الفصل 55 (رغم الألم)

250 8 4
                                    

لا تنسوا التصويت وانتظروا أحداث قوية 🔥🔥

صلى الفجر بعد أن بقي طوال الليل يصلي ويتهجد ويقرأ القرآن ويتضرع إلى الله كي يشفيها، ثم ذهب إليها ليراها ويطمئن عليها. وضع كرسيًا بجانب سريرها وجلس؛ فهو لن يكتفي بتلك الدقائق التي يسمحون له بها هذه المرة. أمسك بيدها ورفعها نحو شفتيها يقبلها ويده الأخرى تداعب وجنتها وتمسح على رأسها، ولكن هذه المرة بصمت. بقي يتأملها ويقبل يدها ورأسها حتى هزمته دموعه وقال: أنا هنا بجانبك ... لن أتخلى عنكِ أبدًا يا حبيبتي ... أفيقي أرجوكِ ... لم أعد أحتمل يا حور.

بقي بجانبها حتى غفا وهو ممسك بيدها واضعًا رأسه على طرف السرير قرب ذراعها. لم يشعر بنفسه إلا عندما أتى الطبيب في ساعات الصباح الأولى كي يتفقدها ووجده نائمًا على هذا الحال، فرمق الممرضة بسخط وقد لاذت بالصمت، ولم تجد شيئًا تدافع به عن نفسها فقد نامت هي الأخرى ولم تره عند دخوله.

نادى الطبيب زين ووضع يده على كتفه، فاستيقظ زين بفزع وهو يتساءل عن حور وإن كانت بخير، فقال الطبيب ليطمئنه: إنها بخير ... سأقوم بفحصها الآن ... لكن من فضلك لا تفعل ذلك مجددًا ... بقاؤك هنا معها قد يصيبها بعدوى هي في غنى عنها.

رد زين قائلًا: أنا لست مريضًا وقد عقمت نفسي جيدًا قبل دخولي.

تنهد الطبيب بتعب من هذا الرجل العنيد، ثم اقترب من حور ليقوم بفحصها وتفقد مؤشراتها الحيوية وزين ينتظر على أحر من الجمر. ابتسم الطبيب ونظر لزين قائلًا: الحمد لله ... وضعها اليوم أفضل ... وسننزع جهاز التنفس فقد باتت تتنفس بشكل طبيعي.

تهلل وجه زين وحمد الله كثيرًا، ثم عقب الطبيب قائلًا: نريدها فقط أن تفتح عينيها في الساعات القادمة وتستعيد وعيها فهذا سيمنحنا أملًا كبيرًا.

هز زين رأسه إيجابًا وقال بثقة وأمل: ستستيقظ ... ستفتح عينيها بإذن الله.

......................................

بدأت تفتح عينيها ليداهمها صداع فظيع، فتحاملت على نفسها ووزعت نظراتها من حولها باستغراب لا تدري أين هي؛ فهي في غرفة كغرف القصور ولا تعلم ما الذي أحضرها إلى هنا. بدأت ذكريات ليلة أمس تتدفق إلى عقلها وتذكرت شربها للخمر وتقبيل خالد لها أثناء رقصهما معًا، وما عقب ذلك كان ضبابيًا ولا تذكر شيئًا منه. اتسعت عيناها بفزع وتفقدت ملابسها، فوجدت نفسها ترتدي منامة حريرية مما جعل دقات قلبها تتسارع خوفًا، وازداد ذعرها من أن يكون قد استغل حالة ثمالتها وفعل شيئًا بها.

حاولت النهوض من السرير، فتفاجأت به يدخل الغرفة وإذا بها تندفع نحوه قائلة بغضب: كيف وصلت إلى هنا؟ ماذا حدث؟ ماذا فعلت بي؟

أجابها بكل برود وهدوء: اهدئي ... لم يحدث شيء ... مطلقًا ... كنتِ ثملة ونمتِ في سيارتي عندما كنت في طريقي لبيتك ... لم يكن بوسعي إيصالكِ وجعل الناس يروكِ بتلك الحالة، لذا أحضرتك لبيتي.

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now