الفصل 8 (هل هي بداية حب؟!)

388 13 7
                                    

وصلت الضيفتان واستقبلتهما والدة زين وحنان بترحيب حار، وخلال الترحيب كان زين وكذلك الفتاة يشعران بالإحراج، فكلاهما يعلم سبب هذه الدعوة حتى لو كانا يدعيان العكس. كانت الفتاة ذات ملامح جميلة، وترتدي قميصًا طويلًا بعض الشيء مع سروال واسع بالإضافة إلى حجابها.

حاول الجميع فتح أحاديث مختلفة للتعارف خاصة حنان التي تولت أمر هذه المهمة ببراعة. كانت الفتاة تشعر بالخجل من التحدث مع زين أو توجيه أي سؤال له في حين اكتفى هو بسماع حوارها مع البقية. تولت أمها توجيه الأسئلة له بدلًا من ابنتها، وكانت بين الحين والآخر ترمقها بنظرات ممتعضة كي تتحدث معه دون جدوى.

همست الأم في أذن حنان، فابتسمت الأخيرة ونهضت قائلة: يزيد، تعال معي.

نظر لها باستفهام، فأشارت له أمه كي يتبعها بصمت حيث توجها إلى المطبخ وعندما رأى ابتسامة حنان وحماسها تنهد قائلًا: خطة من أمي صحيح؟ ماذا ستفعلان؟

أشارت له حنان ليصمت وقالت: هيا ساعدني بوضع الأطباق على المائدة.

خرجت من باب المطبخ ونادت زيد كي يأتي هو الآخر. استغرب زيد وأشار بسبابته إلى نفسه، فقالت أمه بسرعة: اذهب لترى ماذا تريد زوجة أخيك.

نظر لها زيد بريبة، ولكنه نهض دون جدال وما أن دخل نظر لأخيه وزوجته قائلًا: ماذا هناك؟ الوضع مريب.

رد يزيد بتعب: مؤامرة جديدة ونحن قطع الشطرنج خاصتهما.

ضحك زيد بخفوت، فقالت حنان بحدة: اصمتا، هيا جهزا المائدة لنرى ماذا سيفعلان.

عقد كل من يزيد وزيد حاجبيه وحاولا استراق السمع لمعرفة ما هي خطة والدتهما وإذا بها تنظر للفتاة وتطلب منها أن تحضر لها دواء الضغط من غرفتها. كان زين يشعر بأنها تخطط لأمر مريب كعادتها كي تضعه تحت الأمر الواقع، فرمقها بريبة وقال: أنا سأحضره يا أمي ... لماذا لم تطلبيه مني؟

ابتسمت بانزعاج وكم كانت تود أن تضربه ليصمت، لكنها سرعان ما وجدت ذريعة وأعطته هاتفها قائلة بأنها تريده أن يرسل رسالة لأخيها بما أنها لا ترتدي نظارتها. نهضت الفتاة متوجهة إلى غرفة الأم والتي أردفت بسرعة: سأتعبك حبيبتي بإحضار نظارتي أيضًا ... ستجدينها على طاولة الزينة مع الدواء.

ابتسمت الفتاة وردت بذوق عليها، ثم تابعت طريقها وما أن دخلت الفتاة وبدأت البحث قالت والدة زين وهي تدعي النسيان: آه ... لقد نسيت ... وضعت النظارة على الطاولة الجانبية للسرير والدواء في الدرج ... اتبعها وأحضرهما كي لا تستمر بالبحث دون جدوى.

رمقها زين بنظرات متفحصة ثاقبة وقال هامسًا: نسيتِ؟! أهذه هي حيلتك؟ هل من اللائق أن نكون في غرفة النوم؟

قرصته أمه وهي تبتسم، فتأوه بخفوت في حين انفجر أخويه ضاحكين فقد أدركا ما فعلته به للتو. نهض زين متذمرًا ودخل الغرفة التي كانت مفتوحة بالفعل، لكنه طرق الباب وحرص على إبقاء الباب مفتوحًا وقال: أمي تركت النظارة والدواء في مكان آخر ... آسف لأنها شغلتك بأمر كهذا.

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now