الفصل 47 (دموع خذلان)

253 9 5
                                    

أتمنى لكم قراءة ممتعة❤

لا تنسوا التصويت ومواصلة التشجيع والدعم🙏


أنهيا صلاتهما معًا وافترشا الأرض يذكران الله ويرتلان القرآن حتى توقف هو ومال برأسه على كتفها. رفعت كفها بتلقائية إلى وجهه تمرره على وجنته بحنان وحب حتى انتهت هي الأخرى والتفتت نحوه وقبلت جبينه قائلة: تبدو مرهقًا ... تعال لننام.

نهضت وجذبته من يديه لينهض هو كذلك، ثم أجلسته على السرير حتى تمدد ووضعت الغطاء فوقه كطفل صغير وهو يبتسم بتعب. فتح ذراعيه كي تستقر في حضنه كالعادة، لكنها باغتته بالعكس فقد ضمت رأسه إلى صدرها وهو يطوق خصرها بذراعيه.

سحبت نفسًا عميقًا وقالت بحب:

- أعشق رائحتك ... رائحتك حلوة يا زين.

- لم أضع عطرًا لتقولي ذلك ... ربما غسول الجسم والشعر.

- زين! قلت رائحتك أنت.

ضحك بخفوت فهو يدرك هذا، لكنه يريد مشاكستها لا أكثر. بدأت تخلل أناملها في شعره بحب ولطف قائلة:

- العمل وحدك مرهق، أليس كذلك؟

- أجل، ولكن عليَّ احتمال ذلك. زيد عانى من هذا الوضع في فترة استعدادنا لحفل الزفاف.

- حبيبي على قدر المسؤولية وسيتمكن من فعل ذلك.

- سأنشغل عنكِ كثيرًا هذه الفترة ... لا تغضبي مني من فضلك.

- هل يعقل أن أغضب منك يا روحي؟!

- قد لا أتمكن من إيجاد وقت لتناول الطعام معًا حتى وستغادرين وحدكِ لأنني سأتأخر في العمل.

- يمكنني انتظارك إن شئت.

- لا ... ليس عليكِ تحمل هذا الإرهاق ... ستعودين لترتاحي في المنزل.

- حسنًا، كما تشاء.

شعرت بيده تتسلل خلسة أسفل قميص نومها وشفتيه تقتحم صدرها بجرأة، فابتسمت قائلة: زين! ألم تكن مرهقًا وتريد النوم؟!

شعرت بابتسامته تنعكس على صدرها، ثم قال: أنتِ افترضتِ ذلك ... أنا لم أقل شيئًا كهذا.

...........................................

أعد عشاءً بسيطًا على قدر مهاراته المتواضعة، ولم يستطع تجاهل أمرها أكثر من ذلك وهي التي لم تخرج من غرفتها حتى الآن ولم تأكل شيئًا. وضع الطعام على المائدة وصعد إليها يطرق باب غرفتها وهو يقول بجفاء يخفي به قلقه عليها: هيا انهضي ... العشاء جاهز ... لا يوجد خدم هنا ولا تتوقعي أن يحضره أحد إلى غرفتك ... تناولي طعامكِ إن كنتِ حقًا لا تهدفين من كل هذا أن تنالي الاهتمام أو التعاطف.

عمرُ روحيOnde histórias criam vida. Descubra agora