الفصل 86 (فرصة أخرى)

192 14 4
                                    

لا تنسوا التصويت⭐🙏  ... بانتظار رأيكم في الأحداث 🔥🔥


عادا للمنزل وهي لا زالت منغلقة على نفسها ... صامتة ... حزينة ... يبدو عليها الوهن والضعف. فعلته تلك كانت بمثابة المحفز الذي فجر بركانًا خامدًا، وجعلها تستعيد معه كل ماضيه وماضيها وتعود لكرهها للرجال، ولكن كيف عساه يصمت ويستسلم دون أن يعيدها له كما كانت؟! هو رجل لا يستستلم ولا يتوقف قبل حصوله على ما يريد.

بدلت ثيابها وأدت صلاتها وتوجهت إلى الفراش لتنام، ليتساءل باستغراب وحزن على حالها: ستنامين الآن يا مرام؟

ردت وهي تلتحف الغطاء: أجل، سأستيقظ لاحقًا لأصلي العشاء.

اقترب من السرير وتساءل بأسف وحزن: ألن تأكلي؟ طلبت لكِ الطعام الذي تحبينه.

دمعت عيناها بحزن وقهر على نفسها وحالها الذي وصلت إليه، وكل الظروف التي تحاصرها من كل ناحية، لتقول: لمَ آكل إن كنت سأتألم وأستفرغه على أية حال؟!

ارتعشت شفتيه وهو على وشك أن بيكي من نبرة صوتها ودموعها الحبيسة تلك، فنزل على ركبتيه بجوارها ووضع يده على رأسها قائلًا: لكن هذا لا يعني أن تبقي دون طعام يا حبيبتي ... سأعد لكِ حساء الخضار ... لا يتعب معدتك كثيرًا ... ما رأيك؟

ردت بجفاء وهي تمسح دموعها بسرعة: شكرًا لك ... لا تتعب نفسك ... لا رغبة لي بتناول الطعام.

رد عليها بنبرة مليئة بالحب والحنان قائلًا: تعبك راحة يا حبيبة قلبي ... لو أعددت لكِ الطعام كل يوم حتى نهاية حياتي فلن أتعب ولن أمل.

رفعت نظرها لوجهه والتقت عيناهما بنظرات صامتة تحمل الكثير من المشاعر، ثم تساءلت: لماذا تحبني؟ كيف وقعت بحبي بهذا الشكل؟ أنا فتاة عادية بتعليم عادي، ومملة نوعًا ما وحتى جمالي أراه عاديًا فهناك من هن أجمل مني بكثير ... لست صغيرة وبالطبع كان يسعك الزواج بفتاة أصغر مني ... أنا ملتزمة لدرجة أن هناك من يلقبني بالمعقدة والمتزمتة بسبب تديني ونقابي ... أنا مختلفة عنك تمامًا ... لا شيء مشترك بيننا ... بل أنت مضطر لتغير نفسك بشكل جذري كي تجعلني أفكر بك وأحاول تقبلك ... لمَ كل هذا العناء يا أوس؟!

ابتسم أوس بحزن وقلب شفتيه بحيرة، ثم قال: ربما في البداية لم يكن لدي جواب لكل هذه الأسئلة، لكن مع الوقت فهمت وأدركت بأنك هدية من الله، ورزق كبير وثمين للغاية رزقني به وجعلك سببًا في هدايتي. من دونك لم أكن يومًا لأفكر بالحلال والحرام ولا بتغيير حياتي، لذا أنتِ كل شيء في حياتي يا مرام. أعلم بأنه ليس من السهل أن تنسي الماضي، ولكنني أطمع بذلك وأتمناه من كل قلبي. أحبك حتى الجنون، وأشتاق إليك حتى وأنتِ معي في نفس المكان. لو كان بوسعي إخفاءك داخل قلبي لفعلت. لو كنتِ تحتاجين قلبي لتعيشي سأنتزعه بكل رضا وأقدمه لكِ بيدي.

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now