اقتباس

157 5 2
                                    

اقتباس من الفصل القادم من رواية (عمر روحي)
...................................................

انطلق بالسيارة متوجهًا إلى المنزل ليسمعها تقول دون أن تلتفت نحوه: احسب تكاليف الدواء وما دفعته للطبيب في هاتين المرتين وأخبرني كي أدفع لك.

رمقها باستهجان وقال: إما أنني سمعتك بشكل خاطئ وإما أنكِ تهذين بسبب الحرارة.ردت ببرود تحاول تصنعه من شدة غضبها وقهرها قائلة: لا أحب أن أكون مدينة للغرباء، لذا أخبرني من فضلك كي أدفع لك.ابتسم زيد بغضب قائلًا: يبدو بأنه علينا العودة للطبيب ليفحص عقلك.هتفت ليان بحنق: أنا أتحدث بجدية، فهلا احترمت رغبتي من فضلك؟أوقف زيد السيارة وهتف بها بغضب: أي رغبة هذه؟! ما الذي تهذين به الآن؟! كيف تقولين شيئًا كهذا لي؟!التفتت له وأجابت بنفس الغضب: وما الذي قلته ليغضبك بهذا الشكل؟! سأرد لك ما أنفقته عليَّ بسبب مرضي ... وإن شئت سأدفع لك ثمن طعامي وشرابي أيضًا.اقترب منها وقال من بين أسنانه: توقفي عن إثارة جنوني يا ليان.عقبت ليان بنبرة مماثلة: لم أفعل شيئًا ... أريد رد ديني فقط ... لا أحب أن أكون مدينة لشخص غريب.رمقها باستنكار قائلًا: غريب؟! أنا زوجكِ.ضمت شفتيها المرتعشتين وانسابت دموعها، ثم هزت رأسها نافية وهي تقول: لا ... لم تعد كذلك ... أنت من قلت بأن هذا الزواج محض تمثيلية.ضرب زيد مقعده بقبضته بغضب وهو يقول: انسي تلك الترهات التي تفوهتُ بها ... كنت أحمقًا حينها ... أنتِ زوجتي ... هل فهمتِ؟!انهارت ليان باكية بعد كلماته هذه وقالت بحرقة: توقف عن إرباكي وإدخالي في هذه المتاهة ... أنا لم أعد أعرفك ولا حتى أفهمك ... ما الذي تريده مني؟! ولمَ تفعل كل هذا بي؟! دعني وشأني لقد تعبت.لاذ كلاهما بالصمت بعد أن صرخت بوجهه بهذا الكلام، ثم عادت وانكمشت على نفسها في مقعدها وعادت لشرودها، ولم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع بينما انطلق هو بسيارته من جديد وقلبه يشتعل ألمًا وندمًا على ما فعله بها وعلى الحال الذي وصلت إليه بسببه.في الطريق لاحظ سيارة تتبعهما طوال الطريق رغم أنه توقف مرتين بعد خروجه من عيادة الطبيب إلا أنها لا زالت تتعقبهما. لم تكن سيارة الحراسة؛ فهو يعرفها ويعرف رقمها جيدًا فهذا جزء من النظام الذي اعتادوا عليه بأن عليهم حفظ وجوه الحراس وسياراتهم وأرقامها كي يلاحظوا أي سيارة غريبة تتبعهم.هاتف جواد على الفور وسأله قائلًا:- مرحبًا جواد، هل عينت سيارة حراسة جديدة لنا هنا؟- لا، لم أفعل. ماذا هناك؟- لاحظت وجود سيارة تتبعنا منذ خروجنا من عيادة الطبيب.- هل أنتما بخير؟- أجل، ليان مريضة وأخذتها للطبيب، لكنها بخير الآن.- حسنًا، أعطني نوع السيارة ورقمها الآن.- إنها ....- ليست ضمن سيارات الحراسة.- سأتهرب منها إذًا.- لا، لا تفعل. لا تدعهم يشكون بأنك اكتشفت أمرهم.- ماذا أفعل إذًا؟بدأ جواد يخبره بما عليه فعله وفي الوقت ذاته كلم حراس زيد وأملى عليهم أوامره أما ليان فقد انتابها الخوف من هذ المكالمة، والتفتت له متسائلة بقلق: هل هو مروان؟رمقها بزاوية عينيه وقال بجمود: لا نعلم بعد ... لكننا سنعرف قريبًا.عندما اقتربا من المزرعة قال بحزم: انزعي حزام الأمان وانزلي للأسفل بسرعة.حدقت به ببلاهة وخوف في الوقت ذاته، فهتف بحنق: هيا بسرعة ... لا يوجد وقت للتفكير.حررت نفسها من الحزام بالفعل ونزلت للأسفل وإذا به يقول: مهما حدث لا تتحركي من مكانك.ما أن وصل قرب بوابة المزرعة لف سيارته بشكل مفاجئ واعترض طريق تلك السيارة التي توقفت للحظات قبل أن تحاول العودة للخلف إلا أن سيارة الحراسة خاصته كانت قد حاصرتها من الخلف، ونزل رجاله يشهرون أسلحتهم. تفاجأت ليان به أيضًا يخرج سلاحه الذي تراه لأول مرة من أسفل مقعده، فتضاعف قلقها وأمسكت بسرواله عندما رأته يهم بالخروج قائلة بقلق: إلى أين؟ لا تخرج.نظر لدموعها ورأسها الذي تهزه برفض واضح، فابتسم وأمسك بيدها التي تتشبث بسرواله قائلًا: لا تخافي ... سأعود بعد لحظات.خرج زيد وأحكم إغلاق سيارته عليها بينما كانت هي ترتعش خوفًا من أن يكون مروان الذي أتى لينفذ ما هددها به سابقًا.


...........................................................

تصويتكم على الفصل دعم لاستمرار الرواية وزيادة مشاهداتها فلا تبخلوا بذلك 🙏

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now