الفصل 45 (روح مهشَّمة)

258 8 8
                                    

لا تنسوا التصويت وترك تعليقكم على الفصل والأحداث ❤🙏💓


استيقظت من الحلم الوردي الذي عاشته برفقة محبوبها في الأيام الماضية ما أن خرجت من الطائرة وعادت إلى أرض مصر. كم كانت تود لو كان بوسعهما البقاء لأيام أخرى، ولكن ليس باليد حيلة فهناك العمل الذي كان يلاحقهما طوال الوقت من جهة وهناك حفل الزفاف من جهة أخرى.

كان جواد وسيارات الحراسة بانتظارهما حيث فتح لها زين باب السيارة الخلفي وأغلقه بعد ركوبها، وراقبته يتحدث مع جواد لبضع دقائق قبل أن يوافيها وتنطلق السيارة بهما عائدين للمنزل.

التفتت نحوه متسائلة: ماذا هناك؟ هل حدثت مشكلة ما في غيابنا؟

ابتسم زين قائلًا: لا ... لا شيء ... لم تقولين هذا؟

أجابت حور: عندما رأيتك تتحدث مع جواد خشيت أن يكون هناك خطب ما.

ابتسم زين وجذبها إلى أحضانه قائلًا: لا شيء من هذا القبيل ... كنت فقط أطمئن على استعدادات حفل الزفاف وتأمينهم للفندق وما إلى ذلك ... نامي قليلًا ريثما نصل إلى المنزل.

طبع قبلة على جبينها، فابتسمت وأغمضت عينيها مستلمة لتلك السكينة التي تحتل كل ركن في جسدها ما أن تكون بين ذراعيه.

فتحت عينيها ما أن توقفت السيارة أمام المبنى، فنومها لم يكن عميقًا على أي حال. خرجا من السيارة وتولى أحد الرجال إحضار الحقائب. ما أن دخلا المصعد ضغطت على زر الطابق الذي تتواجد شقة أمه، فابتسم قائلًا: ألن نذهب إلى شقتنا؟

ابتسمت حور ونظرت له قائلة: هل يعقل ذلك قبل أن نسلم عليهم؟ خالتي تنتظر وصولنا وبالتأكيد أعدت لك أطباقك المفضلة.

اتسعت ابتسامة زين وهو يرمقها بحب، ثم جذبها إليه مقبلًا رأسها فهي تفكر به وبعائلته رغم تعبها وإرهاقها الواضح على وجهها. كان يفكر بأن يذهبا إلى شقتهما ويدعها ترتاح، ثم يذهب لرؤية أمه، ولكن ها هي تفسد ما خطط له بطيبة قلبها.

استقبلتهما أم يزيد بحرارة وحب جارف وكانت بالفعل قد أعدت مائدة مليئة بالأطباق التي يحبها زين ولم تنسَ حور بالطبع. اقترب زين من المائدة وهو يهتف بتعجب وسعادة عما سيفعله بكل هذه الأطباق اللذيذة وقد فات موعد الغداء وحل المساء. حثته أمه على تناول الطعام فهي تعلم بأنه لا يأكل جيدًا عندما يسافر أما حور فقد اعتذرت قائلة بأن لا رغبة لها بتناول الطعام بسبب عناء السفر، فظنت أم يزيد بأنها لا تريد الجلوس لأنها أعدت بعض السمك وقالت: ألا زال هناك رائحة للسمك في المنزل؟ لقد حرصت ألا يتبقى هناك أي رائحة يا ابنتي.

هزت حور رأسها نافية وقالت: أنا لم أنتبه للسمك حتى يا خالتي وليس هناك رائحة ... أنا فقط متعبة ولا يمكنني تناول الطعام الآن خاصة أنني أكلت بعض الوجبات الخفيفة على متن الطائرة.

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now