"لقد ظننت اني لن ارى هذا اليوم"

قال ليام و تصنع البكاء و مسح دموعه الوهمية، لينظر له كلً من نايل و تمارا على انه اغبى شخص في الكون، و لكن اشارة ادوارد ليديهما المتشابكة بينما لم يشعر كلاهما بأنهما قد فعلا ذلك حتى.. نظر كلً منهما الى ما يشير ادوارد فإنتفضا و تركا ايديهما و تظاهرا ان ذلك لم يحدث ليبدأ الجميع في الضحك عليهما.

"روز، تبدين في قمة جمالكِ اليوم"

قالت تمارا بإبتسامة و هي تعانق روز، فبادلتها روز الاثنان و شكرتها، و بدا على هذه الاخيرة من لمعان عينيها انها تشعر بسعادة عارمة، و اذا اقترب اي شخص من المكان الذي تقف فيه مع زين كان يشعر بهالتهما التي تتألق بالحياة.

انتشروا جميعًا في المكان و بدأ كل واحد منهم الانشغال مع الاخر في حديث او مزحة يتم القاءها من احدهم فيضحك عليها الجميع.. و كان السلام يحيط بهم من كل جانب، شىء لم يشعر به اي شخص في هذا المكان منذ وقت طويل، فكل واحد منهم يحمل بداخله حياته الماضية و التي كانت تمتلىء بفوضى الحياة و ترهاتها.. و لكنهم قد وجدوا السلام مع بعضهم البعض، و جمعهم القدر ليُكونوا العائلة التي قد فقدوها جميعًا لأسباب مختلفة.

"تعالِ معي"

امسك نايل يد تمارا وسحبها خلفه الى ممر في نهاية الفناء، ليخرجهم الى فناء اخر و لكنه اصغر بكثير من الفناء الرئيسي، و كان هناك بعض الاضواء استطاعت تمارا تحتها ان ترى احواض مجهزة للزراعة منتشرة على الجانبين.

"ارتدي هذا"

اعطى لها نايل قفاز جلدي فإرتدته بدون ان تسأل، و استطاعت ان تخمن ماذا يحدث، لقد قرر نايل ان يبدأ في بناء حديقة ورود جديدة و لكن ما لم تتوقعه هو انه كان يريد منها ان تشاركه في بناءها.

و بعد نصف ساعة كانا قد انتهيا بالفعل من زرع بذور الورود في الاحواض، و قد سمح نايل لتمارا ان تزرع وحدها الحوض الخاص بها، و اخبرها انها يجب ان تهتم هي به منذ الان، و هذا بالطبع يعني انه سيكون هناك فرص اكثر في المستقبل لرؤية احدهما الاخر..
و تفاجأت تمارا من معلومات نايل القوية عن الكثير من الورود و كيفية الاهتمام بها و كيفية زراعتها، و كان و هو يشرح لها يبدوا كشخص اخر لم تراه من قبل، مختلف تمامًا عن نايل و بقية جوانب شخصيته، و بالطبع قد اعجبها هذا الجانب به.. و كانت تشعر بالسعادة لأنها تشاركه في شىء لأول مرة يفعله كلاهما و سيأتي بثماره الطيبة يومًا ما.

..

مكان مجهول
هدوء هذا الحي الفقير يدل على ان سكانه يغطون في نوم عميق رغم ان الساعة لم تتجاوز الثامنة مساءً بعد، نظرًا لكثرة اعمالهم بالنهار و نظرًا لمشقة العيش في هذا العالم الذي لا يرحم الا من في يده السلطة و المال..
و كانت تسير تلك الفتاة المراهقة ذات الخمسة عشر عامًا في الشارع متجهة لمنزلها و هي تدندن بلحنٍ ما، بعد ان كانت في زيارة لمنزل صديقتها المريضة.

ثأر (قيد التعديل)Where stories live. Discover now