الفصل 25 (للسعادة مذاق آخر)

388 8 10
                                    

لا تنسوا التصويت ومشاركتي برأيكم في الفصل بتعليق ❤


صوت المنبه الصادر من الهاتف شق الظلام حتى بدأت تتململ أثناء نومها في حين استيقظ هو وسارع لإطفاء المنبه، ثم نظر لها بعد أن غيرت وضعيتها وابتعدت عن أحضانه كأنها كانت تنتظر أن يفك أسرها بعد أن أبقاها حبيسة ذراعيه لساعات.

ابتسم ومسح على شعرها، ثم توجه إلى الحمام كي يتوضأ. تململت من جديد وبدأت تفتح عينيها، واستغرقت لحظات حتى استوعبت أين هي وماذا حدث، فاتسعت عيناها فجأة وهي تنظر لنفسها وما حولها وأدركت بأنه في الحمام، فعضت على شفتها وهتفت بصوت منخفض: كيف نمت في ليلة كهذه دون أن أشعر؟!

شعرت بالحرج خاصة كونها تعلم كم كان يتوق لهذه الليلة. ما أن خرج من الحمام حتى سارعت بالوقوف أمامه بارتباك قائلة: زين! أنا ... صباح الخير.

كان يطالعها بصمت وهي بقميص النوم الأبيض ذاك، فأشاح بنظره عنها وقال بجمود: صباح النور ... جيد بأنكِ استيقظتِ ... دعينا نصلي الفجر معًا ... سأنتظرك في الأعلى.

قال ما لديه وخرج مسرعًا، فظنت بأنه غاضب مما جعلها تشعر بالحزن، ولكنها لم تكن تعلم بأنه لم يكن قادرًا على الوقوف أمامها وهي بهذا الجمال بينما هو يستعد للصلاة. تبعته بعد دقائق وقد ارتدت ملابس الصلاة وهي تتحاشى النظر إليه، فابتسم خلسة كونه أدرك بأنها تشعر بالخجل منه.

عادا إلى الغرفة بعد تأدية الصلاة والصمت يسود الأجواء. خلعت ملابس الصلاة واستلقت على السرير بجانبه، ثم اقتربت منه بهدوء حتى اتكأت فوق صدره ورمقته ببراءة وندم متسائلة: هل أنت مستاء مني لأنني نمت و ...

ضمت شفتيها وأخفضت بصرها بخجل واضح بينما كان هو يحارب ليمنع ظهور ابتسامته مرغمًا نفسه على التظاهر بالبرود والاستياء. وضع يده أسفل رأسه وقال ببرود يحاول إظهاره: لمَ تقولين هذا؟ هل يفترض بي الشعور بالاستياء لأن عروسي نامت في ليلة زفافنا؟!

رمقته بأسف واضح وقد قوست شفتيها قائلة: آسفة ... لم أشعر بنفسي من شدة التعب ... لم يكن الأمر بيدي.

لم يستطع تحمل رؤيتها بهذا الحال، لكنه يريد كسر حاجز الخجل هذا لديها، لذا عليه أن يقاوم رغبته بضمها الآن والقول بأنه يمازحها وحسب. طال صمته، فرفعت حاجبيها وقوست شفتيها وهي تحسب بأنه لا يزال غاضبًا ولا يريد أن يعلق على الأمر، فاقتربت منه أكثر وطبعت قبلة على وجنته وإذا به يهتف ببرود قائلًا: لست ابن أخيك.

شقت ابتسامة صغيرة شفتيها، ثم طبعت قبلة متأنية على شفتيه، فهمهم قائلًا: طريقك طويل ... يجب أن تبذلي جهدًا أكبر لتصالحيني.

تنهدت والابتسامة بدأت تتسع على شفتيها، فاقتربت منه أكثر وخللت شعره بأصابعها بينما كانت يدها الأخرى على صدره، ولم تترك موضع إصبع في وجهه إلا وقبلته وهو يستمتع بذلك رغم تظاهره بالبرود مما جعلها تهبط بقبلاته لعنقه، فباغتها بجذب ساقها حتى باتت مستلقية فوقه تمامًا، ثم طوق خصرها واعتدل بجلسته حتى باتت هي تقابله جالسة على ساقيه وتحيطه بساقيها، فابتسمت وهي ترى الشغف الذي لمع في عينيه. ضمها إليه بقوة محطمًا شفتيها بخاصته، ويديه تجوبان جسدها بجرأة غير معتادة في حين طوقت هي عنقه بذراعيها. بعد وقت لا بأس به فرقا تلك القبلة ليلتقطا أنفاسهما وإذا به يقول:

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now