الفصل 46 (ما بين عشق وظن)

436 10 2
                                    

تصويتكم هو دعم وتقدير للرواية ولي للاستمرار بالكتابة

فلا تبخلوا بالضغط على زر النجمة


جلست أمام طاولة الزينة بعد انتهائها من مسح تبرجها البسيط الذي كان يزين ملامحها، وخلعت حجابها مطلقة العنان لشعرها. نظرت للساعة على هاتفها واستغربت تأخره حتى هذا الوقت مما جعلها تشعر بالقلق وتفكر بأن هناك خطب ما قد حدث حقًا وهو سبب توتر زيد. ترددت بشأن الاتصال به، ولكن لم يعد بوسعها تحمل هذا القلق أكثر.

عندما سمع رنين هاتفه وأدرك بأنها هي تنهد بتعب وقد انتبه للساعة وأدرك بأنه قد تأخر عليها وعليه أن يجد ذريعة كي لا يتسبب في قلقها.

- لم أنتبه للوقت يا حبيبتي سامحيني.

- أردت فقط الاطمئنان عليك ... هل كل شيء بخير؟

- أجل يا حبيبتي ... انشغلت مع بعض الأصدقاء فقط ولم أنتبه للوقت ... دقائق وسأكون عندكِ.

- حسنًا.

تعلم بأنه لا يقول الحقيقة، ولكنها لن تناقشه على الهاتف على أي حال فقد اعتادت على إخفائه عنها الكثير من الأمور، وتعلم تمامًا بأن دافعه هو إبعاد القلق والخوف عنها ورغم هذا تريده أن يشاركه بكل شيء مهما كان سيئًا، ولكن متى عساه يفهم ذلك؟!

نظر لجواد قائلًا: يجب أن تجدوا هذه المرأة يا جواد ... إن وصلنا لها سنصل إلى التسجيل كاملًا ولا يمكن أن يصدق زيد الحقيقة دون أن يراه.

هز جواد رأسه بالإيجاب فهو يعرف ذلك جيدًا، لذا ها هم الآن يشاهدون جميع تسجيلات المراقبة الخاصة بالفندق ليعلموا من هذه المرأة وكيف ومتى دخلت بعد أن علموا بأنها ليست موظفة في الفندق ولا يعرفها أحد.

عقب جواد قائلًا: اذهب إلى زوجتك كي لا تقلق أكثر.

أومأ له زين بنعم، ثم قال وهو يحدق بهاتفه: لقد أرسلت رسالة لزيد إن كان بوسعي التحدث معه، لكنه لم يرها ولم يرد، ولا يمكنني الاتصال به في وقت كهذا ... أرجو أن يدع شكوكه جانبًا وتسير الأمور بينهما على خير حتى نجد الدليل.

ابتسم جواد وقال: أنت واثق بها رغم ما سمعته ورأيته.

رد زين بابتسامة أخرى قائلًا: لقد بتنا نعرف معادن الناس بعد هذا العمر وكل التجارب التي مررنا بها كما أنني تعلمت منك الكثير.

لاحت ابتسامة خفيفة على شفتي جواد، ثم قال: اذهب ودعني أكمل عملي.

ابتسم زين وخرج من غرفة المراقبة في الفندق متوجهًا نحو المصعد، ليذهب إلى جناحه وما هي إلا دقائق حتى دخله ورأى حور تتقدم نحوه بقلق وهي لا تزال ترتدي فستانها وقد تركت شعرها ينساب على جانبي وجهها وظهرها. سارع بعناقها قبل أن تسأله عن أي شيء وحاول التهرب قائلًا: سأدخل لأستحم بسرعة، لكن لمَ لمْ تبدلي ثيابك بعد؟

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now