"هل تُريد أن تقنعني أن لديك مبادئ ؟!"

"لا, ولكني أؤمن أن تحطم المشاعر يؤلم أكثر من إيذاء الجسد, النساء بالنسبة لي مجرد لعبة بين أصابعي, أكسرها عندما امَل منها, فهُن لا يُمثلن لي أكثر من ذلك"

كان يتحدث وهو يشرح ما يقول بيده, وينظر لأصابعهُ ثم لها, وفي نهاية كلامه, مال للأمام قليلاً, ثم غمز لها في نهاية الجملة, رأت تمارا شِئ جديد به لم تراه من قبل في هذه اللحظة, نظرة شيطانية مُتلبسة عيناه, وقد إختفت ملامحهُ البريئة التي تظهر للناس علىَ عكس ما يفعل من تصرفات.

"لا أعلم مَن الدُمية هُنا, النساء, أم مَن توقعهُ واحدة بنظرة, أو إبتسامة مغرية"

ألقت جملتها, ثم قامت وإرتدت حقيبة ظهرها, وغادرت, نظر نايل لمكانها بشرود لبعض الوقت, ثم تبدلت ملامحهُ سريعاً لإبتسامة, فهو أحب لعبتهُ الجديدة كثيراً.

..

الثانية صباحاً, ميناء مارسيليا.

جلس نايل علىَ طاولة فخمة بداخل سفينة كبيرة بينما قد جلس مالكها مُقابلاً له, رجل في الأربعينات من عمره, يملك بعض الشعر الأبيض علىَ جانبي رأسه, يدخن سيجاره وينفُث دخانهُ في الهواء.

"لم أراك منذ وقت طويل"

بدأ الرجل الحديث بإبتسامة صغيرة, وضع نايل ساقاً فوق الأخرىَ وإستراح في جلسته أكثر.

"نحن لسنا هُنا لنرحب ببعضنا البعض ايليت"

"ألا تُريد أن تشرب كأساً معي أولاً ؟"

"لا, والأن, لندخل في صلب الموضوع"

إبتسم ايليت إبتسامة جانبية, ثم فرقع بسبابته وإبهامه لرجاله بالخلف ليتقدم أحدهم, ثم يضع حقيبة سوداء علىَ الطاولة بينهما, ويأتي أخر ويفعل المثل, ثم أخر.

فتح رابع الثلاثة حقائب ليظهر المال الذي بداخلهم من فئة اليورو, أشار نايل لرجاله بالخلف ليأتي أحدهم بحقيبتان مُماثلتان ويضعهما أمام ايليت ويفتحهما لتظهر الكثير من الذخيرة والطلقات النارية وقد إمتلئت الحقيبتان بهم.

تبادل الطرفان الحقائب, ثم حمل رجلان من رجال نايل المال ليفرغاه علىَ طاولة كبيرة بالخلف حتىَ يتأكدا أن المال حقيقي وليس مزيف.

"ألا تثق بي ؟"

سألهُ ايليت بحاجبان معقودان, وإنزعاج واضح في صوته, ليُقابلهُ نايل بإبتسامة صغيرة.

"أنا لا أثق بأي أحد"

ضغط ايليت بأصابعهُ علىَ السيجار الذي بيده ليفرغ غضبهُ عليه بدلاً من أن يفرغه علىَ نايل ورجاله, ويتحمل نتيجة فعلتهُ الىَ نهاية عمره.

ثأر (قيد التعديل)Where stories live. Discover now