-22-

1.2K 166 329
                                    

لطالما كان نايل شخصية مميزة بين جميع افراد المنظمة، فهو ليس مميز في عمله فقط، بل في شخصه ايضاً.

فهو لا يُبالي بإغراءات الحياة التي يلهث حولها الكثيرون، لا يهمه حجم المال في حسابه البنكي، ولا يهمه كم سيتضاعف حجمهُ حتىَ في المستقبل، ورغم ذلك فهناك تناقض بداخله، فهو في نفس الوقت يتخذ المال كوسيلة، و التي تأتي لهُ بكل شئ واي شئ تحت قدميه، اي انهُ يهتم به بشكل من الأشكال.

وقد اختبر تأثير المال علىَ الكثير من البشر بنفسه، فبالمال تُفتح لهُ الكثير من الأبواب التي كانت مُغلقة بإحكام، وبالمال يتحكم في الكثير والكثير من الناس بإشارة واحدة من إصبعه.

يمتلك ايضاً به قلوب الكثيرات ممن حوله، ولا يهتم ان كانت تلك القلوب وما بداخلها مزيف ام لا، المهم انهُ يمتلكها، فهو الذي قد ألغىَ قلبه منذ زمن، لن يهتم بجوهر احد.

لذا كان نايل بشخصيتهُ القوية والغريبة المليئة ببعض التناقدات، كان دائماً محط انظار الجميع، كلهم يريدون مايملك، وبلطبع لا يزيدهُ ذلك إلا غروراً علىَ غروره.

ودائماً ما كان ايضاً معتزاً بنفسه، يمشي مشية الملوك، واثق الخُطىَ، مرفوع الرأس، ولا يحنيها لأي شئ ولا لأي شخص. الىَ ان دخلت تمارا حياته، وقلبت اعلاها اسفلها.

وقد ذهبت كل قناعاته، اعتقاداته، وقوانينه، ادراج الرياح امامها، فهيَ قد عارضت كل ما كان يؤمن به طوال حياته، فأصبح يشتهي إمتلاكها، ويريد قتلها في آن واحد.

..

"سأقتُلُه، لابُد وان اقتُلُه"

اخذت تمارا الغرفة جيئاً وذهاباً، وهيَ تُفكِر في طريقة مؤلمة لتنتقم بها من نايل، فكيف يراها بملابس السباحة، وهيَ التي لم يراها بها اي شخص من قبل ؟.

بل وكيف يُهين انوثتها بتلك الطريقة، طفلة ؟ هذه كانت اهانة اخرىَ قد اصابتها في مقتل.

ظلت علىَ حالها هذا لبضع دقائق، وخرجت بعد ذلك من غرفتها متوجهة الىَ غرفة مكتبه، فربما ستجد شئ يُفيدها في الانتقام هُناك، او حتىَ القبض عليه.

اغلقت الباب ذو الجهتان عليها، وتوجهت مباشرةً للمكتب، بحثت في معظم ادراجه فلم تجد شيئاً، الىَ ان وصلت للدرج الاخير، لتجد به مسدس باللون الاسود، متوسط الحجم.

ابتسمت بإتساع، وقد تخيلت نايل وهو يتم القبض عليه لأن بحوزته سلاح غير مُرخص.

"ستجدين ورقة ترخيصه في الدرج الاول بين تلك الاوراق البيضاء"

قاطع افكارها الانتصارية دخول نايل من باب ما علىَ الجانب، وقوله لهذه الجملة، استدارت لتنظر لهُ بغيظ، ونظرت الىَ المكتب مجدداً، وجدت بالفعل مابين الاوراق البيضاء الوحيدة الموجودة بالمكتب، ورقة ترخيص لسلاحه وبنفس مواصفات المسدس الذي في يدها، ليبتسم نايل إبتسامة جانبية.

ثأر (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن