ــــــــ

ترك ادوارد هذا الملف، و تصفح اخر، و اخر، كان في كل ملف تقارير و ادلة عن كل عملية قاموا بها، و وقعت عينا ادوارد علىَ صورة ما قد وقعت من بين الملفات، كانت صورة لفتاة و ثلاثة فتيان في عمر السابعة تقريباً، و كُتِب علىَ ظهرها "تم انقاذهم" و عندما دقق ادوارد في صورة الفتاة و جدها تشبه تمارا الىَ حد كبير، بل هيَ تمارا.

ــــــــــــ

و بعد دقائق من استعادتها لنفسها، استطاعت الالتفات و النظر اليه، و هو ايضاً قد احترم صمتها و عدم رغبتها في النظر اليه في هذه الدقائق، و وقف مكانه منتظراً ان تقع عيناه عليها اخيراً، كأرض جرداء، عطشة، شعر احدهم ببعض الرحمة تجاهها فأسقط عليها القليل من الماء، ربما ذلك يشفي تلك الجروح و التشققات التي اصابتها علىَ مر السنوات.

وقف الاثنان قديميهما مُثبتة في الارض، لا حِراك، لا حديث، و لا رمشة عين حتىَ، و توقف بها ايضاً الوقت، فأصبحا في كون خاص بهما، لا يزوره اي انسان اخر.

تأملت ملامحه التي تغيرت، و لكن ليس كثيراً، فقد كسب المزيد من الهيبة و الوقار، و زادته الذقن الخفيفة وسامة، و لكن خرب كل ذلك الذبول الذي احتل وجهه، و كان ظاهراً في عينيه بوضوع اثار عدم النوم لوقت طويل، و اصبح ايضاً هزيل الجسد.

ــــــــــ

"لا اعلم ادوارد، و لماذا ستقول شئ كهذا ان لم تكن تعنيه ؟!"

"لأنها غاضبة منك، هيَ لم تسامحك بعد نايل، و لا استطيع ان الومها علىَ هذا، فأنت تعلم انك قد اخطأت في حقها.. انظر نايل، سأخبرك بهذا فقط من اجلها، و لأني اؤمن بكما، تمارا مازالت تحبك، و اكثر من السابق ايضاً، و الان كل ما عليك فعله هو ان تجد طريقة لتسامحك بها"

ـــــــــــــــــ
الفصل -43-
ــــــــــــــ

"من يعتقد نفسه هذا ؟!"

اخذت تمارا الغرفة جيئة و ذهاباً و قد افرغت جميع غضبها الذي كبتته في طريقها من المنظمة الىَ المنزل، فقد جعلها نايل بظهوره المفاجئ و غير المفاجئ في نفس الوقت تسخط عليه اكثر و اكثر..
فكيف يختفي هكذا فجأة بدون ان يخبرها و يطلب ان لا تزوره ايضاً، ثم يأتي بعد خمسة سنوات ليسأل عن حالها !

"ربما يعتقد اني سأسامحه ما ان اراه و ارتمي في احضانه، هذا في سابع احلامه جموحاً، و ادوارد كيف استطاع ان يقبله كعميل معنا في المنظمة و هو يعلم اني اكرهه و لا اطيق سماع اسمه.. انا اكرهك ادوارد، هل تسمع، اكرهك، اقسم اني سأمزق وجهك ارباً ارباً بعد ان انتهي من تعذيب هذا الحقير الثاني عذاباً شديداً"

و بعد قولها ذلك بكل حقد و حنق، و بعد صراخها في النهاية و لكمها للحائط المسكين، فقد سمعت صوت جرس الباب الخاص بها، لتنظر له بعينان يملئهما الشر، و اتجهت له بخطوات واسعة.

ثأر (قيد التعديل)Where stories live. Discover now