الفصل 53 (محنة)

227 8 6
                                    

لا تنسوا التصويت لدعم الرواية واستمرارها ❤🙏

تقول هيلين كيلر :" نحن لا نموت حين نفقد من نحب، فقط نكمل الحياة بقلب ميت".


وقف ثلاثتهم أمام الغرفة التي تتواجد فيها حور مع الأطباء والدموع تنهمر من عيونهم. حاول زيد التماسك من أجل أخيه واقترب مربتًا على كتفه وهو يمسح دموعه قائلًا: ستكون بخير ... بإذن الله ستنجو.

رفع زين عينيه للأعلى وهو يردد كلمة "يا رب" راجياً بحرقة. خرج الطبيب بعد وقت لا بأس به، فهرعوا نحوه يسألونه عنها، فقال: لقد قمنا بالإجراءات اللازمة بشكل مبدئي ... الحمد لله بأنكم لم تتأخروا بإحضارها وجسدها لم يمتص جرعة السم الجديدة بأكملها ... سنبدأ بالتحاليل والفحوصات لنقيم حالتها ... ادعوا لها.

تساءل زين بقلق وخوف: هل تجاوزت مرحلة الخطر؟ هل هي بخير الآن؟

أخذ الطبيب نفسًا عميقًا وقال بهدوء: ستبقى تحت المراقبة في الوقت الحالي ... لا يمكننا قول شيء عن حالتها حتى نعرف ما هي المادة السامة ونرى ما سببته لها من ضرر لنبدأ العلاج.

اختل توازن زين فها هو يخبره بطريقة غير مباشرة بأنها لا زالت في خطر. أمسك زيد بأخيه وجذبه ليجلس على المقعد المجاور وعينيه تحدق أمامه بشرود وعدم تصديق في حين وضعت ليان يدها على فمها تمنع صوت شهقاتها وعادت بخطواتها للخلف حتى استندت بظهرها على الحائط. التفت لها زيد وتقدم نحوها بسرعة وضمها إلى صدره قائلًا: لا تخافي ... ستكون بخير ... لا تبكي ... عليكِ بالدعاء لها وحسب.

...................................................

اندفع جواد من المصعد كعاصفة محملة بالنيران التي ستحرق كل ما قد يقابلها. صرخ بعلو صوته وهو يملي أوامره على رجاله الموثوقين الذين كلفهم مسبقًا بحراسة الطابق وعدم السماح لأحد بالاقتراب من المكاتب وعدم لمس شيء مطلقًا.

الجميع ينظرون له بخوف ويتجنبون حتى البقاء في مرمى بصره. اقتربت زينة التي ظنت بأن معرفتهما التي دامت لسنوات ستشفع لها عنده وسيجيها على سؤالها عندما سألته عن حال حور وإذا به يرمقها بنظرات حادة غاضبة وكأنه على وشك قتلها، ثم قال من بين أسنانها: اجلسي خلف مكتبك ولا تجري أي اتصالات.

ثم نظر لذراعه الأيمن المدعو "حسن" وهتف بحدة: حسن! اجمع هواتف الجميع واقطع الانترنت عن الشركة بأكملها .... لا أريد لأي شخص هنا أن يتواصل مع أحد خارج هذا المكان.

اقترب حسن ليأخذ هاتف زينة التي استنكرت الأمر ورفضت منحه له، فاندفع جواد نحوها وأخذ الهاتف من يدها، ثم قال وهو ينظر في عينيها بنظرات جعلت الرعب يدب في أوصالها: حرف آخر وسأدفنك مكانك هنا.

بدأ الرجال ينفذون المهمات التي أوكلها لهم واحدة تلو الأخرى، والمتذمرين من الموظفين كانوا يصمتون فور رؤيتهم لوجه جواد الذي كان كافيًا لجعلهم يصابون بالذعر منه.

عمرُ روحيOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz