًا و أنها لم تتجاوز السبعة شهور بعد.

و عندما كبرت رين قليلًا و أصبحت في عمر السنتان، فكان من الطبيعي أن لا تفهم الكثير مما يقوله الكبار، و لكن نايل بالطبع لا يعرف ذلك و أفترض أنها ربما ستكون غبية عندما تكبر.

و الكثير الكثير من مثل هذه المواقف، لدرجة أن تمارا تريد بالفعل أن تقتله على غباءه بما أنه لا يفهم أنه يتعامل مع أطفال صغار.

ثأر (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن