-15-

1.2K 179 335
                                    

وقفت تمارا أمام غرفة نايل تتلفت يمياً ويساراً لتتفقد الأرجاء، دخلت سريعاً بعد أن اطلت برأسها للداخل ولم تجد أحد بالغرفة.

أغلقت الباب خلفها وقد قابلتها الغرفة التي تتراوح تصميماتها مابين اللون الأزرق القاتم والأبيض المطفي، بينما هُناك سرير كبير يتوسط الغرفة وعلىَ  جانبيه يوجد منضدتان متوسطتان الحجم،   ومقعدان للجلوس علىَ يمين السرير بعيدان عنهُ بعدة خُطوات، هذا كان فقط أثاث الغرفة.

لم تتعجب تمارا كثيراً، فصاحب الغرفة فارغ داخلياً مثلها، فإختيارات الشخص لأشياءهُ الخاصة تمثل ما بداخله.

توجهت لإحدىَ المنضدتان، فتحت درجها الاول، والثاني، والثالث ولكنها لم تجد بهم شئ، كانوا فارغين تماماً.

بعد ذلك تفقدت ادراج المنضدة الأخرىَ فلم تجد شئ أيضاً في اول درجين، ولكنها قد وجدت الدرج الاخير مغلق بإحكام، علىَ شئ هيَ تجهله ولا يعرفهُ غير صاحبه.

بعد ان ملت من محاولة فتحه، وأيضاً بما أنها قد وجدت جهاز انزار صغير ملتصق بالدرج من الأسفل فقد تركتهُ لوقتً لاحق، بعد ذلك قد أخرجت من جيبها محفظة متوسطة الحجم جلدية وقد فتحتها ووضعتها علىَ السرير وإبتسمت بشر.

بعد دقائق من ذلك كانت قد أنتهت مما تفعل وقد إتجهت للباب رغبة في الخروج، ولكنها ما إن تقدمت تجاهه حتىَ دخل منه نايل الذي ما إن رأها حتىَ شَعر بثيران الغضب تركض بداخله.

"ماذا تفعلين هُنا ؟"

جاء سؤال نايل هادئاً برغم غضبهُ الشديد، إبتسمت تمارا إبتسامتها البريئة ليعلم سريعاً أنها قد أتت لغرض سيحطم أعصابه من كثرة الغضب.

"أقوم بعملي"

"لن تجدي ما تُريدين هُنا، لذا لا أُريدُكِ أن تدخُلي الىَ هذه الغرفة مجددا"

"لا أعتقد أني سأعدُكَ أن ذلك لن يحدث مرة أُخرىَ"

تقدم منها نايل بعد أن سئم برودها وعدم إكتراثها بما من الممكن أن يحدث لها، والأهم هو عدم خوفها منه، عكس ما يفعل الكثير من الرجال.
سحبها لخارج الغرفة وقد وقفا أمام بعضهما وقفة متحدية كعادة لقاءتهما.

"دعيني أقولها بهذه الطريقة، أنتِ لن تدخلي الىَ هُنا مجددا ًوإلا سيحدث لكِ ما تندمين عليه حقاً"

هددها بنبرتهُ التي يستخدمها مع الكثيرون مِمَن يرهبونه فتزيدهُم رهبة، ولكن جبل الجليد الذي أمامه لم يبالي ولا حتىَ بحرف واحد مما قال ولم تحرك نبرتهُ بها ولا نظرات عيناه الحارقة شعره واحدة.

"دعني أنا أقولها لك بهذه الطريقة، أنا لا أخافُ منك، ولا من تهديداتك، ولا حتىَ من عالمك الإجرامي أجمع، لذا أنا لن أفعل إلا ما أريد، ولم يُخلق بعد الرجل الذي يعتقد أن تمارا ستضعُف أمامه او تهابه"

ثأر (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن