الفصل 42 (كيد الكائدين)

249 7 4
                                    

اضغطوا على النجمة للتصويت ولتظهر الرواية للقراء 🙏💌


كان يقف أمام المرآة يتأنق كعادته وينثر عطره استعدادًا للتوجه إلى شركته في حين كانت هي جالسة على السرير ترمقه بغيظ شديد. يعلم ما يضايقها ويتظاهر بالجهل وعدم الاهتمام رغم إدراكه ما يعنيه البقاء في السرير طوال المدة الماضية دون أن تطأ قدماها الأرض إلا من أجل الذهاب إلى الحمام والذي يجب أن يكون برفقة الخادمة.

هتفت باسمه بحنق، فرد بكل برود:

- نعم.

- ألا ترى بأنك تبالغ في موضوع الراحة الذي قالت عنه الطبيبة؟! هل يعقل أن أبقى مستلقية على السرير هكذا؟!

- أجل، لا يمكنكِ أن ترتاحي سوى بهذا الشكل، ويجب أن تفعلي كي يصبح الجنين بخير.

- كل ما يهمك الجنين وأنا لا تهتم لأمري مطلقًا ... أنا أختنق ألا تفهم؟!

- اختنقي ... لا يهم ... ما يهمني أن يكون الجنين بصحة جيدة.

- كيف سيكون بصحة جيدة وصحتي النفسية سيئة؟

- ماذا تريدين؟

- أريد أن أخرج ...

التفت نحوها بنظرات كادت أن تحرق عظمها، فارتبكت ورطبت شفتيها قائلة: إلى حديقة المنزل ... سأجلس في الحديقة فقط ... لن أفعل شيئًا آخر.

راقه خوفها وتراجعها، فقال ببرود: لا ... المسافة من هنا حتى الحديقة بعيدة ... ستتعبين.

بدأت تصرخ بغيظ شديد وهي تدفن رأسها في الوسادة، ثم رفعت رأسها ووجدته يبتسم، فرمته بالوسادة قائلة: نذل.

احتدت نظراته واندفع نحوها مسرعًا حتى بات فوقها مثبتًا يديها بجانب رأسها وقال من بين أسنانه: تهذبي وإلا قيدتك بالسرير.

ابتسمت كارمن بمكر قائلة: إن كنت ستقترب أكثر فأنا موافقة.

حدق في عينيها بتردد فهو يعلم بأنه لا يمكنه الاقتراب منها بعد تحذير الطبيبة لهما وهذا يعذبه، ولكن عليه فعل ذلك من أجل الجنين. رفعت رأسها وقبلته ولم يستطع عدم مبادلتها قبلتها التي ازداد الشغف فيها تدريجيًا حتى انتزع نفسه بقوة وابتعد عنها قائلًا: لا تفعلي ذلك مجددًا.

هتفت بغضب قائلة: تبًا لهذه الطبيبة! أنا أكرهها ... جد لي غيرها.

رد جاسر وهو يحاول تهدئة نفسه قائلًا: إنها الأفضل في مجالها.

هم بالخروج من الغرفة، فهتفت باسمه وأجبرته على الاقتراب مجددًا وقالت بتعابير وجه مليئة بالرجاء ونبرة استعطاف ماكرة بات يعرفها جيدًا: دعني أنزل إلى الحديقة ... أرجوك.

رد بنبرة قاطعة وباردة بالنفي وهم بالذهاب مجددًا، فأدركت بأن الأمر لا يفلح معه مما جعلها تصيح به بغضب: احملني إذًا كي لا أمشي ... أم أن عضلاتك هذه محض مظهر؟!

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now