ثأر (قيد التعديل)

-14-

" ماذا افعل معها هذه "

اخذ زين الغرفه جيئة وذهاباً وهو يحاول ايجاد حل لروز تلك بعد ان اخبره حارس نايل انها بالخارج.

" ليس هناك الا حل واحد"

تحدث نايل اخيرا بعد صمت طويل في مراقبه زين وهو يفكر، توقف زين مكانه، ونظر له، وابتسم بإتساع.

"فهمتُك، هذا هو الحل الوحيد، أين سلاحُك ؟"

تقدم زين تجاه المكتب وقد إنتابتهُ حماسة مُفاجئة، كان علىَ وشك أن يفتح الدرج الذي يحتفظ فيه نايل بسلاحهُ، ليوقفهُ هذا الأخير عاقد الحاجبين.

"انا لم أقُل أن تقتُلها، انت يجب أن تتحدث معها وتُخبرها عن عدم رغبتك بها"

بدا زين غير مقتنع بإقتراح نايل، ولكنهُ أومأ علىَ أي حال ليس وكأنهُ لديه خيار أخر.

خرج من غرفة المكتب -مُكرهاً- وأتجه حيث تجلس روز.

"زين لقد قلقتُ عليك كثيراً"

تقدمت منهُ ما إن رأته، وقد إحتضنتهُ بإشتياق عارم، بينما لم يرفع هو ذراعه ليُحيطها به حتىَ.

كل ما رأتهُ بعيناه ما إن إبتعدت كانت نظرة لا مُبالاه، ليس وكأنها تهتم إن كان هو يُبادلها نفس المشاعر أم لا، فهيَ منذ أن قابلته ووقعت لهُ، قررت انهُ سيكون لها مهما كَلف الأمر، ومهما أنتظرته.

"روز، لنكُن صريحين، أنا لا أُبادلكِ نفس المشاعر، ولا أرغب في الإرتباط بكِ، وإن كُنت قد أوحيتُ لكِ بطريقة ما عكس ذلك، فأنا أسف"

تحدث بجدية وهدوء حيثُ أنهُ قد رتب تلك الجُمل في رأسه سريعاً في المسافة الصغيرة ما بين المكتب وغرفة الجلوس وهو مُتجه لها.

ولكن ما فاجأهُ حقاً هو أنها تقبلت كلامه، أو لنقُل إعترافه، بملامح هادئة، غير مصدومة.

"أولاً أنا لن أنفصل عنك مهما حدث، حسناً ؟. مهما كانت أسبابك أنا افضل أن نحلها معاً بدلاً من أن تأخذ قرار كهذا وحدك، ثانياً، إن كانت هُناك مشاكل او خلافات بيننا فيجب أن نتحدث بها لا أن نُخفيها عن بعضنا البعض، أنا وأنت مُقدران لبعضنا"

هذا ما لم يتوقعه، ردها كان يقول أن بينهما قصة حب كبيرة دامت لسنوات، بينما الحقيقة هو أنهُ قد تعرف عليها في روسيا وتقابلا عدة أيام، فهو لم يتوقع أن مجرد -عبث- كهذا سيجعلهُ في علاقة معها، والغريب أنها أحبته في هذه الفترة القصيرة هذه.

والذي تعجب منهُ أكثر هو عدم مُبالاتها بالكلمات التي قد ألقاها في وجهها منذ لحظات، فإن كانت أي فتاة أخرىَ مكانها وسمعت منه هذا الكلام، كانت لتشعر بالإهانة، ولكنها ببساطة لم تفعل. لا بُد وأنها مُختلة هذا التفسير الوحيد لتصرفاتها، هذا ما دار في رأسه.

"نحنُ لسنا مُرتبطان حتىَ تقولي ننفصل، هذا أولاً، وثانياً، انا لا أعرفُكِ إلا من أسبوعان تقريباً، هل أنتِ مختلة ام ماذا ؟!"