"سيختاركِ أنتِ، انا من ليس لي مكان بينكما هنا"

توسعت عينا جين لعدم توقعها لما قالته تمارا، بينما قد إشتعل إدوارد أكثر.

"ماذا تقولين تمارا..."

"أقول ما يجب ان يحدث إدوارد، لن اقف في طريق مستقبلكما معاً بعد الأن"

إمتلئت عيناها بالدموع ما إن قالت ذلك، و لم تنتظر رد من أحد، حيث قد ركضت إلىَ داخل الغابة، توجهت نظرات إدوارد المليئة باللوم إلىَ جين، و قال بحدة لم تعهدها منه من قبل.

"جين، كل ما بيننا قد إنتهىَ"

شعرت جين و كأن قلبها قد طُعِنَ بألف سكين في نفس الوقت، و دارت الدنيا من حولها، و لم تستطع إلا أن تخرج سؤالاً واحداً بتقطع.

"ماذا تقول ؟"

"كما سمعتِ، أنا لا اصدق كمية الحقد و الكره التي بداخلكِ هذه، لقد تغاضيت عن الكثير من تصرفاتكِ و عدائكِ لتمارا، و كان عندي أمل و لو صغير ان تتخلي عن عنادكِ من أجلي، و رغم معرفتكِ بقدر تمارا عندي، إلا أنكِ لم تتنازلي للحظة و تتقبليها، و فوق كل هذا قد عرضتِ علاقتنا لمثل هذا الموقف السخيف، ان أختار ما بين حبيبتي و صديقة عمري كله"

"هل ستتركني من أجلها ؟!"

إمتلئت عيناها بدموع حارقة، و لم تصدق أو تستوعب كلمة مما قال، كل ما كانت تفكر به أن حبها الوحيد سيتركها و يرحل عنها بعيداً.

"هذه نتيجة أفعالكِ أنتِ، هيا حتىَ أوصلكِ لمنزلكِ"

تركها إدوارد بكل حدة و غضب كان قد تملكه في يوم من الأيام، و إتجه للخيمة ليجمع أغراضه، بينما هيَ قد وقفت ساكنة في مكانها، و توقفت الدموع التي كانت تسارع للخروج في مقلتيها.

ـــ

"الأن قد خسرتك أنت أيضاً إدوارد، لم يعد لي أحد"

همست تمارا بنبرة باكية، و كأن صدرها قد حمل هموم الدنيا و مافيها، ليضيق الخناق أكثر علىَ حلقها، فتشعر بإنقطاع التنفس من فترة لأخرىَ.

في جهة أخرىَ و علىَ مقربة منها، كان نايل يتلفت حوله بتلهف، يبحث عنها و عيناه تمسح أجزاء الغابة، فقبل مغادرة إدوارد قد طلب منه أن يذهب لها، و كأن هذه الكلمات كانت بمثابة الإذن لقدماه التي جرته بكل سرعة ليبحث عنها.

فما إن لمح شعور الحزن بداخل عيناها و هيَ تُحادث إدوارد و جين، حتىَ إنتقل إليه شعورها مباشرة، فقد أصابه سهم هذه المشاعر المحبطة و الحزينة في مقتل و منع نفسه بصعوبة أن يذهب لجين و يخنقها بيداه.

و أستغرب كثيراً مدىَ عمق علاقة إدوارد و تمارا، فهيَ التي يراها دائماً قوية كالصخر، قد تحطمت قوتها لمجرد انها ستبتعد عن صديقها الوحيد، و ظهر كل هذا في نبرتها، التي لم يستمع لها بهذا الضعف إلا عند معرفتها بأمر دان، و لم يمنع أيضاً ذلك الشعور بالغضب لتخيله أن هناك شخص غيره قريب منها كل هذا القرب.

ثأر (قيد التعديل)Where stories live. Discover now