الفصل 85 (أرواح حائرة)

180 16 6
                                    

لا تنسوا التصويت فضلًا ⭐🙏

دخل جواد لمكتب الضابط وعرف بنفسه لينهض الآخر باحترام مرحبًا به؛ فالجميع يسمع باسمه حتى لو لم يحدث ويقابلوه من قبل. سأله جواد عن أوس وسبب القبض عليه، ليقول الضابط: لقد ضرب طبيبًا ضربًا مبرحًا وبالكاد استطاع الناس هناك إبعاده عنه. الطبيب في المستشفى الآن يتلقى العلاج وسنرى إن كان سيصر على توجيه التهم له أم لا.

همهم جواد وقال: هل يمكنني رؤية أوس؟

طلب الضابط من العسكري إحضار أوس، فأتى بعد دقائق بحال غريب وكأن عمره قد تضاعف وقد ذبلت عيونه الشاردة وملامحه بدا عليها الحزن والألم.

جلس أوس بشرود على الكرسي المقابل لجواد وتنبه لصوت جواد وهو يقول: أوصلت مرام لبيت وتين كي تبقيا معًا ريثما تخرج.

أومأ له أوس بصمت وقد بدأت الدموع تجتمع في مقلتيه، ليتساءل جواد: لماذا ضربت الطبيب؟

انسابت دموع أوس وغطى وجهه بكفيه، فاستغرب جواد حاله وقال: حالته جيدة وسأتحدث معه بنفسي كي يسقط التهم عنك وتخرج، لا تقلق.

رفع أوس رأسه وقال بحرقة: قال لي بأن مرام ستموت خلال أشهر ... السرطان منتشر في معدتها.

أغمض جواد عينيه للحظات مشفقًا على حال هذه الفتاة، ثم عقب قائلًا: دع الطبيب يقول ما يريده فالأمر في النهاية بيد الله وحده ... سنساعدك لتعالجها في أفضل المستشفيات في الخارج... لا تيأس ولا تنهار فهي بحاجتك في وقت كهذا لتقويها وتشد من أزرها وترفع معنوياتها ... لا تبكي أمامها بهذا الشكل وتنهار.

رد أوس بانهيار تام: لا يمكنني فقدانها ... لا يسعني العيش من دونها ... لا أستطيع.

أشفق جواد عليه رغم أنه لا يحبه كشخص، ولكنه جرب هذه المعاناة من قبل، ثم نهض وربت على كتفه قائلًا: تمالك نفسك وكن قويًا ... زوجتك بأمس الحاجة إليك الآن ... سأذهب إلى الطبيب وأترك المحامي هنا ليقوم بعمله.

أومأ له أوس بالموافقة، ثم خرج جواد وتحدث مع المحامي قليلًا وخرج متوجهًا إلى المستشفى ليتحدث مع الطبيب.

..........................

كانت مرام تجلس مع وتين في غرفتها وهي متوترة للغاية وبالكاد تحبس دموعها، ثم نظرت لوتين قائلة برجاء: هاتفي جواد واسأليه ماذا حدث.

ردت وتين قائلة: يا مرام لم يمضِ الكثير منذ أن كلمته ... قال بأنه محض شجار بسيط وسيتحدث مع الطرف الآخر ليسقط الشكوى.

طأطأت وتين رأسها تمسح دموعها قبل أن تسقط على وجنتيها، لتقول وتين بحيرة: لا أصدق بأنه تشاجر فقد كان دومًا يبدو هادئًا ومرحًا وليس من الرجال الذي يستعملون العنف.

لم تعقب مرام وهي تتذكر كيف كان يغضب وينفعل بسبب كلامها أو إهانتها له، ولكنه ما أن يراها تبكي أو تتألم يهدأ وينسى كل شيء على الفور وكأنه لم يكن غاضبًا منها منذ لحظات.

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now