"اقسم ان كان هو فسأقتله"

و لم تنسىَ بالطبع ان تقول ذلك في طريقها للباب..
و كان توقعها غير صائب عندما وجدت ان زين هو من بالخارج و ليس "نايل".

"زين ؟"

بتلقائية اختفىَ من علىَ وجهها كل اثار الغضب، و احتضنته بسعادة، ليبادلها هو الابتسامة الواسعة.

"كيف حالكِ ؟"

سألها زين ما ان افترقا، فإكتفت بإيماءة وابتسامة لتخبره انها بخير، و افسحت له الطريق ليدخل، فقادته الىَ غرفة المعيشة و جلسا.

"ماذا عنك ؟"

"جيد، اعتقد، سأقضي سنوات خدمتي الاجتماعية في مشفىَ حكومي للأطفال"

"هذا رائع، و ماذا عن... "

"ماذا عنكِ تمارا ؟ لا تبدين بخير !"

كان سؤال زين بعد مقاطعته لها يوحي انه متأكد من الاجابة قبل ان يسمعها منها، و لكنها حافظت علىَ ابتسامتها و هدوئها، و اكدت عليه انها بخير، فترك الحديث في هذا الامر لوقت لاحق، فهو في النهاية يعلم بشأن زيارة نايل لها.

"كيف حال روز ؟"

سألت تمارا بإبتسامة اوسع، فقد شهدت بنفسها قصة حبهما طوال الخمسة سنوات التي كانت تزوره بها في السجن، فكان يصادف في الكثير من الاحيان ان تأتي مع روز، فكونتا بعد ذلك علاقة صداقة جيدة.

"بخير، و اريد ان اخبركِ اني لم آتي لزيارتكِ فقط، بل لدعوتكِ لحفل خطوبتنا ايضاً"

"حقاً ؟ مبارك لكما ستكونا اسعد زوجين علىَ الاطلاق رغم اني اشك في ذلك، فأنت احمق كلياً، لا اعلم كيف ستتحملك الفتاة، انا اشفق عليها حقاً"

"يا إلهي، لا اعرف كيف ارد علىَ كلامكِ الجميل هذا، مدمرة للحظات"

قال زين متظاهراً بالغضب و هو يضغط علىَ اسنانه، و همس بالجملة الاخيرة، لينظرا لبعضهما لثوانً، ثم يضحكا.. و تحولت بعد دقيقة ملامح تمارا للجدية.

"انا سأكون سعيدة بمشاركتكما هذا اليوم، و لكن.. "

"و لكن ماذا ؟ تمارا اذا كان الامر بخصوص نايل فلن اجعله ينظر لكِ حتىَ، و لكن لا تقولي انكِ لن تأتي"

"الامر ليس كذلك، انما فقط.. "

و صمتت، ليس لأنها لا تستطيع ان تخبره بالسبب الذي هو يعرفه بالفعل، و لكن لأنها لا تستطيع الحديث عنه كلياً، فسماع اسم نايل، او الحديث عنه، يشعرها بألم قوي يجتاح قلبها، و كأن احدهم قد قبض علىَ هذا الاخير بقبضة من حديد، و احاط رئتيها بجمرات ملتهبة فلا تستطيع التنفس..
و لأنها تحب زين و روز حقاً، فقررت ان تذهب، فقط لقليل من الوقت، و سترحل، لأنها لا تريد ان تجلس في نفس المكان الذي سيجلس به نايل اكثر من دقائق.

ثأر (قيد التعديل)Where stories live. Discover now