ثأر (قيد التعديل)

-20-

الماضي

"قبضتكِ مازالت ضعيفة، تحتاجين المزيد من التدريبات، عدم تناول الطعام لثلاثة أيام، هذا سيكون عقابكِ لتقصيركِ"

صرخ المدرب في وجه تمارا ذات الثلاثة عشر عاماً، وهيَ تلكُم في جدار خشبي سميك ينتصب امامها، فهذا الجدار مصمم خصيصاً لمثل تلك التدريبات، كتقوية قبضة اليدان، وحتىَ يموت شعور الألم بهما.فعندما تلكُم احدهم علىَ سبيل المثال فلن تشعر بأي شئ يوقفها عن تحطيم فكه.

وقد بدأت تمارا هذا التدريب منذ ما يقرُب العام، وكان واضحاً علىَ يداها تشققات وجروح منتشرة علىَ ظهر يداها نتيجة القيام بذلك التدريب.

غادرها المدرب بوجه متجهم، فمن سوء حظ تمارا ان مدرب فرقتها هو اكثر مدرب صارم في المنظمة، ودائماً ما يعاقب متدربينه بقسوة، حتىَ في بعض الاحيان عقوباته تكن غير عقلانية، كحرمان تمارا من الطعام تماماً واسوأ من ذلك ايضاً.

لم تتوقف تمارا عن التدريب منذ ان صرخ مدربها في وجهها، وقد مر عليها ساعات طويلة وهيَ تلكم الجدار، لأن لديها هدف تريد ان تصل له، حتىَ انها تحتمل ذلك الألم القوي الذي ينهش في كلتا يديها كأن عظامها تتحطم في كل مرة.

تملك منها شعور قوي بالحزن والشفقة علىَ نفسها، فهيَ بالفعل تبذل قصارىَ جهدها ولكن المدرب لا يرىَ ذلك، فهو يرىَ فقط انها غير مهتمة بتدريباتها و تلهو في الارجاء.

بدأت دموعها بالنزول واحدة تلو الاخرىَ، بعدما هبطت عزيمتها كلياً، ولكنها مازالت تحاول. زاد الامر سوءاً فراغ معدتها الذي يتضاعف كلما يمر الوقت، فأخذت تصرخ بها من خلال الالم ان تطعمها ولو القليل.

خارت قواها تماماً فإرتمت أرضاً جالسة وقد ازادت دموعها، نظراً لشعورها بالوحدة والاشتياق لوالداها ودان الذي قيل لها انه قُتِل في هذا السن الصغير.

ظهر ادوارد امامها ولكن بصورة مشوشة قليلاً، فظنت انها تتوهم ذلك، لولا جلوسه امامها وابتسامته لها وهو يمسح الدموع الجارية علىَ وجنتاها، وان كان هناك جانب جيد في حياتها هذه، هو وجود ادوارد معها، فهو يحنوا عليها دائماً كما لو كان اخ كبير بالنسبة لها.

وقد انتظر ادوارد خلود المدرب الىَ النوم حتىَ يتسلل ويأتي لها، فهو قد امر الجميع ان يقاطعها احد الىَ نهاية اليوم.

"يجب ان تحصلي علىَ بعض الراحة، هيا معي"

ساعدها ادوارد علىَ الوقوف وإتكأت عليه ليصعدا لغرفتها.

"لا، لقد منعني المدرب من الطعام"

رفضت تمارا الطعام الذي قد احضره لها ادوارد خلسة، ليقربه منها مجدداً.