الفصل 9 (عاصفة سوداء)

357 14 14
                                    

لم يذهب مصطفى إلى عمله ليومين عقب هذه الليلة لرغبته بأن يعوض حور عن الأيام الجميلة التي كان يفترض بها أن تعيشها معه عقب زفافهما. كانت حور تشعر بأنها في عالم آخر في هذين اليومين إلا أن هناك أمرًا واحدًا كان يثير استياءها وقلقها وهو محاولة ريم المستمرة للاتصال بمصطفى.

بقي مصطفى يتجنب اتصالاتها، ولاحظت تعكر مزاجه كلما رأى اسمها على شاشة هاتفه إلى أن طلبت منه أن يرد عليها ويسمع ما لديها، فربما الأمر يتعلق بالطفلين.

كان مصطفى قلقًا من اتصالها بالفعل؛ فهو منذ تلك الليلة لم يتحدث معها ولم يرها وها قد مضى نحو شهر الآن. أمسك بهاتفه وتوجه نحو الشرفة وأجابها بحنق قائلًا: لماذا تتصلين؟ ما الذي تريدينه مني؟

- مصطفى! يجب أن نتحدث.

- لا أود التحدث معكِ.

- الأمر هام للغاية ... اسمعني فقط.

- لا أريد سماع شيء ولا تتصلي بي مجددًا.

- هناك مصيبة.

قالتها بحدة وهلع واضح مما جعله يصمت قليلًا، ثم يسألها ماذا هناك لتقول: أنا حامل!

أغمض عينيه محاولًا استيعاب الأمر، ثم قال متلعثمًا: ماذا قلتِ؟

انهارت ريم باكية وقالت: قلت لك أنا حامل ... لا أدري ماذا سأفعل ... إن علم أحد بما حدث بيننا ... مصطفى أرجوك ... أنا ابنة عمك وأم أطفالك ... شرفنا واحد ... نحن عائلة واحدة شئنا أم أبينا ... لا يمكنني تخيل ماذا سيحل بعائلتنا إن علموا بأمرنا.

صمت مصطفى وقد ضج عقله بالكثير وإذا به يقول: أجهضيه ... افعلي شيئًا وأجهضيه.

صرخت بوجهه قائلة: هل تظن بأنني لم أحاول؟! لقد أرهقت نفسي وفعلت كل ما يحذرون منه المرأة الحامل ولم أستفد سوى الألم والتعب. جربت كل شيء دون فائدة.

رد بغضب وهو يحاول التحكم بارتفاع صوته كي لا تسمعه حور وقال: دعي الطبيبة تعطيكِ دواء ما ... لا أدري ... تصرفي.

صرخت عليه ريم قائلة: هل أنت مجنون؟ هل تظننا في أوروبا أم أين؟ لا يمكنني الحصول على دواء للإجهاض، ولا يسعني إجراء عملية إجهاض، فماذا عساي أفعل؟ ليس أمامنا سوى حل واحد.

قطب مصطفى حاجبيه وقال: ماذا تقصدين؟ نتزوج من جديد؟ لا ... لا يمكنني ذلك ... حور لن تقبل.

عقبت ريم بصراخ وغضب: وهل يهمنا قبولها من عدمه الآن؟ أنت لا تحبها على أي حال مهما ادعيت ذلك. أخبرها بأننا سنتزوج من جديد من أجل الأطفال وانتهى الأمر، وهذا ما ستقوله لأهلي أيضًا. علينا أن نتزوج في أسرع وقت ممكن من أجل موعد الولادة.

مسح مصطفى وجهه بكفه، ثم قال: زواج ... لا ... بالكاد بدأت حياتي تستقر ولا أريد تدميرها من جديد.

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now