الفصل 75 (ليلة عصيبة)

176 10 7
                                    

نزلت الفصل بدري قبل موعده 🔥❤ ... أتمنى يعجبكم ولا تنسوا التصويت ⭐🙏

جلس عند الباب يستمع لصوت بكائها بحسرة وألم حتى توقف بعد مدة ليست بالقصيرة. نهض وفتح باب الغرفة المجاورة التي يفترض بأن تكون غرفة الأطفال، ثم فتح الباب المشترك الذي لم تكن تعلم بوجوده؛ فهي لم تأتِ سوى مرة واحدة برفقته مع أمها وزوجتي أخويها كي يرتبوا ملابسها، وكانت كعادتها شاردة ولا شيء يثير اهتمامها مطلقًا.

دخل بهدوء شديد، فوجها تجلس أرضًا وتضع رأسها على الأريكة، ليعلم بأنها نامت من شدة البكاء والتعب على وضعيتها هذه. شعر بالتردد بالاقتراب منها لتعديل وضعية نومها فإن بقيت على هذا الحال ستتألم، وإن حاول تحريكها ونقلها ستستيقظ. تذكر ما قالته مرة والدتها ممازحة عن نومها الثقيل مما شجعه على الاقتراب وحملها بهدوء إلى السرير، ثم خلع نقابها وحجابها وفك عقدة شعرها ليفرده بجانبها، ولم يستطع منع نفسه من مداعبة خصلاتها الناعمة بأنامله والتحديق بقسمات وجهها الساحرة، ثم همس لها قائلًا: صدقيني لن أؤذيكِ ولن أفعل شيئًا رغمًا عنكِ.. امنحيني فرصة فقط يا مرام.. فرصة واحدة وحسب لتغيري رأيكِ بي.

................................

أوصلها لمنزلها عقب إيصاله لصديقتها سلمى أيضًا تحت ذريعة تأخر الوقت والشهامة بالطبع. كان الصمت يسود الأرجاء وكلاهما لا يدري ماذا يقول أو بماذا يعقب على ما طلبه أو بالأحرى أمره لها بشأن أحمر الشفاه ذاك. تشعر بمزيج من المشاعر ما بين خجل وسعادة لم تجربه من قبل حتى مع خاطبها السابق. كانت تظن بأنها تحب ذلك الخائن، ولكن بعد ما اختبرته من مشاعر مع هذا الجواد باتت تعلم ما هو الحب حقًا. سألت نفسها إن كان حقًا معجبًا بها فلمَ لا يزال صامتًا حتى اللحظة؟ لمَ لا يعترف لها بذلك؟ أليس مستعدًا للارتباط الرسمي أم أنه ليس واثقًا من مشاعره تجاهها؟!

الكثير من الأسئلة والاحتمالات كانت تدور في رأسها بسبب صمته هذا بينما كان هو بالفعل في حيرة من أمره. قلبه يريدها ويعلم بأنه إن رفض هذه المشاعر وابتعد عنها فلن يدق قلبه لامرأة في حياته مجددًا في حين كان عقله يرفض الأمر وبشدة خشية تكرار الماضي؛ فهو لا يريد أن يفقدها هي أيضًا، ولا يريد نقطة ضعف جديدة يستغلها أعداؤه ضده، ولا يريدها أن تتأذى بسببه.

توقفت السيارة أمام المبنى الذي تقطن فيه وتين، فالتفتت له وقالت: شكرًا على إيصالك لي.. تصبح على خير.

كانت نظراتها تبدو كما لو أنها تطالبه بالتحدث.. كأنها تترقب منه قول شيء يعلمه جيدًا، لكنه لم يفعل، بل رد عليها بصوته الرخيم الذي يحفه البرود: وأنت من أهله ... انتبهي لنفسك.

أدركت بأنه لن يتحدث، فنزلت من السيارة ودخلت المبنى ليتنهد هو بضيق من نفسه ومن حيرته، ثم انطلق بسيارته غافلًا عن ذلك الذئب الذي يتربص بتلك المسكينة.

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now