إلتفتت بعد ذلك و هيَ تلهث الىَ الفتاة فلم تجدها في مكانها، إبتسمت بإنتصار، ثم ساعدت زين علىَ النهوض.

..

الماضي

تلقت تمارا اول مهمة لها في منتصف سن الخامسة عشر، كان يرافقها بهذه المهمة إدوارد و متدربان اخران، حيث قد قرر مدربهم ان هذه المهمة ستكون بمثابة درس عملي لهم.

و قد قام مجهول بالتبليغ عن ظهور بعض مروجي المخدرات مؤخراً في الأنحاء.

تجهز الجميع جيداً، و في الساعة الحادية عشر ليلاً قد بدأ الأربعة في التحرك مع مدربهم، و صلوا بعد دقائق الىَ رصيف ميناء قديم و شبه مهجور، و أمرهم المدرب بالإنتشار في المكان.

و قد ذهب إدوارد و متدرب أخر الىَ السفن القديمة الراسية في الماء، و ذهبت تمارا و المتدرب الأخير إلىَ داخل المخازن الكبيرة، و التي كان يوضع بها الصناديق الضخمة التي تحوي الشحنات.

سارت تمارا منفصلة عن زميلها الىَ مكان شبه مظلم، و قد بدأ الخوف في الإنتشار بداخلها، فاليوم من الممكن ان تشتبك مع مجرمين حقيقيين لأول مرة، و رغم محاولاتها في تهدأة نفسها إلا انها لم تفلح في ذلك.

قبضت علىَ المسدس الذي بين يداها بقوة لتوقف إرتعاش هذه الأخيرة، فنجحت.

و بعد لحظات قد سمعت صوت إطلاق نار متبادل فإزداد خوفها، و تشتت ذهنها، لدرجة انها لم تلاحظ ذلك الذي يحاول التسلل في وسط الظلام و الهرب بعيداً.

سمعت صوت طفيف يأتي من جوف الظلام فإلتفتت بذعر تجاه الصوت، ليظهر نصف جسد ذلك المتسلل، و يبدوا انه قد تجمد مكانه لإكتشافها له.

"سلم نفسك و إلا أطلقتُ النار عليك"

تحدثت بصوت عالٍ و لكن مُرتجف، لم يتحرك هذا الشخص و لا خطوة واحدة، و بالتالي لم يرد عليها، تحركت هيَ بخطوات حذرة و لكن اوقفها صوته.

"لا تقتربي"

حذرها صاحب الجسد مجهول الوجه، نظراً لإختفائه في الظلام، تشوش رأس تمارا لسماعها لصوته، فلم يبدوا لها ان صاحب الصوت هو رجل كبير، بل كان لصوت مراهق.. و أيد إعتقادها جسده الصغير بالمقارنة برجل ناضج.

أشهر ذلك المراهق هو الأخر مسدس في وجهها.

"تراجعي و إلا..."

"لن أتراجع"

قاطعته تمارا رغم خوفها الشديد من ما سيحدث بينهما الأن، و قد دبت الشجاعة بداخلها بعد قولها لكلامها الأخير بكل هذا الحزم.

حاولت الإقتراب منه و لكن لمفاجأتها قد أطلق هذا المراهق عدة طلقات علىَ الصناديق الحديدية بجانبها لتضع يديها علىَ أذنيها بذعر، و إستطاع هو في ذلك الوقت الهرب منها.

ثأر (قيد التعديل)Où les histoires vivent. Découvrez maintenant