"كنت اقول كيف تكونين بهذا الجمال ؟!"

"و كيف لا اكون و انا واقفة امام زهورك الرائعة هذه، لا بُد و انها مُعدية"

إتسعت إبتسامته علىَ جملتها المرحة، ليجدها قد عادت لتأمل الزهور مجدداً و يعود هو لتأمُلِها، مد يدهُ و قطف زهرة حمراء و اهداها لها، فتلامست اطراف اصابعهما معاً، لينتج عن ذلك قشعرة في جميع كيانه، لا جسدهُ فقط.

و بما انه لا يستطيع ان يخرج من تلك الغيبوبة التي قد تملكت منه بالكامل، و التي جعلتهُ يقف في الجنة مع حورية من حورها، فتقدم منها اكثر كأنهُ ثمل برائحتها التي تختلط مع رائحة الورود، و بدون ان يُنذرها حتىَ فقط طبع قبلة رقيقة علىَ وجنتها، و لكن عميقة تخفي جميع المشاعر التي يشعر بها.

الواقع

فتح عيناه بصعوبة و التي قد توسعت مباشرةً ما ان فعل ذلك، اخذ لحظات حتىَ يخرج من ذهوله، ثم نظر علىَ جانبيه ليجد انه بمفرده، فقد كان نائماً بينما كان يزوره ذلك الحلم الغريب.

هز رأسهُ بقوة نافضاً تلك الأفكار و المشاعر التي مازالت عالقة بداخله، أكان حلم حقاً ؟ تساءل في نفسه، و لكن كل شئ بدىَ به حقيقياً، مازالت لمسه اصابعها يشعر بها علىَ اطراف اصابعه، مازال يشعر بملمس وجنتها الناعمة، كيف يكون مشهد بدىَ واقعياً كهذا في النهاية مجرد حلم !.

السؤال الأهم، كيف يحلم هو بكل ذلك ؟، من هيَ حتىَ تقتحم احلامه ايضاً، لا واقعهُ فقط ؟ كيف تشوش عقله بهذه الطريقة ؟.

وضع يدهُ علىَ قلبه الذي يدق بجنون و تسارع، كأنهُ يريد ان يوقفه عن جنونه هذا.

"ٱهدأ، ماذا يحدث معك ؟"

ضغط عليه ضغطة خفيفة، ليبدأ بعد لحظات في الهدوء.

"كان من الخطأ وجودها في حياتي"

عاتب نفسه بإنفعال، و لكن لماذا هيَ التي قد سمح لها بإحتلاله، و احتلال افكاره ؟ لماذا ؟ هذا ايضاً كان يدور في رأسه مؤخراً، و الذي يغضبه هو انه لن يستطيع ان يقوم بإلغاء فترة التحدي، فهو من بدأ، وان قام بإلغاءها فسيكون في وضع المهزوم امامها.

سمع صوت جهوري بداخل رأسه يصرخ به.

"كيف تسمح لنفسك ان تكون بهذا الضعف"

اغمض عيناه في محاولة منه للإستجابة لهذا الصوت، و ما هذا الصوت إلا لنايل هوران، الذي يرتجف من سماع اسمه فقط اعتىَ المجرمين و اقواهم، صوت المجرم متحجر القلب، الذي لا يأبه بشئ، او بأي شخص، الذي يرتدي القوة و القسوة كقميص مُفضل اليه، يرتديها كجلده.

و بعد كل ذلك، فلن تأتي فتاة و تُزلزلهُ بهذه السهولة، لن يرضخ لها مهما حدث و مهما فعلت، هذا هو نايل، الجميع يرضخ له، و هو الحاكم عليهم، و هيَ اصبحت تُهدد حكمه ذلك.

ثأر (قيد التعديل)Where stories live. Discover now