الفصل 23 (حفل زفاف)

370 10 2
                                    

يوم جديد ... بلد جديد ... حياة جديدة ومختلفة بانتظارها ... كلما اقتربت من باب الخروج في المطار يزداد تمسكها بيده التي تحتضن يدها ... تنظر من حولها بتيه وقلق دون تركيز فهي مرهقة للغاية ولم تنم جيدًا.

كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل وهم خارجين من المطار. لم يعلقوا كثيرًا في الإجراءات نظرًا لعلاقات زين الجيدة كما أن زيد كان بانتظارهم برفقة السائق. خرجوا جميعًا، فسارع السائق لأخذ الحقائب واحدة تلو الأخرى في حين هرع زيد لعناق زين، ثم صافح والد حور وأخيها.

قسموا أنفسهم ليركبوا السيارتين حيث ركبت أم حور وابنها وزوجته وطفلهما في سيارة بينما ركب زين وحور ووالدها مع زيد. كانت حور بالكاد تفتح عينيها، وتحاول أن تشغل نفسها بالنظر إلى الطريق دون جدوى، فلاحظ زين صمتها وإرهاقها بعد أن كان يتبادل الحديث مع زيد بشأن العمل وتحضيرات حفل الزفاف. جذب زين رأسها ووضعه على كتفه قائلًا: نامي قليلًا فلا زال هناك بعض الوقت حتى نصل المنزل. كانا يجلسان في المقعد الخلفي ووالدها في المقعد الأمامي المجاور لزيد وما أن سمعت ما قاله زين لها لم تتردد للحظة بوضع رأسها على كتفه والاقتراب منه، فابتسم وضمها إليه أكثر مقبلًا جبينها.

نظر زيد لانعكاسهما في المرآة الأمامية وابتسم قائلًا: يبدو بأن سفركم كان مرهقًا فوالدها نائم أيضًا.

تنهد زين بتعب وقال: مرهق للغاية يا زيد ... إجراءات وانتظار وتفتيش ... ربما بالنسبة لي كانت الإجراءات أسهل أما هم فلا ... كنت على وشك فقدان صوابي هناك ... حاولت حور منعهم من تفتيش حقيبة ملابسها وأخبرتهم بأنها ملابس عروس ... لشدة حرجها وتوترها شكوا بأمرها ... تخيل بأنهم اقتادوها لأحد الغرف وجعلوا مجندة لعينة تفتشها تفتيشًا ذاتيًا ... وأنا لم أستطع منع ذلك.

كان يتحدث بغضب مكتوم وبصوت منخفض، فعقب زيد بنفس النبرة كي لا يوقظ حور وأبيها قائلًا: اللعنة عليهم ... لقد استغربت عندما قمت بتأجيل موعد الرحلة ... ولكنني فهمت الآن ... لا بد من أن حور شعرت بالخوف.

ابتسم زين قائلًا باستنكار: من التي شعرت بالخوف؟! لو لم نقم أنا ووالدتها بتهدئتها لضربت المجندة ... عيناها كانتا تطلقان الشرر ... إنها قوية وجريئة أكثر مما كنت أظن.

قال جملته الأخيرة وهو يرمقها بحب واضعًا يده الأخرى على رأسها، ثم قبل جبينها. بقي صامتًا للحظات، ثم قال وهو يحدق من النافذة بشرود: في الوقت ذاته هي طيبة للغاية ... ليس لديها ذلك المكر والدهاء ... بل لا تستوعب لمَ يفعل الناس ذلك ولأي غرض ... لا يمكنك تخيل مدى خوفي عليها ونحن لدينا كل هؤلاء الأعداء ... فهناك من سيكرهها دون أن يعرفها ... أنا خائف عليها يا زيد.

عقب زيد متسائلًا: هل تخشى أن تحاول ندى إيذائها؟

نظر له زين وتنهد بتعب قائلًا: أتظنها لن تفعل؟ ستفعل الكثير، لذا يجب أن نكون حذرين فهي لن تصمت ولن تهدأ قبل أن تنتقم، لكنني لا أريد تحذير حور بشأنها كي لا تخاف فهي بالفعل قلقة ومتوترة بسبب انتقالها وتغير نمط الحياة عليها.

عمرُ روحيTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon