الفصل 27 (لآخر نفس)

274 8 2
                                    

لا تنسوا الضغط على النجمة للتصويت

خرج كلاهما وتوجه زين لضغط زر طلب المصعد في حين قرع زيد جرس شقة ليان. فتحت ليان الباب وما أن رأته حتى تذكرت الموقف السابق وابتسمت وهي ترد عليه تحية الصباح. أجلى زيد صوته وقال بجمود: لنذهب إن كنتِ جاهزة.

خرجت ليان وتبعته لتجد زين يقف أمام المصعد، فألقت تحية الصباح ورد عليها زين بلباقته المعتادة، ثم عقب قائلًا: كيف أصبحتِ؟ هل أنتِ بخير الآن؟

ابتسمت بحرج وردت قائلة: الحمد لله ... آسفة على إزعاجكم ليلة أمس.

دخلوا المصعد وعقب زين قائلًا: نحن من عليه أن يعتذر كونكِ تعرضتِ لمثل هذا الموقف في مكان يفترض أن تشعري فيه بالأمان وهو من ضمن مسؤوليتنا.

رد زيد: هذا صحيح، لذا قمت بالإجراءات اللازمة ولن يتكرر الأمر، ومن تجرأ على الاقتراب منكِ سينال عقابه.

رفع زين حاجبه وهو يستمع لنبرة زيد التي بدت له حانقة أكثر مما ينبغي فرغم خطورة الموقف إلا أنها لم تتأذى بفضل الله، وسيكون كل شيء تحت السيطرة حتى لا يتكرر الأمر، فما سر غضبه وانفعاله بشأن من حاول الاقتراب من ليان لهذه الدرجة؟! هل يعقل بأن ما خطر في ذهنه للتو في محله؟! لن يعقب، بل سيترك الأمر للوقت كي يراقب ويرى ما يدور من حوله.

...........................................

وصلوا إلى الشركة حيث دخل زين وتبعه زيد وليان، وبدأ الموظفون بالترحيب به وتهنئته على زواجه. مشى بخطوات ثابتة نحو مكتبه، ليجد زينة تقف بسرعة ما أن رأته وكأنها تلتهمه بعينيها فرغم شوقها له إلا أنها غاضبة منه ومن نفسها. كم ودت أن تركض نحوه وتهزه بقوة وتعنفه بسبب الألم الذي تعيشه الآن بسبب حبها له؟! ضاعت سنوات انتظارها له هباء منثورًا، وفازت به فتاة لا تدري كيف ومتى التقى بها.

وقف زين أمام مكتب زينة وأدرك بفراسته النار المستعرة في قلبها، والغضب الذي يقطر من عينيها رغم الابتسامة المرسومة على وجهها.

- كيف حالك يا زينة؟

- بخير يا سيد زين ... تهانينا لك ... بمناسبة زواجك.

- شكرًا لكِ ... العقبى لكِ بإذن الله يا زينة.

ابتسمت بحنق وهي ترمقه بنظرات كالسهام في حين اقتربت ليان وجلست خلف مكتبها أما زيد فقد وقف بجانب زين وقال: هيا لنناقش بعض الأمور.

ثم نظر لليان وطلب منها إحضار ملف ما، ودخلا إلى مكتب زين الذي بدا عليه الحنق وقال:

- لماذا لم تقم بنقلها حتى الآن؟ ألم تقل بأنه يمكننا الاعتماد على ليان؟

- أجل، لكنها رفضت قرار النقل.

- ماذا؟

- لقد تفاجأت مثلك ... ظننتها ستجده مهربًا أو حلًا لها ... لكنها رفضت وقالت بأنها ستبقى هنا.

عمرُ روحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن