الفصل 28 (ارتباك خوف ... أم عشق؟!)

287 9 4
                                    

لا تنسوا التصويت فضلًا وليس أمرًا

بدأت الشمس تغرب وتأخرا أكثر من المعتاد في المغادرة بسبب ضغط العمل. شعر بإرهاقها وتعبها، وعلم بأنها لم تأخذ استراحة الغداء لتنهي عملها خاصة أن زينة تتجاهلها ولا تساعدها مطلقًا. أوقف سيارته أمام أحد متاجر البقالة قائلًا: سأشتري لأمي بعض المستلزمات ... هل تريدين مرافقتي ... لتشتري شيئًا ما؟

نزلت من السيارة ورافقته إلى الداخل، ثم بدأت بجمع بعض المستلزمات للطهي والوجبات الخفيفة والشوكولاتة. كان يراقب اختياراتها بصمت ويبتسم خلسة فهو لا ينفك يشبهها بالطفلة. عندما اقتربا من قسم البوظة ابتسمت وسارعت الخطى حتى سبقته وبدأت تبحث بعينيها عن النكهة المفضلة لديها وإذا به يخرج العلبة ويمدها نحوها قائلًا: ها هي.

أمسكت بالعلبة ورمقته باستغراب متسائلة: كيف علمت بأنني أبحث عنها؟

ابتسم وأكمل طريقه، فتبعته ولم يعد بوسعها إخفاء فضولها أكثر خاصة بعد أن سألها الليلة الماضية إن كان ذلك الطفل هو من أخافها مجددًا ... كيف علم بالمرة الأولى إذًا؟! ... هل الجميع يعلم بما حدث معها أم ماذا؟!

- سيد زيد! كيف علمت بأنها نكهتي المفضلة؟

لزم الصمت وهو يبتسم وينظر في الأرجاء متجاهلًا سؤالها، فأسرعت بخطواتها ووقفت أمام العربة التي يجرها وقد عقدت حاجبيها قائلة: أخبرني من فضلك ... وكيف علمت بأن ذلك الطفل ضايقني من قبل؟

ابتسم زيد واقترب منها قائلًا: السؤال هو من كان الرجل الذي ساعدكِ في جمع أشياءكِ تلك الليلة؟

اتسعت عيناها وهمست بصوت متقطع قائلة: هل كان ... أنت؟!

ضمت شفتيها وبدا عليها الحرج فها قد رآها بموقف محرج آخر وهي لم تكن تدرك ذلك. طأطأت رأسها، ثم رطبت شفتيها وتساءلت قائلة: لماذا لم تخبرني من قبل؟

ابتسم زيد قائلًا: لأنني لم أكن أعلم ... لقد اكتشفت ليلة أمس بأنكِ الطفلة الباكية نفسها.

رفعت نظرها نحوه وقد عقدت حاجبيها وكررت جملته قائلة: الطفلة الباكية؟!

ابتسم زيد ومر من جانبها ليكمل طريقه، فشعرت بالحنق لظنها بأنه يسخر منها. استدارت وتبعته قائلة بنبرة حانقة: لست طفلة باكية ... كنت خائفة وحسب بسبب ذلك الشقي الصغير ... لقد كنت متوترة بالفعل وهناك العديد من التراكمات السابقة ... وما حدث تلك الليلة زاد الطين بلة.

لاحظ تعابير الأسى المرسومة على وجهها ولم يعقب. انتهيا من الشراء ووضع زيد المشتريات في السيارة بعد أن دفع الحساب عن مشترياتها أيضًا. كانت قد حاولت أن تدفع هي ثمن مشترياتها، فرمقها بحدة طالبًا منها التراجع. كانت محض نظرة وجملة جعلتها تطيعه على الفور دون نقاش. جلس كلاهما في السيارة ووجدت بأنه يحمل الكيس الذي يحوي علبتي البوظة، فأعطاها خاصتها بنكهة الفراولة بينما أخذ هو الأخرى قائلًا: يجب أن نأكلها قبل أن تذوب.

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now