-7-

1.5K 222 445
                                    

"تشعُرين بالضجر ؟"

وأخيراً, بعد عشرة دقائق سمعت صوت نايل يأتي من خلفها بعد أن دخل الشرفة, همست بداخل عقلها 'أحمق', ثم إلفتت ببطئ لتواجهه, ورسمت علىَ ملامح وجهها البراءة, وإبتسامة عذبة علىَ ثُغرها.

"قليلاً"

أجابت بهدوء, ثم عادت لتنظر الىَ السماء مجدداً, وقد أعطتهُ ظهرها, حتىَ تشعرهُ أنها لا تهتم به, ولا بوجوده, بينما قد توصل نايل لإستنتاجان وحيدان, الاول, هو أنها تُمثل دور صعبة المراس, وهو في الحقيقة يحب هذا كثيراً, ولا يحب أن ترمي الفتيات بأنفُسهن عليه, والثاني, هو أنها بالفعل لا تهتم له, وهذا ما لن يسمح به أبداً, لأنهُ لم تُخلق فتاة في الكون حتىَ ترفضه, أو لا تهتم لوجوده.

"القمر"

إنتبه لها بعد أن نطقت ذلك بطريقة غامضة قليلاً, وقد كانت تنظر للقمر الذي يتوسط السماء, جاءت عيناه عليه هو الأخر وإنتظر أن تُكمل حديثها.

"يبدوا من مسافة بعيدة أنهُ كامل, ضوءهُ أبيض نقي, هالة البراءة المُحيطة به, تجعل أي شخص ينظر له, يقع في عشقه, ولكن إن إقتربنا منهُ قليلاً, سنرىَ حقيقته, مجرد جسم مُعتم, مليئ بالحُفر, والنقاط المظلمة, أي إن إقتربت منه, لن تحصل إلا علىَ الظلام, هذا هو القمر, يخدع العديد من الشخصيات الساذجة, والمُغترة بنوره"

شعورهُ أنها لا تتحدث عن القمر, بل تتحدث عنه بشكل غير مباشر, جعلهُ يقبض علىَ كأسه بقليل من الغضب.

"مَن أنتِ ؟"

خرج سؤالهُ بنبرة جافة, حادة, كأنهُ يُخرج طلقات نارية يُريد أن تُصيبها في مقتل, إلفتت لتواجههُ مجدداً, وعلىَ وجهها نفس الإبتسامة, ولكن هذه المرة كانت ملامح وجهها لا تنطق إلا بالتحدي, إقتربت منه, ثم وقفت بجانبهُ.

"فتاة, مثل كل الفتيات, ولكني لستُ ساذجة"

ألقت كلماتها في وجهه بقوة, وبساطة في الآن ذاته, ثم غادرت المكان بنفس الهدوء الذي دخلتهُ به, ولكن بثقة أعلىَ, ثبتت نظرتهُ علىَ سور الشرفة لثوانً, ثم في ثانية وحدة كان قد قذف بالكأس أرضاً ليتحول لقطع صغيرة.

خرج من الشرفة وجسدهُ جميعهُ يشتعل, توجه لزين وليام اللذان ما إن رأياه حتىَ أخذا يضحكان بشدة, لدرجة أنهُ إعتقد أنهما قد سمعا تلك الفتاة وهيَ تقصف رجولتهُ.

"علىَ ماذا تضحكان ؟"

سألهما بحدة شديدة, وكأنهُ يصُب بغضبه عليهما.

"كنت ذاهباً لمُناداتك لأجدك تتحدث مع فتاة, نايل هوران يتحدث مع فتاة ولا يأخذها مُباشرةً الىَ غرفته, يا إلهي, لا أصدق نفسي"

ثأر (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن