"العميل الناجح لا يفقد اعصابه مهما حدث، و لتفعلوا ذلك، يجب ان تتأقلموا مع حقيقة انه من الممكن ان يحدث اسوأ الكوارث لأحبائكم و للأشخاص المقربون منكم، و يجب ان تتعلموا كيفية التحكم في النفس في مثل هذه المواقف بشكل خاص، فلن يحرق اعصابكم و يدمرها اكثر من رؤية من تحبون في خطر.. و ان اردتم انقاذهم فيجب ان تكونوا في كامل تركيزكم و في كامل سيطرتكم على انفسكم.. "

"و لكن، هذا سيحتاج الكثير من الوقت و ربما سنوات"

قاطعتها نفس الفتاة مرة اخرى، و التي اتضح انها نفس الفتاة التي كانت تتغزل بنايل في اول يوم لها، و لأن تمارا تمتلك الان سببان لتكرهها، الاول هو مغزالتها لنايل، و الثاني هو مقاطعتها لها و هي تتحدث، فقد و قفت امامها و ابتسمت و كأن البركان الذي بداخلها خامد و ليس مشتعل و على وشك الانفجار.

"حتى تتقنوا هذا الفن فيجب ان تأخذوا بعض الوقت للتدرب عليه بالفعل، و لكنه لن يصل لسنوات.. اقصى حد لهذا التدريب هو شهر كامل.. لا اكثر و لا اقل"

قالت تمارا بحزم لتعقد المتدربة حاجباها بضيق، و كانت على وشك ان تتحدث مرة اخرى لولا ايقاف تمارا لها بواسطة وضع يدها امام وجهها.

"شىء اخر آنسة جرين، انا لا احب ان تتم مقاطعتي و انا اتحدث"

اردفت تمارا بإبتسامة غريبة ارعبت المتدربة داخليًا، ثم اومأت سريعًا لتتجنب غضب تمارا الذي على وشك الاندلاع.

"هل هناك اسئلة اخرى ؟"

سألت تمارا و هي تبتعد عنها و تعود في المقدمة لتنظر للجميع، رد الجميع بلا فأخبرتهم ان وقت التدريب قد انتهى و انه يجب ان يكونوا هنا في نفس الميعاد يوم غد ليتلقوا اول درس في فن الهدوء كما تدعوه.

"ألهذا كنتِ تتغلبين علي في الكثير من الأحيان ؟!"

إلتفتت تمارا بإبتسامة لنايل الذي كان يراقب تدريبها من على بعد، و ما ان خرج المتدربون حتى ذهب اليها و سأل هذا السؤال بنية المزاح.

"هل اعتبر هذا اعتراف صريح بخسارتك امامي طوال الوقت ؟"

عقدت تمارا يديها على صدرها و سألته بنبرة خبيثة و نظرة مستفزة، اقترب نايل منها خطوة و كانت الابتسامة مازالت مرتسمة على شفتيه.

"لم اعترف، و لن اعترف بذلك، و ان اعتقدتِ انكِ قد تغلبتِ علي في يوم من الأيام فلن احاسبكِ على احلامكِ"

"حقًا ؟! فمن كان اذًا يفقد اعصابه امامي بكل سهولة و يُسر بينما هو لم يحرك و لو خلية واحدة بداخلي ؟!"

و بدلًا من ان يجيبها نايل بالمثل، بسخرية، و رغبة في استفزازها، فقد اقترب منها اكثر ببطىء، و وقف امامها مباشرةً، ثم رفع يده و ارجع خصله هاربة الى خلف اذنها.

ثأر (قيد التعديل)Where stories live. Discover now